
الضغوط الأميركية على إيران: مسارات ثلاثة متوازية
أعلن وزير خارجية سلطنة عمان، بدر بن حمد البوسعيدي أن الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستُعقد في روما يوم الجمعة 23 أيار/ مايو الجاري. وفي الوقت نفسه، أفادت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن "إسرائيل" تُجهّز لضرب منشآت نووية إيرانية.
وبالرغم من أن الشبكة نقلت عن المسؤولين أن مثل هذه الضربة ستكون خروجًا صارخًا عن سياسة الرئيس دونالد ترامب، إلا أن التطورات المتسارعة في التفاوض حول الملف النووي الإيراني، تشي أن الأميركيين يستخدمون مسارات ثلاثة للضغط على إيران في مفاوضاتها النووية، وذلك عبر ما يلي:
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، إعادة تفعيل الضغوط القصوى على إيران لدفعها إلى تقديم تنازلات في ملفها النووي وعلى طاولة التفاوض.
وبالرغم من تصريحات ترامب المتكررة عن اعتقاده بإمكانية عقد اتفاق جيد مع إيران، إلا أنه هدد بعواقب وخيمة وباستخدام الخيار العسكري في حال لم تمتثل إيران للشروط، أو في حال وصول المفاوضات إلى حائط مسدود. وفي الوقت الذي تجري فيه دورات من التفاوض بين الطرفين، تقوم- بالتوازي- وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط والقطاع المالي الإيراني، بهدف تجفيف مصادر دخل طهران، كما أعلن ترامب، الذي أدان قيام الإدارة السابقة بالإفراج عن أموال إيرانية مجمدة. اليوم 13:12
اليوم 09:29
بالرغم من أن الرئيس ترامب فاجأ نتنياهو بالتفاوض مع إيران، إلا أن الأميركيين يستفيدون من التهديدات الإسرائيلية بضربة للمنشآت النووية الإيرانية.
قال ترامب إنه لا يحبذ العمل العسكري في هذه الفترة، لكنه أشار الى أنه لم يمنع الإسرائيليين كلياً من القيام بعمل عسكري ضد إيران، وأشار إلى أنهم سيقومون بذلك بمفردهم الآن، لكنه هدد في حال انهارت المفاوضات فإن الأميركيين سيشتركون مع الإسرائيليين في تلك الضربات.
ظهر مصطلح "Snapback Plus" في سياق التهديدات التي أطلقتها الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة (E3) والتي أشاروا فيها الى أنهم يريدون التفاوض مع إيران، والتوصل معها إلى اتفاق، وإلا فإنهم لن يقوموا بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران من خلال آلية "الزناد" فحسب، بل أيضًا بفرض عقوبات إضافية على إيران.
هي بند في قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي (JCPOA)، يتيح لأي دولة مشاركة في الاتفاق إعادة فرض العقوبات الأممية السابقة على إيران إذا رأت أنها غير ملتزمة بالاتفاق.
بمجرد تفعيل هذه الآلية، تُعاد جميع العقوبات التي رُفعت بموجب الاتفاق، بما في ذلك تلك المتعلقة بالبرنامج النووي، وتطوير الصواريخ البالستية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الآلية تنتهي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وخلال جولة المفاوضات التي عُقدت في 16 أيار/مايو الحالي في إسطنبول، هددت الدول الأوروبية بتفعيل آلية الزناد وتشديد العقوبات، وأنها ستفعّل آلية الزناد "Snapback" ضد إيران، وأنها ستفرض حتى ما هو أبعد من ذلك من عقوبات واسعة النطاق على طهران، وضرورة إدراج بند بعنوان "زناد بلس" ضمن نص الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه بين إيران والأميركيين.
