
85 يوما من إغلاق المعابر.. ماذا تبقّى في غزة من طعام ودواء وسلع؟
غزة- منذ توقف دخول البضائع إلى قطاع غزة مطلع مارس/آذار الماضي، يعيش السكان على ما تبقّى من مخزون غذائي محدود احتفظوا به خلال وقف إطلاق النار القصير الذي سبق الإغلاق التام. لكن، وبعد نحو 85 يوما من إغلاق كافة المعابر، الأسواق خاوية، والخُبز حُلم يومي، والدواء نادر.
وضع استثنائي غير مسبوق، لم يشهده القطاع حتى في أشد مراحل الحصار، إذ لم يتبقَّ في غزة ما يُنتج محليا ولا ما يُستورد من الخارج، بعد تعطل مزارعها القليلة ومصانعها المحدودة، وتدمير الحرب لما تبقى من مقومات الحياة.
ما الأغذية التي أصبحت نادرة أو مفقودة تماما؟
الدقيق هو العنصر الأكثر فقدانا حاليا، ما أدى إلى أزمة حادة في صنع الخبز، كما اختفى السكر، والزيت النباتي، والحليب، إضافة إلى كل البضائع الطازجة، كاللحوم والبيض، والفواكه، التي لم تعد متوافرة مطلقا في الأسواق، عدا كميات قليلة من الخضروات، تباع بأسعار باهظة.
ما أبرز المواد الغذائية الأساسية المتوفرة حاليا؟
حاليا، لا يتوفر في الأسواق سوى كميات محدودة من بعض المواد الجافة، كالعدس والمعكرونة والأرز، مما تم تخزينه خلال الفترة القصيرة التي سمح الاحتلال بها بإدخال أنواع من البضائع خلال وقف إطلاق النار، بين 20 يناير/كانون الثاني و1 مارس/آذار الماضي.
لكن هذه المواد تُستخدم الآن بدائل من الدقيق، ويصنع الخبز من بعضها، ما يسرّع من وتيرة نفادها، وتباع بأسعار باهظة نظرا لندرتها.
هل تتوفر المياه الصالحة للشرب بما يكفي؟
يعاني غالبية السكان في قطاع غزة من نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، خاصة في مناطق النزوح، ويفاقم شح الوقود اللازم لتشغيل محطات التحلية الأزمة.
إعلان
وتمنع إسرائيل منذ إغلاق المعابر إدخال مياه الشرب المعدنية، ويعتمد الأهالي على ما تنتجه محطات التحلية فقط، خاصة وأن مياه الآبار مالحة وغير صالحة للشرب. وأدى شح المياه إلى تراجع مستوى النظافة الشخصية بشكل حاد، وانتشرت الأمراض الجلدية والهضمية، خصوصا في مراكز الإيواء.
ماذا عن حليب الأطفال الصناعي؟
الحليب الصناعي مفقود منذ أسابيع، ما دفع بعض الأمهات إلى البحث عن بدائل غير آمنة.
هل تتوفر مواد النظافة الشخصية؟
هذه السلع مفقودة إلى حد كبير، فالصابون، والفوط الصحية، ومعجون الأسنان لا تتوفر إلا بأسعار باهظة.
ماذا عن حفاظات الأطفال وكبار السن؟
مفقودة كليا تقريبا، ويلجأ الناس إلى استخدام القماش بديلا.
كيف أثّر شح مواد النظافة على الوضع الصحي؟
ارتفعت حالات الأمراض الجلدية والتلوث، خاصة في المناطق المكتظة بمراكز الإيواء، مع غياب الوقاية الصحية، وأدى ذلك في الصيف الماضي إلى انتشار الأمراض، كالتهاب الكبد الوبائي "أ"، و القوباء (مرض جلدي)، واكتشاف حالات من مرض شلل الأطفال.
هل يدخل وقود وغاز الطهي؟
لم يدخل وقود وغاز طهي إطلاقا منذ إغلاق المعابر، ولا يزال السكان يعتمدون على ما تم تخزينه خلال فترة وقف إطلاق النار، وهو في طريقه إلى النفاد، حيث يعتمد السكان على الحطب رغم شُحِّه.
كيف انعكس نقص السلع على الأسعار؟
تشهد الأسعار ارتفاعا يوميا بسبب قلة المعروض، فمثلا، كيس الدقيق (25 كيلوغراما) ارتفع سعره من 40 شيكلا (الدولار=3.6 شيكلات) قبل الحرب إلى نحو 2300 شيكل، أما كيلو السكر فارتفع من نحو 2 شيكل قبل الحرب إلى 160 شيكلا حاليا، ما يشير إلى اقتراب نفاد المخزون.
ماذا عن الثروة الحيوانية في غزة؟
منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تدخل أي مواشٍ حية إلى قطاع غزة، وخلال فترة وقف إطلاق النار تم السماح بإدخال كميات من اللحوم المجمدة لفترة محدودة ونفدت سريعا لعدم إمكانية تخزينها بسبب انقطاع الكهرباء، وحاليا، لا يوجد في الأسواق أي نوع من اللحوم أو البيض.
في ظل انقطاع الكهرباء الدائم وعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، هل تتوفر مستلزمات الطاقة البديلة؟
يعتمد السكان على ما تبقى من الألواح الشمسية والبطاريات التي كانت موجودة قبل الحرب لتوليد الطاقة.
وترفض إسرائيل منذ بداية الحرب إدخال أي نوع من الألواح الشمسية وأجهزة "الإنفيرتر" الخاصة بتشغيلها، أو البطاريات.
ولذلك ارتفعت أسعارها بشكل كبير، إذ كان يباع لوح الطاقة الشمسية الواحد بنحو 200 دولار قبل الحرب، قد يصل سعره الآن إلى 2000 دولار، والأمر ذاته ينطبق على البطاريات.
هل تتوفر السيارات وقطع غيارها؟
دمرت إسرائيل أعدادا كبيرة جدا من السيارات، ولم تسمح باستيراد أخرى جديدة منذ بداية الحرب، وتواجه المتبقية منها عدم توفر "الوقود"، وقطع الغيار وارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل كبير جدا.
ما حال الملابس والأحذية بعد مرور أكثر من عام ونصف عام من الحرب؟
يعاني السكان من نقص حاد في الملابس والأحذية، فالغالبية فقدوا ممتلكاتهم أثناء النزوح أو تحت ركام منازلهم المدمّرة، ومع طول أمد الحرب وتعدد مرات التهجير، تضاعفت مشكلة اللباس، ما أدى إلى انتشار تجارة الملابس المستخدمة (البالة).
وخلال وقف إطلاق النار الأخير، دخلت كميات محدودة من الملابس والأحذية، لكنها لم تكف لتلبية الاحتياجات المتراكمة، كما أن أسعارها كانت مرتفعة جدا، ما جعلها خارج متناول كثيرين.
كم عدد الأصناف المنتهية تماما من الأدوية والمستهلكات الطبية واللقاحات؟
حسب الإدارة العامة للصيدلية في وزارة الصحة بغزة، فقد كان العجز في الأدوية كالآتي:
نفاد كامل لـ271 صنفا دوائيا، بنسبة 43% من إجمالي أصناف الأدوية المتداولة.
نفاد كامل لـ 644 صنفا من المستهلكات الطبية بنسبة 64%.
نفاد جزئي لـ 52 صنفا من الأدوية (تكفي من شهر إلى 3 أشهر) بنسبة 8% من إجمالي أصناف الأدوية.
نفاد جزئي لـ54 صنفا من المستهلكات الطبية (تكفي من شهر إلى 3 أشهر)، بنسبة 5%.
أما بخصوص اللقاحات؛ فقد نفد منها بشكل كامل 5 لقاحات، بنسبة 42%، والأصناف التي تكفي لمدة شهر إلى 3 أشهر هو (لقاح واحد فقط).
أي الأدوية والمستهلكات الطبية سجلت أعلى نسبة نفاد في مرافق وزارة الصحة؟
الأدوية:
السرطان وأمراض الدم (62%).
صحة الأم والطفل (53%).
الرعاية الصحية الأولية والأمراض المزمنة (48%).
