
أرقام وحقائق من عالم الألماس.. بريق يزين الأثرياء ولعنة تدمي الفقراء في أفريقيا
يُعد الألماس، الذي تشكل في أعماق الأرض قبل مليارات السنين وسبق وجود البشر والديناصورات، رمزاً للترف والحب الأبدي في الأسواق العالمية.
لكن خلف هذا البريق الذي يزين تيجان الملوك وخواتم الخطوبة، يختبئ وجه قاتم وتاريخ دموي، خاصة في القارة الأفريقية التي تحتضن أكبر احتياطيات العالم منه.
فبينما يمثل الحجر الثمين قمة الثروة للنخب، تحول في مناطق عديدة إلى وقود للحروب الأهلية، وأداة للاستعباد والفساد، لتُروى قصة هذا الحجر الثمين بدماء الملايين.
وجه قاتم خلف البريق: الألماس الدامي
تحت مصطلح "الألماس الدامي" أو "ألماس الصراعات"، يُروى فصل مظلم من تاريخ هذا الحجر الكريم. في دول مثل سيراليون، أنغولا، وزيمبابوي، استُخدمت عائدات الألماس لتمويل حروب أهلية وحشية وتأجيج صراعات عرقية.
وقد تم ذلك عبر شبكات معقدة من الفساد والجريمة المنظمة، وبغطاء من شركات عالمية كان همها الأول هو الربح، دون أدنى اعتبار لحقوق الإنسان.
يصف الباحث الأمريكي دانييل روسو، في مقالة له بمنصة جامعة بوسطن، المفارقة المأساوية بقوله إن الأشخاص الذين تُشوه أطرافهم لاستخراج الألماس، غالبًا ما لا يملكون إصبعًا ليضعوا عليه أي خاتم. ففي البلدان المتنازعة على المناجم، يُجبر المدنيون، بمن فيهم الأطفال، على العمل في ظروف وحشية تصل إلى حد الاستعباد.
وكانت الحرب الأهلية في سيراليون، التي انتهت عام 2001، شاهدًا على أبشع الممارسات. حيث استُعبد آلاف المدنيين للعمل قسرًا في المناجم لتمويل أطراف النزاع.
ولم تقتصر الفظائع على الاستغلال، بل امتدت إلى أساليب تعذيب سادية، من أشهرها سؤال الضحية: "هل تفضل أكمامًا قصيرة أم طويلة؟"، في إشارة رمزية مروعة إلى ما إذا كان سيتم بتر ذراعه من الكتف أم يده من الرسغ.
ووفقًا لتقديرات منظمة "بريليانت إيرث" (Brilliant Earth)، أدت الحروب المرتبطة بالألماس إلى مقتل ما يقارب 3.7 مليون شخص على مدى العقود الماضية، في مأساة إنسانية هائلة من أجل إضفاء بريق خاص على أكثر مجوهرات العالم طلبًا.
تل أبيب: مركز عالمي لتجارة ألماس أفريقيا
على الرغم من عدم امتلاكها لأي مناجم، برزت "إسرائيل" كواحدة من أكبر الدول المصدرة للألماس المصقول في العالم، حيث بلغت قيمة صادراتها 634.9 مليون دولار في عام 2024 وحده، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.
وتشير تقارير متعددة إلى أن إسرائيل استفادت من شراكات اقتصادية وعسكرية مع دول أفريقية للحصول على الألماس الخام بأسعار تفضيلية. وذهبت بعض التقارير إلى أن شركات "إسرائيلية" ذات ارتباطات بالمؤسسة العسكرية حصلت على امتيازات في المناجم مقابل توريد الأسلحة، مما ساهم في تعزيز هذه الصناعة لتصبح إحدى الركائز الاقتصادية الرئيسية في البلاد.
وفي عام 2009، اتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة إسرائيل باستيراد الألماس بشكل غير قانوني من مناطق نزاع مثل سيراليون وساحل العاج.
