
الأنبا عمانوئيل يترأس قداس من أجل راحة نفس البابا فرنسيس
ترأس الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهي، لأجل راحة نفس قداسة البابا فرنسيس، وذلك بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بالأقصر.
شارك في الصلاة القمّص أثناسيوس حنين، والقمّص أندراوس بسادة، والأبّ يوحنّا مُعطي، والأبّ مايكل إميل، والأبّ أيوب جمال، بحضور الأخوات الرّاهبات، وأبناء الإيبارشيّة من الرعايا المختلفة الّذين جاءوا للمشاركة في القدّاس الإلهيّ لراحة نفس الحبر الأعظم.
وتحدّث الأب المطران في كلمة العظة عن حياة قداسة البابا فرنسيس، الّذي كان مثالًا حيًّا في التّواضع والبساطة، والتّفاني في خدمة الفقراء والمهمّشين، فكان بسيطًا في حياته حتّى أنّ الغرفة الّتي كان يحيا بها لم يكن بها إلاّ الشّيء القليل من الأثاث البسيط الضّروريّ للحياة، وكان يتبرّع بكلّ الهدايا الثّمينة الّتي يتلقّاها للفقراء والمحتاجين، ويرفض ارتداء الملابس الثمينة القيّمة، ويكتفي بالبسيط منها، وكان دائمًة يستخدم سيارة بسيطة داخل روما أو خارجها في زياراته للدول الأخرى، بالإضافة إلى قيامه باختيار سجن من السّجون كلّ سنة، ليقوم بزيارته ويقوم فيه بطقس غسل الأرجل للمساجين في يوم خميس العهد، على اختلاف أجناسهم، ولغاتهم، ودياناتهم، في علامة محبّة أبويّة منه إلى أنّهم بشر مخلوقين على صورة الله ومثاله وليسوا منبوذين، بلّ هم مقبولين من الله الّذي يهتمّ بالمنبوذين والمهمّشين في كلّ مكان.
وتحدّث راعي الإيبارشية عن رسالة الأب الأقدس الأساسيّة في نشر السّلام والاستقرار بين الشّعوب، ما وصل به إلى تفضيله زيارة البلدان الّتي تعاني من اضطرابات سياسيّة، أو أزمات اقتصاديّة، أو حتّى حروب أهليّة عن البلدان الكبرى المستقرّة اقتصاديًّا وسياسيًّا، حتّى أنّه في زيارته لإحدى الدّول نصحه كلّ المقرّبين منه بعدم زيارتها لعدم استقرار الوضع الأمنيّ فيها، لكنه أصرّ على زيارتها، كما أنّه كان يرفض استخدام السّيارات المصفّحة المخصّصة لحمايته، ويفضّل استخدام السّيارات البسيطة، ليكون قريبًا من النّاس، وعندما حذّروه الخبراء الأمنييّن قال لهم جملته الشّهيرة "أموت وسط الناس خير من أن أحيا معزولًا عنهم"، ولا يمكننا أن ننسى موقفه الّذي قام به في تقبيل أقدام زعماء جنوب السّودان، ليقوموا بوقف الحروب الدّائرة بينهم، على الرّغم من الحالة الصّحّيّة الّتي كان يمرّ بها، نظرًا لتخطيه عمر الثّمانين عامًا، والمشاكل الصّحّيّة الّتي كان يعانيها في قدميه ورئته، لكنّ هذا لم يمنعه عن فعل أيّ شيء لوقف الحروب ونشر السّلام، وحتّى في رسالته الأخيرة الّتي ألقاها في ليلة عيد القيامة لم يتوقّف عن دعوته لنشر السّلام ووقف الحروب، والعديد من المواقف الّتي جعلت البابا فرنسيس رمزًا في العالم كلّه للسلام، والتّفاني في التّضحيّة، وبذل الذّات من أجل الآخرين.
واستكمل صاحب النيافة العظة في حديثه عن أحد توما وهو الأحد الأوّل بعد عيد القيامة، حيث تحدّث عن القدّيس توما، وأهمّيّة الإيمان في نطاق الكنيسة. فعلى الرّغم من أنّ السّيّد المسيح ظهر أوّلًا للتلاميذ ولم يكن معهم توما، لكنهم أخبروه وهو لم يصدّقهم، قائلًا: إن لم أضع أصبعي مكان جرح المسامير ويدي مكان جرح الحربة لا أؤمن، فظهر له السّيّد المسيح، إلاّ أنّه لم يظهر لتوما وحده، بلّ ظهر له في وسط بقيّة التّلاميذ.
