
العثور على رسالة في البحر بعد نصف قرن، وبي بي سي تجد كاتبها
نجحت بي بي سي سكوتلاند نيوز في حل لغز رسالة في قارورة زجاجية ألقيت في بحر الشمال، عُثر عليها على جزيرة سويدية، بعد 47 عاماً.
عثرت الصديقتان إلينور روزن إريكسون وآسا نيلسون على الزجاجة في وقت سابق من هذا العام، وبداخلها رسالة رطبة باهتة صعبة القراءة.
ومع ذلك، فقد استطاعت الصديقتان تمييز اسم أديسون رانسي، وتاريخ الرسالة الذي يعود إلى عام 1978، وعنوان في كولين بمقاطعة بانفشاير الاسكتنلندية، ليتضح أن الرسالة تشير إلى الصياد جيمس أديسون رانسي، الذي كان على متن سفينة الصيد (لورالي).
هذه الرسالة كتبها زميل رانسي في الطاقم آنذاك، جافين جيديس، الذي اندهش عندما علم بالعثور عليها بعد 47 عاماً من إلقائها في البحر.
وقد أعربت الصديقتان اللتان عثرتا على الزجاجة في السويد عن أن حل لغز مصدر الرسالة أمر "مدهش"، ووصفت شقيقة الصياد (جيم) القصة وراءها بأنها "مذهلة".
كانت إلينور ذات الـ32 عاماً، وآسا ذات الـ55 عاماً قد عثرتا على الزجاجة على الساحل الغربي للسويد في فبراير/شباط الماضي.
قالت إلينور: "كنتُ أستكشف جزر فاديروارنا مع صديقتي العزيزة آسا؛ فكلتانا تعشق البحث عن الكنوز الشاطئية".
وأضافت إلينور أنه "في ذلك اليوم، استقللنا القارب إلى تورسو، الجزيرة الأقصى في الشمال بالأرخبيل. فرأت آسا شيئاً غريباً بين شجيرات الجزيرة. إنها قارورة زجاجية سميكة بارزة من الأرض".
Ellinor Rosen Eriksson
Ellinor Rosen Eriksson
في داخل القارورة، كانت هناك رسالة رطبة تكاد تكون غير مقروءة. وضعتاها في الشمس لتجف، وتمكنتا في النهاية من قراءة بعض النصوص فيها. ظهر التاريخ كاملاً: "14.9.78".
كما تمكنتا أيضاً من قراءة الاسم والعنوان "أديسون رانسي، سيتاون، كولين، بانفشاير، اسكتلندا".
قالت إلينور إنها "اندهشت تماماً" من العثور على "رسالة حقيقية في زجاجة"، آملة في اكتشاف القصة وراءها.
تحدثتا عنها على وسائل التواصل الاجتماعي على أمل معرفة المزيد.
وبالفحص الدقيق، أمكن قراءة الحرفين "es" قبل اسم "أديسون رانسي"، بالإضافة إلى الرقم 115 قبل العنوان.
التقطت بي بي سي سكوتلاند نيوز طرف القصة، وتأكدت من أن جيمس أديسون رانسي كان رجلاً يسكن في ذلك العنوان في سيتاون بكولين في ذلك الوقت؛ فالحرفان "es" هما نهاية اسم "جيمس". ومن هنا بدأت رحلة البحث بشكل أعمق.
BBC
في هذا المنزل، تسكن اليوم سيدة تُدعى جين ووربي، تبلغ من العمر 78 عاماً.
علقت ووربي على قصة الرسالة حين رُويت لها بأنه من "اللطيف أن يمتلك المرء جزءاً ولو بسيطاً من التاريخ"، مضيفة أن الرسالة "حقاً تُداعب الخيال، حتى أنني أكاد أرغب في القيام بالأمر ذاته بنفسي".
أما جيم رانسي الذي كان يقطن في هذا المنزل، والذي نصت عليه الرسالة، فقد توفي عن 67 عاماً في عام 1995، وكان معروفاُ بين جيرانه باسم (بيم).
BBC
اتخذت القصة منعطفاً غير متوقع، عندما تحدثت بي بي سي إلى جافين جيديس، أحد زملاء جيم السابقين الذي كان ضمن طاقم سفينة (لورالي) المسجلة في بلدة باكي بإسكتلندا، والتي أبحرت من مدينة بيترهيد.
قال جافين، البالغ من العمر 69 عاماً: "بمجرد أن رأيت الرسالة، أيقنتُ أنها بخط يدي بكل تأكيد".
وأوضح جافين، الذي يعيش على بُعد أميال قليلة من كولين في راثفن، أنه يتذكر كتابتها، حتى أنه قارن الكتابة بخط يده كي يثبت ذلك.
أخبرنا جافين بأنهم قاموا بإلقاء "زجاجتين" في البحر، وجعلوا إحداهما باسم جيم رانسي، "والآن هذه هي الرسالة الوحيدة التي عُثر عليها منذ 47 عاماً".
وأضاف "الآن على الأقل تلقينا رداً".
المفاجأة أن ساندرا تايلور، شقيقة رانسي، لا تزال على قيد الحياة، حيث تبلغ اليوم من العمر 83 عاماً.
كانت تايلور في زيارة لكولين، موطنها الأصلي، وقد أصابها الذهول عندما سمعت قصة هذا الاكتشاف في السويد، قائلة: "إنه حقاً لأمر مذهل!".
BBC
أعربت تايلور عن دهشتها لبي بي سي قائلة: "أن تظل الرسالة في البحر لأربعين عاماً ونيف، ثم تُلقى فجأةً على الشاطئ، هذا أمرٌ لا يُصدق!"
لم يُساورها الشك في أن الاسم والعنوان يُشيران إلى أنه شقيقها، مضيفة "كانت عائلتي بأكملها تعمل في صيد الأسماك، ولم يكن لجيم مكان سوى البحر. لقد كان صياداً طوال حياته".
وعندما سُئلت عن تصورها عما كان سيفعله شقيقها الأكبر حين يعلم بأمر الرسالة، أجابت: "كان سيضحك بجنون، وسيجد صعوبة في تصديق ذلك. كان سيسكب كأساً من الشراب ويقول: "في صحتك!".
في السويد، وصفت إلينور وآسا اكتشاف مصدر الرسالة بأنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهما، حيث قالت إلينور: "إنها قصة رائعة وممتعة".
وأضافت أن "العثور على رسالة في زجاجة من إنسان بعيد، في يوم بارد من شهر فبراير/شباط، في جزيرة نائية مع صديقتك المقربة، أمرٌ ساحر حقاً".
أوضحت إلينور أنها وصديقتها لو كانتا على علم بما ستؤول إليه قصة الرسالة في نهاية المطاف، لحاولتا إنقاذ الزجاجة نفسها أيضاً.
وقالت: "أنا شخصياً أنحدر من عائلة صيد، وأعشق البحر، وأقضي وقتاً في الجزر وأبحث عن الكنوز".
وأضافت: "في منطقتي، نُطلق على هذا النشاط اسم "vraga"، أي الخروج للبحث عن شيء مفقود أو مخفي، واكتشاف القصة وراءه. وهذا بالضبط ما فعلناه هنا، بمساعدتكم الرائعة".
وختمت حديثها قائلة: "أنا وآسا نتوق بشدة للقدوم إلى كولين يوماً ما، للحديث عن القارورة الزجاجية وقصتها، واكتشاف ساحلكم الجميل وأناسه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
١٢-٠٦-٢٠٢٥
- شفق نيوز
العثور على رسالة في البحر بعد نصف قرن، وبي بي سي تجد كاتبها
نجحت بي بي سي سكوتلاند نيوز في حل لغز رسالة في قارورة زجاجية ألقيت في بحر الشمال، عُثر عليها على جزيرة سويدية، بعد 47 عاماً. عثرت الصديقتان إلينور روزن إريكسون وآسا نيلسون على الزجاجة في وقت سابق من هذا العام، وبداخلها رسالة رطبة باهتة صعبة القراءة. ومع ذلك، فقد استطاعت الصديقتان تمييز اسم أديسون رانسي، وتاريخ الرسالة الذي يعود إلى عام 1978، وعنوان في كولين بمقاطعة بانفشاير الاسكتنلندية، ليتضح أن الرسالة تشير إلى الصياد جيمس أديسون رانسي، الذي كان على متن سفينة الصيد (لورالي). هذه الرسالة كتبها زميل رانسي في الطاقم آنذاك، جافين جيديس، الذي اندهش عندما علم بالعثور عليها بعد 47 عاماً من إلقائها في البحر. وقد أعربت الصديقتان اللتان عثرتا على الزجاجة في السويد عن أن حل لغز مصدر الرسالة أمر "مدهش"، ووصفت شقيقة الصياد (جيم) القصة وراءها بأنها "مذهلة". كانت إلينور ذات الـ32 عاماً، وآسا ذات الـ55 عاماً قد عثرتا على الزجاجة على الساحل الغربي للسويد في فبراير/شباط الماضي. قالت إلينور: "كنتُ أستكشف جزر فاديروارنا مع صديقتي العزيزة آسا؛ فكلتانا تعشق البحث عن الكنوز الشاطئية". وأضافت إلينور أنه "في ذلك اليوم، استقللنا القارب إلى تورسو، الجزيرة الأقصى في الشمال بالأرخبيل. فرأت آسا شيئاً غريباً بين شجيرات الجزيرة. إنها قارورة زجاجية سميكة بارزة من الأرض". Ellinor Rosen Eriksson Ellinor Rosen Eriksson في داخل القارورة، كانت هناك رسالة رطبة تكاد تكون غير مقروءة. وضعتاها في الشمس لتجف، وتمكنتا في