logo
هل تستطيع حماس الموازنة بين خطاب المقاومة ومتطلبات البقاء؟

هل تستطيع حماس الموازنة بين خطاب المقاومة ومتطلبات البقاء؟

عمونمنذ 2 أيام
منذ انطلاقتها، تبنّت حركة حماس خطاب المقاومة بوصفه هوية سياسية وعقائدية، ورفضت مسارات التسوية والاعتراف بإسرائيل، مُتصدّرة المشهد كقوة رفض ومواجهة. لكن بعد أكثر من سبعة عشر عامًا من السيطرة على قطاع غزة، وجولات متكررة من الحروب، وتعاظم أعباء الحكم والمعيشة اليومية، تطرح المرحلة الراهنة سؤالًا مصيريًا:
هل تستطيع حماس الاستمرار في التمسك بخطاب المقاومة التقليدي، وفي الوقت ذاته، تلبية متطلبات البقاء السياسي والاجتماعي والاقتصادي؟
خطاب المقاومة: رصيد شعبي أم عبء سياسي؟
منح هذا الخطاب حماس شرعية جماهيرية واسعة في أوساط الفلسطينيين، خاصة مع تراجع الثقة في مسارات التسوية العقيمة. لكنه في المقابل:
1. عطل مسار حل الدولتين
2.ادى الى تعظيم قوة اليمين المتطرف في اسرائيل
3.فاقم العزلة الدولية.
4.منح إسرائيل ذريعة لتكرار العدوان.
5.كبّل قطاع غزة تحت حصار مطبق ومتواصل.
6.أدى إلى دمار البنية التحتية، وارتفاع الكلفة الإنسانية على السكان، دون إنجاز استراتيجي واضح.
السيطرة على غزة منذ عام 2007 حوّلت حماس من حركة مقاومة إلى سلطة أمر واقع، مسؤولة عن:
1.إدارة حياة مليوني مواطن.
2.توفير الحد الأدنى من الخدمات العامة.
3.التعامل مع أزمة بطالة خانقة ونقص في الماء والكهرباء والدواء.
4.تمويل حكومة محاصرة تعاني من ضغوط مانحين وشروط إقليمية متغيرة.
وهنا بدأت التناقضات تظهر بوضوح: كيف يمكن لحركة تبني خطاب المواجهة الدائم أن تحكم قطاعًا محاصرًا دون رؤية اقتصادية أو سياسية قابلة للتنفيذ؟ وفي نفس الوقت كانت مناورات حماس السياسية محدودة دون مشروع متكامل حيث: أظهرت حماس في مراحل معينة نوعًا من المرونة:
1.قبول دولة على حدود 1967 دون اعتراف بإسرائيل.
2.الدخول في انتخابات تشريعية.
3.التوصل إلى تفاهمات تهدئة غير معلنة مع إسرائيل بوساطة مصرية وقطرية.
لكن هذه الخطوات بقيت تكتيكية، وليست جزءًا من مشروع سياسي واضح. فحماس لم تُقدّم حتى اليوم صيغة واضحة تجمع بين المقاومة كمنهج، والحكم كواقع، والدولة كهدف.
الحروب المتكررة، آخرها المستمرة منذ أكتوبر 2023، كشفت أن الاستمرار في خطاب المقاومة دون تطوير رؤية سياسية يُثقل كاهل المدنيين، ويُفقد الحركة دعمًا داخليًا وخارجيًا على حد سواء.
الناس في غزة باتوا يطرحون تساؤلات مؤلمة: هل المقاومة تعني الدمار الدائم؟ هل تحرير فلسطين يبدأ من تحت الأنقاض؟ أين المشروع؟ وأين الأفق؟
فبين المقاومة والبقاء.. أين تذهب حماس؟
إن حركة حماس اليوم أمام لحظة مفصلية:
إما أن تعيد تشكيل خطابها ضمن إطار وطني شامل ، يؤسس لشراكة فلسطينية حقيقية تستند إلى برنامج وطني موحّد.
أو أن تبقى في دائرة الدوران بين "المواجهة" و"المأزق"، دون مشروع فعلي قادر على تحرير الأرض أو صون الإنسان.
المقاومة لا تعني الانتحار السياسي، والبقاء لا يعني الاستسلام.
لكن من يحمل راية التحرير مطالب اليوم بتقديم رؤية تحرّر الإنسان كما تحرّر الأرض

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب خسر حربه التجارية أمام الصين
ترامب خسر حربه التجارية أمام الصين

رؤيا نيوز

timeمنذ 32 دقائق

  • رؤيا نيوز

ترامب خسر حربه التجارية أمام الصين

تذهب عدّة مؤشرات إلى أن الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضد الصين في يناير/ كانون الثاني الماضي، تتجه نحو 'فوز بكين'، وفق تحليل لصحيفة 'واشنطن بوست'. وقالت الصحيفة إن هناك 'أدلة قاطعة' تؤكد أن ترامب يخسر الحرب التجارية مع بكين، مشيرة إلى نمو الاقتصاد الصيني بمعدل 5.3% في النصف الأول من العام، بينما نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.25% فقط. كما لفتت إلى 'فشل ترامب في انتزاع تنازلات كبيرة من بكين'؛ فعلى الرغم من أن معظم الدول رضخت للتنمر التجاري الأمريكي، إلا أن الصين لم تفعل ذلك'، وفق تعبيرها. واضطرّ ترامب إلى 'هدنة' في الحرب التجارية مع الصين بعد 'الأهداف العديدة' التي سجّلتها، إذ ترى 'واشنطن بوست' أن هذا القرار كان صائباً من الرئيس الأمريكي، أي التراجع عن مواجهة مكلفة قبل أن تلحق بكين أضراراً بالغة بالاقتصاد الأمريكي. لكن 'واشنطن بوست' تستدرك أنه حتى مع تلك الهدنة، فإن 'الضرر الناجم عن سياسات ترامب لا يمكن تخفيفه'، مشيرة إلى أن ستة أشهر من 'العبث' أكدت بوضوح أنه لا يمكن للرئيس الأمريكي أن يشكل تحدياً لقوة الصين المتنامية، أو حتى أن يعزز القدرة التنافسية للولايات المتحدة. وذهبت إلى أن 'زيادات ترامب في الرسوم الجمركية، وتخفيضات الميزانية، وقيود الهجرة تُضعف أمريكا، وتُعزز، عن غير قصد، قوة منافسها الرئيس، الصين'. خسارة الحلفاء بينما كان ترامب يسعى إلى مصالحة بكين، كان يُنفّر حلفاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بتهديداته المتقلبة بفرض رسوم جمركية، وآخر المتضررين هي الهند، الشريك الرئيس لواشنطن في مواجهة الصين. وقالت الصحيفة إن هذه الرسوم الجمركية الفادحة تهدد بإلغاء عقود من الجهود التي بذلتها الإدارات الأمريكية، بما في ذلك إدارة ترامب الأولى، لجذب الهند إلى فلك الولايات المتحدة؛ فيما هناك مؤشرات على مصالحة بين نيودلهي وبكين، كان ترامب سببًا فيها. وأبرم ترامب اتفاقيات مع شركاء رئيسيين آخرين للولايات المتحدة في المنطقة لفرض ضرائب على صادراتهم بمعدل أقل مما هدد به في نيسان؛ ولكنه لا يزال أعلى بكثير مما واجهوه في بداية العام. كما فرض رسوماً جمركية بنسبة 20% على فيتنام وتايوان، و19% على إندونيسيا وماليزيا وتايلاند والفلبين، و15% على اليابان وكوريا الجنوبية. واعتبرت 'واشنطن بوست' أن استهداف ترامب للحلفاء والشركاء الرئيسيين لواشنطن 'هدية' للصين، التي 'لطالما كان مصدر ضعفها هو الخوف الذي تُولّده بسلوكها العدواني، وعدم احترامها للدول الأخرى'. وأضافت الصحيفة أن 'أمريكا ترامب تُحاكي سياسة الصين السابقة إلى حدٍّ كبير، وتدفع ثمن ذلك في الرأي العام العالمي'، مشيرةً إلى أن مركز 'بيو' للأبحاث كشف في استطلاع حديث شمل 24 دولة، أن 'النظرة إلى الولايات المتحدة أصبحت أكثر سلبية بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، بينما أصبحت النظرة إلى الصين أكثر إيجابية بشكل طفيف'. في الدول ذات الدخل المرتفع التي شملها الاستطلاع، يُبدي 32% الآن نظرة إيجابية إلى الصين، مقارنةً بـ 35% يحملون نظرة إيجابية إلى الولايات المتحدة، وهو تقارب تصفه 'واشنطن بوست' بـ'الصادم'.

حسّان يجري تعديلا وزاريا موسعا على حكومته اليوم
حسّان يجري تعديلا وزاريا موسعا على حكومته اليوم

الوكيل

timeمنذ 37 دقائق

  • الوكيل

حسّان يجري تعديلا وزاريا موسعا على حكومته اليوم

06:02 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أعلن مكتب رئيس الوزراء أن التعديل الوزاري على حكومة جعفر حسَّان سيُجرى اليوم الأربعاء. اضافة اعلان وأضاف المكتب، أنَّ التعديل سيكون واسعا، بحيث يشمل تقريبا ثلث الفريق الوزاري ونصف فريق التَّحديث. وبحسب مكتب رئيس الوزراء، فإنَّ التعديل يستهدف رفد الفريق الوزاري بقدرات جديدة تبني على ما أُنجز، وتواكب السُّرعة التي يتطلَّبها تنفيذ مشاريع التَّحديث، وفي مقدِّمتها رؤية التَّحديث الاقتصادي، خصوصاً وأنَّ الحكومة بصدد إطلاق البرنامج التنفيذي الثاني للرؤية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store