
السكري من النوع الأول: تداعياته وسبل إدارته
يشهد قطاع الرعاية الصحية ارتفاعاً واضحاً في عدد المصابين بمرض السكري، يدفع العالم الى إعادة النظر في التوجهات والممارسات المعتمدة في هذا المجال، لكبح انتشاره والحد من تفاقم الحالات عالمياً. وفي هذا الصدد، يشير د. رائد الدهش، استشاري ورئيس قسم الغدد والسكري بالحرس الوطني، في مقابلة له مع جريدة الرياض، الى أهمية اكتساب معلومات كافية حول هذا الداء لفهم أعراضه وكيفية التعامل معه.
ويوضح في حديثه أن مرض السكري من النوع الأوّل هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث على مراحل نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا "بيتا" المسؤولة عن تصنيع الأنسولين في البنكرياس، ما يؤدي الى توقف إنتاجه. وفي ظلّ غياب علاج نهائي له، يتعيّن على المرضى إدارته من خلال العلاج بالإنسولين منذ لحظة تشخيصه ولمدى الحياة، بالإضافة إلى المراقبة الدقيقة لمستوى السكر.
وينصح د. الدهش كافة الأشخاص بإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن المرض، حيث إن الغالبية العظمى من الحالات التي تشخص سنوياً تظهر لدى أولئك الذين ليس لهم تاريخ مرضي مرتبط بالحالة. ويتطرق في حديثه الى الأفراد الذين يحتاجون الى إجراء فحص مبكر للكشف عن المرض، فيقسمهم الى ثلاث مجموعات؛ المجموعة الأولى تشمل الأشخاص الذين لهم تاريخ مرضي وترتفع فرص إصابتهم بالمرض خمسة عشر مرة أكثر من غيرهم. لذلك، ينصح فحصهم بشكل عاجل. والمجموعة الثانية تضمّ مرضى الأمراض المناعية الأخرى، حيث تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين تلك الأمراض ومرض السكري من النوع الأول. أما المجموعة الثالثة فتشمل المصابين بارتفاع نسبي في مستوى السكر في الدم ويمكن لفحص الأجسام المضادة أن يميز بين مرض السكر من النوع الأول ومرض السكر من النوع الثاني في هذه المجموعة.
ويتابع حديثه متطرقاً الى العمر الموصى به لبدء فحص الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من مرض السكري من النوع الأول، حيث يؤكد على ضرورة فحص الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي لأحد الأقارب المصابين بمرض السكري من النوع الاول بغض النظر عن أعمارهم، مع التركيز على الفئات العمرية التي تتراوح م بين السنتين والـ 45 سنة.
ويولي د. رائد أهمية كبيرة لطرق التشخيص التي تسمح بالكشف المبكر عن مرض السكري من النوع الأول قبل ظهور الأعراض، ما يتيح وقتاً كافياً للعائلة والطبيب لاتخاذ خطوات مدروسة تقلل من العبء المرضي وتحسن جودة الحياة على المدى البعيد وتثمر فوائد صحية ونفسية كبيرة، وتشمل بدء المراقبة الطبية والوقاية من حدوث الحماض الكيتوني الحاد عند التشخيص، والتهيئة النفسية وتقديم الدعم اللازم للأسرة والمريض على حدّ سواء، بالإضافة الى إمكانية تنفيذ التدخلات الوقائية والعلاجات المناعية التي يمكن أن تحدّ من الأعراض وتفاقم الحالة وتلعب دوراً أساسياً في تحسين الاستجابة للعلاج المبكر وتقليل المضاعفات المستقبلية.
ويُعدّ مرض السكري من التحديات الصحية الرئيسية التي تواجه المجتمعات في عصرنا اليوم، لكن الكشف المبكر عنه يُشكل خطوة حاسمة في الوقاية والعلاج. فمن خلال تعزيز الوعي بأعراض المرض، وإجراء الفحوصات الدورية، واعتماد نمط حياة صحي، يمكن تقليل مخاطر المضاعفات وتحسين جودة الحياة. ويشكّل التزام الأفراد والمجتمع بالتثقيف الصحي والفحص المبكر سبيلاً للحد من انتشار هذا المرض وضمان حياة أكثر صحة واستدامة للجميع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 21 دقائق
- عكاظ
السعودية: زراعة أول جهاز ذكي داخل الدماغ لتحسين التحكم بالأمراض العصبية
تابعوا عكاظ على نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في إجراء أول عملية من نوعها في الشرق الأوسط؛ لزرع جهاز ذكي داخل الدماغ، يعمل على تحسين التحكم بالأمراض العصبية المزمنة، من خلال رصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي وإرسال نبضات كهربائية دقيقة إلى المناطق المصابة، ما يسهم في تخفيف الأعراض وتقليل الاعتماد على الأدوية، ويُعزز جودة حياة المرضى، ويمنحهم مزيداً من الاستقلالية والاستقرار الصحي. ويمكّن هذا الابتكار المتقدم المرضى من تحسين السيطرة على الأعراض العصبية، مع إمكانية تقليل جرعات الأدوية بنسبة تصل إلى 50%، ما يخفف آثارها الجانبية، ويعزز جودة الحياة اليومية، خصوصاً لدى المصابين بمرض باركنسون والصرع واضطرابات الحركة. ويسهم الذكاء الاصطناعي داخل الجهاز في تحليل الإشارات الدماغية بشكل فوري، ليتعرف على الأنماط غير الطبيعية في نشاط الدماغ، ويستجيب تلقائياً بإرسال نبضات كهربائية دقيقة تُعيد التوازن للنشاط العصبي، ما يُمكّن من علاج أكثر دقة ومرونة يتكيف مع حالة كل مريض لحظة بلحظة، دون الحاجة إلى تدخل يدوي مستمر من الفريق الطبي. أخبار ذات صلة ويبدأ أثر الجهاز في الظهور خلال الأسابيع الأولى من الزرع، إلا أن تحقيق الفائدة القصوى يتطلب معايرة دقيقة خلال فترة تتراوح من شهر إلى 3 أشهر، تُضبط خلالها الاستجابة الكهربائية بناءً على الإشارات الدماغية الفعلية التي يسجلها الجهاز. ويتميز الإجراء باستخدام تقنيات طفيفة التوغل تستغرق بين 3 إلى 5 ساعات فقط، دون الحاجة إلى شقوق جراحية واسعة، ما يقلل من فترة التعافي والمضاعفات المحتملة، ويعزز سرعة عودة المريض إلى حياته اليومية. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
ممرضة سعودية تحصد أول شهادة عالمية من HFSA في قصور القلب
ضمن خططها الاستراتيجية في التميز الوطني وتعزيز ربادة الكفاءات التمريضية السعودية، أعلنت مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة - عضو تجمع مكة المكرمة الصحي - عن تحقيق إنجاز غير مسبوق، تمثّل في حصول الممرضة الممارسة المتقدمة سمية الطارقي على شهادة HF-Cert المقدمة من جمعية قصور القلب الأمريكية (HFSA). لتكون بذلك أول ممرضة سعودية تحصل على هذا الاعتماد العالمي الرفيع في تخصص قصور القلب. الكفاءات التمريضية السعودية أوضح تجمع مكة المكرمة الصحي بأن هذا الاعتماد يعد نقلة نوعية في مسيرة الكفاءات الوطنية، حيث يمنح الحاصلين عليه أهلية تقديم رعاية متقدمة وشاملة لمرضى قصور القلب، استنادًا إلى أحدث البروتوكولات والإرشادات الطبية المعتمدة دوليًا، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء السريري وتحقيق نتائج علاجية أفضل. وبهذه المناسبة، أعرب سعادة المدير العام التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية الدكتور عادل طاش عن فخره بهذا الإنجاز الذي يعكس حرص المدينة على تطوير كوادرها وتمكينها من الوصول إلى أعلى مستويات التميز، مؤكدًا أن المدينة تواصل الاستثمار في رأس المال البشري بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 ، ومضيفًا بأن المدينة الطبية هي مصنع للمواهب والقدرات وأن ما حققته الممرضة سمية الطارقي هو مثال يحتذى به، ويُجسد ما يمكن أن تصل إليه الكفاءات الوطنية حين تُمنح البيئة المحفزة والدعم المؤسسي السليم:" #فيديو | سمية الطارقي، ممرض ممارس متقدم في #مدينة_الملك_عبدالله_الطبية ، تروي رحلتها الملهمة نحو التميز في #التمريض. #فخر_التمريض — مدينـة المـلك عبـدالله الطبيـة (@KAMC_MAKKAH) May 21, 2025 من جهتها، عبّرت سمية الطارقي عن اعتزازها بهذا الإنجاز النوعي، مؤكدة أنه يمثل ثمرة الدعم اللامحدود الذي يحظى به الممارسون الصحيون من القيادة الرشيدة، ومن بيئة العمل في مدينة الملك عبدالله الطبية ، مضيفة: "هذا الاعتماد يمثل دافعًا أكبر لمواصلة العطاء، وبذل كل الجهد لخدمة المرضى والمساهمة في تطوير منظومة الرعاية الصحية في وطني." وأشار التجمع الصحي إلى أن شهادة HF-Cert تُعد واحدة من أهم الشهادات الاحترافية عالميًا في مجال قصور القلب، حيث تعتمدها الهيئات الصحية الأمريكية والدولية كمرجعية معيارية لتأهيل الكوادر المتخصصة في هذا التخصص الحيوي. ويؤكد هذا الإنجاز حرص مدينة الملك عبدالله الطبية على الاستثمار في كوادرها البشرية، والارتقاء بالممارسات الطبية والتمريضية إلى مصاف المعايير العالمية، دعمًا لجودة الحياة، وتعزيزًا لمكانة المملكة كمركز رائد في الرعاية الصحية التخصصية. في سياق منفصل:


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
تدشين صالة جديدة للغسيل الكلوي للحجاج بالمدينة
خصّص تجمع المدينة المنورة الصحي صالة غسيل كلوي خاصة بمرضى الكلى من الحجاج، وذلك في مركز الكلى بمستشفى الملك فهد؛ بهدف تسهيل حصولهم على الرعاية اللازمة بجودة عالية، وأسلوب يراعي وقتهم وتنقلاتهم، ضمن جهود المملكة في رعاية ضيوف الرحمن، وتقديم الخدمات الطبية المتكاملة التي تضمن أداء مناسكهم بصحة وطمأنينة. وأوضح تجمع المدينة المنورة الصحي، أن الصالة مجهّزة بأحدث التقنيات الطبية، وتضم 13 جهاز غسيل كلوي تعمل على تقديم أكثر من 26 جلسة يوميًا، بإشراف طاقم طبي مؤهل لضمان أعلى مستويات السلامة والكفاءة. وأكد التجمع الصحي على التنسيق مسبقًا مع البعثات الطبية لحملات الحج، عبر استقبال التقارير الطبية التي توضح حالة الحاج الصحية، ومن ثم جدولة الجلسات مباشرة عند وصوله إلى المدينة المنورة، وذلك حرصًا على توفير الوقت، وتقليل عناء التنقل.