logo
«الدوحة للكتاب» حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي

«الدوحة للكتاب» حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي

صحيفة الشرق١٣-٠٥-٢٠٢٥

156
في ظل الحراك الثقافي النشط الذي تعيشه دولة قطر، تُطل الدوحة خلال الشهر الجاري، بالدورة الرابعة والثلاثين من معرضها الدولي للكتاب، والذي يُقام هذا العام تحت شعار «من النقش إلى الكتابة»، خلال الفترة من 8 إلى 17 مايو، ليؤكد مجددًا أن العاصمة القطرية ليست فقط مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا، بل هي أيضًا حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي.
هذا الحدث الثقافي البارز يتجاوز حدود كونه مجرد معرض لبيع الكتب، ليُمثل مشروعًا حضاريًا متكاملاً، ومنصة عالمية تجمع المثقفين والمفكرين والناشرين من مختلف أنحاء العالم، في تظاهرة تحتفي بالمعرفة، وتُعزز الحوار بين الثقافات، وتُكرس دور القراءة كقيمة إنسانية وتنموية أساسية.
ويشهد المعرض في دورته الرابعة والثلاثين مشاركة غير مسبوقة، حيث يضم 522 دار نشر من 43 دولة، من بينها ولأول مرة دور نشر من الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يعكس انفتاح المعرض على الثقافات العالمية وتأكيده على البُعد الكوني للمعرفة، هذه المشاركة الواسعة تترجم التزام قطر بدعم صناعة النشر على المستوى الدولي، وحرصها على بناء جسور ثقافية تتخطى الحدود الجغرافية والسياسية.
ومن أبرز ملامح هذه الدورة اختيار دولة فلسطين ضيف شرف للمعرض، في خطوة تحمل دلالات عميقة تتجاوز الجانب الثقافي، لتُعبّر عن موقف سياسي وإنساني ثابت تتبناه قطر في دعم القضية الفلسطينية على مختلف المستويات، وتشارك 11 دار نشر فلسطينية، تقدم خلالها الإنتاج الأدبي والفكري المقاوم، الذي يُجسد صمود الهوية الثقافية في وجه الاحتلال الاسرائيلي، ويُبرز الأدب الفلسطيني كأحد أوجه النضال المشروع.
كل هذا يُجسد اهتمام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بالمعرفة والثقافة دعامة أساسية للنهضة القطرية الحديثة، كما يبرز دعم سمو الأمير في الرؤية الشاملة التي تتبناها الدولة لتكريس الثقافة كقوة ناعمة، من خلال دعم مؤسسات كبرى كمكتبة قطر الوطنية، وتشجيع تنظيم فعاليات دولية تُعلي من شأن الكتاب والكلمة.
وفي إطار دعمها المستمر لصناعة الكتاب، أطلقت وزارة الثقافة «جائزة معرض الدوحة الدولي للكتاب للناشرين والمؤلفين»، والتي تهدف إلى تشجيع الإبداع الأدبي، وتحفيز الكُتّاب والناشرين محليًا ودوليًا، لاسيما في مجال أدب الطفل، هذه المبادرة تُعبر عن رؤية قطر الاستراتيجية لبناء مجتمع قائم على الابتكار والمعرفة، وإدراكها لأهمية الأدب في تشكيل الوعي الإنساني منذ الصغر.
كما يشهد المعرض مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، تشمل ندوات فكرية يشارك فيها نخبة من المفكرين والكُتاب العرب والعالميين، إلى جانب ورش عمل تفاعلية للأطفال واليافعين، ومساحات مخصصة لأدب الطفل، ما يؤكد تركيز المعرض على نشر ثقافة القراءة بين الأجيال الجديدة، وتوفير بيئة محفزة للتفكير والإبداع.
ختامًا. يُعد معرض الدوحة الدولي للكتاب شاهدًا حيًا على التحولات الثقافية التي تقودها قطر بإرادة سياسية وثقافية راسخة، إنه ليس مجرد فعالية موسمية، بل مشروع وطني وإنساني يعكس التزام الدولة ببناء مجتمع معرفي مستدام، منفتح على العالم، ومُخلص لقضاياه العادلة.
ومن خلال ما يقدمه المعرض من فرص للتفاعل الثقافي، ودعمه لحرية التعبير، وتشجيعه للأدب المقاوم، يؤكد أن المعرفة ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية في مواجهة التحديات، وأن الثقافة الحقيقية هي تلك التي تُبنى بالحوار.
مساحة إعلانية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشيخة المياسة: نساهم في بناء منظومة الثقافة والرياضة القطرية من خلال معرض "آرت بازل قطر 2026 "
الشيخة المياسة: نساهم في بناء منظومة الثقافة والرياضة القطرية من خلال معرض "آرت بازل قطر 2026 "

صحيفة الشرق

timeمنذ 7 ساعات

  • صحيفة الشرق

الشيخة المياسة: نساهم في بناء منظومة الثقافة والرياضة القطرية من خلال معرض "آرت بازل قطر 2026 "

محليات 38 أعلن اليوم، عن موعد إطلاق معرض /آرت بازل قطر/ في نسخته الأولى بالدوحة خلال شهر فبراير 2026، موفرا منصة فريدة لعرض أعمال المعارض الرائدة والمواهب الفنية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وخارجها. وبخصوص الدور الذي ستلعبه متاحف قطر في معرض آرت بازل قطر، قالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الشركاء الثلاثة الذين يؤسسون هذا الحدث الجديد هم: آرت بازل، وقطر للاستثمارات الرياضية، وكيو سي+، وهم مجموعة استراتيجية وإبداعية متخصصة في التجارة الثقافية.. مشيرة إلى أن دور متاحف قطر، يتمثل في المساهمة في بناء منظومة الثقافة والرياضة التي أرساها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لتكون ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في البلاد. إذ كان نمو هذه المنظومة وازدهارها هو ما أتاح الآن للشركاء الثلاثة تدشين /آرت بازل قطر/ وتحقيق نجاحه. وأعربت سعادة الشيخة المياسة عن سعادتها بالترحيب بـآرت بازل كشريك مع قطر للاستثمارات الرياضية وكيو سي+. وأن تعاون هذه المؤسسات الثلاث في تنظيم هذا الحدث الجديد يعكس أن إطلاق معرض آرت بازل قطر هو محطة مهمة لبلدنا وللمنطقة بأسرها. وقد تحققت هذه الشراكة بفضل استثمار قطر على مدار 50 عاما في بناء منظومة ثقافية قائمة على الحوار والانفتاح، وإتاحة الفرص، والإيمان بقوة الفن في إحداث التغيير. وحول دعم التبادل الثقافي والحوار العالمي من خلال الفنون وما الذي يمثله آرت بازل قطر للمشهد الإبداعي في المنطقة، وكيف ترى مساهمته في تطوير الهوية الثقافية القطرية، قالت رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إن /آرت بازل قطر/، هو امتداد طبيعي لرؤيتنا في جعل قطر مركزا للإبداع ووجهة ثقافية عالمية. وأعتقد أنه يخلق مساحة تدعم الصناعات الإبداعية في منطقتنا، ويوفر تجارب فنية جديدة وفرصا مميزة لمواهبنا. وعن تأثير هذه الشراكة على الفنانين المحليين الناشئين والأسماء العالمية الراسخة، نوهت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، إلى أن الشركاء يتوقعون أن يوسع آرت بازل قطر دائرة هواة اقتناء الأعمال الفنية، وأصحاب صالات العرض، والفنانين، والقادة الثقافيين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحول العالم. إذ يهدف آرت بازل قطر إلى عدم حصر دوره في تقديم المعرض الفني بحد ذاته، وإنما "دمجه في برامجنا الفنية والتعليمية التي نقدمها على مدار العام للجمهور. وآمل أن يحدث /آرت بازل قطر/ تأثيرا إيجابيا واسعا وممتدا على الفنانين في قطر والمنطقة، وعلى الفنانين العالميين كذلك. وحول أهمية إنشاء منصات تجمع بين التراث المحلي والمنظورات العالمية، وكيف سيعكس آرت بازل قطر هذه الروح، وخاصة في كيفية تفاعله مع جامعي التحف الفنية والقيمين الفنيين والمبدعين في المنطقة، أكدت سعادتها أن وجود المعرض في الدوحة، سيعكس الهوية الثقافية للمنطقة، المتجذرة في التراث، والمتطلعة بطموح نحو المستقبل. من خلال البرامج والحوارات والمعارض، حيث سيسمع المعرض أصوات الفنانين العرب، ويشجع الحوارات بين الثقافات. وسيلعب مقتنو التحف الفنية والقيمون الفنيون في المنطقة دورا حيويا في تشكيل هذا الحوار.

