
الحرب الإسرائيلية على إيران تبدد أحلام ترامب بصنع السلام
كل تلك العوامل هي التي ستحدد ما إذا كانت الضربة التي تلقتها طموحات ترامب في أن ينظر إليه كصانع سلام عالمي ستكون قاضية أو مجرد انتكاسة. إذا ما صدقت إسرائيل في قولها بأن ضربات الليلة كانت الجولة الأولى على برامج إيران النووية والصاروخية، فنظام إيران متورط الآن وبعمق...
وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية بإنهاء أعنف الصراعات في العالم وبدء مرحلة جديدة من السلام العالمي. لكن بعد مرور قرابة خمسة أشهر على توليه الرئاسة وفي ظل مهاجمة إسرائيل لإيران واستمرار إراقة الدماء في قطاع غزة وأوكرانيا، ذهبت تلك الآمال أدراج الرياح.
وهاجمت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة عشرات الأهداف الإيرانية في هجوم مفاجيء ومتشعب يوم الجمعة يقول محللون إنه يهدد بالتحول إلى حرب شاملة في المنطقة في نهاية المطاف.
وبدا أن الهجمات تمثل تجاهلا لترامب الذي حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا على عدم مهاجمة إيران رغم أن الرئيس ذاته هدد بقصفها إذا فشلت المحادثات النووية.
وقال بريت بروين، وهو مستشار سابق للسياسة الخارجية للرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، "دبلوماسية ترامب هي إحدى أولى ضحايا هذه الهجمات".
وأضاف "لقد وجد صعوبة من أجل الاقتراب حتى من وقف إطلاق النار (في غزة)، ناهيك عن السلام في أي صراع كبير. بدا أن إيران هي صاحبة أكثر ملف واعد لتحقيق نجاح، وأفسده نتنياهو للتو".
لم يرد البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة بعد على طلبات للحصول على تعليق.
وتمثل الهجمات أيضا تجاهلا لستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط ومساعده المقرب الذي يعمل بصورة مكثفة مع المفاوضين الإيرانيين من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للحد من برنامجها النووي.
وسعى ويتكوف دون جدوى لإقناع نتنياهو بالتحلي بالصبر بينما تمضي المفاوضات الأمريكية الإيرانية قدما. ووصلت تلك المحادثات إلى مرحلة من الجمود.
ويقر بعض حلفاء ترامب سرا بأن جهوده الدبلوماسية متعثرة بالفعل حتى من قبل الهجوم الإسرائيلي.
بدأت ولاية ترامب الرئاسية الثانية بما بدا وكأنه انتصار في السياسة الخارجية. إذ عمل ويتكوف، قبل فترة وجيزة من تنصيب ترامب، مع مستشاري جو بايدن الرئيس الأمريكي آنذاك على إنجاز وقف لإطلاق النار طال انتظاره في قطاع غزة بين إسرائيل ومسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
لكن هذا الاتفاق انهار في غضون أسابيع.
كما لم تحرز الولايات المتحدة أيضا تقدما يذكر باتجاه التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا التي تعهد ترامب بإنهاء صراعها حتى قبل توليه منصبه.
ولم تتخذ إدارته أي خطوات واضحة نحو توسيع اتفاقيات إبراهيم التي تم التوصل إليها في ولاية ترامب الأولى لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية.
ظهرت انقسامات داخل إدارة ترامب بسبب السياسة الخارجية في وقت واجه فيه صعوبات بالفعل في إبرام اتفاقات سلام.
وتم إقصاء العشرات من المسؤولين، بداية من مجلس الأمن القومي إلى وزارة الدفاع (البنتاجون) وحتى وزارة الخارجية، في خضم الخلافات الداخلية.
وحتى قبل الهجوم الإسرائيلي، بدأ العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية يتساءلون سرا عما إذا كان رصيد ويتكوف، الذي يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية لكنه أصبح أبرز مفاوض لدى ترامب، قد نفد ولم يعد مرحبا به.
وفي الوقت الذي تكشفت فيه الهجمات الإسرائيلية على إيران، عبر بعض أعضاء الحزب الديمقراطي البارزين عن إحباطهم من قرار ترامب خلال ولايته الأولى سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وقوى عالمية في عهد أوباما.
