
ترتيب عالمي يهزّ القارة السمراء! المغرب في موقع غير متوقع بين الكبار والصغار!
أريفينو.نت/خاص
كشف مؤشر تشاندلر للحكم الرشيد (CGGI) لعام 2025 عن تحديات كبيرة تواجه القارة الإفريقية في مجال تحسين الحكامة، حيث سجلت أدنى متوسط أداء بين جميع المناطق الجغرافية. وعلى الرغم من هذا المشهد العام، برزت دول قليلة بأداء لافت، فيما حلت دول أخرى في مراتب متأخرة ضمن التقييم الذي شمل 120 دولة حول العالم وأجراه المعهد السنغافوري المرموق.
ويكتسب هذا التقييم أهمية خاصة في ظل سياق عالمي يتسم بتزايد الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية وتآكل الثقة في المؤسسات السياسية والاقتصادية، مما يجعل من الحكامة الرشيدة، المرتكزة على الشفافية والمساءلة والفعالية، عاملاً حاسماً لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة ورفاه المواطنين.
إفريقيا في ذيل الترتيب… دعوة ملحة لجهود مضاعفة!
يُقيّم مؤشر تشاندلر أداء الحكومات بناءً على 35 مؤشرًا فرعيًا متساوي الوزن، مجمعة في سبعة محاور رئيسية هي: 'القيادة والرؤية الاستراتيجية'، 'القوانين والسياسات الراسخة'، 'المؤسسات القوية'، 'الرقابة المالية'، 'الأسواق الجاذبة'، 'التأثير والسمعة العالميين'، و'مساعدة السكان على الارتقاء'. وعلى هذا الأساس، تحصل كل دولة على درجة تتراوح بين 0 و1، حيث تشير الدرجة القريبة من 1 إلى أداء أفضل.
وقد أظهر تقرير 2025 أن متوسط درجة القارة الإفريقية بلغ 0.400، وهو الأدنى عالميًا، رغم تحقيق تحسن طفيف بين عامي 2024 و2025. وأشار التقرير إلى أن إفريقيا كمنطقة لا تزال تواجه تحديات في تحسين جودة الحكامة. وقد تم تصنيف 28 دولة إفريقية ضمن المؤشر، وتراوح أداؤها بين 'متوسط' و'ضعيف'.
وعلى الصعيد العالمي، تصدرت سنغافورة القائمة بدرجة (0.875)، تلتها الدنمارك (0.833)، والنرويج (0.830). أما في المراتب الأخيرة، فقد حلت فنزويلا (0.209)، وسيراليون (0.272)، وأنغولا (0.285).
موريشيوس تتألق إفريقيًا… ورواندا وبوتسوانا في المراكز المتقدمة!
رغم الأداء الإقليمي المتواضع، لم تخلُ القائمة من نقاط مضيئة. فقد احتلت موريشيوس المرتبة الأولى إفريقيًا والمرتبة 51 عالميًا، مسجلة 0.553 نقطة، وذلك بفضل أدائها المتميز في محاور 'القوانين والسياسات الراسخة' (المرتبة 36 عالميًا)، و'القيادة والرؤية الاستراتيجية' (38 عالميًا)، و'المؤسسات القوية' (40 عالميًا)، بينما تحتاج إلى بذل جهود أكبر في محور 'الرقابة المالية' (92 عالميًا).
وجاءت رواندا في المرتبة الثانية إفريقيًا (59 عالميًا) بدرجة 0.507، مدعومة بأدائها في 'القيادة والرؤية الاستراتيجية' (19 عالميًا) و'الأسواق الجاذبة' (37 عالميًا)، لكنها تواجه تحديات في 'التأثير والسمعة العالميين' (95 عالميًا) و'مساعدة السكان على الارتقاء' (91 عالميًا). أما بوتسوانا، فحلت ثالثة على الصعيد الإفريقي (61 عالميًا) بدرجة 0.501.
المغرب رابعًا في إفريقيا… نقاط قوة وتحديات قائمة!
