
هل الشعراء الجاهليون أكثر فطانة؟
ينقل المفكر البحريني الدكتور حسن مَدن في كتابه (حداثة ظهرها إلى الجدار.. قراءات في التحولات الثقافية في مجتمعات الخليج والجزيرة العربية) عن حسين مروَّة قوله: «إن الشعراء الجاهليِّين كانوا يستعملون لهجة قريش؛ لكونها لغة العرب الأدبية، ولحرصهم على شيوع شعرهم بين القبائل العربية جميعًا، وإن العرب -وإن اختلفت لهجاتهم- كانوا يؤلِّفون شعرهم ونثرهم بلهجة قريش؛ لأنها أفصح اللهجات».فيمَ العجب؟ العجب في أن الشعراء الجاهليين وهُم مَن نظنهم قليلي الفهم والمعرفة والإدراك؛ نظرًا لمرحلتهم الزمنية التي عاشوها وكانت تفتقد -كما يُقال- للعِلم والوعي والبصيرة، نراهم قد تفطَّنوا لمسألتَين: المسألة الأولى- أهمية لهجة (لغة) قريش التي تواطأت عليها بقية اللهجات؛ كونها الأدبية والأفصح. المسألة الأخيرة- أهمية الوسيلة التي تضمن لهم شيوع أشعارهم وتمددها في القبائل العربية، فكانت الوسيلة هي لهجة قريش دون غيرها من اللهجات المتوزعة على رقعة الجزيرة العربية.فيمَ الغرابة إذن؟ الغرابة تكمن في أن الشعراء الجاهليين كانوا أكثر فطانة من غالبية شعراء العربية في العصر الحديث الذين نحُّوا العربية الفصحى -التي نزل بها القرآن الكريم- جانبًا ومارسوا إبداعهم (الشعري) بلهجات محلية ضيِّقة لا تذهب -جغرافيًّا- بعيدًا عن دوائرهم الضيِّقة، وهنا يتضح لنا عن شعراء العربية في العصر الحديث أمران: الأمر الأول- أن غالبية شعراء العربية في العصر الحديث لم يفطنوا لأهمية الفصحى (لهجة قريش التي نزل بها القرآن الكريم) فيكتبوا بها أشعارهم؛ كونها الأفصح، في حين فطن لها الشعراء الجاهليون. الأمر الأخير- أن غالبية شعراء العربية في العصر الحديث خسروا فرصة تمدد إبداعهم الشعري في الدول العربية وخارجها، وحصروه في نطاقات جهوية ضيقة حينما كتبوا أشعارهم باللهجات العامية ولم يكتبوها بالفصحى، وخسروا ضمان خلود أشعارهم وأسمائهم، وهو الأمر الذي فطن له الشعراء الجاهليون.الأمر الأشد غرابة يتمثل في أن بعض شعراء العربية في العصر الحديث الذين جنحوا للهجات العامية -وغيرهم من الناثرِين والنُّقاد- وفضَّلوها نجدهم متخصصِين في اللغة العربية وآدابها وبعضهم يحمل الشهادات العليا فيها. ويبقى السؤال: ما علة جنوح غالبية شعراء العربية في العصر الحديث للهجات العامية، وتفضيلها على اللغة العربية الفصحى؟ يبدو أن ذلك يعود لسببَين: السبب الأول- عدم إجادة بعضهم علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وإملاء وغيرها، وهو الأمر الذي اضطرهم لملازمة عتبة العامية. السبب الأخير- هو أن بعضهم يجيد العربية الفصحى لكنه استعجل الشهرة وتَعلَّق بالكثرة الكاثرة من الجماهير التي تتابع هذا اللون من الشعر ما يضمن له العدد الوافر من الأتباع والمحبين، وهو ما لا يمكن أن يجده لدى محبي الشعر الفصيح إلا بعد أن يجوِّد موهبته في الشعر الفصيح، ويقطع في سبيل ذلك زمنًا ليس بالقصير. ومما سبق يتبين لنا أن الشعراء الجاهليين كانوا أكثر ذكاءً وفطنة من غالبية شعراء العربية في العصر الحديث.abuebrahem635@Mashr-26@hotmail.com

