logo
معالم على الطريق إلى العيد الذهبي لحزب التجمع !

معالم على الطريق إلى العيد الذهبي لحزب التجمع !

البشاير٠٨-٠٥-٢٠٢٥

معالم على الطريق إلى العيد الذهبي لحزب التجمع !
مصباح قطب
عضو المكتب الاقتصادي للحرب
شئنا ام ابينا فان احتفال حزب التجمع بدخوله العام 49 من عمره ، سيكون احتفالا تمهيديا بالدخول المرتقب إلى العام الخمسين ،اى عام اليوبيل الذهبي للحزب.
سيحدث هذا على الرغم من الحصاد الحزبي الجيد على المستويات المركزية والبرلمانية والمحلية هذا العام ، وابعد من ذلك فإن الاحتفال التمهيدي بالاقتراب من بلوغ ال 50 عاما اصبح محكوما عليه هو الاخر بان يتضمن نشاطا تمهيديا من نوع خاص استعدادا للعقد المقبل من العمل السياسي ،
وليس فقط للعام الذهبى وحده ، فاحتفالنا هذا العام يأتي وسط الاتفاق بين عدد ضخم من المفكرين والسياسيين في العالم كله وفي مصر والاقليم على ان 2025 سيذكر في التاريخ باعتباره عام تحطيم قواعد النظام الدولي الذي قام بعد نهايه الحرب العالمية الثانيه في 1945 ،بشكل لا رجعة فيه بعد ان كان البعض يراهن على امكان اصلاح مجلس الأمن الدولى ،ومنظمات الامم المتحدة الاخرى ،
شواهد القبور
بل ان عملية التحطيم اخذت قوة دفع استثنائية بالامر التنفيذي لدونالد ترامب بفرض مستويات جمركيه ابعد بكثير من ان توصف بانها حمائية على كل الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ما جعل الجميع يثق أن ما قبل تلك الخطوة شيء وما بعدها شيء آخر ، فضلا طبعا عن كل مظاهر التفكك فى النظام الدولى ،والتى برزت فى العجز التام عن إيقاف الهمجية الصهيونية ، واختلالات الممارسة الديموقرامية نتيجة هيمنة المال على السياسة ، وتردى دور منظمة التجارة العالمية، وانفجار مشكلات الديون والمناخ العالمية الخ.
وعلى المستوى الاقليمي فكلنا يشعر ايضا وبلا خداع للذات ان النظام الاقليمي العربي الذي قام مع نشأة الجامعة العربية وما بعدها اصبح قاب قوسين وأدنى من ان يتوارى او تتم قراءة الفاتحة على روحه.
ايضا شئنا ام ابينا فان نظام العقد الاجتماعي المصري الذي امتد منذ ثورة يوليو ١٩٥٢ وحتى الان اصبح ايضا على وشك ان يلوح لنا مغادرا دون ان تتضح كل ملامح النظام الجديد وان كانت قد وضحت اتجاهاته وعلى رأسها ' انتهى عصر ابو بلاش واصبح لكل شيء ثمنا بما في ذلك نسمه هواء البحر وضله الشجر وكبسوله الدواء ومقعد المدرسه أو الجامعة ولبن الطفل ' مقابل شكل جديد من ' الحمايه ' الاجتماعية .
رايات لم تكتب بعد
ما الذي يرتبه ذلك على حزب التجمع وعلى قياداته وأعضائه وعلى مواثيقه وبرامجه ؟ .
لقد صمد حزب التجمع في وجه عواصف عاتيه ودفع الالاف من أعضائه ثمنا فادحا لنضالهم وثباتهم على مواقفهم دفاعا عن التقدم والعقلانية …عن الانسان والاوطان والعدالة الاجتماعية ، في مواجهة التيارات المهيمنة اقتصاديا وسياسيا ، سواء منها في داخل دوائر السلطة التنفيذية ،
أو تلك التي تقوم بالتخديم عليها بشكل نصف مباشر واقصد تيارات العنف والتخلف السياسي والاقتصادي والثقافي التى تتسربل برداء الدين ، وتوجه نيرانها فى الأساس إلى صدور اليسار الحقيقي والليبراليين الحقيقيين.
ملاحقة الحياة
لاحقا اى فى نحو ١٩٩٠ ، قام التجمع بعد سنوات من النضال المكثف بانتهاج طريق جديد اختلف الكثيرون حوله منذ البداية ، خاصة وأنه جاء بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، بحيث ظن البعض ان التجمع يريد ان يرفع شعار ' آن للفارس ان يترجل '، ورأى البعض الاخر ان صيغة التجمع الوطني المبدعه تسمح له بهامش من المرونه في الحركه تجعله يواصل مسيرته دون ان يجرفه تيار النسيان كما جرى لتجمعات يسارية كثيره في المنطقة وفي العالم ، او يجرفه تيار التوحد مع القوى المهيمنة الحاليه ،
و بوسعي ان اقول بصدق ان التجمع حقق نجاحا لا يمكن إنكاره خلال العقود الصعبة التي تلت انهيار الكتلة الاشتراكية ،وهو الأمر الذي جعلني على الصعيد الشخصي وبعد أن فكرت في الرحيل عن الحزب ،بعد ٢٠١١ ، اجد نفسي كلما هممت بالذهاب الى الحزب الذي قررت أن أنتمي اليه ، امر على التجمع دون إرادة مني واشارك في أنشطته ، الى ان حسم الاستاذ حسين عبد الرازق ، رحمه الله ، الأمر بقوله : ' أنا والدكتور رفعت رفضنا الاستقالة بتاعتك يا استاذ '. ولم أكن لأعود إلا لأنني على قناعة بأن التجمع لايزال هو وعاء الحركة اليسارية الأفضل.