وندد ترامب ومنتمون للحزب الجمهوري بذلك الاتفاق، قائلين إنه لم يكن ليبعد السلاح النووي عن أيدي طهران. ويعيب الديمقراطيون على ترامب عدم توصله حتى الآن إلى بديل موثوق يعتمد عليه.
وقال السناتور المنتمي للحزب الديمقراطي كريس ميرفي في منشور على منصة إكس "هذه كارثة من صنع ترامب ونتنياهو، والآن تخاطر المنطقة بالانزلاق نحو صراع جديد يزهق الأرواح".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت ضربات إسرائيل على إيران ستؤدي إلى اندلاع صراع أوسع في المنطقة. ومع ذلك، قال محللون إن طهران قد ترى في الأصول الأمريكية في المنطقة أهدافا مشروعة.
وعلى سبيل المثال، يمكن لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران أن تستأنف حملة قصف سفن تعبر من البحر الأحمر.
ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إعاقة البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم.
ويشكك المحللون بشكل خاص في قدرة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم والموجودة على عمق كبير تحت الأرض.
وبينما يمكن لإسرائيل على الأرجح أن تلحق بها ضررا واسع النطاق، إلا أن الخبراء يقولون إن توجيه ضربة أثرها أكثر استمرارا سيتطلب مساعدة عسكرية أمريكية، وهو ما قال مسؤولون أمريكيون إنه لم يتم تقديمه.
وهناك علامة استفهام أخرى حول مدى فعالية رد طهران. فقد أشارت إسرائيل إلى أنها استهدفت عددا من القادة الإيرانيين في حملة القصف التي من المتوقع أن تستمر لأيام مقبلة.
كل تلك العوامل هي التي ستحدد ما إذا كانت الضربة التي تلقتها طموحات ترامب في أن ينظر إليه كصانع سلام عالمي ستكون قاضية أو مجرد انتكاسة.
وقال تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط بواشنطن "إذا ما صدقت إسرائيل في قولها بأن ضربات الليلة كانت الجولة الأولى في حملة إسرائيلية شاملة على برامج إيران النووية والصاروخية، فنظام إيران متورط الآن وبعمق في لحظة تحمل في طياتها تهديدا وجوديا.. مسألة حياة أو موت".
وأضاف "يضع هذا ضربات الليلة في إطار جديد تماما وغير مسبوق، ويضفي واقعية على خطر الدخول في دوامة تصعيد كبرى أكثر بكثير مما رأيناه يتكشف من قبل".
لقد مات المتشددون
لكن نتنياهو قال إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بخططها لمهاجمة إيران قبل تنفيذها.
وذكر نتنياهو في رسالة مرئية مسجلة 'أترك الموقف الأمريكي للأمريكيين. لقد أبلغناهم بشكل مسبق. كانوا على علم بالهجوم. ماذا سيفعلون الآن؟ أترك ذلك للرئيس (دونالد) ترامب. فهو يتخذ قراراته باستقلالية'.
وتابع 'لن أتحدث نيابة عنه (ترامب). إنه يفعل ذلك بكل إقناع وحزم. قال إن إيران لا يمكنها امتلاك أسلحة نووية، ولا يمكنها امتلاك قدرات لتخصيب اليورانيوم'.
وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "قبل شهرين، أعطيت إيران مهلة 60 يوما لـ(إبرام صفقة). كان ينبغي عليهم التوصل إليها! اليوم هو اليوم الـ61. أخبرتهم بما يجب عليهم فعله، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. الآن، ربما لديهم فرصة ثانية!".
وفي تصريحات لشبكة CNN، الجمعة، قال ترامب إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، ووصف الضربات على إيران الليلة الماضية بأنها "هجوم ناجح للغاية".
وأضاف ترامب في مكالمة هاتفية قصيرة: "نحن بالطبع ندعم إسرائيل، ومن الواضح أننا دعمناها كما لم يدعمها أحد من قبل".
ومضى ترامب قائلا: "كان ينبغي على إيران أن تستمع إليّ عندما قلت لقد منحتهم إنذارا لمدة 60 يوما، ولا أعرف إن كنتم تعلمون، أن اليوم هو اليوم الـ61".
