
شبكة النبأ تحاور د. رنا ريس عراك حول دور نانو الزنك والمواد العضوية في تعزيز صفات نبات الديباج
إن نبات الديباج أو بالأحرى شجيرة الديباج تصنف على أنها من النباتات البرية الصحراوية التي تتميز بالصفات التشريحية القاسية حتى تواكب التطرف البيئي الموجود بالبيئات الحارة لذلك تحاول استخدام المواد العضوية مع الزنك حتى تتأقلم وتواكب الأجواء الطبيعية المنتشرة بالمدن والأراضي الطبيعة وبالتالي فائدته تعزز النمو لهذا النبات...
في ضوء الاهتمام المتزايد بتطوير الزراعة المستدامة وتعزيز قدرة النباتات البرية والطبية على مواجهة الظروف البيئية القاسية، أجرينا هذا الحوار مع الدكتورة رنا ريس عراك، التدريسية في الكلية التقنية المسيب/ جامعة الفرات الأوسط التقنية.
تناولنا خلاله دراستها الرائدة التي ركزت على تأثير نانو الزنك والسماد العضوي على الخواص التشريحية لنبات الديباج، وهو من النباتات الصحراوية ذات الأهمية الطبية.
سعى هذا الحوار إلى تسليط الضوء على الأبعاد العلمية والعملية لهذه الدراسة، واستكشاف إمكانيات تطبيق نتائجها في تحسين الزراعة البيئية والصناعات الدوائية.
إن نبات الديباج أو بالأحرى شجيرة الديباج تصنف على أنها من النباتات البرية الصحراوية التي تتميز بالصفات التشريحية القاسية حتى تواكب التطرف البيئي الموجود بالبيئات الحارة لذلك تحاول استخدام المواد العضوية مع الزنك حتى تتأقلم وتواكب الأجواء الطبيعية المنتشرة بالمدن والأراضي الطبيعة وبالتالي فائدته تعزز النمو لهذا النبات.
كيف يمكن لنانو الزنك أن يُحدث تغيرات على المستوى الخلوي أو الأنسجة في نبات الديباج؟
دوره في التفاعلات الحيوية المؤدية لتشكيل الكلوروفيل إذ يسهم الزنك بصورة غير مباشرة في تمثيل الكلوروفيل من خلال تأثيره المباشر في تكوين وإنتاج الاحماض الامينية ومركبات الطاقة إذ أنه عزز كفاءة النبات في امتصاص الفسفور كما أنه يعد عاملًا مساعدًا لعمل انزيم Carbonic anhydrase الذي يلعب دور منظم buffer للأس الهيدروجيني داخل البلاستيدات الخضراء ومن هنا يحافظ على البروتينات من فقدان طبيعتها الحيوية اضافه الى دوره الفعال بكونه عاملا مساعدا مضادا للأكسدة.
استعمل السماد العضوي السائل Drin إيطالي المنشأ مع عنصر الزنك الذي يدخل في عملية تمثيل البروتينات والكربوهيدرات الموجودة بالنبات لذلك يعزز ويقوي النتروجين على المستوى التغذوية لذلك وجود عنصر N وتحويله إلى أحماض أمينيه ومن ثم بروتينات أما على المستوى الخلوي فهو يحفز إنزيم RNA بوليمريز والمسؤول عن بناء الحامض النووي أضافة إلى أنه يدخل في تركيب الكلوروفيل وأيضًا يعتبر الزنك وحدة بناء الحامض الاميني التربتوفان الذي تبنى منه الأوكسينات ويعمل أيضا على تحفيز الإنزيمات لذلك فهو مؤثر جدًا على الجانب الخلوي.
هل لاحظتم فروقاً واضحة بين التأثير الفردي لكل من نانو الزنك والسماد العضوي مقارنةً بالتأثير المشترك بينهما؟
نعم، التأثير المشترك يكون أكثر كونه معززًا للنمو وبما أنه التأثير المفرد لكل من السماد العضوي وعنصر الزنك موجود لذلك يكون التأثير المشترك أكثر تعزيزًا للنمو.
