logo

آخر أخبار من "LPC"

ملامح الانفتاح التركي على الشرق الليبي
ملامح الانفتاح التركي على الشرق الليبي

LPC

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LPC

ملامح الانفتاح التركي على الشرق الليبي

بدأت تلوح في الأفق ملامح تقارب جديد بين تركيا وبعض القيادات السياسية والعسكرية في الشرق الليبي، برعاية أمريكية غير معلنة، ما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والمراقبين للشأن الليبي، خصوصًا وأن أنقرة، التي لطالما دعمت حكومة الغرب في طرابلس خلال سنوات الصراع، تسعى الآن إلى إعادة تموضعها السياسي عبر قنوات دبلوماسية جديدة في شرق البلاد أيضًا، حيث يسيطر قوات خليفة حفتر، بالإضافة إلى وجود اهتمام ودعم كبيرين من قبل الولايات المتحدة الامريكية تجاه هذا التقارب. بدأت ملامح التقارب تخرج إلى العلن بعد أن أجرى رئيس أركان قوات الكرامة صدام حفتر زيارة إلى أنقرة مطلع أبريل الجاري، والتقى خلالها بالفريق أول سلجوق بايراكتار أوغلو في مقر رئاسة القوات البرية التركية بمنطقة جانكايا في العاصمة التركية أنقرة. وكشفت مجلة 'جون أفريك' الفرنسية لاحقا أن زيارة صدام حفتر تطرقت إلى اتفاق على تدريب القوات العسكرية لقوات حفتر على تسيير الطائرات من دون طيار التركية، وتعاون عسكري بعدة مجالات. وقالت صحيفة 'تركيا اليوم' إن هناك مساحة للحوار بين الأطراف في شرق ليبيا وغربها، مشيرة في افتتاحيتها إلى خطوات سريعة تتخذها أنقرة للتقرب من الأطراف في الشرق الليبي. وبحسب تقارير إعلامية متقاطعة، فإن واشنطن تلعب دورًا محوريًا في هذا التقارب، سعيًا منها لدفع الأطراف الليبية المتنازعة نحو تسوية شاملة لإحكام قبضتها على هذه الدولة الغنية بالنفط وإنهاء الأزمة السياسية والأمنية المستمرة منذ 2011. غير أن هذا التحول المفاجئ في المواقف التركية – المدعومة أمريكيًا، يثير مخاوف لدى مراقبين ومحللين، يرون أن ما يجري قد يكون محاولة لـ 'تفكيك' معسكر الشرق من الداخل، عبر اختراقه سياسيًا بدلًا من المواجهة المباشرة. ويذهب البعض إلى اعتبار هذا الانفتاح التركي وفكرة توحيد الجيش قد تؤدي إلى إضعاف المشير حفتر أو حتى عزله عن المشهد السياسي لصالح شخصيات أكثر مرونة في التعاطي مع الأجندات الغربية. حيث يرى الباحث والخبير السياسي محمد الخلدون، أن حفتر لم يدخل يومًا في حسابات واشنطن أو أنقرة، كشريك أو حليف، وفي أكثر من مناسبة حاولت كلا الدولتين اقصائه سياسيًا، ابتداءً من محاربته علنًا عندما أطلق عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، وإرسال تركيا السلاح والعتاد لتحقيق ذلك، مرورًا بملف انساني حرك قضية في محكمة فرجينيا في الولايات المتحدة، حكمت ضده غيابًا، وصولًا إلى مسألة إقصائه عن الانتخابات كان مزمع عقدها في ديسمبر 2021، عن طريق البعثة الأممية للدعم في ليبيا، هيمنة واشنطن على عمل البعثة. ولفت الباحث والخبير السياسي إلى أن الأمم المتحدة اتهمت ضمنيًا نجله صدام حفتر، بتهريب النفط الليبي، وذلك بضوء أخضر ومباركة أمريكية أيضًا بحكم نفوذها الكبير في المنظمة. وبحسب الخلدون، فالتقارب التركي مع قادة الشرق يأتي ضمن استراتيجية أمريكية – تركية تهدف إلى تقليص قوة خليفة حفتر عسكريًا على الأرض، من خلال رؤية 'الجيش الموحد'، وذلك بدمج قوات المشير وتجزئتها في مؤسسة عسكرية أوسع، تشمل قوات معسكر الغرب الليبي المدعومة تركيًا، وبالتالي تقليص نفوذ حفتر على قواته، وتحجيم موقعه على الساحة السياسية. وحذر الباحث والخبير السياسي من خطورة توحيد الجيش الليبي برعاية تركية – أمريكية بلا ضمانات مسبقة، ومع عدم وجود أرضية آمنة تضمن عدم تحويل هذا الجيش إلى أداة تحقق الأجندات الغربية في ليبيا، بدلاً من صون مصالح ومقدرات الشعب الليبي. مضيفًا أن التدخلات الغربية هي من أوصل البلاد إلى هذه المرحلة العصية عن الحل، ومن يعرقل أساسًا طموحات الشعب الليبي بتحقيق مصيره بنفسه. وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن مهدت للتقارب التركي مع معسكر الشرق الليبي بعد أن أجرى نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا 'أفريكوم' الفريق جون برينان، مباحثات مع مسؤولين عسكريين ليبيين من معسكر الشرق والغرب، وعمل على الترويج لمخطط تشكيل قوى عسكرية أمنية مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. حيث أجرى برينان في طرابلس لقاءات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وعدد من قادة القوات العسكرية التابعة لحكومته، من بينهم رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، كما عقد الوفد العسكري الأميركي اجتماعاً في بنغازي مع قائد قوات الكرامة خليفة حفتر، ونجله رئيس أركان القوات البرية صدام حفتر. استشهدت عدة صحف عربية بتقرير للأمم المتحدة يتهم ضمنيا صدام نجل خليفة حفتر بـ 'تهريب' النفط من خلال النفوذ غير المباشر عبر شركة نفط خاصة تعمل في 'مبيعات النفط الخام'. الكاتب الدكتور / محمد الصادق الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية.

