
تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!
كشفت مصادر مقرّبة من دوائر القرار في واشنطن أن التباين المتصاعد في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الأمني بات يشكّل عائقاً حقيقياً أمام اتخاذ قرار واضح بشأن التصعيد العسكري ضد إيران، ما أعاد طرح خيار المفاوضات غير المباشرة على الطاولة، ولو بشكل موضعي ومشروط.
وبحسب هذه المصادر، فإن الساعات الأخيرة شهدت نقاشات داخلية حادّة في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، حول جدوى الدخول في مواجهة مفتوحة في هذا التوقيت، في ظل تقديرات استخبارية تشير إلى أن الرد الإيراني قد يتجاوز حدود المسرح الإسرائيلي، بما يُهدد بانفجار إقليمي واسع يصعب احتواؤه.
وتؤكد المعلومات أن التضارب الظاهر في مواقف ترامب ليس مجرّد مناورة سياسية، بل يعكس انقساماً فعلياً داخل دائرته الضيقة، حيث يدفع بعض مستشاريه باتجاه توجيه ضربة محدودة تحفظ الهيبة الأميركية، في حين يُحذّر آخرون من الانجرار إلى مسار استنزاف طويل قد يُخرج الوضع عن السيطرة.
وتضيف المصادر أن ما وصفته بـ 'الارتباك السياسي' في إدارة الملف لا يُقرأ كضعف، بقدر ما يعكس ضغوطاً متشابكة داخل واشنطن، سيّما من مراكز التأثير الاقتصادي التي تُبدي قلقاً متزايداً من تداعيات حرب مفتوحة على الاستقرار الداخلي والأسواق.
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن قنوات تواصل غير مباشرة فُتحت خلال الساعات الماضية، عبر وسطاء خليجيين وأوروبيين، بهدف استكشاف إمكانيات خفض التصعيد، وتفادي أي تصعيد ميداني قد يفرض على واشنطن دخولاً مباشراً غير محسوب.
وتلفت المصادر الى أنّ المشهد داخل الإدارة الأميركية لا يوحي باتجاه حاسم حتى اللحظة، وأنّ الخيار العسكري لا يزال مطروحاً من دون غطاء سياسي موحّد.
وبين مشهد سياسي متوتر، ومخاوف أمنية واقتصادية متشابكة، تبدو خيارات واشنطن على الطاولة أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وإذا استمر هذا التردد، فإنه على الأرجح، وفق مصادر مطّلعة على مسار الاتصالات الجارية أن يُنتج الميدان هدنة بلا إعلان، ومفاوضات بلا صورة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 33 دقائق
- الديار
خلافات داخل إدارة ترامب حول إيران... وغابارد في مرمى التهميش بسبب مواقفها الدبلوماسية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية أن الخلاف حول إيران في حملة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" يتفاقم داخل الإدارة الأميركية، مشيرةً إلى أن مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد على خلاف مع كبار المسؤولين الآخرين، ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه. ولفتت الشبكة إلى أن غابارد، وهي منتقدة صريحة للتدخلات العسكرية الأميركية السابقة في الخارج، فقدت شعبيتها لدى الرئيس ترامب في ظل تفكيره