وقال الرئيس الأمريكي: "يجب عليهم الآن أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قبل فوات الأوان. سيكون الوقت قد فات بالنسبة لهم. تعلمون أن الأشخاص الذين كنت أتعامل معهم قد ماتوا، المتشددون". ولم يحدد الأشخاص الذين كان يشير إليهم.
وردا على سؤال حول ما إذا كان ذلك نتيجة للهجوم الإسرائيلي الليلة الماضية، قال ترامب ساخرا: "لم يموتوا بسبب الإنفلونزا، لم يموتوا بسبب كوفيد".
وفي وقت سابق، الجمعة، حذّر دونالد ترامب، إيران بضرورة الموافقة على اتفاق نووي "قبل أن ينفذ كل شيء"، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية اللاحقة على البلاد ستكون "أكثر وحشية".
وفي منشور على "تروث سوشيال"، الجمعة، كتب ترامب: "منحت إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام صفقة، قلت لهم، بأشد العبارات، (افعلوا ذلك)، لكن مهما حاولوا، ومهما اقتربوا، لم يتمكنوا من إتمام ذلك، قلت لهم إن الأمر سيكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه أو يُقال لهم، وأن الولايات المتحدة تُصنّع أفضل وأخطر المعدات العسكرية في العالم، بلا منازع، وأن إسرائيل لديها الكثير منها، وسيأتي المزيد - وهم يعرفون كيف يستخدمونها".
وقال على 'شهدنا بالفعل موتا ودمارا هائلين، لكن لا يزال الوقت متاحا لوقف هذا القتال بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل والتي ستكون أكثر وحشية'.
وأضاف 'على إيران إبرام اتفاق قبل أن ينهار كل شيء'.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إن إيران هي من تسببت في الهجوم برفضها المطالب الأمريكية في المحادثات الرامية إلى الحد من برنامجها النووي، وحثها على إبرام اتفاق 'بالنظر إلى وجود خطة للهجمات المقبلة بالفعل وستكون أكثر وحشية'.
نأي امريكي عن الضربة الإسرائيلية
وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، أن الضربات الإسرائيلية كانت أحادية الجانب، وأن واشنطن كانت تعلم أن الضربات ستحدث.
وقال روبيو في بيان "لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة". وأضاف "أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها".
وقبل ساعات قليلة من الضربات، حث ترامب على إيجاد حل دبلوماسي للتوترات، مشيرا إلى أن توجيه ضربة لإيران "أمر وارد جدا". وتؤكد إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت يوم الخميس أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما.
وجه روبيو تحذيرا شديد اللهجة لإيران، بعد يوم من إصدار الولايات المتحدة أمرا لبعض الموظفين الأمريكيين بمغادرة الشرق الأوسط جراء التوتر في المنطقة. وقال "دعوني أكون واضحا: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين".
ولم يذكر ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل إذا واجهت ضربات انتقامية، وهو موقف معتاد فيما سبق.
وتزايد الخلاف بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إيران وطريقة تعامله مع الحرب في غزة، إذ يسعى ترامب إلى إبرام اتفاق مع طهران وتسريع وصول المساعدات الغذائية إلى غزة.
وتحدث ترامب ونتنياهو يوم الاثنين، وصرح ترامب للصحفيين بأن الموضوع الرئيسي كان إيران. وفي حديثه للصحفيين يوم الخميس، أشار إلى احتمال وقوع هجوم إسرائيلي قريب.
وقال "حسنا، أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بصرامة أكبر، ما يعني أنها ستضطر إلى منحنا بعض الأمور التي لا ترغب في منحنا إياها الآن".
وربما يعرض رد إيران على الضربات الإسرائيلية القوات والدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة للخطر نظرا لأن الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل.
وتزايدت المخاوف الأمنية منذ أن صرح ترامب يوم الأربعاء بأنه سيتم إجلاء الموظفين الأمريكيين من المنطقة لأنها "قد تكون مكانا خطيرا"، وأنه لن يُسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.
وأعلنت واشنطن وطهران يوم الخميس عن خطط لعقد جولة أخرى من المحادثات يوم الأحد في سلطنة عُمان بين المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وقال مسؤول أمريكي في وقت متأخر ليل الخميس إن المحادثات لا تزال مستمرة. وأضاف المسؤول، دون الخوض في التفاصيل "ما زلنا نعتزم إجراء محادثات يوم الأحد".