تساؤلات عن أبعاد تقارب معسكر الشرق والأتراك
تساؤلات عن أبعاد تقارب معسكر الشرق والأتراك

LPC

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LPC

تساؤلات عن أبعاد تقارب معسكر الشرق والأتراك

تطورات عديدة تشهدها ليبيا على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية وسط تساؤلات عديدة، لاسيما بعدما دشنت تركيا والمعسكران السياسي والعسكري داخل شرق ليبيا فصلاً جديداً في العلاقة بينهما وطي صفحة الخلافات الحادة والقطيعة السياسية والصدامات العسكرية التي بلغت ذروتها خلال فترة الحرب الأهلية بين عامي 2019 و2020 قبل أن تتحسن العلاقة خلال العامين الأخيرين. حيث استضافت رئاسة القوات البرية التركية في أنقرة صدام حفتر نجل خليفة حفتر، بصفته رئيس أركان القوات البرية التابعة للشرق الليبي، ضِمن مراسم استقبال رسمية، مما أعطى انطباعاً باعتراف تركي بسلطة صدام، وهو ما يؤسس لانطلاقة علاقات إيجابية بين أنقرة وشرق ليبيا وفقاً لعدد من الخبراء والمحللين السياسيين. لكن الانتقاد طال حفتر الذي قرر أن يضع يده بيد الأتراك الذين قدموا الدعم لحكومة الوفاق الوطني عام 2019 ومكنوا القوات العسكرية في العاصمة طرابلس من مؤسسات الدولة الليبية وهم نفسهم الذين يمنعون قرار نقل مقرات عدد من مؤسسات الدولة إلى بنغازي وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط والهيئة العامة للكهرباء. كما ندد أحزاب بتسليم آل حفتر وآل الدبيبة لمشاريع استراتيجية وحيوية داخل ليبيا إلى شركات تركية من دون أي شرعية قانونية أو مؤسسية تخولهم التصرف في مقدرات الدولة. وأوضحوا في البيانات لهم أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، وتعكس استمرار نهج التفرد بالقرارات المصيرية من قبل أطراف لا تملك أي صفة قانونية أو مؤسسية، ولا تمثل الإرادة الحقيقية للشعب الليبي. وبحسب البيان 'تثير هذه التعاقدات العديد من علامات الاستفهام حول طبيعتها، وشفافيتها، والأهداف الكامنة وراءها، ونؤكد بشكل قاطع أن أي اتفاق أو عقد يتم توقيعه من قبل جهات أو أفراد لا يحملون صفة رسمية صادرة عن مؤسسات شرعية منتخبة أو معترف بها، يُعد باطلاً ولا يُلزم الدولة الليبية، وسيتم إلغاؤه فور استعادة المؤسسات الموحدة والشرعية للدولة'. كما وجه ناشطون من الشرق الليبي على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل لحفتر طالبوه فيها بعدم تطبيع العلاقات مع الحكومة التركية التي جاءت ( بالميليشيات إلى طرابلس وبالجماعات الإسلامية إلى دمشق ومكنهم من السلطة، وأن هذا التقارب هو خيانة عظمى للقضية التي تم على أساسها شن عملية الكرامة عام 2019) . وتعليقاً على ما حدث يقول الباحث في الشأن الداخلي الليبي، عبد الله خلدون، أن الوضع الداخلي الليبي متخبط، والتقارب التركي من معسكر الشرق، ليس بهدف توحيد مؤسسات الدولة وإيجاد حل سياسي دبلوماسي سلمي للأزمة الليبية، بل هو بسبب مخاوف أنقرة وحلفاءها الحاليين من أن يتم نقل مقرات مؤسسات الدولة إلى بنغازي. حيث يرى خلدون أن الشعب الليبي طالب بتوطين مقر المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي، وهو أمر يعمل على عرقلته في الوقت الراهن رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ومع وجود تكهنات تُشير إلى احتمالية تنفيذ هذا المطلب، وستتوجه الأنظار من بعد المؤسسة الوطنية نحو مصرف ليبيا المركزي، وبالتالي قررت واشنطن أن تُشكل تحالفاً مع أنقرة ودفعها نحو التقارب مع معسكر الشرق الليبي، لتفادي خطر فقدان السيطرة على القطاع المصرفي والنفطي الليبي وبالتالي فقدان النفوذ والمصالح في ليبيا. خلدون استند في تحليله إلى التوقيت الزمني لزيارة صدام حفتر إلى أنقرة والتي تبعها مباشرة زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى واشنطن بيوم وأحد، وهو ما يؤكد وجود تنسيق أميركي – تركي حول السياسة المتبعة في ليبيا في الوقت الراهن . وأكد بأن هذه الدول المتصارعة على ليبيا تسعى إلى فرض نفوذها، والسيطرة على الثروات النفطية والتحكم بمجريات الساحة السياسية بما يتماشى مع أجنداتها على حساب الشعب الليبي. تقرير: المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بالتزامن مع أنباء العودة الفرنسية إلى إفريقيا… الجماعات المسلحة تزيد من هجماتها في القارة
بالتزامن مع أنباء العودة الفرنسية إلى إفريقيا… الجماعات المسلحة تزيد من هجماتها في القارة

LPC

time٠٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LPC

بالتزامن مع أنباء العودة الفرنسية إلى إفريقيا… الجماعات المسلحة تزيد من هجماتها في القارة