في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران، وفقاً لمسؤولين كبار في الإدارة مطلعين على الأمر. ويصر حلفاء غابارد، رغم أن هناك توتراً في البيت الأبيض، على أن بعض ردود الفعل السلبية العامة مبالغ فيها، ولا يتوقع أحد ممن أجرت الشبكة الإعلامية مقابلات معهم أن تترك غابارد الإدارة نتيجة سياسة الرئيس تجاه إيران، حتى لو كان ذلك يشمل التدخل الأميركي المباشر. انكشفت خطورة موقف غابارد السياسي هذا الأسبوع عندما تجاهلها ترامب بشأن شهادتها أمام الكونغرس في آذار، بحسب "أن بي سي نيوز". حينها، قالت إن أجهزة الاستخبارات الأميركية لا تعتقد أن إيران تُصنّع سلاحاً نووياً، وهو تعليق يتناقض مع تصريح ترامب العلني الأخير حول التهديد الذي يُشكّله البرنامج النووي الإيراني المُحتمل. وقال شخص مطلع على الأمر إن وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الأميركي لم تتغير منذ شهادة غابارد في آذار، ولكن فكرة أن يقوم الرئيس برفض مديرة الاستخبارات الوطنية بشكل علني أثارت على الفور تساؤلات عما إذا كانت قد أصبحت الآن معزولة عن عملية صنع القرار بشأن هذه القضية. وأكدت الشبكة الإعلامية أن ذلك يعكس انقساماً علنياً في ائتلاف ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، إذ يدعو بعض المؤيدين إلى دعم "إسرائيل" في أي عمل عسكري تتخذه ضد إيران، فيما يرى آخرون أن التدخل سيتعارض مع فلسفة "أميركا أولًا". وكشفت أن عدداً من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية أقرّوا بتهميش غابارد في مناقشات الإدارة الداخلية حول الصراع بين "إسرائيل" وإيران، حتى إن اثنين من حلفائها الذين تحدثوا إليها أقرّا بأن مكانتها تأثرت بشدة عندما نشرت مقطع فيديو في 10 حزيران بعد رحلة إلى هيروشيما في اليابان. وقال المسؤولون إن الفيديو، الذي تضمن محاكاة تدمير المدن الأميركية وتحذير غابارد من مخاطر الحرب النووية، أثار استياء فريق البيت الأبيض. لم تحضر غابارد اجتماعاً لكبار المسؤولين في 8 حزيران في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي في ولاية ماريلاند، لمناقشة التوترات بين "إسرائيل" وإيران، ما أثار تساؤلات جديدة حول مكانتها في الإدارة، وفقاً للشبكة. وصرح مسؤول في البيت الأبيض، في حديث صحافي إليها، بأن غابارد لم تحضر لانشغالها بتدريب مُجدول كعضو في الحرس الوطني. مواقف غابارد السابقة تجاه إيران، إضافة إلى تعليقاتها الأخيرة وردود فعل ترامب عليها، وضعت كبار مسؤولي الإدارة في موقف حرج. يبدو أن غابارد كانت على خلاف مع خط الإدارة، ولكن ليس إلى الحد الذي يدفعهم للتخلي عنها. وقال اثنان من مسؤولي الإدارة إن غابارد استخدمت منذ فترة طويلة منصتها العامة لمعارضة العمل العسكري الأميركي ضد إيران، وكانت تعمل خلف الكواليس لمحاولة إيجاد حل دبلوماسي. وفي إحدى الحالات، سعت غابارد إلى الاستعانة بحلفاء أوروبيين لديهم قنوات اتصال مع طهران، بحسب مسؤول.


