logo
تساؤلات عن أبعاد تقارب معسكر الشرق والأتراك

تساؤلات عن أبعاد تقارب معسكر الشرق والأتراك

LPC١٨-٠٤-٢٠٢٥

تطورات عديدة تشهدها ليبيا على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية وسط تساؤلات عديدة، لاسيما بعدما دشنت تركيا والمعسكران السياسي والعسكري داخل شرق ليبيا فصلاً جديداً في العلاقة بينهما وطي صفحة الخلافات الحادة والقطيعة السياسية والصدامات العسكرية التي بلغت ذروتها خلال فترة الحرب الأهلية بين عامي 2019 و2020 قبل أن تتحسن العلاقة خلال العامين الأخيرين.
حيث استضافت رئاسة القوات البرية التركية في أنقرة صدام حفتر نجل خليفة حفتر، بصفته رئيس أركان القوات البرية التابعة للشرق الليبي، ضِمن مراسم استقبال رسمية، مما أعطى انطباعاً باعتراف تركي بسلطة صدام، وهو ما يؤسس لانطلاقة علاقات إيجابية بين أنقرة وشرق ليبيا وفقاً لعدد من الخبراء والمحللين السياسيين.
لكن الانتقاد طال حفتر الذي قرر أن يضع يده بيد الأتراك الذين قدموا الدعم لحكومة الوفاق الوطني عام 2019 ومكنوا القوات العسكرية في العاصمة طرابلس من مؤسسات الدولة الليبية وهم نفسهم الذين يمنعون قرار نقل مقرات عدد من مؤسسات الدولة إلى بنغازي وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط والهيئة العامة للكهرباء.
كما ندد أحزاب بتسليم آل حفتر وآل الدبيبة لمشاريع استراتيجية وحيوية داخل ليبيا إلى شركات تركية من دون أي شرعية قانونية أو مؤسسية تخولهم التصرف في مقدرات الدولة.
وأوضحوا في البيانات لهم أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، وتعكس استمرار نهج التفرد بالقرارات المصيرية من قبل أطراف لا تملك أي صفة قانونية أو مؤسسية، ولا تمثل الإرادة الحقيقية للشعب الليبي.
وبحسب البيان 'تثير هذه التعاقدات العديد من علامات الاستفهام حول طبيعتها، وشفافيتها، والأهداف الكامنة وراءها، ونؤكد بشكل قاطع أن أي اتفاق أو عقد يتم توقيعه من قبل جهات أو أفراد لا يحملون صفة رسمية صادرة عن مؤسسات شرعية منتخبة أو معترف بها، يُعد باطلاً ولا يُلزم الدولة الليبية، وسيتم إلغاؤه فور استعادة المؤسسات الموحدة والشرعية للدولة'.
كما وجه ناشطون من الشرق الليبي على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل لحفتر طالبوه فيها بعدم تطبيع العلاقات مع الحكومة التركية التي جاءت ( بالميليشيات إلى طرابلس وبالجماعات الإسلامية إلى دمشق ومكنهم من السلطة، وأن هذا التقارب هو خيانة عظمى للقضية التي تم على أساسها شن عملية الكرامة عام 2019) .
وتعليقاً على ما حدث يقول الباحث في الشأن الداخلي الليبي، عبد الله خلدون، أن الوضع الداخلي الليبي متخبط، والتقارب التركي من معسكر الشرق، ليس بهدف توحيد مؤسسات الدولة وإيجاد حل سياسي دبلوماسي سلمي للأزمة الليبية، بل هو بسبب مخاوف أنقرة وحلفاءها الحاليين من أن يتم نقل مقرات مؤسسات الدولة إلى بنغازي.
حيث يرى خلدون أن الشعب الليبي طالب بتوطين مقر المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي، وهو أمر يعمل على عرقلته في الوقت الراهن رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ومع وجود تكهنات تُشير إلى احتمالية تنفيذ هذا المطلب، وستتوجه الأنظار من بعد المؤسسة الوطنية نحو مصرف ليبيا المركزي، وبالتالي قررت واشنطن أن تُشكل تحالفاً مع أنقرة ودفعها نحو التقارب مع معسكر الشرق الليبي، لتفادي خطر فقدان السيطرة على القطاع المصرفي والنفطي الليبي وبالتالي فقدان النفوذ والمصالح في ليبيا.
خلدون استند في تحليله إلى التوقيت الزمني لزيارة صدام حفتر إلى أنقرة والتي تبعها مباشرة زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى واشنطن بيوم وأحد، وهو ما يؤكد وجود تنسيق أميركي – تركي حول السياسة المتبعة في ليبيا في الوقت الراهن .
وأكد بأن هذه الدول المتصارعة على ليبيا تسعى إلى فرض نفوذها، والسيطرة على الثروات النفطية والتحكم بمجريات الساحة السياسية بما يتماشى مع أجنداتها على حساب الشعب الليبي.
تقرير: المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«تشريعية النواب» تناقش مشروع قانون جهاز الأمن القومي
«تشريعية النواب» تناقش مشروع قانون جهاز الأمن القومي

أخبار ليبيا

timeمنذ 16 دقائق

  • أخبار ليبيا

«تشريعية النواب» تناقش مشروع قانون جهاز الأمن القومي

نظّمت اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، ورشة عمل لمناقشة مشروع قانون جهاز الأمن القومي. جاء ذلك بحضور رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، 'رمضان شمبش'، وأعضاء مجلس النواب 'على التكبالي، إبراهيم الزغيد' وبمشاركة عدد من الخبراء. وناقشت الورشة، التي عقدت بمقر ديوان مجلس النواب في مدينة بنغازي، مسودة مشروع قانون جهاز الأمن القومي.

'القائد العام' يوجّه بصرف 5000 دينار لأسر الشهداء وجرحى القوات المسلحة
'القائد العام' يوجّه بصرف 5000 دينار لأسر الشهداء وجرحى القوات المسلحة

أخبار ليبيا

timeمنذ 30 دقائق

  • أخبار ليبيا

'القائد العام' يوجّه بصرف 5000 دينار لأسر الشهداء وجرحى القوات المسلحة

الوطن | متابعات أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، اليوم السبت 24 مايو 2025، عن بدء صرف عيدية مالية بقيمة 5000 دينار ليبي لأسر الشهداء وجرحى القوات المسلحة، وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وتنفيذًا لتعليمات القائد العام المشير أركان حرب 'خليفة أبوالقاسم حفتر'،وتحت إشراف مباشر من رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن 'صدام حفتر'. وأكدت القيادة العامة أن هذه الخطوة تأتي تقديرًا للتضحيات البطولية التي قدّمها الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن الوطن، وحرصًا منها على توفير الدعم والرعاية اللازمين لأسرهم، عرفانًا لما قدموه من مواقف مشرفة في ميادين القتال

باحثة ليبية: الوضع الأمني تدهور في طرابلس نتيجة تمسك عبد الحميد الدبيبة بالسلطة
باحثة ليبية: الوضع الأمني تدهور في طرابلس نتيجة تمسك عبد الحميد الدبيبة بالسلطة

أخبار ليبيا

timeمنذ 31 دقائق

  • أخبار ليبيا

باحثة ليبية: الوضع الأمني تدهور في طرابلس نتيجة تمسك عبد الحميد الدبيبة بالسلطة

⚠️ باحثة ليبية: هشاشة طرابلس تهدد أمن المتوسط وعودة الجماعات المتشددة ليبيا – أكدت الباحثة الليبية ريم البركي، المتخصصة في قضايا الهجرة والأمن، أن الوضع الأمني المتدهور في طرابلس نتيجة تمسك عبد الحميد الدبيبة بالسلطة، قد يؤدي إلى انفلات شامل يُعيد خلط التوازنات الإقليمية ويهدد أمن منطقة البحر المتوسط بأكملها. 🔹 الدبيبة فَكّك البنية الأمنية في طرابلس 🔄 وفي تصريح خاص لموقع سكاي نيوز عربية، أوضحت البركي أن سياسات الدبيبة المتناقضة في استقطاب الميليشيات ساهمت في تفكيك المنظومة الأمنية داخل العاصمة ومحيطها، مما وفّر بيئة خصبة لعودة الجماعات المتشددة التي سبق طردها من البلاد. 🔹 احتمال تجنيد مرتزقة وتصعيد أيديولوجي 🔥 وحذّرت البركي من إمكانية تجنيد مرتزقة أجانب لدعم الميليشيات الموالية لحكومة الدبيبة، إلى جانب خطر إعادة تفعيل ملف مهجّري مجلس شورى ثوار بنغازي ودرنة، مؤكدة أن الوعود السابقة بعودتهم بالقوة قد تؤدي إلى مواجهات ذات طابع أيديولوجي خطير. 🔹 المعابر الخارجة عن السيطرة بوابة للإرهاب 🚧 ولفتت البركي إلى أن ضعف الرقابة على المعابر الحدودية الخارجة عن سلطة الدولة يزيد من فرص تسلل العناصر الإرهابية إلى الداخل الليبي، كما يُسهّل نشاط شبكات الاتجار بالبشر التي تعمل تحت غطاء الميليشيات الموالية للحكومة. 🔹 المهاجرون في دائرة الصراع من جديد 🧍‍♂️ كما حذّرت من احتمال استغلال المهاجرين المحتجزين في مراكز الإيواء وإقحامهم في صراعات الميليشيات، كما حدث سابقًا خلال عهد حكومة فايز السراج، الأمر الذي قد يُفاقم الأزمة الأمنية والإنسانية في آن واحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store