
سفارة جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان تحتفل باليوم الوطني لبلادها.
احتفلت سفارة جمهورية مصر العربية المعتمدة لدى سلطنة عمان مساء اليوم بمناسبة اليوم الوطني لبلادها، والذي يوافق لذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، وذلك برعاية ضيف شرف الحفل معالي الدكتور عبد الله بن ناصر بن خليفة الحراصي، وزير الإعلام، وبحضور لفيف من ممثلي الحكومة العُمانية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى سلطنة عمان، ولفيف من أبناء الحالية المصرية في السلطنة.
وقال سعادة السفير خالـد راضـي، سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عُمان في كلمته: إن الاحتفال باليوم الوطني لجمهورية مصر العربية يصادف هذا العام مرور ثلاثة وسبعين عاماً على ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، وهو اليوم الذي تأسست في أعقابه جمهورية مصر العربية. وإذ نثمن ما تشهده مصر حالياً من ميلاد للجمهورية الجديدة تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث ينتقل بها لآفاق أرحب عبر تدشين عدة مشروعات تنموية كبرى وطموحة في مجالات عدة لاسيما تأسيس البنية التحتية الواعدة، وبناء المدن الذكية الجديدة، ومشروعات النقل الحديثة، والزراعة، والصناعة، والسياحة، والمضي قدماً على طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة، وتحقيق العديد من الإنجازات التي تبعث على الأمل، وتتمسك بالفرصة في حياة أفضل لشعبنا.
وأضاف سعادته قائلا: يغمرني اليوم الفخر بالاحتفال بالعيد الوطني على أرض سلطنة عُمان الشقيقة صاحبة الحضارة العريقة ذات الجذور الممتدة عبر التاريخ، وأُذكر في هذا الصدد العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الشقيقتين جمهورية مصر العربية وسلطنة عُمان قيادةً وحكومةً وشعباً، وحرص قيادة البلدين على توطيد وتنمية أواصر العلاقات على كافة الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية بما يحقق آمال وطموحات البلدين في مزيد من النمو والازدهار والتقدم، في ضوء الرؤية والتوجيهات الواضحة لقيادة البلدين بالدفع للإرتقاء بمستوى العلاقات بضرورة بين البلدين الشقيقين.
وقال: ويأتالف هذا الحفل مع إقتراب نهاية خدمتي على مدار أربعة سنوات في سلطنة عُمان الشقيقة كسفيراً لجمهورية مصر العربية. وهنا أود الإشارة إلى عدد من المحطات الرئيسية الهامة خلال فترة عملي إتصالاً بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين:
فقد تزايدت وتيرة الزيارات الرسمية المتبادلة علي أعلي المستويات خلال الأعوام الماضية بينهما، بما في ذلك زيارة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطنة في يونيو 2022، والتي أعقبها زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم ـــ حفظه الله ورعاه ـــ إلي مصر في مايو 2023، حيث مثلت هاتين الزيارتين دفعة كبيرة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، كما شهدتا التوقيع علي العديد من أطر التعاون في عدد من المجالات التنموية بين البلدين.
وفي ذات السياق، شهدت السنوات الماضية العديد من الزيارات الوزارية، وكذلك الوفود الحكومية والمسئولين من مختلف الجهات والهيئات بالبلدين،
والتي أعطت دفعة متميزة لتطوير العلاقات، كما سلطت الضوء على فرص التعاون المتاحة في شتي المجالات الاقتصادية بين البلدين. كما ساهمت اللجان المشتركة التي تم عقدها بين البلدين خلال فترة عملي بالسلطنة في توسيع قاعدة ومساحة التعاون المشترك بينهما، حيث تمخضت تلك اللجان عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين، والتي وصل عددها إلى حوالي 32 وثيقة تعاون، فضلاً عن استشراف مجالات جديدة أخري واعدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وأود هنا الإشارة إلي أنه تم عقد الدورة الخامسة عشر للجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين بمسقط في يناير 2022، كما قام معالي السيد/ بدر البوسعيدي وزير الخارجية العُماني بزيارة إلي القاهرة في مطلع الشهر الجاري، إلتقي خلالها بأخيه الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث عقدا مباحثات ثنائية، وأعقبها عقد الدورة السادسة عشر للجنة المصرية - العُمانية المشتركة، والتي شهدت التوقيع علي عدد (7) اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين.
