logo
"البيت الأبيض".. سجن حوثي سري في عبس يمارس فيه التعذيب والاغتصاب

"البيت الأبيض".. سجن حوثي سري في عبس يمارس فيه التعذيب والاغتصاب

اليمن الآن٠٦-٠٥-٢٠٢٥

كشفت مصادر حقوقية وشهادات محلية عن وجود سجن سري تديره مليشيا الحوثي في مدينة عبس بمحافظة حجة، يُعرف محليًا باسم 'البيت الأبيض'، يشهد انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين والمعتقلات، أبرزها التعذيب والاغتصاب.
وبحسب تقرير حديث لنشره 'المصدر أونلاين'، يقع السجن في حي سكني قرب معهد عبس المهني، ويتكوّن من عمارتين تعود ملكيتهما لوكيل محافظة حجة في الحكومة الشرعية، أحمد الجبلي، والذي يسيطر عليهما الحوثيون منذ سنوات، وحولوه إلى مركز اعتقال سري تديره شخصية نافذة في الجماعة تُدعى 'أبوفردوس'، وهو الاسم الحركي لسلمان الهدوي، مشرف الحوثيين في مديرية عبس.
وبحسب شهادات أوردها التقرير، فإن السجن يضم زنازين انفرادية وغرف تحقيق، ويُستخدم لاحتجاز نساء من مناطق مختلفة بتهم غير واضحة، وسط تكتم شديد عن مصير بعضهن. وتفيد المعلومات أن بعض المعتقلات تعرضن للاغتصاب والانتهاك الجنسي من قبل 'أبو فردوس' نفسه أو عناصر موالية له، وسط غياب أي مساءلة قانونية.
وتحدثت إحدى الناجيات، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا عند اعتقالها، عن تعرضها للتحقيق والضرب والاعتداء، قبل أن يتم الإفراج عنها بعد وساطات ومساومات مهينة لعائلتها. فيما أفادت مصادر محلية عن حالات وفاة لمعتقلين نتيجة التعذيب، وحالات إصابة بأمراض نفسية وعصبية داخل السجن.
وتشير المعلومات إلى أن 'أبو فردوس' يدير هذا السجن بشكل مستقل عن أجهزة الأمن التابعة للجماعة، ويرفض تنفيذ أي أوامر بنقله أو محاسبته، مستفيدًا من حماية قيادات نافذة في صعدة، كما يتهم بفرض جبايات قسرية ومصادرة أراضٍ في المديرية.
وفقا للتقرير، اكدت شهادات لعدد من الناجيات، ان التعذيب الذي تمارسه مليشيا الحوثي في السجن يشمل ضربًا مبرحًا بأدوات حادة، وأساليب تعذيب جسدي ونفسي ممنهجة. الناجيات أكدن أنهن تعرضن للضرب بشكل مستمر على أيدي الحراس، إضافة إلى التعذيب بالصدمات الكهربائية والتهديدات المستمرة التي تتضمن التعرض للمزيد من الأذى في حال رفضن التعاون مع المحققين، في نسخة لسجن صندنايا سيئ السمعة في سوريا.
وتشير المعلومات إلى أن بعض المعتقلات تعرضن للاغتصاب بشكل متكرر على يد حراس السجن، بينما كان يتم إهانتهن لفظيًا بشكل مستمر. إحداهن، تعرضت للاعتداء الجنسي في أكثر من مناسبة، وأشارت إلى أن الاغتصاب كان يُستخدم كوسيلة للانتقام والإذلال.
بعض المعتقلات تم تهديدهن بالإبقاء في السجن أو حتى قتلهن إذا لم يخضعن لمطالب الحراس. في العديد من الحالات، تعرضت النساء للاعتداء الجنسي كجزء من عمليات التصفية السياسية أو للضغط على عائلاتهن لدفع فدية أو تقديم اعترافات كاذبة.
وكانت منظمات حقوقية يمنية قد وثّقت سابقًا حالات تعذيب واغتصاب بحق معتقلات في سجون تديرها جماعة الحوثي، ما يعزز المزاعم باستخدام الجماعة للعنف الجنسي كسلاح قمع ممنهج.
