
عقار تجريبي يثبت فعاليته في خفض سكر الدم لدى مرضى السكري
اكتشف فريق من الباحثين في 14 مركزا طبيا في الصين، من بينها مستشفى الشعب بجامعة بكين، أن عقارا تجريبيا حقق نتائج واعدة في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2.
يعد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكثر الأمراض الأيضية شيوعا في العالم، حيث يعاني المرضى من مقاومة الأنسولين وضعف إفرازه، ما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستويات السكر في الدم. وعلى الرغم من توفر العديد من الأدوية، لا يزال كثير من المرضى غير قادرين على تحقيق تحكم مثالي في الغلوكوز، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب وأمراض الكبد.
وهنا يبرز دور 'بربارين أورسوديوكسيكولات' (HTD1801)، وهو عقار تجريبي يعزز التمثيل الغذائي ويقلل الالتهابات، من خلال تنشيط 'كيناز AMP' (إنزيم رئيسي يلعب دورا حاسما في تنظيم التمثيل الغذائي والطاقة داخل الخلايا) وتثبيط 'إنفلماسوم NLRP3' (يلعب دورا رئيسيا في تنظيم الاستجابة الالتهابية). كما تجمع تركيبته بين 'بربارين'، الذي ينظم استقلاب الغلوكوز والدهون، و'حمض أورسوديوكسيكوليك'، المعروف بخصائصه الوقائية للكبد.
وأجرى الباحثون تجربة عشوائية من المرحلة الثانية، شملت 113 مريضا يعانون من مرض السكري من النوع 2، بمستويات هيموغلوبين A1c (مؤشر رئيسي لمتوسط مستوى السكر في الدم) تتراوح بين 7.0% و10.5%، ومستوى غلوكوز في البلازما أثناء الصيام أقل من 250.5 مغم/ديسيلتر.
وقبل بدء التجربة، خضع جميع المشاركين لفترة تحضيرية مدتها 4 أسابيع، تلقوا خلالها إرشادات غذائية وتعليمات حول مراقبة نسبة السكر في الدم. ثم تم توزيعهم على 3 مجموعات: مجموعة تلقت دواء وهميا، ومجموعة تلقت 500 مغم من HTD1801 مرتين يوميا، ومجموعة تلقت 1000 مغم من HTD1801 مرتين يوميا.
وخلال 12 أسبوعا من المتابعة، سجل المرضى الذين تلقوا HTD1801 تحسنا ملحوظا يعتمد على الجرعة:
– انخفضت مستويات هيموغلوبين A1c بمقدار 0.4% في المجموعة ذات الجرعة المنخفضة، و0.7% في المجموعة ذات الجرعة العالية، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.
– شهدت مجموعة الجرعة العالية انخفاضا متوسطا في سكر الدم الصائم بلغ 18.4 مغم/ديسيلتر.
إقرأ ايضاً
– تمكن عدد أكبر من المرضى الذين تناولوا HTD1801 من الوصول إلى مستويات السكر المستهدفة (أقل من 7.0%) مقارنة بمن تلقوا الدواء الوهمي.
ولم يقتصر تأثير HTD1801 على سكر الدم فقط، بل أظهر فوائد أيضية وقلبية واضحة، خاصة في مجموعة الجرعة العالية: انخفاض ملحوظ في الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول غير عالي الكثافة، وتحسن في مستويات الدهون الثلاثية وانخفاض في البروتين التفاعلي C عالي الحساسية، وهو مؤشر رئيسي للالتهابات الجهازية، بالإضافة إلى تحسن وظائف الكبد.
وبشكل عام، كان HTD1801 آمنا وجيد التحمل، حيث أكمل 97.3% من المشاركين الدراسة دون الحاجة إلى التوقف بسبب آثار جانبية خطيرة.
وعلى عكس بعض العلاجات الأخرى، لم يتسبب في زيادة الوزن أو زيادة خطر انخفاض سكر الدم الشديد.
وحاليا، تجري تجارب سريرية من المرحلة الثالثة، تهدف إلى تقييم الدواء على نطاق أوسع ولفترة أطول. وإذا أثبت نجاحه، فقد يصبح علاجا فمويا جديدا لمرض السكري من النوع الثاني، خاصة للمرضى الذين يواجهون تحديات في السيطرة على مستويات السكر والمضاعفات الأيضية.
نشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
١١-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
دراسة تكشف: الغطسة الباردة ليست الحل الأمثل للتعافي العضلي
انتشرت ظاهرة "الغطسة الباردة" بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في ارتفاع سوق أحواض الغمر البارد إلى 318.63 مليون دولار في عام 2023، مدعومة بترويج مؤثرين افتراضيين لفوائدها الصحية. ومع ذلك، أظهرت دراسة سريرية حديثة أجراها باحثون من جامعة العلوم التطبيقية والفنون في جنوب سويسرا أن هذا الأسلوب قد لا يكون فعالاً كما يُشاع، خاصة بالنسبة للنساء. وخلال التجربة، تم اختيار 30 مشاركاً للخضوع لتمرين شاق يتكون من خمس مجموعات من 20 قفزة على صندوق بارتفاع 0.6 متر، بهدف إحداث تلف عضلي. قُسّم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: الأولى للغمر في الماء البارد، الثانية في الماء الساخن، والثالثة لم تخضع لأي غمر. واستمر الغمر لمدة 10 دقائق بعد التمرين، ثم مرة أخرى بعد ساعتين، وتمت متابعة المؤشرات الفسيولوجية والتعافي العضلي على مدار 72 ساعة. وأظهرت النتائج أن الغطس في الماء البارد أو الساخن لم يُحدث فرقاً ملحوظاً في تعافي العضلات، وفقاً لقياسات الألم، والتورم، ومستويات كيناز الكرياتين، وقوة العضلات. وبيّنت الدكتورة فرح أحمد، طبيبة عامة في عيادة لندن العامة، أن الغطس البارد قد يُنشّط الأنسجة الدهنية البنية، مما يحسّن حساسية الأنسولين ويساهم في إدارة الوزن، لكنه قد يكون خطيراً على مرضى القلب والجهاز التنفسي بسبب ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة. وعلى صعيد آخر، كشفت الدراسة عن فجوة في استجابة النساء لهذا النوع من التعافي، مشيرة إلى ضرورة تكثيف الأبحاث حول تأثير الغطس البارد والساخن على النساء، حيث لم تستفد النساء في الدراسة من نفس مستويات التعافي التي شهدها الرجال، مما يعكس اختلافات فسيولوجية واضحة بين الجنسين. وفي ظل هذه النتائج، أوصت الدكتورة رافينا بهانوت، مؤسسة "زوناس للخصوبة"، بتطبيق أساليب أكثر فعالية للتعافي مثل النوم الجيد، شرب كميات كافية من الماء، تناول البروتين، وممارسة تمارين خفيفة كالمشي واليوغا، بالإضافة إلى العلاج الحراري والتدليك كبديل أكثر أماناً وفعالية من الغطس البارد.


أخبارنا
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
تحذير صحي عالمي: السكري من النوع 2 يهدد الشباب بشكل متزايد
لم يعد السكري من النوع 2 مرضاً يقتصر على كبار السن، بل يشهد انتشاراً مقلقاً بين الشباب في مختلف أنحاء العالم، خاصة أولئك الذين يتبعون أنماطاً غذائية غير صحية تعتمد على الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة. وأشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ذا لانسيت إلى أن عدد المصابين تحت سن الأربعين ارتفع بشكل حاد خلال العقدين الماضيين، ما دفع منظمات الصحة العامة إلى دق ناقوس الخطر. ويبدأ المرض غالباً بمرحلة "مقاومة الأنسولين"، حيث يُنتج الجسم كميات كبيرة من الأنسولين في محاولة لضبط مستويات الجلوكوز. لكن بدلاً من استخدام السعرات لإنتاج الطاقة، يتم تخزينها كدهون، ما يؤدي إلى اضطراب الأيض. وتشمل مسببات هذا الخلل الغذائي الوجبات السريعة، والحلويات، وألواح الحبوب، والأطعمة المجمدة الجاهزة التي تحتوي على كميات خفية من السكريات والكربوهيدرات المكررة. ويُحذر الأطباء من تجاهل العلامات المبكرة للإصابة، مثل التعب المفرط، والعطش الزائد، وزيادة الوزن دون سبب واضح، والضباب الذهني بعد الأكل. فتجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى تطور المرض ومضاعفاته الخطيرة مثل أمراض القلب والكلى وتلف الأعصاب. ومن أبرز عوامل الخطر أيضاً قلة الحركة، والإجهاد المزمن، ونقص النوم، وهي ظروف تساهم في ضعف استجابة الجسم للأنسولين. ولهذا، يُوصي الخبراء بمجموعة من النصائح للوقاية، من بينها: الطهو المنزلي لتقليل السكر والملح، ممارسة المشي بعد الأكل، قراءة ملصقات الأغذية بعناية، تجنب تخطي الوجبات، والحفاظ على نوم منتظم. وتؤكد الأبحاث أن التغييرات الصغيرة والمستمرة في نمط الحياة يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً في الوقاية من مرض السكري من النوع 2 وتحسين الصحة العامة، خاصة لدى الأجيال الشابة.


أخبارنا
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- أخبارنا
القهوة تحارب الوهن: دراسة تربط استهلاكها بانخفاض أعراض الشيخوخة
أشارت دراسة أوروبية حديثة إلى أن تناول القهوة بشكل منتظم، بمعدل يتراوح بين 4 إلى 6 أكواب يومياً أو أكثر، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالوهن لدى كبار السن. وتُعد هذه الدراسة التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية الأولى من نوعها التي تركز على العلاقة بين استهلاك القهوة وعوامل الوهن، باستخدام نمط ظاهري محدد يتضمن خمسة أعراض رئيسية. وفي هذا السياق، حدّد الباحثون من جامعة أمستردام مؤشرات الوهن بظهور 3 أعراض أو أكثر من بين: فقدان الوزن، الضعف، الإرهاق، بطء المشي، وقلة النشاط البدني. وقد اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 1161 شخصاً تتجاوز أعمارهم 55 عاماً، تمت متابعتهم على مدى سبع سنوات ضمن دراسة الشيخوخة الطولية في أمستردام. علاوة على ذلك، رجّح الفريق البحثي أن فوائد القهوة في تقليل احتمالية الإصابة بالوهن تعود جزئياً إلى احتوائها على مضادات أكسدة فعالة، تلعب دوراً في تقليل الالتهابات وحماية العضلات من الهشاشة والتلف. كما يُعتقد أن القهوة تسهم في تنظيم حساسية الأنسولين وتحسين امتصاص الجلوكوز، مما يدعم صحة كبار السن. وفي ضوء هذه النتائج، تعزز القهوة مكانتها كمشروب يرتبط بفوائد صحية متزايدة، بعد أن سبق ربطها بتحسين الوظائف الإدراكية والتقليل من بعض الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن. ومع ذلك، يؤكد الخبراء على ضرورة الاعتدال في الاستهلاك ومراعاة الظروف الصحية الفردية لكل شخص.