وأردف سعادة السفير خالد راضي قائلا: واتصالاً بالتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين خلال فترة عملي بالسلطنة، ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما، حيث تجاوز الميزان التجاري المليار دولار، وزادت قيمة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، كما تشارك حالياً العديد من الشركات المصرية ذات الخبرة الكبيرة والسمعة الطيبة والتي دخلت السوق العُماني مؤخراً في عدد من مشروعات البنية التحتية والتنمية العُمرانية والسياحة ودعم تنفيذ خطط التنمية الوطنية ورؤية عُمان 2040.
وخاطب سعادته ابناء الجالية المصرية قائلا: أبناء الجالية الأعزاء، اسمحوا لي أن أتوجه بجزيل الشكر إلى القيادة السياسية العُمانية لما منحته من ثقة ورعاية للجالية المصرية المقيمة في السلطنة، حيث أتاحت الفرص أمام الخبرات المصرية المؤهلة في كافة المجالات للعمل والاستثمار بالسلطنة، وهو الأمر الذي يؤكد على ثقة الجانب العُماني الشقيق في الكوادر المصرية. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه لكم بالشكر لحسن تمثيلكم لوطننا كلٍ في موقعه في ربوع السلطنة الشقيقة، ونتطلع ونعاهدكم أن تستمر الجالية في اسهامها الإيجابي في خدمة خطط التنمية بالسلطنة الشقيقة، كما أود الإشارة إلى أن الاحتفال بثورة 23 يوليو لا يقتصر على مجرد إحياء للذكرى الغالية، وإنما هي فرصة لتعزيز قيم الانتماء والفخر بما حققته مصرنا من انجازات وتقدم في ظل الجمهورية الجديدة التي وضع لبنتها الرئيس/عبد الفتاح السيسي.
العلاقات الأخوية بين مصر وعمان
وعن العلاقات بين مصر وسلطنة عنان قال سعادته: إن العلاقات الأخوية بين مصر وسلطنة عُمان انعكست في تقارب بل وتطابق في مواقف البلدين من مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في أن يسود الأمن والسلام والاستقرار والازدهار المنطقة. وأضاف سعادته: يأتي احتفال هذا العام في ظروف بالغة الدقة وشديدة التعقيد والحساسية، لا سيما في ظل ما باتت تئن به منطقة الشرق الأوسط من نزاعات وحروب، خاصةً أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة.وفي ظل تلك الأوضاع، ناشدت مصر من منبر المسئولية التاريخية جميع أطراف النزاعات، والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكام لصوت الحكمة والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار، حيث تؤمن مصر بأن السلام لا يُولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، وإنما يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم.
وتؤكد مصر على أن استمرار الحرب والاحتلال، لن يُنتج سلاماً، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقامِ والمقاومة التي لن تُغلق، فكفى عنفاً وقتلاً وكراهيةً، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداًإن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء، وأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لكن يكون إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.،
وأشار سعادته إلى أن مصر رشحت الأستاذ الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في أبريل ۲۰۲۳، حيث حظي هذا الترشيح بدعم رسمي كامل وتأييد من الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، بما في ذلك سلطنة عُمان الشقيقة، هذا إلى جانب العديد من الدول الأخرى التي قدمت دعماً ثنائياً للترشيح المصري لهذا المنصب الهام. ويجسد المُرشح المصري التزاماً عميقاً بمبادئ اليونسكو التأسيسية،
حيث تجمع خبرته بين الكفاءة المهنية والدبلوماسية والإدارية والأكاديمية، وفهم معمق لقضايا التعليم والعلوم والمجتمع، واستعداده لخدمة المنظمة بتفانٍ. وفي هذا الصدد، تؤكد مصر على مواصلتها لمسيرة الحفاظ على منظمة اليونسكو قوية وفعالة وقادرة على خدمة وتوحيد شعوب العالم أجمع، وقيادة منظمة اليونسكو في ظل مرحلة صعبة وعالم يموج بالأزمات والانقسامات غير المسبوقة.