وهكذا، يستفيد الأميركيون من المسارات الثلاثة المتوازية في الضغط على إيران. فـ "إسرائيل" تريد أن تكبّل إيران بشروط صعبة وتجردها من جميع مصادر قوتها، والدول الأوروبية تستخدم التهديد بآلية "الزناد بلاس" من أجل تحقيق أمرين: الضغط على إيران ودفعها إلى تقديم تنازلات كبيرة للأميركيين، وفي الوقت نفسه تثبيت دورها في العملية التفاوضية، خصوصًا مع قيام ترامب بإقصاء الأوروبيين من المفاوضات مع إيران ومن تصوراته للحل في أوكرانيا.
وبالنظر إلى ما تقوم به الدول الأوروبية و "إسرائيل"، فإن الأخيرة تلعب دور الداعم و "المكمل" للدور الأميركي وتعزيز موقف واشنطن التفاوضي من خلال التهديد أو إضافة تداعيات قانونية متعددة الأطراف، وبالتالي يعمل الأميركيون والأوروبيون عبر قنوات متوازية، لكن ذات أجندة مشتركة لممارسة الضغوط القصوى على إيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 43 دقائق
- الميادين
"إسرائيل" ومعضلة اليمن: معركة بلا نهاية
إصرار حركة أنصار الله اليمنية على دعم قطاع غزة وإسناده، من خلال استمرارها بمهاجمة أهداف في "إسرائيل"، لا سيما مطارات وموانىء في ظل التفاهم الذي توصلت إليه الحركة مع الأميركيين والذي أوقف الهجمات المتبادلة بينهما، أربك الحكومة الإسرائيلية، التي وجدت نفسها وحيدة في مواجهة اليمنيين، ومن دون قدرة على كسر إرادتهم أو فرض شروطها عليهم، على الرغم من زيادة وتيرة الهجمات الإسرائيلية في اليمن، والتي سبقها رفع تركيز الجهد الاستخباري عليه. وعلى المستوى الإعلامي، رأى خبراء ومعلقون إسرائيليون أنّ هجمات حركة أنصار الله اليمنية المتواصلة ضد الإسرائيليين سببت لهم حالة من القلق والخوف، بعد أن تبين أن الردع الإسرائيلي مقابلهم فاشل، فالهجمات الإسرائيلية، لا يمكن أن تدفع اليمنيين للتراجع أو التوقف عن مهاجمة "إسرائيل"، التي عليها "أن تعتاد على روتين إطلاق النار من اليمن، طالما استمرت الحرب في غزة"، وفقاً لمعلقين. زادت "إسرائيل" من وتيرة هجماتها في اليمن، وفي تقرير نُشر على موقع "قناة 12" الإسرائيلية، ورد أنّ الهجمات الإسرائيلية في اليمن "تهدف إلى جبي ثمن باهظ من اليمنيين، من خلال تدمير البنية التحتية الاستراتيجية والوطنية، على أمل أن يدفع ذلك اليمن إلى وقف إطلاق الصواريخ"، إلاّ أنّ ذلك "لم يحصل حتى الآن". وفي المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، يقولون، وفقاً لموقع "قناة 12"، إنّه "من المشكوك فيه أن يتحقق ذلك، لأنّ اليمن دولة واسعة جداً". وفي تقرير آخر أعدّته مراسلة الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل هيوم"، ليلاخ شوفال، ورد أنّ "التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنّ الحوثيين مستمرون في إنتاج صواريخ بشكل أسبوعي، ويمتلكون عشرات، إن لم يكن مئات الصواريخ، التي يمكن استخدامها ضد إسرائيل". شوفال أفادت أيضاً بأنّ التقديرات في المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تشير إلى أنّ "اليمنيين يواصلون جلب أجزاء من الصواريخ ووسائل قتالية إضافية من الخارج، على الرغم من الغارات الكثيرة التي تستهدف اليمن". وبالتزامن مع توسيع الهجمات الإسرائيلية في اليمن، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير لها، إلى أنّ "سلاح الجو الإسرائيلي