
'خامنئي' يوافق على تجميد جزئي لعمليات التخصيب .. فهل يمكن التوصل لاتفاق شامل مع واشنطن ؟
خاص: كتبت- نشوى الحفني:
فيما يبدو كنتيجة جديدة من نتائج جولات المفاوضات بين 'أميركا' و'إيران' حول البرنامج النووي الإيراني، كشفت مصادر إيرانية لـ (سكاي نيوز عربية)، مساء الإثنين، أن المرشد؛ 'علي خامنئي'، أجاز للوفد الإيراني المفاوض الموافقة على تجميد جزئي لعمليات التخصيّب إذا تطلبت المفاوضات ذلك.
ويأتي هذا التطور بعد جولة محادثات رابعة بين 'إيران' و'الولايات المتحدة' حول البرنامج النووي.
وكان وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، صرح، الأحد، بأن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصّيب (اليورانيوم).
وذكر أن: 'قُدرة التخصيّب هي إحدى افتخارات وإنجازات الأمة الإيرانية، وهي غير قابلة للتفاوض'.
وعقدت 'واشنطن' و'طهران'؛ في 'سلطنة عُمان'، الأحد، جولة رابعة من المباحثات تهدف للتوصل لاتفاق بشأن الأنشطة النووية لـ'إيران' مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.
استخدامه للأغراض السلمية..
وسبق للمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط؛ 'ستيف ويتكوف'، أن ألمح إلى مرونة أميركية بشأن مواصلة 'إيران' تخصيّب (اليورانيوم) إلى مستويات مخصَّصة حصّرًا للاستخدامات المدنية السلمية.
لكن 'ويتكوف' شدّد، في مقابلة إعلامية الجمعة، على أن تخصّيب (اليورانيوم) هو: 'خط أحمر' بالنسبة إلى 'الولايات المتحدة'.
ولطالما اتهمت دول غربية؛ بما فيها 'الولايات المتحدة'، 'إيران'، بالسّعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه 'طهران' التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصّرًا.
وردًا على سؤال الأربعاء؛ بشأن إمكانية احتفاظ 'إيران' بالقُدرة على تخصّيب (اليورانيوم) لأغراض سلمية، قال 'ترمب' إن هذه المسألة تبقى مفتوحة.
ووفقًا لما ذكره موقع (ناشيونال إنترست) الأميركي؛ الذي أرجع عدم وقوع مواجهات مباشرة بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة إلى تغييّر الإدارة الأميركية.
ولا يدور النقاش حول ما إذا كان ينبغي منع 'إيران' من امتلاك أسلحة نووية، بل حول كيفية القيام بذلك وهو ما يمكن النظر إليه من خلال (03) سيناريوهات رئيسة.
التوصل لاتفاق جزئي..
إذا استمرت الاتجاهات الحالية على الساحتين الدولية والمحلية؛ فإن السيناريو الأكثر ترجيحًا خلال الأشهر القادمة، هو التوصل إلى اتفاقات جزئية أو مؤقتة توفر قيودًا نووية محدودة، لكنها لا ترقى إلى اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، في ولايته الأولى عام 2018.
فرُغم الضغوط الداخلية والانتكاسات الإقليمية؛ وانعدام ثقتها بـ'الولايات المتحدة'، فقد أظهرت 'إيران' صمودًا ولم تُظهر أي استعداد لتقديم تنازلات كبيرة في المجال النووي، مع قبول المفاوضات لتخفيف الضغوط.
وبموافقة المرشد الإيراني؛ 'علي خامنئي'، والدعم المحلي لاتفاق جديد، من المُرجّح أن تواصل 'طهران' التفاوض بطريقة مدّروسة، بحيث تُحافظ على مزيج من العروض والتهديدات بهدف تخفيف مخاطر الهجوم العسكري والترحيب باتفاقيات جزئية تُحافظ على قدرتها على المناورة وتُساعد في تهدئة التحديات الداخلية والخارجية.
وقد تؤدي عوامل أخرى إلى الاتفاق الجزئي؛ مثل الضغوط الغربية لإبرام اتفاق قبل تشرين أول/أكتوبر 2025، وهو تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الدولية لإعادة فرض العقوبات على 'إيران'، وهناك أيضًا القضايا العالمية الأخرى مثل 'حرب أوكرانيا'؛ بالإضافة إلى نفاد صبر 'ترمب'.
