logo
قسم النسا في جامعة طنطا.. هذه هي قصة ننتظر رد رئيس جامعة طنطا عليها

قسم النسا في جامعة طنطا.. هذه هي قصة ننتظر رد رئيس جامعة طنطا عليها

الأربعاء 6 أغسطس 2025 08:20 مساءً
نافذة على العالم - تقول الحكاية:أنا واحدة من أصل خمسة عشر نائبًا، لم يتبقَّ في قسم النساء والتوليد في جامعة طنطا سوى سبعة فقط. ثمانية استقالوا، وأنا من بينهم. لم نغادر عبثًا، ولم نطلب الرحيل ترفًا أو تهربًا من المسؤولية، بل لأننا أُجبرنا عليه قسرًا.
ذات يوم، جُمِعنا في اجتماع رسمي، وقيل لنا نصًا:"وجودكم غير مرحب به في القسم، ولن نُشغلكم.. قدّموا استقالاتكم وانصرفوا."
أجل، نجحت خطتكم.
لكن يشهد الله، ويشهد كل من عملت معهم في هذا القسم، أنني لم أقصّر يومًا في عملي، ولا في حق أي مريضة تعاملت معها. لقد أعطيت لهذا المكان كل ما أملك: وقتي، صحتي، طاقتي، وحتى استقراري النفسي. وفي المقابل؟ لا شيء.
ظروف عمل لا يتحملها بشر
كنا نعمل في نوبتجيات تصل إلى 48 ساعة، وتمتد أحيانًا إلى 72 ساعة متواصلة، تليها جولات مرور قد تستغرق ساعات إضافية، حتى وصل الأمر إلى 82 ساعة من الاستمرار دون راحة. في تلك الفترات، لم نكن ننام أكثر من خمس أو ست ساعات، مقسمة على أيام. أحيانًا كنا ننام نصف ساعة بالتناوب، أو لا ننام على الإطلاق.
لم نكن نجد مكانًا للنوم. ننام على الأرض، أو على أسرّة المرضى أو الولادة، أو حتى على الكراسي في أقسام الولادة، فقط لنعطي أنفسنا دقائق من الاستراحة.
كان يُطلب منّا الحضور قبل نوبتجيتنا بساعة، السادسة صباحًا، وأحيانًا من الخامسة، حتى نبدأ العمل مبكرًا. وفي أيام الراحة، لم يكن يُسمح لنا بالراحة. كنا نستدعى إلى المستشفى في منتصف الليل لأمور غير طارئة، وكأننا لسنا بشرًا من حقهم النوم أو الاستقرار.
نظام صارم... بلا رحمة
كانت أشهر العبارات التي تتردد على مسامعنا:"أريد كل النواب مستيقظين." "لا تقسيم للنوم."
إذا أخطأ أحدنا، تُعاقب الدفعة كلها. مرة، عوقبنا بنظام "بيات أسبوعي" داخل المستشفى، مع جولة على المرضى كل ساعة، طوال الأسبوع، دون أن نرى أهلنا أو نغادر المبنى. ممنوع دخول سكن الأطباء لأخذ حمام، ممنوع الخروج لأي سبب، وكان هناك تفتيش مفاجئ للتأكد من وجودنا جميعًا في القسم.
مرة أخرى، اضطررنا إلى المبيت في القسم لثلاثة أيام قبل نوبتجية من ثلاث أيام أيضًا، ما يعني أننا قضينا ستة أيام متصلة داخل المستشفى.
في هذا النظام، لا يُسمح لك بالنوم دون إذن من من هو أعلى رتبة. حتى دخول الحمام أو جلب زجاجة ماء يستوجب إذنًا مسبقًا. كنا نكتب "شيت الحالة" أربع نسخ، ونقلل من نومنا لكتابة أوراق أكثر بدلًا من الراحة.
إذا أُغلِق هاتف مريضة، كنا نُرسَل إلى المستشفى بحثًا عنها وكأننا حراس أمن، لا أطباء.
حياة لا تُطاق
خارج المستشفى، لم يكن لنا حياة. في أيام الإجازات، لم يكن لنا الحق في النوم أو الاسترخاء. كنا مطالبين بالبقاء على تواصل مستمر، والرد الفوري على أي رسالة أو طلب.
الجدول اليومي كان مزدحمًا حد الإنهار:
نوبتجية أيام الجمعة، السبت، الأحد
مرور يومي حتى منتصف الليل
عيادة وتحضير حالات الأربعاء والخميس حتى المساء
ولا يوم راحة، ولا مرضي، ولا إجازة عرضية.
على مدار ١١ شهرًا، أعطيت كل ما أملك لهذا القسم. أهملت نفسي، وصحتي، وأهلي، وروحي. ومع ذلك، كان أقصى ما أفعله هو "تعقيم" ثم غلق جرح فقط. أحيانًا حتى هذا لم يُسمح لي به.
لم أكن أتعلم. لم أتقدم للماجستير كغيري، لأن النظام يمنع ذلك. كيف أجرؤ على أن أكون مساوية لزملائي في التخصصات الأخرى؟!
بيئة قمع.. لا احترام للكرامة
كنا ممنوعين من إبداء الرأي. يقولون دائما نحن "جنيور"، نقول: حاضر، ونعم فقط. في هذا القسم، لا مكان للاحترام أو الإنسانية. كنت أُجبر على أداء أعمال التمريض والعمال، وإن لم أتمكن من إدارتهم، يُقال لي:
"افعل عملهم بنفسك."
زميلتنا سُرقت وهي نائمة على الأرض، في غرفة متهالكة لا باب لها ولا مفتاح، ننام فيها بجوار القطط والصراصير. أين الأمان؟ أين الاحترام؟ أين الكرامة؟
كنا نحول إلى التحقيقات الإدارية كل يومين. كأنهم يتعمدون إسقاطنا نفسيًا. ذات مرة طُلب مني مرافقة ابن سكرتيرة قديمة في الرابعة فجرًا، فقط كي أرجو زملائي في الطوارئ أن يسمحوا له بالدخول، ولما رفضت، قيل لنا:"من أنتم لتقولوا لا؟ الجنيور لا يعترض."لقد تعبت.. ولم أجد شيئًا
كنت أقول دومًا:"ولدت لأكون طبيبة نساء، أحب هذا التخصص من أعماقي."
لكن، للأسف، هذا التخصص لم يُبادلني الحب. لم يُقدر تعبي، ولم يمنحني فرصة للتعلم. لم يُنر لي آخر النفق، لأنه لم يكن هناك نفق أصلًا.
كان حلمي أن أصبح طبيبة نساء ماهرة. أن تُكرمني جامعتي بعد سنوات من التفوق والاجتهاد. لكن ما حدث هو العكس تمامًا. قيل لنا:
"نحن لا نريدكم."
رحلت... لأجل نفسي
القسم خسر ثمانية نواب مجتهدين. أما أنا، فقد اخترت أن أسترد نفسي، وراحتي، وكرامتي، وصحتي، وأهلي، وبيتي. والأهم من ذلك، راحة بالي.
شكرًا لكم على أسوأ أحد عشر شهرًا مرّوا في حياتي. لن أنساهم، لكنني سأستعيد نفسي من جديد.
هذه كلمات على صفحة رنين جبر الطبيبة المستقيلة – النائبة رقم 8 قسم

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإمارات.. نبض الإنسانية حين يخذل العالم الضمير
الإمارات.. نبض الإنسانية حين يخذل العالم الضمير

صراحة نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • صراحة نيوز

الإمارات.. نبض الإنسانية حين يخذل العالم الضمير

صراحة نيوز- بقلم: فهد فايز العملة حين يعمّ الصمت، ويبهت صوت الضمير، وتغيب الرحمة عن موائد السياسة، تُطلّ الإمارات العربية المتحدة، كعادتها، في وقت الشدة، حاملةً في يدها دواءً وفي الأخرى كرامة، وفي قلبها إنسانية لا تعرف التردد. في غزة المنكوبة، حيث يموت الأطفال بصمت، وتُهدم البيوت على أصحابها، ويكاد اليأس يبتلع الأمل… كانت الإمارات كما عهدناها: أول الواصلين، وأصدق المُلبّين. لم تنتظر مؤتمرات، ولا صفقات، ولا كاميرات، بل انطلقت بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، نحو القلوب الجريحة، لتُداويها قبل أن تنطق بالنداء. منذ بداية الكارثة، والإمارات تسابق الزمن في إقامة المستشفيات الميدانية، وتسيير قوافل الإغاثة، وفتح الجسور الجوية والبرية والبحرية. لم تكن تلك مجرد مساعدات، بل كانت رسائل حب، ووفاء، والتزام تاريخي لا يتزحزح تجاه الشعب الفلسطيني، الذي تتقاسم معه الإمارات همّه، وجراحه، وحقه في الحياة بكرامة. إنّ ما تقوم به الإمارات ليس طارئًا ولا رد فعلٍ عاطفي، بل هو امتداد لرؤيةٍ قيادية نبيلة، تؤمن أن الإنسان أولًا، وأن الواجب الأخلاقي لا يخضع لحسابات الربح والخسارة. توجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد لم تترك مجالًا للشك: العمل الإنساني في عقيدة الإمارات ليس منّة، بل شرف وواجب والتزام أصيل. غزة اليوم، لا تنزف وحدها، لأن هناك من لا يزال يؤمن أن الأخوّة لا تباع ولا تُشترى. وأن الكِبَر الحقيقي هو أن تُسعف قلبًا مكسورًا، لا أن تكتفي بإدانةٍ باردة أو صمتٍ مخجل. وحدها الإمارات، في هذا الظرف الصعب، تُثبت مرة تلو الأخرى أنها دولة أفعال لا شعارات، وأنها ما زالت على عهدها مع القيم، مع العروبة، مع الإنسان. شكرًا للإمارات.. شكرًا لقيادتها وشعبها.. شكرًا لهذا النبل المستمر، ولهذه الشهامة المتجددة في زمنٍ باتت فيه المروءة عملة نادرة. من قلبي، ومن قلب كل عربي شريف..

أخبار مصر : سنة جميلة فعلها النبي كل يوم عقب استيقاظه من النوم.. لا تتركها
أخبار مصر : سنة جميلة فعلها النبي كل يوم عقب استيقاظه من النوم.. لا تتركها

نافذة على العالم

timeمنذ 5 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار مصر : سنة جميلة فعلها النبي كل يوم عقب استيقاظه من النوم.. لا تتركها

الخميس 7 أغسطس 2025 01:00 صباحاً نافذة على العالم - قال الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بمشيخة الأزهر، إن هناك سنة جميلة عن النبي عقب الاستيقاظ من النوم يغفلها الكثير . وأضاف ' عبد الرازق'، فى فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه عندما كان يستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم من نومه كان يمسح بيده الشريفة أثر النوم عن وجهه صلى الله عليه وسلم، ويقول (بسم الله، الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور). وعلينا جميعا أن نتأسى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجرد استيقاظنا من النوم نمسح أثر النوم من على وجهنا ونقول مثلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بسم الله، الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور). دعاء الاستيقاظ من النوم يرشدنا النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديث دعاء الاستيقاظ من النوم إلى دعاءٍ جامعٍ نافع يقولُه المؤمنُ إذا تعَارَّ مِن اللَّيل، أي: من استيقظ من النوم، وهو: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلكُ، وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قديرٌ، الحمدُ لله، وسبحان الله، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَر، ولا حولَ ولا قوَّة إلَّا باللهِ، ويُخبِرُ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مَن قال هذا الدُّعاءَ بعد استيقاظِه مِن اللَّيل، ثمَّ دعا استُجِيبت دعوتُه، وإذا صلَّى قُبِلت صلاتُه.

اخبار الاهلي المصري : وكيل كوكا وتفاصيل كاملة من الرحيل لـ التجديد
اخبار الاهلي المصري : وكيل كوكا وتفاصيل كاملة من الرحيل لـ التجديد

حضرموت نت

timeمنذ 5 ساعات

  • حضرموت نت

اخبار الاهلي المصري : وكيل كوكا وتفاصيل كاملة من الرحيل لـ التجديد

أكد وكيل اللاعب أحمد نبيل 'كوكا'، نجم وسط النادي الأهلي، أن مفاوضات انتقاله إلى قاسم باشا التركي قد توقفت رسميًا، وأن اللاعب سيستمر مع الفريق الأحمر خلال الموسم الجديد، بعد فشل التوصل لاتفاق مالي نهائي بين الناديين. وقال وكيل كوكا في تصريحات لبرنامج أحمد شوبير على قناة الأهلي: 'خلاص الموضوع اتقفل ومكملين في الأهلي إن شاء الله، كنا عارفين كل حاجة من البداية، ونتعامل على أساس أن الخطوة كانت محسوبة كمشروع لما بعد، واللاعب كان عاوز يلعب في مركزه بشكل منتظم'. وأضاف: 'كل الأمور كانت ماشية كويس، وفعلاً اتفقنا مع الأهلي، لكن نادي قاسم باشا رجع قال إن عندهم مشكلة في الكاش، وطلبوا تقسيم الدفعات على سنتين، وده بيكون منطقي لو الرقم كبير، لكن في حالتنا الرقم ماكانش كبير والديل كان كويس، لكن ما اتفقناش'. وأوضح أن الأهلي كان متمسكًا بالحصول على قيمة الصفقة كاملة خلال الموسم الجاري، وهو ما لم يتم التوصل إليه مع الجانب التركي. واختتم وكيل اللاعب تصريحاته قائلًا: 'المستقبل لكوكا، ودي آخر سنة له في عقده الحالي، وإحنا تحت أمر النادي، ومتفقين على مبدأ التجديد، وفي خلال 48 ساعة إن شاء الله هنتفق على كل حاجة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store