حل المغرب في المرتبة الرابعة على مستوى القارة الإفريقية والمرتبة 75 عالميًا، بحصوله على 0.466 نقطة. ويعود هذا الترتيب إلى الأداء الجيد في محاور 'القيادة والرؤية الاستراتيجية' (50 عالميًا)، و'الرقابة المالية' (70 عالميًا)، و'الأسواق الجاذبة' (71 عالميًا). ومع ذلك، أشار التقرير إلى ضرورة بذل المملكة لمزيد من الجهود في محوري 'مساعدة السكان على الارتقاء' (85 عالميًا) و'المؤسسات القوية' (87 عالميًا).
وعلى الرغم من هذا الترتيب في محور قوة المؤسسات، أشاد تقرير تشاندلر بتحقيق المغرب 'أكبر تحسن في الدرجات على مستوى إفريقيا في مجال قدرات البيانات'، مشيرًا إلى أن 'الدولة بذلت جهودًا لتحسين الشفافية الحكومية والبنية التحتية الرقمية، لا سيما في إطار رؤيتها 'المغرب الرقمي 2030′'.
إقرأ ايضاً
جنوب إفريقيا تختتم قائمة الخمسة الكبار… وتحدي البطالة يلقي بظلاله!
أغلقت جنوب إفريقيا قائمة الدول الخمس الأوائل في إفريقيا، محتلة المرتبة 77 عالميًا بدرجة 0.461. وبينما أظهرت البلاد أداءً جيدًا في 'القيادة والرؤية الاستراتيجية' (40 عالميًا) و'الأسواق الجاذبة' (45 عالميًا)، إلا أنها احتلت مرتبة متأخرة جدًا (113 عالميًا من أصل 120) في محور 'مساعدة السكان على الارتقاء'، وهو ما يفسره التقرير بارتفاع معدل البطالة والتفاوتات الصارخة في توزيع الثروات.
**قائمة أفضل 5 دول إفريقية في مؤشر تشاندلر للحكم الرشيد 2025:**
1. **موريشيوس:** 0.553 نقطة (المرتبة 51 عالميًا)
2. **رواندا:** 0.507 نقطة (المرتبة 59 عالميًا)
3. **بوتسوانا:** 0.501 نقطة (المرتبة 61 عالميًا)
4. **المغرب:** 0.466 نقطة (المرتبة 75 عالميًا)
5. **جنوب إفريقيا:** 0.461 نقطة (المرتبة 77 عالميًا)
*(المصدر: معهد تشاندلر للحكامة)*
وخلص التقرير إلى التأكيد على الضرورة الملحة لتحسين جودة الحكامة في الدول الإفريقية، كشرط أساسي لجذب الشركاء الاقتصاديين وضمان تحقيق التنمية المنشودة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 11 دقائق
- أخبارنا
الأمن الوطني وتحوّل العلاقة مع المواطن: من عين عليه إلى عين له
تحتفل المديرية العامة للأمن الوطني، ومعها الشعب المغربي كافة، بالذكرى تأسيس هذا الجهاز، في 16 من ماي من كل سنة، وتشكل هذه المناسبة محطة بارزة لاستعراض التاريخ الزاخر بالمجهودات، والتضحيات، والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين. هو جهاز تأسس سنة 1956 من طرف المغفور له محمد الخامس، بهدف الدفاع عن مقدسات الدولة، وإرساء الأمن، والحرص على تطبيق القانون، وحماية المواطنين وممتلكاتهم. كما يحرص على تأمين مختلف التجمعات الكبرى، والملتقيات الرياضية، والأنشطة العمومية، وتأمين مباريات كرة القدم، والحد من الشغب، عبر مختلف المكونات الإدارية والقضائية التي يتكون منها، مثل: الشرطة القضائية، والهيئة الحضرية والأمن العام، وفرق محاربة المخدرات، والشرطة التقنية والعلمية، وفرق الدراجين، والخيالة، وغيرها. تُعتبر هذه الإدارة من بين اللبنات الأولى والأساسية في تأسيس المغرب الجديد ما بعد