
مجلة الجياد: فضاء أدبي جامع وهمّ ثقافي عربي قراءة في العدد السابع
الأنباط -
أ.د سلطان المعاني
في مشهدٍ ثقافي تتشابك فيه الأصوات وتتعدد الأنساق، تطلّ علينا مجلة "الجياد" في عددها السابع (نيسان 2025) كجسدٍ أدبي زاخر بالحياة، يحمل في صفحاته تنوعًا جماليًا وعمقًا رمزيًا يليق بمنبر يُراد له أن يكون مَجازًا لهُوية الإنسان العربي، ومُتنفّسًا للوجدان الجمعي المتناثر بين المنافي والمرافئ، وبين الحنين والمقاومة.
إنّ المتأمّل في صفحات هذا العدد يلحظ بلا عناء ذلك الانسجام الرؤيوي بين النصوص، رغم تنوّع أساليبها ومصادرها، حيث تنتظم في نسيجٍ واحدٍ تتقاطع خيوطه عند سؤال المعنى، وتفاصيل الذاكرة، وجراح الأمكنة، وتنهيدة الإنسان في وجه الطمس والتشيؤ. من أولى سطور "على ضفة القدر"، يفتح العدد بابًا واسعًا للتأمل، حيث يتقاطع القدر مع الحلم، والانتظار مع الرجاء، وتتهيأ اللغة لأن تُصبح مأوى للهاربين من انكسارات الواقع إلى ضوء الكلمة.
وفي بُعد سيميائي يشي بالحس الفلسفي للنصوص، نجد الرموز تنبعث ككائنات حية: النعامة التي تُقلب الصورة النمطية إلى درس في الكرامة، والخيول التي تحوّلت في "ميدان السباق" إلى أشباح معدنية، والجمهور الذي صار دمى، كلها إشارات إلى زيف المعاصرة حين تنسلخ من روحها، وتغدو صورة بلا معنى، وصوتًا بلا صدى.
يتنوع المحتوى النصي بين شعر عمودي وتفعيلة، وسرد قصصي وتأملي، ونقد ثقافي، ليشكّل فسيفساء أدبية تعكس تعددية الاتجاهات والتيارات، لكن دون أن تفقد تماسكها أو تغريب قارئها. تلتقي القصائد النضالية في "غزة تُباد" و"الطفل ينادي" مع قصائد الحنين والانكسار العاطفي، كما في "انتهاء الصلاحية" و"حكاية لا تنتهي"، في خطاب سردي متكامل تتكافأ فيه العاطفة مع الفكرة، ويُعاد تشكيل الواقع بأسلوب شعريّ يعانق القارئ لا يُقصيه.
وفي النصوص القصصية، يتقدّم النص الرمزي بثقة، ويمارس لعبة الغموض والتجريد دون أن يفرّط بجماليات الوضوح التأويلي. أما في دراسة رواية "طوارق"، فنحن أمام نص نقدي يتّكئ على مرجعيات فكرية عميقة، ويقارب الرواية بمنظار ثقافي وفلسفي، مستندًا إلى فوكو، وسعيد، ودولوز، في استدعاء يشي بثقافة نقدية واعية، قادرة على فتح أبواب الحوار بين الأدب والفكر، وبين الهوية وسؤال الحداثة.
وإن بدا واضحًا أن المجلة ما زالت تأخذ الشكل التقليدي من حيث الإخراج الفني والبصري، إلا أن حضورها النصي يُعوّض هذا الجانب جزئيًا، ويجعل منها منبرًا أدبيًا مستقلًا يمارس مقاومة ثقافية من نوع آخر، لا تخضع لسطوة السوق أو نزق التريند. فهي تقدم محتوى يتسم بالنخبوية الواعية دون انغلاق، وبالتجريب دون تفريط، وبتبنّي أصوات متنوعة من مختلف الأقطار العربية.
ويجدر التنويه – بكل تقدير – إلى أن هذا المنجز لم يكن ليرى النور لولا جهود هيئة تحرير فاحصة، تعرف كيف تنتقي النصوص، وتبني خطابًا متكاملًا من بين شتات الأجناس والأنماط. كما أنّ تعدد الأقلام التي تنتمي إلى فلسطين، سوريا، مصر، اليمن، لبنان وغيرها، يُعزّز من انتشار المجلة واتساع رقعة أثرها الثقافي، ويمنحها شرعية عربية شاملة لا تُختزل في منطقة أو نخبة.