وقد يُحقق هذا الاتفاق فوائد مؤقتة؛ مثل وقف التصعيد المباشر بين 'إيران' و'إسرائيل'؛ التي قد تتجنب تقويض ما يمكن اعتباره: 'انتصارًا دبلوماسيًا لترمب'.
ومع ذلك؛ فإن ترك القضايا الغامضة أو غير المحسّومة ضمن الإطار النووي يخلق آلية كامنة لاستئناف المواجهة، وقد يبَّرر أي نشاط إيراني تعتبره 'إسرائيل' تعزيزًا لطموحاتها النووية، ردود فعل سرية أو علنية.
وفي سيناريو ثانٍ؛ يُعدّ التوصل إلى اتفاق نووي شامل، أفضل من اتفاق 2015؛ السيناريو الأقل ترجيحًا فرُغم ضيق الوقت، هناك فجوة كبيرة بين مطالب 'الولايات المتحدة' والتنازلات التي ترغب 'إيران' في قبولها.
ومع ذلك؛ فإن نهج 'ترمب' قد يُزيد من احتمالية التوصل إلى اتفاق أكثر شمولًا فقد تحصل 'طهران' على ضمانات وحوافز إيجابية بفضل مرونة الرئيس الأميركي الذي يرغب في إنهاء 'حرب أوكرانيا'، وكسّب الدعم الروسي للضغط على 'إيران' قد يُساعد في التوصل إلى اتفاق شامل جديد.
وقد يُؤدي تزايد الضغط الاقتصادي؛ من خلال فرض عقوبات على المصافي الصينية المُشاركة في معالجة النفط الإيراني وأسطول النفط الخام الإيراني، إلى خفض صادرات 'طهران' من النفط الخام.
كما يعكس النشاط العسكري الأميركي المتزايد في الشرق الأوسط؛ وما تبعه من تهديد مباشر لـ'إيران' والتعزيزات العسكرية في المنطقة خيارات 'ترمب' المستقبلية.
ورغم محدودية الفرص؛ فإن اتفاقًا نوويًا جديدًا يمدَّد الجداول الزمنية لإنتاج (اليورانيوم) العسكري، ويفرض قيودًا دائمة جديدة على التقدم في مجال التسلح، ويُعيّد التفتيش الدولي، سيوفر فوائد كبيرة للأمن العالمي، ويُقلل من خطر الانتشار والصراعات النووية.
وقد يكون الاتفاق وسيلة فعالة لتخفيف التوترات المتصاعدة بين 'إسرائيل' و'إيران' ويُعيّد قواعد الاشتباك الأكثر اعتدالًا التي كانت قائمة بين البلدين قبل بضع سنوات فقط. بحسّب ما ترى (سكاي نيوز عربية) ذات الميول الأميركية الغربية المضللة.
توقعات بهجوم إسرائيلي..
في ظل غياب أي حل للقضية النووية؛ فإن السيناريو الثالث يُزيد احتمال توجيه ضربة إسرائيلية مستقلة لـ'إيران'، وتُظهر هجمات 'إسرائيل' السابقة على البرامج النووية في 'العراق'؛ عام 1981، و'سورية' عام 2007، موقف 'تل أبيب' المتَّصلب وقدرتها على تحمل المخاطر العالية.
ويُفضل 'ترمب' الحل الدبلوماسي مع الحفاظ على الخيارات العسكرية، بما في ذلك هجوم إسرائيلي، وتقبل 'إسرائيل' السعي إلى اتفاق يُفكك البرنامج النووي الإيراني، لكن رئيس الوزراء؛ 'بنيامين نتانياهو'، وبعض التيارات تدعو إلى توجيه ضربة عسكرية إذا تعثرت المفاوضات.
وقد تدفع النجاحات الإسرائيلية الأخيرة ضد (حزب الله) و(حماس) نحو هذا الهجوم، كما أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية، التي تواجه استنكارًا شعبيًا كبيرًا، قد تُفضل إطالة أمد الأزمة الأمنية لتعزيز قبضتها على السلطة.
لكن هناك بعض الاعتبارات التي قد تحد من الإطار الزمني للتحرك الإسرائيلي؛ مثل المخاوف من اختراق نووي سريع وسري، واحتمال إنشاء منشآت تخصّيب جديدة تحت الأرض، وإعادة بناء أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، التي تدهورت بشدة خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، واحتمال استخدام 'الولايات المتحدة' لحق النقض؛ (الفيتو)، ضد العمل العسكري بسبب التغيّرات في الديناميكيات السياسية والدولية والإقليمية. كما تزعم الشبكة.