النهاية من قراءة بعض النصوص فيها. ظهر التاريخ كاملاً: "14.9.78". كما تمكنتا أيضاً من قراءة الاسم والعنوان "أديسون رانسي، سيتاون، كولين، بانفشاير، اسكتلندا". قالت إلينور إنها "اندهشت تماماً" من العثور على "رسالة حقيقية في زجاجة"، آملة في اكتشاف القصة وراءها. تحدثتا عنها على وسائل التواصل الاجتماعي على أمل معرفة المزيد. وبالفحص الدقيق، أمكن قراءة الحرفين "es" قبل اسم "أديسون رانسي"، بالإضافة إلى الرقم 115 قبل العنوان. التقطت بي بي سي سكوتلاند نيوز طرف القصة، وتأكدت من أن جيمس أديسون رانسي كان رجلاً يسكن في ذلك العنوان في سيتاون بكولين في ذلك الوقت؛ فالحرفان "es" هما نهاية اسم "جيمس". ومن هنا بدأت رحلة البحث بشكل أعمق. BBC في هذا المنزل، تسكن اليوم سيدة تُدعى جين ووربي، تبلغ من العمر 78 عاماً. علقت ووربي على قصة الرسالة حين رُويت لها بأنه من "اللطيف أن يمتلك المرء جزءاً ولو بسيطاً من التاريخ"، مضيفة أن الرسالة "حقاً تُداعب الخيال، حتى أنني أكاد أرغب في القيام بالأمر ذاته بنفسي". أما جيم رانسي الذي كان يقطن في هذا المنزل، والذي نصت عليه الرسالة، فقد توفي عن 67 عاماً في عام 1995، وكان معروفاُ بين جيرانه باسم (بيم). BBC اتخذت القصة منعطفاً غير متوقع، عندما تحدثت بي بي سي إلى جافين جيديس، أحد زملاء جيم السابقين الذي كان ضمن طاقم سفينة (لورالي) المسجلة في بلدة باكي بإسكتلندا، والتي أبحرت من مدينة بيترهيد. قال جافين، البالغ من العمر 69 عاماً: "بمجرد أن رأيت الرسالة، أيقنتُ أنها بخط يدي بكل تأكيد". وأوضح جافين، الذي يعيش على بُعد أميال قليلة من كولين في راثفن، أنه يتذكر كتابتها، حتى أنه قارن الكتابة بخط يده كي يثبت ذلك. أخبرنا جافين بأنهم قاموا بإلقاء "زجاجتين" في البحر، وجعلوا إحداهما باسم جيم رانسي، "والآن هذه هي الرسالة الوحيدة التي عُثر عليها منذ 47 عاماً". وأضاف "الآن على الأقل تلقينا رداً". المفاجأة أن ساندرا تايلور، شقيقة رانسي، لا تزال على قيد الحياة، حيث تبلغ اليوم من العمر 83 عاماً. كانت تايلور في زيارة لكولين، موطنها الأصلي، وقد أصابها الذهول عندما سمعت قصة هذا الاكتشاف في السويد، قائلة: "إنه حقاً لأمر مذهل!". BBC أعربت تايلور عن دهشتها لبي بي سي قائلة: "أن تظل الرسالة في البحر لأربعين عاماً ونيف، ثم تُلقى فجأةً على الشاطئ، هذا أمرٌ لا يُصدق!" لم يُساورها الشك في أن الاسم والعنوان يُشيران إلى أنه شقيقها، مضيفة "كانت عائلتي بأكملها تعمل في صيد الأسماك، ولم يكن لجيم مكان سوى البحر. لقد كان صياداً طوال حياته". وعندما سُئلت عن تصورها عما كان سيفعله شقيقها الأكبر حين يعلم بأمر الرسالة، أجابت: "كان سيضحك بجنون، وسيجد صعوبة في تصديق ذلك. كان سيسكب كأساً من الشراب ويقول: "في صحتك!". في السويد، وصفت إلينور وآسا اكتشاف مصدر الرسالة بأنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهما، حيث قالت إلينور: "إنها قصة رائعة وممتعة". وأضافت أن "العثور على رسالة في زجاجة من إنسان بعيد، في يوم بارد من شهر فبراير/شباط، في جزيرة نائية مع صديقتك المقربة، أمرٌ ساحر حقاً". أوضحت إلينور أنها وصديقتها لو كانتا على علم بما ستؤول إليه قصة الرسالة في نهاية المطاف، لحاولتا إنقاذ الزجاجة نفسها أيضاً. وقالت: "أنا شخصياً أنحدر من عائلة صيد، وأعشق البحر، وأقضي وقتاً في الجزر وأبحث عن الكنوز". وأضافت: "في منطقتي، نُطلق على هذا النشاط اسم "vraga"، أي الخروج للبحث عن شيء مفقود أو مخفي، واكتشاف القصة وراءه. وهذا بالضبط ما فعلناه هنا، بمساعدتكم الرائعة". وختمت حديثها قائلة: "أنا وآسا نتوق بشدة للقدوم إلى كولين يوماً ما، للحديث عن القارورة الزجاجية وقصتها، واكتشاف ساحلكم الجميل وأناسه".