ويأتي هذا الكشف في ظل استمرار مطالبات دولية بفتح سجون الحوثيين أمام لجان تحقيق محايدة، والسماح للمنظمات الحقوقية بتوثيق الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال.
بناءً على تقارير حقوقية وشهادات محلية، يُفيد بوجود سجن سري تديره ميليشيا الحوثي في مدينة عبس بمحافظة حجة، يُعرف باسم 'البيت الأبيض'. يُزعم أن هذا السجن، الواقع في حي سكني بالقرب من معهد عبس المهني، يشهد انتهاكات خطيرة بحق المعتقلين، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب، خاصة ضد النساء.
يقع السجن في عمارتين مملوكتين لأحمد الجبلي، وكيل محافظة حجة في الحكومة الشرعية، واللتين سيطر عليهما الحوثيون وحولوهما إلى مركز احتجاز سري. يُدار السجن من قبل شخصية حوثية نافذة تُعرف بـ 'أبو فردوس' (سلمان الهدوي)، وهو مشرف الحوثيين في مديرية عبس.
تشير شهادات نقلها 'المصدر أونلاين' إلى أن السجن يضم زنازين انفرادية وغرف تحقيق، ويُستخدم لاحتجاز نساء من مناطق مختلفة بتهم غير واضحة، مع غموض يكتنف مصير بعضهن. وتفيد المعلومات بتعرض بعض المعتقلات للاغتصاب والاعتداء الجنسي على يد 'أبو فردوس' أو عناصر تابعة له، دون أي مساءلة قانونية.
إحدى الناجيات، التي كانت تبلغ من العمر 14 عامًا عند اعتقالها، ذكرت تعرضها للتحقيق والضرب والاعتداء قبل إطلاق سراحها بوساطات ومساومات مهينة لعائلتها. كما أفادت مصادر محلية بوقوع وفيات بين المعتقلين نتيجة للتعذيب، وحالات إصابة بأمراض نفسية وعصبية داخل السجن.
يُزعم أن 'أبو فردوس' يدير هذا السجن بشكل مستقل عن الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين، ويرفض أوامر نقله أو محاسبته، مستفيدًا من حماية قيادات نافذة في صعدة. كما يُتهم بفرض جبايات قسرية والاستيلاء على أراضٍ في المديرية.
وفقًا للناجيات، يشمل التعذيب في السجن ضربًا مبرحًا بأدوات حادة، وأساليب تعذيب جسدي ونفسي ممنهجة، بما في ذلك الضرب المستمر، والصدمات الكهربائية، والتهديدات بالتعرض للمزيد من الأذى في حال عدم التعاون مع المحققين، في تذكير بسجن صيدنايا السوري سيئ السمعة.
تفيد المعلومات بتعرض بعض المعتقلات للاغتصاب المتكرر والإهانة اللفظية المستمرة على يد حراس السجن، حيث استُخدم الاغتصاب كوسيلة للانتقام والإذلال. كما تم تهديد بعض المعتقلات بالبقاء في السجن أو القتل إذا لم يخضعن لمطالب الحراس، وفي حالات عديدة، تعرضت النساء للاعتداء الجنسي كجزء من عمليات التصفية السياسية أو للضغط على عائلاتهن لدفع فدية أو تقديم اعترافات كاذبة.
سبق لمنظمات حقوقية يمنية أن وثقت حالات تعذيب واغتصاب لمعتقلات في سجون يديرها الحوثيون، مما يعزز الادعاءات باستخدام الجماعة للعنف الجنسي كسلاح قمع ممنهج.
يأتي هذا الكشف في ظل مطالبات دولية مستمرة بفتح سجون الحوثيين أمام لجان تحقيق محايدة والسماح للمنظمات الحقوقية بتوثيق الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة
أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة

المشهد اليمني الأول

timeمنذ يوم واحد

  • المشهد اليمني الأول

أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة

جاء الاعتراف الرسمي الأمريكي بتعرض الولايات المتحدة لهزيمة عسكرية في اليمن ليدق ناقوس العد التنازلي لأفول إمبراطورية عسكرية جعلت من نفسها شرطياً دوليا في المسطحات المائية في الكرة الأرضية. الاعتراف جاء على لسان الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، إذ أشار إلى أن عصر هيمنة الولايات المتحدة على البحر والجو بلا منازع قد انتهت الآن، وأصبحت ضرباً من الماضي وعلى أمريكا وجيشها التكيف مع المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة في العالم. وقد أكد الاعتراف بالهزيمة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، مبيناً أن عمليات بلاده على اليمن لم تحقق أهدافها المعلنة المتمثلة بوقف هجمات صنعاء والقضاء عليها وتدمير ترسانة أسلحتها. هذا الاعتراف بالهزيمة سيترك وراءه أبعاداً دولية كبيرة لعل أبرزها أن أمريكا لم تعد ذلك البعبع المخيف، وأن على الجميع في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التعامل مع هذا الاعتراف برفض الإملاءات الأمريكية ووصايتها على الدول والوقوف أمام الهيمنة الأمريكية بقوة ورفض مشاريعها الاستعمارية التدميرية وأخذ عبر ودروس مما فعلته قوات صنعاء بالقوات الأمريكية، وعلى كل دولة لها خلاف مع أمريكا أن تبني حساباتها وفقاً لذلك. ينظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهزيمة والانتصار في أي معركة عسكرية من منظار تاجر العقارات يحكمه في ذلك الربح والخسارة، وهذه أصبحت سياسة أمريكية الآن خاصة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض…. لكن تناسى ترامب ومسؤولو إدارته أن العلاقات الدولية لا تحكمها مسألة الربح والخسارة بقدر ما تحتكم إلى توازنات سياسية للعلاقات بين الدول تُراعى فيها مصالح كل طرف وتقدم تنازلات في مكان ما للحصول على مكاسب في مكان آخر. لقد شعر الأمريكيون أن متغيرات جديدة دخلت في المواجهات العسكرية أبرزها الطائرات المسيرة الرخيصة وصواريخ كروز المتاحة التي تُحدث أضراراً كبيرة في أهدافها. هذه المتغيرات جعلت من حاملات الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها أهدافا سهلة لتلك المسيرات والصواريخ البالستية وهو أمر لم يكن في حسبان الأمريكيين، فصاروخ باليستي ومسيرتين ثمنهما بضعة آلاف من الدولارات يمكن بهما إغراق حاملة طائرات يفوق ثمنها المليار دولار. إذن قواعد الاشتباك تغيرت وعلى الأمريكان حساب ذلك بدقة، وبعد أن حسبوا ذلك خلصوا إلى القول إنهم لم يعودوا القوة الرئيسية الأولى في العالم وأن تراجعاً كبيراً ومخيفاً قد حصل في الجيش الأمريكي لصالح قوات أخرى على المستوى الدولي. والآن يمكن للدول التي تخضع للهيمنة الأمريكية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا أن تتنفس الصعداء وتحدد خياراتها الوطنية وتخرج من العباءة الأمريكية آخذة في الاعتبار ما فعلته قوات صنعاء بالبحرية الأمريكية.

أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة
أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة الأنباء اليمنية