الاستعمار، حيث ساهمت في حماية الدولة والمواطنين، ومهّدت لبناء مغرب المؤسسات والحق، وسيادة القانون. وقد راكم هذا الجهاز الحيوي عدة تجارب وخبرات مع مرور الزمن، ومع تعاقب المسؤولين عليه، الذين يوصف غالبيتهم العظمى بالتفاني، والروح الوطنية، والتضحية في سبيل الوطن. هذا التراكم المعرفي والخبرات انتقل بجهاز الأمن الوطني المغربي إلى مصاف الدول الرائدة والمتقدمة جداً على الصعيد الأمني، حيث أصبحت مجموعة من الدول تلجأ إلى الأمن الوطني المغربي للاستفادة من خبراته، وتكوين أفرادها، والتنسيق معه لتطوير أجهزتها الأمنية، سواء بالنسبة للعمليات الاستباقية أو الميدانية أو الاستخباراتية. هذه المكانة الرائدة التي يتبؤها جهاز الأمن الوطني ليست وليدة الصدفة، وإنما نتيجة أعمال جبارة، فقد حرص هذا الجهاز على مواكبة مختلف التحديات الأمنية المستجدة، من خلال اعتماده على العمل الاستباقي لمحاربة الجريمة، والحضور الميداني الفعّال والقريب، ورفع درجات اليقظة، عبر عمله على تطوير وتحديث بنيات الشرطة، وعصرنة طرق عملها، والرفع من جاهزيتها واستعدادها، وتوفير الدعم التقني واللوجيستي لوحداته الميدانية، والاستثمار الأمثل في العنصر البشري. وتحرص المديرية العامة للأمن الوطني، بشكل دائم، على تنويع أشكال ومستويات التواصل الأمني، واعتماد مقاربات أكثر تطوراً وتشاركية مع الهيئات المجتمعية والفاعلين المؤسساتيين، وذلك سعياً منها لتنزيل فلسفة ورؤية العمل الجديدة، المرتكزة على الإنتاج المشترك للأمن من طرف كل المتدخلين، وتجعَل من خدمة المواطن الهدف الأساسي والأول للمرفق العام الشرطي. ويُعتبر هذا الجهاز من المؤسسات السباقة لاستعمال التطورات التقنية والرقمية في خدمة المواطن واستتباب الأمن، سواء تعلق الأمر بتقديم الخدمات الإدارية للمواطنين، أو القيام بالمهام الأمنية والاحترازية. كما أنه يمتلك سياسة تواصلية تشكل علامة فارقة تميّزه عن باقي المؤسسات الأخرى، التي قد توصف سياستها التواصلية بالقصور. فالمديرية العامة للأمن الوطني، ومعها باقي الأجهزة التابعة لها، تتواصل بشكل دائم مع المواطنين، ومع المؤسسات والفاعلين الآخرين، عبر البلاغات التي تقدمها عقب كل تدخل أو أي قضية تهم الرأي العام، كما أنها تقوم بإطلاع العموم على استراتيجياتها، وتدمجهم فيها، لجعل الأمن العام مسؤولية مشتركة يساهم الجميع في إنتاجه، كلٌّ من موقعه. هذه المواكبة التقنية والرقمية، والانفتاح التواصلي على الفاعلين، يأتي في إطار التوجيهات الملكية التي تُعتبر خارطة طريق لكل المؤسسات الوطنية، وخصوصاً خطاب سنة 1999، الذي حثّ على تقريب الإدارة من المواطنين، وخلق المفهوم الجديد للسلطة، الذي سرعان ما انخرطت فيه هذه المؤسسة الوطنية المواطنة. هذا التوجه ساهم بشكل كبير في تغيير نظرة المواطن للقوى الأمنية، والانتقال من اعتبارها عيناً عليه ومراقباً له في بعض فترات التاريخ المغربي، إلى اعتبارها عيناً له، ساهرة على أمنه وراحته واستقراره، حاميةً لممتلكاته. وبالتالي، أصبح المواطن في خدمة الشرطة، كما الشرطة في خدمة المواطن والوطن.