أفريقيا: خزانة الألماس العالمية
تظل القارة الأفريقية اللاعب الأبرز في عالم الألماس الطبيعي، حيث تنتج 51% من حجمه و66% من قيمته عالميًا. ومنذ عام 1870، جاء معظم الألماس عالي الجودة من القارة، وتبرز دول مثل بوتسوانا، جنوب أفريقيا، أنغولا، والكونغو كأهم المنتجين.
ومن أبرز الاكتشافات التاريخية ماسة "كولينان" الأسطورية في جنوب أفريقيا عام 1905، التي بلغ وزنها 3106 قراريط، وقُطعت منها أجزاء تزين اليوم مجوهرات التاج البريطاني. ومؤخرًا، عززت بوتسوانا مكانتها باكتشاف ماسات ضخمة في عام 2021، مما يؤكد هيمنة القارة على إنتاج الألماس عالي الجودة.
قيمة السوق العالمي للألماس
بلغت 97.57 مليار دولار عام 2024.
من المتوقع أن تصل إلى 138.66 مليار دولار بحلول 2032.
معدل نمو سنوي متوقع: 4.5%.
(المصدر: فورتشن بيزنس إنسايت)
أكبر 10 دول أفريقية منتجة (بيانات 2024):
بوتسوانا: 28.2 مليون قيراط
أنغولا: 14 مليون قيراط
الكونغو: 9.79 ملايين قيراط
جنوب أفريقيا: 5.34 ملايين قيراط
زيمبابوي: 5.29 ملايين قيراط
ناميبيا: 2.32 مليون قيراط
ليسوتو: 696 ألف قيراط
سيراليون: 574 ألف قيراط
تنزانيا: 374 ألف قيراط
غانا: 333 ألف قيراط
(المصدر: غلوبال إيكونومي)
اللاعبون الكبار: الشركات التي تهيمن على السوق
تهيمن حفنة من الشركات الكبرى على صناعة الألماس العالمية بطريقة شبه احتكارية، وفيما يلي أبرزها:
دي بيرز (De Beers): تأسست عام 1888 في جنوب أفريقيا وتُعد "عرّاب" الصناعة. رغم مقرها في لندن، إلا أن عملياتها الكبرى تتركز في أفريقيا. واجهت اتهامات طويلة باحتكار السوق وتسويق الألماس المتنازع عليه.
ألروسا (ALROSA): عملاق التعدين الروسي وأكبر منتج للألماس في العالم من حيث الحجم، حيث تسيطر على نحو ربع السوق العالمي.
ديبسوانا (Debswana): مشروع مشترك بين حكومة بوتسوانا وشركة "دي بيرز"، وهو مثال على كيفية استفادة دولة أفريقية من ثروتها، حيث تساهم الشركة بنحو 50% من عائدات الحكومة.
ريو تينتو (Rio Tinto): شركة أسترالية متعددة الجنسيات تدير مناجم كبرى في كندا وزيمبابوي، وتُعد لاعبًا رئيسيًا في السوق.
بترا دايموندز (Petra Diamonds): شركة بريطانية تدير مناجم تاريخية في جنوب أفريقيا وتنزانيا، بما في ذلك منجم "كولينان" الشهير.
وهكذا، تستمر رحلة الألماس من أعماق الأرض إلى واجهات المتاجر الفاخرة، وهي رحلة محفوفة بالجمال والقيمة من جهة، وبالعنف والاستغلال من جهة أخرى.
