logo
الناطق باسم يونيفيل للجزيرة نت: الجنوب اللبناني بوضع هش ولم ننسحب

الناطق باسم يونيفيل للجزيرة نت: الجنوب اللبناني بوضع هش ولم ننسحب

الجزيرةمنذ 5 ساعات

بيروت- عاد ملف قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان"يونيفيل" ليتصدر واجهة المشهدين السياسي والأمني، في لحظة إقليمية دقيقة تتشابك فيها تعقيدات الداخل اللبناني مع التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، لا سيما في ظل عمليتي "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق 3″.
وفي خضم هذا السياق المضطرب، يسابق لبنان الوقت لحشد التأييد الدولي بهدف تجديد تفويض قوات "يونيفيل" ، في وقت يذهب فيه خبراء عسكريون، في حديثهم للجزيرة نت، إلى أن إسرائيل تتجه نحو تفريغ الجنوب من أي رقابة دولية توثق خروقاتها المتكررة تمهيدا لتوسيع هامش مناورتها العسكرية.
وعلى وقع التحذيرات المتزايدة من المساس بجوهر القرار 1701 لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 ، تبرز مؤشرات على ضغوط غير معلنة، لا تستهدف إنهاء مهمة "يونيفيل"، بل إعادة رسم صلاحياتها بشكل يفرغها -بحسب الخبراء- من دورها الأساسي.
وضع هش
من جانبه، أكد الناطق باسم هذه القوات في لبنان أندريا تيننتي، للجزيرة نت، أن ما تم تداوله مؤخرا في بعض وسائل الإعلام بشأن انسحابها أو عدم تجديد تفويضها، لا يستند إلى معلومات دقيقة ويعتمد على مصادر غير معروفة.
وبشأن التحديات المرتبطة بتجديد تفويض "يونيفيل"، لفت تيننتي إلى أن القرار سيعود إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي ستحسم في أغسطس/آب المقبل، ما إذا كانت ستُبقي على التفويض الحالي أو تُدخل عليه تعديلات.
وفي ما يتعلق بالميدان، أوضح تيننتي أن الدور الحالي لقوات "يونيفيل" في جنوب لبنان يتمحور حول الحفاظ على الاستقرار في منطقة تشهد في الوقت الراهن "وضعا هشا للغاية قابلا للتدهور في ظل التطورات الأخيرة".
وأشار إلى استمرار إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى رصد وجود لقوات الجيش الإسرائيلي داخل الحدود اللبنانية ما يُعد "خرقا واضحا للقرار 1701".
إعلان
وكشف أن "الأشهر الماضية شهدت اكتشاف عدد كبير من الملاجئ ومخابئ الذخيرة والمواقع العسكرية التي كانت تُستخدم في السابق من قبل جماعات مسلحة أو حزب الله"، وقد تم ذلك بتنسيق وثيق ومسبق مع الجيش اللبناني، الذي اعتبره الطرف الأساسي المعني بحفظ الأمن في الجنوب.
ووفق تيننتي، لا تقتصر مهام "يونيفيل" على الدوريات العسكرية، بل تواصل دعم المجتمعات المحلية في هذه المرحلة الدقيقة من خلال تنفيذ مئات الأنشطة يوميا، تتنوع بين إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، وفتح الطرق، وتقديم الدعم الطبي، بمشاركة قرابة 10 آلاف جندي حفظ سلام من 48 دولة.
سياق الضغط
كما شدد تيننتي على أن القرار 1701 يمنحها صلاحية تنفيذ عمليات المراقبة والدوريات داخل منطقة العمليات، سواء بمرافقة الجيش اللبناني أو بدونه، وهو ما كان ساريا منذ عام 2006، رغم ما وصفه بسوء الفهم المستمر لهذا الجانب. وأكد أن جميع الأنشطة تُنفَّذ بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، ولا تُتخذ أي خطوة دون مناقشة مسبقة.
وأشار إلى أن معظم أنشطة البعثة لا تواجه عقبات، غير أن بعض "التصرفات الفردية" قد تتسبب أحيانا في توترات مع السكان المحليين. ودعا جميع أبناء الجنوب اللبناني إلى فهم دور "يونيفيل" على حقيقته بوصفه يرتكز على دعم السكان وإعادة الاستقرار إلى مناطقهم.
ويرى الخبير العسكري العميد حسن جوني، في حديث للجزيرة نت، أن الجدل الدائر حاليا والضغوط المتزايدة حول قوات "يونيفيل" لا تستهدف منع تجديد التفويض، بل تسعى إلى فرض شروط جديدة لتمديده، تمنحها دورا أكثر فاعلية.
