
خامنئي يريد حلاً مع واشنطن وفق السيناريو السعودي لا الليبي
كشف مصدر مقرب من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لـ «الجريدة»، أن المرشد أكد أنه مهتم جداً بالتوصل إلى اتفاق شامل يُنهي الخلافات مع الولايات المتحدة قبل وفاته، إلا أنه لا يثق أبداً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويتخوف من أن يواجه النظام الإسلامي مصيراً مشابهاً لنظام العقيد الليبي معمر القذافي في حال وافق على تقديم تنازلات جوهرية، وأنه يفضل نموذج المصالحة مع السعودية، حيث تمكّن البلدان من العمل معاً رغم عدم حل جميع الخلافات.
جاء ذلك، خلال اجتماع غير رسمي عُقد ليل الخميس الماضي، حول المفاوضات الجارية مع واشنطن، شارك فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس السابق حسن روحاني، ووزير الخارجية عباس عراقجي، ووزراء الخارجية السابقون كمال خرازي، وعلي أكبر ولايتي، ومحمد جواد ظريف، وعلي أكبر صالحي، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي السابق علي شمخاني، إضافة إلى قادة سابقين للحرس الثوري مثل محسن رضائي ومحمد علي جعفري ويحيى صفوي، وعدد من الشخصيات الأخرى.
ووفق المصدر، عبّر المجتمعون، وفي مقدمهم بزشكيان، عن حرصهم على حل الخلاف المزمن مع الولايات المتحدة في عهد خامنئي، لأن المرشد المقبل سيكون مشغولاً بتثبيت موقعه وسط مراكز القوى داخل النظام الإيراني، وسيكون أضعف من أن يبدأ عهده باتفاق مع واشنطن، في حين يملك خامنئي المصداقية لأن يُقدِم على مثل هذه الخطوة بأقل قدر من المعارضة والاضطرابات. وأشار إلى أن بزشكيان أكد أن إدارة ترامب تريد حقاً التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، وأن مصلحة البلاد تقتضي حل هذا الخلاف المستمر منذ انتصار الثورة الإسلامية على نظام الشاه قبل 46 عاماً.
وكشف المصدر لـ «الجريدة» أن خامنئي أكد للمجتمعين أنه على المستوى الشخصي يتطلع إلى حل الأزمة مع واشنطن في أسرع وقت، وأنه مدرك وواعٍ لمدى خطورة الأوضاع في البلاد إذا استمر الوضع على ما هو عليه، لكن ثقته بالرئيس الأميركي، بشكل خاص، وبالجانب الأميركي بشكل عام، منعدمة، وهو متخوف من سيناريو شبيه بما حصل في ليبيا، وأن يؤدي أي تنازل تقدمه إيران إلى سقوط النظام الإسلامي الثوري عاجلاً أم آجلاً، كما حدث مع العقيد الليبي معمر القذافي، عندما تنازل عن البرنامجين النووي والكيماوي في عام 2004، وسقط بعد ذلك بسبع سنوات في عام 2011. وأضاف أن المرشد عبّر عن تطلعه إلى التوصل مع واشنطن إلى صيغة مشابهة لتلك التي تم التوصل إليها مع السعودية بوساطة صينية، وأوضح في هذا السياق، أن طهران والرياض رغم أنهما لم يحلا جميع الخلافات بينهما فإن وجود إرادة سياسية بضرورة التعامل مع بعضهما أسفر عملياً عن تطور وتحسن العلاقات بشكل أوسع وأسرع مما كان متوقعاً.
وبرأي خامنئي فإن بعض الشروط التي تضعها واشنطن، خصوصاً حرمان بلاده من «حقها السيادي» بتخصيب اليورانيوم وتقييد برنامجها الصاروخي الدفاعي وقطع علاقاتها مع المجموعات التي تحالفت معها في المنطقة، في إشارة إلى الميليشيات في العراق ولبنان واليمن، هدفه الحقيقي سلب إيران كل دفاعاتها والهجوم عليها مستقبلاً، وبالتالي فإن الأفضل في هذه الحالة أن يقاتل النظام الثوري حتى آخر لحظة، ليكتب التاريخ أنه خسر في الحرب لا بمعاهدة. وفي الختام أوصى خامنئي الوفد الإيراني المفاوض بأن يُفهم الجانب الأميركي أنه إذا كان يريد السلام حقاً فيجب أن يتقبل إيران كما هي ويتعامل معها، وسيلاقي منها التعامل العادل الحسن والمجزي، مضيفاً أن مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني نفسه لم يكن يريد أو يسعى لقطع العلاقات مع واشنطن، وأن هذا موقفه هو أيضاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
عاليه تودّع ابنها الصيدلي رجا شرف الدين: حين حضرت الأم بصورة معلّقة… وبقيت عيناها تودّع من فوق جدار الذاكرة
كتب سمير خداج في القناة الثالثة والعشرون في عاليه، المدينة التي تُشبه صيدلية قديمة تحفظ عافية ناسها، وتخبّئ أسرار عشبة الشفاء في قلب كل زاوية وحيّ، خفَتَ اليوم ضوء من أضوائها الهادئة… ورحل رجا شرف الدين، الصيدلي الذي لم يكن فقط مداوياً لأوجاع الجسد، بل بلسمًا للنفوس ومحبًا للحياة ولأهله وأرضه. رجا، شقيق الوزير السابق عصام شرف الدين، غادر بصمت، لكن وداعه كان صاخبًا بالحبّ والوفاء. في المأتم، امتلأت القاعة برجالات الدولة والمجتمع: سياسيون، رجال دين، ضباط، وجوه اقتصادية واجتماعية من مختلف المشارب، جاؤوا لا ليردوا الجميل فحسب، بل ليؤكدوا أن الرحيل لا يُقاس بضجيجه، بل بأثره. لكن المشهد الذي خرق الصمت وألجم القلوب، لم يكن في الكلمات ولا في الحشود، بل كان في صورةٍ معلّقة على الحائط… صورة امرأة شامخة، بعينين تضيئان على الجدار، وملامح تحفظ نُبلَ الزمن. إنها صورة والدة الراحل، السيدة التي أسّست جمعية الرسالة الاجتماعية في عاليه، التي احتضنت المأتم. لم تكن سيدة عادية، بل كانت ركنًا من أركان العمل الإنساني في المدينة. بنت بيديها المبنى، وغرست في حجره روح الخدمة. وفي قاعة الجمعية، ما زالت صورتها معلّقة على الحائط منذ سنين، تحرس المكان، وتراقب الوجوه التي تدخل إليه، كأنها لم تغب قط. اليوم ، بدت هذه الصورة وكأنها تنظر من فوق الحضور، تودّع ابنها رجا بصمت الأم التي سبقت الزمان، والتي شاءت الأقدار أن يستقبل صرحها جثمان ابنها، وأن تتولى صورتها مهمة الحضور في وداعه. لم تتكلّم، لكنّ عينيها قالتا كل شيء. قالت الوجع، والفخر، والقبول، والرحيل. رجا، الذي عرفه أهل عاليه صيدليًا خلوقًا، ووجهًا دائم الحضور في المدينة، كان صورة مصغّرة عن بيتٍ من بيوت الكرامة والعز والكرم كان رفيق كل مَن عرفه، وجزءًا من روح هذه المدينة. ورجا، لم يكن وحده في هذه الحياة. خلفه يقف أبناؤه: عامر، داليا وسعيد، يحملون اسمه في قلوبهم ويكمّلون طريقه بصمته ونبله. إلى جانبهم، كانت شريكة عمره ورفيقة دربه، الشيخة رجاء شبلي العيسمي، كريمة المفكّر العربي الكبير شبلي العيسمي، التي وقفت بصمت الموجوعين، لا تودّع فقط زوجًا، بل رفيق عمر، وركنًا من بيتها وقلبها. في مأتمه، حضرت عاليه بأكملها: برجالها، ونسائها، وذكرياتها. لكنها وقفت دقيقة صمتٍ أمام تلك الصورة… الصورة التي بقيت هناك، رغم غياب صاحبتها، وكأنها كانت تعلم أن يومًا كهذا سيأتي، وأن الحب لا يموت، وأن الأمومة لا تغيب، حتى بعد الرحيل. وهكذا، في مدينةٍ تُشبه الصيدلية، وتعرف أن لكل وجع دواء… ودّعت عاليه ابنها الصيدلي، أمام صورةٍ كانت وحدها تُشبهه: هادئة، صامتة، ممتلئة بالمحبة… وقادرة على الوداع. رحمك الله يا رجا، وجعل مثواك الجنة. وسلام على روح والدتك… التي انتظرتك بكرامة، ولو بصورة على جدار. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
مشيخة العقل تحذّر من منشورات "مضلّلة" تمسّ جوهر الدين والمجتمع
أصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحّدين الدروز بياناً حذّرت فيه من خطورة الكتب والمنشورات والتسجيلات التي تصدر بين الحين والآخر، وتروّج لمضامين تُضلّل الناس تحت عناوين توهم بنشر الوعي والثقافة، بينما تنطوي على تشويه مقصود وإثارة للفتنة. وجاء في البيان: "قال الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ")، وقال الرسول الكريم: (من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)." وأضافت المشيخة أن بعض هذه الكتب، والتي تُسوَّق إلكترونيًا أو في بلاد الانتشار، تتناول قضايا دينية وتاريخية واجتماعية تمس جوهر الدين والمجتمع والتراث، مشيرة إلى أنها مليئة بالمغالطات والافتراءات، إما بسبب الجهل ونقص المعرفة، أو نتيجة سوء النية. وأكد البيان أن هذه الأعمال "باتت تستوجب موقفًا حاسمًا وصارمًا"، مشددًا على أن مشيخة العقل لا تتبنى أي منشور أو تسجيل ديني أو ثقافي ما لم يكن مقترنًا بموافقة خطية مسبقة منها، وفق ما ينص عليه القانون. وختمت بتحذير المخالفين من عواقب عدم الالتزام بالأنظمة، داعية إلى التوقف عن هذا "النهج المسيء"، تحت طائلة الملاحقة القانونية.


ليبانون ديبايت
منذ 2 ساعات
- ليبانون ديبايت
أبي المنى: لإستكمال تطبيق الطائف بكل بنوده
إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى مع وفد من المجلس المذهبي الدرزي والقضاة والمستشارين في المجلس. وتم البحث في تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية وشؤونا وطنية وروحية. وبعد اللقاء، تحدث الشيخ أبي المنى: "تشرفنا اليوم بزيارة دولة الرئيس مع إخواننا في مجلس إدارة المجلس المذهبي والمستشارين وكان لنا جولة أفق مع دولته في هذا الوضع الدقيق والحساس من تاريخ لبنان والمنطقة". وأضاف، "طبعا الكلام مع دولة الرئيس يزيدنا إطمئنانا بأن الدولة سائرة في الطريق الصحيح وأن الإصلاحات القادمة خطوة خطو، وهو ما أكدناه ولمسناه في القصر الجمهوري وهو ما نؤكده ونلمسه اليوم في عين التينة". وتابع، "كما بحثنا طبعا في أهمية إستكمال تطبيق الطائف بكل بنوده بما يخدم المصلحة الوطنية وأيضا في الوضع القائم في المنطقة والذي يستوجب الوحدة الوطنية وأكدنا موضوع الشراكة الروحية الوطنية، هذا العنوان العريض الذي نطرحه اليوم والذي ستكون الندوة الأولى تحت هذا العنوان غدا مع نخبة من المفكرين وبرعاية وزارة الثقافة لكي نصل في ختام سلسلة ندوات في هذا الموضوع إلى مؤتمر وطني إن شاء الله برعاية فخامة الرئيس هذا ما نطمح إليه وما نسعى إليه". وختم أبي المنى بالقول: "كانت أيضا مناسبة لكي يتعرف دولة الرئيس على نشاط المجلس المذهبي من خلال اللجان ومن خلال النشاطات التي يقوم بها المجلس فيما يخدم المصلحة الوطنية وفيما يؤكد هذه الشراكة الروحية الوطنية التي هي مظلة الإصلاح والإنقاذ والتي لا مفر منها والتي هي الأساس في هذه المسيرة مسيرة العهد الجديد". واستقبل بري الوزير السابق سمير الجسر وعرض معه للمستجدات والأوضاع العامة، كما وزار الرئيس بري وزير الاشغال العامة والنقل السابق الدكتور علي حمية. على صعيد آخر، أبرق الرئيس بري، الى رئيس مجلس الأمة في جمهورية الجزائر الديموقراطية الشعبية السيد عزوز ناصري لمناسبة إنتخابه رئيسا لمجلس الأمة الجزائري وجاء في نص البرقية: "يطيب لي بإسمي الشخصي وبإسم المجلس النيابي أن أتقدم من سيادتكم بخالص التهنئة على الثقة الكبيرة التي منحكم إياها السادة، أعضاء مجلس الأمة بإختيارهم لكم وبالتزكية رئيسا لمجلس الأمة". وأضاف: "إنني،إذ أسأل الله سبحانه وتعالى لكم التوفيق والسداد في مهامكم وللجزائر رئيسا وحكومة ومجلس أمة وشعبا دوام التقدم والإزدهار، إنتهزها مناسبة للتأكيد على اننا نتطلع من خلالكم إلى العمل من أجل تعزيز صيغ التعاون بين مجلسينا على مختلف المستويات وفي المنتديات البرلمانية لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا الشقيقين ومصلحة أمتنا في منعتها وإستقراره".