أخبارنا
منذ 11 دقائق
- أخبارنا
عبدالإله بنكيران وأحمد الشرع، إسلاميان بمواقف متضاربة
إنهما يرضعان من عقيدة واحدة ويستنيران، كما يزعمون، من شرع الله. فأحمد الشرع الذي طرد بشار الأسد ليتولى زمام الحكم في سوريا جاء لينقذ بلاده وليعبر عن وطنيته وأن سوريا بالنسبة له فوق جميع القضايا أيا كانت أهميتها. أما السيد عبد الإله بنكيران فهو على النقيض من ذلك يريد أن يقلب المعادلة بتغليب القضايا الإقليمية أو كما يسميها بقضايا الأمة الإسلامية ولا يضيره الأمر في شيء ولو كان ذلك على حساب الوطن. وبالمختصر المفيد فإن أحمد الشرع رجل وطني ولو أنه حديث العهد بالسياسة وأظهر حسا وطنيا من خلال سياسة برغماتية، فيما السيد بنكيران يبدو أنه رجل من طينة أخرى يمتهن الشعبوية في أوضح تجلياتها، يمارس السياسة باسم الدين ويسخر العقيدة لخدمة مخططاته السياسوية التي لا تلتقي مع الانشغالات الوطنية بل يشوش عليها. وأحكامنا في هذا الصدد لا نطلقها على عواهنها بل نقيم الحجة في ذلك على المواقف التي أظهرها الرجلان في الآونة الأخيرة والتي تعبر بالوضوح عن من هو قلبه وعقله على وطنه ومن هو الذي انشغل وينشغل بأهدافه بابتزاز ومساومة الدولة تحت غطاء الدفاع عن قضايا الغير واتخاذها مطية لدغدغة مشاعر الأبرياء والسدج من عامة الناس. المقارنة بين الرجلين تستند على الوقائع ولا علاقة لها بالتحامل على طرف دون غيره. والأحداث هنا تتحدث عن نفسها. السيد أحمد الشرع بصفته رئيسا للجمهورية السورية أظهر حرصا شديدا على إنقاذ بلده بإخراجه من العزلة الإقليمية والدولية مبتعدا في ذلك عن الحسابات العقائدية والإقليمية على مستوى العلاقات الخارجية التي لا تجدي بقدر ما هي مضرة. وبالفعل من منطلق حسه الوطني حرص على أن يتواصل مع كل الأطراف التي كانت تقاطع سوريا سواء على مستوى دول المنطقة أو على مستوى دول وازنة ومؤثرة في العلاقات الدولية. في إطار هذا الانفتاح على الجميع، حظي الرئيس أحمد الشرع باستقبال في قصر الإليزيه من طرف الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" وقد شكلت تلك الزيارة حدثا استثنائيا لا نظير له أو قلما نشاهد فيه رجلا بحمولة إسلامية يكون موضع ترحاب في باريس عاصمة الأنوار ورمز الحرية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مفهومه الغربي لقرون خلت. كل ذلك لم يثن السيد أحمد الشرع ولم ينل منه ولو قيد أنملة من عزيمته وإراداته في إتمام تلك الزيارة وتحقيق الأهداف المتوخاة. كما لم تقف قناعاته الدينية حجر عثرة أمام تطلعاته السياسية وتحقيق ما يريده الشعب السوري من مصالحة تاريخية مع العالم الخارجي. أما السيد عبدالإله بنكيران الذي خبر السياسة من موقع المسؤولية هو وحزبه على مدى عشر سنوات فقد كانت له مواقف أخرى وكان له رأي آخر تجاه الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" وهو الحليف الاستراتيجي للمغرب. فالرجل تهجم بكل وقاحة على رئيس دولة ووصفه بأقدح النعوت والصفات، وليس أي رئيس دولة بل هو الرئيس الذي ألقى خطابا أمام ممثلي الشعب المغربي بمقر مجلس النواب. إنه خطاب تاريخي أعلن فيه عن الاعتراف بمغربية الصحراء وبممارسة المغرب لسيادته في حاضرها ومستقبلها. وهذا الاعتراف له وقعه وتأثيره اليوم وفي وقت لاحق على مواقف دول أخرى التي ستتفاعل بشكل إيجابي مع الموقف الفرنسي. ومن المفارقة بينه وبين الرئيس السوري، وهي أن عبدالإله بنكيران بنى تهجمه على الرئيس الفرنسي على طائلة أن هذا الأخير لم يعلن عن اعترافه بالدولة الفلسطينية وكأن اعتراف "ماكرون" بمغربية الصحراء يظل ناقصا من غير الاعتراف بالكيان الفلسطيني. فيما الرئيس أحمد الشرع لم يربط علاقة سوريا مع فرنسا أو زيارته لباريس بالقضية الفلسطينية ومضى غير ملتفت وراءه في ما قد يعود على سوريا وشعبها بالنفع إيمانا منه أن دمشق أولى من غزة. فعلى السيد بنكيران أن يتعلم الدرس ويستوعب الرسائل من هذه المواقف المشرقية. فهم دهاة في السياسة على عكس السذاجة والبلادة كما هو حال البعض منا. ولا بأس من التذكير في هذا الصدد أنه بعد مؤتمر مدريد عام 1991 تشكل وفد عربي للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي كفريق واحد لتنسيق المواقف، لكن الفلسطينيين الذين لم تكن تعنيهم لا الجولان ولا جنوب لبنان، تركوا الجانب العربي يتفاوض في نيويورك وذهبوا خلسة إلى أوسلو للتفاوض مع إسرائيل في غفلة من الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد. هذه هي العقلية السائدة في المشرق العربي عند الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وهم يفهمون بعضهم البعض، أما نحن فلسنا أمامهم سوى سذجا. وما يبديه اليوم الرئيس أحمد الشرع من مواقف فهي ترجمة لتلك العقلية البرغماتية التي لا يفهمها السيد عبدالإله بنكيران أو أنه يتعامى عنها بعد أن أعمته مصالحه الضيقة. وكذلك ظهر التباين جليا بين الرجلين. فالرئيس السوري أحمد الشرع تحرر من الأغلال العقائدية وطغت عليه برغماتيته ليسارع إلى وضع يده في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنسيق سعودي وعلى أرض المملكة. ولم تتملك الرجل ولو لحظة واحدة مشاعر الطيش ولا عنتريات الأعراب بأن الرجل الذي استقبله هو صاحب مشروع إخلاء غزة من ميلشيات حماس. السيد أحمد الشرع لم يكلف نفسه الدخول في حسابات خاسرة أمام ما قد حصل عليه من نتائج مبهرة أهمها رفع العقوبات عن سوريا وفك العزلة عنها إقليميا ودوليا. لقد عانت سوريا وحدها ما عانته بسبب ما يسمى بالمواقف القومية وبسبب احتضانها لفصائل فلسطينية كانت أول من حارب الشعب السوري بمؤازرة انفصاليي البوليساريو دفاعا على نظام آل الأسد. إذن أين هو عبدالإله بنكيران من هذه المواقف التي لا يتردد فيه رجل له نفس القناعات والمرجعيات الدينية. ليس المطلوب من السيد عبد الإله بنكيران أن يتماثل مع هذه المواقف كأمين عام لحزب العدالة والتنمية. فهو ليس في مستوى هذا المطلوب ولا في موقع المسؤولية ولن يتأتى له ذلك. بل المطلوب منه أن يخجل من نفسه وأن يتوقف عن التشويش. فله العبرة في هذا الذي يتقاسم معه العقيدة السيد أحمد الشرع، وله العبرة كذلك في الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان الذي له علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على مستوى السفارات كما له تأثير كبير في الدفع بسوريا الحالية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وغدا لناظره قريب، ومنهم السيد بنكيران بعد أن جن جنونه وحمله الهذيان في شوارع الدار البيضاء والرباط ينشد أغنية وقف التطبيع شأنه في ذلك شأن "الكراب" الذي يقرع ناقوسا أخرس ليبيع الماء في السوق لغير العطشان. حزب العدالة والتنمية مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في الحسابات التي كانت تخص السيد عبدالإله بنكيران وحده بعد أن أصر على إبعاد خصومه من القيادات الوازنة القادرة على إعادة التوازن والمصداقية للحزب. ولذلك، فإن حسابات بنكيران هي حسابات شخصية هدفها رفع التحدي في وجه الدولة وهي بالتالي لن تكون في صالح الحزب الذي يتطلع إلى أن يكون له حضور قوي في الاستحقاق الانتخابي المقبل. فشعبوية بنكيران لن تفي بالغرض.


أخبارنا
منذ 11 دقائق
- أخبارنا
إذاعة محمد السادس رؤية ملكية متبصرة لمكافحة التطرف والإرهاب
تميزت المملكة المغربية عن باقي دول العالم في محاربتها للتطرف والإرهاب، بفضل القيادة الملكية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بجهود كبيرة، وبمقاربة استباقية متعددة الأبعاد في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وتعتبر المملكة المغربية نموذج يحتذى به بالنسبة إلى باقي الدول العربية والدولية، في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، ولم تتوقف المملكة المغربية عند حدود الردع الزجري، بل أيقنت المملكة على أن اقتلاع جذور الإرهاب يتطلب مقاربة جادة مشتركة شاملة، تجمع بين المؤسسات الأمنية والاهتمام بالبعد السوسيو- اقتصادي والتعاون الدولي، وتأهيل الحقل التربوي والديني...، هذا الأخير الذي شهد بدوره العديد من التحولات والإصلاحات الهيكلية المهمة، والتي تروم إلى نشر وتعزيز الوسطية والاعتدال، وقيم التسامح والتوازن بين الثوابت الدينية ومتطلبات العصر، وحماية ممارسة الشعائر والعبادات، وتنظيم الفتاوى. "لقد كان إطلاق قناة محمد السادس للقرآن الكريم، نابع من رؤية ملكية متبصرة لأمير المؤمنين"، للدور الكبير الذي تعلبه وسائل الإعلام في الإرشاد الديني ونشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة، ومحاربة الفكر المتطرف واقتلاع جذوره، وأن محاربة الفكر المتطرف لا يقتصر على المقاربة القانونية والأمنية والقضائية فقط، ولكن هي مقاربة تستلزم تظافر كل الجهود. سموم فكرية متشددة منحرفة ضالة تهدد نظام القيم وأنماط السلوك بالمجتمع، من خلال نشر الفهم الخاطئ لتعاليم الدين الإسلامي، حيث يتعرض العديد من الأفراد لغسيل الدماغ، مما يهدد معه عالم يروم أفراده لنشر السلم والسلام، والأمن والطمأنينة. على مر السنوات، حظيت المقاربة المغربية الشاملة والمندمجة لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، بإشادة دولية واسعة، تبوئه مكانة ريادية على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا المجال، وكما سبق الذكر أن المقاربة المغربية الاستباقية، جعلت من المملكة المغربية متميزة في تعاطيها مع الفكر المتطرف والإرهاب، هي رؤية وقائية استباقية نهجتها المملكة، ولعل إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم ساهمت بشكل فعال في محاربة الفكر المتطرف، من خلال نشر التفسيرات الدينية الصحيحة، في وقت شهد فيه المغرب قيام العديد من الأفراد ممن يحملون الفكر المتطرف المتشدد بنشر سمومهم داخل المجتمع. "سنة 2004 الأحداث الإرهابية ذاكرة جماعية مشتركة بين جميع المغاربة"، تأسيس إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم في 2 رمضان 1425 _ موافق 16 أكتوبر من نفس السنة، رؤية ملكية متبصرة حكيمة، لوقف ووضع حد للامتداد الفكر المتطرف، من خلال نشر التفسيرات المعتدلة للإسلام بما يتماشى مع رغبة المملكة في التحديث والانفتاح، ومنع تنامي التطرف في المساجد والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام. جاء اختيار الراديو كوسيلة إعلامية ناجعة، باعتباره أكثر الوسائل الإعلامية المسموعة بين شرائح المجتمع المغربي، وبالتالي كانت الضرورة تستلزم العمل على توسيع دائرة نشر المعلومة الدينية وتعميمها الطريق الأمثل، وقد خلق هذا الاختيار قاعدة جماهيرية عريضة في كل المدن المغربية الكبرى، والمناطق الريفية على حد السواء، علاوة على أن لها متابعين من الجالية المغربية في الخارج، كما أن الإذاعة تبث برامج باللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، والعديد من القضايا الاجتماعية ذات الصلة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. "إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، آلية إعلامية ساهمت بشكل فعال في تحقيق الأمن الروحي وتأهيل الحقل الديني