اعرف طبعا ان هناك انتقادات قوية ومحقه وجهت ويجب ان توجه للتجمع وأدائه ، ولكن اكرر ان التجمع واقعيا لا يزال هو راية اليسار في مصر رغم كل شيء.
تجاوز خطوط الماضي
هل يستطيع التجمع ان يواصل بتلك الصيغه المرنة والتي تنطوي بطبيعتها على مخاطر الهبوط الناعم … هل يستطيع ان يواصل ونحن نتحدث عن عالم جديد يتشكل وإقليم جديد يتشكل وواقع وطني جديد يتشكل كل ذلك في وسط فوران هائل وغير مسبوق منذ عقود ؟.
بكل امانه اقول لا. ويجب ان يكون احتفالنا التمهيدي طوال هذا العام وصولا الى لحظه الدخول الى عمر ال 50 ، هو كله عمل جاد ونزيه وامين كن اجل تجمع جديد يتعايش مع واقع جديد سيستمر لسنوات ، بعد ان تتبلور ملامحه ، واقع ابرز ما فيه هو عوده الصراع الاجتماعي الواضح والصريح ،وغير المموه ،
ولكن فى شكل تناقض حاد بين الاقطاب المهيمنه تكنولوجيا قبل ان تكون اقتصاديا وبين الاتباع التكنولوجيين قبل ان يكونوا الاتباع الاقتصاديين ، وتناقض داخل الفئة الأولى والفئة الثانية من الدول بين من يسيطرون على المعلومات والبيانات وبين الممنوعين او المحرومين من التموضع فى سلسلة القيمة هذه …
انه صراع من نوع جديد ويحتاج اسلحه جديده من اليسار في مصر والعالم ، ومن حسن الحظ وكما اقول للاصدقاء خلال الايام الماضيه ان النظام الذي كان قد نشأ ايام عصبه الامم تطلب زواله تحطيم عده دول وعشرات المدن في اوروبا وقتل نحو 25 مليونا من البشر ليتوارى ويظهر نظام ١٩٤٥ وما بعده ،
وفي اللحظه الراهنه فان ما كان ادى الى الصراعات داخل نظام عصبه الامم وحتى ، 1945 ، اي الحروب التجاريه والصراع على الأسواق، هو بعينه الذي يدور الان ويمهد لنظام جديد ، لكن قوه الشعوب وقوة ويقظة تيار الوعي العام بما يدور في الكره الارضيه الضيقه سيجعل الخسائر يقينا اقل بكثير جدا مما تم دفعه لانهاء نظام ما قبل
1945
الفواتير الظالمة
على الرغم توحش العسكرة فى دول انتاج السلاح بشكل غير مسبوق، بسبب تحول هذا الانتاج الى ان يكون هو الاخر بيد القطاع الخاص ، وبالرغم من كل الانحطاط والهمجيه والعدوانية الفائقة ، الاسرائيلي الامريكي ، اى الصهيونى فى المجمل ، وفي منطقتنا بالذات ، والتي هي الاكثر سدادا لكلفه ونفقه تحولات النظام الدولي .
إنه انتصار مهم جدا الشعوب لم يكشف عن ذاته بعد ،ومن واجبنا إبرازه. الامر اذا يتطلب من حزب التجمع أن يكون لاعضائه رؤية واضحة لطبيعة الصراع الاجتماعي في عصر تقوده الثورة التكنولوجية ، وتتداخل في كل مراحل وعوامل الإنتاج والمنتجات النهائية ، وتتجه لان تتداخل الان فعليا مع خلايا وأنسجة كل انسان ،
وان يكون لدى كل عضو في التجمع إيمان حقيقى بحرية الفكر والإبداع، وحتمية الإنصاف الاجتماعى ، لكى تظهر كل قدرة كامنة عند اى فرد ، وتضيف الى القدرة الكلية للدولة فى هذا السباق المميت. وأن يكون عند كل عضو تجمع بالبديهة حد أدنى من المهارات اللازمة للتعامل مع هذا العالم والقدرة على التشبيك مع الجماعات الوطنية التقدمية، ومع التيارات الموجودة على المستوى المحلى ، ثم الدولي.
معانقة الواقع الجديد
وبشكل شفاف ونزيه ليقدم المثل في كيفيه أن تكون السياسة الوطنية مفتوحه على الافق الاممى او العالمي بما لا يخل مطلقا بمعايير الشفافية والنزاهه وخدمة المصالح القومية للبلاد ، والحفاظ على امنها القومي ، وعلى هويتها و دائرتها الحيويه العربيه ، وان يتماس التجمع ككل ايضا بشكل واضح ونزبه مع القوى الاجتماعية والوطنية في دوائر الحكم وفي غير دوائر الحكم التي تؤمن بضرورة توزيع الموارد المعلوماتية والتعليمية على البشر بشكل عادل.
لا يسعني في النهاية الا ان اتذكر بكل الحب والتقدير قادتنا واحبائنا الراحلين الذين ارسوا منهج الاختيار الاشتراكي في مصر في بواكير القرن العشرين بل وقبل ذلك في العقد الاخير من القرن التاسع عشر ، وصولا الى تأسيس حزب التجمع راية اليسار اللامعة التي ضمت تحت مظلتها تيارات متنوعة فضلا عن الناصريين والقوميين وبعض العناصر الوطنية من اليسار الليبرالي. وانحني اجلالا لكل من اقتطع من عمره وعقله ووجدانه وماله وعرقه وراحته وراحة اسرته واهله ، من اجل العطاء للوطن وللانسانيه وللاشتراكيه وكل عام وانتم بخير.
تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا للحكومة في السودان
الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا للحكومة في السودان

