
«هدنة غزة»: كيف يفكّك الوسطاء عُقد الاتفاق في المشاورات الجديدة؟
تلك النقاشات التي أطلق شرارتها حديث عن لقاء بين المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ورئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يعتقد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن تستكمل ضمن جهود للوسطاء لتفكيك الخلافات السابقة، وأبرزها نزع سلاح «حماس» والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، معتبرين إياها فرصة جديدة في الوقت الضائع من المفاوضات، قد تشهد تعديلات على مقترحات سابقة لجلب توافق بين طرفي الحرب، أو انهيارها مجدداً، ومن ثم العودة للتصعيد.
وعادت الأحاديث مجدداً عن مشاورات جديدة بشأن هدنة في غزة، ونقلت «هيئة البث» الإسرائيلية، الأحد، عن مصدر إسرائيلي، قوله إن «الباب لم يغلق أمام إمكانية التوصل إلى صفقة» بشأن غزة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تمارس مع الوسطاء ضغوطاً على «حماس» وإسرائيل، للعودة إلى المفاوضات قبل بدء عملية احتلال غزة التي أقرها الكابينت، الجمعة.
كما أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أيضاً 5 قواعد لإنهاء الحرب؛ تتمثل في «نزع سلاح (حماس)، وإعادة جميع الأسرى - أحياء وأمواتاً، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع (حماس) ولا السلطة الفلسطينية».
ويعمل الوسطاء على «بلورة اتفاق شامل من المتوقع عرضه على إسرائيل و(حماس) خلال الأسبوعين المقبلين»، بحسب «الهيئة» التي قالت إن «الوسطاء يعتقدون أنه يمكن إنجاز صفقة ومنع العملية الإسرائيلية بغزة»، دون توضيح كيفية تفكيك الخلافات السابقة المرتبطة بنزع سلاح «حماس»، والانسحاب الكامل من القطاع وضمانات إنهاء الحرب.
كما نقلت «القناة 12» الإسرائيلية عن مصدر مطّلع قوله: «هناك احتمال لصفقة جزئية قريباً»، غداة إصدار وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بياناً مطولاً هاجم فيه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، واتهمه بالخداع، وهدد بالانسحاب من الحكومة والدفع إلى إسقاطه.
أطفال فلسطينيون يصطفون لتلقي وجبة ساخنة في نقطة توزيع طعام بالنصيرات (أ.ف.ب)
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، بأن «سموتريتش يشم فعلاً رائحة هدنة جديدة في الأفق؛ لذلك ينفلت بهذا الشكل، فالولايات المتحدة وقطر ومصر تبذل جهوداً للعودة إلى طاولة المفاوضات، وهذه المرة لأجل صفقة جزئية، ولكن مع العمل فوراً على إنهاء الحرب باتفاق سياسي».
وبحسب مقرب من نتنياهو، فإنه أبدى موافقة مبدئية على ذلك؛ لأنه مقتنع بشكل تام بأن «حماس» ستفجر المفاوضات مرة أخرى في مرحلة لاحقة، فتعود إسرائيل إلى خطتها لاحتلال قطاع غزة.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن الوسطاء ليس لديهم سوى المضي في المشاورات لإنهاء الحرب، مؤكداً أنه يمكن أن يقدموا حلولاً وسطاً بتعديلات في بنود الخلاف بما يرضي الطرفين، وأي فشل سيعيد احتلال القطاع للواجهة. ويعتقد أن ما يطرح في إسرائيل ليس للمناورة؛ إنما تحركات لتفادي الضغوط الداخلية ورمي الكرة في ملعب «حماس»، بما يجعلها ترفض، وبذلك يشهد الموقف الإسرائيلي اتحاداً أكبر تجاه عملية احتلال القطاع.
أما المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، فقال إن تحرك الوسطاء يعدّ في الوقت الضائع من أجل وقف العملية العسكرية والذهاب لصفقة، غير أن الخلافات السابقة ستعرقل التوصل إلى اتفاق خصوصاً في بند نزع السلاح، لافتاً إلى أن هذا الترويج الإسرائيلي يأتي في إطار تفادي ضغوط داخلية وخارجية، خصوصاً من أوروبا.
فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية استهدفت حي الزيتون (أ.ف.ب)
وتأتي تلك التسريبات الإسرائيلية غداة تأكيد موقع «أكسيوس» الأميركي لقاءً بين ويتكوف ورئيس الوزراء القطري في إسبانيا، بهدف «بحث خطة لإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن»، تزامناً مع تظاهر الآلاف في شوارع تل أبيب، مطالبين بإنهاء الحرب في غزة.
