
اليمن لـ "إسرائيل": انتظروا مفاجآتنا
وسط تصعيد غير مسبوق في المنطقة، وجريمة مستمرة تُرتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، برز الموقف اليمني ليؤكد مرة جديدة أن دعم فلسطين ليس شعارًا سياسيًا ولا موقفًا موسميًا، بل هو التزام ثابت لا يتزحزح، وأن أي عدوان إسرائيلي لن يمر من دون رد. ومع كل صاروخ يسقط على غزة، تجهّز صنعاء مفاجأة جديدة للعدو الإسرائيلي، في معادلة واضحة: لا أمن للكيان ما دام الأمان لم يتحقق لأطفال غزة ونسائها.
العدوان الإسرائيلي الأخير على مطار صنعاء الدولي – الذي لم تمضِ عشرة أيام على إعادة ترميمه وتشغيله بعد استهداف سابق – يكشف حجم التخبط الذي يعيشه الكيان المؤقت.
الغارات الإسرائيلية التي استهدفت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية بينما كانت تستعد لنقل الحجاج، ليست فقط انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بل محاولة يائسة لعزل اليمن عن معادلة الإسناد للمقاومة.
لكن الرد لم يتأخر، بل جاء من قلب المطار، حيث ظهر الرئيس مهدي المشاط متحديًا، ومتوعدًا للعدو بـ"صيف ساخن"، ومخاطبًا شركات الطيران العالمية التي لا تزال تتردد في تسيير رحلات إلى مطار الُلد:"خذوا التحذيرات على محمل الجد".
يحاول العدو الإسرائيلي أن يروّج للرأي العام – داخليًا وخارجيًا – أن استهداف البنية التحتية في اليمن نجاح استثنائي، لكن الحقيقة، كما فضحها الإعلام الصهيوني نفسه، أن تل أبيب باتت في موقع دفاعي حرج.
مطار اللد يعيش شللًا جزئيًا منذ أسابيع، وشركات الطيران الكبرى ما زالت ملتزمة بالحظر الذي فرضته صنعاء، وسط تقارير تتحدث عن بيئة "غير آمنة" في المطار، وانعدام القدرة على طمأنة المستثمرين والمشغلين.
بل إن وسائل إعلام العدو كشفت فضيحة مدوية حين أظهرت أن "الرحلات الجوية" التي يتحدث عنها الكيان لا تتجاوز عددًا محدودًا تنفذه شركات طيران صغيرة لا تلبي أدنى حاجات السوق. هذه الفضيحة عززت قناعة المراقبين بأن اليمن يفرض معادلة ردع حقيقية، تختلف عن منطق الاستعراض الإسرائيلي المعتاد.
28 أيار 09:25
18 أيار 06:48
اليمن، في كل مناسبة، يكرر المعادلة التي باتت واضحة لكل الأطراف: لا وقف للعمليات إلا بوقف العدوان على غزة. وهذه المعادلة ليست للاستهلاك الإعلامي، بل تُترجم عملياً في الميدان.
فصواريخ اليمن وطائراته المسيّرة لم تتوقف عن ضرب مواقع حساسة داخل الكيان، أبرزها مطار اللد بعد توقيف ميناء أم الرشراس المسمى "إيلات" فيما بات ميناء حيفا في قائمة الاستهداف. وهنا، تبرز جرأة اليمن في تجاوز الخطوط التقليدية للاشتباك، وفرضه واقعًا جديدًا عنوانه: لا أمان للمعتدي، ولا مجال للسكوت على المذابح وجرائم الإبادة والتجويع في عزة.
وقد أكد السيد عبد الملك الحوثي أنه "مهما كان حجم العدوان، ومهما تكررت الاعتداءات، فإن اليمن لن يتراجع عن موقفه في نصرة غزة" والأبعد من ذلك أنه توعد بتصعيد عمليات الإسناد اليمنية.
رغم الحصار، والعدوان المستمر منذ سنوات، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، يثبت اليمن أنه حاضر في معادلة الأمة المركزية، مستندًا إلى قناعة راسخة بأن لا شيء أغلى من الكرامة والإنسانية. هذا الموقف لا ينبع فقط من الانتماء القومي أو الديني، بل من وجدان شعبي يرى في الدفاع عن فلسطين دفاعًا عن القيم، والحق، والكرامة.
ومع كل صاروخ يسقط على غزة، تتحرك العمليات اليمنية كأنها صدى الألم الفلسطيني. فالأمهات اللواتي يصرخن كمداً في غزة، والأطفال الذين يبكون جوعًا، والبيوت التي تُقصف بلا رحمة، تجد من يرد لها الصدى من جبال اليمن وسواحله.
العدوان على مطار صنعاء، وعلى المنشآت المدنية في صنعاء العاصمة والمحافظة وفي محافظتي الحديدة وعمران، ليس سوى محاولات مكشوفة للهروب من الفشل العسكري في غزة، ومن مأزق سياسي داخلي يتفاقم يومًا بعد آخر.
ستمئة يوم من الحرب المفتوحة، والعدو الإسرائيلي عاجز عن الحسم، فيما الصراعات الداخلية تُضعف بنيته، وصورته "المظلومية" تنهار أمام الشعوب، وتحالفه مع الغرب يتآكل تحت ضغط الفضيحة الأخلاقية.
لذا، فإن التصعيد ضد اليمن يُقرأ من زوايا كثيرة، أهمها أن العدو يبحث عن نصر إعلامي ولو وهمي، يعوّض به الخسارة المعنوية التي مُني بها أمام المقاومة في غزة، وأمام الردع اليمني الذي بات رقمًا صعبًا في معادلة الإقليم.
التهديدات التي أطلقتها صنعاء لا تندرج في خانة الاستعراض السياسي، بل تتكئ على قدرات متراكمة أثبتت جدواها. التحذيرات اليمنية لم تعد تُؤخذ باستخفاف، بل باتت الشركات العالمية تستجيب لها قبل صدورها رسميًا، ومراكز أبحاث الأمن الإسرائيلي تحذر من اتساع بنك الأهداف اليمني.
"لا شيء يكسر اليمن"، هذا ما أثبتته السنوات، وهذا ما تؤكده الأيام. فكل عدوان إسرائيلي يقابَل برد أقوى، وكل محاولة للردع تثمر نتائج معاكسة. واليوم، يدرك كيان العدو أن عمليات اليمن لن تتوقف إلا بتحقق شرط أساسي: وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
ختامًا، اليمن لا يفاوض على المبادئ، في زمن التخاذل العربي والإسلامي، إذ يقف اليمن في خندق العزة، مدافعًا عن قضية الأمة الأولى.
لا تهمه الاعتداءات، ولا تهزمه الأكاذيب والأراجيف والتهويلات الإعلامية، ولا توقفه الغارات. فغزة ليست وحدها، واليمن لا يساوم على موقفه. والرسالة إلى تل أبيب، واضحة ومباشرة: "انتظروا مفاجآتنا، فالقادم أعظم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

LBCI
منذ 30 دقائق
- LBCI
الجيش الإسرائيليّ: قضينا على قائد الجناح العسكريّ لـ"حماس" محمد السنوار
أكّد الجيش الإسرائيليّ أنّه قضى على قائد الجناح العسكريّ لـ"حماس" محمد السنوار، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي. وقال: "في عملية مشتركة للجيش الإسرائيليّ والشاباك في التاريخ الموافق 13 أيار 2025، شنت طائرات حربية غارات في منطقة خان يونس، والتي أسفرت عن تصفية محمد السنوار، قائد الجناح العسكريّ التابع لمنظمة "حماس". وأضاف: "قد أسفرت تلك الغارة كذلك عن تصفية كل من محمد شبانة، قائد لواء رفح في منظمة حماس ومهدي كوارع، قائد كتيبة جنوب خان يونس في المنظمة. وتمت تصفيتهم أثناء تواجدهم في مجمع قيادة وسيطرة تحت الأرض، يقع تحت المستشفى الأوروبيّ في خان يونس". وأوضح أنّ "محمد السنوار كان من أبرز وأقدم قادة الجناح العسكري لحماس، وأدّى دورًا محوريًا في تخطيط وتنفيذ مجزرة الـ 7 من تشرين الأوّل الدموية، حيث شغل حينها وظيفة رئيس ركن العمليات". ولفت إلى أنّه "كان يُعتبر من الشخصيات المؤثرة والمركزية في عملية صنع القرار لدى حركة حماس، ورسم الاستراتيجية والسياسات المتبعة لدى جناحها العسكريّ". وقال: "وبصفته قائدًا للجناح العسكريّ، عمل على دفع عمليات عديدة تُعنى بإعادة بناء وتعزيز قدرات الجناح العسكريّ". وأوضح أنّ "محمد شبانة، فكان من المدبرين والمنفذين لمجزرة الـ 7 من تشرين الأول، وقاد عملية احتجاز العديد من المختطفين في جنوب قطاع غزة. وخلال حرب "السيوف الحديدية". ولفت إلى أنّه "وجّه العديد من المخططات ضد القوات الإسرائيلية العاملة في منطقة جنوب القطاع، وساهم في إطلاق عدد كبير من القذائف الصاروخية من منطقة لواء رفح باتجاه أراضي إسرائيل". كما أوضح أنّ "مهدي كوارع بدأ نشاطه في صفوف حماس كصانع سلاح وعنصر عسكريّ في لواء خان يونس، ثم تولى مسؤولية قوات النخبة التابعة للواء، وأخيرًا تمت ترقيته ليشغل وظيفة قائد كتيبة جنوب خان يونس".


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
بشأن "اليونيفيل" والتجديد لها.. هذا ما أعلنه بري
قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث عبر صحيفة " الشرق الأوسط" إنَّ مسألة طلب التجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل)، تصدّر الإجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية جوزاف عون مؤخراً، مشيراً إلى أن هناك لجنة تشكلت لإعداد نص الرسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي لطلب التجديد من دون أيّ تعديل. وأكد بري أن لبنان، كما أبلغه عون، لا علم له بوجود نيّة لتعديل أي شيء يتعلق بـ"اليونيفيل"، ولم يتبلغ من أي جهة دولية بخفض عدد القوات الدولية، أو إعادة النظر في مهامها، وأضاف: "نحن ننتظر ما ستحمله في جعبتها نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس ، في زيارتها المرتقبة لبيروت، للتأكد من الموقف الأميركي على حقيقته، بعيداً عن الأقاويل، ليكون في وسعنا أن نبني موقفنا على قاعدة تمسكنا بدورها بلا أي تعديل يتعارض، وإصرارنا على انسحاب إسرائيل تمهيداً لتطبيق الـ1701". وأعرب بري عن ارتياحه للأجواء التي سادت اجتماعه بعون، منوهاً بموقف فرنسا من التجديد لـ"يونيفيل"، وقال: "لم نتبلّغ أي موقف أميركي مستجد حيال التمديد لها، في ظل ما يقال عن تعدد الآراء داخل الإدارة الأميركية ، مع أن لبنان يبني موقفه النهائي استناداً إلى القرار الخاص بالتجديد الذي سيصدر عن مجلس الأمن وموقفه من مضامين الرسالة التي بعث بها لبنان إلى الأمم المتحدة". وأكد أنَّ "لبنان نفذ كل ما يترتب عليه من التزامات ومتوجبات حيال اتفاق وقف النار الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا، بخلاف تمرد إسرائيل على تطبيقه"، وتابع: " حزب الله باقٍ على التزامه به، وتعاون مع الجيش اللبناني وسهَّل انتشاره في جنوب الليطاني بمؤازرة اليونيفيل في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، وسلّم ما لديه من سلاح، ولم يعترض على قيام الجيش بتفكيك منشآته العسكرية، وهو لا يزال يلتزم بوقف النار، ويمتنع عن الرد على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية ، حتى إنه لم يُطلق رصاصة واحدة منذ أن التزم لبنان بالاتفاق الذي أخلّت به إسرائيل". وشدّد على دور لجنة الرقابة، ومن خلفها الولايات المتحدة، في إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه لا مبرر للتشكيك في تعاون "حزب الله" مع الجيش، ووقوفه خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي، عبر مطالبتها بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب. كذلك، جدّد بري تأكيده الوقوف إلى جانب "اليونيفيل"، سواء أكانت ظالمة أم مظلومة، متمسكاً أكثر من أي وقت مضى بدورها في دعم الجيش وتمكينه من الانتشار حتى الحدود الدولية. وأشار إلى أن المسؤولية تقع على إسرائيل بسبب استمرار احتلالها للتلال الخمسة، واعتداءاتها المتواصلة، ورفضها إطلاق الأسرى اللبنانيين، بل إنها لم تتوانَ عن استهداف الجيش و"اليونيفيل"، ومنعهما من تعزيز انتشارهما في الجنوب. ورأى بري أن إعادة الإعمار تبقى من أولى الأولويات، ويجب أن تتقدم على كل ما عداها، قائلاً إن إسرائيل هي مَن تعيق تطبيق القرار "1701"، وتصر على الإبقاء على القرى الأمامية تحت النار، لمنع أهلها من العودة إليها. وأشار إلى أن المسؤولية تقع على عاتق "الخماسية" بتهيئتها الأجواء أمام استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي لا يزال عالقاً برفض إسرائيل الالتزام به.


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
قبول إسرائيليّ لمقترح ويتكوف... هذا ما في التفاصيل
على المقلب الاسرائيليّ، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان ابلغ الرهائن المحتجزين في غزة قبول إسرائيل للمقترح الذي قدمه ويتكوف، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل. فماذا في آخر المواقف الاسرائيلية؟