انطلقت حملة الترشيح منذ أكثر من عامين ونصف، وهي حملة غير مسبوقة في تاريخ المنظمة، حيث يتواصل مرشح ولأول مرة بشكل مباشر ومستمر مع كافة الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، ويقوم بزيارة ما يقرب من 60 دولة حتى الآن، حيث كانت تلك الجولات والنقاشات بمثابة حجر الأساس لبلورة رؤية شاملة تعبر بشكل ملموس عن طموحات الدول والشعوب حول العالم وفق رؤية "يونسكو من أجل الشعوب".
وأكد سعادته قائلا: ارتكزت تلك الحملة على تبني رؤية تكون أقرب إلى الدول الأعضاء وأكثر حضوراً على الأرض، وأكثر استجابةً للاحتياجات الملموسة للمجتمعات. وقد نالت تلك الرؤية إشادة واسعة بفضل وضوحها فيما يخص الخطط الفعلية لمواجهة التحديات الراهنة ورفعة شأن اليونسكو، لتكون قادرة على صون التراث المادي وغير المادي، وتعزيز التعليم الجيد والشامل، ودعم العلوم والبحث العلمي،
بما يصب في صالح شعوب دول العالم.
وقال سعادة السفير راضي: جاء اختيار اليوم كتوقيت للاحتفال بالعيد الوطني هذا العام وليس يوم 23 يوليو من الشهر الجاري، حيث كان سيتزامن مع فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير الذي كان مقرراً يوم 3 يوليو الجاري، والذي جري تأجيله نتيجة للأوضاع الإقليمية الراهنة.
ويعد المتحف المصري الكبير أحد أعظم الصروح الحضارية والثقافية في العالم، هذا المشروع الوطني العملاق الذي يُجسد عظمة التاريخ المصري وعمق حضارته الممتدة عبر آلاف السنين.
لقد جاء المتحف المصري الكبير ليكون نافذةً مشرقة تطل منها مصر على العالم، حيث تحمل رسائل السلام، والعلم، والجمال، والتراث الإنساني الخالد. فالمتحف لا يقتصر على كونه مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مركز عالمي للبحث والتعليم والترميم، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويُقدم تجربة فريدة للزائر تجمع بين الإبهار البصري والمعرفة العميقة.
ويفخر المتحف المصري الكبير باحتضان مجموعة الملك "توت عنخ آمون" كاملة لأول مرة، هذا إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تروي قصة مصر من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصور الفرعونية، واليونانية، والرومانية،
وحتى العصر الحديث.
إن المتحف المصري الكبير يُعد إنجازاً مصرياً بكل المقاييس، يعكس رؤية الدولة في الحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية، والانفتاح على العالم بثقة وفخر، ولا يفوتني أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه الشكر والتحية لكل من ساهم في خروج هذا المشروع العظيم إلى النور، ونتطلع لأن يكون هذا المتحف منارةً ثقافيةً تُضيء طريق الأجيال القادمة، وترسخ مكانة مصر كحاضنة لأولى الحضارات الإنسانية.
وأكد سعادته قائلا: في ظل هذه الأجواء الإقليمية المتوترة، نأمل جميعاً أن يحمل المستقبل في طياته آفاقاً أرحب للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك في إطار جهود دبلوماسية نشيطة تبذلها مصر على مختلف الأصعدة.