صدى البلد
منذ 35 دقائق
- صدى البلد
تصعيد متبادل وتحركات عسكرية.. هل يشتعل فتيل الحرب بين إيران وأمريكا؟
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، تعود العلاقة المتأزمة بين الولايات المتحدة وإيران إلى الواجهة مجددا، وسط تحركات عسكرية لافتة وتصريحات نارية بين الطرفين. ويأتي التصعيد الجديد في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الغموض والترقب، لا سيما مع اقتراب حاملات طائرات أميركية من محيط النزاع، مما يثير التساؤلات حول إمكانية نشوب مواجهة عسكرية مباشرة. ومن خلال هذا التقرير، نرصد لكم آخر التطورات التي تخللتها تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والموقف الإيراني الحازم تجاه ما تعتبره "تهديدا وضغطا لا يليق بدولة ذات سيادة". وفي تصعيد جديد ضمن سلسلة المواجهات الكلامية بين واشنطن وطهران، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران قد تواصلت مع إدارته وأبدت رغبتها في الدخول بمفاوضات، وفي الوقت نفسه، لم يستبعد احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد طهران. وقال ترامب للصحفيين: "إيران تواجه الكثير من المشكلات، وقد أبدت رغبتها في التفاوض، وهناك فرق كبير بين الوضع الحالي وما كان عليه قبل أسبوع". وأضاف: "لقد اقترحوا الحضور إلى البيت الأبيض.. هم في موقف ضعف تام ولا يملكون أي قدرة دفاعية جوية". حاملة طائرات ثالثة تقترب من إسرائيل وتزامنا مع تصريحات ترامب، كشفت تقارير إعلامية أميركية عن توجه حاملة طائرات ثالثة نحو المنطقة، في تحرك يعتبره المراقبون رسالة ضغط إضافية على إيران. وأفادت شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن حاملة الطائرات "يو إس إس فورد" من المقرر نشرها في أوروبا خلال الأسبوع المقبل، في إطار خطة كانت معدة مسبقا منذ نهاية العام الماضي. وبحسب التقرير، فإن "فورد" ستتمركز ضمن مسرح عمليات القيادة الأوروبية، ويُرجح أن تتجه إلى شرق البحر المتوسط، بالقرب من السواحل الإسرائيلية، في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. وفي الوقت نفسه، تتحرك حاملة طائرات أميركية أخرى نحو الشرق الأوسط، إما لتعزيز وجود "يو إس إس كارل فينسون" أو لتحل محلها، بحسب ما أكدته الشبكة. وينظر إلى هذه التحركات العسكرية باعتبارها استعراضا للقوة، إذ تعد حاملات الطائرات من أبرز أدوات الضغط الاستراتيجي الأميركي، وغالبا ما تكون في طليعة القوات المنتشرة في مناطق النزاع. القدرات العسكرية للحاملات الأميركية حاملات الطائرات الأميركية تمتلك قدرات قتالية هائلة، حيث تستطيع حمل عشرات الطائرات المقاتلة القادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة، فضلاً عن إمكانية اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة. ترافق هذه الحاملات عادة سفن حربية مزودة بأنظمة دفاعية متطورة، قادرة على التصدي لمختلف أنواع التهديدات، سواء كانت جوية أو بحرية أو تحت سطح البحر. رد إيران: لا مفاوضات تحت الضغط في المقابل، جاء الرد الإيراني سريعا وحازما، حيث أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن طهران "ترفض الدخول في أي مفاوضات أو تسوية سلمية تحت التهديد أو الضغط". وفي بيان نشر عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، هاجمت البعثة تصريحات ترامب، ووصفت تهديداته بأنها "جبانة". وقالت البعثة: "الشيء الوحيد الأكثر دناءة من أكاذيب ترامب هو تهديده الجبان بـ "القضاء على المرشد في إيران"، في إشارة إلى منشور نشره ترامب على منصة "تروث سوشيال"، وصف فيه المرشد الأعلى علي خامنئي بأنه "هدف سهل". وأضاف البيان: "إيران لا تفاوض تحت الضغط، ولا تقبل سلاما يفرض بالإكراه، وخاصة ليس مع شخصية مهووسة بالظهور الإعلامي، كل تهديد سيقابل بتهديد، وكل خطوة عدائية سيرد عليها بالمثل". والجدير بالذكر، أنه في ظل هذا التصعيد المتبادل، يبدو أن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات ما زالت بعيدة المنال، لا سيما مع استمرار التهديدات الأميركية وتعزيز الوجود العسكري في المنطقة، ورفض إيران القاطع لأي حوار يتم تحت الإكراه أو الضغوط. وبينما تواصل واشنطن إرسال حاملات الطائرات إلى محيط النزاع، تصر طهران على أن الرد سيكون بالمثل، مما يضع الشرق الأوسط على حافة احتمالات أكثر خطورة.


