logo
ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة

ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة

شفق نيوز٠٣-٠٥-٢٠٢٥

أمضى ألدريتش أميس ما يقارب العقد في بيع معلومات سرية للاتحاد السوفيتي، ساهم في الكشف عن أكثر من 100 عملية استخباراتية ومقتل ما لا يقل عن 10 عملاء غربيين.
في 28 أبريل/ نيسان 1994، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي فبراير/ شباط من نفس العام، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقابلة مع أحد الجواسيس الذين خانهم أميس، ونجا ليحكي قصته.
في عام 1985، بدأ العملاء السوفييت الذين كانوا يتجسسون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالاختفاء بشكل مفاجئ، إذ ألقى جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) القبض على هؤلاء العملاء واحداً تلو الآخر، وأخضعهم للاستجواب، وغالباً ما انتهى بهم الأمر بالإعدام.
كان أوليغ غورديفسكي أحد العملاء المزدوجين البارزين، فقد شغل منصب رئيس فرع جهاز الاستخبارات السوفيتي في لندن، بينما كان يتعاون سراً على مدى سنوات مع جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6). ولكن في أحد الأيام، وجد نفسه في موسكو، تحت تأثير المخدرات، منهكاً بعد خمس ساعات من الاستجواب، ويواجه خطر الإعدام رمياً بالرصاص، لكنه نجا بأعجوبة بعد أن هرّبه جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني من الاتحاد السوفيتي في صندوق سيارة.
بعد ذلك، بدأ غورديفسكي رحلة محاولة الكشف عن هوية الشخص الذي وشى به. وفي مقابلة أجراها مع مراسل بي بي سي، توم مانغولد لبرنامج "نيوزنايت" بتاريخ 28 فبراير/شباط 1994، قال: "طوال تسع سنوات، كنت أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: من هو الرجل الذي سلّمني؟ من هو المصدر الذي خانني؟ ولم أكن أملك أي إجابة".
وبعد المقابلة بشهرين، حصل غورديفسكي على إجابة عندما وقف ضابط المخابرات المركزية ألدريتش أميس في قاعة محكمة أمريكية، واعترف بتسريب معلومات "جميع عملاء المخابرات المركزية السوفييت تقريباً، وغيرهم من الأجهزة الأمريكية والأجنبية المعروفة".
في 28 أبريل/نيسان 1994، اعترف أميس بتسريب هويات أكثر من 30 عميلاً يتجسسون لصالح الغرب، والمسؤولية عن كشف أكثر من 100 عملية سرية، وقد عرفه جهاز الاستخبارات السوفيتي (كي جي بي) بالاسم الرمزي "كولوكول"، أي "الجرس".
وأسفرت خيانته عن إعدام ما لا يقل عن عشرة عملاء تابعين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، من بينهم الجنرال دميتري بولياكوف، أحد كبار قادة استخبارات الجيش السوفيتي، الذي قدّم معلومات حيوية للغرب على مدى أكثر من عقدين.
وقد أُدين أميس بوصفه أخطر جاسوس للكي جي بي في تاريخ الولايات المتحدة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط عنه.
كما تسبّب كشفه عن هوية الجاسوس البريطاني كيم فيلبي، بصفته عميلاً للسوفييت في ستينيات القرن العشرين، بزلزال داخل المؤسسة البريطانية، وقال مانغولد في عام 1994: "جاء الدور على واشنطن لتُصدم هي الأخرى من حجم الضرر الذي تسبب به عميلها ألدريتش أميس".
كان المنصب الذي شغله أميس كرئيس لقسم مكافحة التجسس السوفيتي في وكالة المخابرات المركزية هو الذي مكّنه من إحداث هذا الكم الكبير من الأضرار، فقد أتاح له هذا المنصب الوصول شبه الكامل إلى معلومات سرية تتعلق بالعمليات الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي، والأهم من ذلك، كشف هويات العملاء الميدانيين.