وختاماً، أود أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للشركات المصرية التي شاركت في رعاية هذا الحفل، وكذلك المدرسة المصرية والسادة الزملاء أعضاء السفارة ولكل الذين ساهمت جهودهم المخلصة في إنجاح هذا الحدث، ليخرج بالصورة المشرفة لمصرنا العزيزة .. حفظ الله مصر وعُمان
، جدير بالذكر أن للوفد الرسمي العُماني ضم لفيف من كبار المسئولين بالسلطنة وهم: معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي (وزير الإسكان والتخطيط العمراني)، ومعالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية (وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار)، ومعالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين (وزير العمل)، والمكرم المهندس خميس بن محمد السعدي (عضو مجلس الدولة)، والمكرم الدكتور راشد بن سالم المسروري (عضو مجلس الدولة)، وسعادة علي بن خلفان الحسني (عضو مجلس الشورى)، وسعادة يوسف بن سالم المخيني (عضو مجلس الشورى)، وسعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري (رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجوار الإقليمي بوزارة الخارجية)، وسعادة لسفير الشيخ فيصل بن عمر المرهون (رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية)، والمستشار الشيخ الدكتور صلاح بن سالم جعبوب (المكلف بتسيير أعمال نائب رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية)
كما حضر من السفارة المصرية، المستشار محمد عبدالمنعم، المستشار السياسي بالسفارة، والعقيد أركان حرب محمد جمعة غالي، ملحق الدفاع المصري بسلطنة عمان، والمستشار أحمد أبوزيد شعيب، نائب رئيس البعثة المصرية لدى سلطنة عمان، والقنصل منة ضياء القنصل بالسفارة المصرية لدى سلطنة عمان

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 9 ساعات
- جريدة الرؤية
الاحتفال بتخريج الدورة الثامنة والثلاثين في كلية القيادة والأركان المشتركة
مسقط- الرؤية احتفلت أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية، الأربعاء، بمقرها بمعسكر بيت الفلج، بتخريج الدورة الثامنة والثلاثين لكلية القيادة والأركان المشتركة، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن ناصر الزعابي أمين عام وزارة الدفاع، وبحضور اللواء الركن حامد بن أحمد سكرون رئيس أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية. وألقى العميد الركن محمد بن أحمد المشيخي آمر كلية القيادة والأركان المشتركة كلمة رحب فيها بالحضور، ثم قال فيها مخاطباً الخريجين: "في هذا اليوم تصطف القيم العسكرية إلى جوار ركائز الفكر، وفي مناسبة تسطرها الإرادة، وتحتفي بها المؤسسات، نقف أمام إنجاز وطني في رحاب كلية القيادة والأركان المشتركة، التي لم تنشأ لتكون مجرد منارة للعلوم العسكرية فحسب، بل بوابة فكرية تؤسس لما بعدها نحو آفاق المستقبل، نقف هنا اليوم في هذا الصرح التعليمي الشامخ الذي يعد بحق مركزا للتحول القيادي والفكري، ومصنع قادة يتجاوزون المهنة إلى الرسالة، حيث تلتقي صلابة العقيدة العسكرية برحابة الفكر الوطني تحت ظل القيادة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه-، الذي أرسى دعائم النهضة المتجددة، في مرحلة يقود فيها