ولم يصدر الوسطاء موقفاً جديداً منذ انسحاب إسرائيل وواشنطن للتشاور من المفاوضات أواخر يوليو (تموز) الماضي، فيما قال القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، الأحد، إن جهود الوسطاء مستمرة.
وقال ويتكوف خلال زيارة لإسرائيل، الأسبوع الماضي، إن إدارة ترمب تُريد اتفاقاً شاملاً «كل شيء أو لا شيء» يُنهي الحرب، بدلاً من «صفقة مُجزّأة»، وفقاً لـ«أكسيوس». بينما عقب مسؤول إسرائيلي مُشارك في المفاوضات للموقع الأميركي قائلاً قبل أيام، إنه لا توجد مُشكلة في التوصّل إلى خطة «نهاية اللعبة»، لكنها لن تكون مقبولة لدى حركة «حماس»، وبذلك ستكون بلا معنى، خصوصاً والفجوة بين إسرائيل و(حماس) بشأن إنهاء الحرب هائلة؛ لذا من المرجح أن يكون الحديث عن اتفاق شامل بلا جدوى في هذه المرحلة.
وأثناء ذلك الترقب للمشهد، قال نتنياهو في كلمة متلفزة، الأحد، إن حرب غزة ستنتهي غداً لو ألقت «حماس» سلاحها، مؤكداً أنه ليس هناك خيار سوى هزيمتها.
ويتوقع عكاشة أن تسير إسرائيل في خطوط متوازية بين عملية تفاوضية الفترة المقبلة، والاستعداد للعملية العسكرية، مرجحاً أن تستغل حكومة نتنياهو رفض «حماس» نزع سلاحها للعودة لاحتلال غزة، وتحميل الحركة المسؤولية. ونبه نزال إلى أن واشنطن عادت للمحادثات في ظل غضب عربي، خصوصاً من السعودية ومصر ومحاولة لترضية العرب، لكنها ليست جادة لإنهاء الحرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 11 دقائق
- الشرق السعودية
مصدر مصري: موافقة حماس على المقترح الجديد بداية الطريق نحو حل شامل
قال مصدر مصري مطلع على "مفاوضات غزة"، الاثنين، إن حركة حماس وافقت على المقترح الجديد الذي قدّمه الوسطاء (مصر وقطر) بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى هذه الخطوة تمثّل بداية الطريق نحو حل شامل. وأضاف المصدر لـ"الشرق"، أن الوسطاء، حققوا خرقاً من خلال الضغط على حركة حماس لقبول مقترح يكاد يتطابق مع ورقة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي سبق أن وافق عليها الجانب الإسرائيلي. وأوضح أن الوسطاء تمكنوا من تحقيق هذه النتيجة، على الرغم من الأحداث والتطورات الأخيرة التي تسير في اتجاه مزيد من التصعيد. وأشار المصدر إلى أن هذه الخطوة تفتح المجال للوصول إلى "الاتفاق الشامل" بأفضل السبل، ودون تعريض حياة المحتجزين (الإسرائيليين) في غزة للخطر من خلال مزيد من العمليات العسكرية المكثفة، إضافة إلى تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية لسكان قطاع غزة، الذين يعانون أساساً إلى حد بعيد. ماذا يتضمن المقترح الجديد؟ ولفت المصدر المصري إلى أن المقترح يشمل وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية لمدة 60 يوماً، تعيد خلاله القوات الإسرائيلية انتشارها على الخطوط التي تضمنه مقترح ويتكوف، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مكثف يلبي الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. وسيتم خلال هذه المدة، وفق المصدر، تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. واعتبر المصدر أن هذه النتيجة "أفضل الخيارات المتاحة لحماية سكان قطاع غزة من التصعيد العسكري الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية، وتنوي الشروع فيه، والذي سيؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا في غزة، ويفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في القطاع، وكذلك وضع المحتجزين". مواقف إسرائيلية متباينة وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سمع عبر وسائل الإعلام تقارير عن موقف حماس، معتبراً أنه من خلال هذا "يمكن استنتاج أمر واحد، حماس تحت ضغط هائل". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله لهيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، إن حركة حماس "لأول مرة بعد أسابيع مستعدة لمناقشة صفقة لإطلاق سراح الأسرى"، معتبراً أن ذلك جاء "بسبب خوف الحركة من أننا جادون في نيتنا احتلال مدينة غزة"، حسب قوله. وفي موقف مغاير، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، في منشور على منصة "إكس" إن نتنياهو "لا يملك التفويض للتوصل إلى اتفاق جزئي مع حماس". ونقل موقع (واي نت) الإخباري الإسرائيلي عن الوزير الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف قوله، تعليقاً على تقارير بقبول حماس خطة وضعها الوسطاء من مصر وقطر، أنه إذا أوقف نتنياهو الحرب، فستكون "مأساة، وستضيع فرصة هائلة". وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023 ، حيث أودت بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة مئات الآلاف، في وقت تفرض فيه إسرائيل حصاراً خانقاً أدى إلى كارثة إنسانية وتجويع واسع النطاق لسكان القطاع، وتهدد باحتلال مدينة غزة، وسط تنديد عربي ودولي متزايد بالممارسات الإسرائيلية.


