
900 شهيد جراء الجوع بينهم 71 طفلا في غزة والاحتلال يواصل المجازر
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا في قطاع غزة. وأكدت أن الأطفال يموتون جوعا أمام عدسات الكاميرات.
وأشارت إلى أن المجاعة في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية، حيث يواجه أكثر من مليوني إنسان الجوع في ظل استمرار منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية.
وأوضحت الوزارة أن ما يمارسه الاحتلال من منع إمدادات الدواء أدى إلى انهيار الوضع الصحي في القطاع بالكامل.
ووجهت صحة غزة نداء عاجلا طالبت فيه الجهات المعنية بالضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات. لافتا إلى أن "العالم صم آذانه عن صرخات الأطفال المجوعين في قطاع غزة".
ووسط تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح جراء مضاعفات سوء التغذية، في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق وانهيار شبه كامل في النظام الصحي والخدمات الأساسية.
كما أفادت إدارة مستشفى ناصر الطبي في خان يونس بأن الطفل يحيى فادي النجار (3 أشهر) توفي قبل يومين بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الحليب وبدائله، ووصل الطفل إلى المستشفى في حالة حرجة للغاية، قبل أن يفارق الحياة في قسم العناية المركزة.
كذلك، أُدخل الصحفي الفلسطيني محمد أبو سعدة إلى مستشفى الشفاء في غزة بعد أن تدهورت حالته الصحية نتيجة الجوع الشديد، وفق مصادر طبية.
وقالت وزارة الصحة إن الطواقم الطبية في معظم مستشفيات القطاع إضافة إلى المرضى لم يتناولوا أي طعام لمدة 24 ساعة متواصلة، مما ينذر بانهيار القدرة التشغيلية للمرافق الصحية وتفاقم خطر الوفاة بين الجرحى والمرضى الذين يعتمدون على الرعاية الطبية المستمرة.
كما أطلق مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة نداء استغاثة، معلنا تلقي مناشدة عاجلة لمساعدة نحو 100 شخص من ذوي الإعاقة في مركز إيواء بدير البلح، حيث يعيشون في ظروف قاسية مع انعدام الدعم والرعاية اللازمة.
استهداف مركزين لتوزيع المساعدات
ميدانيا، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد عشرات الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الأحد، بينهم 30 من منتظري المساعدات.
فقد استشهد 34 فلسطينيا وأصيب العشرات من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال شمال غربي مدينة غزة أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع مساعدات شمال غرب غزة، وفق مصادر في مستشفى الشفاء.
وفي شمال رفح، أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين إثر إطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات في المنطقة، في حين تواصل القوات الإسرائيلية عمليات نسف منازل في حي الشجاعية شرق غزة، وسط قصف مدفعي مكثف على المناطق الشرقية للمدينة.
تحذيرات من اجتياح دير البلح
وشهدت سماء مدينة غزة وشمال القطاع تحليقا منخفضا للطائرات الحربية الإسرائيلية، في حين أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات جديدة لسكان جنوب غرب دير البلح وسط القطاع بالإخلاء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة إكس إن المناطق المأهولة ومخيمات النازحين في 6 مناطق سكانية مطالبة بالإخلاء الفوري، داعيا السكان إلى التوجه نحو منطقة المواصي جنوب القطاع.
واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الإنذارات هي الأولى من نوعها منذ استئناف الحرب على قطاع غزة، وتكشف نية الجيش توسيع عملياته البرية في مناطق لم يكن قد دخلها سابقا، خصوصا وسط القطاع الذي يضم كثافة سكانية ومخيمات نزوح كبيرة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد وإصابة أكثر من 194 ألف فلسطيني -معظمهم من الأطفال والنساء- إلى جانب أكثر من 11 ألف فلسطيني.
وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من أن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل المجاعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
صحيفة إسرائيلية: 100 ألف جندي مصابون بحلول 2028
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عدد الجنود الإسرائيليين المصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوز 18 ألفا و500، منهم آلاف يعانون من أضرار نفسية حادة، وسط تقديرات ببلوغ عدد المصابين 100 ألف بحلول عام 2028. وتفيد الصحيفة نقلا عن تقارير ومعلومات عن وزارة الدفاع، بأن هؤلاء الجنود المصابين حاليا "خرجوا من الخدمة ليس فقط كأفراد من الجيش بل أيضا من سوق العمل"، ما يؤثر على الاقتصاد والمجتمع معا. كما يوضح التقرير أنه بحلول عام 2028 سيكون هناك 100 ألف جندي إسرائيلي جريح ومعاق، نصفهم على الأقل يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، وعلى رأسها اضطراب ما بعد الصدمة. وتؤكد الصحيفة أن هذا الرقم كان يُتوقع سابقا الوصول إليه في عام 2030، غير أن التسارع في تسجيل الإصابات العقلية دفع السلطات إلى إعادة تقييم أنظمتها وموازناتها وخططها العلاجية. أرقام صادمة وفي التفاصيل، وحسب البيانات التي أفصح عنها الجيش الإسرائيلي، فإن أكثر من 10 آلاف جندي لا يزالون يعالجون من ردود الفعل العقلية واضطراب ما بعد الصدمة، في حين تم الاعتراف فقط بـ3769 جنديا على أنهم يتأقلمون مع اضطراب ما بعد الصدمة. ومن اللافت أكثر في هذه الإحصائيات، فهو أن هناك أكثر من 9 آلاف جندي تقدموا بطلبات رسمية للاعتراف بهم كمصابين نفسيا هذا العام فقط، ولا تزال طلباتهم قيد المعالجة، وفق الصحيفة. وبحسب التقرير، فإن هذه الأرقام تعني أن عدد المصابين رسميا مرشح للارتفاع بشكل حاد خلال الأشهر المقبلة. ويؤكد التقرير أن الحرب الحالية أحدثت ارتفاعًا غير مسبوق في عدد المصابين النفسيين، إذ جرى في عام 2024 وحده الاعتراف بـ1600 جندي على أنهم يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، بينهم 1512 رجلا و88 امرأة غالبيتهم من جنود الاحتياط. كما تقدّر وزارة الدفاع أن يشهد عام 2025 مزيدًا من الحالات النفسية الحرجة، رغم التراجع النسبي في وتيرة العمليات العسكرية في قطاع غزة ، حسب يديعوت أحرونوت. ويذكر التقرير نقلا عن دراسات نفسية أن تأثير الصدمات لا يظهر غالبا أثناء القتال، بل يتفجر لاحقا بعد توقف العمليات وعودة الجنود إلى حياتهم اليومية. عجز وتحديات ويشير التقرير إلى أن أكبر التحديات التي تواجهها إدارة إعادة التأهيل بوزارة الدفاع هو النقص الحاد في الطواقم الطبية المؤهلة للتعامل مع هذه الأعداد. وتقول الوزارة إنها تملك حاليا أخصائيا اجتماعيا واحدا لكل 750 مريضًا، ما يجعل من المستحيل تقريبًا تقديم عناية شخصية فعالة لكل حالة. هذا إلى جانب النقص العام في عدد الأطباء النفسيين في البلاد. وتنقل الصحيفة عن وزارة الدفاع استحداث عشرات الأساليب للتعامل مع تفاقم الأزمة، منها إقامة 10 مناطق تأهيلية، وافتتاح