أفادت مصادر أمنية في الكاميرون بمقتل 11 جندياً كاميرونياً على الأقل وإصابة 21 آخرين في هجوم شنته جماعة 'بوكو حرام' المسلحة على معسكرات تابعة لقوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات المكلفة بمحاربة المتمردين. ووصفت المصادر الهجوم بأنه 'الأكثر دموية' منذ عقد من المواجهات مع الجماعة الإرهابية. ونقل 'راديو فرنسا الدولي' عن مصادر أمنية كاميرونية غير مُعلَنة أن الهجوم وقع فجر يوم الثلاثاء الماضي في بلدة 'وولجو' النيجيرية، القريبة من إقليم 'لوجون إتشاري' الكاميروني. حيث تمكن مسلحو 'بوكو حرام' من التسلل وإطلاق هجوم مفاجئ على معسكرات القوات المشتركة، المكونة من عناصر من النيجر وتشاد ونيجيريا والكاميرون، والمنتشرة في المنطقة لمحاربة التمرد. وأضرم المهاجمون النار في منشآت عسكرية وآليات قتالية، كما استولوا على أسلحة، بينها مدافع مضادة للطائرات ومخزونات ذخيرة. ويأتي هذا الهجوم بالتزامن مع ما تداولته الصحف الإخبارية عن العودة الفرنسية إلى القارة السمراء عبر قاعدة الويغ بعد اتفاقهم مع خليفة حفتر خلال اللقاء الذي جمع خليفة حفتر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في تطوراتٍ تثير التساؤلات، كشفت تقارير إعلامية عن محادثات سرية جرت مؤخراً بين مسؤولين فرنسيين وخليفة حفتر، تهدف إلى إعادة الوجود العسكري الفرنسي إلى قاعدة 'الويغ' الجوية الاستراتيجية في جنوب ليبيا. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب زيارة حفتر إلى باريس نهاية فبراير الماضي، حيث ناقش الطرفان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكانية إرسال خبراء وعسكريين فرنسيين لإدارة القاعدة بالكامل. ويذكر أن محاولات فرنسية سابقة لإعادة تأهيل القاعدة قد باءت بالفشل قبل عامين، إلا أن التحركات الأخيرة تشير إلى إصرار باريس على تعزيز نفوذها في هذه المنطقة الحيوية. استراتيجية الهيمنة: لماذا تتطلع فرنسا إلى الجنوب الليبي؟ يرى مراقبون أن السعي الفرنسي للتمركز في قاعدة 'الويغ' ليس سوى حلقة في سلسلة جهودها لاستعادة نفوذها المفقود في أفريقيا، فبعد تراجع دورها في دول مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، تبحث باريس عن موطئ قدم استراتيجي في جنوب ليبيا، الذي يشكل بوابة حيوية نحو دول الساحل والصحراء الغنية بالموارد. وفي هذا الصدد، يحذر خبراء من الأجندة الخفية لفرنسا، مشيراً إلى أنها تستخدم ورقة 'مكافحة الإرهاب' كغطاء لتحقيق مصالحها الجيوسياسية. فبحسب الغندور، تدعم باريس جماعات مسلحة وتنظيمات متطرفة في المنطقة، مثل 'جماعة نصرة الإسلام والمسلمين' في مالي و'بوكو حرام' في النيجر وتشاد، وميليشيات الداعم السريع في السودان عبر وساطات إقليمية. وتكشف تقارير استخباراتية عن تورط فرنسا في تدريب وتسليح هذه الجماعات، ما يفسر إصرارها على السيطرة على قاعدة 'الويغ'، التي يمكن تحويلها إلى مركز لوجستي لتوجيه عملياتها في المنطقة. جنوب ليبيا: بؤرة توتر تهدد الاستقرار لا يخفى على أحد أن الجنوب الليبي يعاني من فراغ أمني خطير، جعله ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيمي 'القاعدة' و'داعش'. وفي ظل هذا الوضع الهش، يُنظر إلى الوجود الفرنسي المحتمل بعين الريبة، إذ قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها، خاصة مع تاريخ باريس المليء بالتدخلات المشبوهة. تحذيرات من العهود الفرنسية يختتم خلدون تحليله بنصيحة واضحة للقيادة الليبية: 'لا ثقة بالوعود الفرنسية'. ويستدل بالخبرة التاريخية، مستذكراً كيف نقضت فرنسا عهودها مع معمر القذافي، قبل أن تشارك في الإطاحة به عام 2011، مما أغرق ليبيا في فوضى لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم. إن السيناريو الفرنسي في ليبيا يبدو كتكرارٍ لمأساة أفريقية مألوفة: وعود بالاستقرار تتبعها فوضى، ومبادرات 'لمكافحة الإرهاب' تخفي وراءها صراعاً على النفوذ والموارد. وفي الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الليبي إلى وحدة وطنية وسيادة حقيقية، تظل التدخلات الخارجية، وعلى رأسها الفرنسية، تهديداً مباشراً لأمنه واستقراره. تقرير المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المركز الأوروبي للدراسات: قاعدة 'الويغ' الجوية … الخطة الفرنسية لاستعادة النفوذ بأفريقيا
المركز الأوروبي للدراسات: قاعدة 'الويغ' الجوية … الخطة الفرنسية لاستعادة النفوذ بأفريقيا

LPC

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LPC

المركز الأوروبي للدراسات: قاعدة 'الويغ' الجوية … الخطة الفرنسية لاستعادة النفوذ بأفريقيا

لا تزال التدخلات الخارجية بالشؤون الليبية تلقي بظلالها على استقرار البيت الداخلي الليبي، حيث تشكل عائقاً أساسياً أما ضبط الأمن على كامل الأراضي الليبية وإنجاز تفاهم سياسي بين كل القوى والأحزاب في البلاد يفضي إلى تحقيق تنمية اقتصادية واستقرار تام. وعلى الرغم من الفشل الكبير الذي منيت به القوى الغربية ودول الناتو بتحقيق أهدافها بعد مقتل معمر القذافي، وترك البلاد تغرق بالفوضى، إلّا أنه مازال هناك بعض القوى والشخصيات السياسية والعسكرية في البلاد المرتهنة للغرب والتي ساعدت بشكل كبير القوى الخارجية على التدخل بالشؤون السياسية والاقتصادية والإدارية للبلاد مما زاد من الفوضى وصعّب الحل السياسي. محادثات غير معلنة.. فرنسا تفاوض حفتر على قاعدة 'الويغ' انتشرت في الأيام القليلة الماضية بعض المعلومات والتقارير الإعلامية التي تتحدث عن محادثات سرية وغير معلنة أجراها وفد فرنسي في مارس الحالي مع القائد العام للقوات المسلحة الليبية المسيطرة على شرق البلاد المشير خليفة حفتر بهدف حصول فرنسا على تمثيل عسكري في ليبيا من خلال التمركز في قاعدة (الويغ) الجوية جنوب ليبيا. وبحسب المعلومات فإنه وخلال زيارة خليفة حفتر إلى باريس واستقباله من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه في نهاية فبراير الماضي، تم التطرق إلى موضوع قاعدة الويغ العسكرية ورغبة فرنسا بإرسال عسكريين وخبراء فرنسيين إليها لإدارتها بالكامل، حيث تسعى فرنسا لاستعادتها بعد أن اضطرت إلى الانسحاب منها سابقاً. وقبل نحو سنتين وتحديدا في سبتمبر 2022 تحدثت وسائل إعلام محلية عن وصول مجموعة من العسكريين الفرنسيين إلى قاعدة الويغ العسكرية بهدف معاينتها وإعادة تأهيلها وإدخالها إلى الخدمة مجددًا، وهو ما يبدو أنه لم يتم حينها لأسباب سياسية. استعادة النفوذ المفقود.. ماهي الأهداف الفرنسية؟ ينظر محللون إلى أن زيارة حفتر إلى باريس وسعي الأخيرة للحصول على موطئ قدم جنوب ليبيا يعكس رغبة فرنسية في تثبيت وجودها في جنوب وشرق ليبيا وسرت الواقعة تحت سيطرة حفتر، والتي تعتبر نقطة وصل حيوية على البحر المتوسط،وكبوابة مهمة لإدارة وحماية مصالح باريس الأمنية والاقتصادية. وبحسب الباحث والخبير في الشؤون الليبية محمد الفاسي فإن التحركات الفرنسية الأخيرة والمشاورات بخصوص قاعدة 'الويغ' الجوية يأتي في سياق التغيرات الجيوسياسية الجارية في أفريقيا وعدّة مناطق حول العالم. ووفقاً للخبير، فإن فرنسا وبعد خسارتها لنفوذها في عدّة دول أفريقية، مثل مالي، النيجر، تشاد، وبوركينا فاسو، فإنها بحاجة لموطئ قدم لها في منطقة استراتيجية قريبة من تلك الدول مثل جنوبي ليبيا (وبشكل خاص