logo
الهبوط على سطح «الهلال»

الهبوط على سطح «الهلال»

الشرق الأوسط١٨-٠٣-٢٠٢٥

لطالما كان العرب وغيرهم يتغزلون بالقمر وجماله. غير أن أحداً لم يتوقع أن «يهبط» الإنسان على سطح «الهلال» الذي نصوم ونفطر لرؤيته. كيف يعقل أن يقف إنسان على سطح القمر الذي حفلت به أدبيات الشعوب وأشعارها. غير أن الأميركيين قد فاجأوا العالم في يوليو (تموز) 1969، بتنفيذ وعد رئيسهم جون كيندي في غضون ثمانية أعوام بالهبوط على سطح القمر، في حدث شاهده نحو 650 مليون شخص، حيث لم يكن لدى معظم شعوب العالم تلفزيون منزلي.
وتضافرت جهود العالم لإنجاح المهمة، حيث وفرت سويسرا ساعات لرواد الفضاء تعمل في حالة انعدام الجاذبة، وصممت السويد كاميرات لالتقاط تلك اللحظات التاريخية، وقدمت أستراليا تكنولوجيا الاستقبال لبث وقائع الهبوط على سطح القمر.
ومنذ تلك اللحظة يتساءل الناس ما الحكمة من الهبوط على سطح القمر؟ ثم تبيّن أن سباق الفضاء قد طور بشكل مذهل شتى أنواع التكنولوجيا في جميع القطاعات حتى يومنا هذا. فقد نجحت بواكير استخدام أول حاسوب يعمل بنظام التشغيل في الوقت الفعلي (طورته MIT) وصار في مقدور رواد الفضاء إدخال أوامر للتحكم في المركبة. وعندما حدث خلل في إحدى الغرف تمكنت «ناسا» من تطمين رواد الفضاء بتجاهل الأمر ومواصلة المهمة لتنجح المركبة «أبولو 11» في الهبوط بنجاح على سطح القمر.
وتطورت تقنية الهواتف الذكية، والكاميرات الرقمية، والمواد العازلة المستخدمة في المباني. كما أصبح الهبوط على القمر خطوة نحو استكشاف كواكب أخرى مثل المريخ، وبناء محطة فضاء دائمة بات فيها عربُ.
وتطورت أيضاً أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية وأنعشت فكرة البث التلفزيوني الذي كان آنذاك يعرض بشاشة «أبيض وأسود» للأسر الميسورة. وتحسنت تقنية مقاومة الحرارة في بدلات رواد الفضاء، ثم استفاد منها لاحقاً على الأرض رجال الإطفاء وغيرهم. وتطورت تقنية الملاحة فصار بالإمكان تحديد موقع كل شيء بدقة متناهية، ثم صرنا نشاهدها في تطبيق «غوغل مابز» الهاتفي. وتطورت تقنيات طبية عديدة منها مراقبة نبض القلب وضغط الدم، ثم انتقلت إلى المستشفيات.
واخترعت سماعات رأس تشبه التقنية التي نتمتع بها حالياً في هواتفنا، من عزل الضوضاء المحيطة، حيث صممت ميكروفونات لا تلتقط الضجيج ليسمع العالم صوت نيل آرمسترونغ وهو يقول لحظة نزوله: «إنها خطوة صغيرة لرجل، وقفزة عملاقة للبشرية». وجمع آرمسترونغ وزميله عينات صخرية من القمر لدراستها وفهم نظامنا الشمسي.
رحلة القمر فتحت آفاق التعاون الدولي والتكنولوجي مع أميركا. المفارقة أننا نذكر آرمسترونغ، لكننا ننسى رفيق دربه باز ألدرين، بل نغفل دور علماء ودول أثروا في الفضاء أكثر من الأميركيين. هكذا هي الفطرة البشرية، تمجد «الأول» وتنسى الأكفأ والأكثر تأثيراً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يجعل البشر بلهاء ويهدد إنسانيتهم
الذكاء الاصطناعي يجعل البشر بلهاء ويهدد إنسانيتهم

صحيفة مكة

timeمنذ 17 ساعات

  • صحيفة مكة

الذكاء الاصطناعي يجعل البشر بلهاء ويهدد إنسانيتهم

أعتقد أن الوضع بالغ الأهمية ويدق ناقوس الخطر على العقل البشري، وعلى الإبداع، وعلى قدرتنا العقلية ومهارتنا التفكرية، إن دخول الذكاء الاصطناعي إلى تفاصيل حياتنا كافة له بكل تأكيد جوانب سلبية قد تزيد في المستقبل تسلله بهذه الخفة والبرود إلى كل مناحي الحياة، وبهذه القدرات الكبيرة على جمع البيانات وتبادل المعلومات وتحليلها ومعالجتها ومحاولة تقليد الإنسان في تفكيره، ثم إصدار الأوامر والقرارات دون استئذان من البشر يطرح الكثير من التساؤلات، ويجعل الأمر مخيفا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اليوم، بات الذكاء الاصطناعي يكتب ويتحدث ويختلق القصص وينتج الروايات بسرعة تفوق طاقة الإنسان؛ قصصا لم يعشها أحد من البشر، وحتى وإن افتقدت للطعم والروح والذوق الإنساني، إلا أن هذا الواقع ينذر بمخاطر أكبر قد تتجاوز حدود تصوراتنا. ولعل إتاحة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للأفراد دون ترشيد أو رقابة تضاعف من خطورته، فقد امتدت تطبيقاته إلى جميع نواحي الحياة: من الطب والتعليم إلى الصناعة والإعلام والفنون. وبينما تفتح هذه التكنولوجيا آفاقا وفرصا عظيمة، فإن الاستخدام غير المنضبط لها، خاصة على مستوى الأفراد، يثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل المجتمعات والقيم الإنسانية. بل إن الأمر تعدى التعامل بين البشر والآلات، إلى محاولات علمية حقيقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم طرق تواصل الحيوانات والتفاعل معها، مما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مستقبل العلاقة بين الكائنات الحية والآلات. وخلف هذا الإنجاز يكمن خطر داهم... فكلما اقتربنا أكثر من فهم الكائنات الأخرى، زادت قدرة الآلة على السيطرة، ليس فقط على الحيوانات، بل على عقول البشر أنفسهم. إنه عصر الفرص... وعصر المخاوف الكبرى في الوقت نفسه، المستقبل بدأ.. هل نحن مستعدون لمواجهة المجهول؟ أظهرت دراسات علمية حديثة أن الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تراجع قدرات الإنسان الذهنية والعاطفية، فقد أشارت أبحاث معهد MIT وجامعة ستانفورد إلى تسببه بضعف الذاكرة لدى عينة الدراسة، بسبب الاعتماد العقلي الزائد على الأنظمة الذكية، مما ينتج كسلا ذهنيا وقلة في الإبداع. كما أوضحت دراسات أخرى من أوكسفورد والمجلة الأمريكية لعلم النفس أن التفاعل مع الروبوتات يقلل من مهارات التعاطف، ويزيد خطر الانخداع بالمعلومات المصطنعة؛ في المجمل، يحذر الباحثون من أن الذكاء الاصطناعي قد يهدد استقلالية الفكر الإنساني إذا لم يُستخدم بتوازن وحذر. إن تمكين الأفراد من الوصول الحر وغير الموجَّه لهذه الأدوات قد يحولها من وسيلة لتعزيز الخير إلى أداة للإيذاء، بل إلى أنظمة تفرض الوصاية على العقول، وتعزز الانغلاق الفكري والاعتماد المفرط على التقنية، نحن أمام تحديات غير مسبوقة، تتطلب منا وقفة حازمة، وتأملا عميقا، لوضع أطر وقوانين تحمي الإنسان وتحافظ على جوهره الإبداعي وحريته الفكرية. الذكاء الاصطناعي قد يكون خادما للبشرية، أو قد يكون خطرا داهما على الوجود الإنساني، إن لم نكن واعين بمخاطره ومدركين لخطوطه الحمراء.

خلافا للأفكار الشائعة.. دراسة تبدّد نظرية تقسيم الوظائف بين نصفَي الدماغ
خلافا للأفكار الشائعة.. دراسة تبدّد نظرية تقسيم الوظائف بين نصفَي الدماغ

صحيفة سبق

timeمنذ 3 أيام

  • صحيفة سبق

خلافا للأفكار الشائعة.. دراسة تبدّد نظرية تقسيم الوظائف بين نصفَي الدماغ

كشف العلماء من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، أن الدماغ لا ينقسم بشكل صارم إلى "نصف أيسر منطقي" و"نصف أيمن إبداعي" خلافا للأفكار الشائعة، ومع ذلك، فعند معالجة الفضاء البصري، يستمر كل نصف كروي في معالجة الجانب المعاكس من مجال الرؤية. وبحسب الدراسة نُشرت نتائجها في مجلة " علم النفس العصبي - Neuropsychologia"، أكد البروفيسور إيرل ميلر أحد مؤلفي الدراسة أن "الحديث عن هيمنة النصف الأيمن أو الأيسر لدى بعض الأشخاص لا أساس علمياً له؛ لأن الإنسان يفكر باستخدام الدماغ بالكامل". والتقسيم الوظيفي مرتبط بالرؤية وليس بالتفكير، وعند استقبال المنبهات البصرية، تنشط الخلايا العصبية بشكل غير متماثل، حيث يتحكم النصف الأيسر من الدماغ في الجانب الأيمن من مجال الرؤية والنصف الأيمن يتحكم في الجانب الأيسر. وحسب ميلر، فإن هذا التقسيم يمنع ظهور "بقع عمياء" ويعزز كفاءة الإدراك. ورغم أنه كان يُعتقد سابقا أن المعلومات تندمج في صورة موحدة عند مستوى القشرة الجبهية الأمامية اكتشف الفريق البحثي أن الانزياح نحو النصف "المقابل" (المناقض لمصدر الإشارة البصرية) يبقى موجودا حتى في هذه المنطقة. وتم تأكيد ذلك عبر قياس نشاط الدماغ، حيث تزداد موجات غاما في النصف الكروي المسؤول عن معالجة الجزء المقابل من مجال الرؤية. وقد أظهرت دراسات سابقة أن البشر والحيوانات يتذكرون الأشياء بشكل أفضل عندما تكون موزعة بين جانبي مجال الرؤية، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الميزة الثنائية". لكن هذه الميزة ليست مثالية، إذ أن الإنسان يستطيع تتبع جسم واحد فقط من كل جانب في وقت واحد. وعندما يتحرك جسم عبر مجال الرؤية ينقل الدماغ معلومات بسرعة بين النصفين، ويشبه ذلك عملية نقل الإشارة بين أبراج الاتصالات. وتضمن هذه الآلية إدراكا مستمرا ومترابطا للعالم من حولنا.

كبير مستشاري البيت الأبيض: دور السعودية محوري في مستقبل الذكاء الاصطناعي
كبير مستشاري البيت الأبيض: دور السعودية محوري في مستقبل الذكاء الاصطناعي

سعورس

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سعورس

كبير مستشاري البيت الأبيض: دور السعودية محوري في مستقبل الذكاء الاصطناعي

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية، ضمن منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، في حوار مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه في الرياض ، بالتزامن مع زيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترمب إلى المملكة، ما يعكس أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. ونوّه ساكس إلى أن المملكة أصبحت لاعبًا دوليًا محوريًا في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، من خلال استثماراتها في البنية التحتية الرقمية، واستخدامها للتقنيات المتقدمة في قطاعات حيوية مثل الصحة، موضحًا أن ما شاهده في المملكة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الجينوم والعلاج الجيني لعلاج أمراض؛ مثل فقر الدم المنجلي، يعكس قدرتها على توظيف التقنية لخدمة التنمية المستدامة والصحة العامة. اقتصاد رقمي من جهته، أكّد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة، أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو التحول من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد رقمي يقوده الابتكار، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي يمثل حجر الزاوية في هذا التحول، وشريكًا رئيسًا في العلاقة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة. وقال: إن السعودية استقطبت استثمارات أمريكية تتجاوز 13 مليار دولار في عامي 2024 و2025، وهذه الاستثمارات تمثل أكثر من 90 % من إجمالي الاستثمارات الدولية في الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات والخدمات السحابية، وتطوير القدرات الوطنية الرقمية مع كبرى الشركات التقنية؛ مثل (AWS Microsoft، Google Cloud، Oracle، Groq) وغيرها. وذكر أن الشراكة السعودية الأمريكية في مجال الابتكار، أثمرت مشاريع نوعية في الذكاء الاصطناعي، وتقنيات النانو، والطاقة النظيفة، من خلال تأسيس 14 مركز تميز بالتعاون مع جامعات أمريكية رائدة مثل: (MIT، ستانفورد، كالتك، IBM)، ما يعزز من قدرة المملكة على إنتاج المعرفة، وتسريع وتيرة الابتكار. استثمار في الإنسان أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة، أن السعودية لا تستثمر فقط في التقنية، بل في الإنسان أيضاً، لبناء أكبر تكتل للمواهب الرقمية في المنطقة، بعددٍ يتجاوز 381 ألف كفاءة رقمية، مشيرًا إلى أن المملكة استثمرت في تدريب وبناء القدرات الرقمية بالشراكة مع شركات أمريكية كبرى؛ مثل (Google، Apple، Amazon)، ما أسهم في رفع عدد الكفاءات الرقمية السعودية إلى أكثر من (381) ألف شاب وفتاة، وقال: إن المملكة تسعى عبر رؤية السعودية 2030، لتكون منصة عالمية للابتكار، ووجهة رئيسة لتطوير وتصدير حلول الذكاء الاصطناعي، التي تعود بالنفع على البشرية جمعاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store