بيروت نيوز
منذ 41 دقائق
- بيروت نيوز
صواريخ آرو تنفد… هل اقتربت لحظة الحسم؟
في ظلّ الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، ومع تصاعد حدّة المواجهة العسكرية إلى مستويات غير مسبوقة، بدأت ملامح الخلل تظهر تدريجياً في توازن القوى، خصوصاً على الجبهة الإسرائيلية. إذ كشفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' نقلاً عن مصدر أميركي، أن مخزون إسرائيل من صواريخ 'آرو'، المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بات على وشك النفاد، وهي منظومة تُعدّ من أبرز دعائم الدفاع الإسرائيلي في مواجهة التهديد الإيراني، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة تل أبيب على الصمود في حال استمرار الهجمات لفترة أطول. هذا التطور، وإن لم يُترجم حتى اللحظة إلى قرار أميركي رسمي بالتدخل الميداني، إلا أنه، وفق مصادر دبلوماسية مطّلعة، يعكس ضغطاً متزايداً على الإدارة الأميركية لإعادة ترتيب أولوياتها العسكرية في المنطقة. حيث يُتوقع أن تبدأ واشنطن بتسريع الإمدادات الدفاعية لإسرائيل، أو توسيع وجودها العسكري في الخليج والشرق الأوسط. وبحسب مراقبين، فإنّ تسريب هذه المعلومة إلى الصحافة الأميركية لم يكن عرضياً، بل جاء في سياق تعبئة الرأي العام تحضيراً لاحتمالات أكثر خطورة. في السياق ذاته، أطلّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحات لافتة أشار من خلالها إلى أن الأسبوع المقبل قد يشهد 'قراراً كبيراً' بشأن إيران، ملمّحاً إلى إمكان توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية، من دون أن يستبعد التراجع عنها. حيث قال: 'قد نضرب، وقد لا نفعل'، وذلك في خطاب أعاد إلى الأذهان تكتيك التلويح بالعصا وترك الباب مفتوحاً أمام المفاوضات. وهي صيغة يستخدمها ترامب في إدارة التهديد، بحيث لا يبدو كمن يسعى لحرب مباشرة، لكنه يترك خصومه في حال ترقّب دائم. وفي معرض حديثه، سخر ترامب من جاهزية إيران العسكرية، معتبراً أنها باتت 'من دون أي دفاع جوي فعلي' ما فُهم كتصعيد في الحرب النفسية، أو كمؤشر على وجود بنك أهداف إيراني جاهز لضربة محتملة. كما ألمح إلى أن الإيرانيين 'تواصلوا مع الأميركيين' من دون أن يحدد طبيعة هذا الاتصال أو الجهة التي قامت به، ما يضيف مزيداً من الغموض حول ما يجري خلف الكواليس. رغم ذلك، لا تُظهر الإدارة الأميركية رغبة ظاهرة في التورّط بحرب شاملة في الوقت الراهن، إذ لا تزال التحركات محكومة بإطار التصعيد المنضبط. لكن استمرار استنزاف الدفاعات الإسرائيلية، إلى جانب توسّع رقعة الأهداف المتبادلة، قد يدفع واشنطن إلى مراجعة موقفها، خاصة في حال تعرّض مصالحها المباشرة في المنطقة لأي ضربة نوعية. بالتالي، تواصل الولايات المتحدة السير فوق خيط رفيع بين الردع والتورّط، في وقت تضغط فيه التطورات الميدانية على هامش المناورة. ومن الواضح أن الأيام المقبلة ستكون مفصلية في تحديد المسار، فهل تكتفي إدارة ترامب بجرعة تصعيد إضافية مدروسة، أم تسير في اتجاه قرار استراتيجي أوسع تقوده من موقع التفوق؟ ما هو مؤكد أن ما يجري اليوم لن يبقى محصوراً في مربع الردود، وأن منطقة الشرق الأوسط تقترب أكثر من أي وقت مضى من لحظة حاسمة في مسار المواجهة.