
موعد صلاة عيد الأضحى 2025 في جميع محافظات مصر
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، يتجدد الاستعداد في مختلف أرجاء مصر لاستقبال واحدة من أهم المناسبات الدينية في العالم الإسلامي.
ويحمل موسم عيد الأضحى في مصر بين طياته أجواء من الروحانية والفرح والتقارب الأسري، ويعد مناسبة سنوية للتكافل الاجتماعي.
ويحل يوم عرفة، وهو ذروة مناسك الحج، يوم الخميس 5 يونيو/حزيران، ليكون أول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025.
ويعد عيد الأضحى أحد العيدين الرئيسيين لدى المسلمين، ويُعرف أيضًا بـ"عيد النحر"، حيث يحيي المسلمون ذكرى امتثال نبي الله إبراهيم لأمر الله في رؤياه بذبح ابنه إسماعيل، قبل أن يُفتدى بذبح عظيم.
وتبدأ طقوس العيد بصلاة تُقام في الساحات والميادين والمساجد الجامعة، مع شروق الشمس، ويتبعها تقديم الأضاحي وتوزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين والأقارب.
وفي هذا السياق، نرصد مواعيد إقامة صلاة عيد الأضحى في مختلف محافظات ومدن مصر، وفقًا لما أعلنته الجهات المختصة:
القاهرة: 6:19 صباحًا
الجيزة: 6:19
الإسكندرية: 6:21
بورسعيد: 6:11
السويس: 6:13
العريش: 6:06
الطور: 6:13
سانت كاترين: 6:11
طابا: 6:05
شرم الشيخ: 6:11
دمنهور: 6:19
طنطا: 6:18
المنصورة: 6:16
الزقازيق: 6:16
بنها: 6:18
شبين الكوم: 6:18
كفر الشيخ: 6:17
الفيوم: 6:22
بني سويف: 6:21
المنيا: 6:25
أسيوط: 6:25
سوهاج: 6:25
قنا: 6:21
أسوان: 6:25
أبو سمبل: 6:34
مرسى مطروح: 6:31
الغردقة: 6:15
الخارجة: 6:33
الإسماعيلية: 6:13
دمياط: 6:13
السلوم: 6:39
نويبع: 6:07
حلايب: 6:14
شلاتين: 6:16
وتشهد أيام العيد توافدًا كبيرًا من المواطنين على المساجد منذ الساعات الأولى من الفجر، حيث تُعد صلاة العيد مناسبةً جامعة تعزز من روح التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع.
كما تتنوع مظاهر الاحتفال بين الذبح والزيارات العائلية وتبادل التهاني، لتبقى هذه الأيام نموذجًا فريدًا لمعاني الإيمان والتضحية والبهجة.
aXA6IDQ1LjM4LjEyMC42OCA=
جزيرة ام اند امز
FR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
حارس الجماعة وذاكرتها
حارس الجماعة وذاكرتها هناك أشخاص تقول: لا عمل لهم ولا مشغلة، إلا تذكير الناس ببديهيات يدركونها، وبأشياء قد لا تكون غائبة عن بالهم، مهمتهم في الحياة حراسة الجماعة، وحراسة الذاكرة الجماعية، فالشخص من هؤلاء إذا ما سافر مع مجموعة ينصب نفسه مسؤولاً مباشراً عن ذاكرتهم، ولا تعرف.. هل الخوف على نفسه من النسيان هو السبب؟ أم أنه الحرص الزائد لكي تسير الأمور كما ينبغي، فلا تكون هناك عرقلة، وتعثر، أو خسارة، ومشكلات؟ أولى مهامه هي تذكير جماعته المسافرة معه بجوازات السفر: «لا تنسوا جوازاتكم، أقول لكم: كل واحد جوازه عنده، أو أحسن حطّوهن كلهن عند أحمد، مب نروح المطار، وإلا في نصف الطريق، والله نسيت جوازي، أو«أجّلت»على الحرمة تحطه لي في الشنطة، تراها تصير دوم مع ربعنا، ونتَمّ على أعصابنا، ونرجع مسرعين بسياراتنا نسابق الطريق أو تفوتنا الطيارة». وإذا ما نسي قليلاً جوازات السفر انتقل لحقائب السفر، والتي تصبح مثل أصغر عياله «يحاتيها»، ويخاف عليها من الضياع، ويخاف أن تسير لقبلة أخرى، ولا ندري ما هي قصته مع أفريقيا والأفريقيين، دائماً ما يذكرنا: «إن ضاعت شنطكم، والله ما تلقونها إلا في نيجيريا». ينتقل صاحبنا من هَمّ الجوازات إلى هَمّ الفلوس، وهي تحل في المرتبة الثانية بعد الجوازات في أهمية الضياع، والتيه، والغربلة، والتَلَتّه: «حطّوا فلوسكم في مكان أمين، ولا تشلّون وياكم أكثر من حاجتكم، تشوف مخبأ الواحد منكم وارماً تقول غز سحّ، خزنة الغرفة ما تفيد، ترا اللي يكشبنّ الغرفة خاصة الأفريقيات بيلطمن غوازيكم، خلّوا فلوسكم في صندوق أمانات الفندق أضمن، وآه.. ها تشلّون وياكم أكثر من عشرة الآف يورو، وأنتم سايرين أوروبا، وتخطفون جنكم خبر خير، تراهم بيغرمونكم، وإلا بيصادرونها». ويظل صاحبنا يهيل من نصائحه، وتذكيره: «تذخروا بثياب غلاظ، ولا تلبسون كشمه مقَلَّدَة، تراهم هنا يغرمون، وبياخذون قيمة النظارة الأصلية منك، وبيكسرون المقَلَّدة قدامك، ولا تتميلحون يوم تشوفون حريم الغربتيه، ترا عندهم عطران الشوارب، واللي زنده يمشي عليه التيس، وإلا هذاك أبو وشم، وأنا على الضرابة ما أروم، وأنتم والله أنكم، ولا تنسوا تسألون عن المطعم اللي بنتعشى فيه الليلة، وأكدوا عليه نحن ما نأكل لحم خنزير، والله لو سمعتم رأيي المطعم التركي أبرك لنا، بدلاً من هالصيني اللي ما تعرف شو يزغدون، ويقدمونه لنا». حارس الذاكرة الجماعية دائماً بالمرصاد لكل صغيرة وكبيرة، ولو سافرت معه ثانية فستسمع منه الشريط نفسه، لكن يا ويلّه من الساكتين الناكتين الذين يستمعون لنصائحه بضجر وملل، إن وقع مرة في أيديهم، ونسي هو جوازه أو خاتله نشّال ما زال مبتدئاً، وهَفّ فلوسه.. بصراحة الله يعينه ذاك اليوم منهم، ومن ألسنتهم الحِداد، الشِداد، ومن القَرَاض خلف ظهره الذي يومها سيتصبب عرقاً!


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
أمة تحتار ولا تختار
في مثل هذه الأيام المباركة، العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ويوم عيد الأضحى المبارك، وعلى مدى تسعة أعوام، تعودت أن أحاول رصد أحوال الأمة، خاصةً ونحن نشاهد هذه الجموع الغفيرة من المسلمين تفد من كل بلاد الدنيا إلى الأراضي المقدسة، لأداء مناسك الحج، متجردين من مظاهر الدنيا، مبتهلين إلى المولى جلّ وعلا، أن يغفر ذنوبهم، وييسر أمورهم، ويوحد صفوف الأمة، كي تعود أقوى مما كانت، ثم يرجعون إلى ديارهم، مغفورة ذنوبهم بإذن الله تعالى، ليعيشوا الأحداث نفسها التي كانوا يعيشونها قبل أداء المناسك، ويتكرر المشهد نفسه في الأعوام التالية، وتمضي الأيام، وحال الأمة على ما هو عليه، بل تسوء الأحوال، ولا يعرف أحد كيف سيكون المآل. كان أول هذه المقالات في شهر سبتمبر من عام 2016 م، وكان عنوانه هو: «أمة تنتحر». لم يكن العنوان من عندي، بل كان مأخوذاً من تعبير للشيخ عبد الله بن الشيخ محفوظ بن بيه، أحد كبار علماء الأمة المعاصرين. وقد جاء وصفه هذا، في مجال تشخصيه لحال الأمة، خلال