logo
ملامح الانفتاح التركي على الشرق الليبي

ملامح الانفتاح التركي على الشرق الليبي

LPC٢٢-٠٤-٢٠٢٥

بدأت تلوح في الأفق ملامح تقارب جديد بين تركيا وبعض القيادات السياسية والعسكرية في الشرق الليبي، برعاية أمريكية غير معلنة، ما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والمراقبين للشأن الليبي، خصوصًا وأن أنقرة، التي لطالما دعمت حكومة الغرب في طرابلس خلال سنوات الصراع، تسعى الآن إلى إعادة تموضعها السياسي عبر قنوات دبلوماسية جديدة في شرق البلاد أيضًا، حيث يسيطر قوات خليفة حفتر، بالإضافة إلى وجود اهتمام ودعم كبيرين من قبل الولايات المتحدة الامريكية تجاه هذا التقارب.
بدأت ملامح التقارب تخرج إلى العلن بعد أن أجرى رئيس أركان قوات الكرامة صدام حفتر زيارة إلى أنقرة مطلع أبريل الجاري، والتقى خلالها بالفريق أول سلجوق بايراكتار أوغلو في مقر رئاسة القوات البرية التركية بمنطقة جانكايا في العاصمة التركية أنقرة.
وكشفت مجلة 'جون أفريك' الفرنسية لاحقا أن زيارة صدام حفتر تطرقت إلى اتفاق على تدريب القوات العسكرية لقوات حفتر على تسيير الطائرات من دون طيار التركية، وتعاون عسكري بعدة مجالات.
وقالت صحيفة 'تركيا اليوم' إن هناك مساحة للحوار بين الأطراف في شرق ليبيا وغربها، مشيرة في افتتاحيتها إلى خطوات سريعة تتخذها أنقرة للتقرب من الأطراف في الشرق الليبي.
وبحسب تقارير إعلامية متقاطعة، فإن واشنطن تلعب دورًا محوريًا في هذا التقارب، سعيًا منها لدفع الأطراف الليبية المتنازعة نحو تسوية شاملة لإحكام قبضتها على هذه الدولة الغنية بالنفط وإنهاء الأزمة السياسية والأمنية المستمرة منذ 2011.
غير أن هذا التحول المفاجئ في المواقف التركية – المدعومة أمريكيًا، يثير مخاوف لدى مراقبين ومحللين، يرون أن ما يجري قد يكون محاولة لـ 'تفكيك' معسكر الشرق من الداخل، عبر اختراقه سياسيًا بدلًا من المواجهة المباشرة.
ويذهب البعض إلى اعتبار هذا الانفتاح التركي وفكرة توحيد الجيش قد تؤدي إلى إضعاف المشير حفتر أو حتى عزله عن المشهد السياسي لصالح شخصيات أكثر مرونة في التعاطي مع الأجندات الغربية.
حيث يرى الباحث والخبير السياسي محمد الخلدون، أن حفتر لم يدخل يومًا في حسابات واشنطن أو أنقرة، كشريك أو حليف، وفي أكثر من مناسبة حاولت كلا الدولتين اقصائه سياسيًا، ابتداءً من محاربته علنًا عندما أطلق عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، وإرسال تركيا السلاح والعتاد لتحقيق ذلك، مرورًا بملف انساني حرك قضية في محكمة فرجينيا في الولايات المتحدة، حكمت ضده غيابًا، وصولًا إلى مسألة إقصائه عن الانتخابات كان مزمع عقدها في ديسمبر 2021، عن طريق البعثة الأممية للدعم في ليبيا، هيمنة واشنطن على عمل البعثة.
ولفت الباحث والخبير السياسي إلى أن الأمم المتحدة اتهمت ضمنيًا نجله صدام حفتر، بتهريب النفط الليبي، وذلك بضوء أخضر ومباركة أمريكية أيضًا بحكم نفوذها الكبير في المنظمة.
وبحسب الخلدون، فالتقارب التركي مع قادة الشرق يأتي ضمن استراتيجية أمريكية – تركية تهدف إلى تقليص قوة خليفة حفتر عسكريًا على الأرض، من خلال رؤية 'الجيش الموحد'، وذلك بدمج قوات المشير وتجزئتها في مؤسسة عسكرية أوسع، تشمل قوات معسكر الغرب الليبي المدعومة تركيًا، وبالتالي تقليص نفوذ حفتر على قواته، وتحجيم موقعه على الساحة السياسية.
وحذر الباحث والخبير السياسي من خطورة توحيد الجيش الليبي برعاية تركية – أمريكية بلا ضمانات مسبقة، ومع عدم وجود أرضية آمنة تضمن عدم تحويل هذا الجيش إلى أداة تحقق الأجندات الغربية في ليبيا، بدلاً من صون مصالح ومقدرات الشعب الليبي.
مضيفًا أن التدخلات الغربية هي من أوصل البلاد إلى هذه المرحلة العصية عن الحل، ومن يعرقل أساسًا طموحات الشعب الليبي بتحقيق مصيره بنفسه.
وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن مهدت للتقارب التركي مع معسكر الشرق الليبي بعد أن أجرى نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا 'أفريكوم' الفريق جون برينان، مباحثات مع مسؤولين عسكريين ليبيين من معسكر الشرق والغرب، وعمل على الترويج لمخطط تشكيل قوى عسكرية أمنية مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.
حيث أجرى برينان في طرابلس لقاءات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وعدد من قادة القوات العسكرية التابعة لحكومته، من بينهم رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، كما عقد الوفد العسكري الأميركي اجتماعاً في بنغازي مع قائد قوات الكرامة خليفة حفتر، ونجله رئيس أركان القوات البرية صدام حفتر.
استشهدت عدة صحف عربية بتقرير للأمم المتحدة يتهم ضمنيا صدام نجل خليفة حفتر بـ 'تهريب' النفط من خلال النفوذ غير المباشر عبر شركة نفط خاصة تعمل في 'مبيعات النفط الخام'.
الكاتب الدكتور / محمد الصادق الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الكهرباء»: عودة التيار لأغلب أحياء طبرق
«الكهرباء»: عودة التيار لأغلب أحياء طبرق