وحدة صحية نفسية عاجلة على طراز العناية المركزة. ومن الإجراءات أيضا، تسيير دوريات استجابة نفسية عاجلة، تعمل كبديل لسيارات الشرطة، وتستجيب لحالات الطوارئ التي تشمل محاولات انتحار أو انهيارات نفسية حادة، إذ تشير الوزارة إلى أن هذه الدوريات تتعامل أحيانًا مع 3 إلى 4 حوادث يوميا. كما جرى افتتاح إدارة إعادة تأهيل 4 منازل مفتوحة قرب أجنحة الطب النفسي في المستشفيات، جميعها ممتلئة حاليًا، بالإضافة إلى بيت خاص أقيم في مستوطنة "حفيت" مخصص لجنود الاحتياط الذين لا يستطيعون البقاء في بيوتهم بسبب أزمتهم النفسية. ويشير التقرير إلى أن "الانفجار" في عدد المرضى النفسيين في الجيش تسبب بزيادة ضخمة في النفقات تتجاوز المليارات من الشواكل، وهي أعباء لم تكن محسوبة في ميزانية الدفاع.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
مدير مستشفى الأطفال بمجمع ناصر: هكذا تتأثر أجسام الصغار بالتجويع وسوء التغذية
حذر مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا من أن أرقام شهداء التجويع في قطاع غزة سترتفع خصوصا في فئة الأطفال، ما لم يتم إدخال المواد الغذائية وحليب الأطفال بأقصى سرعة. وقال إن نحو مليون طفل مهددون بسبب الجوع وسوء التغذية، مشيرا إلى أن الأطفال الموجودين في قسم التغذية بمجمع ناصر الطبي تحولت أجسامهم إلى عظام يكسوها الجلد، بعد أن فقدوا العضلات والنسيج الشحمي تحت الجلد. وأكد أن هناك مليون مواطن في منطقة محافظة خان يونس جنوبي القطاع جلهم يعانون من سوء التغذية بدرجات متفاوتة، لكن أخطر الحالات هي في أوساط الأطفال بسبب عدم توفر الحليب. وقال الدكتور الفرا -في مداخلة مع قناة الجزيرة- إن الأمهات استخدمن المحليات والماء وبعضهن تضع شوربة عدس في رضاعة أطفال لا تتجاوز أعمارهم شهرين و3 أشهر، وهذا لا يتوافق مع بروتوكولات التغذية على المستوى العالمي. وشرح الدكتور الفرا أن الأطفال يتأثرون بسوء التغذية أكثر من الكبار الذين يتحملون الصيام لفترات طويلة، فالأطفال فئة هشة والكبد لديهم صغير وعنصر الطاقة المختزن في الكبد قليل، بالإضافة إلى أن كميات العضلات والنسيج الشحمي قليلة. كما أن المصدر الخاص بالطاقة لدى الأطفال هو الحليب سواء بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وبمجرد أن يفقد الطفل هذا الوارد اليومي من الغذاء خلال 24 ساعة يتم توقف عملية الاستقلاب في جسمه بنسبة 35% . وعندما يستنفد الجسم كل مصادر الطاقة، فإنه يدخل في مرحلة تصبح فيها جميع العمليات الحيوية والاستقلابية في الجسم على أهبة التوقف، ويظهر من خلال حدوث انخفاض شديد في الضغط وفي عدد ضربات القلب وفي عدد مرات التنفس وفي درجة الحرارة، وحتى الكلى تصبح تعمل في أقل مستوياتها. وفي هذه المرحلة يحدث -وفق الدكتور الفرا- اختلال في أملاح الدم وكمون في جميع أنحاء الجسم وينتهي ذلك بدخول الطفل في سبات وهي مرحلة ما قبل الوفاة. وقال إن هذه المراحل تأخذ فترة طويلة عند الكبار.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
أراك كإنسان لا كعادة يومية!