وتابع قائلًا: "فإيمان الفرد ينموّ في وسط بيئة وحقل يساعدانه على النّموّ والتّقوّي، ومن هنا تنبع أهمّيّة الكنيسة. فالسّيّد المسيح هو الّذي أسّس الكنيسة منذ اختياره للرسل الأثني عشر، وتأسيسه لسرّ الأفخارستيا في العشاء الأخير، لذا فوجود الكنيسة ونموّها هي إرادته منذ البداية."مضيفًا:"منذ تلك اللحظة الّتي تحوّل فيها القدّيس توما من حالة الشّكّ في حقيقة قيامة السّيّد المسيح إلى حالة أن يُصبح مبشّرًا بقيامته، انطلقت من فمّ مُخلّصنا له المجد التّطويبة الأخيرة الّتي توجّهت إلى كلّ المؤمنين باسمه في العالم كلّه، بمختلف ثقافاتهم ولغاتهم وأجناسهم "طوبى للذين آمنوا ولم يروا". فهنيئًا لكلّ هؤلاء الّذين طوّبهم المسيح ذاته، بإيمانهم بالقيامة في كلّ مكان وزمان."
وفي ختام القداس طلب الأنبا عمانوئيل من الجميع طلب عناية الله، وعمله أيضًا، من خلال مثلث الطوبى الحبر الأعظم البابا فرنسيس، فهكذا تتعرف الكنيسة على قداسة الأشخاص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النبأ
منذ 22 دقائق
- النبأ
تفاصيل استعداد أهالى الدقهلية لاستقبال جثمان الشيخ السيد سعيد "سلطان القراء"
يستعد أهالي قرية ميت مرجا سلسيل بمحافظة الدقهلية لتشييع جثمان الشيخ القارئ السيد سعيد، أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم العربي، والذي رحل عن عالمنا صباح اليوم السبت، عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد صراع مع المرض. الشيخ السيد سعيد، المعروف بلقب "سلطان القراء"، وُلد عام 1943 بقرية ميت مرجا سلسيل التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية. بدأ رحلته مع القرآن الكريم منذ نعومة أظافره، حيث أتم حفظه كاملًا وهو في التاسعة من عمره، ليبدأ بعدها مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة كتاب الله، وينطلق صوته العذب في أرجاء المساجد والمنصات القرآنية داخل مصر وخارجها. وقد اشتهر الفقيد الراحل بقراءته المؤثرة والمتميزة لسورة يوسف، حتى أصبح من أبرز من تلاها بأسلوب يبقى عالقًا في الأذهان. وتقديرًا لموهبته وروعة أدائه، أطلق عليه محبوه ومتابعوه لقب "سلطان القراء"، نظير ما قدمه من أداء روحاني ترك بصمة خالدة في عالم التلاوة. في عام 2014، تعرض الشيخ السيد سعيد لوعكة صحية شديدة إثر إصابته بالفشل الكلوي، وهو ما استدعى تدخلًا إنسانيًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أمر بعلاجه على نفقة الدولة داخل أحد المستشفيات العسكرية، تقديرًا لما قدمه من خدمة جليلة للدين الإسلامي. ومن المقرر أن تُشيع جنازته عقب صلاة الظهر غدًا الأحد من المسجد الكبير بقرية ميت مرجا سلسيل، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقابر العائلة وسط حالة من الحزن والأسى بين محبيه وأهالي المحافظة، الذين فقدوا قامة قرآنية فريدة وأحد رموز التلاوة المصرية الأصيلة. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وطلابه ومريديه الصبر والسلوان.


فيتو
منذ 24 دقائق
- فيتو
ما حكم شراء الأضحية بالتقسيط؟، الإفتاء تجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه:" ما حكم شراء الأضحية بالتقسيط؟ فإنَّ رجلًا يرغب في الأضحية، ولا يملك كامل ثمنها نقدًا، فما حكم شرائها بالتقسيط مِن أحد التجار أو عن طريق الصك؟ وهل يتوقف تَمَلُّك المضحي للأضحية على سداد آخِر قسطٍ مِن ثَمنها، بحيث يتنافى هذا الشراء بالتقسيط مع اشتراط مِلْكِ المضحي للأضحية قبل الذبح؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: بيان المقصود بالأضحية وفضلها الأضحية: اسمٌ لما يُذْبَحُ مِن الإبل والبقر والغنم في أوقاتٍ مخصوصةٍ تقربًا إلى الله تعالى، وهي إحدى شعائر الإسلام، وأعظم الأعمال يوم النحر وأحبها إلى الله تعالى؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أَن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» أخرجه الأئمة: الترمذي -واللفظ له- وابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه. والأصل في مشروعيتها مِن الكتاب: قول الله تعالى في مُحكَم التنزيل: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 1- 2]. ومِن السُّنَّة: ما أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أنس رضي الله عنه قال: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا». هل يُشترط في الأضحية أن تكون مملوكةً للمضحي قبل الذبح؟ قد اتفق الفقهاء على أنه يُشترط في الأضحية أن تكون مملوكةً للمضحي قبل الذبح؛ لأنَّها قُرْبَةٌ ماليَّةٌ، فلا يَصِحُّ أداؤها بلا مِلْكٍ؛ كما في "البناية" للإمام بدر الدين العَيْنِي الحنفي (12/ 4، ط. دار الكتب العلمية)، و"حاشية الإمام الصَّاوِي المالكي على الشرح الصغير" (2/ 137، ط. دار المعارف)، و"تحفة المحتاج في شرح المنهاج" لشيخ الإسلام ابن حَجَرٍ الهَيْتَمِي الشافعي (9/ 367، ط. المكتبة التجارية الكبرى)، و"الإنصاف" للإمام علاء الدين المَرْدَاوِي الحنبلي (4/ 105، ط. دار إحياء التراث العربي). والأصل في المِلْك أن يكون تامًّا، ويتحقق ذلك في الأضحية باجتماع المِلْكِ مع اليَدِ (الحيازة)، بحيث تكون مملوكةً للمضحي -أو المُضَحِّين إذا كانت الأضحيةُ مِن البقر أو الإبل واشترك فيها سبعةٌ فمَن دونهم- دون أن يتعلق بعينها استحقاقٌ للغير. قال الإمام أبو بكر الحَدَّادِي في "الجوهرة النيرة" (1/ 114، ط. المطبعة الخيرية): [المِلْكُ التامُّ: هو ما اجتمع فيه المِلْكُ واليَدُ] اهـ. وقال الإمام برهان الدين ابن مُفْلِح في "المبدع" (2/ 296، ط. دار الكتب العلمية) نقلًا عن الإمام أبي المَعَالِي ابن المُنَجَّى: [المِلْكُ التامُّ: عبارةٌ عمَّا كان بيده، لَم يتعلق فيه حقُّ غيره، يَتصرف فيه على حسب اختياره، وفوائدُه حاصلةٌ له] اهـ. وقد أجمع الفقهاء على أنَّ شراء الأعيان مع تقسيط ثَمَنِهَا المعلومِ المتَّفَق عليه إلى أجلٍ معلومٍ عند العقد -جائزٌ شرعًا، ويكون البيع لازمًا. قال الإمام ابن القَطَّان في "الإقناع في مسائل الإجماع" (2/ 222، ط. الفاروق الحديثة): [أجمع أهلُ العلمِ أنَّ مَنْ باعَ معلومًا مِن السلعِ بمعلومٍ مِن الثمن إلى أجلٍ معلومٍ مِن شهور العرب، أو لأيامٍ معروفةِ العَدَد، أنَّ البيع جائزٌ لازمٌ] اهـ. ووَجْه صحة هذا البيع ولُزُومه: أنَّ مِلْكَ المشتري للثمنِ عند عقد البيع ليس شرطًا لصحته وجوازه، وإنَّمَا الشَّرْطُ عند ذاك هو مِلْكُ البائعِ للمبيع. قال الإمام علاء الدين الكاساني في "بدائع الصنائع" (5/ 252، ط. دار الكتب العلمية): [مِلْكُ المبيعِ شرطُ جوازِ العقدِ، وملكُ الثمنِ ليس شرطًا، فإنَّهُ لو اشترى شيئًا بدراهمَ لَا يملكُها جازَ، ولو باعَ شيئًا لا يملكُهُ لَا يَجُوز] اهـ. وسبب عدم اشتراط تَمَلُّكِ المشتري للثمن وقت العقد: أنَّ المشتري قد صار ضامِنًا لثمن المبيع أو قيمته بمجرد قبضه، ولا يضر مع الضمان عدمُ مِلْكِ المشتري للثمن حال العقد؛ لأنه بيعُ عَيْنٍ بِدَيْنٍ في الذمة. قال الإمام الشافعي في "الأم" (8/ 68، ط. دار المعرفة): [البيعُ مضمونٌ على قابِضِهِ: إمَّا بالثمنِ، وإمَّا بالقيمةِ] اهـ. وقال الإمام المَاوَرْدِي في "الحاوي الكبير" (5/ 25، ط. دار الكتب العلمية): [بُيُوعُ الأعيانِ يَصِحُّ تأجيلُ الثمنِ فيها، سواء كانت العينُ حاضرةً أو غائبةً؛ لأنه بيعُ عَيْنٍ بِدَيْنٍ] اهـ. وقال شمس الأئمة السَّرَخْسِي في "المبسوط" (13/ 195، ط. دار المعرفة): [قبضُ المشتري يُقرِّرُ عليهِ ضمانَ الثمن] اهـ. حكم شراء الأضحية بالتقسيط مِن صُوَر هذا البيع: ما يَحدث مِن شراء المضحي الأضحيةَ بتقسيط ثمنها المتَّفَق عليه بين البائع والمشتري عند الشراء، مع تسلُّم المشتري لها مِن البائع، وذبحِها قبل سداد باقي الأقساط، وهو بيعٌ صحيحٌ شرعًا، ولا يتنافى مع اشتراط مِلْك المشتري للأضحية قبل الذبح، حيث يَثبُتُ مِلْكُ المضحي للأضحية بمجرد تَسَلُّمِهَا وقَبْضِهَا مِن البائع، ولا يتوقف تمام المِلْك على سداد كامل ثَمنها بدَفْع آخِر قسطٍ مِنه؛ لأن "المشتري بالقبض صار مالكًا المبيعَ"، كما قال شمس الأئمة السَّرَخْسِي في "المبسوط" (25/ 178)، وأما باقي الثمن فهو مضمونٌ في ذمة المشتري، ولا يمنع مِن تمام المِلك كما سبق بيانه. ولا فَرْقَ في هذا الحُكم بين كون الشراء بالتقسيط مع البائع أو عن طريق الصكوك؛ لاتحاد صورتهما، ولكون المضحي في الصورتَيْن أصيلًا في المِلْكِ، إلا أنه في المعاملة مع البائع مُشْتَرٍ بنفسه، وفي الصك: مُشْتَرٍ بالوكالة، وهي جائزةٌ في النيابة عن المضحي في شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها؛ "لأنها قُربةٌ تتعلقُ بالمالِ فتجزئُ فيها النيابة، كأداء الزكاة وصدقة الفطر، ولأنَّ كلَّ أَحَدٍ لا يَقدِرُ على مباشرة الذَّبْحِ بنَفْسه، خصوصًا النساء، فلو لَم تَجُزْ الِاستنابة لَأَدَّى إلى الحَرَج"، كما قال الإمام علاء الدين الكاساني في "بدائع الصنائع" (5/ 67). وقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وَكَّل في شراء الأضحية وذبحها، فعن عُرْوَةَ البَارِقِي رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، وَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ، وَكَانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه". وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كَانَتْ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي أَتَى بهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الْيَمَنِ، وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِائَةً، فَنَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثَلَاثَةً وَسِتِّينَ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ» أخرجه الإمامان أحمد وأبو يَعْلَى في "مسنديهما". ولا يُشترط لِمَا بيَّنَّاه مِن لُزوم تمام مِلْكِ المضحي للأضحية قبل ذبحها أن يقَبِضَها بنَفْسه ويَحُوزَهَا، وذلك في صورة الشراء بالتقسيط عن طريق الصَّك، إذ المِلْكُ حاصلٌ للمضحي وثابتٌ له بمجرد قَبْضِ مُصْدِرِ الصَّك للأضحية؛ لأن قَبْضَ الوكيل بمنزلة قَبْضِ الموكِّل، والوكيل في القَبْضِ عاملٌ لِمُوَكِّلِهِ، ويده في حق المعقود عليه يد أمانةٍ ونيابةٍ. ينظر: "المحيط البرهاني" للإمام برهان الدين ابن مَازَه الحنفي (7/ 614، ط. دار الكتب العلمية)، و"منح الجليل" للشيخ عِلِيش المالكي (5/ 247، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (10/ 166، ط. دار الفكر)، و"كشاف القناع" للإمام أبي السعادات البُهُوتِي الحنبلي (3/ 266، ط. دار الكتب العلمية). بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه يجوز شرعًا شراءُ الأضحية بالتقسيط مِن التاجر مباشرةً أو عن طريق الصَّك، بشرط أن يكون الثمنُ والأجَلُ معلومَيْن عند العقد، ولا يتنافى هذا الشراء مع شرط مِلْك المضحي للأضحية قبل الذبح، بل تدخل الأضحية في ملك المضحي بمجرد استلامها من التاجر أو استلام مُصْدِرِ الصَّك لها. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


بوابة الفجر
منذ 32 دقائق
- بوابة الفجر
أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة: ما يُستحب الدعاء به
مع اقتراب حلول شهر ذو الحجة، تتجدد نفحات الخير وتُفتح أبواب الرحمة، وتُقبل على المسلمين أعظم أيام العام: العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في كتابه الكريم:'وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ'، وهو قسم يدل على عِظَم هذه الأيام ومكانتها في الإسلام، لما فيها من فرص عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات وأداء العبادات، وعلى رأسها الصيام. وتتمثل أهمية العشر الأوائل من ذي الحجة في الإكثار من أعمال الصدقات والصيام وأعمال الخير، بالإضافة إلى الدعاء، لعله يكون مستجابا في أحب الأيام إلى الله بعد شهر رمضان الكريم. أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة دعاء التوحيد والاستغفار اللهم اجعلني من الموحدين لك، المخلصين في عبادتك، واغفر لي ذنوبي كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها. دعاء التوفيق للطاعا اللهم اجعلني من الذاكرين الشاكرين القانتين المخبتين، اللهم اجعلني من الذين يقومون الليل، ويصومون النهار، ويتصدقون في سبيلك. دعاء الثبات والقبول اللهم ثبت قلبي على دينك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، اللهم اجعلني من المقبولين عندك، الفائزين بجناتك. دعاء البركة في العمل والرزق اللهم بارك لي في عملي، وبارك لي في رزقي، وبارك لي في أهلي وولدي، واجعلني مباركًا أينما كنت. فضل صيام العشر من ذي الحجة أجمع العلماء على أن صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، سُنّة مستحبة عن النبي ﷺ، لما ورد عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت: 'كان رسول الله ﷺ يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر'، (رواه أحمد وأبو داود) ورغم أن الصيام في هذه الأيام ليس فرضًا، إلا أن أجره عظيم وكبير، خاصة أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من أي وقت آخر، كما جاء في الحديث الشريف: 'ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام'، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: 'ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء' (رواه البخاري) وتكمن عظمة العشر الأوائل من ذي الحجة في كونها: أيام اجتمع فيها أعظم العبادات: الصلاة، الصيام، الصدقة، الحج، والذكر. هي الأيام التي تؤدى فيها فريضة الحج، أحد أركان الإسلام. تضم يوم عرفة، وهو أفضل أيام السنة، والذي يُكفّر صيامه سنتين من الذنوب (سنة ماضية وسنة قادمة). فضائل خاصة بيوم عرفة العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة ربانية عظيمة، ومنحة من الله تعالى لنجدد توبتنا ونرفع رصيد حسناتنا، فكل لحظة فيها كنز من الخير، وصيامها سبيل إلى مغفرة واسعة وأجر عظيم. وقد جاءت أهم فضائل يوم عرفة على هذا النحو: صيام يوم عرفة لغير الحاج يُعد من أفضل القربات، لما ورد عن النبي ﷺ: 'صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده' (رواه مسلم) هو يوم إتمام الدين، حيث نزل قوله تعالى: 'اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا'. هو يوم العتق من النار، قال النبي ﷺ: 'ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة' (رواه مسلم) ولاغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، يُستحب: الصيام، خاصة يوم عرفة. الاكثار من الذكر والتكبير: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). الصدقة ومساعدة المحتاجين. قيام الليل وتلاوة القرآن. الدعاء وخاصة يوم عرفة. الاستعداد لعيد الأضحى بذبح الأضحية إن أمكن. فضل الأعمال الخيرية في العشر الأوائل من ذي الحجة الأعمال الخيرية في العشر الأوائل من ذي الحجة لها فضل عظيم، ومن أبرزها: الصيام: يعتبر من أفضل الطاعات، خاصة يوم عرفة. الذكر: كثرة الذكر، مثل التكبير والتهليل، يُعزز من روحانية هذه الأيام. الصدقة: تقديم الصدقات ومساعدة المحتاجين تزيد من حسنات العبد. قراءة القرآن: تلاوة القرآن الكريم تُعتبر من أفضل العبادات في هذه الأيام. التوبة والاستغفار: الانشغال بالتوبة والاستغفار يزيد من القرب من الله. حج بيت الله: لمن استطاع ذلك، فالحج من أعظم الأعمال في هذه الأيام. إطعام الطعام: تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين