
هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
Getty Images
بنبرة غاضبة اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنه ليلة الاثنين، وقال إنه غير راض عن أي من البلدين، خاصة إسرائيل.
جاء ذلك في حديث للصحفيين، صباح الثلاثاء، لحظات قبل مغادرته البيت الأبيض في رحلة تأخذه إلى لاهاي في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) .
وردا على إبلاغه بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران، قال ترامب إن إسرائيل وإيران تتقاتلان منذ فترة طويلة وبقوة لدرجة أنهما لا تعرفان "ماذا تفعلان... ما كان على إسرائيل أن تقدم على ما فعلته، سأرى ما إذا كان بإمكاني إيقافها". وتابع كلامه ساخرا "ستعود جميع الطائرات بعد أن تؤدي تحية ودية لإيران، لن يصاب أحد بأذى، ووقف إطلاق النار ساري المفعول".
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب أجرى اتصالا في وقت سابق من صباح الثلاثاء برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه عدم مهاجمة إيران إطلاقا. إلا أن نتنياهو أبلغ ترامب أنه لا يستطيع إلغاء الهجوم على إيران، لحاجته لرد ما على انتهاك إيران وقف إطلاق النار.
وإثر تلك المكالمة خاطب ترامب حكومة نتنياهو بلهجة الأمر، عبر تغريدة على منصة "تروث سوشيال" قائلا "إسرائيل، لا تُلق هذه القنابل... وإن فعلت فهذا انتهاك جسيم، إذا قمت بذلك فسيمثل الأمر انتهاكا خطيرا، أعيدوا طياريكم فورا..."
وفي وقت لاحق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارات الإسرائيلية اقتصرت على قصف "هدف رمزي" في إيران وصفته إذاعة الجيش الإسرائيلي بإنه موقع رادار يقع بالقرب من طهران. وعلى الفور نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن "الأمر انتهى، وأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دخل حيز التنفيذ".
ويساور الرئيس الأمريكي القلق خشية أن تنقلب ما اعتبره "منجزات" في هذا التصعيد العسكري إلى كابوس، كثيرا ما حذر منه الخصوم والحلفاء على حد سواء. فقد قامر ترامب بمساعدة إسرائيل -حليفة بلاده- في شل برنامج طهران النووي، في إخلال واضح بتعهداته الانتخابية بتجنب التورط في حروب خارجية.
وكان إسقاط قنابل خارقة للتحصينات على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض محفوفا بالمخاطر. لكن العملية تمت بنجاح – حسب التقديرات الأمريكية- وأعلن ترامب على إثرها أنه تمكن من تحجيم قدرات البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير .
وفيما اعتبر ردا محدودا من جانب إيران على الهجوم الأمريكي، أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، لم تسفر عن وقوع سقوط ضحايا أو خسائر تذكر، لكنها أثارت ردود فعل قوية في الدوحة أكثر من واشنطن. واعتبر كثيرون الهجوم الصاروخي الإيراني ردا محسوبا تجنبا لأي تصعيد مع واشنطن.
وفي الوقت الذي كانت صواريخ إيران تعبر أجواء الدوحة باتجاه قاعدة العديد، كان ترامب وفريقه منهمكون في اتصالات مكثفة مع كل من إسرائيل والقيادة الإيرانية - عبر وساطة قطر - بغية التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار قبل سفر الرئيس إلى هولندا.
وفي إسرائيل اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موافقته على وقف إطلاق النار "نصرا استراتيجيا" على إيران وتحقيقا لهدف عسكري رئيسي بعد تحييد التهديد النووي والصاروخي الإيراني.
ويقول بعض المتابعين إن محاولة ترامب الإسراع بفرض هدنة في المواجهة بين ايران وإسرائيل ترمي إلى عدم خروج تطورات الحرب عن السيطرة. فالرد الإيراني على القصف الأمريكي كان محسوبا وتم إبلاغ واشنطن به قبل موعد حدوثه وبالتالي وجب منح طهران وسيلة لإنقاذ ماء الوجه والرد على الولايات المتحدة بشكل رمزي وطي الملف نهائيا.