فيتو

timeمنذ 18 ساعات

  • فيتو

الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا للحكومة في السودان

رحبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا لمجلس وزراء جمهورية السودان واعتبرته خطوة هامة نحو استعادة عمل المؤسسات الوطنية المدنية. صون سيادة السودان ووحدة أراضيه وذكر مصدر مسؤول بالأمانة العامة أن الجامعة العربية تكثف جهودها من أجل دعم جهود صون سيادة السودان ووحدة أراضيه وزيادة الاستجابة الدولية مع احتياجاته التنموية والإنسانية، واستعادة مسار التحول المدني وإطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون تضمن مشاركة جميع أطياف المجتمع المدني السوداني. اجتماع الجامعة العربية والأمم المتحدة على هامش القمة العربية في بغداد يذكر أن الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عقدت اجتماعًا على هامش القمة العربية في بغداد يوم 16 مايو الحالي، على مستوى رؤساء المنظمات كان الأول من نوعه منذ بدء الأزمة السودانية، للتحرك بشكل جماعي متناغم للمساعدة في وضع حد للأزمة ومعالجة آثارها المختلفة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

سياسيون عرب: القمم العربية بيانات رنانة لا أثر لها في الواقع
سياسيون عرب: القمم العربية بيانات رنانة لا أثر لها في الواقع