كما أتاح له المنصب حضور جلسات استجواب بالتنسيق مع وكالات استخبارات غربية أخرى، وخلال إحدى تلك الجلسات، التقى بأهم عميل مزدوج لبريطانيا: أوليغ غورديفسكي، العقيد في جهاز الـ(كي جي بي) الذي كان يمدّ جهازي (إم أي 6) و (إم أي 5) بمعلومات حساسة.
وعلّق مانغولد على هذه المفارقة قائلاً إن تلك الاجتماعات أوجدت وضعاً غريباً، حيث "كان جاسوس تابع للكي جي بي يصغي إلى تقارير من أحد أبرز منشقّي الجهاز نفسه".
قال غورديفسكي: "كان الأمريكيون دقيقين للغاية وماهرين جداً في جلسات الاستجواب، كنت متحمساً وأعجبت بهم. كنت أرغب في مشاركة معرفتي معهم، لكنني أدركت الآن أن أميس كان جالساً هناك، وهذا يعني أنه سلّم كل شيء، كل الإجابات الجديدة المتعلقة بمعلوماتي، إلى الـ(كي جي بي)".
الكحول والطلاق
انغمس أميس في عالم التجسس منذ سن مبكرة، إذ كان والده محللاً استخباراتياً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد ساعد ابنه في الحصول على وظيفة هناك بعد تركه للجامعة. لكن قرار أميس اللاحق بخيانة جهاز المخابرات لم يكن مدفوعاً بمخاوفه الأيديولوجية بقدر ما كان مدفوعاً بحاجته إلى المال.
في البداية، أظهر أميس موهبة واعدة في مجال مكافحة التجسس، وأُُرسل برفقة زوجته نانسي سيجيبارث، التي كانت أيضاً عميلة في وكالة المخابرات المركزية، إلى تركيا في أواخر الستينيات، حيث تم تكليفه بتجنيد عملاء أجانب.
ولكن بحلول عام 1972، تم استدعاؤه للعودة إلى مقر وكالة المخابرات المركزية بعدما شعروا أنه غير مؤهل للعمل الميداني، وعند عودته إلى الولايات المتحدة، بدأ دراسة اللغة الروسية وتم تكليفه بتخطيط عمليات ميدانية ضد المسؤولين السوفييت.
أثرت معاناة والده مع الكحول على مسيرة أميس المهنية في وكالة المخابرات المركزية، وبالمثل، بدأ إدمان أميس أيضاً على الكحول يعيق تقدمه الوظيفي.
في عام 1972، ضبطه عميل آخر وهو في حالة سُكر وفي وضع مخلّ مع موظفة في الوكالة، وزاد إهمال أميس في عمله من حدة هذه المشكلة، إذ ترك حقيبة مليئة بمعلومات سرية في مترو الأنفاق عام 1976.
في محاولة لاستعادة مساره المهني، قبل أميس مهمة خارجية ثانية في مدينة مكسيكو عام 1981، بينما بقيت زوجته في نيويورك. ومع ذلك، لم يستطع تمييز ضابط في وكالة المخابرات المركزية بسبب إفراطه المستمر في شرب الكحول.
في نفس العام، تورط في حادث سير في مدينة مكسيكو وكان في حالة سُكر شديدة لدرجة أنه لم يتمكن من الإجابة على أسئلة الشرطة أو حتى التعرف على ضابط السفارة الأمريكية الذي أُرسل لمساعدته.
وبعد جدال حاد مع مسؤول كوبي في حفل استقبال دبلوماسي بالسفارة - وكان حينها ثملاً أيضاً - أوصى رئيسه بأن تُجري وكالة المخابرات المركزية تقييماً لإدمانه على الكحول عند عودته إلى الولايات المتحدة.
استمر أميس في علاقاته خارج إطار الزواج، وكانت إحداها بمثابة نقطة تحول مفصلية في حياته، ففي أواخر عام 1982، دخل في علاقة مع الملحقة الثقافية الكولومبية ماريا ديل روزاريو، التي كانت قد جُنّدت للعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية.
ومع تطور العلاقة بينهما بشكل جدي، قرر أميس إنهاء زواجه الأول، ليتزوج من روزاريو ويصحبها معه إلى الولايات المتحدة.
وضمن أدائه المتواضع في وكالة المخابرات المركزية، واصل أميس سلسلة إخفاقاته، لكن عند عودته إلى مقر الوكالة في عام 1983، تم تعيينه رئيساً لفرع مكافحة التجسس المعني بالعمليات السوفيتية، وهو منصب منحه صلاحية واسعة للاطلاع على معلومات حساسة تتعلق بأنشطة الوكالة السرية.
كجزء من تسوية طلاقه من نانسي، وافق أميس على تحمّل الديون المشتركة بينهما وقبل بدفع نفقة شهرية منتظمة. لكن وضعه المالي ازداد سوءاً بسبب أسلوب حياة زوجته الجديدة، روزاريو، التي عُرفت ببذخها وشغفها بالتسوق، إلى جانب مكالماتها الدولية المتكررة لعائلتها في كولومبيا.