ويترك إعلان ترامب عن اتفاق الهدنة عددا من التساؤلات الكبيرة. واكتفى الطرفان الإيراني والإسرائيلي بإعلان التزامهما طالما أحجم كل منهما على مهاجمة الثاني. ولم يكشف أي من الأطراف الثلاثة عن شروط الاتفاق أو بنوده. وحتى تغريدات ترامب الحماسية على وسائل التواصل الاجتماعي لم تشر إلا إلى "وقف إطلاق النار الكامل والشامل." ولم تتحدث لا عن إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني ولا عن مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ولا عن موعد محتمل للقاءات مستقبلية.
تشعر إدارة الرئيس ترامب – على الأرجح - أن الوقت حان لوضع حد للتصعيد قبل أن تنجر المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا. فحتى اليوم لم تغلق ايران مضيق هرمز ولم تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى في الشرق الأوسط، ولم تفعل نشاط وكلائها ضد المصالح الأمريكية في منطقة الخليج.
برأيكم
هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
هل تعود إيران إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي؟
ما هو مستقبل البرنامج النووي الإيراني؟
هل تعود واشنطن إلى ضرب إيران إذا رفضت الأخيرة التفاوض بشأن ما تبقى من برنامجها النووي؟
هل يهدد انهيار الهدنة بانزلاق المنطقة نحو جولة ثانية من التصعيد العسكري أكثر شراسة؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 25 يونيو/حزيران.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
هل تصبح برامج تلفزيون الواقع وسيلة جديدة لمنح الإقامة للمهاجرين؟
Getty Images هل يمكن أن ينتهي الحال ببعض المهاجرين وطالبي اللجوء في الولايات المتحدة بالمشاركة في برامج تلفزيون الواقع مقابل الحصول على البطاقة الخضراء، التي تمنح الإقامة الدائمة؟ قد تبدو الفكرة أقرب إلى المزاح، لكنها أثارت جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، رغم نفي الحكومة الأمريكية وجود خطط رسمية بهذا الشأن. فقد أفادت صحف محلية بأن وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نوم، تدرس تصورًا مقترحًا ضمن مجموعة أفكار أخرى معروضة على مكتبها وقيد المراجعة حاليًا. وتشغل نوم منصباً محورياً في إدارة سياسات الهجرة والأمن الداخلي، إذ تشرف وزارتها على حملة ترحيل واسعة تستهدف المهاجرين غير النظاميين، ضمن سياسة الهجرة الصارمة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية. لكن وأثناء جلسة للجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للأمن الداخلي والشؤون الحكومية، نفت الوزيرة وجود مخططات في هذا الإطار سواء منها أو من فريقها التنفيذي، وقالت: "قد أكون تلقيت فكرة في وقت ما، نظرًا لوجود أفكار قُدمت للوزارة لتخفيف أعباء الهجرة واللجوء المزمنة، لكننا لم نكتشف أن من بينها ما يوصي بتجربة تلفزيون الواقع." في المقابل، ذكرت الصحف الأمريكية تصريحات المتحدثة باسم وزارتها، تريشيا ماكلولي، التي أدلت بها منتصف مايو/أيار 2025 لوول ستريت جورنال. كشفت ماكلولي، المعينة من قبل الرئيس دونالد ترامب، عن وجود مباحثات حول فكرة توظيف اللاجئين والمهاجرين في تلفزيون الواقع، وأنها قيد الدراسة "لأننا بحاجة إلى إحياء الروح الوطنية وترقية الحس المدني في هذا البلد...". لاحقًا، نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الخبر لكنها نسبت إلى ماكلولي