logo
مسلسلات رمضان تحضر بخجل على الشاشات المحلية

مسلسلات رمضان تحضر بخجل على الشاشات المحلية

الشرق الأوسط٠١-٠٣-٢٠٢٥

لا شك أن برامج الألعاب والجوائز تتصدّر المشهد التلفزيوني الرمضاني في لبنان. ولكن من ناحية ثانية أخذت بعض المحطات على عاتقها رفع منسوب المنافسة بينها وبين زميلاتها من خلال الأعمال الدرامية. واختارت كل منها ما يحاكي جمهورها، ويعزز نسبة المشاهدة على شاشتها.
إذا ما ألقينا نظرة شاملة على المشهد التلفزيوني الرمضاني نلحظ تفرّد محطة «إم تي في» المحلية بخياراتها في الشهر الفضيل. فهي تتمسك عاماً بعد عام بكسر الصمت الطاغي على المشهدية الدرامية. وتعتمد لذلك قاعدة ذهبية تتمثّل بعرض أفضل إنتاجات الشركتين اللبنانيتين «الصبّاح» و«إيغل فيلمز».
هذه السنة رفعت من منسوب التحدّي عندها في خطوة اشتاق إليها المشاهد، وأعلنت عن عرض مسلسل «بالدم». وهو إنتاج محلي بامتياز لشركة «إيغل فيلمز»، وأبطاله كما مخرجه وكاتبته هم لبنانيون. فقد صنع وصوّر في لبنان وينتظره اللبناني بحماس.
«بالدم» دراما لبنانية تنافس بها «إم تي في» باقي محطات التلفزة
من ناحية ثانية، وضعت على برمجتها الدرامية أيضاً مسلسل «نفس» من إنتاج شركة «الصبّاح». فطاقمه التمثيلي الملون بممثلين سوريين ولبنانيين يناسب أجندتها الرمضانية.
مسلسل «بالدم» كتبته نادين جابر، واستوحت موضوعاته من قصص واقعية. وتتناول فيه قصة المرأة (غالية) التي وبعد مرور 45 عاماً، تكتشف سراً خطيراً عن عائلتها وميلادها، مما يدفعها للبحث عن الحقيقة الغامضة حول هويتها الفعلية. أما أبطاله فهم مجموعة من أشهر نجوم الدراما المحلية. وكما ماغي بوغصن وباسم مغنية وبديع أبو شقرا، يشارك فيه أيضاً جوليا قصار وغبريال يمّين وكارول عبود وجيسي عبدو وماريلين نعمان وغيرهم، ويوقّع إخراجه فيليب أسمر.
أما مسلسل «نفس» فيلعب بطولته كل من دانييلا رحمة وعابد فهد ومعتصم النهار، ومن إخراج إيلي السمعان. وتحكي قصته من كتابة إيمان سعيد عن راقصة تفقد بصرها. ومن ثم تجد الأمل في لاجئ سوري شاب يعيد لها ثقتها بنفسها ويقع في حبها. لكن يتدخل والدها بنفوذه وسلطته لإنهاء علاقتهما. لتجد نفسها أمام مفترق طرق بين حبيبها القديم وزوجها المتسلط وغريب الأطوار.
«نفس» من المسلسلات التي ينتظرها اللبنانيون في موسم رمضان
وتبقي «إم تي في» على عرض برنامج «صار الوقت» لمارسال غانم في ساعة متأخرة من أمسية كل خميس. وتلوّن شبكتها الرمضانية بفقرة «شي خرافي»، ومدته 5 دقائق، يعرض قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. ويتناول تقاليد خرافية آتية من عادات لبنانية. كما تستمر في عرض المسلسلين التركيين «فريد» و«أخوتي».
وتحت عنوان «رمضان أحلى»، اختارت الدراما السورية لتنافس باقي محطات التلفزة المحلية. ومع «تحت سابع أرض» لتيم حسن وكاريس بشار سيتابع مشاهدها قصة كتبها عمر أبو سعدة. وتتناول قصة الضابط «موسى» الذي يستغلّ صلاحياته لتحقيق مكاسب شخصية بطرق فاسدة وملتوية، مما يجعله في مواجهة مباشرة مع الأشخاص الذين يبتزهم. وهو من إخراج سامر البرقاوي.
أما المسلسل الثاني الذي تعرضه «الجديد» في الموسم الرمضاني، فيحمل عنوان «البطل»، وهو من بطولة محمود نصر وبسام كوسا ونور علي وخالد شباط ونانسي خوري. ويحكي عن رجل يضحي بنفسه لإنقاذ مراهق من براثن نيران مميتة. وهذا الأخير يصبح وهو في منتصف العمر بطلاً يتغنى به أهل القرية. لكنه سرعان ما يجد نفسه وسط معركة نفوذ ضد بلطجي ماكر. العمل من إخراج الليث حجو وتأليف رامي كوسا.
«الشيف أنطوان عنّا» ضمن برمجة «الجديد» الرمضانية
وتعيد «الجديد» إلى برمجتها الرمضانية «الشيف أنطوان عنّا» المخصص لتقديم وصفات طعام رمضانية. ويستضيف في كل حلقة اسماً معروفاً على الساحة الفنية والرياضية والاجتماعية.
لا تدخل قناة «إل بي سي آي» حمى المنافسة الدرامية الرمضانية من بابها العريض. فهي تكتفي بعرض المسلسل المعرّب «كريستال» لباميلا الكك وستيفاني عطالله ومحمود نصر. وكذلك تعرض يومياً برنامج «رمضان توك» ويقدمها مجموعة من الإعلاميين الشباب. وهم أنفسهم الذين يقدمون في أيام السنة العادية البرنامج الصباحي «مورنينغ توك». واختارت «لعبة قدري» لعشاق الدراما التركية. وهو كناية عن دراما مشوّقة تجمع بين الحب والتضحية والصراعات الاجتماعية.
«كريستال» مسلسل معرّب تعرضه «إل بي سي آي» في موسم رمضان
فقناة «إل بي سي آي»، وبعد نجاح برنامجها الترفيهي «أكرم من مين» بات كل اتكالها عليه في الموسم الرمضاني. فهي تحدّت به العام الماضي مسلسلات رمضانية على قنوات أخرى كانت تعرض في توقيت «أكرم من مين». وجاءت النتائج مدوية بحيث حصد البرنامج المذكور أعلى نسب مشاهدة طوال أيام الشهر الفضيل. وهو ما دفع ببقية القنوات المحلية إلى استحداث برنامج مشابه في برمجتها الرمضانية لهذا العام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معتصم النهار عن أول مشاركة له بالدراما المصرية: أشعر بالفخر
معتصم النهار عن أول مشاركة له بالدراما المصرية: أشعر بالفخر

العربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • العربية

معتصم النهار عن أول مشاركة له بالدراما المصرية: أشعر بالفخر

فنان سوري نجح في جذب الانتباه، ووضع بصمته في الدراما السورية واللبنانية، عرفه الجمهور المصري وتابع أعماله بشغف. وفي تصريحاته مع موقع "العربية.نت"، كشف الفنان السوري معتصم النهار عن مشاركته لأول مرة في عمل درامي مصري، وتحدث عن تفاصيل العمل والشخصية التي يلعبها، كما تحدث عن فخره بالتواجد في مصر وكيف هي محطة هامة في مشواره. وكشف معتصم عن التدريبات التي يخوضها من أجل إتقان اللهجة المصرية، كما تحدث عن سر انجذابه للفكرة من البداية والرسائل التي يبثها المسلسل، وتمنياته من أجل العمل، كما تطرق إلى النجاح الذي حققه خلال الدراما الرمضانية من خلال شخصية "غيث" التي قدمها في مسلسل "نفس"، وكواليس العمل مع النجوم عابد فهد ودانييلا رحمة. "أنا أنت.. أنت مش أنا" وتحدث الفنان السوري معتصم النهار عن مشاركته لأول مرة في مسلسل مصري بعنوان "أنا أنت.. أنت مش أنا"، مؤكدا سعادته الكبيرة بتواجده لأول مرة في الدراما المصرية. وأضاف النهار أن مصر هي قلب الوطن العربي، ومشاركته في الدراما المصرية بمثابة فخر له ومحطة هامة في مشواره الفني، كما أن المسلسل الذي يشارك فيه فكرته مختلفة وجذبت انتباهه، حيث أحب فكرة "الميتافيرس"، وأيضا كل الفريق المشارك في العمل والسيناريو مكتوب بشكل متميز. ذكاء اصطناعي.. وميتافيرس وأكد النهار أنه اختار هذا المسلسل بعناية فائقة وتفكير بعد عرض الكثير من الأعمال والأفكار عليه، ولكنه في النهاية أحب هذه الفكرة المميزة، ووافق عليها على الفور، بمجرد ما تم طرح الفكرة عليه وأحبها كثيرا، فهي تطرح تساؤلات عن الهوية وتأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على الناس، وأيضا كيف يستخدم الناس هذه الأشياء لتحقيق بعض الطموحات الخاصة، وكيف نكون حذرين في التعامل مع هذه الأشياء. وأضاف النهار، أن الشخصية التي يقدمها خلال العمل تسعى طوال الوقت لتقديم الأفضل، فهو لا يثق بنفسه ولا يراها جيدة ومن خلال عمله في شركة تكنولوجية سيحاول تطوير أفاتار لتحقيق طموحه، ولكنه يفقد السيطرة عليه بعد ذلك، وهذا شيء مهم لنعرف كيف نسيطر على مثل هذه التكنولوجيا ونكون في غاية الحذر أثناء التعامل معها. تدريبات اللهجة المصرية وحول إتقان اللهجة المصرية، أكد النهار أنه يخوض تدريبات مكثفة كي يتقن اللهجة بشكل كبير ويجلس على المقاهي حتى لا يكون هناك تفاوت أو فرق بينه وبين الفنانين المصريين المشاركين في العمل، وبالطبع لديه تخوفات ولكنه يحاول التدرب طوال الوقت، فاللهجة المصرية تتطلب قدرا عاليا من التركيز. وأكد النهار أنه سعيد للغاية بالتواجد في مصر مع كل نجوم العمل المميزين، فهذه الفرصة كان ينتظرها منذ زمن، ويتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور في الوطن العربي كله. كواليس "نفس" كما تحدث النهار عن النجاح الذي حققه خلال الدراما الرمضانية الماضية من خلال شخصية "غيث" التي قدمها في مسلسل "نفس"، شاكرا للجمهور محبته وتفاعله مع الشخصية التي مرت بتقلبات كثيرة خلال العمل، وأنه تابع ردود الأفعال وسعد بها كثيرا. كما عبر النهار عن سعادته بالعمل مع النجوم عابد فهد ودانييلا رحمة، حيث شعر بمتعة كبيرة خلال كواليس العمل معهم، وقد استفاد كثيرا من العمل معهم ومن خبرة عابد فهد وما استطاعوا فعله خلال المسلسل، فالمسلسل لم يعتمد على شخصية واحدة بل كانوا هم الثلاثة معا يتحملون المسؤولية، وكانت الكواليس على قدر عال من الاحترافية، ووجودهم جعل المسلسل في مكان آخر، وكل الفريق أيضا كان على نفس الدرجة من الاحترافية وحب العمل.

منصة شاهد.. فكرة ممتازة وتنفيذ محبط!
منصة شاهد.. فكرة ممتازة وتنفيذ محبط!

المدينة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • المدينة

منصة شاهد.. فكرة ممتازة وتنفيذ محبط!

تمكَّنت «منصَّة شاهد» من تحقيق نجاحات تجاريَّة لافتة لا جدال حولها، تتمثَّل أوَّلًا في عامل الريادة والأسبقيَّة لفكرةٍ طال كثيرًا انتظار المشاهد العربي لها، ولحصدها ثانيًا لأعداد مشتركين متنامية، بلغت وفقًا لرئيس مجموعة MBC -المستقيل مؤخَّرًا سام بارنيت- أربعة ملايين مشترك بنهاية عام 2023، بزيادة قدرها 40% عن عام 2022. وفيما يتعلَّق بنشاط بث الفيديو حسب الطلب القائم على الإعلان (AVOD)، فقد بلغ عدد مستخدميه النشطين 15 مليون مستخدم سنويًّا، بإيرادات بلغت 112 مليون ريال.هذه بالتأكيد نجاحات تستحق الإشادة، خاصَّةً عند النظر إليها من زاوية إعلاميَّة مهنيَّة، تتمثَّل في أهميَّة توفير منصَّة سعوديَّة عربيَّة، منافسة في المنطقة لمنصَّات عالميَّة شهيرة، مثل نت فليكس، وHBO، وفي المساهمة بدعم عجلة الإنتاج الفنيِّ المحليِّ من خلال المسلسلات والأفلام الأصليَّة، وفتح فرص للكُتَّاب والمخرجين والممثِّلين السعوديين والعرب.هذا الدور ليس في الواقع مجرَّد ضرورة ترفيهيَّة، نظرًا لأنَّ الفن والموسيقى والدراما أصبحت اليوم أكثر بكثير من ذلك، بكونها قوة ناعمة ذات تأثير كبير لا يمكن الاستهانة به، ويمكن رؤيته كمثال في تأثيرات الموسيقى والدراما الكوريَّة التي تحوَّلت إلى ظاهرة عالميَّة، حققت لكوريا مكاسب هائلة لا تُقدَّر بثمن، عبر نشر الثقافة واللغة الكوريَّة، وجذب السياحة والاستثمار، وتعزيز الصورة الإيجابيَّة.وبهذا الصدد، فإنَّ الدراما السعوديَّة رغم التطور والتحسن الملحوظ الذي شهدته مؤخَّرًا في جوانب الأداء التمثيليِّ وجودة الإخراج، إلَّا أنَّها لا تزال عالقة داخل أُطُر وموضوعات مكرَّرة، وباحثة بشكلٍ مبالغ فيه عن الإثارة والجذب السريع لشريحة داخليَّة محدَّدة، واعتماد محموم على التسويق غير المباشر المستند على خلق الجدل، وصناعة الترندات على شبكات التواصل الاجتماعيِّ.. هذا التوجه، رافقه على ما يبدو -أو نتج عنه- ضعف وافتقار للعُمق في البُعْد الآخر (غير الفنيِّ)، الذي مكَّن الأعمال الكوريَّة والتركيَّة من أنْ تصبح قوة ناعمة ذات تأثيرات إيجابيَّة ضخمة لدولها.وعلى جانب آخر مختلف، تعاني منصة شاهد من سوء في جودة البث وبطئه وتقطعه، يجعلني كمستخدم أتذكر بدهشة مودم الإنترنت في التسعينيات، حين كانت عملية الربط تستغرق وقتًا طويلا، وبطء في التحميل وتقطع في الإرسال.. هذه هي تماما معاناة مستخدمي شاهد اليوم، بعد قرابة ربع قرن على دخول الإنترنت للمملكة، وما شهدته منذ ذلك الحين من تطورات مذهلة في بنيتها التحتية، وفي سرعات الإنترنت.ولعلَّ أكثر تساؤل يردِّده مستخدمو شاهد هو: لماذا.. ألا توجد تكنولوجيا أكثر تطوُّرًا يمكن للمنصَّة استخدامها؟ ماذا عن تكنولوجيا منصَّات مثل «نت فليكس»، و»بي إن» ذات البث المنتظم للغاية؟.واستباقًا لانبراء، أو «انبراش» بعض المتحمسين بالقول: (القرار لك.. الغِ اشتراكك)، وذلك على غرار القول المتكرِّر: (الريموت في يدك.. غيِّر القناة)، أو قول البعض الآخر: (عدد المشتركين الكبير دليل على النجاح، وعدم وجود مشكلات)، أو حتى إشارة البعض بزيارة صفحة الدعم الفنيِّ للمنصَّة، رميًا للمشكلة في ملعب المستخدم..لكل هؤلاء أقول بتقدير وإيجاز شديد:1- ليس منطقيًّا اعتبار قرار الإلغاء بيد صاحب الاشتراك وحده، فالعائلات مكوَّنة من عدة أفراد تختلف ميولهم ورغباتهم.2- ماذا عن متابعي دوري المحترفين، أليس في ذلك حرمان لهم من حق متابعة فرقهم؟ ألا يوجد بند في العقد يلزم المنصَّة بجودة البث؟ علمًا أنَّ حصول المنصَّة على حقوق النقل الحصريِّ عام 2022، كان السبب الرئيس للنجاح المتحقق، وتضاعف أعداد المشتركين.3- صحيح أنَّ أعداد هؤلاء المشتركين علامة من علامات النجاح، ولكنَّها مجرَّد علامة واحدة فقط، مثلها مثل أعداد متابعي مشاهير السوشيال ميديا.. ولكم الحكم.4- وأخيرًا، بالنسبة لصفحة الدعم الفنيِّ للمنصَّة، فيكفي القول إنَّ أفضل حل موجود عليها هو (اطفئ الجهاز ثم شغِّله!!)، وربما يكون الأنسب للمنصَّة حذف الصفحة لحين مراجعتها.