أمريكا وأبعاد الاعتراف بالهزيمة

صنعاء - سبأ: كتب: المحرر السياسي جاء الاعتراف الرسمي الأمريكي بتعرض الولايات المتحدة لهزيمة عسكرية في اليمن ليدق ناقوس العد التنازلي لأفول إمبراطورية عسكرية جعلت من نفسها شرطياً دوليا في المسطحات المائية في الكرة الأرضية. الاعتراف جاء على لسان الرجل الثاني في الإدارة الأمريكية جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، إذ أشار إلى أن عصر هيمنة الولايات المتحدة على البحر والجو بلا منازع قد انتهت الآن، وأصبحت ضرباً من الماضي وعلى أمريكا وجيشها التكيف مع المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة في العالم. وقد أكد الاعتراف بالهزيمة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، مبيناً أن عمليات بلاده على اليمن لم تحقق أهدافها المعلنة المتمثلة بوقف هجمات صنعاء والقضاء عليها وتدمير ترسانة أسلحتها. هذا الاعتراف بالهزيمة سيترك وراءه أبعاداً دولية كبيرة لعل أبرزها أن أمريكا لم تعد ذلك البعبع المخيف، وأن على الجميع في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، التعامل مع هذا الاعتراف برفض الإملاءات الأمريكية ووصايتها على الدول والوقوف أمام الهيمنة الأمريكية بقوة ورفض مشاريعها الاستعمارية التدميرية وأخذ عبر ودروس مما فعلته قوات صنعاء بالقوات الأمريكية، وعلى كل دولة لها خلاف مع أمريكا أن تبني حساباتها وفقاً لذلك. ينظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهزيمة والانتصار في أي معركة عسكرية من منظار تاجر العقارات يحكمه في ذلك الربح والخسارة، وهذه أصبحت سياسة أمريكية الآن خاصة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.... لكن تناسى ترامب ومسؤولو إدارته أن العلاقات الدولية لا تحكمها مسألة الربح والخسارة بقدر ما تحتكم إلى توازنات سياسية للعلاقات بين الدول تُراعى فيها مصالح كل طرف وتقدم تنازلات في مكان ما للحصول على مكاسب في مكان آخر. لقد شعر الأمريكيون أن متغيرات جديدة دخلت في المواجهات العسكرية أبرزها الطائرات المسيرة الرخيصة وصواريخ كروز المتاحة التي تُحدث أضراراً كبيرة في أهدافها. هذه المتغيرات جعلت من حاملات الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها أهدافا سهلة لتلك المسيرات والصواريخ البالستية وهو أمر لم يكن في حسبان الأمريكيين، فصاروخ باليستي ومسيرتين ثمنهما بضعة آلاف من الدولارات يمكن بهما إغراق حاملة طائرات يفوق ثمنها المليار دولار. إذن قواعد الاشتباك تغيرت وعلى الأمريكان حساب ذلك بدقة، وبعد أن حسبوا ذلك خلصوا إلى القول إنهم لم يعودوا القوة الرئيسية الأولى في العالم وأن تراجعاً كبيراً ومخيفاً قد حصل في الجيش الأمريكي لصالح قوات أخرى على المستوى الدولي . والآن يمكن للدول التي تخضع للهيمنة الأمريكية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا أن تتنفس الصعداء وتحدد خياراتها الوطنية وتخرج من العباءة الأمريكية آخذة في الاعتبار ما فعلته قوات صنعاء بالبحرية الأمريكية.

إلياس رودريغز... نموذج الرجل الحر في زمن العبودية
إلياس رودريغز... نموذج الرجل الحر في زمن العبودية