أنها أبدت دعمها للمقترح، وعندما تصاعدت ردود الفعل الساخنة داخليًا، هاجمت ماكلولي عبر حسابها على منصة إكس طريقة تناول ديلي ميل للخبر، دون أن تذكر ما كتبته وول ستريت جورنال. "لاجئون، حصريا على قناتنا" Getty Images مصير مجهول ينتظر أكثر من 70 ألف أفغاني انتقلوا للولايات المتحدة في إطار مبادرة "الترحيب بالحلفاء" في هذه الأثناء، أدلى روب ورسوف، الكاتب والمنتج المعروف بأعماله في مجال البرامج الواقعية التي تقوم على تصوير أشخاص "حقيقيين" يتفاعلون أمام الكاميرا دون خصوصية، بتصريحات صحفية عقب الضجة التي أثارها مقترحه. أفاد ورسوف بأنه حاول جاهدا تسويق فكرته على مدار الإدارتين الماضيتين حتى تمت أخيرا "دراسته بجدية"، بحسب زعمه. ولمواجهة اتهامات الاستغلال، حرص على التذكير بأنه مهاجر انتقل من كندا إلى الولايات المتحدة، وأن برنامجه يعالج قضية الهجرة بمنظور إنساني، معتبرًا إياه "احتفاء عظيماً بأمريكا" و"دعوة لحوار وطني حول معنى أن تكون أمريكياً". وتداولت الأنباء أن العرض التلفزيوني، المصمم في 35 صفحة، يهدف إلى تسريع البت في طلبات الهجرة. يحمل البرنامج المقترح عنوان "الأمريكي"، وسيضم "سلسلة مغامرات وتحديات" يراقبها الجمهور وكاميرا تبث مباشرة، حيث يُتابع المتسابقون وهم في أوضاع مختلفة وتحديات متنوعة مثل "تحدي صنع البيتزا" في نيويورك، و"تحدي إطلاق الصواريخ" في فلوريدا، و"تحدي البحث عن الذهب" في كاليفورنيا، والعمل في خطوط تجميع السيارات في ديترويت، إلى جانب مسابقات في المعلومات العامة. كما يُشجع المشاركون على زيارة جزيرة إليس، نقطة دخول رئيسية لملايين المهاجرين إلى أمريكا. وبحسب التصور الأولى للبرنامج، تنتهي كل حلقة بتصويت، مع وجود مراحل تصفيات حاسمة للمتنافسين الذين غالبا ما قطعوا شوطا طويلا في سبيل تحقيق حلمهم بحياة أفضل، ليُختتم البرنامج بأداء الفائز اليمين كمواطن أمريكي. في هذا السياق، تواصلت بي بي سي مع أحد طالبي اللجوء إلى الولايات المتحدة، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته. في البداية، عبّر عن استغرابه من الفكرة، وقال إن الجدل المحيط بها لم يلفت انتباهه "ربما بسبب دوامة التغييرات المربكة المتعلقة بالهجرة هنا في الولايات المتحدة". وأضاف أنه يجدها فكرة "غير مستساغة وجريئة"، وتابع: "هناك الكثير من التدابير التي يتم الحديث عنها الآن بشأن اللاجئين. نعلم أن هناك حكومات في مأزق، تجد صعوبة في احتواء هذه الأزمة أو تجاهل تجلياتها"، لكنه يرى، من موقع انحيازه للمهاجرين، أن "تلك المتاهات لن تفيد بشيء". تحدث إلينا عن دوافع تقديمه طلب اللجوء قبل عشر سنوات عند وصوله إلى الولايات المتحدة، وهو الآن بصدد استكمال إجراءات الحصول على البطاقة الخضراء بعد مسار تفاوضي طويل. وقد غادر وطنه سوريا عام 2010، قبل اندلاع الحرب الأهلية، وعاش خمس سنوات في دولة خليجية حصل فيها على فرصة عمل جيدة، لكنها لم تكن، بحسب روايته، ملاذاً آمناً. أكد أنه ظل طوال تلك الفترة عرضة للمضايقات، وأن التضييق بلغ حد تعليق تجديد وثائق هويته، إلا إذا عاد إلى سوريا، فما كان منه إلا أن توجه مع أسرته إلى الولايات المتحدة بتأشيرة صالحة قام باستخراجها على نفقته الخاصة. يرى أن الطريق إلى الولايات المتحدة، كما هو الحال في أغلب مسارات الهجرة، يزداد وعورة. فبعد إعادة انتخابه، تعهّد الرئيس ترامب خلال ولايته الثانية بتوجيه