حوار تلفزيوني أجري معه في مثل هذه الأيام المباركة، حيث قال وقتها إن الحال كارثية، وأردف: «إنها أمة تنتحر». ثم توالت المقالات بعد ذلك عاماً بعد عامٍ، تحت عناوين مختلفة، كان منها: «أمة تختنق»، و«أمة تتطلع»، و«أمة تبتهل»، و«أمة تنتظر»... وهلمّ جرّا. تحت هذه العناوين وغيرها، حاولتُ على مدى الأعوام التسعة الماضية، أن أرصد أحوال الأمة، تبعاً لمجريات الأحداث، ووفقاً للقرارات التي تتخذها مراكز القوى فيها، وهي مراكز كثيرة ومتشعبة، لم تعد تقتصر على الحكومات وحدها، فقد أصبح هناك قرارات تتخذها مراكز قوى غير تابعة لحكومات الدول، تبدأ من بعض المرجعيات لدى بعض الطوائف، ولا تنتهي عند بعض الجماعات التي يبدو لنا أنه لا وزن لها، في حين أن بعضها يمكن أن يتخذ قرارات تتسبب في حروب كارثية، نعرف لها بداية، ولا نعرف لها نهاية في كثير من الأحيان. وما بين الإقدام على الانتحار، كما جاء على لسان الشيخ عبد الله بن بيه، والشعور بالاختناق، والتطلع إلى المستقبل، والابتهال إلى الخالق، وانتظار المجهول بتسليم كامل، ما بين هذه الأحوال المتغيرة من حين إلى حين، ومن زمن إلى زمن، تمر الأيام والأعوام، ولا يلوح في الأفق ضوء يقود إلى الخروج من النفق، بل ربما يبدو البقاء في الأنفاق هو القرار الذي تتخذه بعض الجماعات، تاركةً بقية الأمة تواجه مصيرها المحتوم، أمام القوى الغاشمة التي لا قبل لها بحربها ومواجهتها، ولا حتى قدرة البقاء على قيد الحياة، في ظل البطش الذي تمارسه تجاهها. هذه هي الصورة التي تبدو أمامنا اليوم، وهي صورة قاتمة من دون شك، تقف كل محاولات التحسين والتجميل عاجزة أمامها، إذا أردنا الحقيقة، لا المجاملة وخداع النفس والتزييف، كما يحاول البعض أن يفعل. ورغم هذا، فإن اليأس ليس هو الحل، لأن الأمم التي نهضت من كبواتها، هي الأمم التي ألغت كلمة «اليأس» من قاموس حياتها، وواجهت واقعها بشجاعة، وراجعت قراراتها بصراحة، ولم تخجل من الاعتراف بأخطائها، وسعت إلى تصحيحها بصبر وأناة وإرادة. الخيارات أمام الأمة ليست كثيرة، لكن فرص النهوض من الكبوة ليست مستحيلة أيضاً، فرغم الحُفَر العميقة التي أوقعنا فيها المتهورون، ورغم المآسي الكبيرة التي قادونا إليها، إلا أن فرص النجاة ما زالت قائمة، ما دام هناك عقلاء وحكماء على رأس حكومات بعض بلداننا، وقد نجحوا في إنقاذها من السقوط، عندما تهاوت بعض العروش، وأزيلت أنظمة حكمت عقوداً طويلة من الزمن، الأمر الذي يعني أن النجاة ممكنة، عندما نمتلك العقل والحكمة، ونضع مصلحة البلدان والشعوب فوق مصلحة الجماعات والأفراد، ولا ننقاد للأيديولوجيا المدمرة والمصالح الضيقة، التي تنظر إلى مصلحة الجماعة أو الطائفة فقط، وتضعها فوق مصلحة الوطن. وما دامت الخيارات موجودة، وفرص النجاة ممكنة، فالمطلوب منا هو الاستفادة من تجارب المراحل السابقة، والذهاب إلى الخيار الأفضل، الذي يجنب الأمة المزيد من الدماء وخسارة الأرواح والممتلكات والأوطان. لهذا، علينا أن نختار ولا نحتار، لأن الأمم التي تضيّع فرصة اختيار الحل الصحيح في الوقت المناسب، تتعرض للهلاك والفَناء.


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
مِن رَوَائِعِ أَبِي الطَّيِّب (54)
مِن رَوَائِعِ أَبِي الطَّيِّب (54) وَمَا زِلْنَا نَعْرِضُ أَعْجَازَ أَبْيَاتِ شِعْرٍ لِأَبِي الطَّيِّبِ الْمُتَنَبِّي، سَارَتْ أَمْثَالاً، فَقَدْ أَقَرَّ الْمُحِبُّ وَالْمُبْغِضُ بِأَنَّ مِنْ مَزَايَا شِعْرِ أَبِي الطَّيِّبِ، إِرْسَالَ الْمَثَلِ فِي أَنْصَافِ الْأَبْيَاتِ... (147) وَمَـا التَّـأْنِـيْـثُ لاسْـمِ الشَّمْـسِ عَيْـبٌ (148) وَلَا الـتَّــذْكِــيْــــرُ فَــخْــــرٌ لِــلْــهِــلَالِ يُؤكد المتنبي في هذين الشطرين الشعريين، قاعدةً من قواعدِ الحياةِ، وأصلاً من أصول العيش، عندما يُخبر بلغة قاطعة أن الجنسَ البشريَّ بِشِقَّيهِ: الذكرِ والأنثى يتكاملان في هذه الحياة، ويعضد كلُ واحدٍ منهما الآخر، ولا نقيصة في أحدهما مقابل الآخر، والعكس بالعكس. وبذكاء غير مستغرب، يستخدم أبو الطَّيِّبِ للدلالة على صحة مقولته مثلاً لا يترك مجالاً لدى السامع للشَّكِ في صواب أطروحته، في الشطر الأول. يقول: إن الشمس التي تشكل ركناً من أركان الكون، لم يَكُن تأنيثها عيباً في يوم من الأيام، ولم يقل عاقل إن كون اسم الشمس مؤَنَّثاً يستدعي التنقيص من قيمتها، والوقوف موقف الرفض تجاه هذه الشمس، والاعتراض على وظائفها، أو مقاطعتها بأي شكل من الأشكال، وهو أمر فيه من الحمق والجهل ما يمنع مجرد التفكير به. وفي الشطر الثاني، يؤكد الفكرةَ ذاتها مع النصفِ الآخرَ للإنسان، الذكر، معتبراً أن تذكيرَ الهِلال ليسَ فَخْراً له، كما أنَّ التأنيثَ ليس عيباً للشمس! يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا). وتأمل لطف التعبير القرآني في قوله تعالى (ليسكن إليها)، فأكد الله سبحانه أنه خلقنا، ذَكرنَا وأُنثانا، من نفس واحدة، ومن هذه النفس جعلَ منها زوجَها، وعلّل ذلكَ بقولِه: (ليسكن إليها)، والسكن مُشتَّقٌ من السكينة، وهي غايةُ الطمأنينة مصحوبة بالأُنس والإيناس، إذ تكون الزوجةُ سكناً للذكر يسكنُ إليها، والعكسُ بالعكسِ، ومع طمأنينة السكون يكون الاستئناسُ والأنسُ فلا يجفل جنسٌ من الآخر، وفي هذا الأُنس تواصلٌ يضمن البقاءَ والتكاثرَ وتحقيقَ الوظيفةِ الأعظم في هذه الدنيا، وهي صناعة الإنسان، ببناء عائلةٍ متوازنةٍ يخرجُ منها أُناسٌ أسوياءٌ، يعمِّرون الأرض، ويضمنون نشر الفضائل، ويبثونَ مكارمَ الأخلاق، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بُعِثتُ لأُتِممَّ مَكَارِمَ الأَخلاق». إن هذه المهام الجليلة لا يمكن أن تتحققَ إلا على الأساسِ الذي خلق اللهُ الناسَ عليه، بقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). يكرر الله تعالى خطابه للناس ليتدبروا هذه الآيات الربانية العظيمة، بداية من خلقهم من نفس واحدة، ثم جعل منها زوجها وهي الأنثى ليسْكُنَ إليها الذَكَرُ وتسْكُنَ إليه، وهنا يخاطب