
خطبة الجمعة بعنوان «الاتحاد قوة».. دعوة للتلاحم والوحدة وتحذير من الفُرقة
وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير. وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية.
خطبة الجمعة اليوم
وجاء نص خطبة اليوم الجمعة كالتالي:
الحمدُ للهِ الذي ألَّفَ بينَ قلوبِ المؤمنين فأصبحوا بنعمتِه إخوانًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، حذَّرّ من التفريقِ والعدوانِ، ووعدَ المعتصمين بحبلِهِ فضلًا منه ورضوانًا، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنَا محمدًا عبدُه ورسولُه، الذي بنى أمةً كانت بالاتحادِ خيرَ الأممِ بنيانًا، وبالتآخي أصفاها وِجدانًا، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقبِ الزمانُ والمكانُ.
أما بعد:
فإن للكونِ سُننًا لا تتبدلُ، وقوانينَ لا تتغيرُ، ومن أثبتِ هذه السننِ وأوضحِها بيانًا، وأصدقِها بُرهانًا، أن الاجتماعَ قوةٌ والافتراقَ هوانٌ، وأن الوحدةَ صرحٌ يعلو به البنيانُ، والفُرقةَ صدعٌ يوهِي الأركانَ، فما اجتمعت قطراتُ المطرِ إلا شكلتْ سيلًا جارفًا، ولا تلاقتْ ذراتُ الرملِ إلا وصنعتْ جبلًا راسخًا، ولا تضامتْ أيدي المؤمنين إلا بَنتْ مجدًا شامخًا، بل إن الجنابَ المعظمَ صلى الله عليه وسلم يرتقي بالصورةِ إلى مستوى الجسدِ الواحدِ الذي ينبضُ بحياةٍ واحدةٍ، فيقولُ صلواتُ ربي وسلامُه عليه: 'مثلُ الْمُؤْمنين في توادِّهمْ وترَاحُمِهمْ وتَعَاطُفِهم مَثلُ الجَسدِ، إذَا اشْتَكَى منْهُ عُضْوٌ تدَاعَى لَهُ سَائرُ الجَسَدِ بالسّهَرِ والحُمّى'.
أيها الكرامُ، أيُّ مشاعرٍ تلك التي تجعلُ من ألمِ فردٍ في أقصى الأرضِ، حُمًى وسَهرًا لأخيه في أدناها، إنها الأخوةُ الحقةُ التي لا تعرفُ نزاعاتٍ عرقيةً، ولا فروقًا مذهبيةً، ولا جماعاتِ تكفيريةً، ولا قبائلَ متناحرةً، ولا أحقادَ متوارثةً، ولا أهواءَ متصارعةً، جمعَهم تشبيكُ الأصابعِ النبوية، واللسان النبويُّ يسردُ هذا المعني الأدبي الرفيع في صورة حسية بليغة، فيقول: 'المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشد بعضُه بعضًا'.
أيها النبلاءُ هلْ يقومُ بنيانٌ على أعمدةٍ متنافرةٍ؟ وهل تصمدُ جدرانٌ من لبناتٍ متباعدةٍ؟ إنما القوةُ في التماسكِ، والمتانةُ في التلاحمِ، كلُّ فردٍ في الأمةِ لبنةٌ، لا غنى عنها، ولا يكتملُ الصرحُ إلا بها، فلم يكنْ هذا الاتحادُ خيارًا يتركُ، أو فضيلةٌ يستحبُّ فعلُها، بل كان أمرًا إلهيًا صارمًا، وواجبًا شرعيًا لازمًا، وحاديك هذا البيانُ الإلهيُّ: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا} [آل عمران: ١٠٣]، فهذا هو مناطُ قوةِ الأمةِ، وسرُ المنعةِ، فمن كانَ يتخيلُ أن تتحولَ العداوةُ إلى إخاءٍ، والتناحرُ إلى تراحمٍ، إنَّ السرَّ في تلك الجملةِ {فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا}.
أيها الكرامُ، كونوا جميعًا كما أرادَ لكم ربُّكم، بنيانًا مرصوصًا، وجسدًا واحدًا، ليعطفْ غنيُّكم على فقيرِكم، وليرحمْ قويُّكم ضعيفُكم، وليتجاوزْ محسنُكم عن مسيئِكم، فاحذروا من أسبابِ الفُرقةِ مثلَ: التعصبِ للرأيِ، والانتصارِ للنفسِ، واتِّباعِ الهوى، والغرقِ في الجزئياتِ على حسابِ الكلياتِ؛ ففي الاتحادِ قوةٌ الحياةِ، وفي التفرقِ الضعفُ المميتُ، فتلامسوا حالَ مدينةِ سيدِنا رسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وآله وسلم- الفاضلةِ كيفَ كانت مجمعَ الفرقاءِ، ومأوى الأحبابِ، وتذكروا هذا النهيَ الإلهيَ {وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ}، وتأملوا في هذا الربطِ الدقيقِ: 'تنازعوا'، فتكونَ النتيجةُ الحتميةُ 'تفشلوا'، والأدهى من ذلك 'وتذهبَ ريحُكم'، تذهبَ قوتُكم وهيبتُكم ومنعتُكم، فتصبحوا غثاءً كغثاءِ السيلِ، فهذا هو موطنُ الداءِ: الفرقةُ، وما أحكمَ قولَ الشاعرِ الحكيمِ الذي لخصَ هذه السُنةَ الكونيةَ في أبياتٍ خالدةٍ، فقال:
تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسرًا * وإذا افترقنَ تكسرتْ آحادٌا
الخطبة الثانية : مواجهة العنف الأسري
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدُنا محمدٌ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين، وبعد:
فإنَّ العنفَ الأسريّ، تلك الآفةَ المدمرةَ، التي تتسللُ خلسةً إلى البيوتِ، لتزرعُ بذورَ الشقاقِ، وتغرسُ أشواكَ البغضاءِ، وتحولُ السكنَ إلى جحيمٍ، والمودةَ إلى عداءٍ، والرحمةَ إلى قسوةٍ، وتمزقُ النسيجَ الاجتماعيَ، وتهدمُ الثقةَ، وتورثُ الخوفَ والقلقَ، وتنشئُ أجيالًا مشوهةً نفسيًّا، قد تحملُ بذورَ العنفِ لتزرعَها في أجيالٍ قادمةٍ، وقد غابَ عنها هذا المنهجُ الربانيُّ المتشبعُ بالحبِّ والمودةِ، قال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١].
عبادَ اللهِ، إنَّ العنفَ الأسريَّ يتجلىَ في صورٍ متعددةٍ، لا تقتصرُ على الضربِ والإيذاءِ الجسديِّ فحسبُ، بل يمتدُ ليشملَ الإيذاءَ اللفظيَّ بالسبِّ والشتمِ والتهديدِ، والإيذاءِ النفسيِّ بالإهمالِ والتهميشِ والتحقيرِ، والإيذاءَ الاقتصاديَّ بالحرمانِ والتضييقِ، كلُّ هذه الصورِ وجوهٌ أُخرُ للعنفِ، لا تقلُّ خطورةً عن العنفِ الجسديِّ، بل قد تكونُ أشدُّ فتكًا بالنفسِ، وأعمقُ جرحًا للروحِ؛ فدينُنا الحنيفُ دينُ الرحمةِ والعدلِ والإحسانِ، قد حَذَّرَ أشدَ التحذيرَ من العنفِ بشتى صورِه، فكيفَ بالعنفِ داخلَ الأسرةِ الواحدةِ ؟ لقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي»، فنعمتْ تلك الخيريةُ.