لكن تصريحات ترامب كانت مبهمة بشأن المحادثات، إذ قال لقناة فوكس نيوز "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونأمل في العودة إلى طاولة المفاوضات. سنرى".
وقال ترامب يوم الخميس إن شن إسرائيل هجوما على إيران "من الممكن جدا أن يحدث"، وذكر مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة وول ستريت جورنال أن هجوما قد يحدث بحلول يوم الأحد ما لم توافق إيران على وقف إنتاج مواد لازمة لصنع قنبلة ذرية.
وأوضح التقرير بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل قد تشن هجوما على إيران في غضون أيام لمنعها من تطوير سلاح نووي. ويثير هذا مخاوف من احتمال أن تشعل مثل هذه الخطوة حربا إقليمية وهجمات انتقامية من جانب إيران.
وجدد ترامب يوم الخميس التعبير عن أمله في أن تنتهي التوترات بشكل سلمي.
وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال "ما زلنا ملتزمين بالتوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية!".
وأضاف "صدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران. قد تكون دولة عظيمة، لكن عليها أولا أن تتخلى تماما عن آمالها في امتلاك سلاح نووي".
ويتصاعد التوتر في المنطقة مع مؤشرات على وصول جهود ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران إلى طريق مسدود. وأشارت معلومات للمخابرات الأمريكية إلى أن إسرائيل تجهز لشن هجوم على منشآت نووية إيرانية.
ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أمريكيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم في عُمان يوم الأحد، وفقا لمسؤولين من البلدين ووسطاء عمانيين.
وأعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، لترد طهران بالإعلان عن إجراءات مضادة بينما قال مسؤول إيراني إن "دولة صديقة" حذرت بلاده من هجوم إسرائيلي محتمل.
وتزايدت المخاوف الأمنية منذ أن قال ترامب يوم الأربعاء إن أمريكيين يغادرون المنطقة لأنها "قد تصبح مكانا خطيرا" وإنه لن يسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.
وعبر مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، عن قلق واشنطن من احتمال تنفيذ إسرائيل عملا عسكريا ضد إيران في الأيام المقبلة، رغم تحذير ترامب في الآونة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن مثل هذه الضربة في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية مع طهران.
وقال ترامب للصحفيين خلال فعالية بالبيت الأبيض "لا أريد أن أقول إنه (الهجوم) وشيك، لكن يبدو أنه شيء من الممكن جدا أن يحدث"، مضيفا أنه لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي.
وأضاف "أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بجدية أكثر، مما يعني أنها ستضطر إلى تقديم شيء لا ترغب في تقديمه لنا حاليا".
وتعاني المنطقة المنتجة للنفط بالفعل من تبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة والتي بدأت في أكتوبر تشرين الأول 2023 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وهدد ترامب بقصف إيران إذا لم تسفر المحادثات بشأن الملف النووي عن اتفاق، وقال إن ثقته تقل أكثر فأكثر في موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم. وتريد إيران رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها منذ 2018.
وعبر ترامب في وقت سابق من يوم الخميس عن استيائه من ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف بشأن الإمدادات جراء الصراع المحتمل في الشرق الأوسط.
ومع امتناع واشنطن عن تقديم تفسير كاف لمخاوفها الأمنية، أشار بعض الدبلوماسيين الأجانب إلى أن إجلاء موظفين ومسؤولين أمريكيين الذي أثار احتمال حدوث هجوم إسرائيلي على إيران، قد يكون حيلة لزيادة الضغط على طهران لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز يوم الخميس إن التوترات الأحدث تهدف إلى "التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية" خلال المحادثات التي ستجرى يوم الأحد.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله ليوم الخميس إنه حتى إذا دُمرت المنشآت النووية بالقنابل، فإن إيران ستعيد بناءها.
وهذه هي المرة الأولى في نحو 20 عاما التي يعلن فيها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، مما يثير احتمال إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
والخطوة هي ذروة مواجهات عديدة بين الوكالة، ومقرها فيينا، وإيران منذ أن انسحب ترامب من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى في 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وانهار الاتفاق جراء ذلك.
وقال مسؤول في الوكالة إن إيران ردت بإبلاغ الوكالة بأنها تخطط لفتح منشأة ثالثة لتخصيب اليورانيوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
مقدمة النشرة المسائية ١٤-٦-٢٠٢٥
الحرب الأسرائيلية الإيرانية في يومها الثاني... العالم يحبس انفاسه، ولاسيما دول المنطقة، إنطلاقًا من السؤال التالي: على رغم كل ما حصل، هل تبقى هذه الحرب تحت السيطرة؟ هناك مخاطرة في الإدعاء ان أحدًا يملك جوابًا واضحًا، فإذا كان نتنياهو يتفرد بالقرار ، فإنه لن يعطي الجواب لأحد ، وإذا كان هناك تنسيق بين نتنياهو وترامب، فإن الرجلين يتركان الأمر للأستنتاج. ما هو مؤكد أن نتنياهو لا يُقدِم على خطوة تغضِب ترامب. وترامب لا يُضره أن تُضعِف الضربات إيران لأنها تأتي إلى طاولة المفاوضات أقل تشددًا. لكن هل هذه الحرب اندلعت لتنتهي بتسوية؟ وحجم الضربات التي وجهتها إسرائيل لأيران والتي تواصل في توجيهها، هل توقفها من دون تجقيق أهدافها؟ اليوم إسرائيل عدَّلت الأولوية لجهة ضرب منصات الصواريخ التي بلغت الدولة العبرية، ومن السابق لأوانه إجراء جردة بالخسائر وما سببته الضربات على المنشآت النووية الإيرانية. في اليوم الثاني ، يمكن رصد المعطيات التالية: نتنياهو ، وفي ما يمكن اعتباره إيجازًا لِما تحقق، توعد هذا المساء بضرب "كل هدف تابع للنظام" في إيران، مشيرًا الى أن الغارات التي نفذتها الدولة العبرية اعتبارا من الجمعة ألحقت "ضربة فعلية" ببرنامج طهران النوويّ. إسرائيل تتحدث عن حرية الحركة في جزء من الأجواء الإيرانية ، المتحدث باسم الجيش قال:"أقمنا منطقة نحظى بها بحرية الحركة في الأجواء من غرب إيران وصولا إلى طهران". إعلان إسرائيل أنها قتلت أكثر من عشرين قائدًا إيرانيًا، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركةالإيرانية محمد حسين باقري. انتهاج العراق سياسة النأي بالنفس ، مع الإعلان عن اتصالات مع كلّ من طهران وواشنطن للنأي بنفسها عن النزاع العسكري ، وقال مسؤول عراقي أمني كبير إن بغداد طلبت من طهران تجنّب استهداف المصالح الأميركية في أراضيه، موضحا "تم الطلب ووعدنا الإيرانيون خيرًا". ما مصير مفاوضات النوويّ؟ الولايات المتحدة لا تزال ترغب في إجراء المباحثات رغم رفض طهران فيما عُمان أعلنت إنه تقرر إلغاء جولة المحادثات المقررة غدا في مسقط.


النشرة
منذ 2 ساعات
- النشرة
"إعلان حرب"... إيران تخسر معادلة "الردع" فهل تستعيد "هيبتها"؟!