زاد من مستوى جمع الاستخبارات حول الحوثيين، ووسّع بنك الأهداف في اليمن". وأشارت الصحيفة إلى "إنشاء قسم ساحة اليمن، في مطلع العام الحالي، في وحدة الاستخبارات في سلاح الجو، والذي يعمل فيه 4 ضباط تتوزع مهامهم بين استخبارات، دفاع، تحذير، وهجوم"، علماً أنّه لغاية ما قبل عامين، "كان ضابط واحد فقط في وحدة الاستخبارات في سلاح الجو مسؤولاً عن الساحة اليمنية". وبحسب الصحيفة، "فقد زاد سلاح الجو سرعته في جمع المعلومات عن اليمن قبل شهرين من الحرب في غزة، بناءً على تهديدات ملموسة مستقبلية". في هذا السياق، قال مسؤول في وحدة الاستخبارات في سلاح الجو، لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "عندما أدركنا أن الحوثيين يزيدون من وتيرة عملهم، وسّعنا بنك الأهداف في اليمن". ووصف هذا المسؤول حركة أنصار الله، بأنها "عدو متحدي"، وقال إنّ الساحة اليمنية "معقدة جداً"، فهي "تتطلب تحليقا لألفَيْ كلم مع عملية استخبارية - تنفيذية معقدة جداً، ومع عديد كبير جداً، ومع قيود وضغوطات، في أي هجوم فيها". وختم المسؤول الإسرائيلي كلامه بالقول إنّ "الهجمات الأخيرة ضد الحوثيين هزّتهم، وأثرت عليهم... وأوجعتهم كثيراً... لكن لا أعتقد أنّ ذلك سيوقفهم". حالة القلق والخوف التي تتسبب بها حركة أنصار الله للإسرائيليين، مع إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يستتبع ذلك من إطلاق صفارات إنذار، وصواريخ اعتراضية، دفعت بالعديد من الخبراء والمعلقين الإسرائيليين عرض تقديرات وتحليلات حول جدوى الهجمات الإسرائيلية في اليمن، وحول مستقبل المواجهة مع اليمنيين، حيث برز أنّ ثمة بين الخبراء والمعلقين توجه مسيطر على أنّ الردع الإسرائيلي مقابل اليمنيين فاشل، وأنّ الهجمات الإسرائيلية لا يمكن أن تدفع اليمنيين للتراجع أو التوقف عن مهاجمة "إسرائيل"، فاليمنيون لم يهزمهم الأميركيون والدول العربية، و"إسرائيل"، لأنّهم "ببساطة لا يمكن هزيمتهم، فهم يكتفون بالقليل ويسببون الكثير من الضرر"، بحسب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين برغمان. بدوره، قال رئيس حركة "السلام الآن" السابق، ياريف أوفنهايمر، في مقابلة مع قناة "كان"، إنّ "الهجمات الإسرائيلية في اليمن هي نوع من الاستعراض الذي لا يردع أحداً، وهي لا تنجح في سلب الحوثيين القدرة على إطلاق الصواريخ، ولا تحل مشكلة إسرائيل، وهي تهدف فقط للإظهار أنّنا لسنا سذجاً". أمّا نائب رئيس هيئة "الأمن القومي" سابقاً، العقيد احتياط إيتمار يعر، فقد رأى، في مقابلة مع قناة "كان" أيضاً، أنّ هذه الهجمات تحمل فقط رسالة للجمهور الإسرائيلي: "انظروا نحن نرد". مراسلة الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل هيوم"، ليلاخ شوفال، أشارت إلى أنّ "الكثيرين في إسرائيل يرون أن الحوثيين عدو مُربِك، ويمتلك قدرات عسكرية متقدمة مدعومة من دولة، وهو يتصدر حالياً محور المقاومة مع تأثير واضح على إسرائيل، فصفارات الإنذار الكثيرة التي تدفع ملايين الإسرائيليين للنزول إلى الملاجئ، وإضرارهم بالبنية التحتية الإسرائيلية على مستوى الاقتصاد وحركة النقل، لا سيما مع استمرار شركات الطيران العالمية بتأجيل رحلاتها إلى إسرائيل، يزيد من ثقتهم بنفسهم، ويدفعهم للاستمرار في العمل". كما أنّ "اتفاقهم مع ترامب، أعطاهم الشرعية