
الكهلة فاصلة
أقسمت لحفيدها (نشمي) بأنها لو ما لحقت على نفسها مغرب أمس لكانت ما رقدت إلا بين الصِّلي مع الفانين؛ وأضافت؛ لو مديت قدمي الثانية، من فوق العابر، كان خنطلني ملك الموت، عشان ياهب سبباً لنزع الروح؛ عوايده، مع أهلي قدامي، ثم تسرد كيف ومتى مات أبو جدها، ولا تتبرم من الشماتة فيه؛ تقول؛ لقنوه لا إله إلا الله وآبى يقولها ما غير يصيح (حمّوا الزير، وانحروا البعير، ودوشقوا السرير، يا دلالين الحمير)، وتكركر حتى تدمع عيونها، مرددةً؛ يا الله فال خير وش أغدانا عليهم؟.
حافظت على رشاقتها؛ فلقماتها معدودة؛ وترفض الشبع، وما تفك؛ من شبع انفقع؛ ومن انفقع انصرع، وطيلة حياتها لم تنزع الأحجبة، التي كانت تتمنطق بها، وتعقد على الله الأمل في نجاتها، بحكم احترامها، للسادة والفقهاء، والاستشفاع ببركتهم وجاههم عند ربي، وإذا ورد اسم أحدهم قالت؛ الله يذكره بالخير، وأكثر ما ينكد عليها؛ عندما يكنسون البيت ليلاً، فتغضب، وتطالبهم يفصلون المِحْوِقة كما تطلق عليها، وتقول؛ لا تحوقون بركة بيتنا حاقتكم بقعا.
واليوم لم تعد (فاصلة) تحتمل أثر المتغيرات التي طرأت على قريتها، وهي عين راصدة لحركات وسكنات أولادها وزوجاتهم وذرياتهم، وفي هذا العمر المتقدم غدت تنزعج من تحوّل مجتمع كانت ترى قوّته في تمسكه بعوائده وأعرافه وتقاليده، وكانت تحمّل بعض الوُعّاظ المسؤولية، لأنهم «غيّروا المِلّة والدِّلة» ويا ويل وسواد ليل من يتفصحن أمامها، فهي (الصندوق الأسود) للقرية، ويمكنها في لحظات تسرد ما جا وما جرى على الكبير والصغير ومن الناقة إلى البعير، وما تفك من لسانها؛ ما حمى الديره مصلّي، ما حماها إلا العُصاه.
تقول (فاصلة) لبناتها وحفيداتها، الكفار حطب النار، غيّروا مذاهبنا، ودسوا لنا التعب في الراحة، وتروي كيف كانت تشيل بمفردها أعباء البيت والوادي والمرعى والاحتطاب، وترضيع البهم، وحلب البقرة، وهي في النفاس، وتسخر من زيادة أوزان الحريم، وتردد، هذي النفوخ فيكن ما هي عافية يا جيل ادفع وارفع وابلع، تغيّر أكلكم وشُربكم فتغيّرت أشكالكن وأوزانكن ومذاهبكن، وتضيف، يا كاف البلا، ثم تغنّي (حليل بنت البوره، ما كنها إلا كوره؛ في ملعب البزوره).
و(فاصلة) ماهرة في افتعال الأزمات في أوقات، ثم الهدوء لساعات؛ فإذا ضجّ البيت، علّقت؛ البيت مثل السوق اللي ماله عقود ولا عقّادة؛ وإذا هدأ انزعجت من الصمت، فتشن هجومها؛ بيوتكم هابية، ووجوهكم كابيه، الرجال منبطح على بطنه فوق جواله، والمرة منكعرة على ظهرها قبالة تلفزيونها، والورعان في أحضان الشغالات والسواقين، وتتساءل؛ منين ربي يرحم صُفّة؛ أرمش وانفش، وافزع بالقش، وتصدح (اللاش ما اسمع شوره، يندس تحت التوره، لو كُثرت قروشه، ما شبعت كروشه) وتقطع النشيد قائلة؛ معي واهل في باطن قدمي اليسرى، فتحكها وتردد؛ الله يا من يتلحقني لا يلحقه خير.
