
مسؤولان أمريكيان سابقان: لا دليل على سرقة حماس للمساعدات كما تزعم إسرائيل
وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أكد جاك ليو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، وديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، أن "لا دليل على أن حماس قامت بتحويل كبير ومنهجي للمساعدات الممولة من الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة".
ويأتي هذا الطرح مناقضا للرواية الإسرائيلية الرسمية، التي لطالما روجت لفكرة أن حماس تقوم بسرقة المساعدات بشكل منهجي، لتبرير إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل في مايو الماضي.
وأشار الكاتبان إلى أن الأدلة الإسرائيلية كانت مجتزأة ومحدودة، كعرض مقاطع لمسلحين قالت إسرائيل إنهم عناصر من حماس يسيطرون على شاحنات مساعدات، في حين نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولَين عسكريين إسرائيليين قولهما إن "حماس تسرق جزءا من المساعدات، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنها تفعل ذلك بشكل منظم".
وأكد ليو وساترفيلد أن تقريرا داخليا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في يونيو الماضي توصل إلى نفس النتيجة، لكن سياسيين في وزارة الخارجية الأمريكية عارضوا التقرير بعد تسريبه، بالاعتماد على معلومات مصدرها الجانب الإسرائيلي.
وفيما أقرّا بأن حماس استغلت بعض المساعدات عبر الضرائب أو التحويل أو الابتزاز – بما في ذلك مساعدات من مصر عبر الهلال الأحمر الفلسطيني – فإنهما أكدا أن ذلك لا يرقى إلى كونه منظومة ممنهجة للسرقة.
وكشف المسؤولان أن إسرائيل سمحت في السنة الأولى من الحرب لشرطة حماس بتأمين قوافل المساعدات بهدف منع النهب، لكنها أنهت هذا الترتيب في يناير 2024 معتبرة أن حماس تستخدمه لتعزيز سيطرتها، ما أدى إلى صعود العصابات الإجرامية والنهب المنظم.
كما تخلّت إسرائيل عن الاعتماد على متعهدين أمنيين محليين لحماية القوافل، بعدما تبيّن أنهم أيضًا يتعاونون مع حماس والعصابات.
وللمرة الأولى، كشف ليو وساترفيلد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة لتسهيل إدخال المساعدات، وهو مشروع كان يُنظر إليه على أنه أمريكي بحت.
ورغم أن الرصيف ساعد في إطعام نحو 450 ألف فلسطيني، إلا أنه اعتُبر فشلًا مكلفًا بعدما انهار عدة مرات وأُغلق نهائيًا خلال أقل من شهر. ومع ذلك، بقي ميناء أشدود مفتوحًا لإدخال المساعدات بموجب تفاهم ضمني مقابل إنشاء الرصيف.
وأشاد المسؤولان بدور وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الذي ساعد في تجاوز معارضة شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، ودفع باتجاه إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم في أوائل 2024، بعد أن استخدمت واشنطن الفيتو ضد قرار أممي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
واختتم ليو وساترفيلد بالإشارة إلى أن الرقابة الأمريكية المكثفة على الأوضاع الإنسانية ساعدت في تأجيل وقوع مجاعة جماعية في غزة، قائلين: "حتى الرئيس بايدن كان يتابع يوميًا عدد الشاحنات".