لمواصلة مهاجمة إسرائيل، وهذا هو الأمر الأخطر"، وفقاً لرئيس شعبة العمليات في "الجيش" الإسرائيلي سابقاً، اللواء احتياط إسرائيل زيف. وأمام هذا الواقع، رأى قائد تشكيل الدفاع الجوي سابقاً، العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش، أنّ "إسرائيل عليها، للأسف، أن تعتاد على روتين إطلاق النار من اليمن، طالما استمرت الحرب في غزة، وأن تراهن على دفاعاتها الجوية القوية، وإن كانت غير محكمة، إذ لا يوجد شيء اسمه دفاع مئة في المئة". وفي سياق ذي صلة، أشارت صحيفة "إسرائيل هيوم"، في تقرير لها، إلى أنّه "يكفي أن تفشل الدفاعات الإسرائيلية باعتراض صاروخ واحد، كما حصل مع الصاروخ الذي أصاب محيط مطار بن غوريون (هذا الشهر)، ليُفرض على إسرائيل نوع من الحصار الجوي، مع إلغاء الكثير من الشركات الأجنبية رحلاتها على إسرائيل، حيث توقفت خلال الأسبوعين الماضيين، العديد من شركات الطيران عن تسيير رحلاتها من وإلى إسرائيل بسبب استمرار التهديدات وإطلاق الصواريخ والمسيرات من اليمن". وأضافت الصحيفة بأنّ هذا النوع من الحصار الجوي على "إسرائيل"، حل "في وقت تحاول فيه إسرائيل فرض نوع من الحصار البحري أو الجوي على اليمن، قبل أن يتبين أن تأثير الهجمات الإسرائيلية هناك محدود، بدليل أنّ مطار صنعاء الدولي عاد إلى العمل بعد نحو أسبوع من تعرضه لهجوم إسرائيلي". الصحيفة أشارت أيضاً إلى أنّ اليمن "أدخل عنصراً جديداً في المعادلة – بحيث حاول الرد على إسرائيل بالمثل: إسرائيل ترسل رسائل تحذيرية وإنذارات قبل مهاجمة المطار والموانئ في اليمن، والحوثيون بدورهم يهددون بمهاجمة الموانئ الإسرائيلية، ومن ثم يطلقون طائرة مسيّرة أو صاروخاً في اتجاه إسرائيل، في ظاهرة تقليد للإسرائيليين".


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
البيت الأبيض: ترامب ونتنياهو ناقشا اتفاقًا محتملًا مع إيران
ناقش الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو اتفاقًا محتملًا مع إيران في اتصال هاتفيّ، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وقال إنّ ترامب يعتقد أنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وأكّدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أنّ ترامب سيحضر القِمة السنوية لدول مجموعة السبع في كالجاري في ولاية ألبرتا في الفترة من 15 إلى 17حزيران. وأعلن نتنياهو أنّ بناء أولى مناطق توزيع المساعدات الإنسانية في غزة سيكتمل خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد يوم من سماح إسرائيل بدخول 100 شاحنة محملة بأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى القطاع الأربعاء. وقال: "في نهاية المطاف، نعتزم إقامة مناطق آمنة كبيرة في جنوب غزة. سينتقل السكان الفلسطينيون إليها حفاظًا على سلامتهم بينما نواصل القتال في مناطق أخرى".


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
البيت الأبيض: ترامب ونتنياهو بحثا اتفاقا محتملا مع إيران
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا اتفاقا محتملا مع إيران في اتصال هاتفي اليوم الخميس، وأضاف أن ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في إفادة صحفية إن الزعيمين ناقشا أيضا مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن.