logo
مسار وطبيعة الأوامر الخارجية.

مسار وطبيعة الأوامر الخارجية.

جهينة نيوز٢٠-٠٢-٢٠٢٥

تاريخ النشر : 2025-02-19 - 11:51 pm
حاتم النعيمات
تحدث جلالة الملك خلال اجتماعه مع المتقاعدين العسكريين بوضوح وصراحة عن الذين يتلقون أوامر من الخارج، وقد استخدم جلالته لفظة "توجيهات' في البداية قبل أن يستبدلها بكلمة "أوامر'، ولهذا الاستبدال دلالات مهمة برأيي.
تلقي الأوامر يعني أن هناك سمة تنظيمية لدى من أرسل هذه الأوامر ولدى من استقبلها، ويعني أيضًا أن هناك مستوى مرتفعًا من "الطاعة' لدى المتلقي الموجود بيننا. فالأصل في العمل السياسي أن يكون خاضعًا للنقاش، وألا يكون على شكل أوامر، ومن المفترض أيضًا أن يكون عملًا محليًا. إذن، نحن نتحدث أولًا عن تنظيم عابر للحدود، وهذا يمكن حصره ومعرفته لأننا بتنا نعلم جيدًا تلك التنظيمات السياسية المرتبطة بالخارج، وثانيًا عن هيكلية تنظيمية لا تشبه هيكلية الأحزاب الطبيعية لدينا.
بمناسبة هذه التصريحات الملكية، دار حديث في إحدى جلسات البرلمان الأردني عن هوية تلك الجهة التي تأتمر بالخارج، وبشكل غريب، انبرت كتلة الإصلاح (كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي - الذراع السياسي لجماعة الإخوان في الأردن) للدفاع عن الجماعة التي تتبع لها، مع أن أحدًا لم يتهمها بشكل صريح أو مباشر. فجاء الرد على لسان رئيس الكتلة في المجلس، مرتكزًا بشكل كلي على تاريخ علاقة الجماعة مع النظام (على حد تعبيره)، واستدعاء التاريخ هنا يعني أن هناك مراجعة كلية لهذه العلاقة من الطرفين ربما.
تاريخ العلاقة الجيدة مع الدولة (ضمن ظروف إقليمية ودولية معروفة) لا يعني أن نتغاضى عن سلوك التنظيم طوال خمسة عشر شهرًا من الحرب على غزة، حيث حاولت خلالها جماعة الإخوان المسلمين اختطاف فكرة التضامن مع غزة وتجييرها كعلامة تجارية مسجلة باسمها. وكانت الشعارات المرفوعة تسيء إلى الموقف الأردني، من خلال الحديث عن أسطورة الجسر البري، وعن الخيانة التي تمثلها معاهدة السلام ووجود السفارة الإسرائيلية في عمّان، على حد زعم التنظيم. بل وصلت الأمور ببعض الأفراد إلى حد تخوين رجال الأمن الأردني ووصفهم بحماة الاحتلال والصهاينة، وقد شاهدنا ذلك بأم أعيننا.
ليس هذا فحسب، فمنذ بداية العدوان على غزة، ظهرت قناة ضخمة على تطبيق تيليغرام تسمى "طوفان الأردن لنصرة غزة'. هذه القناة، التابعة للحماس، شكلت منبرًا للتحريض والتجييش والشحن ضد الدولة الأردنية، واستهدفت الأردن بنمط يتناغم مع تقلبات العلاقة بين الأردن وحماس، حتى وصل الأمر إلى أن بعض الهتافات والشعارات كانت تُرفع مسبقًا على هذه القناة قبل أن نسمعها في الشارع خلال الاعتصامات لاحقًا.
مصدر الأوامر الآخر كان من خلال منصات مثل "ميم' و "إيكاد' وغيرها، وهذه المنصات استهدفت الموقف الأردني بضراوة عبر تقارير ملفقة ومواد مضللة، ومن تابع مسار هذه المواد يستطيع أن يعرف من كان ينتظرها في الداخل ليتلقفها ويعزز انتشارها ويحاول إظهارها كحقائق لا جدال فيها.
هناك قسم كبير من جماعة الإخوان في الأردن يدينون بالولاء الأعمى لحماس (وليس العكس)، ولا نحتاج إلى إثبات هذا الولاء، لأننا رأينا كيف استجابت الجماعة لدعوات بعض قادة حماس لتحريك الشارع الأردني خلال العدوان، حيث تجاوزت حماس من خلال هذه الدعوات جميع الأعراف بمخاطبة شعب من فوق دولته وحكومته. ورغم أن الحكومة الأردنية وبّخت مطلقي هذه الدعوات وحذرت حماس من هذا السلوك، إلا أننا لم نسمع كلمة واحدة من إخوان الأردن ضد هذا التجاوز الذي يسيء إلى الأردن وسيادته.
باختصار، هناك جردة حساب طويلة لسلوك الجماعة عن سلوكها خلال الحرب (على الأقل)، ولا يجب أن ينسى الأردنيون ذلك، لأن تقلبات المنطقة لم تعد تحتمل الحياد والمجاملات واختبارات التحمل. فسوء النية واضح لدى من تلقى ونشر وتداول النسخة المغلوطة من ترجمة تصريحات جلالة الملك خلال لقائه مع ترامب في البيت الأبيض، فلقد تعلمنا منذ بداية "الربيع العربي' كيف نكتشف مصدر الحملات وداعميها من خلال الشخصيات القائمة عليها، وأماكن إقامتهم، وأنماط تفاعلهم، ومن يساندهم في الداخل.
إن إثارة تلك البلبلة بسبب الترجمة الخاطئة لمدة أيام لم يكن أمرًا سهلًا، فهذا النوع من الحملات التشويهية يهدف إلى كسر الثقة بالدولة، وتحويل الرأي العام إلى حالة من العبث والشك في كل شيء. وهذا الأثر قد يبدو غير ضار على المدى القصير، لكنه قد يكون خطيرًا على المدى الطويل والتراكمي.
الأردنيون يكتسبون بشكل متصاعد مناعة ضد سلوك هذه التنظيمات، فردة الفعل الشعبية على كل حملات التشويه كانت جيدة، ولعل ما أزعج هؤلاء ومن وراءهم هو ظهور تلك العلاقة المتينة داخل ثالوث جلالة الملك والجيش والشعب، وأعتقد أن أكثر شيء أقلقهم هو حالة الوعي المتصاعدة في المجتمع الأردني.
تابعو جهينة نيوز على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

Ynet: عيدان ألكسندر كاد أن يقتل بضربة إسرائيلية استهدفت أحد أنفاق غزة
Ynet: عيدان ألكسندر كاد أن يقتل بضربة إسرائيلية استهدفت أحد أنفاق غزة

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

Ynet: عيدان ألكسندر كاد أن يقتل بضربة إسرائيلية استهدفت أحد أنفاق غزة

#سواليف كشف موقع Ynet أن الأسير الإسرائيلي الأمريكي لدى ' #حماس ' #عيدان _الذي أفرج عنه مؤخرا، كاد أن يقتل بضربة إسرائيلية استهدفت أحد #أنفاق_غزة في 14 أبريل الماضي. وقال الموقع في تقرير إنه 'في عملية عسكرية كادت تتحول إلى مأساة، نجا ألكسندر من موت محتم داخل أحد أنفاق حماس غرب #خان_يونس، بعد أن استهدفت غارة جوية إسرائيلية منشأة فوق موقع احتجازه، في مشهد وصفه بأنه 'الأكثر رعبا' خلال 17 شهرا من الأسر'. وحسب الموقع فإنه 'في 14 أبريل، وبينما كانت منشأة حماس تحت الأرض على عمق 30 مترًا تهتز تحت وقع القصف، ترددت صرخات 'يوم القيامة' بين المسلحين، تعبيرا عن اقتراب النهاية. في تلك اللحظات، ظن ألكسندر أنه لن يخرج حيا من تحت الركام'. ألكسندر، الذي أُسر في هجوم السابع من أكتوبر بعد أن قاتل حتى تعطلت بندقيته، قضى 584 يومًا في الأسر، متنقلاً بين مدارس ومساجد وخيام في رفح، قبل أن يُنقل إلى منشأة سرية خصصتها حماس لأسرى 'الكنوز' الاستراتيجية. خلال الغارة، انهارت فتحة النفق وأصيب ألكسندر في كتفه ويديه أثناء محاولته شق طريقه للخروج. وحده تصرف قائد 'حماس' المسؤول عن المنشأة، الذي فعّل أنظمة العزل ومنع تسرب الغازات، أنقذ حياة ألكسندر ومسلحين آخرين. أحد الحراس قتل، فيما غادر عيدان المكان على عربة يجرها حمار، تقودها 'امرأة' تبين لاحقا أنها مقاتل متنكر. مصدر عسكري رفيع صرح بأن العمليات العسكرية في غزة تتم وفق قواعد حذر صارمة، لكن لا ضمانات حقيقية لعدم إصابة أسرى، في ظل الفجوات الاستخبارية. وقال: 'نعم، لم نقصف موقعًا نعرف أن فيه أسير، لكننا نتحرك أحيانًا رغم عدم اليقين الكامل'. وقال الموقع إن حادثة استهداف موقع احتجاز ألكسندر أثارت انتقادات واسعة، خصوصًا في ظل تصريحات رئيس الأركان، إيال زمير، التي قال فيها إن العمليات 'لا تُعرّض حياة الأسرى للخطر'. تصريحات اعتُبرت مجازفة خطيرة، في وقت تشير فيه المعطيات إلى مقتل 41 أسيرًا في غزة منذ بداية الحرب، بعضهم نتيجة قصف إسرائيلي لمواقع لم تُصنف كأماكن احتجاز.

لبنان: البدء بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية منتصف يونيو
لبنان: البدء بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية منتصف يونيو

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

لبنان: البدء بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية منتصف يونيو

كشف مصدر حكومي لبناني لوكالة "فرانس برس" عن اتفاق رسمي بين الحكومة اللبنانية والقيادة الفلسطينية على بدء تنفيذ خطة لسحب السلاح من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اعتباراً من منتصف شهر يونيو المقبل. وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن الاتفاق جاء في إطار زيارة رسمية يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، وشمل تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين لمتابعة تنفيذ الخطة. وبحسب المصدر، فإن المرحلة الأولى من العملية ستنطلق من مخيمات اللاجئين في العاصمة بيروت، على أن تمتد لاحقاً لتشمل باقي المخيمات في مختلف المناطق اللبنانية. وخلال لقاء موسع في قصر بعبدا الرئاسي جمع الوفدين اللبناني والفلسطيني قبل يومين، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "الفلسطينيين في لبنان لن يكون لديهم أي نشاط خارج إطار القانون اللبناني"، مشدداً على أن وجودهم في البلاد هو "مؤقت وضيافة" حتى تحقيق العودة. وفي سياق متصل، كان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان قد وجه تحذيراً مطلع مايو الجاري إلى حركة "حماس"، محذراً من استخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ أي أنشطة تهدد الأمن القومي اللبناني. وقال الأمين العام للمجلس، العميد الركن محمد المصطفى، عقب اجتماع دوري: "نحذر حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمال تمس بالأمن القومي، حيث سيتم اتخاذ أقصى التدابير والإجراءات لوقف أي انتهاك للسيادة اللبنانية".

إسرائيل: إدخال 107 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
إسرائيل: إدخال 107 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

رؤيا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • رؤيا نيوز

إسرائيل: إدخال 107 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

أعلنت إسرائيل، اليوم الجمعة، إدخال 107 شاحنات تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وقالت وزارة الجيش الإسرائيلية، إنه بناء على توصية المستويات المهنية التابعة للجيش وإيعاز المستوى السياسي، تم أمس (الخميس) نقل 107 شاحنات تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأوضحت أن المساعدات تشمل الطحين والمواد الغذائية والمعدات الطبية والأدوية. وأشارت الى أن الشاحنات، التي تنقل المساعدات قد خضعت لتفتيش أمني صارم من قبل أفراد سلطة المعابر البرية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيسعى لتيسير الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم وصول المساعدات إلى حركة حماس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store