ويجب أن تعتمد الاستراتيجية الهجومية على عدة عوامل حاسمة؛ خاصة وأن الدعم الاستخباراتي والسياسي عرضة للتعطيل بسبب التطورات غير المتوقعة والديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة كما أن الاستعداد العملياتي والتنفيذ الدقيق يخضعان لقيود الوقت والأخطاء البشرية.
وفي حين يعتمد التأثير المادي للضربة على نطاقها وهدفها، إلا أن عواقبها الأوسع على الأمن الإقليمي والعالمي ستتّشكل أيضًا من خلال إعادة تقييم 'طهران' لموقفها الاستراتيجي، فإذا كان الدعم الخارجي محدودًا والبدائل العملياتية مقيدة، قد تتحول حساباتها نحو سلوك أكثر تحفظًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
مصادر: إيران قد تلجأ للصين وروسيا "كخطة بديلة" بتعثر المحادثات مع واشنطن
شفق نيوز/ افادت ثلاثة مصادر إيرانية، أن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل النزاع النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم. وقالت المصادر إن إيران قد تلجأ إلى الصين وروسيا "كخطة بديلة" في حال استمرار التعثر، لكن في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، تبدو خطة طهران البديلة هشة. وقال مسؤول إيراني كبير: "الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات. ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها تشمل الاستراتيجية أيضا تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل روسيا والصين". ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله في وقت سابق، الثلاثاء، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبرا عن شكوكه فيما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق. وبعد 4 جولات من المحادثات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات. وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي إن طهران ترفض شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في مناقشات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية. كما أن انعدام الثقة من كلا الجانبين وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية قد زاد من أهمية حصول إيران على ضمانات بأن واشنطن لن تتراجع عن اتفاق مستقبلي. ومما يضاعف من التحديات التي تواجهها طهران، معاناة المؤسسة الدينية في إيران من أزمات متصاعدة - ومنها نقص الطاقة والمياه، وتراجع العملة، والخسائر العسكرية بين حلفائها الإقليميين، والمخاوف المتزايدة من هجوم إسرائيلي على مواقعها النووية – وكلها تفاقمت بسبب سياسات ترامب المتشددة.


شفق نيوز
منذ 19 ساعات
- شفق نيوز
"الهاوية النووية".. طهران ترفع نبرتها وواشنطن تحفر الخطوط الحمر
شفق نيوز/ بعد أربع جولات من المحادثات غير المباشرة التي جرت خلف كواليس الدبلوماسية في مسقط وروما، بات من الصعب إنكار الوقائع التي تتسرب بهدوء إلى التصريحات الرسمية والدوائر الدبلوماسية: مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني تعيش واحدة من أخطر لحظاتها، منذ الخروج عن السكة عام 2018. فكل جولة من الجولات الماضية تركت انطباعًا واحدًا، أن الجانبين الإيراني والأميركي يتحدثان لغتين لا تلتقيان. الاختراق السياسي المنتظر لم يأتِ، والمواقف تشدّدت، واللغة صارت أكثر خشونة. ففي خطابه الأخير، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بلهجة يصفها المراقبون بأنها الأكثر تشاؤمًا منذ الجولات التفاوضية: "الجمهورية الإسلامية لا ترى أن المفاوضات مع أمريكا الجارية الآن سوف تثمر عن نتائج إيجابية"، مضيفًا أن بلاده لن تنتظر إذن أحد، وأن التركيز الغربي على قضية التخصيب "ليس بريئًا" بل يكشف عن نوايا مبيتة. هذا التصعيد يتجاوز البعد الإعلامي، وفق ما يراه الدكتور جلال جراغي، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإيرانية والإقليمية، الذي قال لوكالة شفق نيوز من طهران: "نحن أمام مشهدين: الأول هو المشهد الإعلامي الذي تتقنه الإدارة الأميركية باستخدام لغة التهديد والتطمين بالتناوب، ضمن ما يعرف بسياسة العصا والجزرة. والثاني، هو مشهد التفاوض الحقيقي الذي يجري خلف الكواليس بوساطة سلطنة عمان". ويشير إلى أن إيران ترى في تخصيب اليورانيوم حقًا سياديًا غير قابل للتنازل، مستندًا إلى المادة الرابعة من معاهدة حظر الانتشار النووي التي تتيح للدول الأعضاء تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. ويضيف: "إيران خصبت بنسبة 60%، وهذا قانوني، بل إن دولًا مثل اليابان والأرجنتين تخصب بنسبة مماثلة دون امتلاك سلاح نووي، فلا يُفترض الربط بين التخصيب والتسلح تلقائيًا". ضغط أمريكي vs. تمسك إيراني تعتمد الإدارة الأمريكية نهجًا تكتيكيًا يقوم على تصريحات متضاربة لإرباك إيران والضغط عليها. ففي وقت يعرب فيه الرئيس دونالد ترامب عن تفاؤله بقرب إبرام اتفاق نووي مع طهران، ليعود بعد يوم واحد ويحذّرها من 'أمر سيء' إذا لم تُسارع بالتفاوض، هذه الرسائل المتناقضة تبدو كأنها جزء من حرب نفسية تهدف إلى زعزعة حسابات صُنّاع القرار في طهران. ويعلق خبراء من واشنطن وطهران لوكالة شفق نيوز، بأن تصعيد ترامب الإعلامي قد يكون 'مناورة ضغط' أكثر منه خطة فعلية، خاصة أن مسؤولين إيرانيين يؤكدون أن تبدّل واشنطن المستمر لمطالبها وإطار التفاوض لا يخدم التقدّم. في المقابل، تنتهج إيران خطابًا يرتكز على حقها في التخصيب، عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين ووزير خارجيتها شدّد مرارًا على أن التخصيب في إيران 'غير قابل للتفاوض'، رافضًا بالكامل مطلب 'صفر تخصيب' الذي تردد على لسان بعض المسؤولين الأميركيين. وتذهب طهران أبعد من ذلك بتأكيدها العلني أن أي اتفاق لن يُفرَض عليه التخلي عن أجهزة الطرد المركزي أو شحن اليورانيوم المخصب إلى الخارج. وتقول الباحثة في العلاقات الدولية فاطمة الصياحي من طهران، في حديثها لشفق نيوز، إن الملف النووي تجاوز اليوم كونه مشروعًا علميًا أو تفاوضيًا، وأصبح قضية سيادة وهوية سياسية. وتضيف: "إيران مستعدة لتقليل نسبة التخصيب ولكنها لن تقبل أبدًا بمطلب التخصيب الصفري. حتى الإصلاحيون الذين كانوا يضغطون لتقديم تنازلات أصبحوا اليوم رافضين لهذا الطرح، خاصة بعد التهديدات الأميركية الأخيرة ومحاولات العبث بالرموز السيادية مثل اسم الخليج". الصياحي تشير إلى أن الطرح الغربي الجديد، القائم على إبقاء المنشآت النووية مقابل وقف التخصيب تمامًا، هو مقترح غير عملي: "إيران ترى أن إعادة بناء المنشآت أسهل من خسارة القدرة نفسها، لأن المعرفة والخبرة لا يمكن قصفها. ولهذا، الحفاظ على القدرة التقنية هو خط الدفاع الأخير لضمان الردع الاستراتيجي". خط أمريكا الأحمر على الجانب الآخر من الطاولة، يقف المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بخطاب لا يقل تشددًا، إذ أعلن أن "تخصيب اليورانيوم في إيران، ولو بنسبة 1%، هو خط أحمر"، مضيفًا أن السماح بأي درجة من التخصيب سيُنظر إليه كتمهيد لتصنيع سلاح نووي. وهو ما فسره مسؤولون إيرانيون بأنه بمثابة نسف كامل لمرتكزات اتفاق 2015. هذا التصلب المتبادل في المواقف يدفع مراقبين من كلا الجانبين إلى التشكيك في جدوى استمرار المسار التفاوضي. لكن محللين أميركيين مثل البروفسور إيفان ساشا شيهان يرون أن تفسير هذه التصريحات على أنها تهديد صريح أمرٌ مبالغ فيه. وقال شيهان لوكالة شفق نيوز من واشنطن: "الإدارة الأميركية لا تزال