الوعي القرار، وتخوض فيها المؤسسات معركة التفوق والتقدم والازدهار". بعد ذلك سلَّم معالي الدكتور أمين عام وزارة الدفاع راعي المناسبة، الجوائز للحاصلين على المراكز الأولى في الدورة والشهادات للخريجين، وقد حقق المركز الأول على المستوى العام للدورة الرائد الركن خليل بن سالم الوردي من جهاز الأمن الداخلي، وحصل على المركز الثاني الرائد الركن (مهندس) بدر بن سليمان المكتومي من الجيش السلطاني العُماني، وجاء الرائد الركن حسين بن عبدالله البريكي من سلاح الجو السلطاني العُماني في المركز الثالث، في حين حصل على المركز الأول في البحث العلمي الرائد الركن محمد بن حمد الشعيلي من سلاح الجو السلطاني العُماني. وانطلقت دورة القيادة والأركان المشتركة الثامنة والثلاثين في أغسطس من العام المنصرم، وضمت عددًا من ضباط وزارة الدفاع، وقوات السلطان المسلحة، والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وعددًا من الضباط الدارسين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعددًا من ضباط الدول الشقيقة والصديقة، وقد اشتملت الدراسة فيها على ثلاثة فصول أساسية، وتضمن المنهاج الدراسي عددًا من التمارين التعبوية والعملياتية ومحاضرات لأصحاب السعادة الوكلاء والسفراء، واختتمت الدورة بتنفيذ تمرين (الحزم) والذي يُعد تتويجًا لسلسلة تمارين الدورة. وبهذه المناسبة، قال العقيد الركن بحري أحمد بن سليمان المعمري مساعد آمر كلية القيادة والأركان المشتركة: "نبارك للضباط الخريجين تخرجهم في دورة القيادة والأركان المشتركة وحصولهم على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية التي استمرت عامًا كاملًا شارك فيها ضباط من جميع الأجهزة العسكرية والأمنية، كذلك ضباط من الدول الشقيقة والصديقة، ولأول مرة يشارك العنصر النسائي في الدورة، وقد كان عامًا أكاديميًا مثريًا تعلم فيه الضباط في الجانبين النظري والعملي إدارة العمليات المشتركة وفهم الإستراتيجيات والعقائد العسكرية التي تقوم عليها الدول". وذكر المقدم الركن وليد بن راشد الشيدي (موجه جيش بالكلية): "لا شك أن كلية القيادة والأركان المشتركة تضطلع بدور محوري في بناء عقلية عسكرية قادرة على المواءمة بين الفكر الإستراتيجي والعمل العملياتي، في ظل بيئة إقليمية ودولية معقدة وسريعة التحول، وإزاء هذا المشهد المتسارع، يتعاظم دور الكلية لتغدو مركزًا لصناعة القادة، عبر مناهج متطورة وتمارين واقعية تُسهم في تشكيل ضباط يمتلكون الوعي العميق بالسياقات المختلفة، والكفاءة العالية في اتخاذ القرار وقت الأزمات، وستواصل الكلية أداء رسالتها في إعداد الكوادر العسكرية الوطنية المؤهلة، بما يعزز من جاهزية قوات السلطان المسلحة ويحقق رؤى القيادة الحكيمة". وأوضح المقدم الركن جوي فهد بن فاضل البلوشي (موجه جوي بالكلية): "ستظل كلية القيادة والأركان المشتركة إحدى أهم الصروح التعليمية العسكرية، ومؤسسة تعليمية تُجسد روح الانضباط والتميز في إعداد القيادات المؤهلة لقيادة وحدات وتشكيلات القوات المسلحة على اختلاف مستوياتها". وبيّن المقدم الركن بحري ماجد بن محمد السالمي (موجه بحري بالكلية): "تُسهم كلية القيادة والأركان المشتركة في إعداد وتأهيل الدارسين تأهيلًا رصينًا، وذلك من خلال تلقيهم برنامجًا أكاديميًا وعملياتيًا مكثفًا يُعنى بتطوير مهاراتهم في التواصل والتحليل واتخاذ القرار في عمليات متجددة ومعقدة، وتعزيز في مجالات العمليات المشاركة والموحدة والتكاملية، بما يؤهلهم لتولي مناصب قيادية على مختلف المستويات وفي شتى الوحدات والتشكيلات". كما عبّر عدد من الخريجين عن سعادتهم بهذه المناسبة، حيث قال الرائد الركن (مهندس) بدر بن سليمان المكتومي الحاصل على المركز الثاني على مستوى الدورة: "في هذا اليوم المبارك، أتشرف بالتخرج من هذا الصرح الأكاديمي العريق، كلية القيادة والأركان المشتركة، التي كان لها بالغ الأثر في صقل المهارات القيادية، وتعزيز الجاهزية الفكرية والعملية، من خلال ما تزخر به من علوم ومعارف عسكرية وأكاديمية متقدمة. لقد كانت هذه المرحلة محطة نوعية في مسيرتي؛ لأكون وزملائي الضباط قادرين على تولي المهام والمناصب القيادية وتحمّل المسؤوليات المستقبلية بكل كفاءة واقتدار، خدمةً لهذا الوطن المعطاء، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى حفظه الله". وأشار الرائد الركن حسين بن عبدالله البريكي الحاصل على المركز الثالث على مستوى الدورة إلى أن البرامج المقدمة من قبل الكلية تنوعت بين برامج علمية وأكاديمية متقدمة، وتمارين عملية وعملياتية مشتركة، والذي كان لها بالغ الأثر في تنمية المهارات القيادية وتعزيز الكفاءة المهنية وروح العمل الجماعي والانضباط، وذلك لتزويد الضباط بمختلف العلوم والمعارف العسكرية الحديثة. وأوضح الرائد الركن محمد بن حمد الشعيلي الحاصل على المركز الأول في البحث العلمي: "في هذا اليوم المُشرِّف، أشعرُ بالفخرِ والاعتزازِ والسعادةِ الغامرةِ بتخرّجي من كلية القيادة والأركان المشتركة، وبحصولي على المركز الأول في البحث العلمي العسكري، الذي يُعَدُّ وسامَ شرفٍ أعتزُّ به، ودافعًا قويًا لمواصلةِ الجدِّ والعطاءِ في خدمة هذا الوطن العزيز بكلِّ إخلاصٍ وعزيمة". وقالت الرائد الركن جوي زيانة بنت حمد البوسعيدية: "أشعر اليوم بالفخر والاعتزاز، كوني أول امرأة عُمانية عسكرية تتخرج من كلية القيادة والأركان المشتركة، حيث كانت محطة فارقة في بناء شخصيتي وتطوير مهاراتي في مختلف الجوانب العلمية والقيادية، ولا شك أنَّ ما تعلمناه سيبقى ركيزة قوية ستسهم في خدمة وطننا الغالي عُمان بكل كفاءة واقتدار".


جريدة الرؤية
منذ 12 ساعات
- جريدة الرؤية
لا سلام مع الكيان
راشد بن حميد الراشدي الكيان الغاشم المعتدي الظالم الكاذب والمخادع في كل عهد أقامه، الناكث بوعوده عبر كل معاهدات السلام وعبر كل العصور، المتزعم بقوته وقوة حلفائه فرض أمره على الناس أجمعين. لا حل معه أبدًا، لا على مستوى سلام منشود، ولا على مستوى ما يساوم به من تطبيع كذوب، هدفه احتلال الدول ونهب ثرواتها واستغلال مواردها وطاعة عمياء له ولطريق الشر الموزوع بهويته الصهيونية الماجنة الخبيثة. لا سلام ولا أمان مع كيان احتل أرض أمة، وقتل أهلها بأبشع صور الهلاك، لا رحمة في قلبه ولا إنسانية فيه، ومع كل عهد، يزداد طغيانه وبغيه، فهو ناكث للعهود والمواثيق مهما أقسم عليها، لا تربطه بالإنسانية والمبادئ قيد أنملة، لعنه الله في أرضه وسمائه حتى يوم الدين. إنَّ ما نعيشه اليوم من أحداث، وما نراه ونسمعه عبر الصور والمشاهد التي تصل إلينا