
إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
العرائش أنفو
اعتبارا لهذا المعطى، فإن مغاربة إيران وجماعة كلنا إسرائيليون هم أيضا وجهان لنفس العملة. لكن، وبكل صدق وأمانة، فإني لا أعرف من جوقة كلنا إسرائيليين إلا الشخص الذي أطلق هذه العبارة أو الشعار مباشرة بعد 7 أكتوبر 2023، وأجهل باقي أعضاء المجموعة، إن كانت هناك مجموعة؛ بينما أعرف جيدا الكثير من أبناء إيران الذين لا هم لهم إلا الدفاع عن أعداء بلادنا (إيران، الجزائر، جنوب إفريقيا…) والتنقيص من نجاحاتها الديبلوماسية المبهرة؛ بما فيها الديبلوماسية الروحية والأمنية والرياضية والفنية والثقافية؛ ويكرسون جهودهم للنيل من ثوابت الأمة ورموز الدولة ومؤسساتها.
وفي غياب معطيات عن مجموعة 'كلنا إسرائيليون'، أشير إلى أن استعمال كلمة 'كل'، في هذا السياق، فيه تهور كبير وتَجَنِّي على الوجدان المغربي لأن كلمة كل تفيد التعميم؛ وهذا خطأ فادح لأنه لا حق لأحد أن يتكلم باسم الشعب المغربي؛ فالوحيد الذي له هذا الحق هو جلالة الملك باعتباره رئيس الدولة وأمير المؤمنين، طبقا للدستور.
وبما أن مغاربة إيران يلتقون مع الإخوان المسلمين في دفاعهم عن النظام الإيراني، ويستعملون الكذب البَوَاح لإخفاء جرائم هذا النظام الدموي، فلا أستبعد أن يستغِلوا عبارة 'كلنا إسرائيليين' ليحشروا فيها كل الذين يدافعون عن المغرب و'تَمَغْرَابِيتْ'. وبما أن مغاربة إيران والإخوان المسلمين يدينون بالولاء ليس للوطن، بل للأجنبي، فإن هؤلاء يحشرون أنفسهم في زمرة الخونة والعملاء. وحتى يدفعوا عنهم تهمة الخيانة، وإن كانت ثابتة، فهم يتهجمون على المحللين المحبين لوطنهم والصادقين في مشاعرهم والمعتزين بانتمائهم ووطنيتهم، فيتهمونهم بالتصهين والخيانة للقضية الفلسطينية؛ وهي تهمة باطلة ولا تدين إلا المروجين لها.
لِنُسلِّم بأن في هذا الوطن الآمن- المستقر دستوريا ومؤسساتيا، المتنوع عرقيا وثقافيا وفكريا، المتعدد سياسيا وحزبيا- نبتت توجهات سياسية وفكرية لا يهمها لا الاستقرار ولا الأمن، بل تجد راحتها في تقويضهما لزرع الفتنة والبلبلة. لنقتصر على 'جماعة كلنا إسرائيليين' و'جماعة مغاربة إيران'. ما يجمع بين الطرفين، هو انتماؤهم لنفس الوطن ولهم نفس الجنسية ونفس بطاقة التعريف؛ لكنهم جميعا لا يحترمون هذا الوطن ويرتكبون خطأ فادحا في حقه. فكلهم، وإن اختلفوا في الرأي والهدف، يسيئون للوجدان المغربي وللأمن الروحي للمغاربة. فمن يدافع عن إسرائيل، فعليه أن يعلم بأنه يدافع عن الإجرام والمجرمين؛ ومن يدافع عن إيران، فهو يدافع عن الروافض المجوس القتلة للسنة وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، مثلهم مثل قتلة الأطفال والنساء والشيوخ في غزة. فكلا النظامين أو الكيانين أيديهما ملطخة بدم الأبرياء. وإذا وقفنا عند أرقام الضحايا، فسوف نجد أن إيران بأذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن والجزائر (مليشيات تندوف)، قد قتلت أضعاف ما قتله النظام الصهيوني المجرم في فلسطين والدول المجاورة. فالقول بكونهما وجهين لعملة واحدة، ليس مجانبا للصواب.