وأضاف أن ما يجري يُقرأ ضمن سياق الضغط على الدولة اللبنانية وعلى "حزب الله تحديدا"، لدفعهما إلى القبول بتوسيع هامش تحرك يونيفيل، فالمسألة لا تتعلق بوضع القوات تحت الفصل السابع، بل بتعديل قواعد الاشتباك الميدانية، خصوصا أن هناك إشارات واضحة مفادها أن هذه القوات لا تستطيع تنفيذ مهام مستقلة عن الجيش اللبناني، بالنظر إلى حساسية الواقع الجنوبي وموقف السكان.
وقد يحمل هذا النقاش -وفق جوني- رسالة غير مباشرة مفادها أن أي تحرك منفصل ليونيفيل عن التنسيق مع الجيش لن يكون موضع ترحيب، رغم أن التعديل ما قبل الأخير للتفويض أجاز لها تنفيذ بعض المهام بشكل مستقل، وعليه فإن التلويح بعدم التمديد يبدو أقرب إلى ورقة ضغط منه إلى خيار فعلي.
ويحذر من أن عدم التجديد، إذا ما حصل، ستكون له تداعيات خطيرة:
أولا: تهديد جوهر القرار 1701 الذي يقوم أساسا على وجود قوات الطوارئ الدولية.
ثانيا: سيُفقد المنطقة قناة الاتصال غير المباشرة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وهي الآلية التي تسمح باحتواء الاحتكاكات ومنع التصعيد.
وحسب الخبير جوني، فإن غياب "يونيفيل" يعني أيضا غياب العين الدولية التي ترصد الانتهاكات وتوثّق الاعتداءات الإسرائيلية، مما يمنح تل أبيب هامشا أوسع للتحرك في الجنوب، ويزيد من احتمالات التصعيد من دون رادع دولي.
موقف إسرائيل
من جهته، يرى الخبير العسكري العميد بهاء حلال أن إسرائيل لا تخفي رفضها لوجود قوات "يونيفيل" جنوب نهر الليطاني ، خاصة في ظل التنسيق الوثيق بين هذه القوات والجيش اللبناني، مما يجعلها بمثابة "عين راصدة" لتحركات الاحتلال وناقلة دائمة لانتهاكاته.
ويذكّر -في حديثه للجزيرة نت- بأن الجيش الإسرائيلي قصف خلال حرب يوليو/تموز 2006 مركزا ليونيفيل في بلدة قانا، في رسالة واضحة على موقفه المعادي لأي جهة تراقب أداءه الميداني.
وفيما يتعلق بمصير هذه القوات الدولية، يشير الخبير العسكري إلى أن السيناريوهات المحتملة في صورة عدم تجديد التفويض ترتبط بالمعادلة القائمة حاليا في الجنوب، والتي تضم المواطنين اللبنانيين، والمقاومة والجيش اللبناني إلى جانب "يونيفيل"، ويؤكد أن إسرائيل تعمل على تقويض هذه المعادلة عبر الضغط على كافة مكوناتها، تمهيدا لخلق فراغ أمني وإنساني يسمح لها بتحقيق أهدافها.
ويضيف أن المقاومة التزمت بالقرار 1701 وسحبت عناصرها من جنوب الليطاني وسلمت مواقعها للجيش اللبناني بالتنسيق مع الأمم المتحدة ، مما جعل الطرفين الوحيدين المنتشرين على الأرض هما الجيش و"يونيفيل"، إلا أن إسرائيل -بحسب الخبير- لا ترحب بأي دور فعّال للجيش اللبناني وتسعى إلى تقييد حركته، بما في ذلك عبر ما يُعرف بـ"اللجنة الخماسية" المعنية بالتنسيق.
ويحذر من أن تل أبيب تكثف ضغوطها لسحب "يونيفيل"، خصوصا إذا لم يتم التمديد وفق شروطها المتماهية مع الرؤية الأميركية، ويعتقد أن غياب هذه القوات قد يفتح الباب أمام عدوان إسرائيلي جديد يهدف إلى التقدم نحو نهر الليطاني، خاصة في ظل "غياب فعلي للمقاومة جنوبه، وضعف قدرة الجيش اللبناني على خوض مواجهة مفتوحة من هذا النوع".
ولا يقتصر الهدف الإسرائيلي الأميركي على إنهاء دور "يونيفيل"، بل يتعداه إلى إعادة تشكيل هذه القوة ضمن إطار "متعدد الجنسيات"، تعمل تحت الفصل السابع وتنتشر شمال الليطاني، مما يعني عمليا نقل الأزمة من جنوبه إلى شماله، في إطار خطة مدروسة لإعادة رسم خارطة السيطرة في الجنوب اللبناني، وفق الخبير بهاء حلال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدويري: هذا ما ساعد إيران في اختراق منظومة إسرائيل الدفاعية
الدويري: هذا ما ساعد إيران في اختراق منظومة إسرائيل الدفاعية

الجزيرة

timeمنذ 18 دقائق

  • الجزيرة

الدويري: هذا ما ساعد إيران في اختراق منظومة إسرائيل الدفاعية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن الهجوم الإيراني على إسرائيل كشف خللا واضحا في أداء المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، لافتا إلى أن الأضرار التي لحقت بالأراضي المحتلة كانت الأكبر منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي عام 1948. واعتبر الدويري في تحليل عسكري على قناة الجزيرة أن الصور والمشاهد التي وثقت الضربات الإيرانية هي الرد الواقعي على قدرة إسرائيل الدفاعية، إذ أطلقت أكثر من 300 صاروخ، تمكن عدد منها من تجاوز أنظمة الاعتراض وألحق دمارا وصفه بـ"غير المسبوق". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى أن الدفاعات الجوية لم تتمكن من التصدي لجميع المقذوفات، رغم تفعيل القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة "حيتس"، بالإضافة إلى الاستعانة بدعم أميركي في تشغيل نظام "ثاد" المضاد للصواريخ. وأشار إلى أن نجاح إيران في هذا الهجوم يعود إلى مجموعة مرتكزات عسكرية استخدمتها طهران، أبرزها ما سماه "التزامن والتكامل"، أي الجمع بين أنواع مختلفة من الأسلحة بشكل متزامن، بما يؤدي إلى تشتيت قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي. التزامن والتكامل وأوضح الدويري أن "التزامن" تمثل في إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية وصواريخ فرط صوتية، بحيث تصل جميعها إلى الأهداف في توقيت متقارب، مما أحدث ارتباكا لدى المنظومات الدفاعية دون أن تتمكن من الإغلاق الكامل. أما "التكامل"، بحسب اللواء المتقاعد، فيعني استغلال جميع القدرات العسكرية المتاحة، سواء كانت كبيرة أو محدودة الفاعلية، ضمن منظومة متكاملة تخدم بعضها البعض، حتى وإن اختلف توقيت استخدامها جزئيا، مما يعزز التأثير الشامل للهجوم. وشدد الدويري على أن الهجوم لم يكن عشوائيا بل اتسم بتصعيد كمي ونوعي، بدأ باستخدام أدوات تقليدية، ثم انتقل إلى أسلحة متطورة مثل الصواريخ الفرط صوتية، مما وضع المنظومات الإسرائيلية في حالة إرباك دائم خلال فترة المواجهة. وأضاف الدويري أن طهران اعتمدت أيضا على ما وصفه بـ"التمدد الأفقي والعمودي"، إذ رغم تركيز الهجوم على مناطق الشمال والوسط، وهي مناطق تمثل الثقل الأمني والاقتصادي والاجتماعي لإسرائيل، فإن إيران عززت التهديد من عدة جبهات إقليمية. وفيما يتعلق بكفاءة الرادارات الإسرائيلية في المناورة واعتراض الصواريخ، قال اللواء الدويري إن المنظومات الدفاعية تعتمد على خوارزميات دقيقة وليس على الجهد البشري، بدءا من الرصد وصولا إلى الاشتباك مع الهدف لتقليل الكلفة التشغيلية. عناصر القبة الحديدية وبيّن أن نظام القبة الحديدية يتكون من 3 عناصر رئيسية: منظومة الرادار، ووحدة المعالجة والتحقق، ثم وحدة المشاغلة، حيث يتم إرسال البيانات ومقارنتها بالمعطيات السابقة قبل اتخاذ قرار الاشتباك مع الأهداف المعادية. ولفت إلى أن منظومة "مقلاع داوود" تعتمد ذات الأسس، لكنها تمتلك تقنيات أكثر تطورا، في حين تمتاز منظومتا "حيتس" و"ثاد" بقدرة أكبر على التمييز بين الصواريخ الحقيقية والصواريخ الخداعية وتغيير المسار تلقائيا أثناء الطيران. وأوضح أن الاختلاف الجوهري بين "حيتس" و"ثاد" يتمثل في آلية تدمير الهدف، حيث يعتمد الأول على الاصطدام المباشر، بينما يستخدم الثاني الطاقة الحركية، إذ ينفجر الصاروخ إلى جانب الهدف لتدميره دون الحاجة للاصطدام به مباشرة. وأوضح اللواء الدويري أن إيران لم تحقق تزاوجا كاملا بين القدرات المختلفة، لكنها استطاعت عبر استخدام نسبي وذكي لهذه الإمكانيات أن تُحدث اختراقا إستراتيجيا عجزت المنظومات الإسرائيلية عن احتوائه بالكامل.