قاعدة الويغ الجوية) حتى تستطيع إدارة عملياتها وخططها لاستعادة نفوذها في تلك الدول انطلاقا من الجنوب الليبي. وبحسب الفاسي، فإن فرنسا تدعم بشكل غير معلن جماعات متطرفة وانفصاليين متمردين في عدد من الدول المذكورة عبر إثارة الفوضى في تلك البلدان، لتتدخل بها لاحقاً عسكريا بحجة مكافحة الإرهاب وتستعيد نفوذها. ففي شمال مالي تقدم فرنسا الدعم لـ'جماعة نصرة الاسلام والمسلمين' التابعة لتنظيم القاعدة وحركة الازواد اللتان شنتا كثير من الهجمات الإرهابية ضد أهداف مدنية وعسكرية تابعة للجيش المالي، كما أن فرنسا تدعم جماعة 'بوكو حرام' المصنفة إرهابية والتي تنشط في النيجر وتشاد ضد المدنيين والقوات الحكومية، بالإضافة لدعم فرنسا لقوات 'الدعم السريع' في السودان عسكرياً وسياسياً عبر الإمارات وتشاد، والتي ارتكبت عدة انتهاكات ضد الإنسانية حسب منظمات أممية. ووفقاً للفاسي فإنه يوجد مئات التقارير والمعلومات نقلاً من مصادر محلية وعسكرية واستخباراتية تثبت الدعم الفرنسي لتلك الجماعات المحظورة، وهو ما يدل بشكل واضح إلى أهمية ملف قاعدة 'الويغ' الليبية بالنسبة لفرنسا وسعيها الحثيث للحصول عليها، لاستخدامها بتدريب المتمردين وتقديم الدعم العسكري واللوجستي والاستخباري لهم، واطلاقهم لاحقاً في دول الساحل ووسط أفريقيا. ويعاني الجنوب الليبي من تحديات أمنية كبيرة تؤثر بشكل مباشر على استقرار البلاد والمنطقة بأسرها. وتعد هذه المنطقة في ليبيا نقطة مهمة للجماعات المسلحة الأفريقية والجهادية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء. ومعروف أن جهة الجنوب، وخاصة منها المناطق غير المأهولة، تحولت منذ سنوات إلى معاقل لتنظيمي 'القاعدة و'داعش'. لا ثقة بالعهود الفرنسية وقدّم الفاسي في ختام تعليقه حول ملف قاعدة 'الويغ' الجوية الليبية، نصيحة لخليفة حفتر بعدم الوثوق بالوعود والضمانات الفرنسية، مؤكداً على ضرورة أخذ العبر من التاريخ القريب، وليس البعيد حتى. حيث أشار الفاسي، إلى أن الفرنسيين وبعد سنوات من الاتفاقيات والمعاهدات والعلاقات مع معمر القذافي، خرجت طائرات الناتو وعلى رأسهم سلاح الجو الفرنسي واستهدفوا موكبه وقضوا عليه لأنهم أيقنوا بأن القذافي لن يحق مصالحهم. وفي نهاية المطاف، قتل القذافي بالطريقة الموثقة بكاميرات الهواتف النقالة في 20 أكتوبر 2011، فيما دخلت ليبيا في فوضى عارمة وانقسام لا تزال تحاول الخروج منه حتى الآن. فيما أحلام فرنسا في ليبيا لم تتحقق رغم تدخلها العسكري وحماستها الشديدة للإطاحة بالقذافي، وسط سعي حثيث منها حتى اللحظة لتحقيق أهدافها ولو على حساب مصالح الشعب الليبي. المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

باريس تبحث عن موطئ قدم في القارة السمراء عبر قاعدة الويغ بليبيا
باريس تبحث عن موطئ قدم في القارة السمراء عبر قاعدة الويغ بليبيا

