
يوميات مواطن لحجي!
بقلم | صدام اللحجي :
حوطة القمندان ، أصبحت اليوم مكانًا يُصارع فيه الناس من أجل أبسط مقومات حياتهم، مع كل صباح يبدأ المواطن يومه بمواجهة جديدة للمعاناة، فأنت تبدأ نهارك إما بحثًا عن ثلج، أو مطاردة لظل، أو في طوابير الانتظار خلف مولد كهربائي خاص، علك تظفر بنسمة هواء أو بضع دقائق من الراحة.
انقطاع الكهرباء أصبح جزءًا من هوية هذه المدينة التي خذلها الجميع لا أحد يستغرب الظلام، ولا أحد يستنكر الحرارة فالاعتياد تحول إلى بلادة، والشكوى باتت ترفًا لا جدوى منه المواطن اليوم لا يطالب بكماليات، بل بأبسط حقوقه ضوء، ماء، وساعات نوم دون اختناق.
في منتصف النهار، يبدأ الهروب الكبير لا من الحرب، بل من الشمس الناس يتوزعون في زوايا الشوارع، بين المساجد، وتحت ظلال الأشجار إن وجدت ، يبحثون عن مهرب من قيظ خانق لا يرحم كبار السن ولا الأطفال آخرون يطوفون المدينة بحثًا عن الثلج نعم، الثلج! ليس للرفاهية، بل ليحافظوا على ما تبقى من طعام، أو ليكسروا شدة الحر في بيوت لا تعرف التهوية.
أما الراتب، فحدث ولا حرج ليس مالًا يُصرف، بل موعدًا ينتظرونه كالغريق الذي يرى قشة في الأفق يصل الراتب أخيرًا، لكنه لا يغطي سوى جزء من الديون تتسلمه، وتسلّمه لغيرك لا فرح ولا راحة مجرد تسكين مؤقت لألم متراكم.
المواطن اللحجي لا يعيش بل "يصمد" يصمد أمام حرارة الكهرباء المقطوعة، يصمد أمام راتب لا يكفي، يصمد أمام غياب سلطة محلية فاشلة ، وتصريحات المسؤولين التي لا تُضيء مصباحًا ولا تُطفئ نارًا.
يبقى دعاؤنا "اللهم رحمتك، أو عزك الذي لا يُذل فيه عبدك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
١١-٠٥-٢٠٢٥
- اليمن الآن
يوميات مواطن لحجي!
بقلم | صدام اللحجي : حوطة القمندان ، أصبحت اليوم مكانًا يُصارع فيه الناس من أجل أبسط مقومات حياتهم، مع كل صباح يبدأ المواطن يومه بمواجهة جديدة للمعاناة، فأنت تبدأ نهارك إما بحثًا عن ثلج، أو مطاردة لظل، أو في طوابير الانتظار خلف مولد كهربائي خاص، علك تظفر بنسمة هواء أو بضع دقائق من الراحة. انقطاع الكهرباء أصبح جزءًا من هوية هذه المدينة التي خذلها الجميع لا أحد يستغرب الظلام، ولا أحد يستنكر الحرارة فالاعتياد تحول إلى بلادة، والشكوى باتت ترفًا لا جدوى منه المواطن اليوم لا يطالب بكماليات، بل بأبسط حقوقه ضوء، ماء، وساعات نوم دون اختناق. في منتصف النهار، يبدأ الهروب الكبير لا من الحرب، بل من الشمس الناس يتوزعون في زوايا الشوارع، بين المساجد، وتحت ظلال الأشجار إن وجدت ، يبحثون عن مهرب من قيظ خانق لا يرحم كبار السن ولا الأطفال آخرون يطوفون المدينة بحثًا عن الثلج نعم، الثلج! ليس للرفاهية، بل ليحافظوا على ما تبقى من طعام، أو ليكسروا شدة الحر في بيوت لا تعرف التهوية. أما الراتب، فحدث ولا حرج ليس مالًا يُصرف، بل موعدًا ينتظرونه كالغريق الذي يرى قشة في الأفق يصل الراتب أخيرًا، لكنه لا يغطي سوى جزء من الديون تتسلمه، وتسلّمه لغيرك لا فرح ولا راحة مجرد تسكين مؤقت لألم متراكم. المواطن اللحجي لا يعيش بل "يصمد" يصمد أمام حرارة الكهرباء المقطوعة، يصمد أمام راتب لا يكفي، يصمد أمام غياب سلطة محلية فاشلة ، وتصريحات المسؤولين التي لا تُضيء مصباحًا ولا تُطفئ نارًا. يبقى دعاؤنا "اللهم رحمتك، أو عزك الذي لا يُذل فيه عبدك".


اليمن الآن
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- اليمن الآن
كونوا رجالاً.. فالخطر يطرق أبواب بناتكم!
عدن حرة / صدام اللحجي : في هذا الزمن المتغير، لم تعد المخاطر تهددنا من الخارج فقط، بل باتت تدخل بيوتنا بأسماء براقة وشعارات خادعة مثل "التمكين" و"التطوير" و"الدعم النفسي والمجتمعي". لكن خلف كثير من هذه الشعارات، تختبئ أجندات دخيلة لا تهدف إلى البناء، بل إلى سلخ فتياتنا عن هويتهن، ودفعهن إلى مسارات غريبة عن ديننا وقيمنا وتقاليدنا. يا من رزقكم الله بالبنات، تذكروا أن الغيرة ليست تخلّفاً، والحذر ليس ضعفاً، والحفاظ على الشرف ليس تخلفاً كما يحاول البعض أن يصوّر. بل الرجولة الحقّة أن تكون الدرع الذي يحمي بناته، والسند الذي لا يتخلى، والعين التي لا تنام. نحن لسنا ضد التعليم ولا ضد الوعي ولا ضد أن تعمل المرأة وتُبدع في ما يرضي ربنا ، لكننا ضد أن تُستغل حاجتها لتُساق نحو الهاوية ، ضد أن تُغرَّر بها تحت ضغط الفقر، أو بريق الوهم، أو بوعد لا يأتي. كونوا قريبين من بناتكم، اسمعوهن، علموهن، ووجهوهن، فالعقل الواعي خير من ألف حاجز، والفتاة المدركة خير من التي تُمنع دون فهم. بناتكم أمانة، والدين وصّى، والعرض لا يُعوّض، فكونوا رجاله وقت الشدّة، لا نادمين بعد فوات الأوان.


اليمن الآن
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- اليمن الآن
يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!
بقلم | صدام اللحجي : ما أقسى أن ترى المنابر صامتة، والحق يُداس، والناس تُظلم، وأهل الدين يلوذون بالصمت! في لحج، تتزاحم القضايا وتتعالى الأوجاع، والناس تنتظر من يصدع بكلمة حق، من يواسي المظلوم، ويهزّ ضمير الظالم... لكن للأسف، كثيرٌ من الخطباء – إلا من رحم ربي – يختارون الصمت، يُغلّفون الحق بالحياد، ويغلفون المواقف بالخوف أو المجاملة. يا أئمة المساجد، أما لهذا الصمت من نهاية؟ ألم تكن المنابر يومًا منارات للحق، تُقيم الحجة، وتوقظ الضمائر، وتردع الطغيان؟ ألم تكن الخطبة صوت المظلوم حين يصمت الجميع؟ فأين أنتم من سنة نبيكم الذي قال الحق ولو على نفسه؟ أين أنتم من قول الله: "ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"؟ الناس اليوم بحاجة إلى من يقف معهم، لا من يهرب من واجب الكلمة. بحاجة إلى أئمة لا يخشون إلا الله، يعيدون للمنبر هيبته، وللخطبة رسالتها، وللمسجد دوره في نصرة الضعيف، وهداية الحائر، وتذكير الغافل. كفى مجاملات، كفى تبريرات! الساكت عن الحق شيطان أخرس، ومنبر لا يعلو فيه صوت الحق، منبر بلا روح. كونوا كما أرادكم الله: ورثة الأنبياء، لا عبيد المصالح!