وفي وقت لاحق، قال أميس للسيناتور دينيس ديكونسيني من أريزونا، أن ديونه كانت الدافع وراء تفكيره في بيع الأسرار التي كان مطّلعاً عليها، وأضاف: "كنت أشعر بضغط مالي هائل، وأدركت لاحقاً أنني ربما بالغت في رد فعلي تجاهه".
خيانة وطنه
وقال ليزلي جي وايزر، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان جزءاً من فريق التحقيق الذي أدى لاعتقال أميس، لبرنامج "تاريخ الشهود" على (بي بي سي) في عام 2015، إن "الدافع كان المال، ولا أظن أنه حاول يوماً إقناع أحد بأن هناك دافعاً آخر وراء ما فعله".
ففي 16 أبريل/نيسان 1985، وبعد أن احتسى بعض المشروبات ليكتسب الجرأة، توجه أميس مباشرة إلى السفارة الروسية في واشنطن. وعندما دخل، سلم موظفة الاستقبال مغلفاً يحتوي على أسماء عدد من العملاء المزدوجين، بالإضافة إلى وثائق تثبت هويته كعميل سري في وكالة المخابرات المركزية، ورسالة تطلب 50 ألف دولار.
وفي تقرير لمجلس الشيوخ، ذكر أميس أنه اعتقد في البداية أن هذه ستكون صفقة لمرة واحدة لحل مشكلاته المالية، لكنه سرعان ما أدرك أن "الأوان قد فات، ولن يستطيع التراجع".
على مدار تسع سنوات، تلقى أميس أموالاً مقابل تسريب كميات هائلة من المعلومات السرية للغاية إلى المخابرات السوفيتية (الكي جي بي).
كان يوفر وثائق سرية تتعلق بكل شيء، من أجهزة التنصت المتصلة بالمنشآت الفضائية في موسكو إلى أحدث التقنيات التي يمكنها عد الرؤوس النووية للصواريخ السوفيتية، ثم يلفها في أكياس بلاستيكية ويأخذها ببساطة خارج وكالة المخابرات المركزية.
وبما أن دوره كان يشمل اجتماعات رسمية مع دبلوماسيين روس، كان يتمكن غالباً من لقاء مسؤوليه وجهاً لوجه دون أن يثير أي شكوك، كما كان يترك حزماً من الوثائق السرية في مواقع سرية تم تجهيزها مسبقاً وتُسمى "المستودعات الميتة".
قال وايزر: "عندما كان ينوي تسليم الوثائق، كان يضع علامة بالطباشير على صندوق بريد، لتكون إشارة للروس بأن المستودع قد تم تحميله بالمعلومات." وتابع: "وبعد أن يستلم الروس الوثائق، كانوا يزيلون تلك العلامة، وهي إشارة لأميس بأن العملية أُنجزت بنجاح وبشكل آمن."
بفضل تسريبات أميس لمعلومات استخباراتية شديدة الحساسية، تمكّنت الكي جي بي من كشف هوية معظم جواسيس وكالة المخابرات المركزية داخل الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى انهيار العمليات السرية الأمريكية هناك.
وقال وايزر: "لا أعرف أي جاسوس أو عميل سري آخر في تاريخ الولايات المتحدة تسبب في هذا الكمّ من الخسائر البشرية." وقد أثار الاختفاء المفاجئ لعدد كبير من عملاء الوكالة الشكوك، مما أدى إلى إطلاق تحقيق داخلي عام 1986 بحثاً عن الخائن داخل الوكالة، لكن أميس ظلّ متوارياً قرابة عقد كامل.
وقد تحصّل أميس على مقابل سخيّ نظير خيانته، حيث تلقى ما مجموعه حوالي 2.5 مليون دولار من الاتحاد السوفيتي.
لكنه لم يُخف ثروته الجديدة، فرغم أن راتبه السنوي لم يكن يتجاوز 70 ألف دولار، اشترى منزلاً بقيمة 540 ألف دولار نقداً، وأنفق عشرات الآلاف على صيانته، واقتنى سيارة جاكوار.
وقد أثار نمط حياته المترف وإنفاقه المفرط الشكوك حوله، ما وضعه تحت المراقبة وأدى في النهاية إلى اعتقاله على يد فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة وايزر عام 1994.
وحتى يومنا هذا، لم يُظهر أميس أي ندم على أفعاله أو على الأشخاص الذين تسبب في مقتلهم، وعلّق وايزر على ذلك قائلاً: "كان يتمتع بثقة كبيرة في نفسه. هو يتأسف لإلقاء القبض عليه، لكنه لا يشعر بالندم لكونه جاسوساً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات
واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

شفق نيوز

timeمنذ 16 ساعات

  • شفق نيوز

واشنطن تتهم الحكومة السودانية بـ "استخدام أسلحة كيميائية" وتفرض عليها عقوبات

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على السودان بعد ثبوت استخدام حكومته أسلحة كيميائية العام الماضي في الحرب الأهلية المستمرة ضد قوات الدعم السريع. وسيتم تقييد الصادرات الأمريكية إلى البلاد ووضع حدود للاقتراض المالي اعتباراً من السادس من يونيو/حزيران القادم، بحسب بيان للمتحدثة باسم الوزارة تامي بروس. وسبق أن اتُهمت القوات المسلحة السودانية وجماعة الدعم السريع بارتكاب "جرائم حرب" أثناء الصراع. تواصلت بي بي سي مع السلطات السودانية للتعليق على الإجراءات الأمريكية الأخيرة، وأفاد المسؤولون السودانيون أنهم لم يصدروا بياناً رسمياً حتى الآن. وقُتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الصراع الذي بدأ قبل عامين عندما بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعاً شرساً على السلطة. وفي الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السوداني العاصمة الخرطوم، لكن القتال لا يزال مستمراً في أماكن أخرى. ولم يتم تقديم أي تفاصيل بشأن الأسلحة الكيميائية التي قالت الولايات المتحدة إنها عثرت عليها، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في يناير/كانون الثاني أن السودان استخدم غاز الكلور في مناسبتين، وهو ما يسبب مجموعة من التأثيرات المؤلمة والمدمرة، وقد يكون قاتلاً. "تدعو الولايات المتحدة حكومة السودان إلى وقف كل استخدامات الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية"، بحسب البيان، في إشارة إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي التزمت الدول الموقعة عليها بتدمير مخزوناتها من الأسلحة. ووافقت جميع دول العالم تقريباً - بما فيها السودان - على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، باستثناء مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان، وفقاً لجمعية الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة. وأضافت الجمعية أن "إسرائيل وقعت على الاتفاقية لكنها لم تُصادق عليها"، ما يعني أنها لم تُؤكد قانونياً مشاركتها فيها. وأضافت بروس أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بشكل كامل بمحاسبة المسؤولين عن المساهمة في انتشار الأسلحة الكيميائية". Reuters هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على السودان. ففي يناير/كانون الثاني، فرضت عقوبات على قادة من طرفي الصراع. اتهمت الولايات المتحدة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بـ"زعزعة استقرار السودان وتقويض هدف التحول الديمقراطي" ، وهو ما أدانته وزارة الخارجية السودانية ووصفته بأنه "غريب ومقلق". وعلى صعيد متصل أيضاً، اتهم وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، بارتكاب "إبادة جماعية" في البلاد. ويتنافس طرفا الصراع على السلطة منذ العامين الماضيين، ما أدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص وترك 25 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية. وبحسب وكالة فرانس برس، فإن العقوبات الجديدة لن يكون لها تأثير يذكر على البلاد نتيجة هذه الإجراءات السابقة. أثارت هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة توترات بشأن تورط الإمارات العربية المتحدة في الصراع. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والسودان قد ظلت قائمة حتى وقت سابق من هذا الشهر، عندما اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهو ما تنفيه الإمارات. وبعد الاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإمارات الأسبوع الماضي، سعى الديمقراطيون في الكونغرس إلى منع بيع الأسلحة من الولايات المتحدة إلى الإمارات، جزئياً بسبب تورطها المزعوم في الصراع. وقال مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة رويترز للأنباء إن الولايات المتحدة فرضت العقوبات الجديدة على السودان "لصرف الانتباه عن الحملة الأخيرة في الكونغرس ضد الإمارات". وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفضت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة مسعى السودان لمقاضاة الإمارات العربية المتحدة بتهمة "الإبادة الجماعية".