تلوم الأسرة إذا سهرت، وتعاتبها على استغراقها في النوم، وتؤكد لهم ولهنّ؛ أنها وجيلها يرقدون مغرب، ويصحون قبل ما تسفّر، يهللون ويكبّرون وكل نفس تلمح لها ضيعة، وتدير وجهها نحو الابن الكبير وتقول؛ واللي ما معه ضرس وناب، تتعشاه الذياب، وتفقد بعينها، أن الرجال لو ما يلقى ولا يلتقي، هيبته محفوظة، وحرمته عضد وسند، وتعرّج على حفلات الزواج، قائلة؛ العروس إذا راحت ما يتناصف الليل إلا وهي كما أمها، وذلحين ما تركب سيارة الزفة إلا مع الفجر، وإذا طلع النهار تناكحوا، حزّة مناكحة الكلاب.
وتنتقد علاقات ومشاعر الأمهات الباردة تجاه الأطفال؛ فترى أن الدجاجة تحرز بيضها، وتضم فرانيجها تحت جنحانها، وما تنكر منهم واحد، ولا تغفل عنه، لين تطّمن أن كل واحد شال نفسه، وتغرّب على نسوان هذا الوقت، متعجبة كيف تفلح عن زوجها ومولودها باقي في الطمرة، وما درت عن اللي بردان من اللي دافي من العيال، وما عليها إلا من نفسها تتمارى وتتمايل، وتتبدّى للسافل والهامل.
وتعزو قوة صلة الرحم سابقاً، إلى كون العيال يأكلون من المزارع، والمقابر محيطة بها، فالحنطة والشعير والذرة والعدس، تشرب عصارة أجساد الموتان؛ فتغذيهم بروح الأخوة والعزوة والشيمة، فيما هذا الزمان صاروا يأكلون من الطحين المستورد؛ اللي يسمدونه بزبل الدجاج؛ وتضحك بثغر خالٍ من معظم أسنانه؛ وهي تقول؛ إنتم ما تشوفون الدجاج يخرج من عشة واحدة، ويحثي التراب والدمن في وجيه بعضه، وصياصانه تناقر وهي دوبها فقست من البيض.
وكم توقفت طويلاً أمام ملامح المواليد الجدد وكثرة حركتهم وصراخهم في البيوت، وتصفهم بلقوفة الشياطين، وتضيف؛ كانت الآدميّة تتوحم على جدها وخالها وتلد في بيتها، واللي عندها يسمين عليها، ويلتقفن المولود ولسانهن ما يفتر من ذكر الله؛ ويوجرونه بسمن البقر، ويحنكونه بتمرة من تمر ديارنا، وحريم بقعا في ذا الزمن، توحّم على هندي وسندي واللي ماهب عندي؛ من اللي تشوفهم في التلفزيون والأسواق، لين تغيرت وتبدلت وجيه وأعمار عيالنا؛ وإذا ولدت استقبلته واحدة لا نعرف مذهبها ولا دينها سماعتها في إذنها ومسجلّها يدندن، ويسمع المولود برطقتها ويلتقطها قلبه قبل لسانه، ثم تنشد؛ منين ياجي في قوم ياجوج وماجوج خير ولا نفعة؟!.