قصة هذا الحجر هي انعكاس صارخ للتناقضات البشرية، حيث يتجاور السعي للترف مع تجاهل المعاناة، ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان بريق الألماس سيتمكن يومًا من التحرر من لعنته الدامية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 9 ساعات
- سرايا الإخبارية
كيف سعت إيران لتجنيد جواسيس داخل "إسرائيل"؟ تقرير لـ'الغارديان' يكشف: 'طلبت اغتيال نتنياهو'
سرايا - قبل أن تشن "إسرائيل" حربها على إيران الشهر الماضي، كانت أجهزتها الأمنية قد كشفت عن شبكة واسعة من مواطنيها المتجسسين لصالح طهران، على نطاق فاجأ البلاد. منذ أول وابل صاروخي إيراني على "إسرائيل" في أبريل 2024، تم توجيه اتهامات لأكثر من 30 إسرائيليا بالتعاون مع الاستخبارات الإيرانية. وقالت صحيفة 'الغارديان' البريطانية في تقرير لها 'في العديد من الحالات، بدأت الاتصالات برسائل مجهولة تعرض المال مقابل معلومات أو مهام بسيطة. ثم تصاعدت المدفوعات تدريجيا بالتوازي مع مطالب تزداد خطورة'. وبحسب وثائق المحكمة، فإن موجة التجسس الإيرانية خلال العام الماضي لم تحقق سوى القليل، إذ فشلت طموحات طهران في تنفيذ اغتيالات رفيعة المستوى لمسؤولين إسرائيليين، حسب الصحيفة. وقال الصحيفة 'ومع ذلك، فإن عدد الإسرائيليين الذين كانوا على استعداد لتنفيذ مهام متواضعة كان كافيًا ليجعل من حملة التجسس ناجحة جزئيا، بوصفها وسيلة لجمع معلومات حول مواقع استراتيجية، قد تصبح لاحقا أهدافا للصواريخ الباليستية الإيرانية'. في المقابل، تجسست "إسرائيل" على إيران بشكل 'مدمر'، مما مكن جهاز الموساد من تحديد مواقع واغتيال عدد كبير من قادة إيران وعلمائها النوويين دفعة واحدة في ساعات فجر الجمعة 13 يونيو، إلى جانب أهداف أخرى. ومنذ بداية الحرب، اعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس لصالح "إسرائيل"، وفقا لوكالة أنباء فارس. وفي ما لا يقل عن ست حالات، أفضت المحاكمات إلى إعدامات فورية، حسب الصحيفة. من جهتها، السلطات الإسرائيلية قدّمت لوائح اتهام مفصلة بحق المتهمين بالتجسس لصالح إيران. ورغم صدور إدانة واحدة فقط حتى الآن ضمن موجة الاعتقالات الأخيرة – ما يعني أن الذنب الفردي لا يزال قيد التقييم – فإن وثائق المحكمة رسمت صورة واضحة عن الكيفية التي استخدمتها إيران لاصطياد عملاء محتملين، حسب 'الغارديان'. عادةً ما تبدأ العملية برسالة نصية من مرسل مجهول. إحدى هذه الرسائل، من جهة تُدعى 'وكالة أنباء'، سألت: 'هل لديك معلومات عن الحرب؟ نحن مستعدون لشرائها'. وأخرى، أُرسلت من جهة تُدعى 'طهران – القدس' إلى مواطن فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية، كانت أكثر وضوحا: 'القدس الحرة توحد المسلمين. أرسل لنا معلومات عن الحرب'. وقالت الصحيفة 'تضمنت الرسالة رابطا لتطبيق تلغرام، حيث يبدأ حوار جديد، أحيانا مع شخص يستخدم اسما إسرائيليا، مع عرض مالي لتنفيذ مهام بسيطة على ما يبدو. وإذا أبدى المتلقي اهتماما، يُنصح بتنزيل تطبيق 'باي بال' وتطبيق لاستلام الأموال بالعملات الرقمية'. في حالة أحد المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم في 29 سبتمبر، كانت أول مهمة مطلوبة هي الذهاب إلى حديقة والتأكد من وجود حقيبة سوداء مدفونة في مكان معين، مقابل مبلغ يقارب 1000 دولار أمريكي. لم تكن هناك حقيبة، وأرسل المجند مقطع فيديو لإثبات ذلك. فيما بعد، أوكلت إليه مهام أخرى مثل توزيع منشورات، وتعليق لافتات، أو رش كتابات على الجدران، معظمها بشعارات