وفي الوقت الذي نُشيد فيه بهذا العمل الثقافي الجاد، نأمل أن يُواكب الشكل الإخراجي للمجلة روحها النصية العالية، من خلال إدماج الصور الرمزية، والتصاميم البصرية، وتنسيقات أكثر تفاعلية، حتى تكتمل التجربة في بعدها البصري والذهني معًا.
ومع كل سطر في هذا العدد، ومع كل نفسٍ شعري أو تأملي، يتأكد لنا أن منتدى الجياد الذي يصدر المجلة، يُطلق نداءً وجوديًا للإنسان العربي: ليكتب، وليحلم، وليتألم، وليقاوم... بالكلمة.
ولا يكتمل هذا المشهد الثقافي النبيل دون أن نُشير إلى الجهة الراعية لهذا المنبر الأدبي الرصين: منتدى الجياد للثقافة والتنمية الأردني، الذي يقف خلف هذه المجلة، ممثلًا في مديره العام ورئيس تحرير المجلة، ذلك المثقف الواعي، الذي يقود سفينة الكلمة بمعية فريق مبدع من الهيئة التحريرية والاستشارية، بما يحمله من رؤية ثقافية عميقة، وحسّ مسؤول تجاه المشهد الثقافي الأردني والعربي على حدّ سواء.
لقد أثبت المنتدى، عبر هذا الإصدار وسابقاته، أنه يؤسس لحركة ثقافية حقيقية، تنهض بالهوية، وتعانق هموم الإنسان العربي أينما كان، وتعيد للكلمة مركزيتها في زمن يُراد فيه للثقافة أن تُختزل في هامش، أو أن تُفرغ من جوهرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 6 أيام
- الدستور
حين تتحول حياتنا الى سلعة رقمية من يضع الحدود؟
أصبحت حياة الأفراد مادة قابلة للتسويق على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحوّل البعض من مشاهير الأردن إلى صناع محتوى يعتمدون على تفاصيلهم الشخصية لجذب المتابعين وتحقيق الانتشار تحت شعار «التريند». فلم تعد الخلافات الأسرية أو المشكلات الخاصة تدار في الخفاء، بل باتت تعرض على العلن وكأنها مشاهد درامية، في مزيج من الترفيه الزائف والاتجار بالمشاعر، حيث بات الحساب الشخصي لهؤلاء المؤثرين يتحول إلى ساحة مفتوحة للشتائم، وتلفيق الخلافات، والمبالغة في التوترات العائلية، سعياً وراء التفاعل والإعلانات.وتشير تقارير عربية ودولية إلى أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الأردن، بل تنتشر على نطاق واسع بين مشاهير العالم العربي، حيث تلاشت الخطوط الفاصلة بين الحياة العامة والخاصة، وصارت المشاكل العائلية أقرب إلى عروض ترفيهية، يتابعها الجمهور بشغف لا يخلو من الفضول والتطفل.وتكمن الخطورة في أن كثيراً من هؤلاء المؤثرين يسعون إلى استدرار تعاطف الجمهور أو إثارة غضبه لتوسيع قاعدة شهرتهم وزيادة أرباحهم، مستغلين حساسية الناس تجاه القصص الأسرية والعواطف العميقة، وبذلك، تصبح الحياة الخاصة مادة استهلاكية، وتغدو الخلافات مادة تسويقية بامتياز، ولكن هذا النمط الجديد من «المحتوى» يصطدم بقيم المجتمع الأردني التقليدية التي تقدس الروابط العائلية وتحمي الخصوصية، إذ لا يزال الأردنيون، كما توثق العديد من المصادر الثقافية، يتمسكون بمفاهيم الشرف والحرص على سمعة العائلة، ويعتبرون أن العلاقات الأسرية يجب أن تُدار بحكمة بعيداً عن أنظار الغرباء.