شفق نيوز
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- شفق نيوز
ما قصة "الحيّة بيّة" في الموروث الشعبي الخليجي؟
في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتُغفل فيه الكثير من العادات والتقاليد، تظل الموروثات الثقافية والعادات الشعبية بصمة معبرة عن الهوية المجتمعية. وفي أنامل الأطفال الصغيرة، تتجسد هذه الموروثات من خلال تقليد "الحيّة بيّة"، الذي يُتوارَث جيلاً بعد جيل في عدد من الدول الخليجية. فعلى امتداد الشواطئ، وقبل أن تغيب شمس يوم عرفة، تنطلق أصوات الأطفال بأهازيج "الحيّة بيّة"، وتهتز أياديهم وهم يردّدون: "حية بية، راحت حية، ويات بيّة على درب الحنينية يا حيتي... عشيتج وغديتيج نهار العيد لا تدعين عليّ يا حيتي حجي وبيت مكة دقي بي حلليني يا حيتي... حلييني وابري ذمتي" يزرع الأطفال بذوراً كالقمح في سلال مصنوعة من سعف النخيل، يعتنون بها وينمّونها داخل المنازل. ومع اقتراب عيد الأضحى، وتحديداً في يوم وقفة عرفات، يُلقى بهذه السلال على شواطئ البحر، مصحوبة بالدعوات لعودة الحجاج سالمين. ويرى الخبراء أن هذه العادة، المعروفة بـ"الحيّة بيّة"، تعلم الأطفال منذ الصغر قيمة التضحية. في حديث لها مع بي بي سي، تناولت الدكتورة دلال الشروقي، الباحثة في الثقافة الشعبية والعادات البحرينية، جوانب من أبحاثها ودراساتها في هذا المجال. وتعني "الحيّة بيّة" في الأهازيج "حجي بيجي"، وتشير الشروقي إلى أنه في البحرين وبعض دول الخليج يُقلب حرف الجيم إلى ياء، وهو ما يعد من بقايا لهجة تميمية قديمة. وتقول الشروقي إن "الحيّة بيّة" تُعد مناسبة اجتماعية تحمل بعداً تاريخياً ودينياً عميقاً، يعود إلى زمن سيدنا إبراهيم الخليل، حين حلم بذبح ابنه إسماعيل، لكن الله سبحانه وتعالى افتداه بأضحية. ومنذ يوم الفداء، أصبح من الواجب أن نضحي سنوياً تكريماً لهذا الطقس الديني". ونظراً لقرب البحرين من حضارات السّند وبين النهرين، تؤكد الدكتورة الشروقي أن البحرين تأثرت بتلك الحضارات التي كان لها تقاليد تضحية بالأفراد أو الأشياء طلباً لرضا الأنهار أو الفيضانات. بينما "نعتقد أن أساس هذا الطقس هو تعويد الأطفال على التضحية بشيء يملكونه، ليكبروا وهم يفكرون في التضحية لله سنوياً". ومن أواخر شهر ذو القعدة، ومع وفرة النخيل في البحرين، تحيك السيدات قففاً صغيرة من خوص النخل، توضع فيها بعض البذور كالشعير أو نوع من العدس يسمى "ماش"، إضافة إلى السماد، وتحتاج هذه النباتات إلى أسبوعين لتنمو. في هذه الفترة، يعتني الأطفال بالنبتة كما يُعتنى بالخروف الذي سيُضحّى به، حيث يحصل على التغذية والرعاية قبل أن يصبح أضحية. ويعامل الأطفال الزرعة بحب واهتمام، لأن "نماءها يعني بركة العيدية" فيقومون بريها يومياً، وأحياناً يضعون لها قليلاً من الأرز حتى "لا تشتكيهم" عندما يأتي العيد، وفق الشروقي. وعندما يحين يوم عرفة الذي يقف فيه الحجاج في محيط الجبل الواقع في أطراف مكة، يأخذ الأطفال "الحيّة بيّة" ويتوجّهون بها إلى شاطئ البحر. وهناك، يرمونها في البحر مردّدين الأهازيج الشعبية: "حيّة بيّة. راحت حيّة، وجات بيّة...