من فلسطين وسائر دولنا العربية المحاطة بجنود الحقد والشر، ليندى له الجبين مع تسابق حميم من بعض الدول نحو توقيع معاهدات سلام وتطبيع وتعاون مع كيان لا أصل له، فبيته كبيت العنكبوت خواء؛ فهو فاجر آثم معتد لا عهد له منذ خلقت الخلائق، فلا هَمَّ له سوى مصلحته وتحقيق أمنياته التي ستذهب سرابًا بإذن الله في القريب العاجل، فقد حانت لحظات رحيله، وانكشفت أمام العالم سوأته وألاعيبه، فهي سويعات زائلة إلى الأبد. من يمد يده اليوم لذلك الظالم الغاشم، فقد جنى على نفسه وأهله ووطنه، فالخبيث لن ينالك منه سوى الأذى والخبائث، فهم خبثاء العالم الذين يعلم بأطباعهم الجميع، لكن يمارون في تصديق الحقيقة التي هي مشرقة كفجر الصبح في ضيائه، فأين ذوي العقول والأرباب من قوم حكم الله عليهم بالشتات واللعنة في كتاب الله العزيز. اليوم يجب أن يدرك الجميع، وخاصة أمة الإسلام أنه لا سلام ولا أمان ولا تعاون ولا تطبيع مع عدو الله ورسوله، فمهما رأيناهم ذوي قوة وبأس، فبأس الله وعباده الصالحين أقوى وأشد، وقد أثبتت الأيام والأحداث ذلك، وما يحدث اليوم من تكتلات وتغيير في القوى والنفوذ في العالم من حولنا هو طريق الزوال للكيان الغاشم ولكل من عاضده وسانده، فنهاية الطواغيت معروفة، فقد ذهب قبلهم كثير، ولكنَّ الله يُمهل ولا يُهمل، وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون بإذن الله، فالكون له ربُّ يرعاه ويحميه. إن ما أعلنته وتعلنه سلطنة عُمان من مواقف مشرفة في رؤيتها للتطبيع مع الكيان لهو نهج سام شريف يجب على معظم الأمة أن تتبعه، فلا سلام ولا تطبيع إلا برد الحقوق إلى أصحابها، وعودة القدس الشريف إلى أهله، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقف كل أشكال الاعتداء الذي يمارسه المحتل. فاليوم نقول من يظن أن هناك سلاما ووئاما وتطبيعا وتعاضدا مع أرذل خلق الله، فهو واهمٌ حالمٌ، أما من يعتبر، ويَحذر، ويعُدُّ العدّة له، فقد أفلح ونجا وأعزَّ نفسه ووطنه، فلا عهد لليهود على مر السنين والعقود، وسيرى العالم نهايتهم قريبًا بإذن الله. اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم اخزِ اليهودَ ومَن شايَعهم، اللهم دمّر ممالكهم وسلطانهم، إنك على كلِّ شيءٍ قدير.


جريدة الرؤية
منذ 12 ساعات
- جريدة الرؤية
يا غزة العزة.. لقد أخطأنا جميعًا ونطلب الغفران (2-2)
حمد بن خلفان آل تويّه يا غزة الأبية؛ إننا ننحني إجلالًا وإكبارًا لصمودك الأسطوري في وجه مخططات الكيان الخبيثة، ورغم كل ما تلاقين من أشكال الموت والدمار إلا أنك تقدمين كل يوم دروسًا بليغة في التضحية والفداء، وتكبدين المحتلين المجرمين الخسائر الباهظة على صعيد القتلى والعتاد الحربي.. مع وجود كل الإمكانات والقدرات لدى جيش العدو ومن يسانده من قوى الشر الممثلة في بعض الدول الغربية الكبرى والتي لا تجد البتة أدنى غضاضة في رعاية هذه الأفعال الإرهابية للكيان الغاصب؛ مستمدة هذا الموقف العدائي من إرثها الاستعماري الطويل والذي يعكس حقدًا دفينًا ضد العرب والمسلمين، وهو ما يظهر بجلاء تام من خلال اصطفافها المتماهي كلية مع المحتل الغاصب وتآمرها التام معه عبر دعمه ومشاركته جرائمه ضد الأبرياء، وبالرغم من الحيز الجغرافي الصغيرة لك، إلا أن جميع قوى الشر، لم تستطع أن تحدد