إذا أحد قال لها؛ استحي يا عمّة (فاصلة) من بعض الهروج، ردّت؛ ما خليتم للحياء منسم الإبرة، وعندما عرضها ابنها على أطباء، كلهم أكد أنها بألف عافية، وهي ترفض الذهاب للمستشفيات؛ وترى أنه ما يشافي ولا يعافي إلا ربي؛ وإذا زوّدها ابنها البكر معها؛ قالت خلك يا الديك الأصمع، مع المنتّفَه حقّتك اللي نتّفت ريشك، وما بقي لك إلا ريشتين في ذيلك لا فيها بركة ولا تحميك من الديكة؛ فتعلّق زوجة ابنها؛ أقدى من سماك فاصلة يا كهلة نوح ما عاد معك من عقلك سُلته، وإذا شعرت أنها زعلت عليها؛ ولكونها تحتاجها؛ تطري خالها اللي كان يقص أظلاف غنم القرية في ضحوة، ويخصّي الطليان بسنونه؛ وإذا نامت القرية لبس له جاعد وتنسبل على المخاريق، مخلاته في جنبه؛ ومرزقه في دربه، فيضحك ابنها ويقول لزوجته؛ مدري أمي تمدح جدك والا تتشمت به؟ فتردّ؛ الله يركبك الجبال إنت وأمك، ما تخافون الله تشوفون عيوب الناس ما شفتم عيوبكم؛ أمك فاصلة وأنت أفصل منها.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 25 دقائق
- صحيفة سبق
أمانة الرياض تفتح التسجيل للمجلس العالمي الـ61 للتخطيط العمراني ISOCARP
أعلنت أمانة منطقة الرياض، بالتعاون مع الجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP)، عن فتح باب التسجيل للمجلس العالمي الـ61 للتخطيط العمراني، والمقرر انعقاده في العاصمة خلال الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2025، تحت شعار: "المدن والمناطق في حراك: مسارات التخطيط نحو الصمود وجودة الحياة". ويأتي انعقاد المجلس تزامنًا مع احتفال الجمعية الدولية للتخطيط باليوبيل الماسي، بمناسبة مرور 60 عامًا على تأسيسها، وتقديرًا لإسهاماتها المهنية في تطوير سياسات التخطيط الحضري المستدام حول العالم. وتُعد استضافة الرياض لهذا الحدث تأكيدًا لمكانتها المتقدمة كمنصة ديناميكية للحوار الدولي، خاصة في ظل ما تشهده من تحولات عمرانية متسارعة تدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030. ويمنح المؤتمر فرصة فريدة للمشاركين للتفاعل المباشر مع وزراء، ورؤساء بلديات، وخبراء عالميين، من خلال جلسات عامة رفيعة المستوى، وورش عمل تفاعلية، تناقش قضايا محورية مثل: المرونة المناخية، التحول الرقمي، الحوكمة، العدالة الحضرية، وجودة الحياة. ويتضمن البرنامج عددًا من المبادرات الميدانية والتعليمية، من أبرزها: مبادرة "المخططين الشباب"، الصفوف الرئيسية، الجولات الفنية، ولقاءات سياسية تجمع قادة مدن ومنظمات دولية لرسم ملامح مستقبل التخطيط الحضري. وتأتي هذه الاستضافة في إطار جهود أمانة منطقة الرياض لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة، وبناء شراكات عالمية، وتقديم خدمات نوعية تواكب تطلعات المدينة نحو الازدهار ورفع جودة الحياة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.


