
القيادة التربوية والذكاء الاصطناعي
يشهد قطاع التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً جذرياً قائماً على مبدأ الدمج بين القيادة التربوية والذكاء الاصطناعي، بما يعكس رؤية استراتيجية وطنية تهدف إلى بناء نظام تعليمي متقدم قادر على إعداد أجيال المستقبل. ولذلك نجد بأنَّ مفهوم القيادة التربوية في الدولة ينطلق من توجهاتها الاستراتيجية التي أولت اهتماماً كبيراً للنظام التعليمي باعتبارها حجر الأساس في كل تطوير وتقدم وازدهار.
وقد تابعنا إطلاق مبادرات مثل مقياس حمدان للموهبة، والذي يُعنى باكتشاف الطلبة الموهوبين وربطهم ببرامج تعليمية نوعية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كما لعبت جائزة خليفة التربوية دوراً مهماً في تعزيز ثقافة التميز والابتكار بين المعلمين والمؤسسات التعليمية، مما يُرسّخ مبدأَ القيادة التربوية الداعمة للتحول الرقمي في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال التربوي.
هذا التوجه التربوي الاستراتيجي قاد إلى تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في عام 2017، وهو معالي عمر سلطان العلماء، ليكون تعيينه خطوةً تاريخيةً تربط بين السياسات التعليمية وسياسات توطين وامتلاك التكنولوجيا المتقدمة، ضمن إطار استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 التي جعلت التعليم أحدَ محاورها الأساسية.
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي واحدةً من الدعائم الأساسية للتعليم الحديث، وانطلاقاً من ذلك كانت أبرز الخطوات التي اتخذتها الدولة اعتماد مقرر إلزامي للذكاء الاصطناعي في المدارس الحكومية اعتباراً من العام الدراسي 2025–2026، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم استحداث مادة الذكاء الاصطناعي لإدراجها كمقرر دراسي ضمن المنظومة التعليمية، من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الـ12، بهدف تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة لفهم مبادئ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليومية، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تمكين الطلبة من التفاعل مع متغيرات العصر، وصناعة الحلول المبتكرة.
وتشير الإحصائيات إلى نتائج ذات دلالة مهمة في هذا المجال، وبصفة خاصة مسح YouGov (2024) الذي أظهر أنّ نسبة 90% من المعلمين في كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية يدعمون دمج الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي، بينما يرى 94% منهم أن المدارس لا تستثمر بالشكل الكافي في هذه التقنيات العصرية المهمة.
كما أشار تقرير Studiosity/YouGov (2025) إلى أن 94% من طلاب المدارس في الإمارات يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بغرض الدراسة، رغم أن ثلثيهم يشيرون إلى وجود «ضغط تقني» يستدعي المزيد من الدعم المدرسي. وفي المقابل، سجلت منصة Alef Education تحسناً بنسبة 12.1% في أداء الطلبة خلال الامتحانات النهائية، وذلك بفضل استخدام تقنياتها التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وعلاوةً على ذلك، بلغ سوق المساعدات التعليمية الذكية في الإمارات، خلال عام 2024، نحو 46.2 مليون دولار، مع وجود توقعات بوصوله إلى 241.5 مليون دولار بحلول عام 2030، بينما يُتوقع أن ينمو سوق التعليم الإلكتروني (EdTech) من 1.2 مليار دولار في عام 2024 إلى 3.3 مليار دولار في عام 2033، بمعدل نمو سنوي يصل 11.9%.
وفي الختام، نستطيع القول، من دون أي تردد، بأنَّ الدمج بين القيادة التربوية والذكاء الاصطناعي في الإمارات يمثل نموذجاً متفرداً للتعليم المستقبلي القائم على التكنولوجيا، وأنه بفضل الاستثمارات الحكومية، وتطوير القيادات التربوية، وتبني مناهج الذكاء الاصطناعي منذ الطفولة المبكرة، تتجه الدولة نحو بناء منظومة تعليمية رائدة قادرة على المنافسة عالمياً وصناعة جيل مؤهل لاقتصاد المعرفة.
*كاتبة إماراتية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 5 ساعات
- الاتحاد
"تبرّع بجهازك" تستهدف في دورتها الجديدة جمع 100 ألف جهاز إلكتروني
أعلنت المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عن إطلاق الدورة الثانية من حملة "تبرّع بجهازك 2.0"، بهدف جمع 100 ألف جهاز إلكتروني مستعمل، يتم تجديدها وإعادة تدويرها لدعم الطلبة من الفئات الأقل حظاً في المدرسة الرقمية حول العالم. وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية شاملة تجمع بين التعليم والعمل الإنساني والاستدامة البيئية، حيث سيتم تجميع الأجهزة من الأفراد والمؤسسات، وتجديدها أو إعادة تدويرها وفق أفضل الممارسات البيئية، ما يسهم في دعم المسيرة التعليمية وتحقيق أثر اجتماعي وبيئي طويل الأمد. ودعت المدرسة الرقمية المجتمَع أفراداً ومؤسسات، إلى دعم المبادرة من خلال التبرع بالأجهزة الإلكترونية المستعملة أو تقديم تبرعات مالية، وذلك عبر القنوات الرسمية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، أو من خلال موقع الحملة الإلكتروني: كما يمكن المساهمة بإرسال رسالة نصية (SMS) إلى الرقم 2441 لمشتركي "اتصالات من &e"، أو إلى 3551 لمشتركي "دو". مبادرة تعليمية مستدامة وبعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلة الأولى من الحملة، والتي جمعت أكثر من50 ألف جهاز إلكتروني مستعمل بمشاركة أكثر من 100 جهة حكومية وخاصة ومؤسسة تعليمية في دولة الإمارات، أعلنت المدرسة الرقمية تحويل الحملة إلى مبادرة دائمة، ما يعكس التزاماً طويل المدى بنشر المعرفة وتقليص الفجوة الرقمية عالميًا. وتجسّد حملة "تبرّع بجهازك 2.0" رؤية دولة الإمارات لمستقبل شامل ومستدام، إذ تستهدف تقليل النفايات الإلكترونية بما يعادل 200 طن تقريبًا، وتدعم جهود التحول الرقمي العادل والتعليم للجميع، من خلال شراكات نوعية بين المؤسسات التقنية والإنسانية والبيئية. وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، أن تحويل حملة "تبرّع بجهازك" إلى مبادرة دائمة يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بنهج الاستدامة، ويترجم رؤية القيادة الرشيدة في توظيف التكنولوجيا والمعرفة الرقمية كأدوات فاعلة للتمكين الإنساني والمجتمعي. وأشار إلى أن المبادرة تمثل نموذجاً رائداً في الدمج بين العمل الخيري والتنموي والبيئي، عبر إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية وتحويلها إلى أدوات تعليمية تُمكّن الطلبة من الفئات الأقل حظاً في المجتمعات حول العالم من الوصول إلى تعليم رقمي متكافئ وفعّال، في إطار رسالة المدرسة الرقمية لتوسيع فرص التعلم الشامل والمستدام. وأكد معاليه أن المبادرة ليست مجرد حملة لجمع الأجهزة، بل رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى خلق أثر طويل المدى، يعزز العدالة الرقمية، ويقلّص الفجوة التعليمية، ويشجّع على مشاركة فاعلة ومسؤولة من جميع فئات المجتمع، ما يعكس القيم الإماراتية الراسخة في التضامن والعطاء المستدام. من جهته، أكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن المدرسة الرقمية أحدثت تحولاً كبيراً في مستوى الخدمات التعليمية المقدمة لأبناء اللاجئين والنازحين والشرائح الضعيفة في الدول والمجتمعات الأقل حظاً، مجدداً ترحيب هيئة الهلال الأحمر بشراكتها الاستراتيجية مع المدرسة الرقمية، إحدى مبادرات محمد بن راشد العالمية، لتعزيز فرص التعليم الذكي بطرق متقدمة ومرنة، ومشيراً إلى أن الهيئة لن تدخر وسعاً في سبيل تحقيق أهداف المدرسة الرقمية وتوسيع مظلة المستفيدين من مبادراتها الإنسانية إقليمياً ودولياً. وقال إن المدرسة الرقمية تعد إحدى المبادرات النوعية في مجال استدامة العطاء وتعزيز قيم التكافل والمسؤولية المجتمعية، وتجسد دور الدولة في تعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وعلى وجه التحديد الهدف الرابع المتمثل في توفير التعليم الجيد للجميع"، مشيراً إلى أن المبادرة تُعزز الجهود الإنسانية الرائدة لدولة الإمارات حول العالم، وتُرسّخ مكانتها مركزاً رئيسياً للتوجهات العالمية الهادفة إلى تحقيق تنمية قوامها التعليم ونشر المعرفة. وأضاف: "ما يميز المدرسة الرقمية أنها توفر التعليم الجيد والتعلم ضمن هيكلة تتناسب ورؤى المستقبل، معتمدة فيها على التكنولوجيا والرقمنة، للخروج من إطار التعليم التقليدي إلى نوع جديد من التعليم يُحقق الأهداف، وينعكس على تعلم الطلبة بطريقة تُحقق مستوى عالٍ من الرضا عن مخرجاته، خاصة في المناطق المضطربة والتي تشهد تحديات كبيرة في مسيرتها التعليمية". وتؤكد حملة تبرع بجهازك، في دورتها الثانية، التزام المجتمع الإماراتي المستمر والمتواصل، بأفراده ومؤسساته، بتعزيز ثقافة العطاء المستدام والمسؤولية المجتمعية، في نموذج رائد للعمل التطوعي والتنموي الهادف، وتركز على تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية إعادة الاستخدام والتدوير للأجهزة الإلكترونية عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة المجتمعية. وتنظم الحملة بالشراكة بين المدرسة الرقمية وهيئة الهلال الأحمر وشركة "إي سايكلكس"، وبدعم من وزارة البيئة والتغير المناخي، في إطار توحيد الجهود في دعم المبادرات التعليمية المستدامة ومواجهة تحديات النفايات الإلكترونية التي تشير الإحصاءات الدولية إلى أن العالم ينتج منها سنويًا نحو 50 مليون طن، أي ما يعادل التخلص من 800 جهاز كمبيوتر محمول في الثانية الواحدة. يذكر أن الحملة الأولى أُطلقت عام 2023، ضمن فعاليات عام الاستدامة في دولة الإمارات، بهدف توفير عشرة آلاف جهاز إلكتروني مستعمل بعد تجديده، لتوزيعه على الطلبة الأقل حظاً في المجتمعات المحتاجة، نجحت في تحقيق إنجازات استثنائية بيئية وتعليمية، تمثلت في جمع 50 ألف جهاز إلكتروني، وإعادة تدوير 120 طناً من النفايات الإلكترونية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 122 طناً، وتوفير 170 ألف لتر من الوقود، وحماية ما يقارب 32 ألف قدم مربع من الأراضي من التلوث الناتج عن النفايات الإلكترونية السامة. كما مكنت الحملة طلبة في مختلف الدول حول العالم، من الحصول على فرص تعليم رقمي نوعي يدعم مستقبلهم ويعزز قدرتهم على التعلم والتطور. وتقديراً للمساهمات المجتمعية الواسعة، شهدت الدورة الأولى تكريم عدد من أبرز الجهات الداعمة للحملة، ومن ضمنها شرطة دبي، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، وبلدية دبي، وبنك الإمارات دبي الوطني، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وشركة "مصدر"، ومجموعة "إي آند"، وطيران الإمارات، ومؤسسة موانئ دبي العالمية الخيرية، وغيرها من الجهات التي كان لها دور محوري في إنجاح الحملة. وتعد "المدرسة الرقمية"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، في نوفمبر 2020، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أول مدرسة رقمية معتمدة من نوعها، وتهدف إلى تمكين الطلاب بخيارات التعلم الرقمي، فيما توفر خياراً نوعياً للتعلم المدمج والتعلم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة، مستهدفة الفئات المجتمعية الأقل حظا واللاجئين والنازحين حول العالم، عبر توظيف التعليم الرقمي وتقديم مواد ومناهج تعليمية عصرية. وتتبنى المدرسة الرقمية نهجًا شاملاً للتحول الرقمي في التعليم، يقوم على توسيع الفرص التعليمية عبر خيارات التعلم الرقمي، وتواصل المدرسة الرقمية توسعها، حيث استفاد من برامجها أكثر من 500 ألف طالب ومستفيد من 33 دولة حول العالم، وتوفر المحتوى التعليمي والتدريبي بخمس لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية.


البوابة
منذ 6 ساعات
- البوابة
وزير الاتصالات يشهد ختام الدورة الثالثة من مبادرة الذكاء الاصطناعي للجامعات
شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فعاليات ختام الدورة الثالثة من مبادرة بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي لطلاب الجامعات، والتي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع شركة "دل تكنولوجيز" Dell Technologies، وذلك بمركز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" بمحافظة الجيزة. تعزيز المهارات الرقمية للشباب تأتي المبادرة في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز المهارات الرقمية للشباب ودعم الابتكار التكنولوجي، خاصة في القطاعات الحيوية مثل السياحة والزراعة والرعاية الصحية. استفاد من المبادرة 676 طالبًا وطالبة من ثماني جامعات مصرية حكومية وخاصة، من بينها القاهرة، وعين شمس، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجامعة الألمانية، والأكاديمية العربية، وجامعة أسيوط، والمنصورة، والجامعة المصرية اليابانية. وقدم المشاركون 70 مشروعًا في خمسة مجالات رئيسية: الزراعة الذكية، المرور الذكي، الحكومة الذكية، الرعاية الصحية الرقمية، والاقتصاد الذكي، مما يعكس حرص الدولة على توظيف التقنيات الحديثة لخدمة المجتمع. هاكثون الذكاء الاصطناعي وشملت فعاليات المبادرة تنظيم هاكثون طلابي بمشاركة 63 طالبًا موزعين على 13 فريقًا من الجامعات المشاركة، تحت عنوان "ابتكار حلول ذكية في قطاع السياحة". وتم خلال الحفل الختامي تكريم الفرق الثلاثة الفائزة؛ حيث فاز فريق Myocardium Laviosa من جامعة القاهرة بالمركز الأول، وحصل فريق AI Sparks من الجامعة الألمانية بالقاهرة على المركز الثاني، بينما جاء فريق Edutopia من جامعة عين شمس في المركز الثالث. "Digitopia".. أكبر مسابقة تقنية بجوائز 10 ملايين جنيه وفي كلمته، أعلن الدكتور عمرو طلعت عن إطلاق مسابقة "Digitopia"، التي تُعد الأكبر في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، بقيمة جوائز إجمالية تصل إلى 10 ملايين جنيه، منها مليون جنيه للجائزة الكبرى، وتستهدف المسابقة النشء والشباب من سن 9 حتى 35 عامًا، في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والفنون الرقمية، حيث تهدف إلى توجيه هذه الفئات لتقديم حلول تقنية مبتكرة تعالج التحديات المجتمعية. دل تكنولوجيز: نستثمر 8 مليارات دولار سنويًا في البحث والتطوير أكد محمد أمين، النائب الأول للرئيس لشركة Dell Technologies لمنطقة أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، أهمية الشراكة مع وزارة الاتصالات في دعم التحول الرقمي وبناء الكوادر البشرية. وأوضح أن الشركة تستثمر نحو 8 مليارات دولار سنويًا في البحث والتطوير، يذهب 70% منها نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الرقمي سيُشكل ثلث الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. شراكة حكومية وأكاديمية مستمرة لتخريج جيل رقمي محترف منذ انطلاقها، نجحت المبادرة في تدريب 1620 طالبًا مصريًا في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر تنفيذ أكثر من 300 مشروع تطبيقي، في إطار الاتفاقية الموقعة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة "دل تكنولوجيز"، لبناء جسور التعاون بين الحكومة والجامعات والصناعة، وضمان تأهيل جيل رقمي متسلح بأدوات المستقبل. مشاركة موسعة من قيادات الاتصالات والتعليم العالي شهد ختام الفعاليات حضور عدد من القيادات البارزة من مؤسسات الدولة، من بينهم: المهندسة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات للتطوير المؤسسي، والدكتور شريف كشك، مساعد وزير التعليم العالي للتحول الرقمي، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لـ"إيتيدا"، إلى جانب رؤساء جامعات وخبراء في الابتكار والتعليم التقني.


عرب هاردوير
منذ يوم واحد
- عرب هاردوير
OpenAI تطلق أكبر مركز بيانات أوروبي مدعوم بـ 100 ألف شريحة NVIDIA
أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق مركز بيانات ضخم في النرويج يحمل اسم Stargate، في أول توسع فعلي لها داخل أوروبا في هذا المجال. سيُقام المشروع من خلال شراكة بين شركتين هما Nscale البريطانية وشركة Aker النرويجية للبنية التحتية للطاقة، وذلك عبر مشروع مشترك بنسبة 50 في المئة لكل منهما. مركز مبني على الشراكات الأوروبية تقوم شركة Nscale بتصميم وتنفيذ المركز، بينما تُعد OpenAI مستهلكًا رئيسيًا للطاقة الحوسبية التي سيولدها المركز، ما يعني أنها ستشتري قدرًا كبيرًا من قدرات الحوسبة الناتجة عن هذا الموقع. يهدف المشروع إلى تعزيز ما يُعرف باسم السيادة الأوروبية في الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم خدمات ومعالجات حوسبية ضمن القارة الأوروبية. وقد صرح الرئيس التنفيذي لشركة Nscale، جوش باين، أن الهدف من المشروع هو التعاون مع OpenAI لتوفير حوسبة سيادية على الأراضي الأوروبية، ما يسمح بإطلاق ميزات وخدمات جديدة في المنطقة. 100 ألف شريحة من NVIDIA قبل نهاية 2026 يسعى مركز Stargate في النرويج إلى نشر 100 ألف وحدة معالجة رسوميات (GPU) من شركة NVIDIA بحلول نهاية عام 2026، مع خطط للتوسع المستمر في السنوات التالية. وبقدرة أولية تصل إلى 230 ميجاواط، وسيُصبح هذا المركز من بين الأكبر في أوروبا، إذ سيعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة. تُعد شرائح NVIDIA الخيار المفضل لمراكز البيانات حول العالم بسبب قدرتها الفائقة على التعامل مع أحمال الذكاء الاصطناعي الضخمة. وقد أكدت الشركات المعنية أن المشروع سيبدأ بمرحلة أولى بقدرة 20 ميجاواط، حيث خصصت كل من Nscale وAker نحو مليار دولار لهذه المرحلة التأسيسية. الموقع الجغرافي والاستفادة من الطاقة الكهرومائية يقع المشروع في منطقة كفاندال، قرب مدينة نارفيك شمال النرويج، وهي منطقة تُعرف بوفرة الطاقة الكهرومائية وانخفاض الطلب المحلي على الكهرباء، إضافة إلى ضعف قدرة النقل الكهربائي إلى الخارج، ما يجعل من استخدامها محليًا خيارًا منطقيًا واستراتيجيًا. ورغم ضخامة المشروع، رفض جوش باين الإفصاح عن كيفية تمويل المشروع بالكامل أو الأرباح المتوقعة منه، لكنه أكد أن شركة Nscale تمتلك خطة توسعية قوية داخل أوروبا، رغم عدم وجود نية حالية لإنشاء مراكز Stargate إضافية. من أمريكا إلى النرويج فالإمارات يُعد هذا المشروع امتدادًا لمبادرة Stargate التي انطلقت في الولايات المتحدة مطلع هذا العام، من خلال تعاون بين OpenAI وشركة أوراكل الأمريكية وSoftBank اليابانية وشركة MGX الإماراتية. وتهدف المبادرة إلى استثمار 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات لبناء بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. في يونيو الماضي، أعلنت OpenAI عن خططها لإنشاء مركز Stargate في الإمارات، ضمن إطار توسع عالمي للمشروع. أوروبا تبحث عن سيادة الذكاء الاصطناعي تسعى أوروبا في السنوات الأخيرة إلى تعزيز مفهوم الذكاء الاصطناعي السيادي، والذي يتطلب أن تتم معالجة البيانات وأعباء العمل الحوسبية على أراضي القارة الأوروبية، حفاظًا على الخصوصية والسيادة الرقمية. يرى جوش باين أن القارة تواجه مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي نقص القدرات الحوسبية، والثانية هي تشتت البنية التحتية وضعف التنسيق بين دولها. ويؤكد أن الحل يكمن في إقامة مشاريع ضخمة للبنية التحتية يمكن للمطورين الأوروبيين البناء عليها لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الأوروبي من جهتها، تسعى NVIDIA لتعزيز حضورها في القارة الأوروبية، إذ قام الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، بجولة في أوروبا لحث الحكومات والشركات على بناء مزيد من مراكز الذكاء الاصطناعي. كما أعلنت شركة Mistral الفرنسية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عن خطط لاستخدام شرائح NVIDIA في مركز بيانات جديد في فرنسا. يعكس هذا التوسع الكبير توجّهًا عالميًا نحو تمركز الذكاء الاصطناعي في مراكز بيانات قادرة على التعامل مع كميات هائلة من البيانات، في ظل منافسة دولية شديدة على التحكم بالبنية التحتية لتقنيات المستقبل. يمثل هذا المشروع علامة فارقة في جهود أوروبا لبناء بيئة حوسبية مستقلة ومزدهرة للذكاء الاصطناعي. ومع استمرار توسع مبادرة Stargate عالميًا، ستُصبح النرويج نقطة محورية في خارطة الذكاء الاصطناعي الأوروبية، في وقت يتسارع فيه السباق العالمي لبناء مراكز بيانات عملاقة مدعومة بشرائح NVIDIA الخارقة.