مكان أسرى العدو الصهيوني، كما لم تقدر على كسر المقاومة الشجاعة التي باتت تتفنن في إيلام جيش العدو واصطياد مقاتليه، وهذا ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز حقًا ويبعث على الأمل في اندحار العدو وفشل مخططاته!. وحدك ووحدك فقط يا غزة الكرامة والشرف والإباء، تواجهين كل هذا الإرهاب، نعلم يقينًا يا حبة القلب ويا مسك الهوى الزاكي بأن الوضع كارثي وغير مسبوق، وأن لسان حالك -وأنت المؤمنة الموقنة بالله- يردد: ﴿يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ (الدخان ١١-١٢) ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ (البقرة ٢١٤). ولكنك وأنت الصابرة المجاهدة المرابطة التي تقدمين لنا الدروس والعبر في الصبر والصمود والتضحية، تدركين تمامًا أن وعد الله حق وصدق، وأن الله معك وهو سبحانه لن يخلف وعده: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة ٢١) ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (الصافات 171-173) ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ (البروج 10) ﴿فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾ (إبراهيم 47) ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ (إبراهيم42) لك الله يا غزة، وهو سبحانه القوي العزيز يتكفل بك وينصرك؛ فلا خوف عليك مهما تكالبت عليك قوى الشر والطغيان، وثقي بأن الله المنتقم الجبار، لن يخذلك رغم كل ما تواجهين الآن من ابتلاءات ورغم ما يحاك لك من دسائس وخداع من وراء ما يروجونه عن احتمال حصول (هدنة) كي يستردوا أسراهم -دون ضمانات بالوقف النهائي للحرب- ليعاودوا بعد ذلك شن الحرب من جديد وبطرائق وأساليب أشد فتكًا وتدميرًا؛ إذ لا عهد لهؤلاء، ولا ميثاق ولا ذمة، والغدر ديدنهم ونقض العهود طبيعة متأصلة فيهم؛ وإلا فما تفسير عربدة الكيان المجرم واعتداءاته المتكررة المستمرة على عدد من الدول العربية بزعم أن فيها نشاطات تهدد أمنه!. لا خوف عليك البتة يا غزة؛ فالله ناصرك وحافظك من كيد الكائدين؛ فكل مقومات الصمود والاحتمال متوافرة فيك، وإن طال الليل وأدلهم الخطب؛ فمن رحم الشدة يولد الفرج، ولسوف -بإذن الله القدير- تندحر قوى الظلام وجيوش الطغيان خائبة تجر أذيال الانكسار والخيبة متجرعة كؤوس الهزيمة المرة، وما ذلك على الله بعزيز. "هذه الأرض التي تحصدها نار الجريمة.. والتي تنكمش اليوم بحزن وسكوت.. هذه الأرض سيبقى قلبها المغدور حيًا لا يموت". "قوة السر التي تنبت نخلًا وسنابل.. تنبت الشعب المقاتل.. أن بطن الأرض تعلو وتميد بمخاض وبميلاد جديد". وقريبا يشرق الأمل طالما أن لديك شبابًا يرفضون الضيم ويأبون المذلة ولا يفتأون يرددون: "يا فلسطين اطمئني، أنا والدار وأولادي، قرابين خلاصك.. نحن من أجلك نحيا ونموت…". "الشباب لن يكل، همه أن تستقل أو يبيد.. نستقي من الردى ولن نكون للعدا كالعبيد.. لا نريد ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا.. لا نريد بل نعيد مجدنا التليد…". تبقين وحدك يا غزة الأمثولة المتفردة والمتصفة بكل مزايا الطهر الملائكي، ووحدك فقط الجديرة بكل أوسمة ونياشين الاصطفاء الإلهي، ونبقى نحن الخاطئين المتقاعسين المذنبين في حقك وصحائفنا مثقلة بالإثم، فهل إلى غفران يا غزة من سبيل؟!!!.