الرجل
منذ 7 ساعات
- الرجل
دليلك لتجنّب أخطاء التسجيل عبر "منصة قبول" قبل إغلاق التقديم
أوضحت منصة قبول أن عددًا من الأخطاء المتكررة أثناء مرحلة إدخال وترتيب الرغبات قد يؤثر سلبًا على فرص القبول الجامعي للطلاب والطالبات، مؤكدة أن هذه المرحلة تُعد مفصلية في تحديد مسار القبول في التخصّصات المختلفة. وجاء هذا التوضيح بالتزامن مع انطلاق فترة تسجيل الرغبات للعام الجامعي الجديد، حيث تم رصد سلوكيات شائعة من بينها ترتيب الرغبات بشكل عشوائي، وتجاهل المؤشرات الرقمية، ما قد يؤدي إلى فقدان فرص حقيقية في التخصّصات المتاحة. وأشارت المنصة إلى أنه من أبرز هذه الأخطاء، اعتماد رغبات تظهر باللون الأحمر دون الانتباه إلى دلالة هذا اللون، والذي يعني أن النسبة الموزونة الخاصة بالطالب لا تتوافق مع الحد الأدنى المطلوب للقبول في التخصّص، وفي المقابل، فإن الرغبات التي تظهر باللون الأخضر تعبّر عن توافق تام بين درجة الطالب ومتطلبات القبول، وهي الخيار الأكثر أمانًا وواقعية ضمن مسار التسجيل. تجاهل المؤشرات يربك فرص القبول أكدت منصة قبول أن النظام المعتمد لديها يستند إلى خوارزميات دقيقة ومؤشرات محدثة تُحدّث لحظيًا، وتُستخدم لتحديد احتمالية القبول في كل رغبة يدرجها الطالب. ورغم ذلك، رصدت المنصة تكرار أخطاء في ترتيب الرغبات من قِبل بعض المستخدمين، أبرزها إدخال الرغبات بشكل عشوائي لا يعكس الأولويات الفعلية، أو إهمال متابعة المؤشرات الرقمية المرافقة لكل خيار. وحذّرت المنصة من أن إدراج رغبات منخفضة الأفضلية في المراتب الأولى دون مراجعة دورية قد يؤدي إلى فقدان فرص أكثر ملاءمة، لا سيما أن ترتيب الرغبات هو أحد العوامل التي تُؤخذ بعين الاعتبار أثناء فرز القبول النهائي. أخطاء شائعة حاول أن تتجنبها لتحقق أقصى استفادة من #منصة_قبول عند إضافة وترتيب رغباتك. #مستقبلك_اختيارك — منصة قبول (@uap_moe) July 4, 2025 كما شددت على ضرورة قيام الطلاب والطالبات بـتحديث ترتيب الرغبات بشكل مستمر طوال فترة التسجيل، خصوصًا عند ظهور مؤشرات جديدة أو تغيّر حالة الرغبة من متاحة إلى غير متاحة، وأكدت أن إشعارات التنبيه الظاهرة في واجهة النظام يجب التعامل معها بجدية، إذ تعكس تغيّرات حيوية في آلية الفرز والاختيار. وفي السياق ذاته، دعت الجهات التعليمية إلى التعامل الواعي مع منصة قبول، والاعتماد على البيانات الرقمية التي توفرها، بعيدًا عن المفاهيم التقليدية في تقديم طلبات القبول، وأوضحت أن الألوان والمؤشرات الرقمية وترتيب الرغبات تحمل جميعها دلالات مباشرة حول فرص الترشيح، ويجب قراءتها وتحليلها بعناية لضمان تحقيق أفضل نتيجة ممكنة.