على درب الحنينية". وتعتقد الشروقي أن هذه العادة لا تقتصر فقط على الاعتناء بالنبتة، بل تعلم الأطفال أيضاً مفهوم الاستغناء والتضحية، إذ يرمون ما اعتنوا به في البحر أملاً منهم في عودة الحجاج سالمين". وتقول الشروقي إن عادة "الحيّة بيّة" في البحرين من العادات التي كانت وما زالت متجذرة، وأصبحت اليوم تُنظم بشكل رسمي من خلال المدارس والجمعيات الأهلية. ويخرج الأطفال في تجمعات، حيث يُجرى إعداد بعض السواحل لاستقبالهم وضمان وصولهم بأمان. أما في قطر، فتشير الشروقي إلى أن ممارسة هذه العادة تقتصر على نطاق ضيق، حيث يحييها البحرينيون الذين استقروا هناك، بعد أن انتقلت معهم هذه العادة من البحرين إلى قطر. ووفقاً لوزارة الثقافة القطرية، تعد "الحيّة بيّة" من الممارسات التي ما زالت محفوظة في الذاكرة الشعبية؛ فهي واحدة من الفعاليات الاحتفالية الخاصة بالفتيات الصغيرات في الفترة العمرية بين 8 و12 عاماً. "في مساء التاسع من ذي الحجة، تخرج الفتيات في مسيرات أو إلى سيف البحر، حيث يرددن مع أرجحة السلة أغانٍ تُعبّر عن عنايتهن بالحيّة في أجواء من الفرح. ثم يرمين السلة في إطار هذه الأجواء الشعبية، التي يسهم المجتمع في إحيائها من خلال الاهتمام بتجديد كافة مستلزماتها، مما يُسهم في غرس حب هذا التراث وحفظه في نفوس الأجيال القادمة"، بحسب الوزارة. الحيّة بيّة: موروث شعبيّ أم خطر بيئيّ؟ ورغم تمسك العديد من الخليجيين بهذه العادات، تظهر أصوات معارضة لها من منظور بيئي. وتقول الناشطة البيئية منال بوجيري لبي بي سي إن "الحيّة بيّة" موروث شعبي قديم توارثته الأجيال، إلا أنها تؤكد إلى الحاجة لإيجاد طريقة صحيحة للحفاظ عليه دون الإضرار بالبيئة. وتشير إلى أن هناك العديد من "الآثار السلبية لهذا التقليد، كتلويث الشواطئ، والإخلال بقواعد النظافة العامة، وتدمير الحياة البحرية". وتضيف أنه في السنوات الأخيرة، طُوّرت "الحيّة بّية" باستخدام مواد ضارة وغير صديقة للبيئة، مثل الأكريليك والبلاستيك والألياف الصناعية وعلب المعادن التي تحتاج إلى مئات السنين لتتحلّل، قائلة: "هذه المواد تدخل في غذاء الأسماك، ما يؤدي إلى موتها، وبالتالي ينعكس سلباً على الحياة البحرية والشواطئ". وبالإشارة إلى تنامي الوعي بأهمية تقليل استخدام البلاستيك، تؤكد أن العالم بات يدرك بشكل متزايد الأضرار التي يسببها على البيئة وصحة الإنسان، الأمر الذي يدفع إلى البحث عن بدائل وحلول تحد من استهلاكه. وفي إطار التحليل، تشير بوجيري إلى معطيات دائرة الحدائق الوطنية الأمريكية، التي تفيد بأن زجاجة بلاستيكية واحدة تحتاج إلى سنوات عديدة لتتحلل في البيئة، وعملية تحللها تُسهم في إطلاق مواد ضارة تؤثر على التربة والمياه الجوفية. وعلى عكس ما يُقال عن إيجابية هذا الموروث، ترى بوجيري أن "الحيّة بيّة" تُسهم في "تعليم غير مباشر للطفل أن يرمي أي شيء في البحر". فمن خلال تجربتها مع الأطفال بعد تعليمهم كيفية زراعتها، تقول إن هناك ارتباطاً بين الطفل والنبتة التي أصبحت تحت مسؤوليته بعد أن اعتنى بها وسقاها. ينشأ حب بين الطفل والنبتة، وعندما يأتي اليوم ليرميها في البحر، يجد الطفل نفسه في حالة من الصدمة. فعند وصولهم إلى البحر، يرفض بعض الأطفال رميها. وتؤيد الشروقي الأصوات التي تنتقد من يستخدم معلبات أو مواد بلاستيكية، رافضة كل ما يُلوث البيئة، قائلة إن هذا بعيد كل البعد عن الطقس نفسه، الذي يعتمد بالأساس على سلّة من الخوص يُزرع فيها بعض البقويات. وتؤكد بوجيري أنه بامكاننا الاستمرار بهذا التراث الشعبي، مع إيجاد حلول لحماية البيئة، كاستخدام مواد صديقة للبيئة مثل سلّة السعف، والعلب الكرتونية، والحبل المصنوع من الصوف الطبيعي. وتضيف "لابد من التعاون مع الهيئات الرسمية بوضع حاويات بأشكال جذابة للأطفال لرمي الحية بية فيها". ثم استدركت قائلة: "من الأفضل توعية الأطفال بعدم رمي أي مخلفات في البحر، ففكرة الرمي بحد ذاتها غير صحيحة. ويمكن للطفل زراعة الحيّة بيّة، وتعليقها في الحديقة أو شرفة المنزل بدلاً من ذلك".