ومع تصاعد هذا النوع من «التريندات»، بدأ الخبراء في وصف الظاهرة بأنها انقلاب حقيقي في القيم الاجتماعية؛ فما كان يتم ستره داخل البيوت صار اليوم يُعرض بلقطات متتالية أمام آلاف المتابعين، دون اعتبار للعواقب النفسية والاجتماعية. هذه الممارسات لا تمر دون أثر، خاصة على فئة الشباب والمراهقين، الذين يتأثرون بالمحتوى المعروض ويتفاعلون معه بوصفه معياراً للحياة الواقعية، وتظهر الدراسات أن العلاقة الوهمية بين المتابع والمؤثر قد تخلق اضطرابات نفسية مثل القلق والغيرة والشعور بالنقص، بل تدفع بالبعض إلى استبطان أفكار مشوهة حول الحياة الزوجية والعائلية، باعتبارها صراعات لا تنتهي، ومشاهد متوترة لا مجال فيها للسكينة.وفيما يحاول البعض التماهي مع هذا الواقع الجديد، تتزايد التحذيرات من عواقبه طويلة الأمد، فاستسهال عرض الخصوصيات والسخرية من أقرب الناس لأجل «الانتشار»، يزعزع أسس الاحترام ويطبع سلوكيات التنمر والاستهزاء في وعي الجمهور، فيما تؤكد أصوات تربوية أن هذا النمط يؤدي إلى التطبيع مع السلوكيات السلبية، حيث يُصوّر السباب والشتم والتعدي اللفظي كوسائل عادية لجذب الانتباه، مما يشوه صورة الأخلاق العامة، ويقع ضحية ذلك التلاميذ والطلاب والمراهقون، الذين يبدؤون بتقليد هذا النموذج ظناً منهم أن هذه هي الطريقة المثلى للتواصل أو كسب الشعبية.من جهة أخرى، يُنتقد غياب الرقابة الفعّالة على هذا النوع من المحتوى، فعلى الرغم من جهود الحكومة الأردنية في مواجهة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة على الإنترنت، إلا أن المحتوى الذي يسيء إلى العلاقات الخاصة لا يزال بلا ضوابط واضحة، فعلى سبيل المثال، ورغم حظر تطبيق «تيك توك» مؤقتًا في الأردن ومطالبة الشركة بحذف مئات الآلاف من الفيديوهات المسيئة، إلا أن ظاهرة استغلال الخلافات العائلية للحصول على «مشاهدات» لم تخضع بعد لأي تشريعات صريحة، وحتى حين اقترحت الحكومة الأردنية قوانين جديدة للتعامل مع المحتوى المؤذي، فإن تركيزها اقتصر على خطاب الكراهية، دون أن تمتد لتشمل الإساءة إلى الخصوصية أو التلاعب بالعلاقات الأسرية لأغراض تجارية.ويبرز سؤال مهم هنا: ما الذي يدفع البعض للانخراط في هذا النوع من المحتوى رغم مخاطره؟ الجواب يكمن في الجانب الاقتصادي، فمع تصاعد معدلات البطالة، يرى البعض في «صناعة المحتوى» فرصة حقيقية لكسب المال وتحقيق الاستقلال المالي. بل إن المؤثرين الرقميين أصبحوا شريحة مؤثرة اقتصادياً، وبلغ حجم سوق التسويق عبر الإنترنت عشرات المليارات، ومن هنا بات من الضروري تنظيم المهنة، كما يطالب بذلك عدد من الخبراء، عبر فرض تسجيل رسمي على المؤثرين، وتحديد معايير أخلاقية تضمن احترام القيم العامة، وعدم استغلال الأطفال أو الخصوصيات، إلى جانب فرض الشفافية على المحتوى الإعلاني.في السياق نفسه، تبرز أهمية التوعية المجتمعية بوصفها أحد أبرز أدوات المواجهة. فبدلاً من فرض رقابة صارمة على التكنولوجيا، يمكن تعزيز ثقافة نقدية لدى الجمهور، تساعدهم على التمييز بين المحتوى المفيد والمسيء، وتدفعهم لمقاطعة الحسابات التي تبني شهرتها على الفضائح، كما يمكن إدماج مفاهيم التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، بما يرسخ لدى الناشئة قدرة على التعامل مع الإعلام الرقمي بوعي ومسؤولية. فالحل يبدأ من المدرسة والبيت، ولا ينتهي إلا بتكاتف الجهود المجتمعية لتكريس مفهوم أن الشهرة لا تأتي من بيع الخصوصيات، وأن القيم لا تُفرط على حساب «لايك» أو «ترند «.