اللهم ألفْ بينَ قلوبِنا، وأصلحْ ذاتَ بيننا، واجعلْ بيوتَنَا واحاتِ أمنٍ وسلامٍ ومحبةٍ آمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 29 دقائق
- الدستور
على جمعة: علينا الإيمان بالمهدي المنتظر لأنه موحد الأمة
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، مدح ربنا سبحانه وتعالى المؤمنون بأنهم يؤمنون بالغيب، فقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (البقرة:3: 5). وتابع " جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: المهدي المنتظر من الغيب الذي رأينا أن الأخبار بشأنه متواترة، فيجب علينا أن نؤمن بأن بظهور رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بالصفات المذكورة، ونؤمن بما أخبر به المصطفى ﷺ من وقائع تحدث قبل ظهوره وأثناء ظهوره وبعد موته، ونكون على استعداد إن ظهر المهدي بعلاماته المذكورة أن نبايعه ونتبعه حتى نكون من الناجين المقبولين عند الله. وأضاف " جمعة" قائلا: لكن كل ذلك لا يعني أننا نعطل الشرائع حتى ظهوره، فلا يتوقف على خروجه تعطيل شيء من العبادات، كصلاة الجمعة، والجماعات، ولا تطبيق الحدود، ولا الأحكام، فالمهدي الذي يؤمن به أهل الحق ليس منتظرًا، بمعنى أنه لا تتوقف الشرائع انتظارًا لخروجه، فالمسلمون يطبقون شرع ربهم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسعون للوحدة فيما بينهم، فإذا ظهر المهدي اتبعوه وكانوا جنده، وإن لم يظهر في زمانهم ظلوا على ما أمرهم الله به حتى يلقوا الله وهم على طاعته، والله نسأل أن يجعلنا على مراده في كل وقت وحين.


مصراوي
منذ 33 دقائق
- مصراوي
"اتحاد أئمة" وهمي يدعو لمظاهرة ضد مصر في تل أبيب بسبب غزة: خدنا تصريح إسرائيل
كتبت- أسماء البتاكوشي: في حلقة جديدة غريبة ضمن حملة استهداف مصر، تناقل صحفيون فلسطينيون بيانا منسوبا لما وصفوه بـ"اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني" يدعو لتنظيم مظاهرة احتجاجية أمام السفارة المصرية في تل أبيب، يوم الخميس المقبل 31 يوليو الجاري، رفضًا لاستمرار إغلاق معبر رفح البري. ورغم اعتراف إسرائيل بمسئوليتها عن غلق معبر رفح المخصص للأفراد وليس للبضائع من الجانب الفلسطيني والذي يسيطر جيش الاحتلال عليه، إلا أن مصر تتعرض لحملة ممنهجة تتهمها بغلق المعبر رغم أنه مفتوح من جانبها. وبحسب البيان، تقدم نضال أبو شيخة والذي تم تعريفه برئيس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني- وهو كيان لم يجد مصراوي أي معلومات عنه قبل هذا البيان- بطلب رسمي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنظيم المظاهرة، بمرافقة المحامي خالد زبارقة. وقال أبو شيخة في البيان المزعوم: "لا لتجويع غزة، نعم لفتح معبر رفح"، مضيفًا أن هذه المبادرة تأتي في إطار المسؤولية الدينية والوطنية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع. وتسبب البيان في حالة من الجدل بين فلسطينيي الداخل، وسط اتهامات بوقوف عناصر من جماعة الإخوان ورائه. وسخر الشيخ محمود أبو الطيف من الاتحاد المزعوم، وعلق قائلا: "كإمام اول مرة باسمع في "اتحاد أئمة المساجد"؟؟ ممكن نبذة عن الجمعية وأعضاء إدارتها؟". وهاجم يوسف حجازي، الذي عرف نفسه بأنه إمام في الأراضي المحتلة، الاتحاد المزعوم قائلا: اتحاد أئمة المساجد!!!! ابو شيخة؟؟؟؟ مين ابو شيخة ومين مساجد!! يا أمة ضحكت من جهلها وظلمها وكبرها الأمم. العبد الفقير 25 سنة وأنا إمام مسجد لم اسمع بمثل هذه الترهات والاتحاد، كيف المكيال لهذه اللجنة أو الاتحاد، ايش تنقاية عدس القصة والا شو. لا أكتب من فراغ أو مجرد عتاب لكن لما اقرأ شيء وهمي وتضليل وضلال والأمر يخص المسجد وديني من الضرورة أن أكتب". وتابع: "مش كافينا مسرحيات ممثلي الكنيست مش كافينا مسرحيات المتابعة كمان أئمة المساجد مسرحيات وممثلين ويكيلون بمكاييل قذرة تشرذم وتفكك لا يصلحه إلا الله جل في علاه". ومن جانبه قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر لم تمنع دخول أي مساعدات لقطاع غزة، موضحًا أنه من المهم أن يعرف الناس مواقف مصر التي كانت واضحة جدًّا التي تخص رفض تهجير الفلسطينيين؛ التي ترى أن التهجير سيؤدي إلى تفريغ القضية وحل القضية الفلسطينية. ولفت الرئيس السيسي خلال كلمة متلفزة له، اليوم الإثنين، إلى أن معبر رفح هو معبر أفراد، وتشغيله قائم من الجانبين المصري والفلسطيني، منوهًا أن حجم الشاحنات المستعدة لدخول القطاع كبير جدًّا، ولا يستطيع أحد منعه، إذ قال "لا أخلاقياتنا ولا الظرف؛ لكن عشان تدخل، كان لا بد من التنسيق، والطرف الآخر يكون فاتح عشان تدخل المساعدات دي.. وده جزء من اللي شغالين عليه، سواء إدخال المساعدات ووقف الحرب وتبادل الأسرى". بينما أضاف السيسي أن الأمر في غزة أصبح لا يطاق، ولا بد من إدخال أكبر قدر من المساعدات الغذائية والطبية، وكل ما يمكن أن يخفف المعاناة عن الشعب الغزاوي. ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة للمصريين، قائلًا "لا يمكننا أن نقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وحتى مع صعوبة الموقف لن نفعل ذلك، لطالما كان لنا دور محترم ومخلص وشريف وأمين، نحن دائمًا حريصون على إيجاد حلول لوقف التصعيد، وإيجاد حلًا نهائيًا للقضية الفلسطينية.


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
رئيس النيابة الإدارية يدعو أعضاء الهيئة للالتزام بأحكام"الوطنية للانتخابات"
دعا المستشار محمد الشناوي رئيس هيئة النيابة الإدارية أعضاء الهيئة إلى الالتزام بتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن ضوابط العملية الانتخابية بمناسبة الإشراف القضائي على انتخابات مجلس الشيوخ المقرر لها مطلع أغسطس المقبل. وأكد رئيس الهيئة في رسالة لأعضاء الهيئة ثقته في حرص أعضاء الهيئة على المشاركة في العملية الانتخابية ما يعكس الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن. وجاء نص الرسالة كما يلي : بناتي وأبنائي أعضاء النيابة الإدارية الكِرَام أتوجه إليكم اليوم بكلمتي هذه ومصر على أعتاب خطوة جديدة في مسيرتها الديمقراطية، التي تتمثل في الاستحقاق الدستوري الخاص بانتخابات الغرفة الثانية من السلطة التشريعية وهي "مجلس الشيوخ المصري". وفي هذا الصدد أُوصيكم بالالتزام التام بأحكام القانون والتعليمات الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن ضوابط العملية الانتخابية، وكلي ثقة في حرصكم الشديد على المشاركة في هذا الواجب الوطني المقدس وهو حرص ينبع من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه الوطن، وإدراك لحجم الأمانة الملقاة على عاتقكم لأداء هذا الدور بالغ الأهمية الذي تقدم به مصر رسالة لمواطنيها بل للعالم بأسره حول احترام إرادة الناخبين في اختيار ممثليهم كحق أساسي من الحقوق السياسية التي كفلتها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة والذي يشكل عنوانا للدولة الحديثة التي تقوم على سيادة القانون. كما أوصيكم أن يعكِس عملكم ومسلككم ما يجب أن يتحلى به عضو هذه الهيئة القضائية العريقة من الجد والاحترام وحسن الخلق، فيشعر كل ناخب بالاطمئنان والثقة في نزاهة العملية الانتخابية وهو يباشر حقه الدستوري. وفقكم الله وسدد خطاكم، وحفظ مصر قيادة وشعبا.