logo
برامج التوك شو.. هل انتهت صلاحيتها؟!

برامج التوك شو.. هل انتهت صلاحيتها؟!

فيتو٢٠-٠٧-٢٠٢٥
لم تكن برامج التوك شو في مصر مجرد مواد ترفيهية أو شاشات لتمضية الوقت، بل كانت -ذات يوم- متنفسًا لصوت الناس، ومرآةً تعكس هموم المجتمع، ومجالًا عامًا تتقاطع فيه الآراء، وتُطرح فيه الأسئلة. لكنها اليوم صارت باهتة، متكررة، تائهة بين دعاية رسمية مملة، وصيحات غضب مصطنعة، وزعيق وشتائم وانفعالات تمثيلية جوفاء لا تُقنع أحدًا. لقد تحولت إلى منابر بلا جمهور، وإلى سؤال بلا إجابة، وإلى إعلام يتحدث كثيرًا ولا يقول شيئًا.
التحول لم يكن عفويًّا، بل نتيجة مباشرة لتآكل هامش التنوع والإبداع، وانكماش مساحات الفكر، وغلبة الصوت الواحد على كل روافد التعبير. لم تعد الشاشة مجالًا مفتوحًا للحوار، بل أصبحت منصةً لترديد رواية واحدة، ونبذ كل رأي مختلف أو نقدٍ صريح.
المذيع لا يناقش، بل يُلقّن. والضيف لا يعارض، بل يوافق ويتملق. والجمهور لم يعد يرى نفسه فيما يُقدَّم، فغادر بهدوء، دون أن يلتفت أحد إلى غيابه.
برامج التوك شو التي كانت يومًا منصات لصناعة الرأي العام، ومراقبة السلطة، ومساءلة المسؤول، أضحت الآن ملحقًا بالبيان الحكومي، تبرر كل شيء، وتصوغ المحتوى بلغة التهويل والتخويف. أين ذهب السؤال الحقيقي؟ أين المواطن الذي يسأل ويحاسب؟ أين النقاش الذي يتسع للوجه الآخر من الحقيقة؟
لقد أصبحت برامج التوك شو تُبثّ لأجل إرضاء أطراف بعينها أصحاب المال والقرار، لا لأجل الناس، وتُصاغ لطمأنة المسؤول، لا لإقلاقه بقلق الناس وشكواهم.
ولعلّ المقارنة هنا تصدم أكثر مما توضح، حين نضع برامج التوك شو في مصر إلى جوار نظيراتها في الدول عريقة الديمقراطية. هناك، يجلس الصحفي أو المذيع بكل جرأة ليحاور رئيس الوزراء، أو يسائل أي وزير، أو يحرج المتحدث باسم الحكومة.
هناك، تعلو الكلمة على المنصب، ويُفسح المجال لخبراء من أطياف مختلفة، ومواطنين أصحاب مصلحة أو مظلمة أو شكوى، ومؤسسات مستقلة، ليشاركوا في صناعة الحقيقة. هناك، لا يكون الإعلام تابعًا، بل ندًّا. ولا يكون المذيع موظفًا، بل ضميرًا حيًّا.
برامج مثل 'BBC Question Time' أو 'Meet the Press' أو '60 Minutes' لا تضع خطوطًا حمراء تمنع السؤال، بل تقتحم ما يُخشى الحديث عنه، لأن جمهورها لا يغفر التواطؤ، ولا يرضى بالسكوت.
أما في مصر، فالجمهور لا يملك سوى زر الإغلاق أو الانتقال إلى يوتيوب، حيث وجد بدائل قد لا تكون مثالية ولا آمنة، لكنها على الأقل لا تعامله كقاصر. ترك الناس الشاشات الرسمية إلى محتوى رقمي، أقل تزييفًا وأكثر قربا منهم. اختاروا من يعبر عن آلامهم ومتاعبهم وربما غضبهم، حتى لو أخطأ التعبير، على من يطمئنهم زورًا بأن كل شيء على ما يرام.
الأسئلة الكبرى التي تُحرّك المجتمعات لم تعد تُطرح في برامج التوك شو المصرية. لم نعد نسمع عن أزمة التعليم الحقيقية، أو مأساة مستشفيات الفقراء، أو غياب العدالة في توزيع الثروة، أو اختناق الشباب بلا أمل ولا أفق.
لم نعد نرى تحقيقًا جادًّا حول الفساد أو التقصير أو الإهمال. الصوت المرتفع حلّ محل الفكرة، والانفعال المصطنع بديلًا عن المعلومة، والتطبيل أرخص من التحليل.
ومع هذا الانحدار، يسقط الإعلام المصري كله في أزمة عميقة، لأن التوك شو -باعتباره النمط الأبرز في الإعلام الجماهيري- إذا إنهار مضمونه، فقد الإعلام تأثيره، وتهاوت جسوره مع الناس. لا يمكن لإعلامٍ أن يزدهر وهو لا يعبّر إلا عن رؤية واحدة، ولا يستضيف إلا من يتقن التصفيق، ولا يقول إلا ما يُؤمر به أن يُقال.
الإعلام الذي لا يسأل، لا يحاور، لا يزعج، لا يضايق، لا يضغط، لا يحرج.. ليس إعلامًا. إنه استعراض أجوف، يفقد بريقه سريعًا، ويتحول إلى طنين لا يسمعه أحد. وما نراه اليوم من فقدان التأثير، وتراجع نسب المشاهدة، وبرود التفاعل، ليس إلا نتيجة منطقية لهذا الفراغ المدوي في المضمون والمصداقية.
لقد سقطت برامج التوك شو المصرية في فخ الإقصاء والانغلاق، وفقدت جمهورها الحقيقي، وبددت رأس مالها الرمزي. والبديل لا يكون بتحجيم الفضاء الرقمي أو تضييق مساحات النقد، بل بفتح النوافذ، وتحرير الأسئلة، وإعادة الإعلام إلى وظيفته الأصلية: أن يكون صوت الناس لا صدى الحكومة، وإن لم نفعل فلن يبقى على الشاشات إلا صدى لا يسمعه أحد، وضجيج لا يوقظ ساكنًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أنا الذي" للكينج محمد منير تتصدر التريند بعد طرحها بساعات قليلة
"أنا الذي" للكينج محمد منير تتصدر التريند بعد طرحها بساعات قليلة

مصراوي

timeمنذ 27 دقائق

  • مصراوي

"أنا الذي" للكينج محمد منير تتصدر التريند بعد طرحها بساعات قليلة

كتب- هاني صابر: تصدرت أغنية "أنا الذي" للكينج محمد منير، تريند منصة "إكس" بعد طرحها بساعات قليلة على موقع الفيديوهات "يوتيوب" والمنصات الموسيقية. وتفاعل الجمهور ورواد السوشيال ميديا مع أغنية الكينج "أنا الذي" وجاءت بعض تعليقاتهم، كالتالي: "تحفة يا كينج، مفيش حد يعرف يغني الكلمات دي غير الكينج، كينج بلادنا، إيه الحلاوة دي، أيوة كده يا كينج كنت فين، الكلام عجز عن وصف حلاوة وجمال كلمات الأغنية وصوت منير اللي ملوش وصف، روعاتك يا كينج مصر، الأغنية جامدة". وطرحت مجموعة روتانا للموسيقى، أغنية "أنا الذي" التي تعد احدى أغنيات الألبوم الذي تتولى إنتاجه. "أنا الذي" من كلمات الشاعر باسم عادل، وألحان عصام كاريكا، وتوزيع أنور عمرو، وإشراف عام أسامة رشدي المدير التنفيذي ورئيس الشئون الفنية لروتانا بالقاهرة. وتأتي أغنية "أنا الذي" بعد طرح محمد منير، أغنيتين هما "ملامحنا" ودويتو "الذوق العالي" الذي جمع الكينج محمد منير ونجم الجيل تامر حسني، وحقق من خلالهما نجاحا كبيرا وحصدتا إشادات واسعة من الجمهور في كل مكان بالعالم لتتصدر الأغنيتين التريند على جوجل ومنصات التواصل الإجتماعي. ويواصل الكينج منير، طرح أغاني ألبومه الجديد الذي يمتع به الجمهور وعشاق الموسيقى، طوال موسم الصيف.