محللون إسرائيليون: انتقلنا من نشوة بداية الحرب إلى القلق من تداعياتها
محللون إسرائيليون: انتقلنا من نشوة بداية الحرب إلى القلق من تداعياتها

الجزيرة

timeمنذ 21 دقائق

  • الجزيرة

محللون إسرائيليون: انتقلنا من نشوة بداية الحرب إلى القلق من تداعياتها

القدس المحتلة- عاشت إسرائيل لحظة من النشوة بعد توجيه ضربات جوية إلى إيران، حتى مساء السبت الماضي، لكن مشاعر النشوة تبددت فور سقوط الصواريخ الإيرانية الأولى في مناطق رمات غان ووسط تل أبيب ، والتي كانت محاولة على ما يبدو لاستهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية "الكرياه". وفي لحظات النشوة، تبنت إسرائيل تكتيك الضغط الشعبي على إيران، عبر قصف مناطق سكنية مجاورة لمنشآت عسكرية في طهران، أملا بإثارة غضب داخلي على النظام، لكن هذه الإستراتيجية، التي فشلت سابقا في غزة ولبنان، تبدو غير مجدية في دولة بحجم إيران وسكانها. الشعور بالنصر الذي حاول تسويقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تلاشى سريعا تحت وقع الضربات الإيرانية والخسائر الثقيلة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لتُثبت التجربة مجددا أن الحروب لا تحسم بالضربة الأولى، بل بخواتيمها. فرغم الحماسة الإسرائيلية المعتادة في بدايات الحروب، أكدت قراءات لمحللين أن الواقع سرعان ما يفرض نفسه، فالنجاحات الإستراتيجية لا تحسم جويا، بل تختبر على الأرض ومع مرور الوقت. كما أظهرت الصواريخ الإيرانية دقة عالية بدورها، إذ خلفت أضرارا جسيمة في مناطق مثل تل أبيب الكبرى وحيفا و ريشون لتسيون ، وبات يام، وبني براك، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، إذ تتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لضغوط غير مسبوقة. الجبهة الداخلية صرح ضابط كبير في الجبهة الداخلية في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتعامل وحداته مع موقع دمار شامل واحد، أما الآن، ومنذ الأيام الأولى من الهجمات الصاروخية الإيرانية فقد شهدت البلاد ما يقرب من 10 مواقع بهذا التصنيف. ويقول محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان "في الوقت الراهن تواجه إسرائيل ثمنا داخليا باهظا، عشرات القتلى ومئات الجرحى جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، ودمار غير مسبوق للبنى التحتية، بينما لحقت أضرار جسيمة بمئات المباني". ومع تأكيده أن سلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب الاستخبارات العسكرية و الموساد ، أظهروا قدرات مبهرة في تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة، إلا أنه يضيف أن "التاريخ يُظهر أن هذا لا يكفي لحسم الحروب" مستشهدا بالحروب التي جرت في فيتنام و أوكرانيا و غزة ولبنان. وأوضح محلل الشؤون الاستخباراتية أن إيران أظهرت مرارا صلابة غير متوقعة، وقال "النظام الذي تحكمه مؤسسة دينية متجذرة، مستند إلى تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، لم ينهَر تحت الضربات". واستشهد ميلمان ب الحرب الإيرانية العراقية ، مشيرًا إلى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين راهن على هزيمة سريعة، لكن إيران صمدت لـ8 سنوات، ووحدت صفوفها رغم القصف و الأسلحة الكيميائية ، وخرجت بعقيدة ردع صاروخية راسخة. ويحذر محلل الشؤون الاستخباراتية من انزلاق إسرائيل إلى حرب استنزاف قد تعجز عن كسبها، لذا وسعت هجماتها لتطال قطاع الطاقة الإيراني، مخاطرة بأزمة نفط عالمية قد تستدعي تدخل قوى كبرى كالصين دفاعا عن مصالحها. ويرى ميلمان أن "الجبهة الداخلية الإسرائيلية تبدو متماسكة حتى الآن، لكن لا يجوز التعويل على صبرها طويلا، ومع الإنجازات الحالية"، ويضيف "يجب فتح مسار سياسي عبر واشنطن، نحو اتفاق يقلص البرنامج النووي الإيراني، حتى إن لم ينهه بالكامل كما يطالب نتنياهو". فخ النشوة يقول رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتاين إن "إسرائيل بدأت حملتها ضد إيران بإنجازات وأداء لافت، توجته إسرائيل باغتيال قيادات أمنية بارزة في طهران، لكن هذا النجاح المبكر لا يجب أن يقود إلى التهاون أو النشوة الزائدة، أو إلى الاعتماد على شعارات سحرية مثل الإبادة النووية أو توقع استسلام العدو فورًا بسبب الصدمة". ويؤكد ميلشتاين ضرورة إعادة النظر في شعار "تدمير البرنامج النووي"، مشيرا إلى أنه هدف لا يتحقق عسكريا فقط، بل يتطلب اتفاقًا دبلوماسيًا، مؤكدا أن التمسك الأعمى به قد يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة مع قوة إقليمية يصعب التقليل من شأنها. وفي ظل الضربة والخسائر التي تتكبدها الجبهة الداخلية جراء الصواريخ الإيرانية، يعتقد مليشتاين أن "الجمهور الإسرائيلي يجب أن يطالب بقيادة واضحة، وأن تظهر القيادة اهتمامها الجدي بهذا الأمر، للحفاظ على متانة الجبهة الداخلية التي بدت متآكلة جراء القتال المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023". وحذر الكاتب الإسرائيلي من الوقوع في فخ النشوة الزائدة والانزلاق نحو التدمير الذاتي، إذا لم تدر الحملة بحذر وحكمة، مذكرا أن إيران -وعلى خلاف خصوم آخرين- لا تكتفي بالصمود رغم الخسائر، بل تسعى لخلق توازن فعال في الرد، من خلال استهداف منظم للبنى التحتية الحيوية، والمؤسسات الأمنية، وكبار المسؤولين داخل إسرائيل. اختبار لنتنياهو وتحت عنوان "وقت اختبار لنتنياهو: رأب الصدع الداخلي لهزيمة التهديد الإيراني"، كتب الدكتور نحمان شاي، عميد كلية الاتحاد العبري في معهد القيادة اليهودية بالقدس، مقالا في صحيفة "معاريف" تناول فيه التحديات العميقة التي تواجه المجتمع الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب. وأوضح أنه في الأيام الأولى للحملة ضد إيران، عاش نتنياهو لحظة نشوة بفعل الإنجازات السريعة، لكن مع تصاعد الرد الإيراني ووصول الضربات للداخل، "تبدد التفوق، وظهرت هشاشة الجبهة الداخلية"، ليواجه نتنياهو والجمهور الإسرائيلي وجه الحرب الحقيقي، كما يقول شاي. وسلط الضوء على ما وصفه بـ"التصدع في الجبهة الداخلية" والانقسام المتجذر داخل المجتمع الإسرائيلي، والذي لم يختفِ رغم التهديدات الأمنية المتعاظمة، بل تم تأجيله مؤقتا بفعل تصاعد المواجهة مع إيران، وبرأيه، فإن نجاح إسرائيل المؤقت في الحرب لا يكفي أن يقاس بالإنجازات العسكرية، بل بقدرتها أيضا على إعادة ترميم وحدتها الداخلية. وذكر الكاتب بأن الحرب الحالية، رغم ما تحقق فيها من ضربات استباقية نوعية ضد إيران، كشفت في الوقت ذاته هشاشة البنية الاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل. واعتبر أن نتنياهو، وهو في ذروة لحظة تاريخية في قيادته، مطالب اليوم بخطوة شجاعة لوقف ما وصفه بـ"الانقلاب القضائي" وإعادة الثقة بالمؤسسات، كشرط أساسي لتماسك الجبهة الداخلية. واختتم شاي مقاله بالتأكيد على أن مواجهة الخطر الإيراني تتطلب أكثر من التفوق العسكري، فهي بحاجة إلى مجتمع موحد، وقيادة تمتلك الشجاعة لتجاوز الخلافات الداخلية، حتى لا تتحول الحرب الخارجية إلى مقدمة لانهيار داخلي.

