أفضل 12 مدينة شاطئية في فلوريدا تستحق الزيارة
فلوريدا، ولاية الشمس المشرقة، تُعرف بشواطئها الخلابة الممتدة على سواحل المحيط الأطلسي وخليج المكسيك. ولكن بعيدًا عن المدن الكبرى المزدحمة مثل ميامي وأورلاندو، تحتضن الولاية مجموعة من المدن الشاطئية الساحرة التي تقدم تجارب مميزة تناسب جميع الأذواق؛ من الباحثين عن المغامرة وركوب الأمواج، إلى عشاق الهدوء والطبيعة، أو حتى من يريدون الاستمتاع بعطلة فاخرة على البحر.
في هذا المقال، نستعرض لك أفضل 12 مدينة شاطئية في فلوريدا، بناءً على توصيات موثوقة وتجارب السفر، لتساعدك على اختيار وجهتك المثالية لعطلة لا تُنسى.
1. نيو سميرنا بيتش (
New Smyrna Beach )
الأفضل لمحبي ركوب الأمواج
تُعرف نيو سميرنا بيتش بأجوائها الهادئة ومجتمعها المتنوع، وتُعد من أبرز وجهات ركوب الأمواج في فلوريدا. تتميز بوجود منارة بونس إنليت، وهي الأطول في الولاية بارتفاع 175 قدمًا. يُفضل زيارة شاطئ كانافيرال الوطني للاستمتاع بالطبيعة البكر ومشاهدة الحياة البرية مثل خراف البحر والسلاحف البحرية.
أفضل وقت للزيارة: الخريف والشتاء، حيث تكون الأمواج مثالية لركوب الأمواج.
2. فينيس (
Venice )
الأفضل للبحث عن الأصداف وأسنان القرش
تُعرف فينيس بطرازها المعماري المستوحى من البحر الأبيض المتوسط وشواطئها الغنية بالأصداف وأسنان القرش المتحجرة، خاصة في شاطئ كاسبرسن. تُعد وجهة مثالية لمحبي جمع الأصداف والاستمتاع بجمال الطبيعة.
أفضل نشاط: البحث عن أسنان القرش في شاطئ كاسبرسن، خاصة بعد العواصف أو في أوقات الجزر المنخفض.
3. سانت أوغسطين (
St. Augustine )
الأفضل لتجربة أوروبية دون مغادرة أمريكا
تُعتبر سانت أوغسطين أقدم مستوطنة أوروبية مأهولة في الولايات المتحدة، وتتميز بشوارعها المرصوفة بالحجارة ومعمارها الإسباني الاستعماري. تُعد وجهة مثالية لمحبي التاريخ والثقافة، مع شواطئ جميلة مثل شاطئ سانت أوغسطين وشاطئ فيلانو.
أفضل وقت للزيارة: موسم الأعياد، حيث تتزين المدينة بملايين الأضواء في مهرجان "ليالي الأضواء".
4. إسلامورادا (
Islamorada )
الأفضل لعطلة استوائية دون الحاجة لجواز سفر
تقع إسلامورادا في جزر فلوريدا كيز، وتُعرف بمياهها الصافية وشواطئها المحاطة بأشجار النخيل. تُعد وجهة مثالية لمحبي الغوص وصيد الأسماك، مع شواطئ رائعة مثل شاطئ آن وشاطئ فاوندرز بارك.
أفضل نشاط: الانضمام إلى جولة تجمع بين ركوب الجت سكي والغوص لاستكشاف الشعاب المرجانية والحياة البحرية.
5. غرايتون بيتش (
Grayton Beach )
الأفضل للهروب إلى أجواء فنية هادئة
تقع غرايتون بيتش بين ديستين وبنما سيتي بيتش، وتُعرف بأجوائها البوهيمية والفنية. تُحيط بها بحيرات الكثبان الرملية النادرة وتضم معارض فنية ومقاهي غير تقليدية.
أفضل نشاط: استئجار قوارب الكاياك في منتزه غرايتون بيتش الحكومي والتجديف في بحيرات الكثبان الرملية.