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 2 أيام

  • المشهد اليمني الأول

إلياس رودريغز... نموذج الرجل الحر في زمن العبودية

عملية المتحف اليهودي في واشنطن، التي نفذها المواطن الأمريكي الحر 'إلياس رودريغز'، ليست حادثة عابرة، بل هي تأسيس لمرحلة جديدة لجيل من الأمريكيين الأحرار الرافضين لعبودية الشعب للوبي الصهيوني القائمة منذ سنوات طويلة، ولا شك أن لغزة وصمودها الدور الأكبر في خلق تلك الصحوة الشعبية داخل الشعب الأمريكي، بنما لا تزال شعوب الأمة العربية في سباتها العميق. وبالنسبة لرودريغز، فهو باحث في التاريخ، ومتخصص في فرع 'التاريخ الشفوي'، وهو منهج تاريخي يستخدم جمع وتوثيق معلومات تاريخية من خلال مقابلات شخصية مع أشخاص شاركوا أو شاهدوا أحداثًا تاريخية. يتعلق الأمر بجمع وتحليل روايات وشهادات من خلال تسجيلات صوتية أو فيديو، مع التركيز على منظورهم الشخصي حول الأحداث، حسب تعريف ويكيبيديا. أي أن الشاب الثلاثيني يعلم تمامًا أهمية العمل البطولي الذي أقدم عليه، ويدرك أن إسقاط الهيمنة اليهودية على قرار الشعب الأميركي يتطلب تضحيات كبيرة، وأولها التضحية بالنفس، كما فعل هو في المتحف اليهودي بواشنطن، ليبدأ مسيرة من النضال ستنتهي – بإذن الله – بوقف الرعاية الأميركية للإرهاب الصهيوني القائم منذ نحو ثمانية عقود. ومن المواقف النضالية المشهورة عنه، مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للعنصرية ضد السود في الولايات المتحدة، إضافة إلى انتمائه لحزب 'الاشتراكية والتحرير'، وهو حزب سياسي مغمور بسبب مناهضته للوبي الصهيوني، ويدعو إلى إنهاء الرأسمالية الجشعة التي أثقلت كاهل المواطنين الأميركيين بالضرائب الباهظة. ومن المعروف أن الرأي العام الأمريكي يشهد، منذ 7 أكتوبر 2023، تنامياً في الوعي الجمعي بمظلومية الشعب الفلسطيني وحجم الإجرام الصهيو-أمريكي على غزة وسائر أبناء فلسطين المحتلة، ومن هنا كانت المظاهرات الطلابية المؤيدة للحق الفلسطيني في استعادة أرضه وحريته، وقد قوبلت بحملات قمع وحشية من قبل الأمن الأمريكي التابع للوبي الصهيوني المهيمن على البيت الأبيض. كما نشطت دعوات سياسية وشعبية إلى وقف دفع الضرائب للحكومة الفدرالية، والتي بدورها تقدّم هذا الدعم للكيان الصهيوني، سواءً ما كان على شكل منح مالية، أو أسلحة محرّمة دولياً لقتل المدنيين بشكل جماعي في قطاع غزة، ومثل هذه الدعوات ترعب الأقلية الحاكمة للدولة الأمريكية، رغم أن ذلك الدعم تسبب في حدوث أكبر عجز في ميزانية الولايات المتحدة وتجاوز الثلاثين تريليون دولار. يشار إلى أن اللوبي الصهيوني يفرض رقابة مشددة على الخطاب السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة. فقد تم إسقاط مرشحين للكونغرس أو طردهم من لجان برلمانية فقط لأنهم انتقدوا جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو طالبوا بوقف الدعم الأمريكي له. من أبرزهم النائبة إلهان عمر، التي واجهت حملات تشويه ممنهجة لمجرد انتقادها تأثير المال الصهيوني على السياسة الأمريكية. كما أن أي محاولة لتشريع قوانين تنصف الشعب الفلسطيني تُواجه على الفور بالتشويه والتعطيل. إعلاميًا، يسيطر اللوبي الصهيوني على كبرى وسائل الإعلام الأمريكية، مما أدى إلى تشويه صورة العرب والمسلمين، وتبرير كل الجرائم الإسرائيلية على أنها 'دفاع عن النفس'، مقابل شيطنة مقاومة الاحتلال ووصفها بـ'الإرهاب'. لقد نشأت أجيال كاملة في الولايات المتحدة وهي تجهل حقيقة القضية الفلسطينية بسبب التعتيم الإعلامي الممنهج. أخلاقيًا وثقافيًا، ساهمت سياسات هذا اللوبي في تعميق الانقسام داخل المجتمع الأمريكي، والتضييق على الحريات الأكاديمية والفكرية، خاصة في الجامعات. فالكثير من الأساتذة والطلاب تعرضوا للفصل أو التهديد بسبب تعبيرهم عن تضامنهم مع فلسطين، كما حدث في جامعة هارفارد وكولومبيا وبيركلي، التي أصبحت ساحة مواجهة بين حرية الرأي وسطوة اللوبي الصهيوني. لهذا، فإن ما فعله إلياس رودريغز ليس مجرد فعل احتجاجي معزول، بل هو تجسيد حقيقي لحالة الرفض الشعبي المتصاعدة ضد هذه الهيمنة غير الأخلاقية، وضد بقاء الولايات المتحدة إلى 'تابع سياسي' لكيان يستنزفها ماليًا، ويشوّه صورتها دوليًا، ويعرّض أبناءها للخطر، ويخنق حرياتهم باسم 'الديمقراطية'. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store