لعلّه الهجوم ال إسرائيل ي الأكثر دمويّة على إيران ليس منذ بدء حرب "طوفان الأقصى" التي لم تنتهِ فصولاً بعد، بل منذ بدء الصراع بالمُطلَق، ذلك الذي شنّته تل أبيب فجر الجمعة، ووصفته بـ"الجولة الافتتاحية"، وسط صدمة العالم كلّه، بما في ذلك الإيرانيّون، وإن كانت الساعات السابقة مهّدت له، حتى إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدا كمن يبلغ طهران مسبقًا به، حين قال قبل ساعات من حصوله إنّه مرجّح بقوة، ولو أنّه لم يجزم إن كان "وشيكًا". قبل كلام ترامب، كانت الكثير من المؤشّرات توحي بأنّ الصراع بلغ نقطة اللا-عودة، إن جاز التعبير، فتبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران وصل إلى الذروة، على وقع التراشق الكلامي بين إيران و الولايات المتحدة ، مع وصول المفاوضات بينهما إلى "حائط مسدود"، ولو أنّ الانطباع السائد كان أنّ أيّ "تفجير" لن يحصل قبل يوم الأحد، موعد الجولة السادسة من المفاوضات، التي وُصِفت بالحاسمة، بمعنى أنها إما تقود إلى صفقة، أو إلى الحرب. في المؤشّرات أيضًا، برزت تحرّكات لافتة للأميركيّين، بدأت تأخذ منحى تصاعديًا قبل 48 ساعة، حين أعلن ترامب خفض أعداد الموظفين والدبلوماسيين في المنطقة، قبل أن تدعو السلطات الأميركية رعاياها إلى "الحذر الشديد"، لكنّها مؤشّرات تعاملت معها طهران كما لو كانت جزءًا من استراتيجية "الضغوط القصوى"، بل إنّ المحسوبين عليها كانوا يسرّبون أنّ الضربة إن حصلت، ستكون محدودة، لدفع إيران للقبول بشروط واشنطن. نامت إيران على "حرير" الضغوط التي لن تزحزحها عن مواقفها المبدئية الثابتة، لتستيقظ على عدوانٍ لم تتخيّل حصوله حتى في كوابيسها، وسط انفجارات متنقّلة، واغتيالات متسلسلة، شملت كبار مسؤوليها، بل قادة الصف الأول فيها، وهو ما عدّته "إعلان حرب"، لكنّه "إعلان حرب" كلّفها الكثير، من معادلة "الردع" التي يقول البعض إنّها خسرتها منذ أشهر، إلى "الهيبة" التي بدت مفقودة، فكيف تستعيدها، وأيّ آفاق لهذا التصعيد الذي قد يكون الأخطر منذ عقود؟!. بمعادلة "الردع" حاولت إيران أن تواجه التسريبات عن ضربة إسرائيلية محتملة، فتحدّثت عن "عملية استخبارية معقّدة" نفّذتها، تركت كلّ تفاصيلها مجهولة ومبهَمة، مكتفية بالقول إنّ خريطة "المنشآت السرية الإسرائيلية" أصبحت بحوزتها بنتيجتها، وهو ما استكمله وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده حين هدّد بضرب القواعد الأميركية في المنطقة في حال اندلاع صراع، مشيرًا إلى أنّ القوات العملياتية الإيرانية مجهزة بشكل كامل لذلك. لكنّ هذا "التكتيك" الإيراني القائم على "الردع" لا يبدو جديدًا على حروب المنطقة، فقد سبق أن اعتمده " حزب الله "، الذي يُعَدّ الأداة التنفيذية الأقوى لإيران في المنطقة، في حربه ضدّ إسرائيل، معتقدًا أنّه يستطيع من خلاله تجنّب المواجهة العسكرية، فإذا به يواجه خططًا إسرائيلية لم يكن يتصوّرها، بدءًا من مجزرة أجهزة البيجر الشهيرة، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام وزعيمه التاريخي السيد حسن نصر الله، الذي شكّل نقطة تحوّل في الصراع. أكثر من ذلك، ثمّة من يشبّه العملية الاستخبارية المعقّدة التي تحدّثت عنها الجمهورية الإسلامية في الأيام الأخيرة، بمسلسل "الهدهد" الذي كان "حزب الله" يرسله إلى بعض المواقع الإسرائيلية "الحسّاسة"، فيعود بـ"كنز ثمين" يصوّره الحزب على أنّه "بنك الأهداف" في حال اندلاع الحرب، إلا أنّ هذا "التكتيك" لم يمنع إسرائيل من تنفيذ مخطّطاتها، التي كانت أيضًا أكثر بكثير ممّا كانت قيادة الحزب تتصوّره أو تخاله، بدليل الاختراق الكبير الذي جرى في صفوفها. أكثر من ذلك، يقول البعض إنّ إيران اليوم تدفع ثمن ما جنته يداها، فهي خسرت معادلة "الردع" عندما سكتت على اعتداءات إسرائيلية أخذت تتصاعد تدريجيًا، بدءًا من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، وهي جريمة مرّت مرور الكرام إيرانيًا، وبقيت لفترة طويلة بلا ردّ، حتى إنّ هناك من يقول إنّ "حزب الله" في لبنان كان المبادِر إلى الردّ، فيما كانت إيران تكتفي بتوجيه التهديد والوعيد. ولعلّ اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله كان "الضربة القاصمة" للإيرانيّين في المنطقة، فإسرائيل قبل غيرها كانت تعتقد أنّ جريمة بحجم قتل هذا "الرمز" سيفجّر الصراع في المنطقة، بل سيؤدي إلى حرب إقليمية وشاملة، فإذا بالردّ الإيراني عليها يأتي "باهتًا" في أفضل الأحوال، بعدما اختارت إيران أن "تثأر" له ولهنية سويًا، بإطلاق صواريخ ومسيّرات، في عملية هلّل لها المؤيدون لبضع ساعات، لكنها لم تبدُ "موازية" للفعل الإسرائيلي. هكذا، يقول العارفون إنّ إيران خسرت معادلة "الردع"، ما دفع إسرائيل إلى التمادي أكثر، وصولاً إلى تنفيذ هجومها الأكبر، في قلب إيران هذه المرّة، لا عبر الوكلاء، واغتيال معظم قادة الصف الأول دفعة واحدة، فما هي الخيارات المطروحة أمام إيران اليوم لاستعادة هيبتها؟ هل يمكن القول إنّ الحرب المباشرة التي لطالما تجنّبتها طهران أضحت أمرًا واقعًا، أم إن الحسابات الإيرانية المختلفة ستدفعها إلى اعتماد سياسة "الصبر" الذي لم يعد "استراتيجيًا"؟!. يقول العارفون إنّ كلّ الاحتمالات والسيناريوهات تبدو واردة، لكنّ الأكيد أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم في وضعٍ لا تُحسَد عليه، فالضربة التي تلقّتها لا تشبه أيّ ضربة سابقة، والتعامل معها لا بدّ أن يكون مختلفًا، بعيدًا عن الاكتفاء برفع الصوت والتهديد، أو التذرّع بعدم الرغبة في الذهاب إلى حرب، خصوصًا أنّ ما فعلته إسرائيل هو "إعلان حرب" بأتمّ معنى الكلمة، فكيف إذا كانت تلوّح بالمزيد منه، باعتبار أنّ ما جرى ليس إلا جولة الافتتاح؟. بهذا المعنى، يشدّد العارفون على أنّ الردّ الإيراني على ما جرى "حتميّ"، بعيدًا عن ذلك الردّ الأولي الذي يقوم على إطلاق الصواريخ والمسيّرات، والأهمّ أنّ هذا الردّ يجب أن يتمّ هذه المرّة بشكل مباشر، وليس بالواسطة، ولا عبر الوكلاء، فما تجنّبته إيران على مدى عقود لم يعد بالإمكان تجنّبه، إلا بإعلان "استسلام وهزيمة" في مقابل "إعلان الحرب" إسرائيليًا عليها، مع ما يعنيه ذلك من كسرٍ للهيبة، ومعها ربما لكلّ مقوّمات صمود النظام. كما أنّ هناك من يشبّه العملية الاستخبارية المعقدة التي أعلنت إيران عن تنفيذها بعمليات "الهدهد" التي كان يعلن "حزب الله" عنها بين الفينة والأخرى لردع إسرائيل، ثمّة من يشبّه ضربات فجر الجمعة المتسلسلة والمتنقّلة بمجزرة "البيجر" التي نفّذتها إسرائيل ضدّ الحزب، وكانت "نقطة البداية" لحرب أرادت منها القضاء على الحزب، فهل نكون أمام مسار موازٍ ومشابه للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وربما لإسقاط النظام في إيران؟!.


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
تحليلٌ أميركي.. هل اقتربت الحرب الإقليمية؟
دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة وخطيرة في ظل النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وذلك عقب هجمات متبادلة حصلت يوم الجمعة في 13 حزيران الجاري. وقد تمثّل الهجوم الإسرائيليّ على البرنامج النووي الإيراني وكبار القادة العسكريين في نقطة تحول في الصراع الطويل الأمد، حيث تستعد إسرائيل لرد إيراني كبير، فيما أصبح خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع الآن واقعاً حقيقياً، وفق ما يقول تحليل لشبكة 'CNN' الأميركية. وجاءت الضربات الإسرائيلية بعد وقت قصير من إعلان طهران أنها ستكثف أنشطتها النووية، وذلك في أعقاب صدور قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بأن البلاد لا تفي بالتزاماتها في مجال عدم الانتشار، حسبما قاله مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى لـ'سي إن إن'. وفي خطاب متلفز إلى الأمة صباح الجمعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن العملية العسكرية 'استهدفت رأس برنامج تسليح إيران النووي'، وشملت الأهداف منشأة التخصيب الرئيسية في نطنز، وعلماء نوويين إيرانيين، وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وقال نتانياهو: 'قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية (الأسد الصاعد)، وهي عملية عسكرية محددة الهدف للحد من التهديد الإيراني الذي يستهدف بقاء إسرائيل'. وأضاف: 'ستستمر هذه العملية لعدد الأيام الذي يتطلبه الأمر لإزالة هذا التهديد'. وبحسب السلطات الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية، فقد قُتل عدد من أقوى الرجال في إيران، من بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، والفريق أول محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وأعلى مسؤول عسكري في البلاد. ومن بين القتلى أيضاً رئيس الأمن القومي الإيراني السابق علي شمخاني، وهو مستشار رئيسي لخامنئي وشغل منصب أمين مجلس الأمن القومي لما يقارب عقداً من الزمن، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، والذي قُتل مع اثنين آخرين من قادة القوات الجوية. كذلك، قالت وكالة أنباء تسنيم المقربة من الدولة إن 6 من علماء إيران النوويين قُتلوا أيضاً. وقد عيّن خامنئي، الجمعة، قادة جدد لرئاسة كيانات عسكرية رئيسية، من بينهم العميد محمد باكبور، القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني. وتشير هجمات الجمعة إلى أن نتانياهو رأى في هذه اللحظة فرصة لتحقيق هدف إسرائيل الطويل الأمد المتمثل في تدمير البرنامج النووي الإيراني. وتعيش إيران، بحسب 'CNN'، في أضعف حالاتها العسكرية منذ عقود، نتيجة العقوبات الاقتصادية القاسية، والضربات الإسرائيلية السابقة لأنظمتها الدفاعية الجوية، بالإضافة إلى إرهاق وكلائها الأقوى في المنطقة، بمن فيهم 'حزب الله' وكان مسؤولون أميركيون قد أبلغوا 'سي إن إن' في وقت سابق أن أي ضربة إسرائيلية على إيران ستكون بمثابة انحراف صارخ عن نهج ترامب في الشرق الأوسط. وقال ترامب للشبكة يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، واصفاً الضربات على إيران بأنها 'هجوم ناجح للغاية'. ولطالما حذر المحللون والخبراء بحسب التقرير، من أن الضربات الإسرائيلية ضد القدرات النووية الإيرانية قد تؤدي إلى رد إيراني واسع النطاق وتهدد بإشعال حرب شاملة في المنطقة. وإذا انزلقت إسرائيل وإيران في صراع أوسع، فقد يؤدي ذلك إلى تدخل الولايات المتحدة في المعركة، فالولايات المتحدة هي الحليف الأقرب لإسرائيل وأكبر مزود لها بالسلاح، ويوجد حالياً نحو 40,000 جندي أميركي في الشرق الأوسط، بينهم قرابة 4,000 في العراق وسوريا. وظهرت مؤشرات على هذا الخطر في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما أمرت الولايات المتحدة بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، مع تصاعد التحذيرات الاستخباراتية من أن ضربة إسرائيلية على إيران باتت وشيكة. في غضون ذلك، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن جهاز الموساد الإسرائيلي قام بتهريب أسلحة إلى داخل إيران قبل هجمات الجمعة، واستُخدمت هذه الأسلحة لاستهداف دفاعاتها من الداخل. وأوضح المسؤول أن 'قاعدة لإطلاق طائرات مسيّرة مفخخة تم إنشاؤها داخل إيران، وتم تفعيل هذه الطائرات خلال هجوم الجمعة لاستهداف قاذفات صواريخ في قاعدة قرب طهران'. وفي العام الماضي، تحوّلت الحرب الباردة الممتدة بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة علنية عبر سلسلة من الضربات الصاروخية المتبادلة. في حينها، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من ضرب منشآت الطاقة أو البنية التحتية النووية الإيرانية. لكن عملية الجمعة تتجاوز كل ما حدث سابقاً. وقالت محللة الأمن القومي في 'سي إن إن' بيث سانر، إن القضاء على سلامي يشبه القضاء على رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة: 'يمكنكم أن تتخيلوا كيف سيكون رد فعل الأميركيين'.