logo
إيران وإسرائيل... حرب مختلفة

إيران وإسرائيل... حرب مختلفة

الشرق الأوسطمنذ 11 ساعات

نعم هذه الحرب التي اندلعت فجر الجمعة الماضي، وبعد أن شنّت إسرائيل سلسلة هجمات موجعة على إيران، تختلف عن كل حروب المنطقة الحديثة. هذه ليست كحرب غزة، أو لبنان، وليست أيضاً كغزو الولايات المتحدة للعراق، أو حرب العراق وإيران في الثمانينات.
هذه حرب مختلفة استراتيجياً وعسكرياً، وستكون لها تداعيات على إيران نفسها، وكل المنطقة، ودون استثناء. وبالتأكيد نتج، وستنتج، عنها أخطاء وأضرار، ولكن بنسب متفاوتة، بعضها آنيٌّ، وبعضها الآخر على المدى البعيد.
ومن الواضح أن المراد من هذه الحرب أمران، الأول يريد نتنياهو تسديد ضربة مفصلية ضد إيران، ومنظومتها الاقتصادية والعسكرية. كما تريد واشنطن من هذه الضربة جلب طهران إلى طاولة المفاوضات.
قد ينجح نتنياهو في هدفه العسكري، لكن قد يدفع ذلك إيران إلى مزيد من التشدد، من باب عليَّ وعلى أعدائي. وقد تعود طهران إلى طاولة المفاوضات، لكن ستكون عودتها بمثابة الاستسلام، وليس الاتفاق، وهذا ما يحد من خيارات إيران التي باتت تتلاشى.
ولذا، فإن السؤال المهم، والملح، للإسرائيليين والأميركيين، هو: ما المطلوب؟ ما الخطة؟ وكيف تكون نهاية هذه الحرب؟ وإلى كم ستستمر؟ وهذه أسئلة مهمة لأنه لا حرب فقط من أجل الحرب، وإلا بات ذلك عبثاً.
وبالنسبة لإيران، فإلى أي مدى تستطيع تحمل هذه الحرب المختلفة تماماً عن أي حرب، فلا هي بدولة حدودية مع إسرائيل، ولا تمتلك القدرات العسكرية نفسها التي تملكها إسرائيل، ولو حتى بشكل معقول؟
فإلى أي مدى تستطيع إيران تحمل الضربة العسكرية، خصوصاً مع المفاجأة الأولى التي قامت بها إسرائيل وقضت في دقائق معدودة على 20 قيادياً عسكرياً ودبلوماسياً وعالماً إيرانياً، وهم بمثابة مطبخ القرار، وحتى كتابة المقال.
وكذلك تحولت الأجواء الإيرانية إلى سماء مفتوحة للطيران الإسرائيلي، الذي بات يصل إلى إيران عبر مناطق نفوذ سابقة، وحالية، ما يعني أن كل ما فعل طوال عقود تحوَّل إلى عبء حقيقي الآن!
وبالنسبة للمنطقة، كيف سيكون التصرف في حال توسُّع هذه المواجهة العسكرية، وقيام إيران، وبسبب انعدام الخيارات، باستهداف مصالح أميركية بالخليج، ما يعني دخول الولايات المتحدة الحرب؟ ما موقف دول الخليج حينها؟ وكيف ستتصرف؟
وماذا عن فرص السلام بالمنطقة، وكل حرب كبرى سابقة تبعها تقريباً تحرك بهذا الملف، فهل يحدث ذلك الآن؟ وماذا عن دول عانت من النفوذ الإيراني وتترقب الأحداث تحسباً للمستقبل القريب، مثل العراق، ولبنان، وغزة، واليمن، وحتى سوريا؟
وما هو مستقبل إيران، خصوصاً مع تفريغ الإسرائيليين بهذه الحرب للداخل الإيراني؛ حيث استهداف القيادات الإيرانية العسكرية، والسياسية، بمعنى تفريغ العقول، وشل للنظام بطريقة مثيرة ولافتة وسط اختراق استخباراتي؟
وعليه، وكما أسلفت، هذه حرب مختلفة وغير تقليدية، وتطرح من الأسئلة أكثر مما تُقدم من أجوبة، وتتطلب رؤية فاحصة بعقل بارد، لأن ما بعدها مختلف تماماً عمّا قبلها، وهي حرب لم تكن مفاجئة، بل متوقعة، ومنذ أكثر من عشرين عاماً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشرطة الإيرانية توقف شخصين يشتبه بارتباطهما بالاستخبارات الاسرائيلية
الشرطة الإيرانية توقف شخصين يشتبه بارتباطهما بالاستخبارات الاسرائيلية

الرياض

timeمنذ 25 دقائق

  • الرياض

الشرطة الإيرانية توقف شخصين يشتبه بارتباطهما بالاستخبارات الاسرائيلية

أوقفت الشرطة الإيرانية شخصين يشتبه بتعاونهما مع جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، بحسب ما أفادت وكالة محلية الأحد، في ثالث يوم من التصعيد غير المسبوق بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية. وأوردت وكالة تسنيم نقلا عن متحدث باسم الشرطة أن "عنصرين من فريق الموساد الإرهابي كانا يعملان على صنع قنابل، ومتفجرات... ومعدات الكترونية تمّ توقيفهما" في محافظة ألبرز غرب طهران.