6. فيرناندينا بيتش (
Fernandina Beach )
الأفضل لعشاق الطعام
تقع فيرناندينا بيتش في جزيرة أميليا وتتميز بسحرها الجنوبي وتاريخها الغني. تُعد موطنًا لأقدم حانة في فلوريدا وتستضيف مهرجان الروبيان السنوي في مايو.
أفضل نشاط: استكشاف شاطئ بونيار، المعروف بجذوع الأشجار المتحجرة والمناظر الطبيعية الخلابة.
7. شاطئ بينساكولا (
Pensacola Beach )
الأفضل للأنشطة الشاطئية المتنوعة
يُعد شاطئ بينساكولا وجهة مثالية لمحبي الأنشطة المائية، من ركوب الأمواج إلى الغوص والتجديف. يتميز برماله البيضاء ومياهه الفيروزية، مع إمكانية مشاهدة عروض فريق "بلو أنجلز" الجوي.
أفضل نشاط: حضور تدريبات فريق "بلو أنجلز" الجوية، المشهورة بعروضها البهلوانية.
8. جزيرة آنا ماريا (
Anna Maria Island )
الأفضل لتجربة الكاريبي بأسعار معقولة
تُحافظ جزيرة آنا ماريا على سحرها بفضل قوانين البناء الصارمة التي تمنع المباني الشاهقة. تُعد وجهة مثالية لمحبي الشواطئ الهادئة والمياه الصافية، مع إمكانية التنقل بين مدنها الثلاث عبر الترام المجاني.
أفضل نشاط: الاستمتاع بغروب الشمس من الرصيف بعد تناول آيس كريم من "تو سكوبس".
9. ديلراي بيتش (
Delray Beach )
الأفضل للتنقل بين المعارض الفنية والشاطئ سيرًا على الأقدام
تتميز ديلراي بيتش بمشهد ثقافي نابض بالحياة، مع منطقة فنية واسعة ومسارات فنية تضم أكثر من 40 جدارية. يُعد شارع أتلانتيك محورًا للمطاعم والحياة الليلية، ويقود مباشرة إلى شاطئ ديلراي البلدي.
أفضل نشاط: حضور حفلات "ترايبوت توايلايت" الشهرية في مسرح "أولد سكول سكوير".
10. جزيرة سانت جورج (
St. George Island )
الأفضل للاسترخاء على الشاطئ مع حيوانك الأليف
تقع جزيرة سانت جورج على "الساحل المنسي" في فلوريدا، وتُعد وجهة مثالية للباحثين عن الهدوء. تتميز بشواطئها الهادئة والمناسبة للكلاب، مع إمكانية تسلق منارة كيب سانت جورج للاستمتاع بإطلالة بانورامية.
أفضل نشاط: تسلق 92 درجة خشبية للوصول إلى قمة منارة كيب سانت جورج والاستمتاع بالإطلالة.
11. كوكو بيتش (
Cocoa Beach )
الأفضل للعائلات
تُعرف كوكو بيتش بأنها "عاصمة ركوب الأمواج على الساحل الشرقي"، وتُعد وجهة مثالية للعائلات. تتميز بوجود مركز كينيدي للفضاء ومتنزه لوري ويلسون، مع إمكانية مشاهدة إطلاقات الصواريخ.
أفضل نشاط: زيارة مركز كينيدي للفضاء، وحجز جولة تجديف ليلية لمشاهدة التلألؤ الحيوي في الصيف.
12. جزيرة ماركو (
Marco Island )
الأفضل لاستكشاف إيفرجلادز بأسلوب فاخر
تُعد جزيرة ماركو مزيجًا من الفخامة والطبيعة، حيث تُعد بوابة إلى جزر العشرة آلاف ومنتزه إيفرجلادز الوطني. تتميز بشواطئها البكر وفرص الصيد الممتازة، مع منتجعات فاخرة مثل "جي دبليو ماريوت ماركو آيلاند بيتش ريزورت".