الشرق الأوسط
منذ 11 دقائق
- الشرق الأوسط
مبادرة «محكمة غزة» تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة للتدخل لحماية سكان القطاع
دعت مبادرة «محكمة غزة» غير الحكومية، اليوم الاثنين، إلى تمكين الجمعية العامة للأمم المتحدة من التدخل بشكل عاجل في القطاع الفلسطيني وإرسال قوة حماية عسكرية لمساعدة سكانه المنكوبين. وتأسست المبادرة، التي تضم أكاديميين دوليين وحقوقيين وخبراء قانون، في لندن في عام 2024 بهدف تعبئة الرأي العام والضغط على الحكومات «لإنهاء الإبادة الجماعية» في غزة. خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، قال رئيس المبادرة ريتشارد فولك، وهو مقرر الأمم المتحدة السابق لحقوق الفلسطينيين، إن المحكمة دعت الحكومات إلى التحرك قبل «فوات الأوان»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». رئيس مبادرة «محكمة غزة» ريتشارد فولك مقرر الأمم المتحدة السابق لحقوق الفلسطينيين خلال فعالية دعم لغزة (المبادرة عبر فيسبوك) وأضاف أستاذ القانون الأميركي الفخري، البالغ (94 عاماً)، أن الهدف هو «تمكين الجمعية العامة للأمم المتحدة من تنظيم تدخل مسلح وقائي في غزة لإنهاء تعطيل المساعدات الإنسانية والإهلاك المستمر للسكان». تشن إسرائيل هجوماً عسكرياً عنيفاً في غزة منذ هجمات «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تقول وكالات الإغاثة إنه تسبب في أزمة إنسانية خطرة في القطاع الفلسطيني. وقالت مبادرة «محكمة غزة»، في بيان: «نحثّ الحكومات في أنحاء العالم على اتخاذ خطوات فورية لتمكين الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لا يوجد حق النقض (الفيتو)، والتي أحبِطت حتى الآن محاولاتها لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة». نفت إسرائيل مراراً تنفيذ إبادة جماعية في غزة أو منعها للمساعدات الإنسانية. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الدعوات لإنهاء الحرب «تعزّز» موقف «حماس». واعتبر ريتشارد فولك أن هذه الخطوة يمكن تحقيقها من خلال أدوات سياسية مثل قرار «الاتحاد من أجل السلام» الصادر عن الجمعية العامة في 1950، أو مبدأ «المسؤولية عن الحماية» الأحدث عهداً. يُمكّن القرار الأول الجمعية العامة للأمم المتحدة من التحرك عندما يفشل مجلس الأمن في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقد اعتمد هذا القرار بناء على طلب الولايات المتحدة في المراحل الأولى من الحرب الكورية (1950 - 1953) لتجاوز الفيتو السوفياتي المتكرر في مجلس الأمن الدولي. وتم إقرار مبدأ «المسؤولية عن الحماية» عام 2005 بهدف منع تكرار أهوال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 ومذبحة «سربرينيتسا» في البوسنة. وتابع فولك، الذي عمل لعقود في مجال حقوق الفلسطينيين، وتعرض لانتقادات مراراً بسبب موقفه تجاه إسرائيل: «إذا لم نتخذ إجراء جدياً وحاسماً في هذا الوقت، فسوف يكون الأوان قد فات لإنقاذ الناجين». Richard Falk announces urgent call for international intervention Gaza has endured what the Gaza Tribunal calls genocide for nearly two years, witnessed in real-time with unprecedented transparency Israel's Cabinet approved the "most lethal phase" targeting Gaza City... — Gaza Tribunal (@gazatribunal) August 18, 2025 وقال إن «محكمة غزة» تأمل في إدراج هذه القضية على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة للشهر المقبل في نيويورك. تنقسم القوى الدولية بشدة بشأن ما إذا كان التدخل العسكري لوقف الفظائع مبرراً، إذ يرى رافضو التدخل المسلح أنه بمثابة ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. من جهتها، اتهمت منظمة «العفو الدولية»، الاثنين، إسرائيل بتنفيذ «سياسة متعمدة» لتجويع سكان غزة، وهي تهمة نفتها إسرائيل مراراً. وأسفر هجوم «حماس» على إسرائيل عام 2023 عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية. في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي إلى سقوط أكثر من 62 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها «حماس» في قطاع غزة وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.


الموقع بوست
منذ 30 دقائق
- الموقع بوست
"حماس" تؤكد موافقتها على مقترح مصري قطري لوقف النار بغزة
أكدت حركة "حماس" الاثنين، موافقتها على مقترح تقدم به الوسيطان المصري والقطري لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما أفادت مصادر فلسطينية للأناضول بأنه يشمل وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لمدة 60 يوما. وقالت "حماس" في بيان: "حركة حماس والفصائل الفلسطينية أبلغت موافقتها على المقترح الذي قدم لها بالأمس من الوسيطين المصري والقطري". ولم تذكر الحركة في بيانها عن تفاصيل المقترح الجديد، إلا أن مصادر فلسطينية فضلت عدم الكشف عن هويتها، قالت لوكالة الأناضول، إن المقترح يشمل وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لمدة 60 يوما. واعتبرت المصادر ذاتها أن "هذا المقترح أفضل الخيارات بالوقت الحالي لوقف المخطط الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة والدخول بمفاوضات من أجل وقف شامل لإطلاق النار وتبادل جميع الأسرى". وفي وقت سابق، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر مصرية لم تسمها بأن "حركة حماس الفلسطينية وافقت على المقترح الذي قدمه الوسطاء من مصر وقطر". ويتضمن المقترح بحسب المصادر "إعادة انتشار القوات الإسرائيلية لمناطق محاذية للحدود، لتسهيل حركة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". كما يتضمن "وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، سيتم خلالها تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد الرهائن الإسرائيليين". وأوضحت المصادر المصرية أن عملية التبادل تشمل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء، ونصف عدد الجثامين البالغ عددهم 36 بواقع 18 جثمانًا. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية. وذكرت القناة المصرية أن المقترح يتضمن أيضًا البدء من اليوم الأول للتهدئة بمناقشة الموضوعات المتعلقة بالصفقة الشاملة أو الوقف الدائم لإطلاق النار. ولفتت المصادر المصرية إلى أن "حركة حماس الفلسطينية تعتبر المقترح أفضل الخيارات المتاحة لحماية سكان قطاع غزة، وبداية الطريق للحل الشامل وحماية سكان القطاع من التصعيد العسكري". وأشارت إلى أنه "تم تسليم مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه حركة حمــاس للجانب الإسرائيلي وفي انتظار الرد". بدوره، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية التابعة للرئاسة، ضياء رشوان، إن "هناك جهودا مصرية هائلة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وفق تصريحات نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية". وأوضح أن "الوسيطين المصري والقطري قاما بإعداد مقترح جديد استنادا إلى مقترح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف، والفصائل الفلسطينية ردت على المقترح دون أي تحفظات". وأضاف: "الوسيطان المصري والقطري بعثا المقترح لإسرائيل والكرة الآن في ملعبها"، متمنيا أن "تجد إسرائيل في المقترح مخرجا لها لمواجهة الضغوط الداخلية لوقف الحرب". وأوضح أنه "إذا وافقت إسرائيل على المقترح فإنه قد يكون مقدمة لحل شامل"، مضيفا: "لا بد من ضغط أمريكي على إسرائيل لقبول المقترح تمهيدا للحل الشامل". وفي المقابل، أفادت القناة 12 العبرية، بأن السلطات الإسرائيلية تسلمت رد "حماس" على مقترح الوسطاء بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة، وأن السلطات بتل أبيب تبحث حاليا رد الحركة. يذكر أن "حماس" أعلنت مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تهرب سابقا بطرح شروط جديدة بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، فيما يصر حاليا على إعادة احتلال غزة. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و4 قتلى، و156 ألفا و230 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 263 شخصا، بينهم 112 طفل.