logo
بالتزامن مع أنباء العودة الفرنسية إلى إفريقيا… الجماعات المسلحة تزيد من هجماتها في القارة

بالتزامن مع أنباء العودة الفرنسية إلى إفريقيا… الجماعات المسلحة تزيد من هجماتها في القارة

LPC٠٥-٠٤-٢٠٢٥

أفادت مصادر أمنية في الكاميرون بمقتل 11 جندياً كاميرونياً على الأقل وإصابة 21 آخرين في هجوم شنته جماعة 'بوكو حرام' المسلحة على معسكرات تابعة لقوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات المكلفة بمحاربة المتمردين.
ووصفت المصادر الهجوم بأنه 'الأكثر دموية' منذ عقد من المواجهات مع الجماعة الإرهابية.
ونقل 'راديو فرنسا الدولي' عن مصادر أمنية كاميرونية غير مُعلَنة أن الهجوم وقع فجر يوم الثلاثاء الماضي في بلدة 'وولجو' النيجيرية، القريبة من إقليم 'لوجون إتشاري' الكاميروني. حيث تمكن مسلحو 'بوكو حرام' من التسلل وإطلاق هجوم مفاجئ على معسكرات القوات المشتركة، المكونة من عناصر من النيجر وتشاد ونيجيريا والكاميرون، والمنتشرة في المنطقة لمحاربة التمرد.
وأضرم المهاجمون النار في منشآت عسكرية وآليات قتالية، كما استولوا على أسلحة، بينها مدافع مضادة للطائرات ومخزونات ذخيرة.
ويأتي هذا الهجوم بالتزامن مع ما تداولته الصحف الإخبارية عن العودة الفرنسية إلى القارة السمراء عبر قاعدة الويغ بعد اتفاقهم مع خليفة حفتر خلال اللقاء الذي جمع خليفة حفتر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
في تطوراتٍ تثير التساؤلات، كشفت تقارير إعلامية عن محادثات سرية جرت مؤخراً بين مسؤولين فرنسيين وخليفة حفتر، تهدف إلى إعادة الوجود العسكري الفرنسي إلى قاعدة 'الويغ' الجوية الاستراتيجية في جنوب ليبيا.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب زيارة حفتر إلى باريس نهاية فبراير الماضي، حيث ناقش الطرفان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكانية إرسال خبراء وعسكريين فرنسيين لإدارة القاعدة بالكامل.
ويذكر أن محاولات فرنسية سابقة لإعادة تأهيل القاعدة قد باءت بالفشل قبل عامين، إلا أن التحركات الأخيرة تشير إلى إصرار باريس على تعزيز نفوذها في هذه المنطقة الحيوية.
استراتيجية الهيمنة: لماذا تتطلع فرنسا إلى الجنوب الليبي؟
يرى مراقبون أن السعي الفرنسي للتمركز في قاعدة 'الويغ' ليس سوى حلقة في سلسلة جهودها لاستعادة نفوذها المفقود في أفريقيا، فبعد تراجع دورها في دول مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، تبحث باريس عن موطئ قدم استراتيجي في جنوب ليبيا، الذي يشكل بوابة حيوية نحو دول الساحل والصحراء الغنية بالموارد.
وفي هذا الصدد، يحذر خبراء من الأجندة الخفية لفرنسا، مشيراً إلى أنها تستخدم ورقة 'مكافحة الإرهاب' كغطاء لتحقيق مصالحها الجيوسياسية. فبحسب الغندور، تدعم باريس جماعات مسلحة وتنظيمات متطرفة في المنطقة، مثل 'جماعة نصرة الإسلام والمسلمين' في مالي و'بوكو حرام' في النيجر وتشاد، وميليشيات الداعم السريع في السودان عبر وساطات إقليمية.
وتكشف تقارير استخباراتية عن تورط فرنسا في تدريب وتسليح هذه الجماعات، ما يفسر إصرارها على السيطرة على قاعدة 'الويغ'، التي يمكن تحويلها إلى مركز لوجستي لتوجيه عملياتها في المنطقة.
جنوب ليبيا: بؤرة توتر تهدد الاستقرار
لا يخفى على أحد أن الجنوب الليبي يعاني من فراغ أمني خطير، جعله ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيمي 'القاعدة' و'داعش'. وفي ظل هذا الوضع الهش، يُنظر إلى الوجود الفرنسي المحتمل بعين الريبة، إذ قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها، خاصة مع تاريخ باريس المليء بالتدخلات المشبوهة.
تحذيرات من العهود الفرنسية
يختتم خلدون تحليله بنصيحة واضحة للقيادة الليبية: 'لا ثقة بالوعود الفرنسية'. ويستدل بالخبرة التاريخية، مستذكراً كيف نقضت فرنسا عهودها مع معمر القذافي، قبل أن تشارك في الإطاحة به عام 2011، مما أغرق ليبيا في فوضى لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.
إن السيناريو الفرنسي في ليبيا يبدو كتكرارٍ لمأساة أفريقية مألوفة: وعود بالاستقرار تتبعها فوضى، ومبادرات 'لمكافحة الإرهاب' تخفي وراءها صراعاً على النفوذ والموارد. وفي الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الليبي إلى وحدة وطنية وسيادة حقيقية، تظل التدخلات الخارجية، وعلى رأسها الفرنسية، تهديداً مباشراً لأمنه واستقراره.
تقرير المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العبيدي: حكومة الدبيبة سقطت برلمانياً وشعبياً
العبيدي: حكومة الدبيبة سقطت برلمانياً وشعبياً

أخبار ليبيا

timeمنذ 2 أيام

  • أخبار ليبيا

العبيدي: حكومة الدبيبة سقطت برلمانياً وشعبياً

قال جبريل العبيدي الكاتب والمحلل السياسي الليبي إن طرابلس العاصمة الليبية أسيرة لمجموعة من الميليشيات المسلحة ذات الطابع الإجرامي والمتطرف، حيث تتنوع فيها الولاءات بين الإسلام السياسي المتطرف، وآخر إجرامي للدفع المسبق كبنادق مستأجرة. وأضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن طرابلس اليوم تبتلعها نيران الميليشيات، وتغيب فيها سلطة الدولة وسط سطوة المدافع والبنادق، فارتهن القرار السياسي في مؤسساتنا لتوازنات قوى خارجية تتقاسم النفوذ، ومواردنا النفطية، وتُنهب خزائن المال العام. وتابع قائلًا 'حكومة طرابلس سقطت برلمانياً وشعبياً بعد أن فقدت مصداقيتها، واستخدمت السلاح لقمع المتظاهرين السلميين الذين ضاقوا ذرعاً بالميليشيات وجحيمها'.

العبيدي: حكومة الدبيبة سقطت برلمانياً وشعبياً
العبيدي: حكومة الدبيبة سقطت برلمانياً وشعبياً

الساعة 24

timeمنذ 2 أيام

  • الساعة 24

العبيدي: حكومة الدبيبة سقطت برلمانياً وشعبياً

قال جبريل العبيدي الكاتب والمحلل السياسي الليبي إن طرابلس العاصمة الليبية أسيرة لمجموعة من الميليشيات المسلحة ذات الطابع الإجرامي والمتطرف، حيث تتنوع فيها الولاءات بين الإسلام السياسي المتطرف، وآخر إجرامي للدفع المسبق كبنادق مستأجرة. وأضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن طرابلس اليوم تبتلعها نيران الميليشيات، وتغيب فيها سلطة الدولة وسط سطوة المدافع والبنادق، فارتهن القرار السياسي في مؤسساتنا لتوازنات قوى خارجية تتقاسم النفوذ، ومواردنا النفطية، وتُنهب خزائن المال العام. وتابع قائلًا 'حكومة طرابلس سقطت برلمانياً وشعبياً بعد أن فقدت مصداقيتها، واستخدمت السلاح لقمع المتظاهرين السلميين الذين ضاقوا ذرعاً بالميليشيات وجحيمها'.

ماكرون يرأس اجتماعًا حول تهديد جماعة الإخوان.. و«المنظمات الإسلامية» يحذر من الخلط بين الإسلام والتطرف
ماكرون يرأس اجتماعًا حول تهديد جماعة الإخوان.. و«المنظمات الإسلامية» يحذر من الخلط بين الإسلام والتطرف

الوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الوسط

ماكرون يرأس اجتماعًا حول تهديد جماعة الإخوان.. و«المنظمات الإسلامية» يحذر من الخلط بين الإسلام والتطرف

ترأّس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، اجتماعًا أمنيًا بعد نشر تقرير يحذر من جماعة الإخوان المسلمين وانتشار «الإسلام السياسي» في فرنسا. وناقش الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الحكومة وأهم الوزراء، تقريرًا يدعو إلى التحرّك للتعامل مع مسألة تزايد نفوذ الجماعة التي اعتبر أنها تشكل تهديدًا «للتماسك الوطني» في فرنسا، بحسب «فرانس برس». وبعد الاجتماع، ستتخذ إجراءات «سيجري الإعلان عن بعضها» فيما ستبقى الأخرى سرية، بحسب قصر الإليزيه. وأعد التقرير بشأن الجماعة التي تأسست في مصر العام 1928 موظفان رسميان رفيعان بتكليف من الحكومة. تفشي الإسلام السياسي وقال الإليزيه إن التقرير «يحدد بوضوح الطبيعة المناهضة للجمهورية والتخريبية لـ(الإخوان المسلمين)» ويقترح «طرقًا للتعامل مع هذا التهديد». وأشار التقرير إلى تفشي الإسلام السياسي «من الأسفل إلى الأعلى»، مضيفًا أن الظاهرة تمثل «تهديدًا على الأمدين القصير إلى المتوسط». وأكدت الرئاسة الفرنسية في الوقت ذاته «نحن متفقون تمامًا في قولنا إن علينا ألا نعمم في التعامل مع المسلمين». وأضافت «نقاتل ضد الإسلام السياسي وتجاوزاته المتطرفة». وركّز التقرير على دور «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا» والذي وصفه بأنه «الفرع الوطني لـ(الإخوان المسلمين) في فرنسا». «هدف خفي وتخريبي» من جانبه، ندد «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا» بـ«الاتهامات التي لا أساس لها» وحذّر من الخلط «الخطير» بين الإسلام والتطرف. وقال «نرفض بشدة أي اتهامات تحاول ربطنا بمشروع سياسي خارجي». وأضاف «حتى الخلط غير المتعمد بين الإسلام والإسلام السياسي والراديكالية ليس خطيرًا فحسب، بل يأتي بنتائج عكسية على الجمهورية نفسها»، محذرًا من «وصم الإسلام والمسلمين». وتابع أن «الاتهام الدائم يشكّل العقول ويثير المخاوف وبكل أسف، يساهم في أعمال العنف»، مشيرًا إلى حادثة مقتل المالي أبوبكر سيسيه (22 عامًا) بطعنه عشرات المرات بينما كان يصلي داخل مسجد في جنوب فرنسا. وذكرت جريدة «لوفيغارو» المحافظة التي كانت أول وسيلة إعلامية تنشر مقتطفات من التقرير «الصادم» الثلاثاء أن جماعة الإخوان المسلمين «تسعى إلى إدخال الشريعة إلى فرنسا». وقال التقرير «لا نتعامل مع حالة انفصالية عدائية» بل مع «هدف خفي.. ولكنه تخريبي للمؤسسات».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store