شفق نيوز
٣٠-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
ما هو السر وراء إقبال الشباب الأمريكي على الكنائس الروسية؟
يسألني الكثير من الناس: "يا أبونا موسى، كيف يمكنني أن أزيد من رجولتي إلى مستويات خيالية؟". ففي مقطع فيديو على يوتيوب، يظهر كاهن يروّج لنوع من الرجولة القوية وغير المُعتذرة. وهو يسخر من أشياء يعتبرها أنثوية أكثر من اللازم، مثل البنطال الضيق، وتشبيك الساقين، واستخدام مكواة الملابس، وتنسيق شكل الحواجب، بل وحتى تناول كوباً من الحساء. وهناك مقاطع فيديو أخرى للأب موسى ماكفيرسون، وهو أب قوي البنية وله 5 أبناء، يظهر فيها وهو يرفع الأثقال على أنغام موسيقى الهيفي ميتال. روسيا وأوكرانيا: الأمن الأوكراني يداهم أديرة دينية بحثا عن جواسيس روس ونشأ ماكفيرسون في بيئة بروتستانتية، وعمل سابقاً في مجال تركيب الأسطح، لكنه يخدم الآن ككاهن في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية خارج روسيا (آر أو سي أو آر) في بلدة جورجتاون في ولاية تكساس الأمريكية، وهي فرع من الكنيسة الأم في موسكو. وتُعدّ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية خارج روسيا، شبكة عالمية تتخذ من نيويورك مقراً لها، وقد بدأت مؤخراً بالتوسع في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، وذلك في الغالب نتيجة لاعتناق أفراد من ديانات أخرى لمعتقدات هذه الطائفة. وخلال الأشهر الستة الماضية، قام الأب موسى بتعميد 75 مؤمناً جديداً في كنيسته، كنيسة "أم الرب"، الواقعة شمال مدينة أوستن. ويقول: "عندما اعتنقتُ أنا وزوجتي الأرثوذكسية قبل 20 عاماً، كنّا نصفها بأنها السرّ الأفضل حفظاً، لأنّ الناس ببساطة لم يكونوا يعرفون ما هي". وأضاف قائلاً: "لكن خلال العام والنصف الماضيين، تضاعف عدد أفراد جماعتنا ثلاث مرات". BBC وخلال قداس الأحد في كنيسة الأب موسى، أُدهش لعدد الرجال في العشرينات والثلاثينات من عمرهم وهم يصلّون ويرسمون علامة الصليب في مؤخرة صحن الكنيسة، وكيف أنّ هذا الدين، بتقاليده التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي، يبدو أنه يجتذب شباباً يشعرون بعدم الارتياح تجاه الحياة في أمريكا الحديثة. ويخبرني تيودور، وهو مهندس برمجيات، أنه كان يملك وظيفة أحلام وزوجة يعشقها، لكنه كان يشعر بفراغ داخلي، وكأنّ هناك حفرة في قلبه. ويعتقد أنّ المجتمع كان "قاسياً جداً" على الرجال، ودائماً ما يُشعرهم بأنهم على خطأ، ويشكو من أنّ الرجال يتعرّضون للنقد عندما يرغبون في أن يكونوا المعيل الرئيسي ويُعيلوا زوجة مقيمة في المنزل. ويضيف تيودور قائلاَ: "يقال لنا إنّ هذه علاقة سامة جداً في وقتنا الحاضر، لكن الأمر ليس كذلك، ولا ينبغي أن يكون كذلك". وقد قرّر جميع المعتنقين الجدد تقريباً الذين التقيت بهم، تعليم أطفالهم في المنزل، جزئياً لأنهم يؤمنون بأنّ على النساء أن يُولِين الأولوية لعائلاتهن بدلاً من مسيراتهنّ المهنية. ويقول الأب جون وايتفورد، رئيس الكهنة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في سبرينغ في شمال هيوستن، إنّ التعليم المنزلي يضمن تربية دينية، ويُعدّ "وسيلة لحماية أطفالك"، فضلاً عن تجنب الحديث عن "التحول الجنسي، أو 57 تصنيفاً جنسياً في الشهر، أو أشياء من هذا القبيل". وبالمقارنة مع ملايين المصلين في الكنائس الضخمة الإنجيلية بأمريكا، فإنّ أعداد أتباع