أفضل نشاط: القيام برحلة نهارية إلى مدينة إيفرجلادز وركوب القوارب الهوائية عبر غابات المانغروف.
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
سائح
منذ 2 أيام
- سائح
10 أنشطة مريحة يمكنك القيام بها في برشلونة
برشلونة، المدينة التي تجمع بين سحر البحر الأبيض المتوسط وروح الفن المعماري الفريد، تقدم لزوارها مجموعة من الأنشطة الهادئة التي تساعد على الاسترخاء والهروب من صخب الحياة اليومية. إليك دليلك لأفضل أماكن وأنشطة الاسترخاء في هذه المدينة الإسبانية الرائعة: الاسترخاء على شواطئ برشلونة تتمتع برشلونة بساحل ممتد بطول 4.5 كيلومتر من الشواطئ الرملية، من شاطئ "سانت سباستيا" القريب من وسط المدينة، إلى شاطئ "نوفا مار بيلا" الهادئ. أما شاطئ "بوغاتيل" فهو خيار مثالي لمحبي الرياضات المائية والتزلج بالعجلات أو التشمّس في هدوء. لا تفوّت زيارة حانات الشاطئ (تشيرينغيتوس) عند الغروب لتناول مشروب منعش مع إطلالة خلابة. الهدوء في حديقة بارك غويل ( Parc Güell ) تقع هذه الحديقة الرائعة من تصميم المعماري الشهير أنطوني غاودي شمال حي "غراسيا"، وتضم مجموعة من التصاميم الفريدة ذات الطابع الكاتالوني. استمتع بإطلالات بانورامية من المقعد المغطى بالفسيفساء أو انضم لجلسة يوجا غير رسمية تحت أشجار النخيل. لا تنسَ زيارة المقهى الخارجي لتناول قهوة في جو فني مميز. راقب الناس في ساحة بلاسا ريال ( Plaça Reial ) هذه الساحة المليئة بالحياة والمظللة بأشجار النخيل والمصابيح التي صممها غاودي، تقع بجوار شارع لا رامبلا الشهير. اختر طاولة في الهواء الطلق في مطعم "تاكسيديرميستا" واستمتع بتناول التاباس التقليدية مع مشروب، بينما تراقب حركة الناس والموسيقيين في الساحة. نزهة في حديقة سيوتاديلا ( Parc de la Ciutadella ) تقع هذه الحديقة الخضراء الجميلة بين البلدة القديمة والميناء الأولمبي، وتُعدّ مثالية لنزهات عائلية أو مع الأصدقاء. يمكنك الجلوس على المساحات العشبية، أو التجديف في القارب وسط البحيرة، أو التجول في الحدائق الغنّاء قرب شلال ونوافير رائعة. رحلات بحرية في ميناء برشلونة اختبر لحظات من الاسترخاء في رحلة بحرية على متن قارب في ميناء برشلونة. تقدم شركة "لاس غولوندريناس" رحلات قصيرة داخل الميناء، بينما توفر القوارب الشراعية رحلات إلى البحر المفتوح وحتى غروب الشمس. بعض الرحلات تقدم أجواء موسيقية مثل الجاز، مما يضفي لمسة ساحرة على التجربة. حدائق برشلونة النباتية ( Jardí Botànic ) تقع هذه الحدائق الهادئة على تلة مونتجويك جنوب غرب المدينة، وتضم أنواعاً نباتية متنوعة من جميع أنحاء العالم موزعة وفق مناخاتها المختلفة. مثالية لمحبي الطبيعة الباحثين عن الهدوء بعيداً