logo
«الهجرة النبويَّة.. تدبيرٌ إلهيٌّ وبُعدٌ إنسانيّ»

«الهجرة النبويَّة.. تدبيرٌ إلهيٌّ وبُعدٌ إنسانيّ»

الجمهوريةمنذ 6 أيام
وأكّد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار ال علماء ب الأزهر الشريف، في مستهل كلمته ‏خلال ندوة اليوم الأول من الأسبوع الدعوي أنَّ الهجرة النبويّة الشريفة تمثّل مناسبة كريمة تُذكّر بأعظم حدث ‏وقع في تاريخ الإسلام، وهو انتقال النبيّ ﷺ من مكة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، بأمرٍ من الله تعالى، ‏لتأسيس مجتمع جديد، وبناء دولة تنطلق منها رسالة الإسلام إلى الآفاق.‏
وأوضح فضيلته أنّ الهجرة النبويّة جاءت محفوفة بالعِبر والدروس العظيمة، وظهر فيها جانب من ‏خصائص النبيّ ﷺ التي تفرّد بها، فقد خصّه الله ب الهجرة ، وخصّه بالإسراء والمعراج ، وجعل له مقام الشفاعة ‏الكبرى يوم القيامة، كما جاء في حديث صحيح رواه الإمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن ‏ النبيّ ﷺ يكون أوّل من يستفتح باب الجنة، فيقول له خازنها: «بِكَ أُمِرْتُ، لا أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ».‏
وأشار عضو هيئة كبار ال علماء إلى رفعة قدر النبيّ ﷺ ، وسموّ منزلته عند الله عز وجل، مستشهدًا بقول الله ‏تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، وبما رواه أن جبريل عليه السلام قال للنبيّ ﷺ: «لا أُذكَرُ إلا ذُكرتَ معي»، ‏ولذلك اقترن اسمه باسم الله تعالى في الأذان والتشهّد، وتوقّف فضيلته عند مشهدٍ مؤثّرٍ من لحظة مغادرة ‏ النبيّ ﷺ لمكة، إذ خرج منها متوجّهًا إلى المدينة وقلبه يتفطّر شوقًا إلى أحبّ بلاد الله، وقال وهو يودّعها ‏بعين دامعة: «واللهِ إنّكِ لَأَحَبُّ أرضِ اللهِ إليَّ، وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى الله، ولولا أنّ قومكِ أخرجوني منكِ ما ‏خرجت»، فجاءه الوحي في لحظتها يُثبّته ويُبشّره: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ﴾.‏
وبيَّن فضيلته خلال كلمته أنَّ الهجرة لم تكن فرارًا، بل تأسيسًا لدولة إسلامية جديدة، أُقيمت على ثلاثة أسس ‏متينة: أولها توثيق الصلة بالله، وثانيها توثيق علاقة المسلمين بعضهم ببعض، وثالثها توثيق الصلة بغاية ‏الإسلام الكبرى، لتكون الهجرة بذلك مدرسةً خالدة في الفهم والتخطيط والعمل والبناء.‏
من جانبه، أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام ل مجمع البحوث الإسلامية ، أن الهجرة النبويّة ‏ليست مجرّد حدث تاريخي أو انتقال جغرافي، بل هي مسارٌ بنائيٌّ ونهضويٌّ لصناعة الأمة، لا يدركه إلا ‏مَن امتلأ قلبه بالتصديق والإيمان، مستشهدًا بموقف سيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه الذي رفع يديه ‏قائلاً: «الصحبةَ، الصحبةَ يا رسول الله»، ليكون تصديقه القلبي هو البداية الحقيقية لرحلة الهجرة.‏
وأوضح فضيلته أنّ الهجرة تنقسم إلى هجرة «مبنى» وهجرة «معنى»، مشيرًا إلى أن رسول الله ﷺ جمع بين ‏الهجرتين؛ إذ هاجر بجسده وروحه، بينما يُطلب من المؤمنين اليوم أن يهاجروا بقلوبهم إلى رسول الله، ‏فيتحقق فيهم المعنى الروحي للهجرة، وهو التعلّق القلبي برسول الله ﷺ ، بحيث يتصل قلب المؤمن بقلب ‏نبيّه، فيعيش في حضرته المعنوية كما لو كان في الروضة الشريفة.‏
وأشار فضيلته إلى أنّ التصديق القلبي هو الأساس في استحضار حدث الهجرة وفهم أبعاده، وهو ما يتطلب ‏إخلاصًا في النيّة وصفاءً في التوجّه، لافتًا إلى أن الإمام البخاري صدّر صحيحه بحديث النيّة: «إنما ‏الأعمال بالنيات...» ليؤكد أن كلّ هجرة – سواء كانت مكانية أو معنوية – لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لله ‏ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.‏
كما أكد فضيلة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد لشؤون اللجنة العليا للدعوة الإسلامية ، أن الهجرة ‏النبويّة كانت حدثًا فارقًا غيّر مجرى التاريخ، وأنّ القرآن الكريم وصفها بالنصر، كما في قوله تعالى: ﴿إِلَّا ‏تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾، مشيرًا إلى أنّ النصر – بمفهومه الشامل – يُحدث تحوّلات كبرى في حياة الأمم، ‏لأنه يُمكّن المنتصر من فرض قيمه وأفكاره وتقاليده على الواقع.‏
وأوضح فضيلته أن الهجرة لم تكن مجرّد انتقالٍ جغرافي، بل كانت إرادةً إلهية تجلّت في صورة نصرٍ مبارك، ‏أتاح للناس أن يستمتعوا بوحي السماء، ويهتدوا بتعاليم النبوّة التي قامت على تقويم الاعوجاج وتصويب ‏الأخطاء. وأكّد أنّ النبي ﷺ أسّس بهذا النصر مجتمعًا جديدًا في المدينة، غيّر العادات والأعراف التي كانت ‏سائدة آنذاك، وهو ما يُعدّ من أهمّ وسائل التغيير الحضاري والتاريخي.‏
واختتم الدكتور حسن يحيى كلمته بالإشارة إلى أنّ من أبرز ثمار الهجرة المؤاخاة التي عقدها النبي ﷺ بين ‏الأوس والخزرج، وبين الأنصار والمهاجرين، بعد أن كانوا في جاهليّتهم يقتتلون لسنين طويلة لأسباب ‏واهية، دفنوا فيها أنفسهم بأيديهم من أجل ناقة أو ضرع. فجاءت الهجرة لتزرع أعرافًا جديدة يسودها الأمن ‏النفسي والاجتماعي، وتُوحِّد الصفوف وتُقيم مجتمعًا متماسكًا يقوم على الإيمان والتكافل.‏
Previous Next
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وكيل الأزهر يدعو الشباب للأمل والحذر من الفكر الهدام
وكيل الأزهر يدعو الشباب للأمل والحذر من الفكر الهدام

مصرس

timeمنذ 13 دقائق

  • مصرس

وكيل الأزهر يدعو الشباب للأمل والحذر من الفكر الهدام

افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، فعاليات ملتقى "الشباب وتحديات العصر"، الذي ينظمه مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع مجلس الشباب المصري، مؤكدًا أن الشباب هم الركيزة الأساسية لنهضة المجتمعات، وأن صلاحهم هو صلاح للأمة بأكملها. الشباب هم القوة المتحركة في المجتمعأكد وكيل الأزهر أن مرحلة الشباب هي مرحلة القوة والعطاء، التي تُمكِّن الإنسان من تحقيق الإنجازات، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم وصفها بأنها المرحلة بين ضعفين، وأن الاهتمام بالشباب هو اهتمام بالمستقبل، فهم رجال الغد وآباء المستقبل وقادة الأمة.الإسلام نهض على أكتاف الشبابو شدد وكيل الأزهر على أن الشباب هم من حملوا لواء الإسلام منذ البداية، وأن الصحابة الذين نصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانوا شبابًا تخرجوا من مدرسته، مبينًا أن الإبداع والطاقة والتغيير الإيجابي كلها مزايا تنبع من فئة الشباب. احذروا الفكر الهدام.. وارجعوا للعلماءووجه تحذيرًا للشباب من الانجراف وراء الأفكار الهدامة، حتى وإن ظهرت في صورة الصلاح، مؤكدًا ضرورة الرجوع إلى العلماء الموثوقين قبل تصديق أي فكرة، حفاظًا على عقولهم وهويتهم. التمسك بالدين والقدوة الصالحة طريق النجاحودعا الشباب إلى أن يكونوا قدوة حسنة، مستنيرين بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبشباب الصحابة رضي الله عنهم، في السلوك والعمل والإنتاج والبناء، مشددًا على أن الأمة لن تنهض إلا بأبنائها المؤمنين برسالتهم. التفاؤل سلاح المؤمن.. واليأس مرفوضاختتم الدكتور الضويني كلمته بالدعوة إلى التحلي بروح الأمل والتفاؤل، والابتعاد عن خطاب اليأس والكآبة، مستشهدًا بقصص الأنبياء عليهم السلام في صبرهم و تفاؤلهم، وخاصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان دائمًا يبشر أصحابه في أوقات الشدة.

أولى «الجمهورية» في الدبلومات الفنية بكفر الشيخ: فرحتي لا توصف.. وأنوي الالتحاق بكلية الذكاء الاصطناعي
أولى «الجمهورية» في الدبلومات الفنية بكفر الشيخ: فرحتي لا توصف.. وأنوي الالتحاق بكلية الذكاء الاصطناعي

النهار المصرية

timeمنذ 16 دقائق

  • النهار المصرية

أولى «الجمهورية» في الدبلومات الفنية بكفر الشيخ: فرحتي لا توصف.. وأنوي الالتحاق بكلية الذكاء الاصطناعي

انطلقت الزغاريد وعمت الفرحة بمنزل الطالبة إيمان خالد عبد الباسط إسماعيل، الأولى على مستوى الجمهورية بالمدارس الثانوية الصناعية نظام الثلاث سنوات بمحافظة كفر الشيخ، ابتهاجاً وفرحًا بتفوقها ونبوغها الدراسي بحصولها على مجموع 699 بنسبة 99.86%. أعربت «إيمان» عن سعادتها وفرحتها الغامرة بأنها الأولى على مستوى الجمهورية في الدبلومات الفنية ـ الثانوية الصناعية ـ قائلة في تصريحات خاصة لـ «النهار»: الحمد لله رب العالمين فرحتي لا توصف أشكر ربنا ثم أسرتي على الدعم اللامحدود، مشيرة إلى أن التعليم الفني يحظى باهتمام كبير ونشكر الوزير محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم على دعمه واهتمامه بالتعليم الفني والتعليم بوجه عام. وتابعت: كنت من الأول أضع نصب عيني أن ألتحق بالمعهد الفني الصناعي منذ التحاقي بمدرستي كفر الشيخ الثانوية الصناعية بنات، لكن حالياً أفكر وأدرس الالتحاق بكلية الذكاء الاصطناعي لأن مجال الذكاء الاصطناعي حاليًا يتواكب مع سوق العمل ويعد أبرز علوم المستقبل في الفترة الحالية والمقبلة. ومن جانبه، أعرب خالد عبد الباسط، عن سعادته الكبيرة بتفوق ابنته قائلاً: «إيمان كانت قريبة من ربنا وكانت متفوقة وحريصة على المذاكرة، إحنا راضيين عنها وشايفين إنها مجتهدة وربنا يوفقها ويكرمها دائماً اللهم آمين وإن شاء الله كل الدعم لها»

خططت للتفوق منذ البداية.. الأولى مكرر على دبلوم الصناعة تكشف سر النجاح
خططت للتفوق منذ البداية.. الأولى مكرر على دبلوم الصناعة تكشف سر النجاح

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

خططت للتفوق منذ البداية.. الأولى مكرر على دبلوم الصناعة تكشف سر النجاح

كفر الشيخ – إسلام عمار: "مذاكرتي سر تفوقي وأسرتي سر نجاحي"، بهذه الكلمات عبّرت الطالبة أمنية الصاوي بلتاجي عبدالجواد، ابنة محافظة كفر الشيخ، عن سعادتها الغامرة بتصدرها نتيجة دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية (نظام الثلاث سنوات)، وحصولها على المركز الأول مكرر على مستوى الجمهورية في شعبة "فني تكنولوجيا الحاسبات"، بمجموع 699 درجة من 700 بنسبة 99.86%. وقالت أمنية، في تصريحات خاصة لمصراوي، إن الفضل في تفوقها يعود لتخطيطها الجيد منذ بداية العام الدراسي، إلى جانب دعم أسرتها المستمر، موضحة: "أنا وأسرتي رسمنا خطة واضحة هدفها التفوق، وكنت ملتزمة بالمذاكرة اليومية وتنظيم وقتي بناء على نصائح بابا". وأضافت أن يومها كان يبدأ بالحضور المنتظم إلى المدرسة، ثم تأخذ قسطًا من الراحة، تليه دروس خصوصية، وبعد صلاة العشاء تبدأ مذاكرتها التي تمتد حتى ساعات متأخرة من الليل، وقد تصل أحيانًا إلى صلاة الفجر. وأكدت أمنية أن الصلاة والمواظبة على الفروض كانت جزءًا من برنامجها اليومي، وأن التوفيق من الله كان حاضرًا في كل خطواتها. كما أشادت بدور معلميها الذين ساعدوها في تخطي صعوبات بعض المواد مثل البرمجيات والأكواد، قائلة: "المعلمون شرحوا لنا الأمور المعقدة ببساطة.. وكانوا دعم كبير". وأعربت عن رغبتها في الالتحاق بالمعهد الفني الصحي، حبًا في المجال الطبي ورغبة في خدمة الناس ولو من خلال جزء بسيط من قطاع الطب، وهو حلم مشترك مع العديد من زميلاتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store