ضد بنيامين نتنياهو، مثل 'كلنا ضد بيبي' (لقب نتنياهو)، أو 'بيبي جلب حزب الله إلى هنا'، أو 'بيبي = هتلر'. ثم جاء دور التصوير. إسرائيلي 'من أصول أذرية' تم تجنيده لالتقاط صور لمنشآت حساسة في أنحاء البلاد، ويبدو أنه حول الأمر إلى 'عمل عائلي'، إذ شاركه أقاربه في التقاط صور لمرافق ميناء حيفا (والذي استُهدف لاحقًا بصواريخ إيرانية في الحرب التي استمرت 12 يوما)، وقاعدة 'نفاتيم' الجوية في النقب (التي ضُربت بوابل من الصواريخ في أكتوبر)، بالإضافة إلى بطاريات القبة الحديدية المنتشرة في البلاد، ومقر الاستخبارات العسكرية في غليلوت شمال تل أبيب، حسب الصحيفة. المجند ذاته الذي كُلّف بالبحث عن الحقيبة السوداء، طُلب منه لاحقًا تصوير منزل عالم نووي يعمل في معهد وايزمان، وهو المركز العلمي الأهم في "إسرائيل"، الذي كان محل اهتمام بالغ من قبل إيران. فعلى مدى 15 عاما سبقت الحرب، تم اغتيال خمسة علماء نوويين إيرانيين، ويرجّح أن الموساد كان وراء تلك العمليات. وفي صراع طويل حول ما إذا كانت "إسرائيل" ستحتفظ باحتكارها للسلاح النووي في الشرق الأوسط، سعت طهران للرد. وقد استهدفت إيران معهد وايزمان بصواريخ باليستية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، ومن المرجح أن الصور التي التقطها عملاؤها ساهمت في توجيه تلك الضربات. غير أن محاولة اغتيال العلماء فشلت. في الواقع، لا يبدو أن وزارة الاستخبارات الإيرانية أو الحرس الثوري قد نجحوا في اغتيال أي من أهدافهم خلال هذه الحرب الخفية الطويلة. بينما اعتمد الموساد على زرع مجموعة من العملاء المدربين تدريبا عاليا داخل إيران، فإن الاستخبارات الإيرانية اتبعت أسلوبا مختلفا يتمثل في اختبار مدى استعداد 'المجندين الجدد' للمضي قدما. ووصف خبير الاستخبارات الإسرائيلي يوسي ميلمان الأمر نقلا عن مسؤول في الشاباك بأنه 'نهج الرشّ والدعاء' (spray-and-pray)، أي محاولة تطوير عدد محدود من العملاء الموثوقين من خلال استثمار منخفض المخاطر في عدد كبير من المجندين الآخرين. بعد تنفيذهم مهام بسيطة مثل تعليق لافتات والتقاط صور، يُطلب من المجندين القيام بأعمال أكبر مقابل مزيد من المال. فعلى سبيل المثال، بعد أن التقط صورا لمنزل عالم نووي في معهد وايزمان، 'عُرض على أحدهم مبلغ 60 ألف دولار لاغتيال العالم وأسرته وحرق منزلهم'. وبحسب لائحة الاتهام، فقد وافق العميل و'بدأ بتجنيد أربعة شبان من عرب "إسرائيل". وفي ليلة 15 سبتمبر، وصل فريق الاغتيال المفترض إلى بوابة معهد وايزمان، لكنهم لم يتمكنوا من تجاوز الحرس الأمني وغادروا بهدوء. في اليوم التالي لتلك الفضيحة، طلب المشغّلون الإيرانيون من المجند العودة إلى المعهد والتقاط صور جديدة. وبفضل كونه 'يهوديا إسرائيليا'، تمكن من إقناع الحراس بالسماح له بالدخول نهارا، وصوّر سيارة العالم. دُفع له مبلغ 709 دولارات، وسُئل عمّا إذا كان مستعدًا لوضع جهاز تتبع GPS على السيارة، لكنه رفض. وقد تكرر هذا النمط في لوائح الاتهام مرارا وتكرارا. ورغم أن المجندين الإيرانيين أثبتوا فعالية في العثور على إسرائيليين مستعدين لالتقاط الصور وتوزيع المنشورات مقابل المال، إلا أن مسؤولي التجنيد في طهران 'كانوا على ما يبدو متسرعين جدا في تحويلهم إلى عملاء طويلَي الأمد'. فقد طُلب من عدة مجندين – بعد أيام فقط من تنفيذ مهامهم الأولى – التفكير في تنفيذ اغتيالات لمسؤولين كبار. و'طُلب من مجموعة الأذريين' البحث عن قاتل مأجور لكنهم رفضوا. أما المجند الذي رفض وضع جهاز تتبع على