الوسط

timeمنذ 43 دقائق

  • الوسط

«الكهرباء»: عودة التيار لأغلب أحياء طبرق

أعلنت إدارة توزيع طبرق التابعة للشركة العامة للكهرباء إعادة التيار إلى أغلب أحياء مدينة طبرق. وأشارت الإدارة في بيان، إلى عودة التيار إلى المناطق الشرقية بالمدينة، وعمل الفرق الفنية على إعادة الكهرباء لكامل المدينة. ودخلت المنطقة الشرقية بأكلمها في حالة إظلام تام، مساء الجمعة، ولم تعلن وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب أسباب هذا الإطفاء لكنها شددت على عمل فرقها الفنية لإعاد التيار خلال ساعات قليلة. - - - إدخال عدد من وحدات الكهرباء إلى الشبكة تمهيدًا لإعادة التيار في المنطقة الشرقية إلى ذلك، أعلنت الشركة العامة للكهرباء، منتصف ليل الجمعة/السبت، دخول عدد من وحدات محطات الكهرباء في المنطقة الشرقية إلى الشبكة العامة، ضمن محاولات إعادة التيار للمنطقة بعد إظلام تام شهدته المنطقة. وأوضحت، في بيان، أن فرقها الفنية نجحت في إدخال كل من: الوحدة الأولى بمحطة كهرباء السرير الغربي، والوحدة السادسة شمال بنغازي، والوحدتين الثالثة والرابعة بمدينة طبرق على الشبكة العامة، لاستعادة التيار في المنطقة كاملة. بدورها، أعلنت وزارة الكهرباء إعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى مدينة بنغازي، خاصة الأماكن الحيوية مثل مستشفيات المدينة والمناطق المحيطة بها والجناح الشرقي بالكامل.

لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية
لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية

أخبار ليبيا

timeمنذ 44 دقائق

  • أخبار ليبيا

لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية

وقالت اللجنة في بيان صدر بعد اجتماعها الأول الذي عقد بدعوة من رئيس اللجنة، السفير رامز دمشقية، إن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، رحب بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاضي بتسوية مسألة السلاح الفلسطيني داخل المخيمات. وأشار سلام إلى الأثر الإيجابي لهذا القرار في تعزيز العلاقات اللبنانية–الفلسطينية، وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. كما شدد على تمسك لبنان بثوابته الوطنية، وأعطى توجيهاته بضرورة الإسراع في تنفيذ الخطوات العملية، من خلال وضع آلية تنفيذية واضحة تترافق مع جدول زمني محدد. وحسب البيان، انتقل النقاش بعد ذلك إلى بحث سبل تطبيق التوجيهات الواردة في البيان المشترك الصادر عن لقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون ونظيره الفلسطيني. وقد شدد هذا البيان على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية واحترام سيادتها، إلى جانب تعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان استقرار المخيمات ومحيطها. واتفق المجتمعون على إطلاق مسار لتسليم السلاح، على أن يتم ذلك وفق جدول زمني محدد، يترافق مع خطوات عملية لتحسين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. كما تقرر تكثيف الاجتماعات المشتركة وتعزيز التواصل بين الجانبين، بهدف وضع الترتيبات اللازمة للشروع الفوري في تنفيذ هذه التوجيهات على مختلف المستويات. المصدر: RT

'الدبيبة' أمام مهلة للرحيل وامتحان لـ 'الرئاسي' في قلب طرابلس
'الدبيبة' أمام مهلة للرحيل وامتحان لـ 'الرئاسي' في قلب طرابلس

أخبار ليبيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبار ليبيا

'الدبيبة' أمام مهلة للرحيل وامتحان لـ 'الرئاسي' في قلب طرابلس

العنوان منح المتظاهرون في طرابلس المجلس الرئاسي مهلة زمنية لا تتجاوز 24 ساعة لتسلم إدارة البلاد، مع تحديد موعد نهائي لإجراء الانتخابات العامة في 25 يوليو 2026. وفي بيان صادر عن المتظاهرين، شدد المحتجون على ضرورة إعداد دستور دائم ينهي المرحلة الانتقالية الممتدة منذ سنوات، مطالبين البعثة الأممية والمجتمع الدولي بدعم المسار الديمقراطي وإنهاء ما وصفوه بـ'دوامة الفوضى السياسية والفساد'. وأكد المحتجون على استمرار اعتصامهم في الميادين حتى تحقيق المطالب، ملوّحين بتصعيد أكبر يوم الجمعة المقبل في حال لم تتم الاستجابة، مع تأكيدهم على تمسكهم بالسلمية. وشهد ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس يوم الجمعة، حشودًا كبيرة ضمن مظاهرة 'جمعة الخلاص'، التي طالبت بإسقاط حكومة عبد الحميد الدبيبة، ونقل السلطة إلى المجلس الرئاسي كجهة انتقالية تقود البلاد إلى الانتخابات، مع تهديد بالعصيان المدني إذا لم تُلب المطالب خلال 24 ساعة. واتسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مناطق عدة داخل طرابلس مثل سوق الجمعة، وزاوية الدهماني، والنوفليين، إضافة إلى توافد متظاهرين من مدن الزاوية وصرمان وصبراتة، ما يعكس تصاعد الغضب الشعبي وتمدد الاحتجاج جغرافيًا. كما تظاهر المئات أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في غرب العاصمة، مطالبين بسحب الاعتراف الدولي من حكومة الدبيبة وتشكيل حكومة جديدة تحظى بشرعية شعبية تقود المرحلة المقبلة نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store