منصات التواصل والتأثير: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟
منصات التواصل والتأثير: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟

الوطن

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الوطن

منصات التواصل والتأثير: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟

في زمن السرعة والمعلومة الفورية، لم تعد صالات التحرير ولا عدسات الكاميرا التقليدية وحدها تصنع الإعلامي، بل أصبح الهاتف الذكي، بشاشته الصغيرة وعدسته البسيطة، وسيلة اختراق هائلة لعالم الإعلام والتأثير، حتى صار السؤال مشروعًا: هل أصبح كل شاب إعلاميًا؟ منصات التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام» و«تيك توك» و«سناب شات»، لم تعد مجرّد أدوات للتسلية أو التوثيق اللحظي، بل تحوّلت إلى ساحات ضخمة للرأي العام، ومناطق نفوذ رقمية يتصارع فيها صانعو المحتوى على جذب العقول والقلوب. الشاب الذي كان بالأمس مجرد مستهلك للخبر أصبح اليوم ناقلا، ومؤثرا، بل مشكّلا للرأي الجمعي أحيانًا. وعلى الرغم من أن هذه التحولات منحت حرية التعبير فرصة غير مسبوقة، فإنها في الوقت نفسه هشّمت الفروق بين الإعلامي المتخصص والهاوي المتصدر. فبين غياب المعايير وتضخّم ثقافة اللا-تخصص، نشهد اليوم تدفقًا هائلًا للمعلومات، يصعب أحيانًا التحقق من دقته أو مضمونه. لذلك، لا بد من وقفة ووعي بأن الاحتراف الإعلامي لا يتحقق إلا بوجود أربعة أعمدة لا غنى عنها: المهنية والدقة والأخلاق واحترام الأعراف العامة، فكل منشور يُعدّ خطابًا، وكل كلمة تُنشر تُحدث أثرًا، والأثر الإعلامي لا يمكن تركه للارتجال أو المجاملة أو الإثارة الجوفاء. إن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح ليس هل كل شاب إعلامي؟ بل: أي نوع من الإعلام يصنعه هذا الشاب؟ هل هو إعلام مسؤول؟ هل يلتزم بالتحقق، بالإنصاف، بالوعي أم أنه إعلام مبني على الإثارة والانتشار السريع، ولو على حساب الحقيقة؟ الجيل الجديد يمتلك أدوات غير مسبوقة، لكنه بحاجة إلى توجيه لا كبح، وتثقيف لا تقليل. لا مانع أن يكون كل شاب إعلاميًا، لكن بشرط أن يكون إعلامه منارة لا نارًا. في النهاية، لا تصنع المنصة الإعلامي، بل تصنعه القيم. وإذا أراد شبابنا أن يكونوا إعلاميي المستقبل، فليكن شعارهم: التأثير لا يعني التزييف، والصوت العالي لا يعني الحقيقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store