منذ اللحظة الأولى التي يلتقط فيها الطفل نظرة أمه، تبدأ أناه بالتكوّن، ليس لأنه يكتشف نفسه في المرآة البيولوجية لجسدها، بل لأنه يشعر لأول مرة أن وجوده له صدى في قلب آخر. توماس أوغدن، أحد أبرز منظّري علم النفس العلائقي، يرى أن الإنسان لا يولد مكتملًا، بل يتشكل في الفراغ بينه وبين الآخر، في ذلك "الصدع" الغامض الذي يجعلنا نبحث عن الحبّ لا كمجرد طقس عاطفي، بل كحاجة وجودية تكشف لنا أننا موجودون حقًّا. لكن المأساة تبدأ حين يتحوّل هذا الآخر، الذي يفترض أن يكون نافذة إلى المعنى، إلى عادة يومية؛ مجرد حضور جسدي رتيب، أو صدى متكرر بلا حياة. هنا يتسلّل الفراغ القاتل: نرى الجسد ولا نرى الإنسان، نسمع الصوت ولا نسمع النداء الخفي، نشعر بالوجود الفيزيائي لكن الغياب العاطفي يبتلعنا. الصدع الذي يولّد العطش وفقًا لأوغدن، في كتاباته عن "الفضاء التحليلي الثالث" (The Analytic Third)، كل علاقة حقيقية تنبني على هذا التوتر الدائم: الحاجة إلى الآخر مقابل الخوف من فقدان الذات فيه. حين يتحوّل الآخر إلى عادة، فإن الصدع الذي كان في الأصل فضاءً يولّد الإبداع والحب يتحول إلى هاوية صامتة! بدل أن يذكّرنا الآخر بوجودنا، يغدو مرآة ميتة، فنشعر أننا نختفي من داخلنا. لنتخيل مثالًا بسيطًا: زوجان يعيشان معًا منذ عشر سنوات، في الصباح يضع كل منهما فنجان القهوة أمام الآخر بلا كلمة، نظراتهما تمر فوق الطاولة مثل دخان بلا نار، لا توجد خلافات كبيرة، لكن لا شيء حيًّا يربطهما! كل يوم يتكرّر المشهد، حتى يصير الآخر مجرد "عادة"، حضورًا آليًّا يذكّرنا بأننا لم نعد نرى الإنسان الذي أمامنا، ولا نُرى نحن أنفسنا. هذا الصدع، الذي يبدو بسيطًا، يولّد أكثر أشكال الوحدة قسوة: الوحدة في حضور الآخرين.. لا وحدة الفراغ، بل وحدة التآلف الميّت. الإنسان فينا يولد من الاحتكاك أوغدن يشدّد على أن الحب الحقيقي، وكل مشاعرنا الإنسانية العميقة، لا يمكن أن تزدهر إلا عبر الاحتكاك بالآخر الحيّ، لا ذلك الاحتكاك الجسدي أو العاطفي وحده، بل احتكاك يوقظ فينا إحساسنا بأننا مرئيون؛ أن هناك من يرانا في هشاشتنا وفي قوتنا، في ترددنا وفي رغباتنا غير المكتملة. إعلان في الحياة اليومية، نلمس ذلك في لحظات نادرة: صديق ينظر إلينا بعمق حين نتحدث عن ألم خفي، طفل يضحك فجأة فنشعر أن العالم استعاد ألوانه، أو حتى غريب في قطار يلتقط بصدق نظرة ضياعنا. هذه اللحظات تعيد ترميم الصدع، تجعلنا نشعر أننا لسنا مجرد كيانات وظيفية تؤدي دورًا في روتين الحياة. لماذا نبحث عن الحب من جديد؟ كل هذا يفسر لماذا، رغم انغماسنا في علاقات "مستقرة"، يبقى في داخلنا عطشٌ ملحّ للتعارف، للاجتماع، للعثور على الآخر الذي يوقظنا.. ليس بحثًا عن خيانةٍ أو هروبٍ، بل عن إعادة ولادة، عن استعادة تلك الشرارة الأولى التي تجعلنا نشعر أننا أحياء. ربما لهذا السبب، ترى في مقاهي المدن العيونَ تبحث، حتى لو كانت الأصابع منشغلة بهواتف ذكية.. كل شخص يحمل في داخله نداءً صامتًا: "أرني أني أكثر من جسد حاضر، أكثر من دور أؤديه، أكثر من عادة يومية". العودة إلى الرؤية حين نتعامل مع الآخر كإنسان، لا كعادة، نعيد فتح الفضاء الذي تحدث عنه أوغدن: فضاء يولّد الحب، والفهم، والإبداع، ويعيد ترميم الصدع. لكن هذا يتطلب شجاعة، لأن رؤية الآخر حقًّا تعني أيضًا أن نكشف هشاشتنا نحن، أن نتخلى عن أمان العادة ونقترب من خطر الحياة الحقيقية. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.