الأرثوذكسية المسيحية ضئيلة جداً ولا تتجاوز 1 في المئة من السكان. ويشمل ذلك الأرثوذكسية الشرقية، كما تُمارَس في روسيا وأوكرانيا وشرق أوروبا واليونان، إضافة إلى الأرثوذكسية الشرقية القادمة من الشرق الأوسط وأفريقيا. وتأسست الكنيسة الأرثوذكسية الروسية خارج روسيا على يد كهنة ورجال دين فرّوا من الثورة الروسية عام 1917، ويُنظر إليها من قبل كثيرين باعتبارها أكثر الهيئات الأرثوذكسية محافظة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإنّ هذه الجماعة الدينية الصغيرة تُعد صوتاً صاخباً، وما يجري داخلها يعكس تحولات سياسية أوسع، خاصة بعد التحوّل الكبير في سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه موسكو. ويصعب تحديد الزيادة الحقيقية في عدد المعتنقين الجدد، لكنّ بيانات من مركز بيو للأبحاث تشير إلى أنّ 64 في المئة من الأرثوذكس في الولايات المتحدة هم من الذكور، مقارنة بـ46 في المئة في عام 2007. وتدعم دراسة أصغر شملت 773 معتنقاً جديداً هذا الاتجاه، حيث تبيّن أنّ غالبية المعتنقين الجدد هم من الرجال، وكثير منهم يقولون إنّ الجائحة (كوفيد-19) دفعتهم للبحث عن إيمان جديد. وتعود هذه الدراسة إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا (أو سي إيه)، التي أسسها رهبان روس في ألاسكا في أواخر القرن الثامن عشر، وتضم اليوم أكثر من 700 كنيسة وبعثة وجماعة ودير ومؤسسة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وجميعها تنتمي إلى التقاليد الأرثوذكسية الروسية. ويقول البروفيسور سكوت كينورثي، المتخصص في تاريخ وفكر المسيحية الأرثوذكسية الشرقية خصوصاً في روسيا الحديثة إنّ كنيسته في مدينة سينسيناتي، والتابعة للكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا "تضج بالمصلين". ويُضيف أنه ارتاد الكنيسة ذاتها لمدة 24 عاماً، وأنّ أعداد المصلين كانت مستقرة حتى فترة الإغلاق بسبب كوفيد، ومنذ ذلك الحين بدأ تدفّق مستمر من القادمين الجدد والذين يستعدون للمعمودية، ويُعرفون باسم "الموعوظين". ويقول البروفيسور كينورثي: "هذه الظاهرة لا تقتصر على كنيستي فقط أو على أماكن معينة في تكساس، بل هي بالتأكيد أوسع من ذلك". ويُعدّ الفضاء الرقمي عاملاً رئيسياً في موجة المعتنقين الجدد هذه، فالأب موسى لديه عدد كبير من المتابعين على الإنترنت، وعندما نشر صورة لاختبار حمل إيجابي على حسابه في إنستغرام، حصل على 6 آلاف إعجاب بمناسبة إعلانه عن قدوم طفله السادس. لكن هناك العشرات من البودكاستات ومقاطع الفيديو الأخرى التي يقدمها رجال دين أرثوذكس وجيش من المتابعين معظمهم من الذكور. ويقول الأب موسى لرعيته:" إنّ هناك طريقين لخدمة الله أن تصبح راهباً أو راهبة، أو أن تتزوج، ومن يختار الزواج يجب أن يتجنب موانع الحمل وأن يُنجب أكبر عدد ممكن من الأطفال". ويضيف قائلاً: "أروني قديساً واحداً في تاريخ الكنيسة بارك أي نوع من موانع الحمل"، أمّا عن الاستمناء، أو ما تسميه الكنيسة الإساءة للذات، فيدين الأب موسى ذلك ويصفه بأنه "أمر مثير للشفقة وغير رجولي". ويقول الأب موسى إنّ الأرثوذكسية "ليست ذكورية، بل طبيعية"، بينما "كل شيء في الغرب أصبح مؤنثاً للغاية". ويعتقد أنّ بعض الكنائس البروتستانتية موجهة في الأساس للنساء. ويضيف قائلاً: "لا أريد حضور قداسات تُشبه حفلات تايلور سويفت، إذا نظرت إلى لغة موسيقى