الجراحة والعمليات والعناية الفائقة 32%.
الصحة النفسية والأعصاب 26%.
الكلى والغسيل الكلوي 26%.
ما نسب نقص المستهلكات الطبية:
القسطرة القلبية والقلب المفتوح (100%).
جراحة العظام 87%.
جراحة العيون 84%.
الكلى والغسيل الدموي 55%.
الجراحة والعمليات والعناية الفائقة 44%.
الأسنان 20%.
الطوارئ 19%.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
85 يوما من إغلاق المعابر.. ماذا تبقّى في غزة من طعام ودواء وسلع؟
غزة- منذ توقف دخول البضائع إلى قطاع غزة مطلع مارس/آذار الماضي، يعيش السكان على ما تبقّى من مخزون غذائي محدود احتفظوا به خلال وقف إطلاق النار القصير الذي سبق الإغلاق التام. لكن، وبعد نحو 85 يوما من إغلاق كافة المعابر، الأسواق خاوية، والخُبز حُلم يومي، والدواء نادر. وضع استثنائي غير مسبوق، لم يشهده القطاع حتى في أشد مراحل الحصار، إذ لم يتبقَّ في غزة ما يُنتج محليا ولا ما يُستورد من الخارج، بعد تعطل مزارعها القليلة ومصانعها المحدودة، وتدمير الحرب لما تبقى من مقومات الحياة. ما الأغذية التي أصبحت نادرة أو مفقودة تماما؟ الدقيق هو العنصر الأكثر فقدانا حاليا، ما أدى إلى أزمة حادة في صنع الخبز، كما اختفى السكر، والزيت النباتي، والحليب، إضافة إلى كل البضائع الطازجة، كاللحوم والبيض، والفواكه، التي لم تعد متوافرة مطلقا في الأسواق، عدا كميات قليلة من الخضروات، تباع بأسعار باهظة. ما أبرز المواد الغذائية الأساسية المتوفرة حاليا؟ حاليا، لا يتوفر في الأسواق سوى كميات محدودة من بعض المواد الجافة، كالعدس والمعكرونة والأرز، مما تم تخزينه خلال الفترة القصيرة التي سمح الاحتلال بها بإدخال أنواع من البضائع خلال وقف إطلاق النار، بين 20 يناير/كانون الثاني و1 مارس/آذار الماضي. لكن هذه المواد تُستخدم الآن بدائل من الدقيق، ويصنع الخبز من بعضها، ما يسرّع من وتيرة نفادها، وتباع بأسعار باهظة نظرا لندرتها. هل تتوفر المياه الصالحة للشرب بما يكفي؟ يعاني غالبية السكان في قطاع غزة من نقص حاد في مياه الشرب النظيفة، خاصة في مناطق النزوح، ويفاقم شح الوقود اللازم لتشغيل محطات التحلية الأزمة. إعلان وتمنع إسرائيل منذ إغلاق المعابر إدخال مياه الشرب المعدنية، ويعتمد الأهالي على ما تنتجه محطات التحلية فقط، خاصة وأن مياه الآبار مالحة وغير صالحة للشرب. وأدى شح المياه إلى تراجع مستوى النظافة الشخصية بشكل حاد، وانتشرت الأمراض الجلدية والهضمية، خصوصا في مراكز الإيواء. ماذا عن حليب الأطفال الصناعي؟ الحليب الصناعي مفقود منذ أسابيع، ما دفع بعض الأمهات إلى البحث عن بدائل غير آمنة. هل تتوفر مواد النظافة الشخصية؟ هذه السلع مفقودة إلى حد كبير، فالصابون، والفوط الصحية، ومعجون الأسنان لا تتوفر إلا بأسعار باهظة. ماذا عن حفاظات الأطفال وكبار السن؟ مفقودة كليا تقريبا، ويلجأ الناس إلى استخدام القماش بديلا. كيف أثّر شح مواد النظافة على الوضع الصحي؟ ارتفعت حالات الأمراض الجلدية والتلوث، خاصة في المناطق المكتظة بمراكز الإيواء، مع غياب الوقاية الصحية، وأدى ذلك في الصيف الماضي إلى انتشار الأمراض، كالتهاب الكبد الوبائي "أ"، و القوباء (مرض جلدي)، واكتشاف حالات من مرض شلل الأطفال. هل يدخل وقود وغاز الطهي؟ لم يدخل وقود وغاز طهي إطلاقا منذ إغلاق المعابر، ولا يزال السكان يعتمدون على ما تم تخزينه خلال فترة وقف إطلاق النار، وهو في طريقه إلى النفاد، حيث يعتمد السكان على الحطب رغم شُحِّه. كيف انعكس نقص السلع على الأسعار؟ تشهد الأسعار ارتفاعا يوميا بسبب قلة المعروض، فمثلا، كيس الدقيق (25 كيلوغراما) ارتفع سعره من 40 شيكلا (الدولار=3.6 شيكلات) قبل الحرب إلى نحو 2300 شيكل، أما كيلو السكر فارتفع من نحو 2 شيكل قبل الحرب إلى 160 شيكلا حاليا، ما يشير إلى اقتراب نفاد المخزون. ماذا عن الثروة الحيوانية في غزة؟ منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تدخل أي مواشٍ حية إلى قطاع غزة، وخلال فترة وقف إطلاق النار تم السماح بإدخال كميات من اللحوم المجمدة لفترة محدودة ونفدت سريعا لعدم إمكانية تخزينها بسبب انقطاع الكهرباء، وحاليا، لا يوجد في الأسواق أي نوع من اللحوم أو البيض. في ظل انقطاع الكهرباء الدائم وعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، هل تتوفر مستلزمات الطاقة البديلة؟ يعتمد السكان على ما تبقى من الألواح الشمسية والبطاريات التي كانت موجودة قبل الحرب لتوليد الطاقة. وترفض إسرائيل منذ بداية الحرب إدخال أي نوع من الألواح الشمسية وأجهزة "الإنفيرتر" الخاصة بتشغيلها، أو البطاريات. ولذلك ارتفعت أسعارها بشكل كبير، إذ كان يباع لوح الطاقة الشمسية الواحد بنحو 200 دولار قبل الحرب، قد يصل سعره الآن إلى 2000 دولار، والأمر ذاته ينطبق على البطاريات. هل تتوفر السيارات وقطع غيارها؟ دمرت إسرائيل أعدادا كبيرة جدا من السيارات، ولم تسمح باستيراد أخرى جديدة منذ بداية الحرب، وتواجه المتبقية منها عدم توفر "الوقود"، وقطع الغيار وارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل كبير جدا. ما حال الملابس والأحذية بعد مرور أكثر من عام ونصف عام من الحرب؟ يعاني السكان من نقص حاد في الملابس والأحذية، فالغالبية فقدوا ممتلكاتهم أثناء النزوح أو تحت ركام منازلهم المدمّرة، ومع طول أمد الحرب وتعدد مرات التهجير، تضاعفت مشكلة اللباس، ما أدى إلى انتشار تجارة الملابس المستخدمة (البالة). وخلال وقف إطلاق النار الأخير، دخلت كميات محدودة من الملابس والأحذية، لكنها لم تكف لتلبية الاحتياجات المتراكمة، كما أن أسعارها كانت مرتفعة جدا، ما جعلها خارج متناول كثيرين. كم عدد الأصناف المنتهية تماما من الأدوية والمستهلكات الطبية واللقاحات؟ حسب الإدارة العامة للصيدلية في وزارة الصحة بغزة، فقد كان العجز في الأدوية كالآتي: نفاد كامل لـ271 صنفا دوائيا، بنسبة 43% من إجمالي أصناف الأدوية المتداولة. نفاد كامل لـ 644 صنفا من المستهلكات الطبية بنسبة 64%. نفاد جزئي لـ 52 صنفا من الأدوية (تكفي من شهر إلى 3 أشهر) بنسبة 8% من إجمالي أصناف الأدوية. نفاد جزئي لـ54 صنفا من المستهلكات الطبية (تكفي من شهر إلى 3 أشهر)، بنسبة 5%. أما بخصوص اللقاحات؛ فقد نفد منها بشكل كامل 5 لقاحات، بنسبة 42%، والأصناف التي تكفي لمدة شهر إلى 3 أشهر هو (لقاح واحد فقط). أي الأدوية والمستهلكات الطبية سجلت أعلى نسبة نفاد في مرافق وزارة الصحة؟ الأدوية: السرطان وأمراض الدم (62%). صحة الأم والطفل (53%). الرعاية الصحية الأولية والأمراض المزمنة (48%). الجراحة والعمليات والعناية الفائقة 32%. الصحة النفسية والأعصاب 26%. الكلى والغسيل الكلوي 26%. ما نسب نقص المستهلكات الطبية: القسطرة القلبية والقلب المفتوح (100%). جراحة العظام 87%. جراحة العيون 84%. الكلى والغسيل الدموي 55%. الجراحة والعمليات والعناية الفائقة 44%. الأسنان 20%. الطوارئ 19%.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