كوستاريكا.. اعتقال "قطة" بتهمة تهريب المخدرات (فيديو)
كوستاريكا.. اعتقال "قطة" بتهمة تهريب المخدرات (فيديو)

شفق نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • شفق نيوز

كوستاريكا.. اعتقال "قطة" بتهمة تهريب المخدرات (فيديو)

شفق نيوز/ أعلنت وزارة العدل في كوستاريكا (دولة في أمريكا الوسطى)، القبض على قطة أثناء محاولتها تهريب المخدرات إلى داخل سجن. وذكرت الوزارة في منشور على "فيسبوك"، أن "الحراس في سجن بوكوسي ألقوا القبض على قطة تسلقت سياج السجن وهي تحمل نحو 236 غراماً من الماريجوانا ونحو 68 غراماً من الهيروين وأوراقا تستخدم في تغليف المخدرات مربوطة على ظهرها". وبحسب مقطع فيديو نشرته وزارة العدل، تمكن حراس السجن من القبض على القطة أثناء تسلقها سياجاً من الأسلاك الشائكة. وأفادت الوزارة في بيان بأن "ضابطاً متمركزاً في أحد الحصون رصد الحيوان في المنطقة الخضراء وأثار الإنذار على الفور". وأضافت أنه "بفضل الإجراءات السريعة التي اتخذها الضباط، تم القبض على القطة وإزالة الطرود، مما منعها من الوصول إلى وجهتها النهائية". وفي المجمل، عثر المسؤولون على حزمتين من الماريجوانا والهيروين، بالإضافة إلى أوراق تستخدم في تغليف المخدرات، بحسب بيان الوزارة. ويقول المسؤولون إنهم يقومون بمراجعة لقطات المراقبة الأمنية لمحاولة تتبع تحركات القطة قبل أن يكتشفها حراس السجن في محاولة لمعرفة من حاول تهريب المخدرات إلى داخل السجن ولمن كانت مرسلة. ووفقاً لشبكة "بي بي سي" سلم مسؤولو السجن القطة إلى الهيئة الوطنية لصحة الحيوان لإجراء تقييم بعد نزع المخدرات من ظهرها.

"فيها كل عناصر السعادة، وكل عوامل الانفجار"... ماذا نعرف عن مدينة جرمانا السورية؟
"فيها كل عناصر السعادة، وكل عوامل الانفجار"... ماذا نعرف عن مدينة جرمانا السورية؟

شفق نيوز

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

"فيها كل عناصر السعادة، وكل عوامل الانفجار"... ماذا نعرف عن مدينة جرمانا السورية؟