وأشارا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة باتت أقل انخراطًا في تفاصيل إيصال المساعدات، وبدأت في تفكيك منظومة الدعم الأمريكي الإنساني حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 17 دقائق
- فلسطين أون لاين
الإعلام الحكومي: الاحتلال يُجوّع 100 ألف طفل ومريض ويمنع دخول مئات الأغذية الأساسية
قال المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الأحد، إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد تجويع أكثر من 100,000 طفل ومريض بشكل مُركَّز ويواصل منع إدخال اللحوم والأسماك ومئات الأغذية الأساسية. وأضاف المكتب الإعلامي في بيان صحفي، أن سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ سياسة ممنهجة تقوم على هندسة التجويع والقتل البطيء بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، بينهم أكثر من 1.2 مليون طفل فلسطيني، في جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان. وأشار إلى أن الأخطر في هذه الجريمة المتواصلة أن ضحاياها الرئيسيين هم: الأطفال والمرضى، منبها إلى أن أكثر من 40,000 طفل رضيع (أقل من عام واحد) مصابون بسوء تغذية حاد وحياتهم مهددة بالموت تدريجياً. وأكد أنه يُسجَّل يومياً شهداء من هؤلاء الأطفال والمرضى بسبب سوء التغذية والجوع، تُوثّق صورهم ومشاهد وداعهم المأساوي أمام العالم أجمع بالصوت والصورة، فيما يعاني أكثر من 100,000 من الأطفال والمرضى على وجه الخصوص من نقص غذائي خطير يُنذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق. وذكر البيان أنه رغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها كل المنظمات الدولية والأممية والإنسانية والدول المختلفة الذين اجتمعوا على تجريم ما تقترفه سلطات الاحتلال؛ إلا أنها تواصل منع إدخال حليب الأطفال، والمكملات الغذائية، ومئات الأصناف الأساسية الأخرى، بينها اللحوم المجمدة بنوعيها الحمراء والبيضاء، والأسماك، والأجبان، ومشتقات الألبان، والفواكه والخضروات المثلجة بأنواعها. وقال: حتى إن دخلت بعض الشاحنات القليلة بكميات محدودة جداً؛ يتعمد الاحتلال ترك هذه الشاحنات عرضة للنهب من جهات تابعة له، ويمنع تأمين وصولها الآمن لمستحقيها، بل ويقتل كل من يحاول تأمين هذه الشاحنات. وأدان المكتب الإعلامي هذه السياسة الإجرامية القائمة على هندسة الموت، مؤكدا أن الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول المتورطة في دعمه يتحملون كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن جريمة هندسة التجويع. وطالب الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالاستمرار في إدانة هذه الجريمة التاريخية، وبممارسة ضغط حقيقي وفاعل لفتح المعابر فوراً، وكسر الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف جرائم الإبادة والتهجير القسري بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون منذ أكثر من 680 يوماً تحت أشرس حرب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية يشهدها العصر الحديث. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
مستوطنون يطلقون مواشيهم بين منازل المواطنين في شلال العوجا
أقدمت مجموعة من المستوطنين، صباح اليوم الأحد، على إطلاق مواشيها بين منازل المواطنين، وفي الأراضي الزراعية الواقعة في منطقة شلال العوجا شمال مدينة أريحا. وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات، إن المستوطنين منعوا المواطنين من رعي مواشيهم في المنطقة بعد اقتحامها، في محاولة لفرض سيطرتهم على الأراضي وحرمان الأهالي من الاستفادة منها. وأكد أن هذا الاعتداء ليس معزولا، بل يتكرر بشكل يومي، ما يعكس سياسة استعمارية ممنهجة تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني، محذرا من خطورة هذه الممارسات التي تشكل اعتداء صارخا على حقوق المزارعين وتهديدا مباشرا للأمن الغذائي. ودعا، المؤسسات الحقوقية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات وحماية حقوق المواطنين الفلسطينيين في أراضيهم. المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
مروان قلب السحر على الساحر