الدفاع المدني بغزة: الموت بسبب المجاعة تدريجي وآلاف الأطفال مهددون
قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة ، الرائد محمود بصل، إن الموت في القطاع جراء المجاعة يحدث بطريقة "تدريجية"، محذرا من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر الوفاة في ظل غياب الغذاء وأدنى مقومات الحياة. وأكد المتحدث -في مداخلة مع قناة الجزيرة- أن الطفل مصطفى محمد ياسين، الذي استشهد نتيجة سوء التغذية، ليس الحالة الأولى، مشيرا إلى أن هناك "آلاف الأطفال الذين توفوا بالفعل أو يهددهم شبح الموت نتيجة هذا الواقع المأساوي". وأوضح أن الأطفال الخدج والرضع هم أول من يسقط ضحية الجوع، ثم يليهم الأطفال الأكبر سنا، مع عدم قدرة أجسادهم على مقاومة تبعات المجاعة، لافتا إلى أن الكبار وأصحاب الأمراض المزمنة يعانون المصير ذاته. وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت في وقت سابق استشهاد الطفل مصطفى ياسين بسبب الجوع والجفاف، في حين أكد وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان وفاة 29 طفلا ومسنا خلال يومين، وسط تحذيرات من احتمال وفاة 14 ألف رضيع إن لم تُدخل مساعدات عاجلة. وأشار بصل إلى أن قطاع غزة يعاني من إغلاق كامل للمعابر، بينما تدخل المساعدات "بالقطارة"، مشددا على أن ما يدخل من شاحنات لا يلبي أدنى متطلبات الحياة اليومية، إذ إن حاجة القطاع في الظروف الطبيعية تتجاوز 600 شاحنة يوميا، بينما يحتاج إلى ألف شاحنة يوميا في ظل الظروف الحالية. ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سمح بإدخال ما بين 90 و100 شاحنة، لكن التوزيع يتم بطريقة فوضوية وغير منظمة، ولا تصل المساعدات إلى مستحقيها كما كان الحال في السابق حين كانت الأونروا تتولى عملية التوزيع. آلية غير مقبولة وانتقد الرائد محمود بشدة آليات توزيع المساعدات، موضحا أن الطحين لا يُسلّم مباشرة للأفران أو العائلات، بل تتكفل منظمة الغذاء العالمي بتوزيع الخبز الجاهز، وهو ما اعتبرها آلية "غير مقبولة" ولا تتماشى مع الواقع القاسي الذي يعيشه السكان. وبيّن أن المواطنين اندفعوا نحو المخابز للحصول على الخبز أو حتى الطحين قبل عجنه، في مشهد يعكس حجم المعاناة، وقال إن أغلب العائلات لم تحصل على كف طحين واحد، لافتا إلى أن مناطق شمال القطاع لم تصلها أي مساعدات. كما أشار إلى وجود من وصفهم بـ"المجرمين" في بعض المناطق، الذين يحتكرون المساعدات أو ينسقون مع الاحتلال بهدف تحقيق مكاسب خاصة، مما يعمّق الأزمة ويفاقم الوضع الإنساني. وشدد على ضرورة تسليم المساعدات إلى جهات دولية محايدة مثل الأونروا لتوزيعها على العائلات كما كان معمولا به، محذرا من أن الاحتلال يسعى إلى إشاعة الفوضى من خلال تعطيل عملية التوزيع وإبقاء الأمور خارج السيطرة. ودعا المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة إلى تحرك عاجل من الأمم المتحدة و منظمة الغذاء العالمي لإعادة تفعيل الآليات السابقة لتوزيع المساعدات وضمان وصولها إلى كل بيت، مشيرا إلى أن الحاجة لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تشمل أبسط مستلزمات الحياة في ظل الحصار الخانق.