جفرا نيوز
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- جفرا نيوز
ماجد المصري يكشف تفاصيل تعرضه لأزمة صحية
جفرا نيوز - عبّر الفنان ماجد المصري عن سعادته الكبيرة بتكريمه من جامعة بني سويف، إحدى الجامعات المصرية، معتبرًا أن هذه اللفتة تحمل قيمة خاصة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها أخيرًا. قال ماجد المصري إنه خضع لعملية جراحية أخيرًا، لكنه أصر على الحضور احترامًا للطلاب وجمهوره بالجامعة، وعبّر عن ذلك خلال كلمته بالقول: استقبالكم هزني جدًا، لأنكم مش مجبورين تعملوا كده.. ولما عرفت إن الطلبة مصممين على وجودي، ماقدرتش أتأخر. رغم إني لسه عامل عملية، لكن محبتكم خلتني أجي بنفسي. ولم يخلُ الموقف من الدعابة، إذ قال ممازحًا: وممكن تحولولي فلوس على إنستا باي عادي. إشادة بجامعة بني سويف في كلمته، أثنى ماجد المصري على إمكانيات جامعة بني سويف، مشيرًا إلى أنها تضم أقسامًا أكاديمية متميزة على مستوى مصر، وأضاف قائلاً: هي الأولى في مجال كرة القدم، وهذا أمر مشرف ويعكس وعي الأساتذة وعطاءهم الكبير. بينهم أيمن زيدان وماجد المصري.. نجوم الفن يحتفون بـ"الإنسانية" أعمال فنية مرتقبة على صعيد فني، يستعد الفنان ماجد المصري لتصوير فيلم جديد بعنوان "السلم والثعبان"، ويشاركه البطولة عمرو يوسف وأسماء جلال. ومن المقرر أن ينطلق تصوير الفيلم خلال الفترة المقبلة. كما يشارك المصري في بطولة فيلم "الست لما"، أمام النجمة يسرا، وهو عمل اجتماعي من تأليف كيرو أيمن، وتدور أحداثه في إطار درامي اجتماعي يناقش قضايا واقعية. نجاح رمضاني في "إش إش" يُذكر أن ماجد المصري شارك أخيرًا في الموسم الرمضاني 2025 من خلال مسلسل "إش إش"، الذي تصدّر التريند وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا. وشارك في بطولته نخبة من النجوم أبرزهم مي عمر، إدوارد، شيماء سيف، طارق النهري، محمد الشرنوبي، وهو من تأليف وإخراج محمد سامي. وتدور أحداث مسلسل "إش إش" في إطار شعبي درامي، إذ تجسد مي عمر شخصية "إش إش" التي ترث جمال والدتها وفقرها، وتضطر إلى العمل راقصة في الأفراح. وتدخل بالصدفة إلى عالم عائلة "آل الجريتلي" وتتزوج "رجب الجريتلي" الذي يؤدي دوره ماجد المصري، قبل أن تعمل لمصلحة الأجهزة الأمنية لتساعدهم في القبض عليه، في إطار أحداث مشوقة.

الدستور
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
نجوى كرم: "زين الزين" تحصد الملايين وتعد بأغنيات باقي الألبوم قبل الصيف
عمان-الدستور حققت "شمس الأغنية العربية"، الفنانة اللبنانية نجوى كرم، محطة نجاح بارزة تُضاف إلى مسيرتها الفنية، إذ تجاوزت أغنيتها المصوّرة الجديدة "زين الزين" حاجز 1.3 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، إلى جانب ملايين المشاهدات الأخرى عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، خلال الأيام الأولى من طرحها، مسجّلةً حضورًا لافتًا في قوائم التريند بعدد من الدول العربية. وجاء إطلاق الأغنية بأسلوب الفيديو كليب، ما ساهم في تعزيز التفاعل الجماهيري على مختلف المنصات، وسط إشادة بالإنتاج البصري والموسيقي المتقن الذي رافق العمل من إخراج بيار خضرا. وتُعد أغنية "زين الزين" الأغنية الرابعة التي تصدرها نجوى من ألبومها المرتقب، بعد أغنيات "نعا نقعد"، "يلعن البعد"، و"عتوقيت قلبي"، والتي حظيت جميعها بترحيب واسع من الجمهور العربي. وعبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تفاعلت نجوى كرم مع متابعيها عقب إصدار الأغنية، كاشفةً أن الألبوم الكامل سيُطرح قبل حلول فصل الصيف، ما يزيد من حالة الترقب لدى جمهورها العريض. وقد تعاونت نجوى كرم بأغنية "زين الزين" مع كلمات محمد درويش، وحاء اللحن من الملحن أحمد بركات، ليقوم بالتوزيع الموسيقي سليمان دميان، وتُعد الأغنية خطوة جديدة في مسيرة فنية حافلة بالتجدد والعطاء الفني. ملاحظة: مرفق وصلر من كليب "زين الزين" و لينك الأغنية في يوتيوب: