
ترامب يريد الإعلان عن إنهاء الحرب
هآرتس
حاييم لفنسون 13/5/2025
في لحظة نادرة اليوم، حتى في قناة الدعاية قالوا الحقيقة. "أنا لم انجح في فهم ما حدث هنا"، صرخ بصوت متباك شمعون ريكلن في بداية برنامجه في القناة 14. "هذه ليست خطة ويتكوف، بل خطة ترامب. دولة اسرائيل لا صلة لها. ما الذي يحدث هنا؟". صحيح أنه لم تعد هناك خطة ويتكوف، توجد خطة ترامب. بعد ثلاثة اشهر من المراوحة في المكان لمفاوضات غير مجدية ولا فائدة لها وصلنا الى ايام الحسم. امام نتنياهو بقي خياران. الاول هو الاتفاق مع الاميركيين وأن يسوق للجمهور بأن الامر يتعلق بفكرته التي باعها للاميركيين. الثاني هو الاتفاق مع الاميركيين وتسويق الفكرة للجمهور كفكرة لهم وكأنه لا خيار امامه عدا عن الموافقة عليها.
اضافة اعلان
في الاشهر الثلاثة الاخيرة منذ انتهاء المرحلة الاولى في الاتفاق الذي اعلن عنه في قطر في 17 كانون الثاني، بدد الطرفان الوقت حول نفس السؤال: هل نجري نقاشات حول نهاية الحرب. الطرفان حاولا تجنيد الولايات المتحدة. في قطر قالوا ان اسرائيل خرقت الاتفاق الذي وقعت عليه وانها لم تقم بإجراء بحسن نية مفاوضات حول انهاء الحرب، وفي اسرائيل قالوا ان حماس غير مستعدة لترك الحكم في غزة ونزع سلاحها وابعاد قادتها من غزة. عندها لا يوجد ما نتحدث عنه. الولايات المتحدة جلست على الجدار ولم تبت في هذا الخلاف. هذا الامر لن يستمر.
لقد كان لحماس ومستشاريها في قطر ورقة رابحة وهي عيدان الكسندر، المخطوف الاميركي الاخير الحي. هم في السابق لمحوا الى محاولة استخدامه في شهر اذار الماضي وتجاوز اسرائيل بواسطة لقاء مباشر لامع مع المبعوث الاميركي آدم بهلر، بعد ذلك نشرت تقارير كاذبة وكأن بهلر تم عزله من المفاوضات. "ديرمر 1 وبهلر صفر"، هكذا غرد بسخرية الشاهد الملكي شلومو فلبر. هذه كانت امنية. بهلر يوجد هنا وبقوة.
قبل زيارة ترامب في الشرق الاوسط قرروا في حماس استخدام الكسندر من اجل كسر الجمود وتجنيد الولايات المتحدة لمفاوضات مستمرة وسريعة لانهاء الحرب. لم تعد توجد خطة ويتكوف، نصف المخطوفين الآن والنصف الثاني فقط اذا تم التوصل الى تفاهمات، بل تحرير كامل للمخطوفين، على الفور وبسرعة، مع خطة بدعم اميركي لانهاء الحرب. حتى الآن تكتيك نتنياهو كان زيادة الطلبات كي ترفض حماس، بعد ذلك يمكن لرئيس الحكومة اتهام حماس بتفجير المفاوضات. تحرير الكسندر يشير الى ان قطر والولايات المتحدة متفقتان، ومن غير المؤكد ان اسلوب نتنياهو سيستمر في العمل. مصدر خليجي قال للصحيفة "الجميع يعرفون أن المفاوضات في الدوحة ستكون قصيرة، والامريكيون سيضغطون من اجل التوصل الى تفاهمات. لا احد يريد ان يكون في الطرف الذي تتهمه امريكا بخرق الاتفاق".
صباح اليوم يتوقع ان تسافر بعثة اسرائيلية الى الدوحة وذلك بعدما قال نتنياهو انه سيصدر تعليماته بشأن سفر البعثة. ولكنه كالعادة لم يكن دقيق. ويتكوف أمر ونتنياهو وافق. الجدول الزمني مكتظ جدا. مساء أمس انطلق ترامب نحو السعودية، وفي صباح يوم الاربعاء(اليوم) سيصل الى الدوحة وفي صباح يوم الخميس الى دولة الامارات ومن هناك الى اسطنبول. ترامب يأمل الاعلان في يوم الاربعاء في الدوحة مع امير قطر عن تحرير المخطوفين وانهاء الحرب، والا فانه يتوقع اطلاق تصريح علني من قبل ترامب يشمل المباديء التي يراها الاميركيون لانهاء الحرب، وتوجيه اصبع الاتهام للطرف الذي سيضع العقبات. ترامب، الذي سيلقي خطاب في الدوحة، سيكون ترامب الذي حصل قبل لحظة على صفقات بمئات مليارات الدولارات لشركات اميركية وطائرة فاخرة شخصية له من نوع 747. ليس ديرمر هو الذي سيهمس في اذنه، بل امير قطر. ويتوقع أن يكون لهذه الحقيقة وزن كبير لما سيقوله.
امس لم يكلف نتنياهو نفسه عناء الظهور امام الجمهور وشرح ما يحدث. من جهة وزير المالية سجل ايضا صمت، باستثناء اقوال ضعيفة "فقط الضغط العسكري"، هو الذي ادى الى تحرير الكسندر. سموتريتش ايضا يدرك بأنه تنتظرنا فترة مصيرية، وهو لم يعبر بعد عن موقفه علنا بشأن المتوقع. كم هو طول الحبل السياسي الذي سيعطيه لنتنياهو امام الضغط الامريكي؟ نحن سنعرف ذلك حتى يوم السبت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 7 دقائق
- أخبارنا
علي ابو حبلة : المتطرفون في حكومة نتنياهو لا يتحدّثون إلا عن الحرب والإبادة
أخبارنا : تصريحات رئيس حزب الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان في مقابلة إذاعية صباح الثلاثاء قال إن «الدولة العاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدف طرد السكان»، حتى فتحت عليه بوابات الجحيم من أفواه قادة كل الأحزاب الصهيونية والدينية الذين رأوا فيه هادما للهيكل وذابحا للبقرة المقدسة وداعما لأعداء إسرائيل. ورغم تاريخه العسكري كجنرال ونائب لرئيس الأركان، فإن الحملة عليه صوّرته كأنه يتهم الجيش وليس المؤسسة السياسية التي تقود الجيش وتوجهه. كذلك فإن المعارضين لنتنياهو من بين قادة الأحزاب رأوا في كلامه فرصة لتجييش الشارع ضده وضد حزبه في إطار انتهازية سياسية مكشوفة. وتقريبا لم يجد بين كل هؤلاء من يدافع عنه أو يرى في كلامه زلة لسان أو مبالغة في التوصيف، بل إن غولان حمل على منتقديه وقال إن هذه الحرب تجسيد لأوهام بن غفير وسموتريتش. ففي مقابلة إذاعية قال غولان «للأسف، تستمر الحرب إلى الأبد بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. وهذا أمر مؤسف بطبيعة الحال وله تكاليف باهظة». وتساءل عما إذا كانت عملية «عربات جدعون» الحالية ضرورية، وأجاب «لقد أكملنا العملية العسكرية لكسر قوة حماس العسكرية في مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة أصبحت فيها أهدافها العسكرية أقل إستراتيجية، وأهدافها السياسية أكثر فأكثر، أي بقاء هذه الحكومة». في موازاة ذلك يواصل الوزيران الإسرائيليان المتطرفان بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، تحريضهما لمواصلة حرب الإبادة في قطاع غزة، تماهيا مع سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي يقول الإسرائيليون إنه يماطل ويتهرب من الوصول للاتفاق، بهدف إطالة أمد الحرب، والحفاظ على حكومته. هذا التحريض، الذي ليس الأول من نوعه، يأتي رغم إبداء قوى المقاومة لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب في غزة والانسحاب الكامل من القطاع ومع تعثر المفاوضات بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة والممعنة في استمرار الحرب دعا وزير المالية ومسؤول الشؤون المدنية سومتيرش إلى «تكثيف القتال حتى احتلال كامل القطاع، وتدمير حماس، وتنفيذ خطة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، لخروج سكان غزة طوعا من أجل إعادة توطينهم وأعمارهم في دول أخرى» وأضاف: «دولة إسرائيل لن تخضع لحماس، ولن تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل وتنفيذ كافة أهدافها، والتي تشمل القضاء التام على حماس وإعادة جميع الأسرى». بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في منشور عبر إكس: «حماس لن تُملي الشروط، بل ستخضع لها، لا صفقة، لا وقف إطلاق نار، ولا مساعدات، فقط استمرار القتال حتى إخضاعهم في غزة» وتابع «يجب تصعيد الضغط، واستخدام كل القوة والقدرات، حتى النصر الكامل»، على حد تعبيره. وتنصل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري. محادثات الدوحة وهي تجري منذ أيام بين وفد إسرائيل وحماس برعاية قطريه من دون تسجيل أي اختراق جدّي حتى مساء أمس الاربعاء . وفيما يكرّر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون التصريحات بشأن « إعطاء فرصة للمفاوضات» والتوصّل إلى اتفاق، تتكفّل (( المصادر الإسرائيلية الرفيعة)) بإيصال الموقف الحقيقي عبر وسائل الإعلام العبرية، وهو أن أي اتفاق ينتهي بوقف الحرب في غزة مرفوض من جانب تل أبيب، في ظلّ غياب أي مؤشرات إلى ضغوط أميركية جدية على إسرائيل لتغيير هذا الموقف. ولا يكاد يتجاوز السقف المقبول بالنسبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يتضمّن إطلاق لنصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء على الأقل، يعقبه استئناف عمليات القتل والتدمير. وفي المقابل، تتمسّك حركة «حماس» بموقفها الداعي إلى اتفاق يضمن وقفاً دائماً للحرب وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، مدفوعة بما تملكه من أوراق تفاوضية، خصوصاً ملف الأسرى الإسرائيليين الأحياء. وعلى هذا الأساس، أعاد المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، طرح مقترحا ((معدّلا)) يعتقد الأميركيون بأنه قد يكون مقبولاً لدى حماس، وينصّ على التزام واشنطن برعاية مفاوضات جادّة حول إنهاء الحرب خلال فترة الهدنة المؤقتة. وفي غضون ذلك، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية تصعيد عمليات القتل والتهجير، من خلال موجات قصف هي الأعنف منذ شهور، أسفرت عن مئات الشهداء المدنيين. وأعلن جيش الاحتلال أن هذه العمليات تأتي تمهيداً لمناورة عسكرية برية جديدة، أُطلق عليها اسم «عربات جدعون». وخرج نتنياهو مساء أمس ليعلن انطلاق العملية، محدداً هدفين رئيسييْن لها: «القضاء على حماس وتحرير الأسرى»، معتبراً أن الهدفين مترابطان، ومجدّداً تصميمه على تحقيق «النصر في غزة، بما في ذلك تحرير جميع الأسرى». كما دعا إلى وقف الحديث عن استحالة الانتصار، في رسالة مباشرة إلى من يشكّكون في إمكانية حسم المعركة ميدانياً، وتحرير الأسرى. ويبقى السؤال هل تنجح دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية بإنقاذ إسرائيل من غلاة المتطرفين والدعوات لاستمرار الحرب مع ما يستتبع ذلك من تداعيات وتنجح بوضع حد لحرب المجاعة والدمار والقتل والانتصار لمبدأ العدالة الإنسانية وقوانين ومواثيق الشرعية الدولية. ــ الدستور


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
قراءة سريعة في متلازمة دوار بحر شرق المتوسط
اضافة اعلان خلال أسبوعين ماضيين، شهدنا مفاجآت جديدة كانت مشاهدها مرسومة بطريقة تعيد– بالضرورة- قلب الحسابات القادمة كلها في الشرق الأوسط أو شرق المتوسط.أبرز ما حدث كان تلك التحولات وعمليات الدوران التي قام بها الرئيس الأميركي ترامب والتي ترسم واقعا جديدا بلا شك يجب أن يبنى عليه كل شيء بابتكار وسرعة لأن البطء يعني البقاء خارج المعادلة.تلك التحولات والالتفافات المفاجئة لترامب كان لها أثرها في التحليلات أيضا، والتحليل الذي يفضي إلى نتيجة خاطئة قد يكون مضللا لتقدير موقف قادم، ومن ذلك ما يتم تداوله من جدل حول خلاف شخصي وتوتر بين نتنياهو وترامب.حين شنت إسرائيل هجوما على مطار صنعاء ردا على هجوم الحوثيين الصاروخي الذي استهدف مطار بن غوريون، أعلن ترامب تفاهما عن وقف إطلاق نار "مفاجئ" مع الحوثيين، والتفاهم لم يشمل وقف الضربات على إسرائيل.وفي ذات السياق الزمني المتتابع، يلتقي الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض التي رتبت اللقاء بسيناريوهات عميقة ومدروسة، لكن الشرع بالنسبة لإسرائيل تهديد أمني كما يصرح الإسرائيليون أنفسهم، بالإضافة إلى أن الشرع هو أقرب كسر عشري لأنقرة التي تتوجس منها تل أبيب، ومع ذلك فإن ترامب لم يتردد بالغزل السياسي الثقيل والتودد لرئيسها أردوغان.ورفع ترامب العقوبات عن سورية وأعلن ذلك في الرياض أمام ولي العهد السعودي الذي تحاول إسرائيل أن تسحبه إلى مدارات التطبيع معها منذ سنوات. رفع العقوبات تم الإعلان عنه بينما إسرائيل لا تزال تهاجم وتعتدي على الجغرافيا السورية لتحقيق مكاسب يمكن استثمارها في القادم من الأيام.في قضية غزة، وصلت الأمور إلى تسريبات شبه مؤكدة ان ترامب هدد إسرائيل بوقف دعمها (دون تحديد شكل الوقف ولا الدعم) إن لم توقف الحرب، وفي التوازي كانت إدارة ترامب وفي القفز فوق تل أبيب نجحت في الضغط على حماس بطريقة ترامبية وبدون تنسيق مع تل أبيب، لإطلاق سراح مواطن أميركي– إسرائيلي، لم ير فيه ترامب ولا واشنطن إلا مواطنا أميركيا.تلك الخطوة كان لها تداعياتها على نتنياهو شخصيا، فشعبية ترامب في الشارع الإسرائيلي وصلت سقوفا يعجز عنها كل اليمين الحاكم هناك، وهو شارع محتقن ضد نتنياهو خصوصا في قضية الأسرى.في المحصلة، لا يوجد خلاف شخصي بين نتنياهو وترامب، ومن السذاجة الاعتقاد بذلك.القصة كلها تكمن في منهجية كلا الشخصين، وهي منهجية تعتمد العلاقات العامة والتأثير الشخصي في التعامل مع كل شيء، وكل ما حدث أن المنهجيات في تلك الحالة لا بد أن تتصادم على أي مفترق طرق، وتلك فرصة فهمها من يملكون الحكمة في المنطقة.عدم وجود خلاف لا يعني وجود حالة ودية بين الرجلين، لكنهما يتقنان تمثيل ذلك ببراعة وفي سياق منهجيتهما الشخصية أساسا.ترامب يبحث عن مكاسب بطريقة العلاقات الثنائية وهو متحرر تماما من الأيديولوجيا والمقدسات مما يجعله مستعدا جدا للتفاهم مع الجميع (باستثناء بايدن وإدارته السابقة) في هذا العالم.مما يجعل كل شيء قابلا لأن يكون صفقة في نظره.

الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
المتطرفون في حكومة نتنياهو لا يتحدّثون إلا عن الحرب والإبادة
تصريحات رئيس حزب الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان في مقابلة إذاعية صباح الثلاثاء قال إن «الدولة العاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدف طرد السكان»، حتى فتحت عليه بوابات الجحيم من أفواه قادة كل الأحزاب الصهيونية والدينية الذين رأوا فيه هادما للهيكل وذابحا للبقرة المقدسة وداعما لأعداء إسرائيل. ورغم تاريخه العسكري كجنرال ونائب لرئيس الأركان، فإن الحملة عليه صوّرته كأنه يتهم الجيش وليس المؤسسة السياسية التي تقود الجيش وتوجهه. كذلك فإن المعارضين لنتنياهو من بين قادة الأحزاب رأوا في كلامه فرصة لتجييش الشارع ضده وضد حزبه في إطار انتهازية سياسية مكشوفة. وتقريبا لم يجد بين كل هؤلاء من يدافع عنه أو يرى في كلامه زلة لسان أو مبالغة في التوصيف، بل إن غولان حمل على منتقديه وقال إن هذه الحرب تجسيد لأوهام بن غفير وسموتريتش.ففي مقابلة إذاعية قال غولان «للأسف، تستمر الحرب إلى الأبد بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. وهذا أمر مؤسف بطبيعة الحال وله تكاليف باهظة». وتساءل عما إذا كانت عملية «عربات جدعون» الحالية ضرورية، وأجاب «لقد أكملنا العملية العسكرية لكسر قوة حماس العسكرية في مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة أصبحت فيها أهدافها العسكرية أقل إستراتيجية، وأهدافها السياسية أكثر فأكثر، أي بقاء هذه الحكومة».في موازاة ذلك يواصل الوزيران الإسرائيليان المتطرفان بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، تحريضهما لمواصلة حرب الإبادة في قطاع غزة، تماهيا مع سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي يقول الإسرائيليون إنه يماطل ويتهرب من الوصول للاتفاق، بهدف إطالة أمد الحرب، والحفاظ على حكومته.هذا التحريض، الذي ليس الأول من نوعه، يأتي رغم إبداء قوى المقاومة لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب في غزة والانسحاب الكامل من القطاع ومع تعثر المفاوضات بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة والممعنة في استمرار الحرب دعا وزير المالية ومسؤول الشؤون المدنية سومتيرش إلى «تكثيف القتال حتى احتلال كامل القطاع، وتدمير حماس، وتنفيذ خطة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، لخروج سكان غزة طوعا من أجل إعادة توطينهم وأعمارهم في دول أخرى» وأضاف: «دولة إسرائيل لن تخضع لحماس، ولن تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل وتنفيذ كافة أهدافها، والتي تشمل القضاء التام على حماس وإعادة جميع الأسرى».بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في منشور عبر إكس: «حماس لن تُملي الشروط، بل ستخضع لها، لا صفقة، لا وقف إطلاق نار، ولا مساعدات، فقط استمرار القتال حتى إخضاعهم في غزة» وتابع «يجب تصعيد الضغط، واستخدام كل القوة والقدرات، حتى النصر الكامل»، على حد تعبيره.وتنصل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.محادثات الدوحة وهي تجري منذ أيام بين وفد إسرائيل وحماس برعاية قطريه من دون تسجيل أي اختراق جدّي حتى مساء أمس الاربعاء . وفيما يكرّر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون التصريحات بشأن « إعطاء فرصة للمفاوضات» والتوصّل إلى اتفاق، تتكفّل (( المصادر الإسرائيلية الرفيعة)) بإيصال الموقف الحقيقي عبر وسائل الإعلام العبرية، وهو أن أي اتفاق ينتهي بوقف الحرب في غزة مرفوض من جانب تل أبيب، في ظلّ غياب أي مؤشرات إلى ضغوط أميركية جدية على إسرائيل لتغيير هذا الموقف.ولا يكاد يتجاوز السقف المقبول بالنسبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يتضمّن إطلاق لنصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء على الأقل، يعقبه استئناف عمليات القتل والتدمير. وفي المقابل، تتمسّك حركة «حماس» بموقفها الداعي إلى اتفاق يضمن وقفاً دائماً للحرب وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، مدفوعة بما تملكه من أوراق تفاوضية، خصوصاً ملف الأسرى الإسرائيليين الأحياء. وعلى هذا الأساس، أعاد المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، طرح مقترحا ((معدّلا)) يعتقد الأميركيون بأنه قد يكون مقبولاً لدى حماس، وينصّ على التزام واشنطن برعاية مفاوضات جادّة حول إنهاء الحرب خلال فترة الهدنة المؤقتة.وفي غضون ذلك، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية تصعيد عمليات القتل والتهجير، من خلال موجات قصف هي الأعنف منذ شهور، أسفرت عن مئات الشهداء المدنيين. وأعلن جيش الاحتلال أن هذه العمليات تأتي تمهيداً لمناورة عسكرية برية جديدة، أُطلق عليها اسم «عربات جدعون». وخرج نتنياهو مساء أمس ليعلن انطلاق العملية، محدداً هدفين رئيسييْن لها: «القضاء على حماس وتحرير الأسرى»، معتبراً أن الهدفين مترابطان، ومجدّداً تصميمه على تحقيق «النصر في غزة، بما في ذلك تحرير جميع الأسرى». كما دعا إلى وقف الحديث عن استحالة الانتصار، في رسالة مباشرة إلى من يشكّكون في إمكانية حسم المعركة ميدانياً، وتحرير الأسرى.ويبقى السؤال هل تنجح دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية بإنقاذ إسرائيل من غلاة المتطرفين والدعوات لاستمرار الحرب مع ما يستتبع ذلك من تداعيات وتنجح بوضع حد لحرب المجاعة والدمار والقتل والانتصار لمبدأ العدالة الإنسانية وقوانين ومواثيق الشرعية الدولية.