نتنياهو: إيران تدفعنا نحو شفا حرب نووية
نتنياهو: إيران تدفعنا نحو شفا حرب نووية

الجزيرة

timeمنذ 30 دقائق

  • الجزيرة

نتنياهو: إيران تدفعنا نحو شفا حرب نووية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الاثنين إيران تريد حربا لا نهاية لها وتدفع نحو شفا حرب نووية، مشيرا إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. وأضاف نتنياهو لشبكة إيه بي سي أن "إسقاط النظام في إيران قد يكون نتيجة للعمليات العسكرية"، وامتنع عن التعليقا على إمكانية اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال "لن أفصل خططنا في العلن لكن سنفعل كل ما يتطلبه الأمر. وزعم نتنياهو أن إسرائيل في طريقها لتحقيق النصر، قائلا إن "الإيرانيين يحاولون صناعة أسلحة نووية وصواريخ باليستية ونحن نعمل على منعهم من ذلك. وأضاف نتنياهو أن هدف إسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني "وسنحقق هذه النتيجة ولدينا أهداف أخرى، لافتا إلى أن "التهديد الصاروخي وجودي" وأنه مصمم على القيام بإزالته. وادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي القضاء على نصف المسيّرات الإيرانية ومهاجمة الرادارات المركزية المهمة، مؤكدا استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني. وأكد نتانياهو أن بلاده "تغير وجه الشرق الأوسط" بحملة ضرباتها على إيران، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية داخل إيران نفسها". وأضاف نتانياهو "قمنا بتصفية القيادة الأمنية الإيرانية، بمن فيهم ثلاثة رؤساء أركان، وقائد سلاحهم الجوي، وقائدان للاستخبارات". وتابع "نعمل على القضاء عليهم واحدا واحدا". وقال نتنياهو إنه يتواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويقدر المساعدة التي قدمها لإسرائيل، مشيرا إلى أن "العملية في إيران ستحقق الهدف الأكبر لكنني لن أغفل عن المخطوفين في غزة". وكان نتنياهو قال أمس الأحد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية- إن " إسرائيل بدأت الهجوم على إيران لأننا كنا نواجه تهديدا وشيكا.. كنا نواجه تهديدا وجوديا يشمل تسريع صُنع قنابل ذرية وزيادة الترسانة الباليستية". إعلان وأضاف "حصلنا على معلومات أطلعنا عليها واشنطن أن إيران كانت تعمل سرا لتحويل اليورانيوم لسلاح نووي وأنها "تنوي تقديمها للحوثيين وغيرهم"، وفق تعبيره. وادعى نتنياهو أن الضربات الحالية المستمرة على إيران "أرجعت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء كثيرا، قائلا "دمرنا المنشأة النووية الرئيسية في نطنز ، ودمرنا مفاعل أصفهان ، ومن دونه لا يمكن الوصول إلى سلاح نووي". وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران، بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store