يمني برس

timeمنذ 19 ساعات

  • يمني برس

سياسيون عرب: القمم العربية بيانات رنانة لا أثر لها في الواقع

الناشط العراقي قاسم العبودي: ما نحتاجه اليوم ليس بيانات ختامية رنّانة، بل خطوات عملية تترجم إرادة الشعوب وتُلملم شتات الأمة. الناشطة الفلسطينية عريب أبو صالحة: فشل الجامعة العربية في أداء مهامها يعود إلى عدة أسباب أبرزها أنها استندت إلى دول الغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا، ما جعل قراراتها رهن تلك الدول. الناشط التونسي محمد سلطاني: أسباب ضعف القمم العربية يرجع إلى حكام العرب الذين يتحاشون الصراع مع أمريكا و'إسرائيل' خوفًا على كراسي السلطة. تأتي الذكرى الثمانون لتأسيس جامعة الدول العربية، ودول المنطقة تمر بظروف استثنائية وحساسة بفعل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة ولبنان وسوريا واليمن. وتبرز تساؤلات عما قدمته جامعة الدول العربية أمام الأحداث الراهنة والتاريخية التي شهدتها الدول العربية منذ التأسيس وحتى اللحظة. يُعتبر الدفاع المشترك من صلب مهام الجامعة، غير أن الأحداث التسلسلية، بدءًا بنكبة فلسطين 1948م، والعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956م، والنكسة العربية في عام 1967م، مرورًا بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، والمجزرة الصهيونية المعروفة بحمام الشط في تونس عام 1985م والتي أودت بحياة المئات من التونسيين والفلسطينيين، وكذا معركة مقديشو، والتي أقدم خلالها العدوان الأمريكي على قتل 7000 صومالي في العام 1993م، ووصولًا إلى العدوان الأمريكي على العراق في العام 2003م، واختتامًا بالعدوان الصهيوني غير المسبوق على قطاع غزة 2023م والاجتياح الإسرائيلي لسوريا 2024م، أثبتت فشلًا ذريعا لجامعة الدول العربية لتصبح تلك الجامعة محط خيبة أمل لدى الشعوب العربية. بداية لعصر عربي جديد تحمل الجامعة العربية إرثًا طويلًا من الهوان العربي والانكسار السياسي أمام التحديات الصهيونية التي عصفت بالقضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا. ويقول عضو الرابطة الدولية للمحللين السياسيين والدوليين الناشط العراقي قاسم العبودي: 'لم تكن القمم العربية، على كثرتها، سوى مرايا عاكسة للانقسام والتباين العميق في الرؤى والمواقف، فعوضًا عن الخروج باتفاقات استراتيجية في مجالات حيوية كالصناعة أو الزراعة أو الطاقة، كانت أغلب هذه القمم مسارح لعرض الخلافات، وعناوين لأزمات مزمنة لم تجد بعد طريقها إلى الحل'. ويضيف -في حديث خاص لموقع أنصار الله-: 'قبل أيام فقط من قمة بغداد، انعقدت ثلاث قمم خليجية متزامنة في الرياض والدوحة وأبوظبي، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد أفضت تلك اللقاءات إلى سلسلة 'صفقات ضخمة' بلغت قيمتها أكثر من أربعة تريليونات دولار، في رقم غير مسبوق بتاريخ العلاقات الخليجية الأميركية'. ويتابع: 'لم تقتصر الصفقات على الجانب الاقتصادي، بل رافقها التزام علني باتفاقية (أبراهام) للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ما سحب البساط مبكراً من تحت أقدام قمة بغداد، وأفرغها من مضامينها القومية المحتملة'، مردفاً التساؤل: 'فكيف للعرب أن يتفقوا على قرارات مصيرية كالقضية الفلسطينية، وهم منقسمون على أنفسهم؟ كيف يُرجى التوافق على ملفات اقتصادية شائكة في ظل نزاعات حدودية مثل قضية 'خور عبد الله' بين العراق والكويت؟ وكيف نُعوّل على جهود 'رأب الصدع العربي'، وبعض الأنظمة الخليجية تتدخل في الشؤون الداخلية لدول تعاني من نزاعات دموية كالسودان وليبيا واليمن؟' ويسرد العبودي بعضاً من الجوانب المضيئة لجامعة الدول العربية، أمثال انعقاد قمة القاهرة وإعلانها تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ككيان شرعي يمثل الفلسطينيين في عام 1964م، وقمة الخرطوم 1967م وإعلان اللاءات الثلاث: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض مع الكيان الصهيوني. وبالرغم من هذه المخرجات، فإن معظمها بقي رهين الخلافات والانقسامات العربية، فالتباينات السياسية عطّلت التنفيذ، والمتغيرات الدولية أضعفت الموقف العربي المشترك، وجعلت من 'إعلانات التضامن' مجرد شعارات عاطفية، سرعان ما تذروها رياح الواقع المتأزم. ويختتم العبودي حديثه بالقول: 'لقد آن الأوان أن تتجاوز القمم العربية دورها الخطابي، وتنتقل إلى الفعل الحقيقي. ما نحتاجه اليوم ليس بيانات ختامية رنّانة، بل خطوات عملية تترجم إرادة الشعوب وتُلملم شتات الأمة، فلعل قمة بغداد تكون بدايةً، لا نهاية، لعصر عربي جديد، وإن كنت أشك في ذلك'. ارتهان الجامعة العربية للدول الغربية ووفق الناشطة الفلسطينية عريب أبو صالحة، فإن فشل الجامعة العربية في أداء مهامها يعود إلى عدة أسباب أبرزها أنها استندت إلى دول الغرب بقيادة أمريكا وبريطانيا، ما جعل قراراتها رهن تلك الدول. وتوضح أبو صالحة -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن بريطانيا وأمريكا اعتبرا الجامعة العربية وسيلة نافذة لتحقيق مخططاتهم الاستعمارية. وتبين أنه منذ نشأة الجامعة العربية وخلال ٣٤ قمة عربية لم يصدر منها أي قرار لصالح أمتنا العربية، مؤكدة أن أداءها السلبي لا يقتصر على خذلان فلسطين فقط، بل كانت معول تدمير ضد العراق وليبيا واليمن وسوريا، مستشهدةً بموقفها السلبي إزاء حرب تموز عام ٢٠٠٦م والتي أدانت حينها حزب الله في الوقت الذي لم تدنِ العدوان الإسرائيلي على لبنان. وتلفت إلى أن الشعوب العربية كلها لا تعول على الجامعة العربية في أي حدث طارئ، مشيرة إلى أن جل قرارات الجامعة تتماشى وفق الأجندة الغربية. وتصف أبو صالحة مخرجات الجامعة بالحبر على ورق، معتبرةً تلك القرارات الجوفاء مسكنات للشعوب الثائرة والمبيضة لسواد وجه حكام العرب. مؤخرًا عقدت الجامعة العربية القمة الـ 34 في العاصمة بغداد بهدف مناقشة مستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والبحث عن حلول لوقف العدوان. وبسبب غياب العديد من الزعماء والحكام العرب ذوي التطبيع مع الكيان الإسرائيلي عن قمة بغداد خدمةً للإدارة الأمريكية، فقد وُصِفت مخرجات القمة بالإيجابية ، ويبقى التطبيق العملي لتلك المخرجات محط اختبار حقيقي لمصداقية وجدية مسؤولي القمة في إحياء الدفاع المشترك بين الأمة العربية، وبعثه من سباته العميق المَؤوَّد منذ نشأة الجامعة. وفي هذه الجزئية تقول عريب أبو صالحة: 'ما لفتني في قمة بغداد، عدم حضور كثير من القادة وخصوصًا دول محور الشر العربي السعودية وقطر والإمارات'، مضيفة: 'وأعزي السبب إلى أن العراق بلد يعتبر جزءًا من محور المقاومة فكان القرار الأمريكي المسبق يجب أن يُفشِل القمة'. وتلفت إلى أن إصرار العراقيين على عدم دعوة الإرهابي الجولاني عامل مهم في تحدي الأمريكيين ودول الخليج الصهيونية. ونوهت بأن مخرجات القمة العربية في بغداد ستظل كسابقاتها حبرًا على ورق دون تنفيذ، وذلك نظرًا للنفوذ الأمريكي المهيمن على العالم العربي. اليمن يؤدي مهام الجامعة العربية وتظهر النتائج السلبية لانعقاد القمم العربية المتواصلة ضعف حكام العرب وخضوعهم للإدارة الأمريكية والصهيونية، فلم يقتصر دور الحاكم على التنصل في إسناد غزة فحسب، بل عمدت بعض الأنظمة العربية إلى التواطؤ مع الكيان الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية. وفي حين يواجه أبناء غزة آلة القتل والدمار الصهيونية حفاظا على الأرض والعرض، تسعى بعض الأنظمة العربية للضغط على المقاومة الفلسطينية للاستجابة للشروط الصهيونية الداعية لسحب سلاح المقاومة بهدف القضاء الكلي على القضية الفلسطينية. يرجع الناشط السياسي التونسي محمد سلطاني أسباب ضعف القمم العربية إلى حكام العرب الذين يتحاشون الصراع مع أمريكا و'إسرائيل' خوفًا على كراسي السلطة. ويُوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن جل اهتمام الأنظمة العربية هو تحقيق مصالحهم الخاصة دون تغليب المصلحة العامة، ما جعل تلك الأنظمة ضعيفة وهشّة في مواجهة أعداء الأمة العربية والإسلامية. وينتقد سلطاني عجز الأنظمة العربية في الضغط على الكيان الإسرائيلي وإلزامه -في الحد الأدنى- بكسر الحصار الجائر على قطاع غزة بهدف سد رمق جوع أهالي القطاع، مشيرًا إلى أن خضوع الأنظمة لا يؤهلها لإدارة الشعوب العربية والإسلامية. ويشيد سلطاني بالموقف اليمني قيادةً وشعبًا في إسناد غزة، والذي وصل به المطاف إلى فرض الحصار الجوي والبحري على كيان العدو الإسرائيلي، لافتًا إلى أن السيد القائد عبد الملك، يحفظه الله، والقوات المسلحة اليمنية يجسدون الدور الحقيقي المناطَ بما يسمى بجامعة الدول العربية. ويشير إلى أنه بالرغم من تواطؤ غالبية الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن دور محور المقاومة، بدءًا بحزب الله اللبناني ومرورًا بجبهة الحشد الشعبي العراقي والجمهورية الإسلامية إيران، لعب دورًا كبيرًا وبارزًا في مواجهة قوى الشر العالمي؛ أمريكا و'إسرائيل' وحلفائهم، ما عزز صمود المقاومة الفلسطينية.

"التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وطرح البدائل المتاحة" ندوة بجامعة المنيا
"التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وطرح البدائل المتاحة" ندوة بجامعة المنيا

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 21 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

"التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وطرح البدائل المتاحة" ندوة بجامعة المنيا

برعاية الدكتور عصام فرحات رئيس جامعة المنيا، استضافت الجامعة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، برئاسة السفيرة نائلة جبر، لإقامة ندوة توعوية بعنوان "التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وطرح البدائل المتاحة". نظمت الندوة إدارة النشاط الاجتماعي بالإدارة العامة لرعاية الطلاب، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة، وبحضور الدكتور حسام عبد الرحيم منسق عام الأنشطة الطلابية، ووليد عبد القوي مدير عام رعاية الطلاب، ومنسقي الأنشطة ومديري الإدارات والأخصائيين. وفي بداية الندوة أعربت السفيرة نائلة جبر عن سعادتها بتواجدها بجامعة المنيا، ونقلت تحياتها لرئيس الجامعة بالدعوة الكريمة لحضور احتفالية اليوبيل الذهبي، مشيرةً إلى أن هذه الزيارة الميدانية هي الثانية لمحافظة المنيا هذا العام حرصاً على سلامة أهل المنيا والصعيد من خطر الهجرة غير الشرعية، وخاصة بأن المنيا من المحافظات المصدرة لها، مقدمةً تعريفاً باللجنة الوطنية التنسيقية والمجالس التابعة لها، ودورها في وضع الخطط والدراسات والتشريعات واستراتيجيات التوعية والتدريب وطرح البدائل والحلول. واستعرضت الفرق بين الهجرة غير الشرعية والهجرة الشرعية التي تتم بأوراق ثبوتية ورسمية تحت مظلة الدولة، ووفقاً للمهارات والمؤهلات وكفاءات اللغة والمهن التي تحتاجها الدول الأجنبية ومتطلبات سوق العمل وتوصيف الوظائف المستحدثة. وأشار رئيس الجامعة إلى أن الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات التي تتطلب الوعي الكامل من الشباب لدعم استقرار الوطن، مشيداً بمجهودات كل الجهات الوطنية في تعزيز القدرات وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال حوكمة الهجرة، مؤكداً أهمية تبادل المعلومات عن أكثر القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية لوضعها على خارطة الجامعة بقوافلها التنموية المتكاملة، للمساهمة في مكافحة هذه الظاهرة. وأوضحت السفيرة أن مصر من أولي الدول في الشرق الأوسط التي وضعت أول تشريع يجرم الهجرة غير الشرعية ويكافحها، وقيام اللجنة الوطنية التنسيقية بإعداد الدراسات عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للهجرة، وخريطة بالمحافظات الطاردة، بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء، وتوفير البدائل وفرص العمل المتاحة، ودراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتنظيم ملتقيات التوظيف بالتعاون مع الوزارات المختلفة، وتوفير التمكين الاقتصادي للمرأة، ودعم الحرف التراثية بالأقاليم المختلفة والترويج لها عبر الإنترنت نظراً لطلبها بالسوق العالمي خارج مصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store