الجنس البشري (الناس) خطاباً عامَّـاً، ثم يبيِّن فيه أنه خلقهم من ذكرٍ وأنثى، في أبلغ دليل على عدم تفضيل جنسٍ على آخر، وتُختم الآية بالدلالة القطعية على ما سبق، إذ يُعلِن الله تعالى مقياس التفاضل والتميز عنده جل وعلا، بقوله: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). إذاً هذا هو الفخر الحقيقي، ونقصه هو العيب المُعِيب، فالتقوى هي ما يحقق الفخر، لأن زيادة التقوى تجعل الأتقى هو الأكرم عند الله تعالى، كما في الآية السابقة. يقول سبحانه في آية أخرى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وقوله: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فقد جعل سبحانه المودة تتحقق بينكم بالتزاوج والتناسب... إنها (رَحْمَة) رحمكم الله بها، إذ يتلطف بعضكم على بعض ويعطف ويحن ويرحم بعضكم بعضا، (إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وما مضى هو ما يجعلني أقول إن المتنبي تناول موضوع التذكير والتأنيث بذكاء ولطف، عندما قال: وَمَا التَّأنِيثُ لَاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ * ولَا التَّذْكِيرُ فَخْرٌ للهِلَالِ ولا يناسب جمال شعر أبي الطيب، إلا جلال كلام عبدالقاهر الجرجاني، الذي تناول بيتنا بشرح بديع في (أسرار البلاغة)، فقال: «إنه احتجاج عَقْلي صحيح، قولُ المتنبي: وَمَا التأنيثُ لاسم الشمسِ عَيْبٌ * ولا التذكيرُ فخرٌ للهلال فحقّ هذا أن يكون عنوانَ هذا الجنس، وفي صدر صحيفته، وطِرازاً لديباجته، لأنه دفعٌ لنقص، وإبطالٌ له، من حيث يَشْهَدُ العقل للحُجَّة التي نطق بها بالصّحة، وذلك أن الصِّفات الشريفةَ شريفةٌ بأنفُسها، وليس شرفُها من حيث الموصوف، وكيف والأوصاف سبب التفاضُل بين الموصوفات، فكان الموصوفُ شريفاً أو غيرَ شريف من حيث الصفة، ولم تكن الصفة شريفةً أو خسيسةً من حيث الموصوف، وإذا كان الأمر كذلك وجب أن لا يعترض على الصفات الشريفة بشيءٍ إن كان نقصاً، فهو في خارج منها، وفيما لا يرجع إليها أنفُسِها ولا حقيقتها، وذلك الخارج ها هنا هو كون الشخص على صورةٍ دون صورة، وإذا كان كذلك، كان الأمر: مقدارُ ضَرَر التأنيث إذا وُجد في الخلقة على الأوصاف الشريفة، مقدارُه إذا وُجد في الاسم الموضوع للشيء الشريف، لأنه في أَنْ لا تأثير له من طريق العقل في تلك الأوصاف في الحالين على صورة واحدة؛ لأن الفضائل التي بها فُضِّل الرجل على المرأة، لم تكن فضائلَ لأنها قارنت صورة التذكير وخِلْقته، ولا أوجبت ما أوجبت من التعظيم لاقترانها بهذه الخلقة دون تلك، بل إنما أوجبته لأنفُسِها ومن حيث هي، كما أنّ الشيء لم يكن شريفاً أو غيرَ شريفٍ من حيث أُنِّثَ اسمُه أو ذُكِّرَ، بل يثبُتُ الشرفُ وغيرُ الشرف للمسمَّيات من حيث أنفسها وأوصافها، لا من حيث أسمائها، لاستحالة أن يتعدَّى من لفظٍ، هو صوتٌ مسموعٌ، نقصٌ أو فضلٌ إلى ما جُعل علامةً له، فاعرفه».