
الحمى القلاعية ... بعد جنون البقر
ظواهر وأمراض غريبة عجيبة تصيب الماشية وأولها الأبقار، ففي المرة الأولى كانت الإصابة بمرض جنون البقر (Mad cow disease) والمعروف باسم (كروتز فيلد جاكوب) (CJD) في بريطانيا عام 1986 وما أصابها من أعراض على الأبقار في المراحل الأخيرة من المرض من فقدان التوازن واضطرابات في السلوك؛ بحيث يصبح حيواناً عدوانياً وعصبياً وسريع الغضب أمام أي ضجيج أو ملامسة أو حتى من الضوء، فانتشر هذا المرض الغريب بشكل واسع عن طريق نوعية المواد الغذائية التي كان يأكلها والتي تحتوي معظمها على طحين حيوانات مصابة بهذا الداء، ما أدى إلى منع استخدام هذه المواد قبل انتشارها.
وقد كانت بريطانيا وقتها تشهد وباء لم تشهده من قبل، حيث قضى على غالبية الأبقار المتواجدة هناك، واكتمل البلاء بعد إصابة الإنسان بمرض جنون البقر حين يتناول لحومها المصابة بالمرض نفسه، فتوفي ما يقارب الـ150 شخصاً في أوروبا نتيجة إصابتهم بمرض جنون البقر الذي يؤدي إلى تدهور تام في الصحة ثم الموت المحقق نتيجة ما يسمى بمرض اعتلال الدماغ الإسفنجي الذي يعطي دماغ الإنسان شكلاً إسفنجياً من دون أي تحذيرات الجهاز المناعي كما هو الحال مع الأمراض الأخرى.
كذلك، واجه الكثير من علماء وخبراء الطب مرضاً غريباً عجيباً تجاوز الحدود المعقولة للبشر وحدود الطب بأنواعه وخصوصاً حينما تكون نهايته الوفاة.
واليوم بعد مرض جنون البقر، تشهد الكويت مرضاً جديداً للبقر أو ما يسمى بالحمى القلاعية وهي مرض فيروسي شديد العدوى بين الحيوانات إذ يصيب جميع الحيوانات الداجنة أو البرية وتتمثل أعراضه في الحمى الشديدة والتعرق وتورم الجلد أي ظهور بثور داخل الفم وعلى الجسم والحوافر التي تسبب العرج لدى الجاموس والأبقار والخنازير والأغنام والمعز، وغيرها من الماشية من خلال فيروس يسمى بـFMDV إف إم دي ڤي، ومن صفاته أو أعراضه أنه ينتقل بين الحيوانات بسرعة من خلال الاحتكاك المباشر أو غير المباشر، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الشهية إلى أن يأتي أجلها سريعاً.
والمشكلة هنا أن مرض الحمى القلاعية التي تصيب الماشية يتواجد في العديد من دول العالم سواء كانت دولاً أوروبية أو عربية، وبالتالي فإن المطلوب من هذه الدول اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية كافة لمكافحة هذا الفيروس على مدار الساعة وذلك لما يسببه من دمار في الثروة الحيوانية وصحة المواطنين.
فيما أفاد خبراء بأن الحمى القلاعية التي غالباً ما تصيب الأبقار في مقتل، تعد من الأمراض المستوطنة في غالبية الدول منذ زمن بعيد وتنشط بانتشارها السريع بين فترة وأخرى من 4 إلى 5 سنوات حسب الظروف المتاحة.
وقد أكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في البلاد ظهور حالات إصابة بمرض الحمى القلاعية في عدد كبير من المواشي المتواجدة في مزارع المربين، وبعد تأكدها من الإصابة عن طريق المختبرات طمأنت مربي الثروة الحيوانية بأن الهيئة لن تدخر جهداً في الحد من انتشار مرض الحمى القلاعية وتسعى لتسخير الإمكانات كافة مع كوادرها الطبية للتعامل السريع مع هذا الوباء القاتل والإسراع في إجراءات استيراد اللقاح المطلوب لها، مؤكدة أن هذا المرض لا يؤثر على صحة المستهلكين ولا المربين، فلا خوف من لحومها أو ألبانها، ولا داعي للقلق، إلا أن بعض المواطنين مازال متخوفاً من انتشار مرض الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار ويرفض شراء أي منتج وطني من اللحوم والألبان ومشتقاتها في الوقت الحالي إلى أن يزول هذا المرض، وخصوصاً بعد مشاهدة عشرات الأبقار المحلية وهي نافقة في مزارع المربين الواقعة.
المأساة مشاهدة مربي الماشية عاجزين عن عمل أي وسيلة لإنقاذ الأبقار المصابة من النفوق في ساحات المزارع، فضلاً عن وجود أبقار نحيفة وضعيفة يسيل اللعاب الأبيض من فمها وهي في حالة يرثى لها نتيجة انتشار المرض، وبالتالي نحن أمام كارثة تتمثل في خسارة أطنان من الأبقار أمام المربين، وهي ثروة حيوانية قيمة في البلاد.
لذلك، لا نستبعد غلاء أسعار الحليب ومشتقاته وغلاء أسعار اللحوم بأنواعها أمام زيادة مصطنعة في أسعار الدواء وغلاء أسعار المكملات الغذائية للأبقار وباقي الماشية، ناهيك عن الزيادة المصطنعة في أسعار الأعلاف والأغذية الأخرى، فهذه التكاليف مبالغ فيها ويؤمل أن تكون عليها رقابة صارمة من وزارة التجارة والصناعة، كما يتعين على هيئة الزراعة والثروة الحيوانية الاستعجال بتوفير العلاج المناسب للحمى القلاعية، وأول العلاجات يشمل التطعيم قبل أن يتم نفوق جميع الأبقار والأغنام وباقي المواشي في الكويت...
ولكل حادث حديث،،
[email protected]

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 2 أيام
- الرأي
الحمى القلاعية ... بعد جنون البقر
ظواهر وأمراض غريبة عجيبة تصيب الماشية وأولها الأبقار، ففي المرة الأولى كانت الإصابة بمرض جنون البقر (Mad cow disease) والمعروف باسم (كروتز فيلد جاكوب) (CJD) في بريطانيا عام 1986 وما أصابها من أعراض على الأبقار في المراحل الأخيرة من المرض من فقدان التوازن واضطرابات في السلوك؛ بحيث يصبح حيواناً عدوانياً وعصبياً وسريع الغضب أمام أي ضجيج أو ملامسة أو حتى من الضوء، فانتشر هذا المرض الغريب بشكل واسع عن طريق نوعية المواد الغذائية التي كان يأكلها والتي تحتوي معظمها على طحين حيوانات مصابة بهذا الداء، ما أدى إلى منع استخدام هذه المواد قبل انتشارها. وقد كانت بريطانيا وقتها تشهد وباء لم تشهده من قبل، حيث قضى على غالبية الأبقار المتواجدة هناك، واكتمل البلاء بعد إصابة الإنسان بمرض جنون البقر حين يتناول لحومها المصابة بالمرض نفسه، فتوفي ما يقارب الـ150 شخصاً في أوروبا نتيجة إصابتهم بمرض جنون البقر الذي يؤدي إلى تدهور تام في الصحة ثم الموت المحقق نتيجة ما يسمى بمرض اعتلال الدماغ الإسفنجي الذي يعطي دماغ الإنسان شكلاً إسفنجياً من دون أي تحذيرات الجهاز المناعي كما هو الحال مع الأمراض الأخرى. كذلك، واجه الكثير من علماء وخبراء الطب مرضاً غريباً عجيباً تجاوز الحدود المعقولة للبشر وحدود الطب بأنواعه وخصوصاً حينما تكون نهايته الوفاة. واليوم بعد مرض جنون البقر، تشهد الكويت مرضاً جديداً للبقر أو ما يسمى بالحمى القلاعية وهي مرض فيروسي شديد العدوى بين الحيوانات إذ يصيب جميع الحيوانات الداجنة أو البرية وتتمثل أعراضه في الحمى الشديدة والتعرق وتورم الجلد أي ظهور بثور داخل الفم وعلى الجسم والحوافر التي تسبب العرج لدى الجاموس والأبقار والخنازير والأغنام والمعز، وغيرها من الماشية من خلال فيروس يسمى بـFMDV إف إم دي ڤي، ومن صفاته أو أعراضه أنه ينتقل بين الحيوانات بسرعة من خلال الاحتكاك المباشر أو غير المباشر، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الشهية إلى أن يأتي أجلها سريعاً. والمشكلة هنا أن مرض الحمى القلاعية التي تصيب الماشية يتواجد في العديد من دول العالم سواء كانت دولاً أوروبية أو عربية، وبالتالي فإن المطلوب من هذه الدول اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية كافة لمكافحة هذا الفيروس على مدار الساعة وذلك لما يسببه من دمار في الثروة الحيوانية وصحة المواطنين. فيما أفاد خبراء بأن الحمى القلاعية التي غالباً ما تصيب الأبقار في مقتل، تعد من الأمراض المستوطنة في غالبية الدول منذ زمن بعيد وتنشط بانتشارها السريع بين فترة وأخرى من 4 إلى 5 سنوات حسب الظروف المتاحة. وقد أكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في البلاد ظهور حالات إصابة بمرض الحمى القلاعية في عدد كبير من المواشي المتواجدة في مزارع المربين، وبعد تأكدها من الإصابة عن طريق المختبرات طمأنت مربي الثروة الحيوانية بأن الهيئة لن تدخر جهداً في الحد من انتشار مرض الحمى القلاعية وتسعى لتسخير الإمكانات كافة مع كوادرها الطبية للتعامل السريع مع هذا الوباء القاتل والإسراع في إجراءات استيراد اللقاح المطلوب لها، مؤكدة أن هذا المرض لا يؤثر على صحة المستهلكين ولا المربين، فلا خوف من لحومها أو ألبانها، ولا داعي للقلق، إلا أن بعض المواطنين مازال متخوفاً من انتشار مرض الحمى القلاعية التي تصيب الأبقار ويرفض شراء أي منتج وطني من اللحوم والألبان ومشتقاتها في الوقت الحالي إلى أن يزول هذا المرض، وخصوصاً بعد مشاهدة عشرات الأبقار المحلية وهي نافقة في مزارع المربين الواقعة. المأساة مشاهدة مربي الماشية عاجزين عن عمل أي وسيلة لإنقاذ الأبقار المصابة من النفوق في ساحات المزارع، فضلاً عن وجود أبقار نحيفة وضعيفة يسيل اللعاب الأبيض من فمها وهي في حالة يرثى لها نتيجة انتشار المرض، وبالتالي نحن أمام كارثة تتمثل في خسارة أطنان من الأبقار أمام المربين، وهي ثروة حيوانية قيمة في البلاد. لذلك، لا نستبعد غلاء أسعار الحليب ومشتقاته وغلاء أسعار اللحوم بأنواعها أمام زيادة مصطنعة في أسعار الدواء وغلاء أسعار المكملات الغذائية للأبقار وباقي الماشية، ناهيك عن الزيادة المصطنعة في أسعار الأعلاف والأغذية الأخرى، فهذه التكاليف مبالغ فيها ويؤمل أن تكون عليها رقابة صارمة من وزارة التجارة والصناعة، كما يتعين على هيئة الزراعة والثروة الحيوانية الاستعجال بتوفير العلاج المناسب للحمى القلاعية، وأول العلاجات يشمل التطعيم قبل أن يتم نفوق جميع الأبقار والأغنام وباقي المواشي في الكويت... ولكل حادث حديث،، [email protected]


الأنباء
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- الأنباء
«الزراعة» نظّمت ندوة حول «الحمى القلاعية»: الوضع الصحي للماشية تحت السيطرة
نظمت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ندوة بعنوان «مرض الحمى القلاعية»، وذلك مساء الأربعاء بمقر اتحاد منتجي الألبان الطازجة بمنطقة الصليبية، وذلك بحضور مجموعة من المربين والمهتمين. وتأتي هذه الندوة في سياق تبديد المخاوف من انتشار المرض بعد اكتشافه في بعض مزارع المربين، وذلك ضمن سلسلة الدورات والندوات الإرشادية التي تنظمها الهيئة خلال الموسم الزراعي 2025/2026، بهدف النهوض بمستوى الأداء في مجال تربية الأغنام والماعز على مستوى الكويت. وقال د.خالد الفايز إن الحمى القلاعية مرض فيروسي سريع الانتشار يصيب الحيوانات المجترة مثل الأبقار، الأغنام، الماعز، والجمال، موضحا أن من أعراضه ظهور حبوب أو بثور في الفم وعلى الحوافر، مصحوبة بحمى تصيب الحيوان. وأشار إلى أن الفيروس نادرا ما ينتقل إلى الإنسان، وإذا حدث ذلك فإنه يسبب أعراضا خفيفة مثل تهيج في العين أو حرارة خفيفة، لافتا إلى أن سبب الإصابة بالحمى القلاعية فيروس ينتقل عن طريق الهواء والاتصال المباشر بين الحيوانات أو استخدام أدوات ملوثة، نافيا وجود علاقة مباشرة بين المرض والأكل أو قلة النظافة «لكنه يحتاج إلى عناية خاصة».


الجريدة
١٤-١٢-٢٠٢٤
- الجريدة
«الزراعة»: توفير الأدوية لحماية الثروة الحيوانية
أكد مراقب التنسيق والمتابعة في مكتب نائب المدير العام لشؤون الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية د. يوسف الشريدة أن «قطاع الثروة الحيوانية في الهيئة يحرص على دعم كل مربي هذه الثروة، عبر توفير الأدوية البيطرية وغيرها من العلاجات والتطعيمات واللقاحات والتحصينات اللازمة، إضافة إلى تقديم كل الخدمات المتاحة، وتوفير الدعومات المساندة من دعم الحليب والأعلاف والتطعيمات، بهدف حماية ثروتهم الحيوانية». جاء ذلك في تصريح للشريدة على هامش مشاركته في ندوة اللقاح الآمن لمكافحة مرض البروسيلا في الأبقار، وأكد على دعم الأمن الغذائي وتوفير كل المنتجات الحيوانية من لحوم وأسماك وغيرها بشكلٍ آمن للمواطنين والمقيمين في البلاد. بدوره، قال مدير «سام فيت»، المنظمة للفعالية، د. محمد عبدالعال، إن «الندوة أكدت أهمية الالتزام بالشروط الصحية للوقاية من المرض، خصوصاً في المزارع، إلى جانب ضرورة تطبيق معايير الأمن الحيوي، الذي يساهم بشكل كبير في تقليل انتشار المرض، إضافة إلى التأكيد على أن التوعية حول الممارسات الصحية السليمة في التعامل مع المنتجات الحيوانية تلعب دوراً حيوياً في الحد من انتقال العدوى إلى الإنسان».