"لما الصيف وصل".. مفاجأة جديدة لروبي مع ليجي سي
"لما الصيف وصل".. مفاجأة جديدة لروبي مع ليجي سي

النبأ

timeمنذ 31 دقائق

  • النبأ

"لما الصيف وصل".. مفاجأة جديدة لروبي مع ليجي سي

طرحت النجمة روبي، اليوم، أغنية جديدة تحمل عنوان "لما الصيف وصل"، بمشاركة مطرب الراب ليجي سي بالطابع الصيفي الرشيق كعادة روبي خلال مواسم الصيف الماضية. روبي وتقدم روبي الأغنية الجديدة، على طريقة الدويتو من كلمات الشاعر الغنائي فلبينو ومن ألحان وتوزيع أحمد طارق يحيى، كما تقدمها كإعلان تجاري لأحد البنوك وتطلقها عبر موقع الفيديوهات العالمي يوتيوب ومنصات الموسيقى المختلفة. وتعيش روبي حالة من النجاح الكبير، حيث أطلقت مؤخرا أغنيتها "تاني" مع النجم أحمد سعد على طريقة الفيديو كليب من ألبوم "بيستهبل" وحققت نجاحا كبيرا وتصدرت التريند عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية. وبدأت روبي سلسلة من الحفلات بالساحل الشمالي تستكملها خلال الأيام القادمة داخل مصر وبعدد من الدول العربية.

بطولة والدتها وتشاركها التمثيل.. كايلا ابنة دنيا سمير غانم تحضر العرض الخاص لفيلم روكي الغلابة
بطولة والدتها وتشاركها التمثيل.. كايلا ابنة دنيا سمير غانم تحضر العرض الخاص لفيلم روكي الغلابة

24 القاهرة

timeمنذ 32 دقائق

  • 24 القاهرة

بطولة والدتها وتشاركها التمثيل.. كايلا ابنة دنيا سمير غانم تحضر العرض الخاص لفيلم روكي الغلابة

يٌقام الآن العرض الخاص لفيلم روكي الغلابة لـ النجمة دنيا سمير غانم، وذلك في أحد مولات مدينة 6 أكتوبر ضمن موسم أفلام صيف 2025. وجاء من أبرز الحضور الفنانة دنيا سمير غانم، رفقة ابنتها كايلا، والذي تشاركها الفيلم. كايلا ابنة دنيا سمير غانم وكانت دنيا قد شوقت جمهورها مؤخرا عبر حسابها الرسمي على تطبيق إنستجرام، حيث نشرت صورا من كواليس الفيلم وعلقت قائلة: فيلم روكي الغلابة.. صيف 2025 إن شاء الله. ومن جانبه سبق وطرح المنتج محمد أحمد السبكي، الأغنية الدعائية لفيلم روكي الغلابة، بعنوان أشرار، والتي تجمع أحمد سعد ودنيا سمير غانم، والفيلم من إخراج أحمد الجندي وفور طرح أغنية أشرار على يوتيوب ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل معها عدد كبير من المشاهدين كما حققت آلاف المشاهدات، والأغنية من كلمات منة عدلي القيعي وفليبينو، وألحان وتوزيع أحمد طارق يحيى. فيلم روكي الغلابة ويضم فيلم روكي الغلابة مجموعة من النجوم بجانب الفنانة دنيا سمير غانم، ومن بينهم: محمد ممدوح، محمد ثروت، ومحمد رضوان، بيومي فؤاد، بجانب ضيوف الشرف أبرزهم، أحمد سعد والذي يظهر كـ ضيف شرف خلال الأحداث، والعمل من تأليف كريم يوسف وإخراج أحمد الجندي وإنتاج محمد أحمد السبكي. وتلعب دنيا سمير غانم خلال أحداث فيلم روكي الغلابة، شخصية تسمى روكي الغلابة، وهي لاعبة البوكس، بودي جارد الخاص بالفنان محمد ممدوح، كما يظهر أيضًا محمد رضوان بشخصية مدرب الملاكمة الخاص بـ دنيا سمير غانم، ويمران معًا بالعديد من المواقف الكوميدية الطريقة والتي سوف تظهر خلال الأحداث. أشرار.. ديو غنائي جديد يجمع أحمد سعد ودنيا سمير غانم ضمن أحداث فيلم روكي الغلابة قبل عرضه نهاية يوليو.. كل ما تريد معرفته عن فيلم روكي الغلابة لـ دنيا سمير غانم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store