
مَن في الصدارة الأدبية؟
نقل الأديب التشيكي - الفرنسي ميلان كونديرا عن أستاذ جامعي فرنسي قوله، إن التاريخ الثقافي والأدبي في بلاده، فرنسا، يفتقد إلى شخصية مؤسس متميز يتكافأ مع دانتي بالنسبة للإيطاليين وشكسبير بالنسبة للإنجليز. قول أثار دهشة كونديرا، فكيف تغيب عن أذهان الفرنسيين هالة الشخص المؤسس لكاتبهم العظيم فرانسو رابليه، الذي هو في أعين كل روائي عظيم في عصرنا، مؤسس لفن الرواية إلى جانب سرفانتس؟
بدأ رابليه حياته راهباً، ثم درس الطب ومارسه في مدينة ليون، وخلالها كتب روايتين، هما «حياة غارغانتوا» و«بانتاغرويل»، اللتين ستعدان أهم رواياته، ورغم أنه، ولأمرٍ ما، نشرهما باسم مستعار، لكنهما حققتا نجاحاً كبيراً لما زخرتا به من سخرية وعمق، ليصبح واحداً من أهم أدباء العالم، فكيف لفرنسا ألا تضعه في المقام الذي يضع فيه الإسبان سرفانتس، والإيطاليون دانتي، والإنجليز شكسبير؟
ما حمل كونديرا على طرح هذا السؤال، قيام جريدة فرنسية، في نهاية القرن العشرين، باستطلاع رأي ثلاثين شخصية بارزة تنتمي إلى الصفوة المثقفة آنذاك من صحفيين ومؤرخين وعلماء اجتماع ونقّاد وناشرين وعدد قليل من الكتاب، حول أهم عشرة كتب وأكثرها مكانة وشهرة في تاريخ فرنسا، ومن مجموع الشهادات الثلاثين التي قدمها من استُطلعت آراؤهم، قامت الجريدة بجمع قائمة «أفضل مئة عمل أدبي» في فرنسا، فجاءت رواية فيكتور هيجو «البؤساء» في المرتبة الأولى، وهو ما بدا صادماً لكونديرا وربما لغيره من أدباء العالم، الذين لا يعتبرون هذه الرواية مهمة في تاريخ الأدب، ليفاجؤوا بأن ما كانوا يوقّرونه من أدب فرنسي، يختلف تماماً عما يراه الفرنسيون أنفسهم.
حلت مذكرات الجنرال شارل ديغول في المرتبة 11، رغم أنها، من وجهة نظر كونديرا أيضاً، لن تحصل على القيمة والأهمية الأدبية ذاتها من قبل أي رجل دولة أو حتى جندي خارج فرنسا، متقدمة على رابليه الذي جاء في المرتبة 14، فيما حلت «الغريب» لألبير كامو في المرتبة 22، أما الرواية الشهيرة «مدام بوفاري» فأتت في المرتبة 25، وجاءت «الملهاة الإنسانية» لبلزاك في المرتبة 35، وهي الرواية التي لا يمكن بدونها تصور وجود أدب أوروبي، وغاب عن القائمة نهائياً صمويل بيكيت.
هذا بعض ما أتى عليه كونديرا في مقاله الذي حواه كتاب ترجمهُ وأعدّه أمين صالح وصدر عن دار «روايات» بعنوان: «ميلان كونديرا والعالم بوصفه شرَكاً»، وهو ينبهنا إلى أن الانطباعات المكوّنة عن الأعمال الأدبية لا تخضع، بالضرورة، للمعايير النقدية المستقرة، حتى لو كانت هذه الانطباعات آتية من نخب ثقافية مهتمة، وهي ظاهرة لا تخصّ فرنسا وحدها، ولا أوروبا وحدها، بل تشمل الساحات الثقافية في مختلف بلدان العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
المطالبة بالسجن 10 سنوات لسارقي مجوهرات كيم كاردشيان
اعتبر الادعاء العام في قضية سرقة مجوهرات النجمة كيم كاردشيان في باريس، الأربعاء، أن المتهمين في القضية «جميعهم مذنبون»، وطلب السجن عشر سنوات لأربعة رجال يُشتبه في اقتحامهم دارتها الفندقية في أكتوبر 2016. ورغم تأكيد ثمانية من المتهمين العشرة براءتهم، أكدت المدعية العامة آن دومينيك ميرفيل أن «اقتناعاً راسخاً» تكوّن لديها بأن «جميعهم مذنبون»، على ما قالت في مستهلّ مرافعاتها الختامية. ودعت دومينيك ميرفيل القضاة المحترفين في محكمة الجنايات في باريس والمحلّفين غير المتخصصين الناظرين في القضية إلى عدم الوثوق بالمظاهر وبـ«التجاعيد المطَمئنة» لهؤلاء «الرجال والنساء كبار السن». وأضافت «اليوم يُقدّمون إليكم كالأغبياء»، ولكن قبل تسع سنوات، في وقت وقوع السرقة، كانوا «لصوصاً محترفين في الجريمة المنظمة» ولديهم سجلات إجرامية حافلة، و«هم في الواقع خططوا لعملية ونجحوا في تنفيذها». وفي ليلة 2 أكتوبر 2016، كانت نجمة تلفزيون الواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وحيدة في دارتها الفندقية في باريس خلال أسبوع الموضة، عندما اقتحم اللصوص غرفتها ونفذوا «عملية خاطفة». وذكّرت المدعية العامة أنهم «كانوا يضعون أغطية للرأس وقفازات، واحتجزوا وقيّدوا. لم يكن لديهم أي تعاطف مع كيم كاردشيان، أو مع موظف الاستقبال»، وكان «الهدف» الخاتم الشهير المقدر سعره بـ3,5 مليون يورو، والذي تعرضه كاردشيان على مواقع التواصل الاجتماعي كما تفعل في ما يتعلق ببقية تفاصيل حياتها. وشددت دومينيك ميرفيل على أن هذه السرقة «مخططة بعناية»، واللصوص «جاؤوا من أجل الخاتم، وأخذوه، وهم يعرفون بالضبط ما كانوا يفعلونه». ويواجه الرجال الأربعة الذين حددتهم النيابة العامة باعتبارهم «اللصوص» (تم فصل قضية الخامس الذي يعاني مرض الزهايمر) عقوبة السجن لمدة 30 عاماً أو السجن المؤبد للمجرمين الذين يعاودون نشاطهم، لكن النيابة العامة طلبت لهم عقوبة أقل بكثير، إذ اكتفت بطلب السجن عشر سنوات، آخذة في الاعتبار أوضاعهم الصحية وتقدم معظمهم في السن.


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
100 قطعة من مقتنيات نابليون في مزاد
تُقدّم دار سوذبيز للمزادات في 25 يونيو المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس إحدى أشمل مجموعات نابليون الخاصة التي تطُرح في السوق على الإطلاق وهي تضم نحو 100 قطعة مميّزة من كنزٍ عريقٍ جمعه بيير جان شالينسون. ومجموعة شالينسون ولدت من شغفه وتفانيه في جمع المقتنيات التاريخية وبعد بحثٍ دقيق، لذلك تُصنّف من بين أهمّ المجموعات النابليونية التي يملكها أفراد، حيث عُرضت في جميع أنحاء العالم، من أستراليا والصين إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وتُقدّم الأعمال المعروضة مجتمعةً صورةً شاملة وغامرة لنابليون بونابرت - من طفولته في كورسيكا إلى ذروة مجده الإمبراطوري ونفيه أخيراً إلى جزيرة سانت هيلينا وتضمّ المجموعة أثاثاً إمبراطورياً وفضّيات وخزفاً ومنحوتات ولوحاتٍ لأساتذةٍ قدامى وكتباً ورسومات، وتوفّر رموزاً رئيسية للتاريخ الوطني الفرنسي وآثاراً نادرة وشخصية تعكس العالم الداخلي العميق للإمبراطور. ومن أهم المقتنيات التي سيتم طرحها، قبعة نابليون ذات القرنين الأيقونية بسعر تقديري500-800 ألف يورو وظهرت هذه القبعة المميزة وذات الطابع الفرنسي خلال فترة القنصلية (1799-1804)، وسرعان ما أصبحت عنصراً لا يتجزأ من هويته البصرية، كما تعرض كرسي العرش الإمبراطوري الذي يُرجَّح أنه من قصر ستوبينيجي في تورينو بسعر 400 ألف يورو تقريباً، بجانب سرير حملات نابليون المحمول سيجري تقدير السعر عند الطلب، صُنع هذا النوع الخاص من «أسرّة الحملات» القابل للطي ليستخدمه نابليون في ساحة المعركة ويعرض نسر برونزي مذهّب من العصر الإمبراطوري بسعر تقديري: 30-50 ألف يورو. وطاولة التزيّن للإمبراطورة جوزفين بـ200–400 ألف يورو ووسام النسر الكبير لجوقة الشرف بسعر تقديري: 150 – 200 ألف يورو.


صحيفة الخليج
منذ 8 ساعات
- صحيفة الخليج
عرض أزياء لـ«لوي فيتون» في «البابوات الفرنسي»
عرض نيكولا جيسكيير مصمم الأزياء النسائية لدى لوي فيتون مجموعة 2026 المخصصة لموسم الرحلات والعطلات في الساحة الرئيسية لقصر البابوات الشاهق الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى في جنوب فرنسا. وجلس الحضور على مقاعد ممتدة بطول ممشى العرض، وكان في الصف الأول السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون والممثلتين كاترين دونوف وكيت بلانشيت إلى جانب مصمم أزياء الرجال في فيتون فاريل وليامز. وظهرت العارضات بعد غروب الشمس مباشرة مرتديات سترات لامعة بتصميم معدني وأزياء واسعة مزينة بنقوش تشبه اللهب وأحذية مكسوة بزجاج عاكس. وتميزت بعض الإطلالات بتفاصيل مثل الطيات الإضافية أو السلاسل المعدنية التي أضفت لمسة من الحركة والحيوية، في حين كان من بين الإطلالات الأكثر انسيابية تنورة متعددة الطبقات وبلوزة واسعة الأكمام. وأقيم العرض التابع لعلامة الأزياء لوي فيتون التابعة لشركة «إل.في.إم.إتش»، في وقت يشهد فيه قطاع الموضة ركوداً منذ فترة طويلة، ما دفع عدداً من دور الأزياء إلى تعيين مصممين جدد في الآونة الأخيرة. وسيبقى جيسكيير في منصبه الذي تولاه عام 2013 لعدة سنوات أخرى بعد تجديد عقده في أواخر عام 2023.