مجلة سيدتي
منذ 7 ساعات
- مجلة سيدتي
كيف ترد على النقد من مديرك دون أن تخسر احترامك؟ 4 ردود ذكية تُظهر وعيك
اللحظة التي يُوجّه إليك فيها نقد من مديرك ليست لحظة عادية. تتوقف فيها لغة الجسد، يتباطأ الزمن في رأسك، ويصبح لكل كلمة تقولها وزن مضاعف. البعض يرد بانفعال، فيخسر صورته و ثقة الإدارة. البعض الآخر يصمت بتوتر ، فيبدو مرتبكًا وضعيفًا. لكن القلة فقط يعرفون كيف يردون بحكمة ، فيُظهرون وعيًا واحترامًا دون أن يتنازلوا عن حضورهم. في هذا المقال، نقدم لك أربع ردود ذكية تحميك من التوتر وتمنحك صورة الموظف المتزن مهما كان الموقف صعبًا. بحسب ما يشير إليه الصحفي والخبير في التنمية البشرية، ابراهيم السواحرة. اشكر على الملاحظة أولًا الخطوة الأولى في التعامل مع أي نقد هي أن تتقبله بشكل ظاهر دون دفاع مباشر. حين تبدأ ردك بالشكر على الملاحظة أو التنبيه، فأنت تعطي انطباعًا فوريًا بأنك لا تتهرب من المسؤولية. هذه البداية تُطفئ نار التوتر في الحوار، وتُظهر أنك قادر على تقبّل التقييم بهدوء. كثير من المديرين لا يتوقعون تبريرًا مباشرًا بقدر ما يريدون رؤية نضج في استقبال الملاحظة، وهذه الجملة البسيطة تكسبك احترامًا قبل أن تبدأ بأي توضيح. تعرف: هام للموظفين.. ما هي المهارات الشخصيّة الأهمّ في بيئة العمل؟ اعترف بالخلل بوضوح إذا كان هناك خطأ واضح، لا تحاول التهرب منه أو تغليفه. الاعتراف المباشر والمسؤول يعطي شعورًا بأنك شخص قادر على تقييم ذاته، وهذه من الصفات النادرة في بيئة العمل. حين تقول إنك تلاحظ الخطأ وتدرك تأثيره، فأنت تنزع الحرج عن مديرك وتُظهر شجاعة في المواجهة. وهذا لا يضعف صورتك، بل يعكس صدقك واحترافيتك، خاصة إن تبعت هذا الاعتراف بخطوة عملية لمعالجة الوضع. اشرح خلفية الموقف بهدوء بعد تقبلك للنقد واعترافك إن وُجد خلل، يمكنك أن تشرح الأسباب أو السياق الذي أدى للموقف. لكن الأهم أن تفعل ذلك دون لهجة دفاعية أو تبريرية. الهدف ليس أن تبرر، بل أن تُظهر صورة كاملة تشرح بها المنطق الذي تصرّفت به. هذا التوازن يمنحك فرصة لتوضيح وجهة نظرك، دون أن تظهر وكأنك تتهرّب أو تتذرّع. الموظف الواعي يعرف كيف يروي القصة دون أن يلوم أحدًا، ودون أن يحاول قلب الطاولة. اقترح حلًا مباشرًا ما يثبت احترافيتك في الرد على النقد ليس فقط هدوءك، بل أيضًا الخطوة التي تطرحها بعد انتهاء الحوار. حين تُنهي الموقف باقتراح حل، أو تعد بخطوة تصحيحية واضحة، فأنت تُظهر أنك لا تنتظر التوجيه فقط، بل تتحرك من تلقاء نفسك. المدير في هذه اللحظة لا يرى فقط موظفًا تلقى نقدًا، بل قائدًا صغيرًا قادرًا على التصرف تحت الضغط. هذه النقطة هي ما تحوّل النقد من لحظة مربكة إلى فرصة لإثبات القوة والثقة. لماذا يخسر بعض الموظفين احترامهم عند أول نقد؟ لأن الرد يعكس الوعي الذاتي: الموظف الذي يعرف نفسه جيدًا لا يتعامل مع النقد كتهديد، بل كفرصة للوضوح. وعيه بذاته يجعله قادرًا على فصل شخصيته عن ملاحظات الأداء، فيرد بذكاء دون أن يُهتز داخليًا أو يفرط في التبرير. لأن الإدارة تراقب أسلوب التصرف: المدير لا يتأثر فقط بما تقوله، بل بكيف تقوله. نبرة الصوت، لغة الجسد، واختيار الكلمات كلها ترسل إشارات غير مباشرة عن مستوى نضجك. الرد الذكي يترك أثرًا حتى بعد انتهاء الحديث. لأن الثقة لا تعني العناد: الموظف القوي لا يتمسك برأيه عند كل نقد، بل يعرف متى يعترف، ومتى يشرح، ومتى يصمت. هذه المرونة الناضجة لا تقلل من هيبته، بل تمنح من حوله ثقة أكبر بقدرته على التعلّم والتحسن دون حساسية.