لقد أجرمت إيران في حق الشعب الفلسطيني لما زجت بحماس في أتون حرب غير متكافئة (حركة مقاومة في مواجهة جيش نظامي مدجج بكل أنواع الأسلحة الفتاكة)، ثم توارت إلى الخلف وتركت حماس تواجه مصيرها لوحدها. ألا يحق لنا أن نشك في وجود صفقة، أطرافها إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، هدفها تصفية القضية الفلسطينية؟ وإذا استحضرنا مقولة الدكتور عبد الرحيم منار السليمي (إسرائيل وإيران ضرورتان أمريكيتان)، فإننا نفهم بأن أمريكا لن تتخلى عن أي منهما، مهما احتد الخلاف بينهما.
وإذا تساءلنا: من المستفيد من أحداث 7 أكتوبر 2023؟ فالجواب بديهي: هو الصهيوني المتطرف نتنياهو. لقد كان يحتضر سياسيا وكان مهددا بالمحاكمة والسجن؛ لكن أحداث 7 أكتوبر جعلته يفلت من المتابعة القضائية ويحيا سياسيا؛ مما جعله يصول ويجول قتلا وتقتيلا. لكن محللو قناة الخنزيرة القطرية يبيعون الوهم لمن يريد أن يصدقهم بأن حماس قد انتصرت وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة؛ وهذا مخالف للحقيقة والواقع. فالخوف كل الخوف أن يُلقى بالقضية خارج الحسابات الدولية، فتصبح تضحيات الشعب الفلسطيني وقضيته في مهب الريح. وللذين يراهنون على إيران كمحور مقاومة، نسألهم عن فحوى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأمر من ترامب: هل دافعت إيران على فلسطين أو على الأقل على حليفتها حماس؟ هل طالبت بوقف إطلاق النار في غزة؟ هل تحدثت عن مستقبل القضية؟ بالطبع لا، لأن ما يهم إيران هو مصالحها الخاصة ولا شيء غير ذلك.
خلاصة القول، مغاربة إيران باعوا أنفسهم لنظام مارق لا يرقب في المؤمنين إلاً ولا ذمة. وبهذا، فقد أصبحوا يشكلون خطرا على الأمة المغربية وأمنها واستقرارها؛ خصوصا وأن إيران تسلح أعداء وحدتنا الترابية (الجزائر والبوليساريو). أما قصة 'كلنا إسرائيليون'، فيبدو أنها قد تم النفخ فيها من طرف هؤلاء وأمثالهم من الإخوانيين للركوب عليها من أجل تصفية الحسابات مع كل من يرفع شعار 'الوطن أولا'؛ وهو شعار يستفز عبدة الكوفية بكل أطيافهم (قومجيين، اخوانجية، متآيرين، متياسرين، متأسلمين…) ويخرجهم عن طورهم.
للأسف الشديد، المتاجرة بالقضية الفلسطينية واستعمالها لدغدغة العواطف وتجييش الغوغاء لا يخدم القضية في شيء. وعودة شعارات الستينيات والسبعينيات إلى الواجهة، دليل على الجمود السياسي والانغلاق الفكري لدى عبدة الكوفية. فكل شعارتهم تذكرنا بمقولة الإلقاء بإسرائيل إلى البحر، والتي من نتائجها فقدان الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية وكثير من أراضي الدول العربية المجاورة سنة 1967 وسنة 1973. فلسطين لن تُحرَّر بالشعارات الرنانة ولا بالسِّباب وتخوين العقلاء. وبَوَار المتاجرة بالقضية تؤكده بالملموس الأحداث الجارية بالشرق الأوسط. أما الشعارات المسيئة للمؤسسات الدستورية المغربة، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، فلن تخدم القضية الفلسطينية في شيء، لكنها تفضح ولاء أصحابها لأعداء الأمة المغربية؛ والتاريخ يسجل هذا الانحطاط الأخلاقي الذي سيلقي بهم في مزبلة التاريخ.
وفي الوقت الذي تتقاطر فيه الاعترافات بمغربية الصحراء بالجملة ومن مختلف القارات، ويتحول أعداء قضيتنا الوطنية إلى أقزام يعيشون في عزلة قاتلة، يخرج علينا أحد المعتوهين (لا أجد له وصفا آخر أفضل من هذا) المفلس سياسيا وفكريا وأخلاقيا ليقول بكل سفاهة ووقاحة وصفاقة بأن الديبلوماسية المغربية مفلسة. فهل هناك عبط وعَتَه أكبر من هذا؟ ألا يثبت بعبطه هذا أن الانتصارات الديبلوماسية التي يحققها المغرب تحرق، من جهة، دم النظامين المارقين الإيراني والجزائري؛ ومن جهة أخرى، تحرق دم أبواقهما وعملائهما في المغرب وفي الخارج (جيراندو على سبيل المثال)؟ والخبر في رأس عبد الإله بن إيران.
مكناس في 3 يوليوز 2025
الكاتب محمد إنفي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Babnet
منذ 3 ساعات
- Babnet
النفطي يتحادث هاتفيا مع زير التّعاون الدولي والشراكة بين القطاعين العام والخاص لجمهوريّة الكونغو.
أجرى وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيّين بالخـارج، محمّد علي النفطي، اليـوم الجمعة اتّصالا هاتفيّا مع وزير التّعاون الدولي والشراكة بين القطاعين العام والخاص لجمهوريّة الكونغو، دوني كرستال ساسو نيقيسو. وحسب بلاغ إعلامي للوزارة، تطرّقت المحادثة الهاتفية إلى علاقات الأخوّة العريقة والتّعاون المتينة بين تونس وجمهوريّة الكونغو وسبل تعزيزها في شتّى المجالات مع مزيد التّركيز على التعاون الاقتصادي والتّرفيع في حجم المبادلات التجاريّة بين البلدين، فضلا عن توسيع مجالات التعاون الثنائي لتشمل قطاعات الصناعة والزراعة والصحة والتكوين المهني والتعليم العالي. وفي هذا السّياق، أكّد النفطي للوزير الكونغولي على أهميّة الإعداد الجيّد للاستحقاقات الثنائيّة القادمة، ولا سيّما منها الدورة الثانية للّجنة الكبرى المشتركة التّونسية الكونغوليّة، ممّا من شأنه أن يفتح آفاقا أرحب للتعاون بين البلدين ويسمح بتحيين الإطار القانوني المنظّم للعلاقات بين البلدين. من جانبه، أشاد الوزير الكونغولي بالمستوى المتميّز للعلاقات بين البلدين مؤكّدا حرص بلاده على مزيد دفعها وتطويرها في شتّى المجالات والاستفادة من الخبرات والتجارب التّونسية المشهود بها في القطاعات الرّيادية والمبتكرة على غرار التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسّسات الصغرى والمتوسّطة والبناء والتعمير وتكنولوجيات الاتّصال.


Babnet
منذ 3 ساعات
- Babnet
وزارة الشباب والرياضة: النظر في مشروع تهيئة المركب الرياضي مصطفى بن جنات
اشرف وزير الشباب والرياضة الصادق المورالي اليوم الجمعة على جلسة عمل بمقر الوزارة خصصت للنظر في مشروع تأهيل المركب الرياضي مصطفى بن جنات الذي يتطلب توفير اعتمادات إضافية، حيث تشمل مكونات المشروع إعادة تهيئة حجرات الملابس والمنطقة المختلطة وحجرات ملابس الحكام والإنارة والكراسي وقاعة الاجتماعات. وفي ذات السياق، أشار وزير الشباب والرياضة ، إلى أن التنسيق جارٍ مع وزارة المالية بشأن المشروع وأن تأهيل هذا الملعب العريق هو "مشروع وطني" يهمّ تونس وليس فقط مدينة المنستير، مشددا على ضرورة وضع تصوّر شامل للمشاريع في مرحلة الدراسات، لاسيما الخاصة بتأهيل الملاعب الكبرى، وعدم الاقتصار على الحلول الترقيعية التي تضر بالمنشأة وبسمعة الرياضة التونسية. و في إطار متابعة واقع البنية التحتية للمنشآت الشبابية والرياضية بولاية المنستير والإطلاع على مدى تقدم تنفيذ المشاريع التنموية بالجهة وحلّ الإشكاليات بخصوص المعطلة منها تم النظر خلال الجلسة التي واكبها والي المنستير عيسى موسى في جملة من المشاريع اهمها : -مشروع تهيئة الملعب البلدي بزاوية قنطش بجمّال لحمايته من الفيضانات حيث تم الاتفاق على إنجاز دراسة مائية قبل إستكمال المشروع نظرا لخصوصية الأرضية وارتفاع درجة الملوحة بها، إضافة إلى ضرورة تسوية الوضعية العقارية للأرض. -تهيئة وتعشيب الملعب البلدي بالمصدور بمعتمدية بنبلة الذي لايزال في مرحلة الدراسات التمهيدية المفصّلة وقد تم الاتفاق على إنجاز دراسة مائية على غرار ملعب زاوية قنطش كإجراء تقني ضروري. -تهيئة الملعب البلدي بمنزل حياة بزرمدين حيث تشمل مكونات المشروع تهيئة حجرات الملابس وتهيئة السياج والأرضية، اذ سيتم إعداد ملف طلب العروض متكامل يتضمّن كل مكونات المشروع وتوفير الاعتمادات الإضافية اللاّزمة. -مشروع تهيئة الملعب البلدي بطوزة بقصيبة المديوني حيث تمّ التعهد بتوفير الاعتمادات الإضافية اللازمة بحوالي 130 أ. د من الوزارة والمجلس الجهوي لاستكمال إنجاز المشروع. -تهيئة الملعب البلدي بالوردانين و يشمل المشروع تهيئة السياج الداخلي للملعب وهو في مرحلة الدراسات التمهيدية المفصّلة وسيتم توفير الاعتمادات الإضافية اللازمة لاستكمال المشروع. -مشروع إستكمال بناء قاعة للرياضات الجماعية بالمكنين وهو أحد المشاريع في طور الإنجاز وتم التعهد بتوفير الاعتمادات الإضافية (400 أ.د) من قبل سلطة الإشراف على أن تتكفل البلدية بتوفير القسط الخاص بالمحول. -مواصلة تهيئة المسبح البلدي بالمنستير حيث سيتم توفير اعتمادات إضافية بالتعاون بين الوزارة والبلدية لإصلاح السقف وإعادة تهيئة حجرات الملابس. -مشروع إحداث دار الشباب بنان بقصيبة المديوني اذ تم رصد تعطل إنجاز المشروع بسبب عدم توفر الرصيد العقاري مع الاتفاق على مزيد التحرّي في وضعية العقار المقترح. وقد دعا وزير الشباب والرياضة خلال الجلسة إلى ضرورة برمجة أنشطة رياضية وترفيهية لفائدة شباب المناطق النائية وذات الكثافة السكانية وإعطائهم الأولوية للمشاركة ضمن البرنامج الوطني للنشاط الصيفي والسياحة الشبابية 2025.


Babnet
منذ 3 ساعات
- Babnet
انعقاد الدورة الرابعة من الحوار الأمني ومقاومة الإرهاب بين تونس واليابان في العاصمة طوكيو
انعقدت، أمس الخميس في العاصمة اليابانية طوكيو، الدورة الرابعة من الحوار الأمني ومقاومة الإرهاب بين الجمهورية التونسية واليابان، وذلك في إطار مواصلة التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب، وفق ما ذكرته ليل الجمعة منصة "انفو هيب" التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. ووفق البلاغ ترأس الوفد التونسي في هذا الحوار المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأمن القومي، عبد رؤوف عطاء الله، بحضور سفير تونس بطوكيو ومشاركة ممثلين عن وزارات الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، والداخلية، والعدل، فيما ترأس الجانب الياباني السفير المكلّف بالتعاون الدولي في مجال مقاومة الإرهاب والجريمة المنظمة بوزارة الشؤون الخارجية اليابانية، هيرو مينامي. وتبادل المشاركون في اللقاء "الرؤى حول التهديدات الأمنية الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي" واستعرضوا مستجدات الوضع الأمني في كلا البلدين. كما بحثوا سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التكوين، وتبادل المعلومات والخبرات، ومكافحة الجريمة المنظمة، وتأمين الحدود والمطارات، وحماية الفضاء السيبرني من الجرائم الإلكترونية. و تم التطرق أيضا، إلى إدارة الأزمات وتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة للتحديات الأمنية، واعتماد الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة كرافد أساسي للرفع من نجاعة الأجهزة الأمنية وتطوير أدوات اليقظة والرصد المبكر. وأكد الجانبان التونسي والياباني على أهمية الحوار الأمني الثنائي كآلية دائمة للتنسيق وتبادل الخبرات بين البلدين، وجدّدا التزامهما بمواصلة هذا المسار بشكل منتظم، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية المستجدة. وكانت تونس قد استضافت الدورة الثالثة من هذا الحوار يومي 5 و 6 ديسمبر 2023.