سيارة العالم، فقد سُئل بعد أيام عما إذا 'كان يوافق على رمي زجاجة حارقة على سيارة نتنياهو'. حتى الآن، لم يُدان سوى مشتبه به واحد وتم الحكم عليه بالسجن، بعد أن اعترف بالتهم المنسوبة إليه. عندما اقتربت الاستخبارات الإيرانية من مردخاي 'موطي' مامان (72 عامًا) في ربيع العام الماضي، كان قد تزوج حديثًا من امرأة أصغر سنا، وكان في حاجة ماسة إلى المال بعد فشل عدة مشاريع تجارية. كان مامان قد أمضى 'سنوات في مدينة سامانداج' بجنوب تركيا، وفي أبريل تواصل مع شقيقين من رجال الأعمال يعرفهما هناك، بحثا عن فرص ربح. قال له الشقيقان إن لديهما 'شراكة تجارية مربحة مع إيراني يُدعى 'إدي'، يعمل في استيراد الفواكه المجففة والتوابل'، واقترحا أن يلتقي به. في أبريل، سافر مامان إلى سامانداج عبر قبرص، لكن 'إدي' أرسل اثنين من زملائه بدلا منه، قائلا إنه لا يستطيع مغادرة إيران لأسباب بيروقراطية. وفي الشهر التالي، دُعي مامان مجددا إلى تركيا، إلى بلدة يوكسكوفا في الجنوب الشرقي، حيث نزل في فندق على نفقة 'إدي'. مرة أخرى، قال 'إدي' إنه لا يستطيع العبور إلى تركيا، لكنه أبلغ مامان أن 'هناك وسيلة لتهريبه إلى داخل إيران'. وافق، وفي 5 مايو، تم تهريبه داخل شاحنة. التقى به 'إدي' ومسؤول إيراني آخر في فندق فاخر داخل إيران، وقدما له عرضا بمبالغ ضخمة مقابل ثلاث مهام: 'أن يترك أموالا أو أسلحة في أماكن محددة داخل "إسرائيل"، أن يلتقط صورا لأماكن مزدحمة، وأن ينقل تهديدات إلى عملاء آخرين، تحديدا فلسطينيين إسرائيليين تلقوا أموالا من إيران لتنفيذ مهام عدائية لكنهم لم ينفذوها'. قال مامان إنه سيُفكر بالأمر، وتم تهريبه مجددا إلى تركيا. وهناك، سُلم له مبلغ 1300 دولار نقدا كدفعة أولى. في أغسطس، عاد مامان إلى تركيا، وتم تهريبه مرة أخرى للقاء 'إدي' ومساعده. هذه المرة، كانت المهام أكثر جرأة. عرض الإيرانيون مبلغ 150 ألف دولار مقابل اغتيال أي من نتنياهو أو رئيس الشاباك رونين بار، أو وزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت. وبحسب الادعاء، ذكر مامان أن له علاقات في العالم السفلي قد تساعده في تنفيذ المهمة، لكنه طلب مليون دولار. وهو مبلغ اعتبره الإيرانيون مرتفعا جدا، واقترحوا هدفا أقل شأنا: رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، مقابل 400 ألف دولار. لكن مامان أصر على مطلبه، ولم يتم التوصل إلى اتفاق. تلقى مامان 5000 دولار، وسافر إلى قبرص، ثم في 29 أغسطس عاد إلى تل أبيب، حيث كانت عناصر الشاباك بانتظاره. في 29 أبريل، حُكم على مامان بالسجن 10 سنوات بعد أن أقر بالذنب في التهم الموجهة إليه، وهي الاتصال بوكيل أجنبي والدخول غير القانوني إلى دولة عدوة. ووصف محاميه، إيال بيسيرغليك، الحكم بأنه قاس للغاية وقدّم استئنافا. وقال بيسيرغليك إن موكله اعتقد حتى اللحظة الأخيرة أن 'إدي' مجرد رجل أعمال إيراني يعمل في تجارة الزبيب والتوابل، وإنه لم يكن يعلم أنه يُنقل إلى داخل إيران حين أُدخل الشاحنة. وينفي أن مامان طلب مليون دولار، ويؤكد أن موكله اضطر إلى التظاهر بالموافقة على مخططات الإيرانيين خوفا من أن يؤدي الرفض المفاجئ إلى قتله. وصرح بيسيرغليك لصحيفة الغارديان: 'ما البديل؟ أن يُختطف داخل شاحنة أو يُقتل؟' وأضاف أن مامان تعرّض للضرب في السجن واحتُجز في زنزانة قذرة مليئة بالبراز. وتابع المحامي: 'لقد ارتكب خطأً جسيمًا، لكنه لا يجب أن يموت بسببه، لأنه في النهاية لن يكون هناك أحد لمحاسبته'، حسب ما اسردت صحيفة 'الغارديان'.


سواليف احمد الزعبي
منذ 13 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
جنّدوا عشرات المستوطنين كجواسيس.. تقرير بريطاني يكشف حجم اختراق إيران للاحتلال
#سواليف كشفت صحيفة ذا غارديان البريطانية أن أجهزة أمن #الاحتلال كشفت، قبيل بدء عدوانها على #إيران الشهر الماضي، #شبكة_تجسس واسعة مرتبطة بإيران، جنّدت عشرات #المستوطنين لجمع معلومات لصالح #طهران. وأفاد التقرير أن حجم التورط في هذه الشبكة فاجأ أجهزة #الاحتلال، رغم أن الإعلام لم يكشف سوى عن جزء يسير من القضية. ووفق الصحيفة، فقد وُجهت منذ #الهجوم_الصاروخي الإيراني الواسع في أبريل/نيسان 2024، اتهامات لأكثر من 30 مستوطناً بالتعاون مع المخابرات الإيرانية. وأوضحت أن التواصل مع هؤلاء بدأ غالباً برسائل نصية مجهولة تعرض المال مقابل معلومات أو تنفيذ مهام صغيرة، ثم تصاعدت قيمة المبالغ المعروضة كلما زادت خطورة المهام. وكشفت وثائق المحاكم أن #عمليات_التجسس مكّنت إيران من الحصول على معلومات عن مواقع استراتيجية تحوّلت لاحقاً إلى أهداف لصواريخها الباليستية خلال العدوان. توضح الوثائق أن التواصل بدأ برسائل نصية، مثل رسالة من جهة ادعت أنها 'وكالة أنباء' وعرضت المال مقابل معلومات عن الحرب، وأرفقت الرسائل بروابط تطبيق تلغرام، حيث دارت محادثات عُرض فيها المال مقابل مهام بسيطة، وطُلب من المستوطنين فتح حسابات في 'باي بال' أو تطبيقات عملات رقمية لاستلام الأموال. في إحدى المهام الأولى، طُلب من مستوطن البحث عن حقيبة مدفونة في حديقة عامة مقابل نحو ألف دولار. لم يجد الحقيبة، لكنه أرسل مقطعاً مصوراً لإثبات ذلك. لاحقاً كُلّف بتوزيع منشورات وتعليق لافتات وكتابة شعارات ضد رئيس حكومة الاحتلال، من بينها: 'كلنا ضد بيبي'، و'بيبي جلب إلينا حزب الله'، و'بيبي = هتلر'. كما كشف التقرير أن مستوطناً من أصول أذرية جنّد أقاربه لتصوير مواقع حساسة مثل ميناء حيفا، #قاعدة_نيفاتيم الجوية في النقب، مقر #الموساد في غليلوت، ومنصات القبة الحديدية في أماكن متعددة. وفي تصعيد خطير، عرضت المخابرات الإيرانية على متعاون دفع 60 ألف دولار لاغتيال عالم نووي يعمل في معهد وايزمان، مع قتل أسرته وإحراق منزلهم. وبحسب لائحة الاتهام، وافق المستوطن على تنفيذ المهمة، وطلب من أربعة فلسطينيين من الداخل المحتل المساعدة. حاولت المجموعة تنفيذ العملية في 15 سبتمبر/أيلول لكنها فشلت بسبب وجود حارس أمني. بعد فشل المحاولة، طلبت طهران من المتعاون العودة في اليوم التالي إلى معهد وايزمان وتصوير سيارة