ترى أن الاتفاق ممكن ومرغوب، لكنها تدرك أن إيران غير مستعدة لتقديم التنازلات المطلوبة، وهو ما يعقد المسار". ويرى شيهان أن عدم تحقيق أي اختراق بعد أربع جولات من التفاوض قد يدفع الولايات المتحدة إلى خيارات حاسمة: "إذا لم تُظهر طهران مرونة، فمن المرجح أن ننتقل إلى مرحلة أخرى من المواجهة، قد تكون أكثر حدة من سياسة الضغط القصوى السابقة". أما المحلل الإيراني في واشنطن حسن هاشميان، فيقدّم قراءة أكثر تشاؤمًا في حديثه مع شفق نيوز: "المفاوضات تسير نحو طريق مسدود. لا توجد نقاط التقاء حقيقية، وإذا استمرت الخلافات على هذا النحو، فربما نكون أمام مواجهة تدريجية تبدأ بالتهديدات وتتصاعد لاحقًا. لكن المواجهة المباشرة لن تحدث قبل استنفاد كل مراحل التصعيد السياسي والإعلامي". هاشميان يضيف أن تصريحات ويتكوف تمثل جوهر الموقف الأميركي الجديد: لا تخصيب داخل إيران، حتى لو بنسبة ضئيلة. ويقول: "ما صرّح به عراقجي ليس موجّهًا لواشنطن بقدر ما هو رسالة للداخل الإيراني، لأن النظام يعرف جيدًا أن هذه الجولة إما أن تنتهي بتنازل جذري أو بمواجهة صعبة. والظروف الداخلية لا تحتمل تنازلات، خاصة بعد تفكك محور المقاومة وانهيار الوضع الخدمي في الداخل". ضغط داخلي هذا الإحساس بالتهديد يضاعفه الوضع الاقتصادي الحرج في الداخل الإيراني: تضخم، بطالة، احتجاجات متكررة، وشبه انهيار في بعض القطاعات الخدمية. الدكتور جراغي يصف هذا الوضع بأنه "قنبلة ضغط داخلي"، ويضيف: "أي مرونة في الملف النووي ستُفسر داخليًا على أنها تراجع، وقد تفتح شهية الخصوم داخل النظام قبل الخارج. ولهذا، الخيار الوحيد أمام النظام اليوم هو التشدد، ولو على حساب مزيد من العزلة". في هذا السياق المعقد، تُطرح أسئلة بلا إجابات واضحة: هل تسعى واشنطن حقًا إلى اتفاق، أم أنها تُعدّ الأرضية لضربة استباقية؟ هل تراهن إيران على الوقت والصمود، أم أنها تُعدّ بدورها مفاجأة تفاوضية؟ ووسط كل هذه الاحتمالات، تقف سلطنة عمان، التي تستضيف جولات التفاوض، في موقع الوسيط المتفائل الحذر. الجولة الخامسة المقررة قد تكون، كما وصفها أحد الدبلوماسيين الأوروبيين، "الفرصة الأخيرة لتفادي العاصفة". وإذا أخفقت هذه الجولة، فإن الاتفاق النووي لن يدخل فقط مرحلة موت سريري، بل إن المنطقة برمتها قد تنتقل إلى مربع جديد عنوانه: الحسابات الصفرية، وردع متبادل، ومخاوف من انفجار في لحظة غير محسوبة. في خلاصة المشهد، كما يصفه المحللون من طهران وواشنطن لشفق نيوز، فإن الاتفاق لم يعد ملفًا تفاوضيًا عاديًا، بل ساحة اشتباك مفتوح على كل السيناريوهات.


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
خامنئي: لا نعتقد أن المفاوضات مع أمريكا ستنجح
شفق نيوز/ استبعد المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوم الثلاثاء، إمكانية نجاح المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة، حول البرنامجين الصاروخي والنووي. وقال خامنئي، في تصريحات صحفية، إن "الجمهورية الإسلامية لا ترى أن المفاوضات مع أمريكا الجارية الآن سوف تثمر عن نتائج إيجابية، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعدها". وأشار المرشد الإيراني، إلى أن عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم داخل البلاد "وقاحة زائدة"، مردفاً بالقول: "نحن لا ننتظر إذن أحد.. (الجمهورية الإسلامية) لها سياساتها، ولها منهجها، وهي تتابع سياساتها الخاصة". وتابع خامنئي: "في مناسبة أخرى سأشرح للشعب الإيراني سبب تركيزهم على قضية التخصيب، ولماذا يُصرّ الغربيون والأميركيون وغيرهم بهذا الشكل على أنه يجب أن لا يكون هناك تخصيب في إيران حتى يعرف الشعب الإيراني ما هي نوايا الطرف الآخر".