بالمغرب"، ومحاربة الفكر المتطرف والارهاب من خلال نشر تعاليم الدين الإسلامي السمح، والدعوة إلى التسامح والانفتاح واحترام الديانات الأخرى. " لقد شكلت إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم قيمة مضافة داخل المشهد السمعي البصري المغربي"، حيث تنوعت أدوارها بين ما هو تربوي وتثقيفي وديني، وساهم تواصل وتفاعل المواطنين المباشر، مع برامج الإذاعة والتي يحضر فيها علماء وفقهاء من مختلف المجالس العلمية، من خلال الأسئلة التي يطرحها المستمعين، وسيلة فاعلة وفعالة قطعت الطريق مع العديد من الممارسات التي يعمد فيها البعض إلى إصدار فتاوى، أو الإجابة عن أسئلة دينية بدون الاحتكام إلى أساس ديني صحيح، وبذلك ساهم هذا التواصل المباشر مع المواطنين، في نشر وتثبيت العقيدة الصحيحة، والإجابة عن استفسارات المواطنين المختلفة وتوعيتهم، "هي بوصلة شرعية صحيحة توجه الأفراد نحو الدين الإسلامي الحق السمح، دين وسطية واعتدال". إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، منذ نشأتها، وهي تعمل على تطوير شبكة برامجها لتخدم اهتمامات المستمعين وحاجاتهم في التوعية الدينية والصحية والاجتماعية، كما أن الإذاعة ومن خلال العديد من البرامج تناولت قضايا الشباب الراهن بأسلوب وسطي معتدل، ناصح ميسر. إن نموذج المملكة المغربية في مجال التدبير والتأطير الديني هذا، والذي يعتمد على استغلال وسائل الإعلام من أجل محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، أصبح مرجعًا عالميًا في التسيير الديني الرشيد الميسر، ومكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، والذي تسهر من خلاله المملكة على نشر العقيدة الصحيحة، والخطاب الديني الهادئ بما يضمن تحقيق الاستقرار والأمن الروحي، وهذا ما يعكس الإقبال المتزايد على الاستماع للإذاعة من طرف المواطنين. "حضور قوي للمرأة العالمة داخل إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم"، جاء تكريس انخراط المرأة داخل الحقل الديني من خلال الخطاب الملكي الثاني بتاريخ 30 أبريل 2004. مقتطف من الخطاب الملكي السامي بتاريخ 30 أبريل 2004 "وإدراكا من جلالتنا بأن هذا الركن المؤسسي، لا يمكن أن يستقيم إلا بتعزيزه بالركن التأطيري الفعال، فإننا قد وضعنا طابعنا الشريف، على ظهائر تعيين أعضاء المجالس العلمية، في تركيبتها الجديدة، مكلفين وزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنصيبها، لتقوم من خلال انتشارها عبر التراب الوطني، بتدبير الشأن الديني عن قرب، وذلك بتشكيلها من علماء، مشهود لهم بالإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها، والجمع بين فقه الدين والانفتاح على قضايا العصر، حاثين إياهم على الإصغاء إلى المواطنين، ولا سيما الشباب منهم، بما يحمي عقيدتهم وعقولهم من الضالين المضلين، حريصين على إشراك المرأة المتفقهة في هذه المجالس، إنصافا لها، ومساواة مع شقيقها الرجل". الحرص المولي السامي، بإشراك المرأة العالمة في تأهيل الحقل الديني في شقه الإعلامي، هو حرص على إنصاف المرأة واعتراف بمكانتها داخل المجتمع، وبالأدوار المهمة التي تقوم بها، فقد أثبتت المرأة العالمة المغربية إعلاميا قدرتها واستحقاقها للأمانة التي أناطها بها أمير المؤمنين، في تأهيل المجتمع دينيا وتربويا ودعويا. إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، منشأة إعلامية كان لها الفضل الكبير، في ترسيخ العقيدة الصحيحة لدى العديد من المواطنين، وضمان تحقيق الاستقرار والأمن الروحي، ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب، في فترة حرجة عاشتها المملكة المغربية، وبرزت هذه المنشأة الإعلامية وفق رؤية ملكية متبصرة، وتعد مكسبا ثقافيا وإعلاميا، ونموذجا يحتذى به في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب قاريا ودوليا يوسف بنشهيبة باحث في العلوم الجنائية والأمنية