"دار الشرق" تحتفي بمبدعيها في ختام معرض الدوحة للكتاب
"دار الشرق" تحتفي بمبدعيها في ختام معرض الدوحة للكتاب

صحيفة الشرق

timeمنذ 3 أيام

  • صحيفة الشرق

"دار الشرق" تحتفي بمبدعيها في ختام معرض الدوحة للكتاب

ثقافة وفنون 24 شاركت بنحو 700 عنوان ودشنت 25 إصداراً جديداً.. A- معرض الدوحة الدولي للكتاب دار الشرق احتفت دار الشرق أمس بكُتّابها، وذلك في ختام مشاركتها بالنسخة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، وسط حضور وتفاعل لافت من رواد المعرض.وقدمت دار الشرق التهنئة لكُتّابها على جهودهم في رفد الساحة الثقافية بأعمال إبداعية متميزة، وذلك ضمن مشاركاتها في المعرض، بنحو ٧٠٠ عنوان في مختلف المجالات، من بينها ٧٠ إصداراً جديداً، وتدشين ٢٥ كتاباً جديداً في مختلف المجالات. ومن جانبهم، ثمن كُتّاب دار الشرق، جهود الدار في إثراء المشهد الثقافي، لما تصدره من إصدارات متنوعة في مختلف المجالات، ودعمها في ذلك للكتاب، فضلا عن إثراء حركة النشر والتأليف بالمشهد الثقافي المحلي. - منارة ثقافية وزار سعادة السيد عمرو كمال الدين الشربيني، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، جناح دار الشرق، حيث اطلع على إصدارات الدار المختلفة، وعناوينها المشاركة في المعرض٫ وأبرز الكتب الجديدة التي تشارك بها الدار٫ في النسخة المنقضية للمعرض هذا العام. وقال سعادته في تصريح خاص ل الشرق إنه سعيد للغاية لزيارة جناح دار الشرق، حيث اطلع على ما تطرحه الدار من إصدارات ومطبوعات متميزة في العديد من المجالات، ما يجعلها منارة ثقافية وإعلامية متميزة في قطر. وأضاف سعادته أن هذا التميز يكمن فيما تصدره الدار من صحف وكتب في مختلف مجالات المعرفة، فضلاً عن حضورها اللافت عبر المنصات الرقمية المتنوعة، ما يعزز حضورها في الساحة الثقافية والإعلامية في قطر.. وحول رؤية سعادته للنسخة الفائتة من معرض الدوحة الدولي للكتاب. أكد سعادة السفير عمرو الشربيني أن المعرض يشهد تطورا لافتاً نسخة بعد الأخرى، من حيث التنظيم، وارتفاع أعداد مشاركات دور النشر المختلفة، ما يجعله من معارض الكتب المتميزة. وأكد السفير المصري أن اللافت في النسخة المنقضية للمعرض أيضا، تميز إصداراته بمخاطبة الأسرة جميعاً، وليس فئة عمرية بعينها، علاوة ما يتمتع بها من عناوين جديدة، في مختلف حقول المعرفة، علاوة على استفادته من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتوظيفه للتكنولوجيا بشكل متميز، ما يضفي عليه طابعاً خاصاً. وحول رؤيته لمشاركة دور النشر المصرية في النسخة الفائتة للمعرض، وانعكاساتها على العلاقات الثقافية بين البلدين. وصف سعادة السفير المشاركة المصرية في المعرض بأنها مشاركة واسعة، تعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، "وحرصنا