ضربة قوية لـ"مشكلة الهجرة المتجذّرة" في البلاد. وقد لوحظ رفع سقف "الحلول المبتكرة" من قبله ومن قبل فرق عمله، بهدف إنتاج سياسات "بحجم التحديات"، وتبرير حملات الترحيل الجماعية للمهاجرين "غير المناسبين"، مقابل الترويج لنظام هجرة جديد يقوم على انتقاء المهاجرين الأكفاء، والحد من "التدفقات المختلطة التي تُرهق دافعي الضرائب الأمريكيين بمليارات الدولارات سنويًا". وبينما تتعرض سياسات ترامب الخاصة بالهجرة لانتقادات من قبل قطاع من الأمريكيين بجانب منظمات حقوقية، فإن قطاعا أخر في البلاد يدعمها. ونقلت صحيفة الغارديان أن موظفي وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) يتلقّون توجيهات بـ"ابتكار أقصى ما يمكن" في أساليب الإنفاذ. وفي ظل تقارير متداولة عن مراجعة شاملة لخيارات التعامل مع المهاجرين غير النظاميين، تداولت وسائل إعلام أمريكية أن وزارة الأمن الداخلي تدرس تقديم مساعدات مالية للراغبين في العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية. كما تم إحياء العمل بقانون "الأجانب الأعداء" العائد للقرن الثامن عشر، والذي يجيز احتجاز أو ترحيل غير المواطنين القادمين من دول تُعتبر معادية للولايات المتحدة. ومع تعليق استقبال المزيد من اللاجئين، حتى من الذين حصلوا على تصاريح دخول رسمية بانتظار معالجة طلباتهم، كثّفت وكالة الهجرة عمليات التدقيق والمداهمة، وأطلقت حملة اتحادية أدّت إلى احتجاز أكثر من 51 ألف مهاجر حتى مطلع يونيو/حزيران الجاري. وطلب البيت الأبيض من السلطات زيادة عدد الاعتقالات اليومية إلى 3000 مهاجر غير نظامي يوميا، ، أي ما يزيد على مليون سنوياً. ويصف مسؤولو الهجرة من يتم توقيفهم بأنهم "مهاجرون غير نظاميين غير موثّقين قانونياً، يشكلون خطراً ويخالفون القانون"، لكن تقارير إعلامية متعدّدة أشارت إلى أن حملة ترامب شملت مهاجرين لا تُسجّل بحقهم مخالفات قانونية. ولفت أحد مراكز الأبحاث البارزة في الولايات المتحدة إلى صدور تعليمات بخفض أعداد الطلاب الأجانب المقبولين للدراسة في البلاد. وتؤكد منظمة الأمم المتحدة دوما ،على ضرورة معالجة أزمة اللجوء في بلدان المنشأ. "عندما يكون اللجوء هو الطريق الوحيد الممكن، لا تملك سوى المتابعة والمثابرة، لا سيما إن كنت قطعت مشواراً مرهقاً"، هكذا علّق طالب اللجوء لبي بي سي، قبل أن يضيف: "الإعلام ينجذب إلى التصريحات الرنانة، لكن المحك الحقيقي يبقى في النظام القضائي والديمقراطي لأمريكا". برامج الواقع واللاجئون تم التطرّق إلى قضايا اللاجئين سابقا من خلال برامج تلفزيون الواقع، أبرزها ما بثته القناة الرابعة البريطانية ضمن سلسلة حلقات حملت عنوان "عد من حيث أتيت". ورغم الاسم الصادم، فإن المشاركين في البرنامج كانوا بريطانيين خاضوا في عام 2024 رحلة تحاكي مسار المهاجرين غير النظاميين نحو الأراضي البريطانية، باعتبارها من أبرز وجهات اللجوء. انقسمت المجموعة إلى فريقين: انطلق الأول من سوريا، فاجتاز طريق الحرب الطويل، فيما انطلق الثاني من الصومال، حيث سادت المجاعة والاضطرابات. قطع الفريقان الصحارى والجبال، وتسلقوا جبال الألب الإيطالية ليلًا، ثم عبروا بحر المانش في قارب صغير وصولًا إلى مدينة دوفر، نقطة الوصول التقليدية للمهاجرين في بريطانيا. وخلال الرحلة، التقى المشاركون بلاجئين حقيقيين وتفاعلوا معهم، وذكرت القناة أنها أرادت تقديم محتوى أكثر واقعية وتأثيرًا. لكن، ورغم تلك اللمسة الإنسانية، دانت منظمة "التحرر من التعذيب" البريطانية غير الربحية البرنامج، واعتبرته "سابقة خطيرة" تخالف الأعراف الدولية، منددة بما وصفته بـ"مساواة شكلية بين لاجئ حقيقي ومشارك في مغامرة مصوّرة". Getty Images جزيرة إليس تقع في خليج نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وتُعرف تاريخيًا بأنها كانت البوابة الرئيسية لاستقبال ملايين المهاجرين إلى البلاد خلال الفترة من عام 1882 إلى عام 1954. إلى أين يصل اللاجئون اليوم؟ Getty Images لا يوجد رقم نهائي لعدد طلبات اللجوء العالقة أمام المحاكم الأمريكية المختصة بالهجرة حتى الآن، لكن التقديرات تشير إلى أنها تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين طلب رسمي. أما متوسط فترة الانتظار للبت في هذه الطلبات، فيختلف حسب طبيعة كل حالة، ومستوى التعقيد، وتوفر الوثائق، وحاجة السلطات لإجراء مقابلات إضافية. تُعدّ الولايات المتحدة تاريخيًا من أبرز مقاصد اللاجئين عالميا، بدءا من استقبال مئات الآلاف من الأوروبيين الفارين من الحرب العالمية الثانية، مرورًا بالفارين من الأنظمة الشيوعية خلال الحرب الباردة، وصولًا إلى النزاعات المستمرة في أفغانستان وأوكرانيا والشرق الأوسط وأفريقيا، إضافة إلى الوافدين من أمريكا الجنوبية. وقد انتقلت البلاد من التعامل المؤقت مع قضايا اللجوء إلى اعتماد برنامج دائم لتحديد الأهلية، بدأ منذ عام 1980. لكن هذا النهج تغيّر جزئيًا بعد وصول ترامب إلى الحكم، إذ وقّع فور تنصيبه أمرًا تنفيذيًا لإعادة تنظيم نظام اللجوء. يحق لطالب اللجوء تقديم طلبه الرسمي خلال عام من دخوله إلى الأراضي الأمريكية. وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، قُبل أكثر من ثلاثة ملايين طلب. ومع ذلك، لا تصنّف الولايات المتحدة ضمن الدول العشر الأولى المستضيفة للاجئين، وفق أحدث إحصاءات موقع "ستاتيستا" لعام 2024، وتأتي مساهمتها في المرتبة العشرين، بعد دول مثل تركيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، لبنان، والأردن. ترامب، المهاجرون، وتلفزيون الواقع Getty Images ترامب في حملة الترويج لبرنامج الواقع الذي انتجه وشارك به "المتدرب" في 2004، وكما ترون في الصورة الدعاية اعتلت مدخل "برج ترامب" في نيويورك بسبب حملته المثيرة للجدل على المهاجرين غير النظاميين، واجه ترامب انتقادات حادة من منظمات الحقوقية، وحتى من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي ندّدت بترحيل 142 ألف شخص بين 20 يناير/كانون الثاني و29 أبريل/نيسان. كما حذر محامو الهجرة من أن هذه السياسات قد تدفع المهاجرين إلى العزوف عن الامتثال للإجراءات القانونية. لكن المحكمة العليا الأمريكية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، سمحت باستئناف عمليات ترحيل البعض. وقد يتصوّر البعض أن ترامب لن يمانع في تحويل المهاجرين أنفسهم إلى نجوم في برامج الواقع، خاصةً أنه عرف طريقه إلى الشهرة من خلال برنامجه "المتدرّب" الذي حقق نجاحًا واسعًا وجنى من ورائه ثروة طائلة. وقبل ذلك، كان قد ظهر في أفلام وإعلانات وبرامج متنوعة، رغم انشغاله بمجال الأعمال. قد لا يتحول المهاجرون إلى نجوم تلفزيون في نهاية المطاف، لكن مجرد تداول الفكرة يعكس تحولا كبيرا في الطريقة التي تُدار بها قضية الهجرة في واحدة من أكثر دول العالم نفوذا.


الوسط
منذ 12 ساعات
- الوسط
البيت الأبيض: تصريحات خامنئي هدفها «حفظ ماء الوجه»
اتهم البيت الأبيض، الخميس، المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي بمحاولة «حفظ ماء وجهه» بعد أن قلل من تأثير الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية. وقالت الناطقة باسم البيت الابيض كارولاين ليفيت خلال إحاطة صحافية بعد أول ظهور لخامنئي منذ الضربات العسكرية الأميركية: «شاهدنا فيديو آية الله، وعندما يكون لديك نظام شمولي، عليك أن تحافظ على ماء الوجه». وفي وقت سابق اليوم، أكد المرشد الأعلى لإيران أن الضربات الأميركية على مواقع نووية إيرانية نهاية الأسبوع «لم يكن لها تأثير كبير». وقال خامنئي في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي: «هاجموا منشآتنا النووية، وهو أمر يستدعي الملاحقة الجنائية في المحاكم الدولية، لكنهم لم يقوموا بأي أمر كبير»، وفق وكالة «تسنيم» الإيرانية. وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يصرّ على أنه «دمّر» برنامج طهران النووي «بالغ في روايته للأحداث بشكل غير عادي وتكشّف بأنه كان مضطرا لهذه المبالغة. كل من سمع كلامه أدرك بأن هناك حقيقة أخرى وراء هذه الكلمات».


عين ليبيا
منذ 12 ساعات
- عين ليبيا
ترامب يهاجم إسبانيا ويهدد برسوم جمركية مضاعفة: سنجعلهم يدفعون!
صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه إسبانيا، متهماً إياها بالتقاعس عن الوفاء بالتزاماتها الدفاعية داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ومهدداً بفرض رسوم جمركية أميركية مضاعفة في إطار الضغط الاقتصادي على مدريد. جاء ذلك خلال تصريحات نارية أدلى بها ترامب، على هامش قمة الناتو في لاهاي، حيث وجه انتقادات حادة للحكومة الإسبانية لرفضها الالتزام بهدف الإنفاق الدفاعي الجديد الذي ينص على تخصيص 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع. وقال ترامب بنبرة حادة أمام الصحفيين: 'أنتم الدولة الوحيدة التي لا تدفع. لا أعرف ما هي المشكلة'، في إشارة مباشرة إلى الحكومة الإسبانية، مضيفاً: 'سنعوض ذلك. وعليكم أن تعلموا أننا بصدد فعل ذلك، فنحن نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاق تجاري، وسنجعلهم يدفعون ضعف المبلغ. وأنا أتحدث فعلياً بجدية بشأن ذلك'. ضغط اقتصادي على خلفية عسكرية تهديدات ترامب لم تأتِ بمعزل عن التصعيد داخل أروقة الناتو، حيث يسعى الرئيس الأميركي منذ عودته إلى البيت الأبيض إلى فرض نهج جديد داخل الحلف، يقوم على مبدأ 'الدفع مقابل الحماية'، في محاولة لإجبار دول الحلف، خاصة تلك ذات الاقتصاديات الكبرى، على تحمل عبء مالي أكبر في الميزانية الدفاعية. وتعد إسبانيا إحدى الدول الأوروبية التي لطالما واجهت ضغوطاً أميركية في هذا الصدد، لكن نبرة ترامب هذه المرة جاءت أكثر حدة ووضوحاً، متوعدة بإجراءات تجارية مباشرة إذا لم تلتزم مدريد برفع إنفاقها الدفاعي. اتفاق تجاري في مهب التهديدات في خضم التوتر، ألمح ترامب إلى أن الاتفاق التجاري الجاري التفاوض بشأنه بين واشنطن ومدريد قد يصبح أداة ضغط في يد الإدارة الأميركية. وأوضح: 'نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاق تجاري، وسنجعلهم يدفعون ضعف المبلغ'، في إشارة إلى احتمال فرض رسوم جمركية مضاعفة على المنتجات الإسبانية. تلميحات ترامب تؤكد أن واشنطن تدرس استخدام ورقة التجارة للضغط على الدول الأعضاء في الناتو، بما يتجاوز الأطر العسكرية، ويحول مسألة الإنفاق الدفاعي إلى قضية متعددة الأبعاد تشمل الاقتصاد والسيادة الوطنية. خلفية التوتر داخل الحلف الجدير بالذكر أن قمة لاهاي تُعقد في أجواء مشحونة بالتوتر، خاصة بعد تصاعد الخلافات بين بعض الدول الأعضاء حول كيفية التعامل مع التحديات الأمنية العالمية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، وسبل الردع في وجه التهديدات الروسية والصينية. في المقابل، لم يصدر رد فوري من الحكومة الإسبانية على تصريحات ترامب، لكن مصادر دبلوماسية أوروبية وصفت حديثه بأنه 'ضغط غير مسبوق' ومحاولة لفرض سياسة الأمر الواقع داخل الحلف. ترامب يواصل الهجوم على الحلفاء الهجوم على إسبانيا ليس الأول من نوعه، إذ سبق لترامب أن انتقد بشدة ألمانيا وكندا ودولاً أوروبية أخرى بسبب ما اعتبره 'تقاعساً مزمنًا' في تحمل مسؤوليات الدفاع، لكن تصريحه الأخير يفتح الباب أمام مواجهة سياسية واقتصادية جديدة بين واشنطن ومدريد، قد تكون لها تداعيات على العلاقات الثنائية ومستقبل الالتزامات داخل الناتو. ويبدو أن إدارة ترامب تنوي إعادة صياغة قواعد اللعبة داخل التحالف الأطلسي، باستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية والرسوم الجمركية كأداة لضبط الإيقاع الدفاعي للحلفاء، وهو ما قد يؤدي إلى تصدع إضافي في جدار الثقة بين ضفتي الأطلسي. ترامب يهاجم 'سي إن إن' و'نيويورك تايمز': يجب طرد المراسلين 'ذوي النوايا الشريرة' فوراً طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد مراسلين من شبكة 'سي إن إن' وصحيفة 'نيويورك تايمز'، واصفاً إياهم بـ'السيئين ذوي النوايا الشريرة'، على خلفية تغطيتهم للضربات الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية. وقال ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال' مساء الخميس: 'يجب طرد مراسلي الأخبار الكاذبة من سي إن إن ونيويورك تايمز فوراً! أشخاص سيئون بنوايا شريرة!'. وكان ترامب قد اتهم المؤسستين الإعلاميتين بالكذب، بعدما شككتا في تأثير الضربات الأمريكية على قدرة إيران النووية، مشيراً إلى أن المواقع المستهدفة 'دُمّرت بالكامل'، خلافاً لما ورد في التقارير الإعلامية التي أفادت بأن الأنشطة النووية الإيرانية قد تأخرت بضعة أشهر فقط. وفي تصريحات لقناة 'فوكس نيوز'، شدد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على أن 12 قنبلة خارقة استخدمت لتدمير منشأة 'فوردو'، مضيفاً: 'ليس هناك شك بأنه تم تدميرها'. ودعا إلى التحقيق مع أي جهة تقف خلف 'تسريبات خاطئة ومضللة'، واصفاً ذلك بـ'الخيانة'. يأتي هذا التصعيد الإعلامي عقب الضربات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد منشآت نووية وعسكرية إيرانية فجر 13 يونيو، وردّت عليها طهران بقصف صاروخي استهدف مناطق في إسرائيل، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.