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
الذكاء الاصطناعي يهدد وظيفة طبيب عربي
أعرب الدكتور محمد فوزي القطرنجي أخصائي أمراض الرئة في دبي عن مخاوفه بشأن التقدم السريع للذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، وشارك مقطع فيديو على "إنستغرام" أظهر فيه أداة ذكاء اصطناعي تُحلل صورة أشعة سينية للصدر وتكتشف الالتهاب الرئوي في ثوانٍ. وتفاجأ طبيب أمراض الرئة عندما تمكنت أداة الذكاء الاصطناعي من تحديد المناطق المصابة بالدقة ذاتها التي حددها، بالإضافة إلى منطقة إضافية أغفلها في البداية، مما ساعد في النهاية في تعافي المريض. وما أثار قلق الطبيب هو أن الذكاء الاصطناعي أنجز ذلك في ثوانٍ، في حين تطلب الأمر من الطبيب 20 عاما من الخبرة ليصل إلى هذه المهارة. وبحسب الدكتور، فإنه استخدم أداة تُدعى "لونيت إنسايت" (Lunit INSIGHT) وهي أداة ذكاء اصطناعي متخصصة في التشخيص الشعاعي يوفرها المستشفى الذي يعمل به. View this post on Instagram A post shared by Dr. Mohmmad Fawzi Katranji (@drfawzikatranji) وقال في مقطع الفيديو "أنا على وشك أن أفقد وظيفتي! هذا مخيف، لقد قضيت 20 عاما لأتمكن من تشخيص الالتهاب الرئوي من خلال الأشعة، والآن يأتي الذكاء الاصطناعي ويقوم بذلك في ثانية، لم نعد بحاجة لعيون الخبراء، فالذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بالمهمة"، وأضاف مازحا "يبدو أنني سأبدأ في تقديم طلب توظيف في ماكدونالدز، وآمل أن يكون لديهم شواغر". وقد أثار مقطع الفيديو جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض يرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الأطباء في أداء مهامهم ويوفر لهم الوقت للتركيز أكثر على العناية بالمرضى بدلا من الانشغال بالأعمال الروتينية، والبعض الآخر يرى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يحل محل العامل البشري والخبرة الدقيقة التي يتمتع بها الأطباء، ويجب أن يُستخدم كأداة مساعدة وليس بديلا عن الأطباء. وكتب أحد الأشخاص معلقا على الفيديو "الذكاء الاصطناعي سيسمح لك بمساعدة المزيد من الناس وتخصيص وقت أطول لكل مريض، إنها فرصة وليست تهديدا للأطباء الجيدين مثلك"، في حين علّق شخص آخر "هذا لا يعني أنه سيأخذ وظيفتك، بل يمكنك استخدامه لتوفير الوقت وتوظيفه في مساعدة الآخرين أو حتى الاعتناء بنفسك". ونشر محمد القطرنجي فيديو آخر فيه صورة شعاعية لمنطقة الحوض مع علامات خضراء وزرقاء تُبين فشل الذكاء الاصطناعي في تشخيص الحالة، وكتب على الصورة بشكل ساخر عبارة "الذكاء الاصطناعي أو الالتباس الاصطناعي؟". وكتب في منشوره "الدكتور محمد أحمد منصور وهو اختصاصي أشعة في مستشفى الزهراء كان لطيفا بما فيه الكفاية ليرسل لي هذه الصورة ويُعلمني أن هذه الأدوات لا تزال غير موثوقة بالكامل، وظيفتي لا تزال في مأمن (حتى الآن)".