ما هي أبرز التغيرات التشريحية التي رُصدت في الأنسجة النباتية، سواء من حيث السماكة أو التنظيم الخلوي؟
التأثير المعنوي لنانو الزنك يعزى إلى مساهمة الزنك في نمو النبات مساهمة فعالة في العمليات الحيوية الرئيسية في النبات متمثلة بالمسارات الحيوية للخلايا المرستيمية المؤدية إلى تراكم الكتلة الحية وكذلك يؤدي إلى زيادة في تخليق وإنتاج البروتينات من خلال التحفيز الكيميائي أو إنه يحافظ على بنية البروتين واستقراره وتعزيز الخصائص الفيزيائية والبيولوجية للأوراق والذي انعكس على الصفات التشريحية لنبات الديباج.
هل تشير النتائج إلى تحفيز في النمو أو مقاومة أعلى للضغوط البيئية نتيجة لهذه المعاملات؟
بما أن هناك شدود فإن المادة العضوية هي ماده غذائية وبنائية للتربة تعمل كمادة لاصقة تعزز من بناء التربة وتحتفظ بالمحتوى الرطوبة للتربة وتقلل من نمو المسببات المرضية لأنها تزيد حرارة الوسط فكل هذه المؤثرات تعزز من نمو النبات الواقعة تحت تأثير الشد أما بالنسبة للزنك فأكيد لأنه يحفز الأوكسين بناء الكلوروفيل وتمثيل الكربوهيدرات والبروتينات ويحفز أنشطة الإنزيمات لذا ادواره واضحة تحت تأثير الشد.
كيف تفسرون دور الجزيئات النانوية في التأثير على البناء الداخلي للنبات مقارنةً بالمدخلات التقليدية؟
دقة حجم الجزيئات النانوية حركتها أسرع وانتقالها داخل النبات أسرع وبهذا تكون العمليات الحيوية والفسيولوجية لعنصر الزنك داخل النبات يكون تمثيلها بصورة أعلى من قبل الخلية لذا تعد أدوار النانو كسرعة انتقال تؤدي إلى سرعة الاستجابة اللي يؤديها الزنك داخل النبات.
نعم، خاصة العناصر الصغرى إذا استعملت تراكيز أعلى من التراكيز الموصى بها تسبب سمية حادة جدًا لأن النبات لا تتحمل التراكيز العالية من العناصر الصغرى.
ما مدى قابلية تطبيق هذه النتائج عملياً في الزراعة المستدامة أو في تحسين جودة النباتات الطبية مثل الديباج؟
يعتبر نبات الديباج من النباتات الطبية جدًا لأنها تحتوي على طيف واسع من المركبات الطبية لذلك محاولة استخدام الأسمدة العضوية كوسيلة نبتعد عن الكيمياويات حتى نحرر المواد الفعالة طبيًا من أي مواد كيميائية ضارة فبالتالي على المستوى البعيد إذا كان هناك استدامة أو تنمية مستدامة ممكن نعزز هذا الجانب من خلال استخدام المادة العضوية في تركيز المادة الفعالة طبيًا مستقبلًا.
هل يمكن تعميم نتائج هذه الدراسة على نباتات أخرى، أم أن التأثير يظل خاصاً بالديباج فقط؟
ممكن تعميم هذه العوامل على نباتات أخرى إذا كانت الظروف التصنيفية والنباتات تقع ضمن العائلة الواحدة أو مشتركة تصنيفًا ممكن أن أعمم هذه التجربة على النباتات الأخرى وسوف يتم تعزيز نمو نباتات أخرى إذا كانت العوامل والنتائج مجدية خاصه النباتات الطبية التي تمتاز بجوانبها الطبية وتعزز النمو وافيد كمادة اولية في الصناعات الصيدلية، ومن الأمثلة هي نبات البروكلي ونبات المورينجا ونبات الونكا وكذلك أشجار الكينوا.