لم تكن ليلة الثلاثاء 29 أبريل/نيسان الماضي كغيرها في جرمانا، المدينة السورية المكتظة بالسُكّان جنوب شرقي دمشق. ففي أقل من ساعة، تحوّلت شائعة على تطبيق "واتساب" إلى كابوس جماعي. إذ أدى تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي، يتضمّن إساءة للنبي محمد، إلى إشعال فتيل اشتباكات مسلّحة. ورغم أن الرجل المعني نفى صحة التسجيل المنسوب إليه، فإن المعلومات المضللة اختلطت بالخلفيات الطائفية والأسلحة النارية، ليقضي سكان جرمانا ليلة دامية، في مدينة طالما اعتُبرت نموذجاً للتعايش السوري. واليوم، يخيّم على زوايا جرمانا "هدوء هش يُخفي تحت سطحه بقايا جرح لم يُعقَّم، بل تمّت لملمته فقط"، على حد وصف الكاتب الصحفي يعرب العيسى، المقيم في المدينة منذ 27 عاماً. ويقول العيسى: "الوضع هادئ الآن، لكن أي استفزاز بسيط قد يعيد إشعال الفتيل. فالتوتّر في سوريا عام، لكنه أكثر حدّة في مناطق مثل جرمانا، وصحنايا، والسويداء". جرمانا، مدينة سورية تقع على بُعد 5 كيلومترات جنوب شرق دمشق، ومن أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان. رغم أنها تُدرج رسمياً ضمن محافظة ريف دمشق، إلا أن مدينة جرمانا لا تختلف كثيراً عن العاصمة، لا في عمرانها ولا في تداخلها السكاني. "هي أقرب إلى امتداد متصل لدمشق"، كما يصفها نيروز ساتيك، الباحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية بجامعة ساسكس البريطانية في مقابلة مع بي بي سي عربي. لم تعد جرمانا قرية زراعية كما كانت تاريخياً، عندما كانت تشكل جزءاً من قرى غوطة دمشق، قبل أن تتمدد وتتحول إلى مدينة مكتظة ومتشعبة. هذا التحول كان نتيجة طبيعية لموقعها الجغرافي المحاذي للعاصمة، وللهجرات الداخلية المتتابعة منذ عشرات السنين. يقول يعرب لبي بي سي إن المدينة هي حاضرة قديمة تعود جذورها إلى حقبة ما بعد ميلاد المسيح حين كانت تضم ديراً مسيحياً للقديس جرمانوس، منح المدينة اسمها. سكنها الدروز في القرن الحادي عشر بعد هجرتهم من مصر عقب ضعف الدولة الفاطمية. فعندما تعرضوا للتضييق، استقروا في مناطق متفرقة من بلاد الشام، منها جبل الشوف في لبنان، وجبل السماق شمالاً (قرب إدلب)، وقريتان قرب دمشق هما جرمانا وصحنايا. يؤكد يعرب أن جرمانا كانت تاريخياً مدينة منفتحة على التنوع، سكنها المسيحيون والدروز بداية، لكنها جذبت لاحقاً سكان من معتقدات مختلفة، ما أذكى التسامح الطائفي والديني. "كانت منطقة مرغوبة، بجوار الغوطة، فيها نهر وطبيعة وهواء عليل، فتوسعت وتحوّلت إلى المدينة الأكثر تنوعاً وحرية في سوريا". جرمانا: مدينة اللاجئين لكنّ محطات التحوّل الكبرى بدأت مع موجات الهجرة المعاصرة. ففي عام 2003، استقبلت جرمانا أول موجة من اللاجئين العراقيين، خصوصاً المسيحيين، ما خلق ضغطاً عمرانياً واقتصادياً، فأُنشئت أحياء جديدة وسرعان ما صارت المدينة تضج بالحياة. ثم بدأت الثورة السورية عام 2011 التي تحولت صراعاً مسلحاً، وجلبت معها نازحين من مدن دير الزور ودرعا وإدلب وحلب والغوطة. عشرات الأحياء بُنيت بسرعة، ما أضاف طبقات سكّانية جديدة، وخلق احتكاكات مستمرة بين فئات ومناطق وعشائر مختلفة. وبحسب يعرب، فإن عدد سكان جرمانا اليوم يُقدّر بنحو مليون نسمة. ولا يشكل الدروز – رغم رمزية وجودهم – أكثر من 25 في المئة من السكان، بينما أبناء المدينة الأصليين لا يتجاوزون 6 أو 7 في المئة، بحسب تقديرات. لم نستطع في بي بي سي الاطلاع على السجلات الرسمية التي تُظهر التغيرات الديموغرافية على مدار السنوات الأخيرة. ومع ذلك، تبقى الإدارة اليومية للمدينة بيد "الهيئة الروحية للدروز"، إلى جانب هيئة مدنية يعمل الجميع على احترامها والتعامل معها كمرجعية. فبحسب الناشط السياسي مروان حمزة، وهو ابن المنطقة: "الدروز لهم الكلمة الفصل" في إدارة المدينة؛ فغالبية المراكز الإدارية الرسمية، بما في ذلك رئاسة البلدية، يديرها أفراد من الطائفة الدرزية، بينما تلعب المشيخة الدينية الدور الأبرز في رسم السياسات المحلية، سواء داخل الطائفة أو في علاقتها مع باقي مكونات المدينة، كما يوضّح. بعد عام 2011، ومع نزوح عدد كبير من سكان السويداء إلى جرمانا، تعزز هذا الدور أكثر. يوضح حمزة أن "أي بيان يصدر عن المشيخة أو دار الطائفة يُنفذ فوراً من جميع السكان، وليس من الدروز فقط"، في إشارة إلى احترام السلطة الدينية العليا وقدرتها على ضبط الشارع. ويتابع: "خلال الأحداث الأخيرة، كانت بيانات المشايخ في جرمانا بمثابة صمّام أمان، إذ ساهمت بشكل كبير في تهدئة التوتر ومنع تصاعد الصدامات". لكن هذا التنوع كان سيفاً ذا حدين. فكما شكّل مصدر غنى، كان أيضاً نواةً قابلة للاشتعال. "ما حصل في الأيام الماضية كان مجرد نتيجة لتراكم احتكاكات قديمة"، يروي يعرب، مشيراً إلى حادثة انتشار تسجيل صوتي مزور لشخص يسب النبي محمد، قيل إنه رجل درزي من السويداء. فقامت جماعات متطرفة بالاعتداء على أهل جرمانا، في مشهد يدل على مدى استعداد النفوس للاشتعال بفعل الشحن الطائفي المسبق، بحسب وصفه. وفي السويداء، خرجت بيانات دينية من مشيخة العقل – الجهة الدينية العليا للطائفة الدرزية – تندد بالتسجيل وتؤكد عدم صحته، داعية إلى التهدئة و"عدم الانجرار خلف الفتنة". وأصدر الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الدينية لدروز سوريا، بياناً يُدين الإساءة ويشدد على احترام الرموز الدينية لجميع الطوائف، مع التأكيد على أن الصوت ليس لأحد من مشايخ السويداء. وأصدرت وزارة الأوقاف لاحقاً موقفاً مقتضباً يدعو للوحدة الوطنية و"رفض الفتنة". موقف جرمانا من الثورة السورية؟ منذ الأيام الأولى للحرب السورية، اختارت جرمانا موقعاً حذراً: "حياداً إيجابياً" بحسب يعرب. فالدروز في سوريا لم يقفوا بشكل صريح مع النظام، لكنهم لم يواجهوه أيضاً. في جرمانا، فرض الموقع الجغرافي حساسيات إضافية، فهي البوابة التي تفصل العاصمة عن الغوطة الثائرة - الريف الدمشقي ذو الغالبية السنية. في سنوات الثورة، لعبت المدينة دور الوسيط غير المُعلن: طلبت من القرى المجاورة عدم الاعتداء عليها مقابل عدم السماح بدخول قوات النظام من جهتها، وفقاً لمروان. أما مؤسسات الدولة داخل جرمانا، فقد بقيت قائمة حتى في لحظات انهيار السلطة في مناطق سورية أخرى. "البلدية، المحكمة، السجل المدني... لم تُمس"، يقول يعرب، بعكس كثير من مدن سوريا التي شهدت عمليات سلب ونهب واسعة. بعد التسوية التي جرت في الغوطة في 2018، عاد قسم من المهجرين إلى بلداتهم، فانخفض عدد السكان قليلاً. وفي المقابل، خضعت المدينة لترتيبات أمنية مع النظام. جرى التفاوض حول سلاح الفصائل المحلية، فرفض سكان المدينة تسليمه بالكامل. بدلاً من ذلك، سُلّمت الأسلحة الثقيلة فقط، فيما دُمجت عناصر الحماية المحلية ضمن قوات الأمن العام، وارتدوا زيّه الرسمي، ليتحول أبناء جرمانا إلى "أمن عام" بشكل رسمي، في صيغة ترضية لجميع الأطراف، وفقاً ليعرب. رغم هذه "التهدئة الشكلية"، تبقى جرمانا مدينة على حافة الانفجار. "فيها كل عناصر السعادة، وكل عوامل الانفجار"، يصف يعرب. فهي "مرآة سوريا المصغرة: جميلة، متنوعة، ومتوترة. وتنتظر شرارة". أما تفاعل جرمانا مع انتفاضة السويداء لعام 2023، فلم يكن مفاجئاً، بحسب نيروز ساتيك. "رغم أن المظاهرات لم تكن حاشدة بفعل القبضة الأمنية الصارمة في ريف دمشق، إلا أن الإيقاع السياسي فيها كان متقارباً مع حراك السويداء، بما يعكس ارتباطاً وجدانياً وثقافياً مستمراً مع الجنوب السوري". تعرضت جرمانا خلال الحرب لعشرات التفجيرات وعمليات الاغتيال، أبرزها الهجوم على موقف للسيارات عام 2012 أودى بحياة العشرات، وتفجيرات أخرى عامي 2013 و2015. مرحلة ما بعد الأسد مع سقوط النظام السوري في ديسمبر/ كانون الأول 2024، احتفل سكان جرمانا كغيرهم في أنحاء سوريا. وفي مساء الجمعة 28 فبراير/شباط 2025، اندلع اشتباك مسلح عند أحد الحواجز المحلية في المدينة، أسفر عن مقتل موظف في وزارة الدفاع السورية، يُدعى أحمد الخطيب، وإصابة عنصر أمني آخر بجروح بالغة. التحقيقات الأولية أشارت إلى أن منفذي الهجوم ينتمون إلى مجموعة مسلحة محلية، يُعتقد أنها تحتفظ بصلات تنظيمية مع أجهزة النظام السابق. وبعد ساعات من الحادثة، رفضت الميليشيا تسليم المتهمين للسلطات، رغم المحاولات المتكررة للتهدئة من أطراف مدنية ودينية. بحلول مساء الأحد 2 مارس/آذار، تحوّل التوتر إلى حالة من الانفلات، مع قيام مجموعات مسلحة بنصب حواجز عشوائية وفرض سيطرة على بعض مداخل المدينة. واستُخدمت هذه الحواجز في عمليات تفتيش واحتجاز وإطلاق نار في بعض المناطق السكنية، مما أثار ذعر الأهالي. عقب ذلك بيوم واحد، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية الجديدة عن بدء عملية أمنية رسمية في جرمانا، هدفها إنهاء "الفوضى الأمنية" وملاحقة الجناة، إضافة إلى تفكيك النقاط المسلحة غير النظامية التي انتشرت. العملية الأمنية شملت انتشاراً لعناصر الشرطة العسكرية، وإغلاق بعض الطرق المؤدية إلى الأحياء الشرقية، فيما سُجّلت اعتقالات محدودة بحق أفراد يُشتبه بضلوعهم في الهجوم أو في أعمال تخريب لاحقة. يأتي التصعيد الأخير في جرمانا في لحظة دقيقة تمر بها سوريا، حيث لا تزال الحكومة الجديدة - التي تشكّلت بعد انهيار النظام السابق في ديسمبر/ كانون الأول - تحاول إعادة ترتيب مؤسّساتها، وسط مشهد أمني لم يستقر بعد. فبينما تعلن السلطات أن الجماعات المسلحة قد أُدمجت بالكامل ضمن هيكل الدولة الجديدة، لا تزال تقارير محلية تتحدث عن مجموعات تتحرك بشكل منفصل، يُقال إنها لم تخضع بعد للقيادة المركزية، ما يجعل مدناً مثل جرمانا أكثر عرضة للاشتباكات الداخلية. لكن هذه الرواية لا تحظى بإجماع. فبحسب عدد من سكان المدينة ونشطاء سياسيين تحدثوا لـبي بي سي، فإن تحميل المسؤولية لما يُوصف بـ"الفصائل غير المنضبطة" لم يعد مقنعاً، خاصة أن قائد الحكومة أحمد الشرع كان قد رعى بنفسه سلسلة من المصالحات، أفضت إلى إدماج معظم المقاتلين في أجهزة الدولة، بما فيها قوات الأمن العام والشرطة المحلية. BBC اقتصاد هش اليوم، يعيش سكان جرمانا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة. المدينة، مثل غيرها من ضواحي دمشق، تعاني من ارتفاع هائل في الإيجارات والأسعار، وانقطاع مستمر للكهرباء والماء. الكهرباء في جرمانا، كما في باقي مناطق سوريا، تُقطع معظم ساعات اليوم، تُقسم إلى أربع دورات، وتتوفر لمدة ساعة ونصف كل ست ساعات، ما يعني نحو خمس إلى ست ساعات تتوفر فيها الكهرباء يومياً. لكن بعض الأحياء تعتمد على مولّدات خاصة وخطوط بديلة تُباع خدماتها بأسعار مرتفعة. أما الإيجارات، فتتفاوت بشكل كبير حسب المنطقة ومستوى البناء. في الأحياء المكتظة، يمكن العثور على شقق صغيرة مكتظة وغير مؤهلة للإقامة مقابل 50 دولاراً شهرياً. في المقابل، قد تصل الإيجارات في المناطق الجيدة إلى 500 دولار، مع متوسط عام يتراوح بين 200 و300 دولار للشقق المتوسطة. أما المحلات التجارية، فتصل إيجاراتها إلى أرقام خيالية، حيث يؤجر بعضها بأكثر من 2000 دولار شهرياً. علماً أن تسعة من كل عشرة أشخاص في سوريا يعيشون في فقر وإن واحداً من كل أربعة عاطل عن العمل، وفقاً للأمم المتحدة. الكثير من العائلات تقطن في أحياء مكتظة، بعضها بلا بنى تحتية، خصوصاً العائلات النازحة. ومع ذلك، لا تزال المدينة تنبض بالحياة. مقاهٍ، أسواق، مدارس خاصة، ومراكز تدريب. في ظل هذا التنوّع، يُحافظ الناس على نوع من التعايش الصامت. يلتقي الدروز والمسيحيون والسنة في الأسواق والمدارس، ويفصلهم فقط صراع سياسي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store