عن زحام المدينة. منتزه كولسيرولا ( Collserola Park ) إذا رغبت في مغامرة هادئة وسط الطبيعة، فمنتزه كولسيرولا هو الخيار الأمثل. يقع خلف جبل تيبيدابو ويضم مسارات مشي وركوب دراجات تمر عبر الغابات والمناظر الطبيعية. يمكنك الاستمتاع بغروب الشمس مع مشهد المدينة المضيئة في الأفق. الاستجمام في منتزه مونتجويك ( Montjuïc ) اصعد عبر قطار "فونيكولار دي مونتجويك" إلى قمة تل مونتجويك حيث القلعة والحدائق الخلابة. يمكنك التنزه في أرجاء المنتزه أو ركوب التلفريك الذي يصل بك إلى شواطئ برشلونة، للاستمتاع بمشهد بانورامي ساحر للمدينة والساحل. تناول الطعام على شاطئ البحر في "شوكاو" ( Shôko Barcelona ) يقدم هذا المطعم الراقي مزيجاً فريداً من المطبخ الآسيوي والمتوسطي في أجواء ساحرة تطل على البحر. يمكنك الاستمتاع بوجبة شهية مثل التمبورا أو الحلوى مع عرض فني راقص أو عروض قتالية شرقية. الاسترخاء في حمامات آير دي برشلونة ( Aire de Barcelona ) في قلب المدينة القديمة، تقع حمامات "آير دي برشلونة" المستوحاة من الحمامات العربية التقليدية. استرخِ في أحواض المياه الساخنة والباردة، أو جرب حمام البخار والملح، واختتم تجربتك بجلسة تدليك مميزة على الرخام الساخن. استعد للاسترخاء في برشلونة! سواء كنت تفضل الاستلقاء على الشاطئ، أو التأمل في الحدائق، أو الانغماس في تجربة سبا فريدة، فإن برشلونة توفر لك كل ما تحتاج إليه لإعادة شحن طاقتك في بيئة من الجمال والثقافة.
سائح
منذ 2 أيام
- سائح
10 بلدات صغيرة لا تفوّت زيارتها في بنسلفانيا
إذا كنت تبحث عن مغامرات في الطبيعة، وكرم الضيافة في البلدات الصغيرة، أو الغوص في التاريخ الغني لشعب كادح، فإن ولاية بنسلفانيا تقدّم لك ذلك كله من خلال بلداتها الساحرة. كثيرون يظنون أن بنسلفانيا محصورة بين فيلادلفيا في الشرق وبيتسبرغ في الغرب مع مساحات زراعية في المنتصف، لكن الحقيقة أن الولاية مليئة بالجبال والأنهار والمواقع التاريخية والمدن الصغيرة النابضة بالحياة. جيم ثورب: بوابة جبال بوكينوز تقع بلدة جيم ثورب شرق بنسلفانيا وتُعرف بلقب "سويسرا أمريكا"، وهي وجهة مثالية لمحبي الطبيعة على مدار العام، من التزلج شتاءً إلى المشي في الجبال صيفاً. سُميت البلدة تيمنًا بالبطل الأولمبي الأسطوري جيم ثورب، وتجمع بين الطبيعة الجبلية الخلابة والتراث الرياضي. جيتيسبيرغ: قلب التاريخ الأمريكي رغم صغر حجمها، تلعب جيتيسبيرغ دورًا ضخمًا في التاريخ الأمريكي، حيث دارت فيها معركة جيتيسبيرغ الشهيرة خلال الحرب الأهلية. يمكنك زيارة ساحة المعركة التاريخية، والمشي في شوارعها التي تمتلئ بإشارات إلى خطاب لينكولن الشهير، وتذوق عصير التفاح المحلي الذي اشتهرت به. نيو هوب: رحلة عبر زمن الثورة تبعد نيو هوب مسافة قصيرة عن فيلادلفيا وتقع على ضفاف نهر ديلاوير. البلدة مليئة بالمنازل التاريخية التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وقد شهدت مرور شخصيات تاريخية مثل جورج واشنطن وآرون بور. استمتع بجوها الهادئ وأسواقها الفنية ومتاحفها الصغيرة. أوهايبال: مغامرة في قلب الطبيعة تقع أوهايبال غرب الولاية وتعتبر جنة لمحبي النشاطات الصيفية في الهواء الطلق، مثل ركوب الدراجات على ممر "Great Allegheny Passage"، والمشي في منتزه "Ohiopyle State Park"، أو اكتشاف أثر الحرب الفرنسية والهندية في المنطقة. بيلفونت: سحر العصر الفيكتوري تأخذك بلدة بيلفونت في رحلة إلى القرن التاسع عشر من خلال هندستها المعمارية الفيكتورية الجميلة. المنازل القديمة تحولت إلى نُزُل ساحرة، وتُقام فيها فعالية "عيد الميلاد الفيكتوري" السنوية. كما أنها مقر الجمعية الأمريكية للطوابع. بولسبيرغ: ذاكرة الوطن تزخر بولسبيرغ بمواقع تاريخية مدهشة، أبرزها متحف قصر بوال حيث توجد مقتنيات تعود إلى كريستوفر كولومبوس. كما تدّعي البلدة أنها مسقط رأس يوم الذكرى "Memorial Day"، وتحتفل به سنويًا بطريقة مميزة. ماركلسبيرغ: مزيج بين التاريخ والطبيعة تُعرف هذه البلدة الصغيرة لقربها من بحيرة رايستاون – أكبر بحيرة تقع بالكامل داخل ولاية بنسلفانيا. المنطقة تحتوي على مبانٍ خشبية ذات طراز قوطية من القرن التاسع عشر، مما يجعلها محطة رائعة لعشاق التاريخ والهدوء. ستراودسبيرغ: فنون وثقافة بين الجبال تقع في قلب جبال بوكينوز، وتتميز بخليط من التاريخ، والتجارة، والفنون الحرفية. كثير من المباني القديمة تحوّلت إلى محالّ فنية ومطاعم ومقاهٍ، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الثقافة المحلية. ريدجواي: حكاية من الخشب والغابات نشأت هذه البلدة حول صناعة الخشب وتوسعت بفضل مواردها الطبيعية. اليوم، تُعد بوابة إلى غابة أليغيني الوطنية وتوفر أنشطة مثل التخييم وصيد الأسماك وركوب الخيل. لا تفوّت حضور مهرجان نحت الخشب باستخدام المنشار – الأكبر من نوعه عالميًا. بانكسوتوني: بيت فِلّ نجم الأرصاد تعرف هذه البلدة الصغيرة عالميًا بسبب "بانكسوتوني فيل" – جرذ الأرض الذي يتنبأ بموسم الشتاء كل عام في الثاني من فبراير. يمكن زيارة فيل في مكتبته الخاصة، كما أن البلدة تمتلئ بتماثيله، والمحالّ والمطاعم المخصصة له. خاتمة سواء كنت من عشاق التاريخ أو من هواة المغامرات الطبيعية أو حتى من محبي استكشاف الثقافات المحلية، فإن بلدات بنسلفانيا الصغيرة تخبئ لك العديد من الكنوز. لا تكتفِ بزيارة المدن الكبرى، بل انطلق في رحلة بين هذه الجواهر الهادئة واكتشف قلب الولاية النابض.
سائح
منذ 2 أيام
- سائح
جولات سياحية لا تُنسى في سردينيا
في قلب البحر الأبيض المتوسط، تحتفظ جزيرة سردينيا الإيطالية بسحرها الفريد الذي يجمع بين الشواطئ الذهبية، والتضاريس الجبلية، والمواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، ما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية التي لا تُنسى. تقع سردينيا بعيدًا عن الزحام السياحي الكثيف الذي تعرفه جزر المتوسط الأخرى، وتحافظ على طابعها الخاص الذي يتأرجح بين الجمال الطبيعي والهوية الثقافية القوية. تجذب الجزيرة الزوار الباحثين عن تجارب متكاملة تجمع بين استكشاف المناظر الخلابة، والغوص في عمق التاريخ، والتفاعل مع حياة محلية بسيطة وأصيلة. وسواء كنت من محبي الترحال في أحضان الطبيعة أو من عشاق البحر أو من المغرمين بالثقافات القديمة، فإن جولات سردينيا السياحية تعدك بتجربة لا تُنسى. الطبيعة العذراء وشواطئ بلا نهاية أولى المحطات التي تدهش الزائر في سردينيا هي مناظرها الطبيعية التي تنبض بالحياة، من السواحل الخلابة إلى الجبال التي تكتسي بالخضرة طوال العام. تعتبر منطقة "كوستا سميرالدا" (الساحل الزمردي) من أبرز الوجهات في الجزيرة، حيث تنتشر الشواطئ ذات الرمال البيضاء والمياه الفيروزية، كشاطئ "لا بيلوزا" الذي يُصنف من بين الأجمل في أوروبا. أما لمن يبحث عن العزلة والسكون، فهناك شواطئ سرية في الجنوب مثل "كالا غولوريتزي" التي لا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام أو بالقوارب، ما يجعل زيارتها مغامرة بحد ذاتها. وبين الشواطئ والمناطق الجبلية، يمكن للسياح التجوّل في محمية "جينارجينتو"، التي تعد موطنًا للحياة البرية النادرة ومسارات المشي الطويلة التي تمر عبر الأودية والغابات والقرى الجبلية المعزولة، ما يمنح تجربة فريدة من التفاعل مع الطبيعة في أنقى صورها. قرى تقليدية ونكهة ثقافية فريدة رغم شهرة سردينيا بشواطئها، فإن قلبها النابض يكمن في قراها التقليدية حيث الحياة تسير ببطء، لكن بثراء ثقافي لا يُقدّر بثمن. يمكن للزوار الانطلاق في جولات سياحية إلى قرى مثل "أورغوسولو" المعروفة بجدرانها المرسومة برسوم جدارية سياسية وفنية تحكي قصص سكانها وتاريخهم. في هذه القرى، يُمكن تجربة الضيافة الأصيلة، وتذوق أطباق مثل "بوتارجا" و"سوكو"، التي تعكس تزاوج تقاليد البحر والريف. كما تُنظم فيها مهرجانات محلية على مدار السنة تحتفي بالموسيقى والفولكلور والأزياء التقليدية. ولعشاق الحِرف اليدوية، توفر الأسواق المحلية فرصة لاقتناء منتجات تقليدية كالسجاد المنسوج يدويًا والفخار والمجوهرات المصنوعة من الفضة والمرجان. آثار نوراجي وتراث عمره آلاف السنين جانب آخر لا يمكن تجاهله في جولات سردينيا هو استكشاف إرثها الأثري الفريد الذي لا يشبه أي حضارة أخرى. تنتشر في أنحاء الجزيرة آلاف الهياكل الحجرية الدائرية التي تُعرف باسم "نوراجي"، وهي أبراج حجرية ضخمة بُنيت في عصور ما قبل التاريخ، وتُعد من أهم معالم الجزيرة وأكثرها غموضًا. من أبرز هذه المواقع "سوانتو أونوراتو" و"نورا" و"باروميني"، وهي أماكن تتيح للزائر التعمق في حضارة قديمة لا تزال تفاصيلها محل دراسة وبحث. هذا الإرث لا يتوقف عند النوراجي فقط، بل يمتد إلى المعابد الفينيقية، والكنائس البيزنطية، والحصون الرومانية، مما يجعل الجزيرة بمثابة متحف مفتوح في الهواء الطلق. زيارة سردينيا تعني المشي بين أطلال تاريخية عمرها آلاف السنين، في تداخل نادر بين الطبيعة والآثار، حيث يمتزج الجمال البري بالحكمة القديمة. في الختام، تقدم سردينيا مزيجًا متكاملًا من التجارب التي يصعب نسيانها. إنها ليست مجرد جزيرة، بل رحلة عبر الزمن، ومغامرة بين الجبال والشواطئ، وتأمل في ثقافة شعب حافظ على هويته بعيدًا عن ضوضاء العالم الحديث. الجولات السياحية في سردينيا ليست مجرد تنقل من مكان إلى آخر، بل هي اكتشاف ذاتي وسط الطبيعة والتاريخ والإنسان.