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ 6 ساعات
- المدينة
هل الشعراء الجاهليون أكثر فطانة؟
ينقل المفكر البحريني الدكتور حسن مَدن في كتابه (حداثة ظهرها إلى الجدار.. قراءات في التحولات الثقافية في مجتمعات الخليج والجزيرة العربية) عن حسين مروَّة قوله: «إن الشعراء الجاهليِّين كانوا يستعملون لهجة قريش؛ لكونها لغة العرب الأدبية، ولحرصهم على شيوع شعرهم بين القبائل العربية جميعًا، وإن العرب -وإن اختلفت لهجاتهم- كانوا يؤلِّفون شعرهم ونثرهم بلهجة قريش؛ لأنها أفصح اللهجات».فيمَ العجب؟ العجب في أن الشعراء الجاهليين وهُم مَن نظنهم قليلي الفهم والمعرفة والإدراك؛ نظرًا لمرحلتهم الزمنية التي عاشوها وكانت تفتقد -كما يُقال- للعِلم والوعي والبصيرة، نراهم قد تفطَّنوا لمسألتَين: المسألة الأولى- أهمية لهجة (لغة) قريش التي تواطأت عليها بقية اللهجات؛ كونها الأدبية والأفصح. المسألة الأخيرة- أهمية الوسيلة التي تضمن لهم شيوع أشعارهم وتمددها في القبائل العربية، فكانت الوسيلة هي لهجة قريش دون غيرها من اللهجات المتوزعة على رقعة الجزيرة العربية.فيمَ الغرابة إذن؟ الغرابة تكمن في أن الشعراء الجاهليين كانوا أكثر فطانة من غالبية شعراء العربية في العصر الحديث الذين نحُّوا العربية الفصحى -التي نزل بها القرآن الكريم- جانبًا ومارسوا إبداعهم (الشعري) بلهجات محلية ضيِّقة لا تذهب -جغرافيًّا- بعيدًا عن دوائرهم الضيِّقة، وهنا يتضح لنا عن شعراء العربية في العصر الحديث أمران: الأمر الأول- أن غالبية شعراء العربية في العصر الحديث لم يفطنوا لأهمية الفصحى (لهجة قريش التي نزل بها القرآن الكريم) فيكتبوا بها أشعارهم؛ كونها الأفصح، في حين فطن لها الشعراء الجاهليون. الأمر الأخير- أن غالبية شعراء العربية في العصر الحديث خسروا فرصة تمدد إبداعهم الشعري في الدول العربية وخارجها، وحصروه في نطاقات جهوية ضيقة حينما كتبوا أشعارهم باللهجات العامية ولم يكتبوها بالفصحى، وخسروا ضمان خلود أشعارهم وأسمائهم، وهو الأمر الذي فطن له الشعراء الجاهليون.الأمر الأشد غرابة يتمثل في أن بعض شعراء العربية في العصر الحديث الذين جنحوا للهجات العامية -وغيرهم من الناثرِين والنُّقاد- وفضَّلوها نجدهم متخصصِين في اللغة العربية وآدابها وبعضهم يحمل الشهادات العليا فيها. ويبقى السؤال: ما علة جنوح غالبية شعراء العربية في العصر الحديث للهجات العامية، وتفضيلها على اللغة العربية الفصحى؟ يبدو أن ذلك يعود لسببَين: السبب الأول- عدم إجادة بعضهم علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وإملاء وغيرها، وهو الأمر الذي اضطرهم لملازمة عتبة العامية. السبب الأخير- هو أن بعضهم يجيد العربية الفصحى لكنه استعجل الشهرة وتَعلَّق بالكثرة الكاثرة من الجماهير التي تتابع هذا اللون من الشعر ما يضمن له العدد الوافر من الأتباع والمحبين، وهو ما لا يمكن أن يجده لدى محبي الشعر الفصيح إلا بعد أن يجوِّد موهبته في الشعر الفصيح، ويقطع في سبيل ذلك زمنًا ليس بالقصير. ومما سبق يتبين لنا أن الشعراء الجاهليين كانوا أكثر ذكاءً وفطنة من غالبية شعراء العربية في العصر الحديث.abuebrahem635@Mashr-26@


حضرموت نت
منذ 7 ساعات
- حضرموت نت
برعاية مؤسسة اسرة الجيلاني تتويج 10حفاظ وحافظات للقران الكريم بمدينة الروضة
برعاية كريمة من مؤسسة أسرة ال الجيلاني الخيرية شهدت مدينة الروضة بمحافظة شبوة مساء الاثنين أفراح قرآنية بتتويج عشرة من الحفاظ والحافظات لكتاب الله بمدرستي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، حيث اقيم حفل تكريم الطلاب و الطالبات المبرزين و المتفوقين بالمدرستين بحضور الاستاذ خالد بن عبداللاه الجيلاني، وخلال حفل التكريم، اشار الاستاذ، خالد بن عبداللاه الجيلاني رئيس مؤسسة اسرة ال الجيلاني الخيرية إلى المكانة العظيمة لحفظة كتاب الله والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تعليم كتاب الله وتطبيق تعاليمه والسير على هديه في تغيير السلوك والقيم والأخلاق وتطبيق القرآن الكريم في الأقوال والأفعال. وثمن الجيلاني ، جهود القائمين على حلقات القرآن الكريم في المساجد والمدارس وأشاد بجهود الداعمين من رجال المال والأعمال الذي أسهموا في إنجاح هذه الحلقات. عبر رئيس مؤسسة اسرة الجيلاني الخيرية عن سعادته لهذا اليوم القرآني والعرس الطلابي للحفاظ واوائل الطلاب وترجم عن واقع وإنجازات المؤسسة داعيا للجميع إلى التكاتف التعاون حاملا التغيرات المنهجية في تطوير العمل الدعوي والخيري القرآني في المؤسسة وشكر في كلمته جميع الحضور ورحب بهم وشكر المشرف العام على دوره العظيم في إنجاح العام القرآني والدورات الصيفية وشكر الإدارات والمعلمين والمعلمات والعمال والداعمين على جهودهم العظيمة التي بذلوها خلال العام الدراسي والدورات الصيفية مع شكره للطلاب على صبرهم وتحقيقهم النسب العالية والمتميزة متمنيا للجميع التوفيق والسداد والنجاح في مسيرتهم العلمية في طلب العلم الشرعي وحفظ تعاليم القرآن والسنة شاكرا أولياء الأمور والأمهات على دفعهم بلفذات أكبادهم لطلب العلم الشرعي داعيا الجميع إلى تسجيل أولادهم وبناتهم للالتحاق بركب أهل القرآن وحلقات الذكر والذي سيبدأ ابتداء من يوم السبت القادم 21 يونيو 2025م . كلمة إدارة مدرسة علي بن أبي طالب نيابة عن المعلمين ألقاها الاستاذ الداعية ابراهيم عمر مدي أشار فيها عن التميز المنشود لهذا العام واهم التغيرات في طريقة التحفيظ مع عرض موجز لمناشط المدرستين بمدينة الروضة و هنأ مدي الطلاب و الطالبات المتفوقين و حفاظ القران الكريم ، شاكراً للجهود الرامية إلى تنشئة جيل متسلح بثقافة القرآن الكريم. و للطلاب كلمة عبر فيها الطالب الشبل محمد هاني عبدالولي عن شكره الجزيل لقيادة المؤسسة و إدارة المدرستين على ما بذلوه من جهد خلال العام و توفير كل وسائل الراحة لطلاب العلم و أهمية دعم ورعاية طلاب القرآن الكريم.. مستعرضا ما تلقوه من معارف مكنتهم من حفظ القرآن الكريم وتعلم علومه ومعارفه بالشكل الصحيح. هذا و تنوعت فقرات الحفل بين نماذج قرآنية ذات اصوات ندية و عرض نماذج من الدورات الشرعية بحوارات طلابية و من دورة حفظ المتون العلمية تم عرض نماذج من متن المنيرة في علم السيرة ومتن تحفة الأطفال. و في آخر الحفل قدمت نماذج للحفاظ الثلاثة لهذا العام تلاوات قرآنية مع عرض لمنظومة تحفة الأطفال تلاها كلا من الطالب الحافظ / وائل الشبيلي و الطالب الحافظ/ يوسف مدي و الطالب الحافظ/ عبدالعزيز دابي. وفي ختام الحفل تم تكريم الطلاب حفظة القران الكريم بجائزة السيد الوالد جعفر ابوبكر الجيلاني الكبري نضير مجهودهم ومثابرتهم في حفظ القرآن وقدر كل جائزة الف ريال سعودي لكل حافظ. و تكريم الطلاب المتفوقين و المعلمين و المبرزين في انجاح العام الدراسي و الدورات بجوائز عينية حضر الحفل الاخوة علي احمد شنم الجيلاني رئيس اللجنة الأهلية بالروضة عضو مجلس أمناء المؤسسة ومدرسة الأجيال و الشخصية الاجتماعية عبدالكريم علي القباص مدير إدارة جمعية الصناعات النسيجية والشخصية الاجتماعية صالح ابوبكر بربيع الجيلاني عضو مجلس أمناء المؤسسة ومدرسة الاجيال والشيخ المجاز حمزة بانعميون القائم بالتدريس في برنامج باسل القرآني العلمي و عدد من الشخصيات الاجتماعية و التربوية و معلمي المدرستين و اولياء امور الحفاظ و اولياء امور الطلاب و جمع غفير من المواطنين .

سعورس
منذ يوم واحد
- سعورس
"متحف السيرة النبوية" يثري تجربة ضيوف الرحمن
ويشهد المتحف التابع لرابطة العالم الإسلامي، توافد جموع من الحجاج من جنسيات متعددة يوميًا، ويُشكّل أحد أبرز الوجهات الحضارية لضيوف الرحمن نظير موقعه على ساحات المسجد النبوي مباشرة من جهة أبواب السلام، والرحمة، وقباء، والهجرة؛ إذ يتيح لزائريه الاطلاع على 25 جناحًا وقِسمًا تفاعليًا، للتعريف بأسماء الله الحُسنى، وصِفاتِهِ- جلّ وعلا- وأفعالهِ المُستنبطة من القرآن الكريم، واستعراض رسالة الإسلام في التّسامح والرحمة بِعِدّةِ لغاتٍ وعبر وسائل تعليميةٍ حديثةٍ، إضافة إلى عُروضٍ مرئيةٍ، تُوثِّق السّيرة النبوية بأساليب تفاعلية، ومنظومة من التقنيات تُجسّد الجوانب التاريخية، والاجتماعية للمدينة المنورة خلال عهد النبوّة، كما تتناول الجوانب الثقافية، والعمرانية، والحضارية، والأحداث التاريخية، التي شهدتها بعد الهجرة النبوية، ومشاهد تحكي مجالات العناية بالمسجد النبوي، وتوسعته وعمارته، وخدمة قاصديه. ويهدف "المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية" الذي يضُمّ خمسة فروع في كل من مكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والرباط بالمملكة المغربية، وداكار بجمهورية السنغال ، ونواكشوط في الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ إلى إظهار الإسلام وتعاليمه السامية، بوصفه رسالة الرحمة، والاستفادة من أحدث التقنيات في عرض جوهر الدين الإسلامي، ومقاصده السامية، وتعاليمه الراقية، وبيان دور وجهود المملكة في خدمة مجال القرآن الكريم، والسُنّة الشريفة، وعِمارة الحرمين الشريفين، والتعريف بالآثار الإسلامية، والمعالم الحضارية، والإسهامات الإنسانية للمسلمين على مرّ التاريخ.