ختامًا، تؤكد نتائج هذه الدراسة على أهمية التوجه نحو استخدام التقنيات النانوية والمواد العضوية كوسيلة فعالة لتعزيز نمو النباتات الطبية، مع الحفاظ على نقاء مكوناتها الحيوية. وقد أثبتت التجربة التي تناولها البحث أن التداخل المدروس بين نانو الزنك والسماد العضوي يمكن أن يسهم في تحسين الكفاءة الخلوية والتشريحية للنباتات، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير الزراعة المستدامة. إن الجهود العلمية لدكتورة رنا ريس عراك تمثل خطوة واعدة في مسار خدمة البيئة والصحة العامة عبر الابتكار الزراعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ يوم واحد
- ليبانون 24
تغيّرات خطيرة... هكذا تؤثر قلّة النوم لمدة 3 ليالٍ على الصحة!
حذّرت دراسة حديثة نُشرت نتائجها مؤخرًا من تأثير قلة النوم على صحة القلب، مؤكدة أن الحرمان من النوم حتى لفترة قصيرة قد يسبب تغيّرات بيولوجية خطيرة في الدم ، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، بحسب تقرير موقع "ساينس أليرت". وأوضحت الدراسة التي أجرتها جامعة أوبسالا في السويد أن النوم لمدة أربع ساعات فقط في الليلة، ولمدة ثلاث ليالٍ متتالية، يكفي لتحفيز ارتفاع مستويات بروتينات التهابية في الدم، والتي تُعتبر مؤشرات بيولوجية لمشاكل قلبية محتملة، مثل فشل القلب، الرجفان الأذيني، وتصلب الشرايين. وشملت الدراسة 16 شابًا يتمتعون بصحة جيدة، حيث تبين أن تقييد النوم يؤثر على حوالي 90 نوعًا من البروتينات في الدم. وأظهرت التحاليل زيادة واضحة في هذه البروتينات بعد فترة قلة النوم، مما يدل على استجابة التهابية نشطة داخل الجسم. كما أظهرت النتائج أن الأثر الإيجابي المتوقع من ممارسة التمارين البدنية – خاصةً في تعزيز بروتينات مفيدة مثل BDNF والإنترلوكين-6 – يتضاءل بشكل ملحوظ بعد النوم السيء؛ ما يُضعف من قدرة الجسم على التكيف الإيجابي مع الجهد البدني. وأشارت الدراسة إلى أن توقيت سحب عينات الدم له تأثير كذلك، إذ لوحظ تباين في مستويات البروتينات بين فترتي الصباح والمساء ، وكان التباين أشد وضوحًا عند تقييد النوم؛ ما يُبرز تأثير النوم على إيقاع الساعة البيولوجية والوظائف الهرمونية في الجسم. وتؤكد هذه المعطيات أن النوم ليس رفاهية، بل ضرورة بيولوجية، وأن اضطرابه يُسهم بصمت في إحداث تغيرات التهابية قد تضعف القلب وتُمهّد لأمراض مزمنة؛ ما يستدعي إعادة النظر في أنماط النوم في ظل تسارع وتيرة الحياة المعاصرة. (آرم)

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
مكون شهير في مشروبات الطاقة يغذي خلايا سرطان الدم
أظهرت دراسة أن أحد مكونات مشروبات الطاقة الشائعة مرتبط بتطور سرطان الدم، مما دفع الباحثين إلى التحذير من الإفراط باستهلاك هذه المشروبات. وكشفت الدراسة التي أجراها فريق من معهد ويلموت للسرطان في جامعة روتشستر، ونشرت بمجلة "نيتشر" أن حمض التورين الذي يُستخدم بكثرة في مشروبات الطاقة مثل "ريد بول" و"سيلسيوس"، قد يساهم في تغذية خلايا سرطان الدم وتعزيز نموها. وتبين أن خلايا سرطان الدم تمتص التورين وتستخدمه كمصدر للطاقة من خلال عملية تعرف بـ"تحلل الغلوكوز"، حيث يتم تحليل الغلوكوز في الخلايا لإنتاج الطاقة الضرورية لانقسامها وتكاثرها، وفق ما نقلته صحيفة "اندبندنت" البريطانية. موجود بشكل طبيعي في البروتينات ويُعد التورين، وهو حمض أميني موجود بشكل طبيعي في البروتينات مثل اللحوم والأسماك، مكوناً شائعاً في مشروبات الطاقة الشهيرة. ويُمكن أن يُساعد في توازن السوائل والأملاح والمعادن. وتشير الدراسة إلى أن الخلايا السرطانية في الفئران تغذّى بالتورين: "يمكن لمكملات التورين أن تُسرّع تطور المرض بشكل ملحوظ لدى الفئران ذات المناعة الطبيعية، مما يشير إلى أن التورين يُمكن أن يُعزز تطور سرطان الدم". ومن اللافت أن التورين استُخدم في بعض الأحيان لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي لمرضى سرطان الدم. إلا أن الدراسة تُحذر من أن الإفراط في التورين، خاصة عبر المكملات ومشروبات الطاقة، قد يمنح الخلايا السرطانية "وقودا إضافيا"، ما يساهم في تفاقم المرض. ويدعو الباحثون إلى إعادة تقييم استخدام التورين، خصوصا لدى المصابين بسرطان الدم أو أولئك الذين يستهلكون مشروبات الطاقة بانتظام، بالنظر إلى سهولة توفره وانتشاره الواسع. وعلى الرغم من أن النتائج لا تزال أولية وتتطلب المزيد من الأبحاث، يرى فريق الدراسة أن الحد من امتصاص التورين في الخلايا السرطانية قد يفتح الباب أمام خيارات علاجية واعدة. كما يعمل الباحثون حاليا على دراسة احتمال وجود علاقة بين التورين وأنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 6 أيام
- ليبانون 24
"كوفيد طويل الأمد" يخلّف أضراراً محتملة في الدماغ!
يواصل العلماء استكشاف الآثار المستدامة لفيروس كورونا ، في ظل تزايد الأدلة على وجود تبعات عصبية ومعرفية تطال المتعافين من العدوى الحادة. وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مؤسسة "كورويل هيلث" في ولاية ميشيغان الأميركية عن مؤشرات بيولوجية مقلقة لدى المصابين بـ" كوفيد طويل الأمد"، تسلط الضوء على تلف محتمل في الدماغ. وشملت الدراسة 17 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عاماً، من بينهم 10 مرضى يعانون من أعراض طويلة الأمد للفيروس، و7 مشاركين أصحاء. وركز الباحثون على اختبارات إدراكية ولغوية دقيقة، إلى جانب تحليل مؤشرات الالتهاب ومستويات البروتينات الحيوية في الدم. وأظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 33% في مستويات "عامل نمو الأعصاب" (NGF) لدى المرضى، وهو بروتين يُعدّ أساسياً في حماية الخلايا العصبية وتعزيز وظائف الدماغ. ويُعرف أن تراجع هذا العامل يرتبط باضطرابات مثل ألزهايمر والتصلب المتعدد. في المقابل، سجّل الباحثون ارتفاعاً بنسبة 50% في بروتين "إنترلوكين-10"، المعروف بدوره في تنظيم الالتهاب. ورغم دوره الوقائي، فإن الإفراط في مستوياته قد يؤدي إلى التهابات مزمنة في الجهاز العصبي. من جهة أخرى، كشفت الاختبارات المعرفية أن المرضى سجّلوا تراجعاً بنسبة 30% في مهارات اللغة ومعالجة المفردات، إضافة إلى ارتفاع نسبة تدهور جودة الحياة إلى 75%، مقابل 61% أبلغوا عن آلام جسدية مزمنة أو انزعاج دائم. واعتبر الباحثون أن هذه النتائج تشكّل دليلاً علمياً على وجود تغيّرات عصبية ملموسة لدى المصابين بـ"كوفيد طويل الأمد"، تتعدى فرط نشاط الجهاز المناعي، وتدلّ على أضرار مباشرة في الدماغ. وقال الدكتور مايكل لورانس ، معدّ الدراسة الرئيسي: "هذه أول دراسة محكمة تؤكد وجود تغيّرات في الجهاز العصبي لدى المرضى، وتمنح مصداقية طبية لأعراضهم اليومية". ورغم محدودية العينة واعتمادها على شريحة غير متنوعة، يطمح الفريق إلى توسيع البحث ليشمل شرائح سكانية أوسع، ما قد يساعد في تطوير أدوات تشخيصية دقيقة واستراتيجيات علاجية مبكرة. (روسيا اليوم)