العبادة، فكلها مشاعر وعواطف وذلك ليس من شيم الرجال". أمّا إليسا بيليتيتش ديفيس، وهي بروتستانتية سابقة وتنتمي الآن إلى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في أوستن، وتُدرّس في مدرسة الأحد ولديها بودكاست خاص، فتقول إنّ كثيراً من المعتنقين الجدد ينتمون إلى "التيار المعادي لليقظة الاجتماعية (anti-woke)"، ولديهم أحياناً أفكار غريبة عن إيمانهم الجديد، خاصة أولئك المنضمون إلى الكنيسة الروسية. وتضيف إليسا: "يرون الأرثوذكسية كأنها ديانة عسكرية، وصارمة، وانضباطية، وذكورية، وسلطوية، الأمر مضحك نوعاً ما، وكأنّ التطرف الديني عند البيوريتانيين الأمريكيين القدامى عاد للظهور من جديد". عمل باك جونسون كرجل إطفاء لمدة 25 عاماً، ويُقدّم بودكاست يُدعى "كاونتر فلو" أو "التدفق المضاد". ويقول إنه كان خائفاً في البداية من دخول كنيسته الأرثوذكسية الروسية المحلية لأنه "يبدو مختلفاً، ومغطى بالوشوم"، لكنه يخبرني بأنه قوبل بترحيب واسع، كما أُعجب ببقاء الكنيسة مفتوحة طوال فترة الإغلاق بسبب كوفيد. ويقول باك، وهو جالس على أريكة أمام شاشتي تلفزيون ضخمتين في منزله في مدينة لوكهارت، إنّ إيمانه الجديد بدأ يغيّر نظرته للعالم. ويضيف قائلاُ: "ما يقلقني هو النظرة السلبية الأمريكية تجاه روسيا"، مشيراُ إلى أنّ الإعلام السائد أو "إعلام المؤسسات التقليدية" يقدّم صورة مشوّهة عن غزو أوكرانيا. ويتابع قائلاً: "أعتقد أنّ الأمر ناتج عن الجيل الذي عاش في حقبة الحرب الباردة، لا أفهم تماماً السبب، لكنهم يقولون إنّ روسيا شريرة". وقد أيّد رأس الكنيسة الروسية في موسكو، البطريرك كيريل، غزو أوكرانيا بشدة، واعتبره "حرباً مقدسة"، مع إبداء القليل من التعاطف مع الضحايا. وعندما سألتُ رئيس الكهنة الأب جون وايتفورد عن البطريرك كيريل، الذي يعتبره كثيرون محرّضاً على الحرب، أكد لي أنّ تصريحات البطريرك قد تمّ تحريفها. ويبدو أنّ المقاطع المصوّرة والصور التي تُظهر بوتين وهو يقتبس آيات من الإنجيل، ويُمسك بالشموع خلال القداسات في كاتدرائية المسيح المخلّص بموسكو، أو ينزل بملابس السباحة إلى مياه متجمدة خلال عيد الغطاس، قد تركت أثراً لدى البعض، فهناك من يرى، في أمريكا وغيرها، أنّ روسيا تُجسّد آخر معقل للمسيحية الحقيقية. BBC ومنذ ما يقرب من عقد من الزمن، انتقل كاهن آخر من ولاية تكساس كان قد اعتنق الأرثوذكسية، وهو الأب جوزيف غليسون، من أمريكا إلى قرية بوريسوغلِبْسكي الواقعة على بُعد 4 ساعات شمال موسكو، برفقة زوجته وأطفاله الثمانية. وقال في مقابلة مع مقدم برامج روسي: "روسيا لا تعترف بزواج المثليين، ولا يوجد فيها زواج مدني، وهي مكان يمكنك فيه تعليم أطفالك في المنزل، وبالطبع، أنا أعشق التاريخ الأرثوذكسي الممتد لألف عام هنا". وهذا التكساسي ذو اللحية الخفيفة يُعتبر في طليعة حركة تدعو المحافظين إلى الانتقال إلى روسيا. وفي أغسطس/آب الماضي، قدّم بوتين تأشيرة "القيم المشتركة" السريعة، للمهاجرين الفارّين من الليبرالية الغربية. وعودةً إلى تكساس، يقول لي باك إنّه هو وزملاءه من المعتنقين الجدد للأرثوذكسية يديرون ظهورهم لفكرة الإشباع الفوري ولنمط الاستهلاك الأمريكي. ويضيف قائلاً: "نحن نفكر في الأمور على المدى البعيد، مثل التقاليد، ومحبة الأسرة، ومحبة المجتمع، ومحبة الجيران، وأعتقد أنّ الأرثوذكسية تناسبنا جداً وخصوصاً هنا في تكساس".