logo
تفجير دار الرئاسة جريمة في بيت من بيوت الله وعار لا يسقط بالتقادم

تفجير دار الرئاسة جريمة في بيت من بيوت الله وعار لا يسقط بالتقادم

اليمن الآنمنذ 2 أيام

تفجير دار الرئاسة جريمة في بيت من بيوت الله وعار لا يسقط بالتقادم
قبل 1 دقيقة
في الثالث من يونيو 2011 الموافق اول جمعة من شهر رجب لعام 1432هـ، اهتز اليمن على وقع جريمة بشعة تُعد من أخطر ما شهده تاريخه الحديث، حين استُهدف رئيس الجمهورية حينها، الزعيم علي عبدالله صالح، وكبار مسؤولي الدولة، أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة. تفجير جبان وحاقد، تم في بيت من بيوت الله، في يوم مبارك، وفي لحظة خضوع لله، في تحدٍّ سافر للقيم الدينية، والأعراف القبلية، والمبادئ الإنسانية.
لقد كشفت التحقيقات والاعترافات الموثقة أن من نفّذ هذه الجريمة البشعة هي جماعات الإسلام السياسي، التي استغلت شعارات ما سُمي حينها بـ"الربيع العربي" واستغلال مطالب بعض الشباب الابرياء وركبوا الموجة لتصفية حساباتهم السياسية، وللوصول إلى السلطة بطرق دموية، بعيدًا عن صناديق الاقتراع والإرادة الشعبية. هؤلاء لم يكتفوا بتهديد النظام، بل سددوا طعنتهم في خاصرة الوطن بأكمله.
ليس غريبًا أن من يحمل فكرًا ضيقا لا يعترف بالدولة المدنية، ولا بالمؤسسات الديمقراطية، ولا بحرمة الدم، أن يلجأ إلى العنف، وأن يضرب في أكثر الأماكن قدسية - المسجد، وفي أعظم اللحظات - لحظة صلاة الجمعة. لقد اختار الجناة أن يكون القتل في حضرة الله، وهم يدّعون الإسلام زورًا، في حين أن فعلتهم لا تمتّ للإسلام بصلة.
استُشهد في ذلك اليوم عدد من خيرة رجال اليمن، وعلى رأسهم الشهيد عزيز اليمن عبدالعزيز عبدالغني، وسقط العشرات من الجرحى والمعاقين، بعضهم من قادة الدولة، وآخرون من الضباط والجنود المخلصين. ولم يكن ذلك التفجير إلا فاتحة سلسلة من الجرائم التي أغرقت اليمن في بحر من الفوضى والصراعات لم يخرج منها حتى اليوم.
ورغم محاولات البعض طي صفحة الجريمة، فإنها لا تسقط بالتقادم، ولن يتنازل أبناء وأهالي الشهداء عن حقهم مهما طال الزمن. فالقضية قضية دم، وكرامة، وعدالة، لا مساومة فيها، ولا تصالح مع من تجرّد من دينه وإنسانيته.
الجريمة لاقت إدانة واسعة، إقليميًا ودوليًا. فقد أدانتها دول، ومنظمات دولية، ومجلس الأمن الدولي، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لكل القيم والمواثيق. وأكدت المواقف الدولية على ضرورة محاسبة الجناة، وعدم إفلاتهم من العقاب، كجزء من التزام العالم بمكافحة الإرهاب السياسي وتفادي انهيار الدولة اليمنية.
لقد أثبتت هذه الجريمة أن من تسللوا إلى المشهد تحت لافتة "الثوار"، لم يحملوا مشروع إنقاذ، بل خطة إسقاط. خطة تنفّذها جماعات لا تؤمن إلا بالعنف والانقلاب، ولا ترى للوطن قيمة إلا في حدود ما يمكن أن تستحوذ عليه من سلطة وثروة.
سيظل تفجير دار الرئاسة في جمعة رجب ذكرى أليمة في وجدان اليمنيين، لكنه في ذات الوقت شاهد حي على قبح المشروع الذي أراد أن يبتلع اليمن، ويسلخه من قيمه، وهويته، واستقراره. وستبقى دماء الشهداء أمانة في أعناقنا، وقضية وطنية لن تُغلق إلا حين تُستعاد العدالة، ويُحاسب القتلة، ويُسترد الوطن من أيدي من أرادوا له السقوط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الفردي يعتذر عن قبول منصب المتحد الرسمي للمجلس الانتقالي ويوضح السبب
الفردي يعتذر عن قبول منصب المتحد الرسمي للمجلس الانتقالي ويوضح السبب

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

الفردي يعتذر عن قبول منصب المتحد الرسمي للمجلس الانتقالي ويوضح السبب

أخبار وتقارير (الأول) غرفة الأخبار: اعتذر الصحفي صالح الفردي عن قبول قرار عيدروس الزبيدي بتعيينه متحدثاً رسمياً للمجلس الانتقالي الجنوبي، خلفا لسالم ثابت العولقي. ووضح الفردي أسباب اعتذاره عن قبول المنصب برسالة على صفحته على الفيسبوك قال فيها إنه "لظروف خاصة وطارئ صحي وحتى لا أخفق في أداء المهمة التي أوكلت إلى تقدمت معتذراً برسالة للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي". نص الاعتذار: " بسم الله الرحمن الرحيم شکر و اعتذار لظروف خاصة وطارئ صحي وحتى لا أخفق في أداء المهمة التي أوكلت إلى تقدمت معتذراً برسالة للرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي مؤكداً لهذه الأسباب وغيرها عدم قدرتي على مزاولة العمل كمتحدث باسم المجلس.. مقدرا ومثمنا ثقته التي منحني إياها وأمنياتي بالتوفيق والنجاح لمن سوف يتولى هذه المهمة الوطنية الكبيرة ، شاكرا كل من غمرني بمشاعره الطيبة والثناء الجميل. راجياً من الله أن يوفق الجميع ويمنحنا جميعا موفور الصحة والعافية...وبالله التوفيق من قبل ومن بعد ".

رئيس الوزراء اليمني: نعدكم ألا نبيع الأوهام ولا نختبئ خلف التبريرات
رئيس الوزراء اليمني: نعدكم ألا نبيع الأوهام ولا نختبئ خلف التبريرات

يمن مونيتور

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمن مونيتور

رئيس الوزراء اليمني: نعدكم ألا نبيع الأوهام ولا نختبئ خلف التبريرات

يمن مونيتور/ عدن/ خاص: وعد رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك، يوم الثلاثاء، أن 'لا تبيع حكومته الأوهام ولا تختبئ خلف التبريرات'، مشيراً إلى أن أولوياتها ' تخفيف معاناة المواطنين'. وقال بن بريك في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع 'اكس' عقب الاجتماع الأول لحكومته في عدن: 'أعدكم أن نكون حكومة لا تبيع الأوهام، ولا تختبئ خلف التبريرات. سنعمل بشفافية، ونصارح الناس بالحقيقة'. وأضاف: نعلم أن الناس سئموا الكلام، لذا لن نكتفي بالتصريحات، بل سنقيس نجاحنا بما يتحقق على الأرض. وتابع: جئنا لتحمّل المسؤولية وخدمة الناس بكل ما نستطيع. أسأل الله العون والتوفيق، وأعدكم بالصدق والعمل الجاد، لا أكثر ولا أقل'. وعاد رئيس الحكومة إلى عدن برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي في وقت سابق هذا الأسبوع، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه قبل أسابيع. مقالات ذات صلة

قوات أمنية مشتركة تخوض مواجهات مسلحة مع جنود قاموا بقطع طريق رئيسي في أبين
قوات أمنية مشتركة تخوض مواجهات مسلحة مع جنود قاموا بقطع طريق رئيسي في أبين

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

قوات أمنية مشتركة تخوض مواجهات مسلحة مع جنود قاموا بقطع طريق رئيسي في أبين

أقدم بعض الجنود غير المنتظمين في الخدمة والتابعين لحزام المنطقة الوسطى، امس الثلاثاء، على وضع قطاع في الطريق الدولي الرابط بين المحافظات، وذلك في منطقة حسان بمديرية مودية بمحافظة أبين، احتجاجًا على توقف رواتبهم. فور تلقي البلاغ، تحركت القيادات الأمنية المعنية، ممثلةً بقيادة الأمن في محافظة أبين وقيادة الحزام الأمني، بالتنسيق مع قائد المنطقة الوسطى، الذي أفاد بأن سبب توقف الرواتب يعود إلى عدم انتظام هؤلاء الجنود في العمل وتسيبهم، مما استدعى تعليق مستحقاتهم المالية لحين تصحيح أوضاعهم الإدارية. على مدى أكثر من أربع ساعات، حاولت الأجهزة الأمنية إجراء حوارات مباشرة مع المُقطِّعين، بهدف فتح الطريق أمام حركة المواطنين وناقلي البضائع، ونقل المشكلة إلى الجهات المختصة لمعالجتها، إلا أن جميع المساعي والوساطات قد قوبلت بالرفض من قبل الجهة المتسببة في القطاع. وعلى ضوء استمرار حالة التعطيل وإعاقة حركة المرور التي أدت إلى تكدس عشرات السيارات والمسافرين على الخط الدولي، قامت الحملة الأمنية المشتركة المكونة من قوات الأمن والحزام الأمني بتنفيذ عملية لفتح الطريق وإنقاذ المواطنين من حالة الشلل التي شلّت حركة التنقل في تلك المنطقة الحيوية. عند وصول الحملة الأمنية إلى موقع القطاع، تعرضت إحدى الطواقم التابعة للحزام الأمني - قطاع زنجبار - لإطلاق كثيف من النيران من قبل المجموعة المتسببة في القطع، ما أسفر عن استشهاد جنديين من صفوف الحزام الأمني، وهما: الشهيد حسن علي أحمد الشهيد عبدالقادر محمد محمد مطلاه كما أصيب الجندي علي حيدرة حفين بجروح نُقل على إثرها لتلقي العلاج اللازم. وبعد التصدي للموقف، تم القبض على أحد مرتكبي إطلاق النار ويُدعى "(ح. أ. ح. ع. م.)" بعد إصابته، وتم تسليمه إلى الجهات المختصة، فيما لا تزال حملة أمنية مشتركة تواصل تعقب باقي الفارين من الجناة، وقد تم القبض أيضًا على عدد من المتسترين والمتعاونين الذين ساعدوا في تهريب الجناة بعد الحادثة. وفي هذا السياق، حذّرت الأجهزة الأمنية من أي محاولات لقطع الطرق العامة تحت أي مبرر أو ذريعة، مؤكدة أنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال باعتداء البعض على حقوق المواطنين ومصالحهم العامة، وسيتم التعامل مع مثل هذه الحالات بكل حزم وحسم. وأعربت قيادتا أمن وحزام أبين عن خالص التعازي لأسرتي الشهيدين، داعية الله عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يسكنهما فسيح جناته، كما تمنت الشفاء العاجل للجندي المصاب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store