LPC

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LPC

باريس تبحث عن موطئ قدم في القارة السمراء عبر قاعدة الويغ بليبيا

بعد أن خسرت فرنسا نفوذها في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد بحلول عام 2023 نتيجة لتغيرات سياسية وعسكرية كبيرة في المنطقة، وصحوة الشعور المناهض للاستعمار، وكشف حقيقة الوجود الفرنسي الذي ادَّعى في الظاهر أنه يكافح الإرهاب، لكنه في الواقع كان يهدف إلى البقاء في مستعمراته السابقة ونهب ثرواتها. تعود فرنسا من جديد إلى المشهد السياسي والعسكري الليبي، بحثاً عن حلمها الضائع في أراضي فزان الشاسعة والثرية بالنفط والماء والمعادن النفيسة والطاقات البديلة في الجنوب الليبي، بعد أن فقدت موطئ قدمها في مستعمراتها السابقة في دول الساحل الإفريقي بسبب سياساتها الاستعمارية التي دفعت الشعب والحكومات في الساحل الإفريقي للخروج إلى الشوارع وطرد الفرنسيين من أراضيهم شر طردة. يأتي الحديث عن فرنسا بعدما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية شرق ليبيا، المشير خليفة حفتر بقصر الإليزيه، في زيارة مفاجئة لم تعلن عنها باريس. حيث تناولت المحادثات تطورات العملية السياسية في ليبيا، ولكن ما يهم فرنسا هو مصالحها العسكرية والنفطية في ليبيا، علمًا أنّ باريس لطالما تعرّضت للنقد بوصفها تلعب على الحبلين فيما تعلق بالملف الليبي، فهي من جهة تدعم وساطات الأمم المتحدة من أجل ليبيا موحدة، لكن من جهة أخرى تسعى لإيجاد موطئ قدم في الجنوب الليبي في قاعدة الويغ تمهيداً لتقسيم ليبيا. هذا حيث استقبل النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، سفير جمهورية فرنسا لدى ليبيا مصطفى المهراج ، الذي نقل رسالة سياسية بشأن استمرار الدعم الفرنسي لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن بلاده كعضو في مجلس الأمن حرصت على التصويت لصالح اعتماد الحكومة المعترف بها دوليا، مع دعم مشروع العمل بنظام الأقاليم الثلاثة. يقول الباحث السياسي والخبير في الشأن الليبي، محمد حسون، أن فرنسا لها تاريخ طويل من التدخلات العسكرية في دول الساحل الافريقي بحجة مكافحة الإرهاب، لكن ما كان يحدث هو عكس ذلك تماما فقد ثبت بإن فرنسا وبعد أن فقدت مناطق نفوذها في القارة كانت وما زالت تدعم الجماعات المتمردة والإنفصالية في عدد من الدول. ففي السودان تقدم فرنسا الدعم العسكري للقوات الدعم السريع المتمردة خلال الحرب الأهلية المندلعة بالسودان، وفي شمال مالي تقدم فرنسا الدعم لجماعة نصرة الاسلام والمسلمين وحركة الأزواد. وبحسب الخبير فإن هذا الدعم الفرنسي الهدف منه هو التلاعب بالقيادات في المنطقة لتتمكن فرنسا العودة من جديد الى مناطق نفوذها التي خسرتها خلال الفترة الماضية تحت شعار مجابهة الإرهاب. وأضاف حسون أن خليفة حفتر وبتعاونه مع باريس ومنحهم قاعدة الويغ الإستراتيجية، سيكون بذلك طرفا في استمرار الإنقسام وخير دليل هو الدعم الفرنسي لمشروع العودة لنظام اللأقاليم الثلاث في ليبيا، وسيتحول بذلك من رمز مجابهة الإرهاب إلى طرف في دعم المجموعات المتمردة في المنطقة بالتعاون مع فرنسا الراعي الغير رسمي لتلك المجموعات هم من أبناء في عدة دول حدودية مع ليبيا في الوقت الراهن. تقرير: المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store