إيران تعلن اعتقال عنصرين من "الموساد" في إقليم البرز أثناء تجهيز متفجرات
إيران تعلن اعتقال عنصرين من "الموساد" في إقليم البرز أثناء تجهيز متفجرات

صحيفة سبق

timeمنذ 33 دقائق

  • صحيفة سبق

إيران تعلن اعتقال عنصرين من "الموساد" في إقليم البرز أثناء تجهيز متفجرات

أعلنت السلطات الإيرانية، الأحد، اعتقال شخصين تتهمهما بالانتماء إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك أثناء تحضيرهما لمتفجرات ومعدات في إقليم البرز غرب طهران، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم" للأنباء. وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بأن العنصرين كانا يعملان على تجهيز قنابل يتم تفجيرها إلكترونياً عن بُعد، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بهويتهما أو طبيعة الأهداف التي كانا يخططان لاستهدافها. وأشارت التقارير إلى أن المعتقلين قد يواجهان عقوبة الإعدام في حال إدانتهما، لا سيما في ظل تشديد إيران قوانينها الخاصة بالتجسس والتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية. وتأتي هذه الاعتقالات في أعقاب تصعيد عسكري واسع شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، حيث شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، بمشاركة الجيش ووكالة الاستخبارات "الموساد" وعدد من وحدات الصناعات الدفاعية، بحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مصدر أمني إسرائيلي. وأوضح المصدر أن العملية استندت إلى سنوات من التخطيط الاستخباراتي، وأنه تم إنشاء قاعدة للطائرات المسيّرة المفخخة في محيط العاصمة طهران من خلال عملاء للموساد، وتم تفعيلها فجر الجمعة لاستهداف مواقع صاروخية في قاعدة إسباغ آباد، التي تعتبر من أبرز التهديدات الصاروخية لإسرائيل.

تبادل الهجمات.. وإسرائيل تخطط لاستهداف مواقع نووية إيرانية
تبادل الهجمات.. وإسرائيل تخطط لاستهداف مواقع نووية إيرانية

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

تبادل الهجمات.. وإسرائيل تخطط لاستهداف مواقع نووية إيرانية

دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل يومها الثالث، وسط مخاوف من اتساع نطاقها، من دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لإمكانية وقف الضربات المتبادلة. وشنت إسرائيل، اليوم (الأحد)، غارات جديدة على مدينة شيراز، مستهدفة مقراً للصناعات الإلكترونية، يعرف باسم «صایران»، تابعاً لوزارة الدفاع. وطالت الهجمات مقراً آخر في أصفهان، وفق وكالة «إيسنا» الإيرانية. وفيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، على أن القوات الإسرائيلية ستواصل ضرب القدرات النووية الإيرانية، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن الجيش لا تزال لديه أهداف مهمة في إيران، لافتاً إلى أن الجيش الإيراني لا يزال يشكل هدفاً مهماً لبلاده. من جهته، دعا الجيش الإسرائيلي الإيرانيين إلى إخلاء مصانع إنتاج الأسلحة على الفور والمنشآت النووية، في إشارة محتملة إلى أن هناك هجمات جديدة قادمة. ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي التحذير عبر منصة «إكس» باللغة الفارسية. وتحدث أدرعي عن إمكانية شن هجمات أخرى في قطاع غزة ولبنان واليمن في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. بدوره، رهن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إيقاف طهران هجماتها على إسرائيل في حال أوقفت تل أبيب غاراتها. وقال خلال اجتماع مع دبلوماسيين أجانب نقله التلفزيون «إننا ندافع عن أنفسنا، دفاعنا مشروع تماماً»، مضيفاً: «هذا الدفاع هو رد على عدوان. إن توقف العدوان، بالطبع سيتوقف ردنا أيضاً». وانتقد عراقجي مجلس الأمن الدولي، متهماً إياه باللامبالاة إزاء الضربات الإسرائيلية على بلاده. واستغرب أن الحكومات الغربية دانت إيران بدلاً من إسرائيل، رغم كونها الطرف المعتدى عليه. في المقابل، أكد قائد عسكري إيراني أن العمليات ضد إسرائيل ستستمر بشكل أكثر تدميراً، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء. وقال قائد مقر «خاتم الأنبياء» العميد علي شادماني: «عمليات القوات الإيرانية ضد الكيان الإسرائيلي ستستمر بشكل أكثر تدميراً حتى نجعل العدو يندم ندماً شديداً». في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اليوم مقتل 14 شخصاً وإصابة نحو 250 في الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على تل أبيب. وتبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات خلال الليل وحتى صباح اليوم (الأحد). وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذراً طهران من ضرب أهداف أمريكية. وقال ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): «إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل». وأضاف: «لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي». أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store