العالم مقابل 709 دولارات. كما طُلب منه لاحقاً زرع جهاز تتبع في السيارة لكنه رفض. أشار التقرير إلى أن النمط المتكرر في القضايا المعروضة على القضاء يُظهر أن إيران تمكنت من تجنيد مستوطنين لتنفيذ مهام مثل التصوير وتوزيع المنشورات. وفي أكثر من حالة، عُرض على المتعاونين لاحقاً تنفيذ اغتيالات لشخصيات رفيعة المستوى، من بينها محاولة إلقاء #قنبلة على سيارة نتنياهو، لكن تلك العروض قوبلت بالرفض أو فشلت المحاولات عملياً.


هلا اخبار
منذ يوم واحد
- هلا اخبار
عربيات: التسول تحول لمهنة وليس حاجة.. وخط ساخن للإبلاغ عن المتسولين
هلا أخبار – كشف مدير وحدة مكافحة التسول بوزارة التنمية الاجتماعية، رياض عربيات، عن أرقام لافتة تعكس حجم الجهود المبذولة للحد من ظاهرة التسول في الأردن، مؤكداً أن التسول تحول إلى 'مهنة' وليس مجرد حاجة. وأشار عربيات، خلال مداخلة عبر برنامج 'عوافي' الذي يبث عبر راديو جيش إف إم، الأحد، إلى أن الوحدة نفذت 3100 حملة تفتيشية منذ بداية العام الحالي، أسفرت عن ضبط 5380 متسولاً، منهم 2483 أحداث و2900 بالغ. وخلال شهر حزيران الماضي وحده، تم تنفيذ 510 حملات أدت إلى ضبط 797 متسولاً، بمعدل يومي يصل إلى 26 شخصاً، منهم 352 حدثاً و445 بالغاً. وأوضح عربيات أن 40% من الحملات تركزت في العاصمة عمان، التي شهدت تنفيذ حوالي 1300 حملة. وأشار إلى أن الوزارة كثفت جهودها مع بدء فصل الصيف وعودة المغتربين، بالتعاون مع مديرية الأمن العام والجهات القضائية، حيث يتم إحالة البالغين إلى القضاء بموجب المادة 389 من قانون العقوبات الأردني، التي تجرم التسول. ولفت إلى أن بعض المتسولين يلجأون إلى حيل متطورة، مثل التنكر بزي عمال وطن أو بائعي صحف، أو استخدام وصفات طبية مزيفة لاستجداء العطف. وكشف عن ضبط متسول بحوزته 792 ديناراً كحصيلة يوم واحد، وآخر من إحدى الجنسيات المغتربة جمع 1800 دولار و100 دينار في يوم واحد، مؤكداً أن هذه الأرقام تعكس استغلال البعض لعاطفة المواطنين. ودعا عربيات المواطنين إلى عدم تقديم المساعدات المباشرة للمتسولين، وتوجيه صدقاتهم إلى الجهات الخيرية الرسمية والجمعيات المرخصة، مؤكداً أن تشجيع التسول يعزز هذه الجريمة. كما أعلن عن توفر خط ساخن للإبلاغ عن حالات التسول (0793344330)، يستقبل المكالمات والرسائل على مدار الساعة. وأكد أن الوزارة تعمل كفريق واحد مع الأمن العام والقضاء، حيث تنفذ حملات مشتركة تشمل لجان مكافحة التسول في جميع المحافظات، مشيداً بدور المواطن كشريك أساسي في الحد من هذه الظاهرة.