
مصر والهند.. شراكة استراتيجية وعلاقات تاريخية
شدد كل من الدكتور نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، والسفير سوريش كي ريدي، السفير الهندي بمصر، على أهمية تطوير الشراكة الاستراتيجية بين مصر والهند خلال لقاء مع أعضاء البعثة البرلمانية الهندية رفيعة المستوى وقادة الرأي والمفكرين المصريين.
اقرأ أيضًا|
وقد التقت البعثة البرلمانية الهندية خلال زيارتها عدداً من الشخصيات السياسية البارزة وأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، كما التقت وزير الخارجية الحالي الدكتور بدر عبد العاطي في وقت سابق من الزيارة.
أكد السفير سوريش كي ريدي أن العلاقات بين البلدين تمتد لفترات تاريخية طويلة، مشيراً إلى أن الروابط تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الإمبراطور أشوكا، مما يعكس عمق الحضارتين العريقتين وتفاعلهما عبر التاريخ. وأشار إلى أن هذه العلاقات التاريخية شهدت تطوراً مستمراً، خاصة خلال فترة الحرب الباردة عندما تبنى البلدان مواقف مشتركة في حركة عدم الانحياز، وهو ما يتطلب إحياءه وتطويره في الوقت الحالي لمواجهة التحديات المعاصرة.
اقرأ أيضًا| نبيل فهمي: مصر والهند تحملان مسؤولية تاريخية لإعادة تشكيل النظام الدولي
وأكد السفير أن هذا التاريخ المشترك يوفر أساساً قوياً لتعزيز التعاون في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمة في غزة والقضية الفلسطينية.
أكد الوزير نبيل فهمي أن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل كبير وباتت تُعرف الآن بالشراكة الاستراتيجية، مشيراً إلى تنوع هذه العلاقات التي تشمل القضايا الأمنية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية الإقليمية، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية وزيادة الاستثمارات الهندية في مصر وتعزيز التبادل التجاري، فضلاً عن القضايا التعليمية والثقافية وتطوير برامج التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين.
أشار المسؤولان إلى أهمية الزيارات الرسمية المتبادلة، بما في ذلك زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند وزيارة رئيس الوزراء الهندي نارينددرا مودي لمصر، والتي أسهمت في ترجمة التعاون إلى خطوات عملية ملموسة.
دعا كل من الوزير والسفير إلى ضرورة عدم الاكتفاء بالإنجازات الحالية، مؤكدين على أهمية لعب دور أكبر في الشؤون الدولية، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة التي تشمل استخدام القوة وانتهاك القانون الدولي، واستمرار احتلال الأراضي كما يحدث في فلسطين وغزة، وانتشار الإرهاب والعنف في العالم.
وفي هذا السياق، شدد الوزير نبيل فهمي على أنه لا يمكن للدول أن تكتفي بالشكوى مما لا يفعله الآخرون، بل يجب العمل بشكل فعال كما فعل البلدان في الماضي عندما كانت إمكانياتهما أقل مما هي عليه اليوم.
وأكد السفير سوريش كي ريدي على ضرورة التضامن في مواجهة الأزمات الإنسانية والعمل معاً من أجل إيجاد حلول عادلة للصراعات الإقليمية، مشددين على أن البلدين يتشاركان رؤية مشتركة حول أهمية احترام القانون الدولي وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، خاصة في ظل ما يشهده قطاع غزة من تصعيد وانتهاكات مستمرة.
أكد المسؤولان على ضرورة إصلاح الهياكل والمؤسسات الدولية التي تعود لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي لم تشهد مراجعة جدية رغم التغيرات الجذرية في العالم، مشددين على أهمية أن تكون هذه المؤسسات أكثر تمثيلاً للعالم المعاصر وقدرة على التعامل مع الأزمات المعاصرة.
وفي هذا الإطار، أشار الوزير فهمي إلى أن كلاً من مصر والهند تحملان مسؤولية تاريخية في إعادة تشكيل النظام الدولي، خاصة في ضوء فشل المؤسسات الحالية في التعامل مع أزمات مثل ما يحدث في غزة وفلسطين حيث تستمر الانتهاكات دون محاسبة فعلية.
وأكد الطرفان على أن العلاقات المصرية الهندية تقوم على أسس راسخة من التفاهم المتبادل والمواقف المتشابهة تجاه القضايا الدولية، خاصة فيما يتعلق بدعم حقوق الشعوب المضطهدة وضرورة إيجاد حلول سلمية للصراعات الإقليمية بما يحقق العدالة والاستقرار في المنطقة.
اختتم الوزير فهمي كلمته بدعوة لوضع أهداف أكثر طموحاً للعلاقات الثنائية، والبناء على الأسس القوية الموجودة حالياً، مع التأكيد على أهمية الحوار المباشر بين الشعبين لتعميق فهم كل طرف للآخر في واقعه المعاصر.
وأكد الحضور على أن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل وإيجاد آفاق جديدة للتعاون بين الحضارتين العريقتين في مختلف المجالات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
ألمانيا تسعى لبناء أقوى جيش أوروبي.. تحديات ملحة وخطط طموحة حتى 2029
أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس في خطابه الأول أمام البرلمان الألماني (البوندستاج) في 14 مايو 2025 عن توجه حكومته لتعزيز القدرات العسكرية للجيش الألماني، بهدف أن يصبح "أقوى جيش تقليدي في أوروبا". هذه الخطوة تبدو منطقية إذا ما استندنا إلى موقع ألمانيا الاقتصادي والديموغرافي كأكبر دولة أوروبية، حيث تمتلك أكبر اقتصاد وعدد سكان، ما يؤهلها لتحمل أعباء عسكرية تتناسب مع مكانتها. واقع مختلفلكن التاريخ العسكري لألمانيا، خصوصاً منذ الحرب العالمية الثانية، يوضح واقعاً مختلفاً. فقد ظل الجيش الألماني خلال ثمانين عاماً الماضية أقل تطوراً وقدرة مقارنة بجيوش أوروبا الغربية مثل فرنسا وبريطانيا، اللتين تملكان أسلحة نووية، في حين كانت قدرة ألمانيا محدودة لأسباب تاريخية وأخلاقية ترتبط بشكل وثيق بخلفية "ألمانيا النازية" وجرائم الحرب التي ارتكبتها. الجذور التاريخية للتحفظ على التسليح الألمانيبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حرص الحلفاء الغربيون (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) والاتحاد السوفيتي على منع إعادة تسليح ألمانيا بشكل مستقل، خشية أن تتحول ألمانيا مرة أخرى إلى قوة عسكرية مهيمنة في أوروبا. لذلك، حين سمحوا لألمانيا الغربية بالانضمام إلى حلف الناتو في 1955، وضعوا قواتها تحت قيادة الحلف وقيوده، بحيث كانت ألمانيا تساهم ضمن إطار دفاعي جماعي وليس كقوة عسكرية مستقلة. تحفظات القوى الأوروبية على الوحدة الألمانيةمع انهيار جدار برلين عام 1989 وبدء عملية الوحدة الألمانية، أبدت فرنسا وبريطانيا تحفظات كبيرة خشية من هيمنة ألمانية موحدة وقوية، لكن الضغوط الدولية خصوصاً من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بالإضافة إلى التنازلات الاقتصادية التي قدمها المستشار هلموت كول، مهدت الطريق للوحدة الألمانية في 1990، مع تأكيد أن القوة العسكرية الألمانية يجب أن تبقى تحت مراقبة حلف الناتو. ميرتس يكمل طريق الوحدة العسكرية مع مراعاة التوازنات الدوليةميرتس، الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي نفسه الذي كان ينتمي إليه أديناور وكول، أعلن عن تعزيز الجيش الألماني في سياق مواجهة التهديد الروسي ودعم أوكرانيا. لكنه شدد على ضرورة أن يكون ذلك ضمن إطار الناتو والاتحاد الأوروبي، مع التأكيد على أن "القوة تردع العدوان والضعف يغري العدو".تدشين اللواء الألماني 45 في ليتوانيا، والذي سيضم حوالي 5 آلاف جندي بحلول 2027، هو تحرك ملموس يدل على استعداد ألمانيا لتحمل المزيد من المسؤولية في الدفاع عن الحلف، خصوصاً في الجبهة الشرقية المجاورة لروسيا، ويمثل رسالة واضحة إلى موسكو بخصوص التحول العسكري الألماني، ورسالة إلى واشنطن تؤكد التزام برلين بدعم حلف الناتو.التحديات الداخلية والخارجية في تعزيز الجيشألمانيا تواجه تحديات متعددة في مشروع إعادة بناء جيشها:القدرات العسكرية المتراجعة: بعد سنوات من تقليص الإنفاق العسكري وانتهاء الخدمة العسكرية الإلزامية عام 2011، أصبح الجيش الألماني "مهلهلاً" وفق وصف مفتش الجيش في بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022.الميزانيات: على الرغم من تخصيص صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتعزيز القدرات العسكرية، فإن هناك خلافات داخل الحكومة حول مدى زيادة الإنفاق العسكري، خاصة في ظل الجدل حول رفع حصة الإنفاق إلى 5% من الناتج القومي، والذي سيعني إنفاقاً يصل إلى نحو 200 مليار يورو، وهو رقم يثير الجدل في الداخل الألماني.النقص في العتاد والذخيرة: تسليم جزء كبير من العتاد لأوكرانيا خلال السنوات الثلاث الماضية أضعف مخزون الجيش، والحصول على معدات متطورة سيستغرق سنوات بسبب محدودية قدرة صناعة الأسلحة.النقص في الجنود: مع وجود نحو 180 ألف جندي فقط حالياً، تسعى الحكومة لزيادة العدد بحوالي 100 ألف خلال عامين، عبر تجنيد طوعي أولاً، مع جدل حول إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية، التي كانت تمثل سابقاً المصدر الرئيسي لقوات الاحتياط.تحولات في السياق الأمني والسياسي الدوليالحرب الروسية على أوكرانيا: فتحت هذه الحرب أعين الألمان والدول الأوروبية على الحاجة لإعادة بناء قدراتها الدفاعية في مواجهة تهديدات روسية واضحة.ضغط الولايات المتحدة: إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب طالبت دول الناتو بزيادة إنفاقها العسكري، مهددة بسحب الدعم الأمني، مما دفع ألمانيا لتسريع خطط تسليحها.التنسيق داخل حلف الناتو: دعا ميرتس إلى تنسيق أفضل بين دول الحلف في تصنيع السلاح وتوحيد الذخيرة والأنظمة، لتسريع الإنتاج وتقليل التكاليف.البعد الزمني والإستراتيجييشير المفتش العام للجيش الألماني إلى أن الجيش يجب أن يكون جاهزاً لمواجهة تهديدات روسية محتملة بحلول عام 2029، استناداً إلى تقديرات بزيادة حجم الجيش الروسي وقدرته على شن هجمات على دول الناتو. ويعتبر بروير أن الردع عبر القوة والاستعداد هو أفضل وسيلة لمنع أي اعتداء.

بوابة الأهرام
منذ 5 ساعات
- بوابة الأهرام
ماليزيا تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في إيقاف إطلاق النار في غزة
أ ش أ أعربت ماليزيا اليوم الخميس عن أسفها العميق وخيبة أملها إزاء الفشل المتكرر لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في اعتماد قرارات تدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع الحصارعن غزة. موضوعات مقترحة وأكدت وزارة الخارجية الماليزية في بيان نقلته وكالة الأنباء الماليزية - أن فشل مجلس الأمن المتكرر في اتخاذ إجراء لمعالجة واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، بعد استخدام حق النقض، أمر مؤسف للغاية ومخيب للأمال. ووفقا للبيان: "تدين ماليزيا بشدة تصرفات النظام الإسرائيلي في قتل المدنيين وارتكاب الإبادة الجماعية واستخدام التجويع وتقييد المساعدات الإنسانية بوصفها أسلحة حرب". وقالت الوزارة: "رغم فشل مجلس الأمن ، إلا أن المجتمع الدولي يتعين عليه أن يواصل جهوده لضمان الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".

يمرس
منذ 5 ساعات
- يمرس
وول ستريت جورنال تعترف: اليمنيون أرهقوا أمريكا بعمليات معقّدة
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرت، الخميس، تقريراً جديداً بشأن مستجدات الهروب الأمريكي المذل من البحر الأحمر وانعكاساته. وقالت المجلة إن "(اليمنيين) أربكوا البحرية الأمريكية وغيّروا شكل الحرب البحرية. وأضافت أن "القصف المتواصل في مياه ضيقة دفع البحّارة إلى حافة الانهيار". وحاولت تقليل وقع الهزيمة بزعمها أن "المعركة باهظة الثمن انتهت بنتيجة متعادلة"، لكن وصفها بعبارة "باهظة الثمن" يكشف الإقرار بحجم الخسارة وعدم القدرة على مواراة أرقامها. وذكرت أن "مسؤولين أمريكيين يجرون تحليلاً عميقا حول تمكن (اليمنيين) من اختبار أقوى أسطول بحري في العالم". ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن "30 سفينة أمريكية شاركت في (العمليات القتالية) بالبحر الأحمر بنحو منذ أواخر 2023"، ما يشير إلى حجم الردع الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية ، ومدى فشل قوة أمريكا البحرية الهائلة في حماية الكيان الصهيوني. ونقلت تصريحات لمسؤولين أمريكيين قولهم: إن "القتال مع (اليمنيين) قدم تجربة قتالية لا تقدر بثمن"، مشيرين إلى التنوع المدروس الذي أظهرته القوات المسلحة اليمنية في عملياتها الهجومية على القوات الأمريكية. وأضافوا أن "تنوع أنماط الهجمات (اليمنية) الليلية على سفننا بالطائرات المسيرة والصواريخ الانزلاقية فوق الأمواج، عقّدت مسألة تتبعها"، مؤكدين أن "البحرية الأمريكية أصيبت بالإرهاق إثر العمليات اليمنية ضدها في البحر الأحمر". ضابط أمريكي تحدّث للصحيفة قائلاً: لقد أدهشنا (اليمنيون) بعزيمتهم وقدرتهم على التكيف وصواريخهم تتطور بشكل جنوني". الصحيفة كشفت عن ضحايا بشرية في صفوف القوات الأمريكية خلال معارك البحر الأحمر ، حيث أكدت أن "اثنين من جنود البحرية الأمريكية فُقدا أوائل العام الماضي أثناء صعودهما إلى قارب وبحثت البحرية عنهما لمدة 10 أيام قبل إعلان وفاتهما على بعد مئات الأميال من سواحل اليمن". وعن الخسائر المادية، لفتت الصحيفة إلى أن "حاملة الطائرات ترومان فقدت 3 مقاتلات ب201 مليون دولار في 5 أشهر فقط بالبحر الأحمر بسبب المواجهات مع اليمن"، في حين تنسف هذه المعلومات الأكاذيب الأمريكية التي كانت تصاحب إسقاط كل طائرة، وتكشف حقيقة وقوف العمليات اليمنية وراء كل الخسائر التي تكبدتها واشنطن. وتابعت في تقريرها أن "القوات اليمنية أسقطت أكثر من 12 طائرة مسيرة أمريكية متطورة في فترة محدودة"، مشيرةً إلى وجود تقارير أمريكية تؤكد "أن العمليات اليمنية تستنزف موارد الجيش الأمريكي وتؤثر على جاهزيته". وقالت: إن وزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) تصف (اليمنيين) بالخصم الصعب بعد أشرس المعارك البحرية منذ الحرب العالمية الثانية". وفي ختام تقريرها، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "ترامب وافق على وقف إطلاق النار بعد تأكده من عدم جدوائية المواجهة". وهذه المرة الأولى التي تعترف بها الصحيفة بوقوع خسائر بشرية، في صفوف القوات الأمريكية ، ما يشير إلى أن الأيام القادمة قد تشهد اعترافات أكثر جرأة، خصوصاً بعد وصول الحاملة "ترومان" إلى المياه الأمريكية ، حملّة بسجلّ مليء بالصفعات والخسائر.