لم يكن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يتوقع أن خطوته الاستفزازية باقتحام زنزانة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي ستتحول إلى سلاح إعلامي ضده، وأن المشهد الذي أراد توظيفه في تعزيز صورته أمام جمهوره اليميني المتطرف، سينقلب ليصبح شهادة بصرية على قسوة الاحتلال، ونافذة أعادت إلى الواجهة قضية أحد أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية. في الفيديو الذي بثته القناة السابعة العبرية، يظهر مروان البرغوثي بجسد نحيل وملامح أنهكها الأسر الطويل، في صورة صادمة لعائلته ولكل من عرفه. لم يكن المشهد مجرد زيارة عادية لمسؤول إسرائيلي، بل كان استعراضاً للقوة مصحوباً بتهديدات مباشرة، حيث قال بن غفير للبرغوثي: "من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا". كلمات اختارها الوزير اليميني المتطرف بعناية، لكنها كشفت أكثر مما سترت، وأظهرت حالة العجز عن كسر إرادة الأسير الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد خمس مرات وأربعين سنة إضافية منذ عام 2002. بن غفير، الذي بنى جزءاً من شعبيته على خطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين، كان يسعى إلى إيصال رسالة مزدوجة: لجمهوره الإسرائيلي بأنه "يحكم قبضته" على الأسرى، وللأسرى أنفسهم بأن زمن التسهيلات قد انتهى. لكن ما حدث فعلياً أن المشهد خرج من إطار السيطرة، وانتشر على نطاق واسع بين الفلسطينيين والعرب وحتى في أوساط دولية، ليتحول إلى مادة تذكيرية برمز وطني له مكانته في الوعي الجمعي الفلسطيني. يشبه المشهد الذي حاول بن غفير صناعته، دون أن يدرك، ما كان يحدث مع نيلسون مانديلا في سجون نظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا. يومها، كانت السلطات تحاول إظهاره كسجين مهزوم، معزول عن شعبه، فاكتشفت لاحقاً أنها كانت تمنحه بغير قصد صورة الأسطورة الحية التي تجاوزت جدران السجن. مروان البرغوثي، بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، هو "مانديلا فلسطين"، ورمز لصراع الحرية والكرامة في مواجهة منظومة استعمارية تحاول سحق الروح قبل الجسد. بن غفير، بخطابه المليء بالتهديد والكراهية، أعاد إنتاج خطأ الأنظمة القمعية عبر التاريخ: الاعتقاد بأن القمع العلني يثبت الهيبة، بينما الحقيقة أنه يكشف خوف السلطة من رجل أعزل. لقد فشل لأنه لم يفهم أن الرمز السياسي حين يُستهدف بهذه الطريقة، يتحول من شخصية سياسية إلى أيقونة تاريخية، وأن صور الجسد النحيل والوجه الشاحب قد تكون أقوى من أي خطاب ناري، لأنها تضع الحقيقة أمام الشعوب بلا رتوش: هنا يقف الاحتلال، وهنا يقف من يواجهه، والفارق بينهما هو الفارق بين قوة السلاح وقوة الإرادة. الصورة التي ظهر بها البرغوثي – رغم ما تحمله من مؤشرات على المعاناة الجسدية – أعادت إحياء صورته النضالية، وذكّرت بتاريخ طويل من المواجهة داخل السجون وخارجها. فالرجل الذي اعتقل في أبريل/نيسان 2002، واتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات نفذتها مجموعات مسلحة محسوبة على حركة فتح، ظل ثابتاً على مواقفه، ورافضاً لأي مساومة على الحقوق الوطنية الفلسطينية. المفارقة أن الفيديو الذي أراد منه بن غفير إظهار انتصاره، تحول إلى منصة عرض لمعاناة الأسرى الفلسطينيين. الملامح الشاحبة والوزن المنخفض للبرغوثي لم تُقرأ كدليل على ضعف، بل كدليل على صلابة وصمود رغم سياسة التجويع التي تفاخر بها الوزير نفسه في يوليو/تموز الماضي أمام المحكمة العليا الإسرائيلية. هنا كان الخطأ الإعلامي الأكبر: بدلاً من إحراج الأسير أو تحطيم رمزيته، ساهم بن غفير في تعميق التعاطف معه، حتى بين من لم يكن يتابع قضيته عن قرب. كما أن المشهد فتح نقاشاً جديداً حول أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، حيث تتحدث منظمات حقوقية عن تدهور غير مسبوق في ظروف الاحتجاز منذ تولي بن غفير منصبه نهاية عام 2022، من تقليص الزيارات إلى خفض كميات الطعام، وصولاً إلى التضييق في أبسط الحقوق الإنسانية. وبهذا، لم يكن الفيديو مجرد مشهد شخصي بين وزير وأسير، بل وثيقة إدانة لسياسة كاملة. في النهاية، ما فعله بن غفير لم يكن انتصاراً، بل تذكيراً مؤلماً بأن الاحتلال، مهما اشتد قمعه، يعجز عن محو الرموز من ذاكرة الشعوب. بل على العكس، قد يمنحها فرصة جديدة للظهور، كما حدث مع مروان البرغوثي، الذي خرج من زنزانته الضيقة إلى شاشات الملايين، لا كضحية فقط، بل كقائد ما زال صموده يربك خصومه. بن غفير أراد أن يطوي صفحة مروان، فإذا به يكتب فصلاً جديداً في سيرته، عنوانه الأبرز: حين ينقلب السحر على الساحر.