على أن تكون المشاركة المصرية في الدورة المنقضية واسعة، بما يعكس تطور العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين". وثمن سعادة السفير المشاركة القطرية المرتقبة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام ٢٠٢٧ حيث تحل دولة قطر ضيف شرف دورته، ما يعكس أن هذه المشاركات المتبادلة بين البلدين جسر للعلاقات الثقافية المشتركة، فضلاً عن تعزيز الثقافة العربية بشكل عام. وقال سعادة السفير إنه اطلع خلال زياته للأجنحة المصرية المشاركة في المعرض، ولمس تميز الكتب المعروضة، كونها تقدم معارف في حقول مختلفة، لعدد كبير ومميز من الكُتّاب المصريين، الأمر الذي يثري بدوره حركة القراءة والنشر والتأليف، ما يساهم في التعريف بهذه الاصدارات، وإيجاد منافذ لها في دول الخليج والدول العربية، فضلاً عما تعكسه من تميز وتطور للثقافة المصرية. واستهل سعادة السفير المصري جولته في المعرض، بزيارة جناح وزارة الثقافة، حيث اطلع على أبرز إصداراتها، في مختلف المجالات، كما اطلع على الأجنحة المختلفة بالمعرض. وشهد جناح دار الشرق توقيع الزميلة هديل صابر، كتابها الجديد"ترويدة"، وذلك ضمن اصدارات المركز القطري للصحافة، ويتضمن الكتاب سلسلة مقالات سياسية تتحدث عن فلسطين وتحديدا منذ ٧ اكتوبر والتطورات الحاصلة على ارض غزة. واستقت الزميلة اسم كتابها الجديد من الترويدة وهي ليست مجرد فلكلور فلسطيني بل هي رسالة مقاومة في زمن القهر وصوت الحرية حين يخرس الكلام. فالترويدة الفلسطينية ظهرت لأول مرة أثناء الاحتلال البريطاني فلم تكن مجرد لحن يتردد بل كانت اداة ذكية حولها الفلسطينيون الى شفرة غامضة لا يستطيع المستعمر فك رموزها لتصبح وسيلة لنقل الرسائل بين المقاومين، وبين الاسرى داخل السجون وأهاليهم خارج القضبان وأشارت ترويدة الزميلة هديل صابر الى تداعيات الحرب التي يشنها الكيان المحتل وألقت بظلالها على فلسطين بأكملها وعلى قطاع غزة خاصة وانعكاساتها على الجوانب الانسانية والاجتماعية وكيف غيرت في المشهد السياسي.وفي مقالاتها بالترويدة بينت الزميلة هديل صابر أن الحرب الجارية الان هي حلقة في سياق استعماري بدأ منذ نكبة 1948 ولم يتوقف يوما. "الترويدة " التي تبناها المركز القطري للصحافة ضمن اصداراته الجديدة تضمنت خمسين مقالا جاءت في 128 صفحة وعلى الغلاف الخارجي حضر حنظلة ايقونة رسام الكاريكاتير ناجي العلي مع سطور تلخص معاناة الشعب الفلسطيني فالترويدة رمز يعبر عن ان الصوت لا يسجن وان القضية لا تموت لهذا لم يكن هناك اسم اصدق لهذا الكتاب، فهو ليس الا امتدادا لصوت فلسطين الذي يحاول المحتل ان يقمعه بشتى الطرق، وصوت غزة، تلك المدينة الشامخة رغم الخراب الذي خلفه المحتل، وستبقى متمسكة بيقينها بأنها رغم كل من يتآمر عليها باقية كما شجر الزيتون.

«الدوحة للكتاب» حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي
«الدوحة للكتاب» حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي

صحيفة الشرق

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • صحيفة الشرق

«الدوحة للكتاب» حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي

156 في ظل الحراك الثقافي النشط الذي تعيشه دولة قطر، تُطل الدوحة خلال الشهر الجاري، بالدورة الرابعة والثلاثين من معرضها الدولي للكتاب، والذي يُقام هذا العام تحت شعار «من النقش إلى الكتابة»، خلال الفترة من 8 إلى 17 مايو، ليؤكد مجددًا أن العاصمة القطرية ليست فقط مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا، بل هي أيضًا حاضنة فكرية وثقافية ذات إشعاع إقليمي ودولي. هذا الحدث الثقافي البارز يتجاوز حدود كونه مجرد معرض لبيع الكتب، ليُمثل مشروعًا حضاريًا متكاملاً، ومنصة عالمية تجمع المثقفين والمفكرين والناشرين من مختلف أنحاء العالم، في تظاهرة تحتفي بالمعرفة، وتُعزز الحوار بين الثقافات، وتُكرس دور القراءة كقيمة إنسانية وتنموية أساسية. ويشهد المعرض في دورته الرابعة والثلاثين مشاركة غير مسبوقة، حيث يضم 522 دار نشر من 43 دولة، من بينها ولأول مرة دور نشر من الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يعكس انفتاح المعرض على الثقافات العالمية وتأكيده على البُعد الكوني للمعرفة، هذه المشاركة الواسعة تترجم التزام قطر بدعم صناعة النشر على المستوى الدولي، وحرصها على بناء جسور ثقافية تتخطى الحدود الجغرافية والسياسية. ومن أبرز ملامح هذه الدورة اختيار دولة فلسطين ضيف شرف للمعرض، في خطوة تحمل دلالات عميقة تتجاوز الجانب الثقافي، لتُعبّر عن موقف سياسي وإنساني ثابت تتبناه قطر في دعم القضية الفلسطينية على مختلف المستويات، وتشارك 11 دار نشر فلسطينية، تقدم خلالها الإنتاج الأدبي والفكري المقاوم، الذي يُجسد صمود الهوية الثقافية في وجه الاحتلال الاسرائيلي، ويُبرز الأدب الفلسطيني كأحد أوجه النضال المشروع. كل هذا يُجسد اهتمام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بالمعرفة والثقافة دعامة أساسية للنهضة القطرية الحديثة، كما يبرز دعم سمو الأمير في الرؤية الشاملة التي تتبناها الدولة لتكريس الثقافة كقوة ناعمة، من خلال دعم مؤسسات كبرى كمكتبة قطر الوطنية، وتشجيع تنظيم فعاليات دولية تُعلي من شأن الكتاب والكلمة. وفي إطار دعمها المستمر لصناعة الكتاب، أطلقت وزارة الثقافة «جائزة معرض الدوحة الدولي للكتاب للناشرين والمؤلفين»، والتي تهدف إلى تشجيع الإبداع الأدبي، وتحفيز الكُتّاب والناشرين محليًا ودوليًا، لاسيما في مجال أدب الطفل، هذه المبادرة تُعبر عن رؤية قطر الاستراتيجية لبناء مجتمع قائم على الابتكار والمعرفة، وإدراكها لأهمية الأدب في تشكيل الوعي الإنساني منذ الصغر. كما يشهد المعرض مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، تشمل ندوات فكرية يشارك فيها نخبة من المفكرين والكُتاب العرب والعالميين، إلى جانب ورش عمل تفاعلية للأطفال واليافعين، ومساحات مخصصة لأدب الطفل، ما يؤكد تركيز المعرض على نشر ثقافة القراءة بين الأجيال الجديدة، وتوفير بيئة محفزة للتفكير والإبداع. ختامًا. يُعد معرض الدوحة الدولي للكتاب شاهدًا حيًا على التحولات الثقافية التي تقودها قطر بإرادة سياسية وثقافية راسخة، إنه ليس مجرد فعالية موسمية، بل مشروع وطني وإنساني يعكس التزام الدولة ببناء مجتمع معرفي مستدام، منفتح على العالم، ومُخلص لقضاياه العادلة. ومن خلال ما يقدمه المعرض من فرص للتفاعل الثقافي، ودعمه لحرية التعبير، وتشجيعه للأدب المقاوم، يؤكد أن المعرفة ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية في مواجهة التحديات، وأن الثقافة الحقيقية هي تلك التي تُبنى بالحوار. مساحة إعلانية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store